مع الحبيب المصطفى:الإيمان يحول الألم إلى أمل
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
268ـ الإيمان يحول الألم إلى أمل
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَغْضَبُ كَثِيرَاً إِذَا رَأَى إِحْبَاطَاً أَوْ يَأْسَاً في قَلْبِ إِنْسَانٍ مُسْلِمٍ مَهْمَا كَانَتِ الأَسْبَابُ التي تُؤَدِّي إلى ذَلِكَ اليَأْسِ، وَلَا يَعْتَرِفُ بِأَيِّ مُسَبِّبٍ.
لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَبُثُّ الأَمَلَ في قُلُوبِ المُسْلِمِينَ في جَمِيعِ الأَزَمَاتِ، وَيَرْبِطُ القُلُوبَ بِاللهِ تعالى الذي يَأْتِي بِالفَرَجِ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ الإِنْسَانُ، لِأَنَّ الإِحْبَاطَ دَلِيلٌ وَعَلَامَةٌ على ضَعْفِ الإِيمَانِ، وَهَذَا الوَصْفُ لَا يَلِيقُ بِالإِنْسَانِ المُؤْمِنِ.
لَا تَيْأَسْ أَبَدَاً:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عِنْدَمَا شَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَائِحَةَ اليَأْسِ مِنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ غَضِبَ غَضَبَاً شَدِيدَاً حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ الشَّرِيفُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِدَّةِ الغَضَبِ.
روى الإمام البخاري عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ.
قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو اللهَ لَنَا؟
قَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَـضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِمَاذَا غَضِبَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟ لَقَدْ غَضِبَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ اشْتَمَّ في كَلَامِ خَبَّابٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَائِحَةَ اليَأْسِ، وَهَذَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ في قَلْبِ الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ.
لِذَا وَجَّهَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِضَرْبِ مَثَلٍ فيمَنْ سَبَقَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ». تَخَيَّلُوا وَاحِدَاً وُضِعَ في هَذَا المَوْضِعِ، مَاذَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ؟ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَيْأَسَ إِنْ كَانَ على الحَقِّ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ وَجَّهَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هَذَا التَّوْجِيهَ، حَتَّى لَا يَيْأَسَ، وَبَثَّ فِيهِ رُوحَ الأَمَلِ وَالتَّفَاؤُلِ، بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَـضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».
سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَا يَحْتَاجُ إلى قَسَمٍ، فَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ، وَلَكِنْ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَزْرَعَ هَذَا المَعْنَى زَرْعَاً في قُلُوبِ المُسْلِمِينَ في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ وَإِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، فَأَقْسَمَ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ». وَكَيْفَ لَا يَكُونُ هَذَا، وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾؟
حَوِّلُوا الأَلَمَ إلى أَمَلٍ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الحَيَاةُ تَتَقَلَّبُ صَفَحَاتُهَا بَيْنَ رَخَاءٍ وَشِدَّةٍ، وَسُرُورٍ وَحُزْنٍ، وَتَمُوجُ بِأَهْلِهَا مِنْ حَالٍ إلى حَالٍ، بَسْطٌ وَقَبْضٌ، رَفْعٌ وَخَفْضٌ، أَمْنٌ وَخَوْفٌ، سَرَّاءُ وَضَرَّاءُ ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾.
الحَيَاةُ مَصَائِبُ وَمِحَنٌ وَابْتِلَاءَاتٌ، قَالَ تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.
أَحْدَاثُ الحَيَاةِ اليَوْمَ تُورِثُ المَرْءَ لَوْنَاً مِنَ اليَأْسِ وَالقُنُوطِ الذي هُوَ قَاتِلٌ للرِّجَالِ، وَمُثَبِّطٌ للعَزَائِمِ، وَمُحَطِّمٌ للآمَالِ، وَمُزَلْزِلٌ للشُّعُورِ، لَقَدْ تَصَدَّعَتْ كَلِمَةُ الأُمَّةِ، وَاشْتَدَّ اليَأْسُ وَأَلْوَانُ البَلَاءِ، ذُلٌّ وَهَوَانٌ، وَتَكَالَبُ الأَعْدَاءِ، مَعَ انْتِشَارِ الفَسَادِ، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْنَا؟
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُحَوِّلَ الأَلَمَ إلى أَمَلٍ، وَالحُزْنَ إلى سُرُورٍ، وَذَلِكَ بِالنَّظَرِ في سِيرَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذي كَانَ يَبْسُطُ الأَمَلَ في مَوْضِعِ اليَأْسِ وَالقُنُوطِ، حَتَّى لَا تُصَابَ النُّفُوسُ بِالإِحْبَاطِ.
جَاءَ في سِيرَةِ ابْنِ هِشَامٍ في قِصَّةِ إِسْلَامِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ عَدِيٌّ: فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الْـمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي مَسْجِدِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ.
فَقَالَ: «مَنِ الرَّجُلُ؟».
فَقُلْتُ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ.
فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى بَيته، فَوَاللهِ إنَّهُ لَعَامِدٌ بِي إلَيْهِ، إذْ لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ كَبِيرَةٌ، فَاسْتَوْقَفْتُهُ، فَوَقَفَ لَهَا طَوِيلَاً تُكَلِّمُهُ فِي حَاجَتِهَا؛ قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللهِ مَا هَذَا بِمَلِكٍ.
ثُمَّ مَضَى بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إذَا دَخَلَ بِي بَيْتَهُ، تَنَاوَلَ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةٍ لِيفَاً، فَقَذَفَهَا إلَيَّ، فَقَالَ: «اجْلِسْ عَلَى هَذِهِ».
قَالَ: قُلْتُ: بَلْ أَنْتَ فَاجْلِسْ عَلَيْهَا.
فَقَالَ: «بَلْ أَنْتَ».
فَجَلَسْتُ عَلَيْهَا، وَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالْأَرْضِ.
قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللهِ مَا هَذَا بِأَمْرِ مَلِكٍ.
ثُمَّ قَالَ: «إيِهِ يَا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ! أَلَمْ تَكُ رَكُوسِيَّاً؟». (وَهُمْ قَوْمٌ لَهُمْ دِينٌ بَيْنَ دِينِ النَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ).
قَالَ: قُلْتُ: بلَى.
قَالَ: «أَوَلَمْ تَكُنْ تَسِيرُ فِي قَوْمِكَ بِالْمِرْبَاعِ؟».
قَالَ: قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: «فَإِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ».
قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ وَاللهِ؛ وَقَالَ: وَعَرَفْتُ أَنَّهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، يَعْلَمُ مَا يُجْهَلُ.
ثُمَّ قَالَ: «لَعَلَّكَ يَا عَدِيُّ إنَّمَا يَمْنَعُكَ مِنْ دُخُولٍ فِي هَذَا الدِّينِ مَا تَرَى مِنْ حَاجَتِهِمْ، فَوَاللهِ لَيُوشِكَنَّ الْـمَالُ أَنْ يَفِيضَ فِيهِمْ حَتَّى لَا يُوجد مَنْ يَأْخُذُهُ، وَلَعَلَّكَ إنَّمَا يَمْنَعُكَ مِنْ دُخُولٍ فِيهِ مَا تَرَى مِنْ كَثْرَةِ عَدُوِّهِمْ وَقِلَّةِ عَدَدِهِمْ، فَوَاللهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ تَسْمَعَ بِالْـمَرْأَةِ تَخْرَجُ مِنَ الْقَادِسِيَّةِ عَلَى بَعِيرِهَا حَتَّى تَزُورَ هَذَا الْبَيْتَ، لَا تَخَافُ، وَلَعَلَّكَ إنَّمَا يَمْنَعُكَ مِنْ دُخُولٍ فِيهِ أَنَّكَ تَرَى أَنَّ الْـمُلْكَ وَالسُّلْطَانَ فِي غَيْرِهِمْ، وَايْمُ اللهِ لَيُوشِكَنَّ أَنَّ تَسْمَعَ بِالْقُصُورِ الْبِيضِ مِنْ أَرْضِ بَابِلَ قَدْ فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ».
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: بِالإِيمَانِ يَكُونُ الإِنْسَانُ رَجُلَاً، بِالإِيمَانِ يُحَوَّلُ الأَلَمُ إلى أَمَلٍ، بِالإِيمَانِ يُحَوَّلُ التَّشَاؤُمُ إلى تَفَاؤُلٍ، بِالإِيمَانِ يُحَوَّلُ الضِّيقُ إلى سَعَةٍ، بِالإِيمَانِ تُحَوَّلُ المِحْنَةُ إلى مِنْحَةٍ، بِالإِيمَانِ تَتَقَدَّمُ الحَيَاةُ وَتَنْمُو وَيَسْتَمِرُ عَطَاؤُهَا.
الإِنْسَانُ المُؤْمِنُ لَا يَسْمَحُ لِمَسَالِكِ اليَأْسِ أَنْ تَتَسَلَّلَ إلى نَفْسِهِ أَوْ أَنْ تُعَشِّشَ في زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا قَلْبِهِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى حَذَّرَهُ مِنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾.
أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَزْرَعَ في قُلُوبِنَا الأَمَلَ وَالتَّفَاؤُلَ بَعدَ زِيَادَةِ الإيمَانِ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
268ـ الإيمان يحول الألم إلى أمل
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَغْضَبُ كَثِيرَاً إِذَا رَأَى إِحْبَاطَاً أَوْ يَأْسَاً في قَلْبِ إِنْسَانٍ مُسْلِمٍ مَهْمَا كَانَتِ الأَسْبَابُ التي تُؤَدِّي إلى ذَلِكَ اليَأْسِ، وَلَا يَعْتَرِفُ بِأَيِّ مُسَبِّبٍ.
لَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَبُثُّ الأَمَلَ في قُلُوبِ المُسْلِمِينَ في جَمِيعِ الأَزَمَاتِ، وَيَرْبِطُ القُلُوبَ بِاللهِ تعالى الذي يَأْتِي بِالفَرَجِ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ الإِنْسَانُ، لِأَنَّ الإِحْبَاطَ دَلِيلٌ وَعَلَامَةٌ على ضَعْفِ الإِيمَانِ، وَهَذَا الوَصْفُ لَا يَلِيقُ بِالإِنْسَانِ المُؤْمِنِ.
لَا تَيْأَسْ أَبَدَاً:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عِنْدَمَا شَمَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رَائِحَةَ اليَأْسِ مِنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ غَضِبَ غَضَبَاً شَدِيدَاً حَتَّى احْمَرَّ وَجْهُهُ الشَّرِيفُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِدَّةِ الغَضَبِ.
روى الإمام البخاري عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ.
قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو اللهَ لَنَا؟
قَالَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَـضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لِمَاذَا غَضِبَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟ لَقَدْ غَضِبَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ اشْتَمَّ في كَلَامِ خَبَّابٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَائِحَةَ اليَأْسِ، وَهَذَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ في قَلْبِ الإِنْسَانِ المُؤْمِنِ.
لِذَا وَجَّهَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِضَرْبِ مَثَلٍ فيمَنْ سَبَقَ: «كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ». تَخَيَّلُوا وَاحِدَاً وُضِعَ في هَذَا المَوْضِعِ، مَاذَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ؟ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَيْأَسَ إِنْ كَانَ على الحَقِّ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ وَجَّهَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خَبَّابَ بْنَ الأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هَذَا التَّوْجِيهَ، حَتَّى لَا يَيْأَسَ، وَبَثَّ فِيهِ رُوحَ الأَمَلِ وَالتَّفَاؤُلِ، بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَـضْرَمَوْتَ، لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ، أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ».
سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لَا يَحْتَاجُ إلى قَسَمٍ، فَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ، وَلَكِنْ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَزْرَعَ هَذَا المَعْنَى زَرْعَاً في قُلُوبِ المُسْلِمِينَ في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ وَإِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، فَأَقْسَمَ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ». وَكَيْفَ لَا يَكُونُ هَذَا، وَاللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾؟
حَوِّلُوا الأَلَمَ إلى أَمَلٍ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الحَيَاةُ تَتَقَلَّبُ صَفَحَاتُهَا بَيْنَ رَخَاءٍ وَشِدَّةٍ، وَسُرُورٍ وَحُزْنٍ، وَتَمُوجُ بِأَهْلِهَا مِنْ حَالٍ إلى حَالٍ، بَسْطٌ وَقَبْضٌ، رَفْعٌ وَخَفْضٌ، أَمْنٌ وَخَوْفٌ، سَرَّاءُ وَضَرَّاءُ ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾.
الحَيَاةُ مَصَائِبُ وَمِحَنٌ وَابْتِلَاءَاتٌ، قَالَ تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.
أَحْدَاثُ الحَيَاةِ اليَوْمَ تُورِثُ المَرْءَ لَوْنَاً مِنَ اليَأْسِ وَالقُنُوطِ الذي هُوَ قَاتِلٌ للرِّجَالِ، وَمُثَبِّطٌ للعَزَائِمِ، وَمُحَطِّمٌ للآمَالِ، وَمُزَلْزِلٌ للشُّعُورِ، لَقَدْ تَصَدَّعَتْ كَلِمَةُ الأُمَّةِ، وَاشْتَدَّ اليَأْسُ وَأَلْوَانُ البَلَاءِ، ذُلٌّ وَهَوَانٌ، وَتَكَالَبُ الأَعْدَاءِ، مَعَ انْتِشَارِ الفَسَادِ، فَمَاذَا يَجِبُ عَلَيْنَا؟
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُحَوِّلَ الأَلَمَ إلى أَمَلٍ، وَالحُزْنَ إلى سُرُورٍ، وَذَلِكَ بِالنَّظَرِ في سِيرَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، الذي كَانَ يَبْسُطُ الأَمَلَ في مَوْضِعِ اليَأْسِ وَالقُنُوطِ، حَتَّى لَا تُصَابَ النُّفُوسُ بِالإِحْبَاطِ.
جَاءَ في سِيرَةِ ابْنِ هِشَامٍ في قِصَّةِ إِسْلَامِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ عَدِيٌّ: فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الْـمَدِينَةَ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، وَهُوَ فِي مَسْجِدِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ.
فَقَالَ: «مَنِ الرَّجُلُ؟».
فَقُلْتُ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ.
فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَانْطَلَقَ بِي إِلَى بَيته، فَوَاللهِ إنَّهُ لَعَامِدٌ بِي إلَيْهِ، إذْ لَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ كَبِيرَةٌ، فَاسْتَوْقَفْتُهُ، فَوَقَفَ لَهَا طَوِيلَاً تُكَلِّمُهُ فِي حَاجَتِهَا؛ قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللهِ مَا هَذَا بِمَلِكٍ.
ثُمَّ مَضَى بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إذَا دَخَلَ بِي بَيْتَهُ، تَنَاوَلَ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ مَحْشُوَّةٍ لِيفَاً، فَقَذَفَهَا إلَيَّ، فَقَالَ: «اجْلِسْ عَلَى هَذِهِ».
قَالَ: قُلْتُ: بَلْ أَنْتَ فَاجْلِسْ عَلَيْهَا.
فَقَالَ: «بَلْ أَنْتَ».
فَجَلَسْتُ عَلَيْهَا، وَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِالْأَرْضِ.
قَالَ: قُلْتُ فِي نَفْسِي: وَاللهِ مَا هَذَا بِأَمْرِ مَلِكٍ.
ثُمَّ قَالَ: «إيِهِ يَا عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ! أَلَمْ تَكُ رَكُوسِيَّاً؟». (وَهُمْ قَوْمٌ لَهُمْ دِينٌ بَيْنَ دِينِ النَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ).
قَالَ: قُلْتُ: بلَى.
قَالَ: «أَوَلَمْ تَكُنْ تَسِيرُ فِي قَوْمِكَ بِالْمِرْبَاعِ؟».
قَالَ: قُلْتُ: بَلَى.
قَالَ: «فَإِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ».
قَالَ: قُلْتُ: أَجَلْ وَاللهِ؛ وَقَالَ: وَعَرَفْتُ أَنَّهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، يَعْلَمُ مَا يُجْهَلُ.
ثُمَّ قَالَ: «لَعَلَّكَ يَا عَدِيُّ إنَّمَا يَمْنَعُكَ مِنْ دُخُولٍ فِي هَذَا الدِّينِ مَا تَرَى مِنْ حَاجَتِهِمْ، فَوَاللهِ لَيُوشِكَنَّ الْـمَالُ أَنْ يَفِيضَ فِيهِمْ حَتَّى لَا يُوجد مَنْ يَأْخُذُهُ، وَلَعَلَّكَ إنَّمَا يَمْنَعُكَ مِنْ دُخُولٍ فِيهِ مَا تَرَى مِنْ كَثْرَةِ عَدُوِّهِمْ وَقِلَّةِ عَدَدِهِمْ، فَوَاللهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ تَسْمَعَ بِالْـمَرْأَةِ تَخْرَجُ مِنَ الْقَادِسِيَّةِ عَلَى بَعِيرِهَا حَتَّى تَزُورَ هَذَا الْبَيْتَ، لَا تَخَافُ، وَلَعَلَّكَ إنَّمَا يَمْنَعُكَ مِنْ دُخُولٍ فِيهِ أَنَّكَ تَرَى أَنَّ الْـمُلْكَ وَالسُّلْطَانَ فِي غَيْرِهِمْ، وَايْمُ اللهِ لَيُوشِكَنَّ أَنَّ تَسْمَعَ بِالْقُصُورِ الْبِيضِ مِنْ أَرْضِ بَابِلَ قَدْ فُتِحَتْ عَلَيْهِمْ».
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: بِالإِيمَانِ يَكُونُ الإِنْسَانُ رَجُلَاً، بِالإِيمَانِ يُحَوَّلُ الأَلَمُ إلى أَمَلٍ، بِالإِيمَانِ يُحَوَّلُ التَّشَاؤُمُ إلى تَفَاؤُلٍ، بِالإِيمَانِ يُحَوَّلُ الضِّيقُ إلى سَعَةٍ، بِالإِيمَانِ تُحَوَّلُ المِحْنَةُ إلى مِنْحَةٍ، بِالإِيمَانِ تَتَقَدَّمُ الحَيَاةُ وَتَنْمُو وَيَسْتَمِرُ عَطَاؤُهَا.
الإِنْسَانُ المُؤْمِنُ لَا يَسْمَحُ لِمَسَالِكِ اليَأْسِ أَنْ تَتَسَلَّلَ إلى نَفْسِهِ أَوْ أَنْ تُعَشِّشَ في زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا قَلْبِهِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى حَذَّرَهُ مِنْ ذَلِكَ بِقَوْلِهِ: ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾.
أَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يَزْرَعَ في قُلُوبِنَا الأَمَلَ وَالتَّفَاؤُلَ بَعدَ زِيَادَةِ الإيمَانِ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
10/11/2024, 21:08 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الرابعة: قوانين الميراث تفضل الرجال على النساء ـ د.نضير خان
10/11/2024, 21:05 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثالثة: شهادة المرأة لا تساوي سوى نصف رجل ـ د.نضير خان
10/11/2024, 21:02 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثانية: المرأة لا تستطيع الطلاق ـ د.نضير خان
10/11/2024, 20:59 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الأولى: الإسلام يوجه الرجال لضرب زوجاتهم ـ د.نضير خان
10/11/2024, 20:54 من طرف Admin
» كتاب: المرأة في المنظور الإسلامي ـ إعداد لجنة من الباحثين
10/11/2024, 20:05 من طرف Admin
» كتاب: (درة العشاق) محمد صلى الله عليه وسلم ـ الشّاعر غازي الجَمـل
9/11/2024, 17:10 من طرف Admin
» كتاب: الحب في الله ـ محمد غازي الجمل
9/11/2024, 17:04 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الأول ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:59 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الثاني ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:57 من طرف Admin
» كتاب : الفتن ـ نعيم بن حماد المروزي
7/11/2024, 09:30 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (1) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:12 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (2) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:10 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (3) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:06 من طرف Admin
» كتاب: تحفة المشتاق: أربعون حديثا في التزكية والأخلاق ـ محب الدين علي بن محمود بن تقي المصري
19/10/2024, 11:00 من طرف Admin