..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟ ـ أحمد شريف النعسان

    مُساهمة من طرف Admin 30/9/2020, 16:18

    مع الحبيب المصطفى: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟
    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم



    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

    176ـ «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ»؟

    مقدمة الكلمة:

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فيا أيُّها الإخوة الكرام: روى الإمام أحمد والحاكم والترمذي عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافاً وَقَنَعَ».

    أيُّها الإخوة الكرام: من أَكرَمَهُ اللهُ تعالى بهذهِ الأُمُورِ الثَّلاثَةِ، فَقَد تَمَّتْ عَلَيهِ نِعمَةُ اللهِ تعالى الظَّاهِرَةُ والبَاطِنَةُ، وأَكرَمَهُ اللهُ تعالى في الحَيَاةِ الدُّنيَا بِحَيَاةٍ طَيِّبَةٍ، وفَازَ بِسَعَادَةٍ أَبَدِيَّةٍ في الآخِرَةِ، وكَانَ من الفَالِحِينَ النَّاجِحِينَ.

    وروى الترمذي عَنْ كَعْبِ بْنِ عِيَاضٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ».

    أيُّها الإخوة الكرام: رَبُّنَا عزَّ وجلَّ يَمْتَحِنُ عِبَادَهُ بالمَالِ، كَمَا يَمْتَحِنُهُم بالأَزوَاجِ والأَولادِ، قَالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوَّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

    المُؤمِنُ من أَمِنَهُ النَّاسُ:

    أيُّها الإخوة الكرام: المُؤمِنُ الحَقُّ من أَمِنَهُ النَّاسُ على دِمَائِهِم وأَموَالِهِم وأَعرَاضِهِم، والمُسلِمُ الحَقُّ من سَلِمَ المُسلِمُونَ من لِسَانِهِ ويَدِهِ، روى الإمام أحمد والحاكم عن فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ الْخَطَايَا وَالذَّنُوبَ».

    أيُّها الإخوة الكرام: الأَمْنُ والخَوْفُ نَقِيضَانِ لا يَجتَمِعَانِ، إمَّا خَوْفٌ وإمَّا أَمَانٌ، ورَبُّنَا عزَّ وجلَّ قَابَلَ الأَمْنَ بالخَوْفِ، قَالَ تعالى: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً﴾.

    أيُّها الإخوة الكرام: المُؤمِنُ الحَقُّ هوَ من أَمِنَهُ النَّاسُ، وهوَ الذي يُعطِي الأَمَانَ لِجَمِيعِ المَخلُوقَاتِ، فلا يُخِيفُ أَحَدَاً، ولا يُرَوِّعُ أَحَدَاً، الكُلُّ يَأْمَنُهُ على دِينِهِم، وعلى مَالِهِم، وعلى أَعرَاضِهِم، وعلى دِمَائِهِم، لذلكَ كَانَ الجَزَاءُ لَهُ يَومَ القِيَامَةِ من جِنْسِ العَمَلِ، فَلَهُ الأَمْنُ يَومَ الفَزَعِ الأَكبَرِ، قَالَ تعالى: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ﴾. وقَالَ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾.

    أيُّها الإخوة الكرام: المُؤمِنُ الحَقُّ الذي أَمِنَهُ النَّاسُ في الحَيَاةِ الدُّنيَا، يُؤَمِّنَهُ اللهُ في عَرَصَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، حَتَّى يُدخِلَهُ الجَنَّةَ، وإذا أَدخَلَهُ الجَنَّةَ أَعطَاهُ الأَمْنَ المُطْلَقَ، قَالَ تعالى: ﴿ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ﴾.

    تَربِيَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُمَّةَ على خُلُقِ الأَمْنِ والأَمَانِ:

    أيُّها الإخوة الكرام: لقد رَبَّى سَيِّدِنا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأُمَّةَ على خُلُقِ الأَمْنِ والأَمَانِ، وبَيَّنَ الفَارِقَ الكَبِيرَ بَينَ من يُرجَى خَيرُهُ، ويُؤمَنُ شَرُّهُ، وبَينَ الذي لا يُرجَى خَيرُهُ، ولا يُؤمَنُ شَرُّهُ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِكُمْ مِنْ شَرِّكُمْ؟»

    قَالَ: فَسَكَتُوا.

    فَقَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.

    فَقَالَ رَجُلٌ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنَا بِخَيْرِنَا مِنْ شَرِّنَا.

    قَالَ: «خَيْرُكُمْ مَنْ يُرْجَى خَيْرُهُ، وَيُؤْمَنُ شَرُّهُ، وَشَرُّكُمْ مَنْ لَا يُرْجَى خَيْرُهُ، وَلَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ» رواه الإمام أحمد والترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

    أيُّها الإخوة الكرام: الأَمْنُ مَقْصِدٌ من مَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ، حَيثُ حَصَرَ عُلَمَاءُ الشَّرِيعَةِ المَقَاصِدَ الضَّرُورِيَّةَ في حِفْظِ النَّفْسِ، وحِفْظِ النَّسْلِ، وحِفْظِ المَالِ، وحِفْظِ العَقْلِ، وحِفْظِ الدِّينِ.

    وجَعَلَ الإسلامُ شِعَارَ المُؤمِنِينَ فِيمَا بَينَهُم السَّلامَ قَولاً وفِعلاً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

    أيُّها الإخوة الكرام: لقد حَذَّرَ الإسلامُ أَتبَاعَهُ من إخَافَةِ أَحَدٍ من الخَلْقِ، أو تَروِيعِهِ بِأَيِّ وَسِيلَةٍ من الوَسَائِلِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا» رواه الشيخانِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

    وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِماً» رواه الإمام أحمد وأبو داود عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

    وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ» رواه الإمام مسلم عن أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

    وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَخَافَ مُؤْمِناً بِغَيْرِ حَقٍّ كَانَ عَلَى اللهِ أَنْ لا يُؤَمِّنَهُ مِنْ أَفْزَاعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» رواه الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عن عَبْدِ اللهِ بن عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما.

    أيُّها الإخوة الكرام: هذا التَّوجِيهُ من سَيِّدِنا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَا هوَ إلا سَدٌّ لِذَرِيعَةِ الفَسَادِ وصِيَانِةٌ لِدِمَاءِ المُسلِمِينَ وأَموَالِهِم وأَعرَاضِهِم.

    وإنَّهُ لَمِنَ المُؤسِفِ أَنَّنَا نَشهَدُ في هذهِ الأَزمَةِ تَسَاهُلَ الكَثِيرِ في دِمَاءِ المُسلِمِينَ وأَموَالِ المُسلِمِينَ وأَعرَاضِ المُسلِمِينَ ومُمتَلَكَاتِ المُسلِمِينَ، وعَدَمَ مُبَالاتِهِم بالمُحَافَظَةِ على أَمْنِ النَّاسِ ومُمتَلَكَاتِهِم، مَعَ الادِّعَاءِ بالإيمَانِ والإسلامِ.

    أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ إثَارَةَ الفِتَنِ، وإذكَاءَ نَارِهَا بَينَ المُسلِمِينَ حَتَّى فَقَدَ المُسلِمُونَ نِعمَةَ الأَمْنِ والأَمَانِ جَرِيمَةٌ كُبْرَى، وهيَ مُنَاقِضَةٌ لِصِفَةِ المُؤمِنِ الذي عَرَّفَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ».

    خاتِمَةٌ ـ نَسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

    أيُّها الإخوة الكرام: لقد فُتِنَ الكَثِيرُ بالمَالِ حَتَّى دَفَعَهُم لإرَاقَةِ الدِّمَاءِ وللإضْرَارِ بالآخَرِينَ من غَيرِ مُبَالاةٍ، وهذا شَيءٌ عَجِيبٌ من المُؤمِنِ.

    أيُّها الإخوة الكرام: كَيفَ يَجتَرِئُ المُؤمِنُ على إلحَاقِ الضَّرَرِ المَادِّيِّ والمَعنَوِيِّ والإيذَاءِ للآخَرِينَ، واللهُ تعالى يَقُولُ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً﴾؟

    أيُّها الإخوة الكرام: فِتنَةُ النَّاسِ بالمَالِ أَوصَلَتْهُم إلى مَا أَوصَلَتْهُم إِلَيهِ في هذا البَلَدِ ـ ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ـ بِسَبَبِ فِتنَةِ المَالِ أَخَافَ النَّاسُ بَعضُهُم بَعضَاً، بِسَبَبِ فِتنَةِ المَالِ فَقَدَتِ الأُمَّةُ نِعمَةَ الأَمْنِ والأَمَانِ، وابتَعَدَ المُؤمِنُ عن وَصْفِهِ الحَقِيقِيِّ.

    أيُّها الإخوة الكرام: لو التَزَمْنَا الهُدَى الذي أَكرَمَنَا اللهُ عَزَّ وجَلَّ بِهِ، وقَنَعَ كُلُّ وَاحِدٍ بِمَا آتَاهُ اللهُ تعالى من الدُّنيَا، لأَمِنَ الجَمِيعُ، وعَاشُوا عِيشَةً آمِنَةً مُطمَئِنَّةً، ولو سَمِعنَا حَدِيثَ سَيِّدِنا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي يَقُولُ فِيهِ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِناً فِي سِرْبِهِ، مُعَافَىً فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» رواه الترمذي عن مِحْصَنٍ الْخَطْمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ. هذا هوَ المِلكُ الحَقِيقِيُّ للدُّنيَا.

    أيُّها الإخوة الكرام: لِنُحَقِّقْ في أَنفُسِنَا صِفَةَ المُؤمِنِ الحَقِّ الذي بَيَّنَهَا سَيِّدُنا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَولِهِ في حَجَّةِ الوَدَاعِ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْمُؤْمِنِ؟ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ».

    أَعطُوا الأَمْنَ والأَمَانَ لإخوَانِكُم على أَموَالِهِم، فَضْلاً عن أَعرَاضِهِم ودِمَائِهِم، أَعطُوا الأَمْنَ للآخَرِينَ، لِيَكُونَ الجَزَاءُ لَكُم يَومَ القِيَامَةِ من جِنْسِ عَمَلِكُم، من أَمَّنَ الآخَرِينَ أَمَّنَهُ اللهُ تعالى يَومَ القِيَامَةِ، ومن أَخَافَهُم أَخَافَهُ اللهُ تعالى يَومَ القِيَامَةِ.

    اللَّهُمَّ حَقِّقْنَا بِوَصْفِ المُؤمِنِ الحَقِّ. آمين.

    وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الـْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.




      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 04:49