..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: ينابيع المودة ـ الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:59 من طرف Admin

» كتاب: إيثار الحق على الخلق ـ للإمام عز الدين محمد بن إبراهيم بن الوزير الحسنى
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:56 من طرف Admin

» كتاب: الذين رأوا رسول الله في المنام وكلّموه ـ حبيب الكل
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:51 من طرف Admin

» كتاب: طيب العنبر فى جمال النبي الأنور ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:47 من طرف Admin

» كتاب: روضة الأزهار فى محبة الصحابة للنبي المختار ـ الدكتور عبدالرحمن الكوثر
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: دلائل المحبين فى التوسل بالأنبياء والصالحين ـ الشيخ فتحي سعيد عمر الحُجيري
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: ريحانة الارواح في مولد خير الملاح لسيدي الشيخ علي أمين سيالة
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: قواعد العقائد فى التوحيد ـ حجة الإسلام الإمام الغزالي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:35 من طرف Admin

» كتاب: سر الاسرار باضافة التوسل ـ الشيخ أحمد الطيب ابن البشير
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:33 من طرف Admin

» كتاب: خطوتان للحقيقة ـ الأستاذ محمد مرتاض ــ سفيان بلحساين
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:27 من طرف Admin

» كتاب: محمد صلى الله عليه وسلم مشكاة الأنوار ـ الشيخ عبدالله صلاح الدين القوصي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:25 من طرف Admin

» كتاب: النسمات القدوسية شرح المقدمات السنوسية الدكتور النعمان الشاوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:23 من طرف Admin

» كتاب: المتمم بأمر المعظم صلى الله عليه وآله وسلم ـ الشيخ ناصر الدين عبداللطيف ناصر الدين الخطيب
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:20 من طرف Admin

» كتاب: الجواهر المكنونة فى العلوم المصونة ـ الشيخ عبدالحفيظ الخنقي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:16 من طرف Admin

» كتاب: الرسالة القدسية في أسرار النقطة الحسية ـ ابن شهاب الهمداني
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Emptyاليوم في 19:09 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68472
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان Empty كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً» ـ أحمد شريف النعسان

    مُساهمة من طرف Admin 1/10/2020, 12:41

    مع الحبيب المصطفى: قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً»
    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم



    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

    126ـ قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً»

    مقدمة الكلمة:

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فيا أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ كُلَّ مُجتَمَعٍ من المُجتَمَعاتِ الإنسانِيَّةِ مَهما بَلَغَ من الفَضَائِلِ والكَمالاتِ والاستِقَامَةِ لا بُدَّ لَهُ من طَائِفَةٍ تَتَمَثَّلُ فيها المُثُلُ العُليا، تَحفَظُ للمُجتَمَعِ وُجُودَهُ المَعنَوِيَّ المُتَمَثِّلَ في صَلاحِ عَقيدَتِهِ، وحُسنِ أخلاقِهِ، وأدَبِ تَعَامُلِهِ، وهذهِ الطَّائِفَةُ هيَ الدَّاعِيَةُ إلى الله تعالى بِحَالِها قَبلَ قَالِها، وذلكَ من خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾. ومن خِلالِ قَولِهِ تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين﴾.

    هذهِ الطَّائِفَةُ هيَ صَمَّامُ أمانٍ للنَّاسِ بإذنِ الله تعالى، وهيَ سَبَبٌ لِنَجاةِ الأُمَّةِ من الهَلاكِ، وإذا هَلَكَت هذهِ الطَّائِفَةُ هَلَكَ المُجتَمَعُ كُلُّهُ، ولقد جَسَّدَ ذلكَ سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِمِثالٍ رَائِعٍ عَظيمٍ دَقيقٍ ضَرَبَهُ للأُمَّةِ، فقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ الله وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقاً وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعاً» رواه الإمام البخاري عن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

    القُدوَةُ الصَّالِحَةُ:

    أيُّها الإخوة الكرام: إنَّ من أكبَرِ وَسائِلِ التَّأثيرِ على القُلوبِ والنُّفوسِ هوَ التَّمَيُّزُ في الالتِزامِ بأوامِرِ الله تعالى في القُدوَةِ الصَّالِحَةِ، ولقد جَعَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ لِنِسائِنا وبَناتِنا ومَحارِمِنا قُدوَةً صَالِحَةً تَوَلَّى رَبُّنا عزَّ وجلَّ تَأديبَهُنَّ بِقَولِهِ: ﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ الله وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً﴾.

    أيُّها الإخوة الكرام: والعَجيبُ أن تَرَى أفراداً من هذهِ الأُمَّةِ من يَقصُرُ أحكامَ هذهِ الآياتِ على نِساءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

    إذا كانَت هذهِ الأحكامُ قد أُلزِمَت بِهَا الطَّاهِراتُ العَفيفَاتُ، والمُحَرَّماتُ على الأُمَّةِ، المَوصوفاتُ بأُمَّهاتِ المُؤمِنينَ، فماذا يُقالُ في غَيرِهِنَّ من المُحَلَّلاتِ لنا بالزَّواجِ؟

    هل هذهِ الوَصايا الرَّبَّانِيَّةُ، والأوامِرُ الإلهِيَّةُ في هذهِ الآيَةِ الكَريمَةِ لا عَلاقَةَ لِنِساءِ المُؤمِنينَ بِهَا؟

    هل النِّساءُ المُسلِماتُ لا يَجِبُ عَلَيهِنَّ أن يَتَّقِينَ اللهَ تعالى؟

    هل يَجوزُ للنِّساءِ المُسلِماتِ أن يَخضَعْنَ بالقَولِ؟

    هل يَجوزُ للنِّساءِ المُسلِماتِ أن يَتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولى؟

    هل يَجوزُ للنِّساءِ المُسلِماتِ أن يَتْرُكْنَ الصَّلاةَ والزَّكاةَ؟

    هل يَجوزُ للنِّساءِ المُسلِماتِ أن يُعْرِضْنَ عن طَاعَةِ الله عزَّ وجلَّ، وطَاعَةِ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

    هل يُريدُ اللهَ تعالى أن يَترُكَ المُسلِماتِ المُؤمِناتِ في الرِّجسِ؟

    هل يَجوزُ للنِّساءِ المُسلِماتِ أن يَنسَيْنَ آياتِ الله والحِكمَةَ؟

    أيُّها الإخوة الكرام: لا يَجوزُ أن نَخدَعَ أنفُسَنا، ولا يَجوزُ أن نَخدَعَ نِساءَنا المُسلِماتِ بِقَولِنا: هذهِ الآياتُ خَاصَّةٌ بأُمَّهاتِنا أُمَّهاتِ المُؤمِنينَ رَضِيَ اللهُ عنهُنَّ.

    نَعَم، لقد صَدَرَتِ الآيَةُ بِقَولِهِ تعالى: ﴿يَا نِسَاء النَّبِيِّ﴾. لأنَّهُنَّ القُدوَةُ، وحتَّى يَكونَ لَهُنَّ شَرَفُ الاقتِداءِ بِهِنَّ، وحتَّى يُكتَبَ لَهُنَّ أجرُ من اقتَدَى بِهِنَّ من نِساءِ المُسلِمينَ إلى قِيامِ السَّاعَةِ.

    أيُّها الإخوة الكرام: السَّعيدَةُ من نِسائِنا وبَناتِنا من اقتَدَت بأُمَّهاتِ المُؤمِنينَ، وكانَت من الطَّائِفَةِ الظَّاهِرَةِ على الحَقِّ، لا يَضُرُّها من خَالَفَها حتَّى يَأتِيَ أمرُ الله تعالى، السَّعيدَةُ من نِسائِنا وبَناتِنا من اقتَدَت بِنِساءِ السَّلَفِ الصَّالِحِ رَضِيَ اللهُ عنهُنَّ.

    فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي:

    أيُّها الإخوة الكرام: لِنَسمَعْ ولتَسمَعْ مَحارِمُنا ونِساؤُنا الحَديثَ الذي رواه الإمامُ البخاري في صَحيحِهِ، عن قِصَّةِ الإفكِ، تَقولُ أُمُّنا السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عنها: فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ قَدْ عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَادَّلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَقَدْ كَانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ الْحِجَابُ عَلَيَّ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، ووالله مَا يُكَلِّمُنِي كَلِمَةً وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ.

    ماذا نَفهَمُ من هذا الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام البخاري في صَحيحِهِ؟ هل كانَت أُمُّنا السَّيِّدَةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عنها تَكشِفُ عن وَجهِهَا؟

    أَسْدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا:

    أيُّها الإخوة الكرام: لِنَسمَعْ ولتَسمَعْ مَحارِمُنا ونِساؤُنا الحَديثَ الذي رواه الإمامُ أحمد في مُسنَدِهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها قَالَتْ: كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا أَسْدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا، فَإِذَا جَاوَزَنَا كَشَفْنَاهُ.

    ماذا نَفهَمُ من هذا الحَديثِ الشَّريفِ؟ هل كُنَّ يَكشِفْنَ عن وُجُوهِهِنَّ، أم أنَّهُنَّ في الإحرامِ كُنَّ يَسْدِلْنَ على وُجُوهِهِنَّ إذا حَاذَى بِهِنَّ الرِّجالُ؟

    يَرْحَمُ اللهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ:

    أيُّها الإخوة الكرام: لِنَسمَعْ ولتَسمَعْ مَحارِمُنا ونِساؤُنا الحَديثَ الذي رواه الإمامُ البخاري في صَحيحِهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلَ لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾. شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا.

    ماذا نَفهَمُ من هذا الحَديثِ الشَّريفِ؟

    إِذاً تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ:

    أيُّها الإخوة الكرام: لِنَسمَعْ ولتَسمَعْ مَحارِمُنا ونِساؤُنا الحَديثَ الذي رواه الترمذي عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُر اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

    فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ؟

    قَالَ: «يُرْخِينَ شِبْراً».

    فَقَالَتْ: إِذاً تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ.

    قَالَ: «فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعاً، لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ».

    ماذا نَفهَمُ من هذا الحَديثِ الشَّريفِ؟ أبالله عَلَيكُم إذا كانَت المَرأَةُ المُسلِمَةُ حَريصَةً على سَتْرِ قَدَمِها، ألا تَكونُ حَريصَةً على سَتْرِ وَجهِها؟

    ﴿وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ﴾:

    أيُّها الإخوة الكرام: لِنَسمَعْ ولتَسمَعْ مَحارِمُنا ونِساؤُنا الحَديثَ الذي رواه البيهقي بإسنادٍ صَحيحٍ، عن عَاصِمِ الأحوَلِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: كُنَّا نَدخُلُ على حَفصَةَ بِنتِ سِيرينَ، وقد جَعَلَتِ الجِلبابَ هَكَذا: وتَنَتَقِبُ به.

    فَنَقولُ لها: رَحِمَكِ الله، قال الله تعالى: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ﴾. هو الجِلبابُ.

    قال: فَتَقولُ لنا: أيُّ شَيءٍ بَعدَ ذلك؟

    فَنَقولُ: ﴿وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ﴾.

    فَتَقولُ: هوَ إِثباتُ الجِلبابِ.

    ماذا نَفهَمُ من هذا الحَديثِ الشَّريفِ والآيَةِ الكَريمَةِ؟ أمَا يُرشِدُ رَبُّنا عزَّ وجلَّ القَواعِدَ من النِّساءِ إلى غِطاءِ الوَجهِ؟

    خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

    أيُّها الإخوة الكرام: كونوا على يَقينٍ بأنَّهُ لا تَزالُ طَائِفَةٌ من هذهِ الأُمَّةِ مُلتَزِمَةً كِتابَ الله عزَّ وجلَّ، لا تُغَيِّرُ ولا تُبَدِّلُ حتَّى يَأتِيَها اليَقينُ، لِتَكونَ حُجَّةً على الآخَرينَ.

    وكونوا على يَقينٍ بأنَّهُ لا تَزالُ طَائِفَةٌ من النِّساءِ المُسلِماتِ مُلتَزِماتٍ بالكِتابِ والسُّنَّةِ، لا يُغَيِّرْنَ ولا يُبَدِّلْنَ حتَّى يَأتِيَهُنَّ اليَقينُ، ويَكُنَّ حُجَّةً على الأُخرَياتِ.

    أسألُ اللهَ تعالى أن يَجعَلَ نِساءَنا ومَحارِمَنا من المَلتَزِماتِ بالكِتابِ والسُّنَّةِ. آمين.

    وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.


      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 21:18