..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان Empty كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد ـ أحمد شريف النعسان

    مُساهمة من طرف Admin 1/10/2020, 13:33

    مع الحبيب المصطفى: مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّد
    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم



    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

    106ـ مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مُحَمَّداً

    مقدمة الكلمة:

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

    فيا أيُّها الإخوة الكرام: الحَديثُ عن سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَنزِلَةٌ رَفيعَةٌ للمُتَحَدِّثِ والسَّامِعِ، والحَديثُ عن مَحَبَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُتعَةٌ للمُتَحَدِّثِ والسَّامِعِ.

    بِذِكرِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَتَرَطَّبُ الألسُنُ، وتَتَشَنَّفُ الآذانُ بِسَماعِ سِيرَتِهِ وهَدْيِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ويَرتاحُ القَلبُ من الهُمومِ والأكدارِ والأحزانِ، ويَسعَدُ العَبدُ بِمُوافَقَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الدُّنيا والآخِرَةِ.

    حَياتُنا مُرتَبِطَةٌ به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إذا أرَدْنا رِضَا الله تعالى، وكَيفَ لا تَكونُ حَياتُنا مُرتَبِطَةً به واللهُ تعالى يَقولُ: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ واللهُ غَفُورٌ رَّحِيم﴾.

    الأدِلَّةُ على وُجوبِ مَحَبَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

    أيُّها الإخوة الكرام: الحُبُّ الصَّادِقُ يُوَلِّدُ الاتِّباعَ، ولا يَكونُ الاتِّباعُ كَامِلاً إلا بالمَحَبَّةِ، وحُبُّ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هوَ الوَاجِبُ والفَرضُ على كُلِّ مُسلِمٍ ومُسلِمَةٍ، والدَّليلُ على ذلكَ آيَةٌ في كِتابِ الله عزَّ وجلَّ، جَمَعَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيها كُلَّ مَحبوباتِ الدُّنيا، وكُلَّ مُتَعَلِّقاتِ القُلوبِ، وكُلِّ مَطامِعِ النُّفوسِ وَوَضَعَها في كِفَّةٍ، وَوَضَعَ حُبَّ الله تعالى وحُبَّ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في كِفَّةٍ ثانِيَةٍ، وحَذَّرَ من رُجوحِ الكِفَّةِ الأولى على الثَّانِيَةِ، فقال تعالى: ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ الله وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ واللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين﴾.

    أيُّها الإخوة الكرام: كَفَى بهذهِ الآيَةِ دَليلاً وحُجَّةً على وُجوبِ وفَرْضِيَّةِ مَحَبَّةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وقد تَوَعَّدَ اللهُ عزَّ وجلَّ من رُجوحِ الكِفَّةِ الأولى على الثَّانِيَةِ بالوَعيدِ بِقَولِهِ: ﴿فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ﴾. ثمَّ فَسَّقَهُم بِخِتامِ الآيَةِ فقال: ﴿واللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين﴾. هذا أولاً.

    ثانياً: دَليلٌ آخَرُ على فَرْضِيَّةِ مَحَبَّتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَولُهُ تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ﴾.

    نَفْسُ العَبدِ أحَبُّ إلَيهِ من غَيرِهِ وهذا أمرٌ طَبيعِيٌّ في الإنسانِ، ولكن عِندَما يُخبِرُنا اللهُ عزَّ وجلَّ بأنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَولَى بالمُؤمِنِ من نَفسِهِ، وَجَبَ عَلَيهِ أن يُحِبَّهُ أكثَرَ من نَفسِهِ التي بَينَ جَنبَيهِ إذا أرادَ أن يُحَقِّقَ لِنَفسِهِ وَصْفَ الإيمانِ الحَقيقِيِّ.

    ثالثاً: دَليلٌ آخَرُ على فَرْضِيَّةِ حُبِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حتَّى أكثَرَ من ذاتِ العَبدِ، الحَديثُ الصَّحيحُ المَشهورُ الذي رواه الإمام البخاري عن عَبْدِ الله بْنِ هِشَامٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

    فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي.

    فَقَالَ النَّبِيُّ: «لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ».

    فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الْآنَ والله، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي.

    فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْآنَ يَا عُمَرُ».

    أيُّها الإخوة الكرام: لم يَكُنْ قَولُ سَيِّدِنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ أولاً أنَّهُ ما كانَ مُحِبَّاً لِسَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أكثَرَ من نَفسِهِ، إنَّما أخبَرَ عن مُقتَضَى الأصلِ الطَّبْعِيِّ في الإنسانِ أنَّ أحَبَّ شَيءٍ إلَيهِ نَفسُهُ.

    فلَمَّا أخبَرَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالمُصطَلَحِ الإيمانِيِّ أقَرَّ بهِ سَيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهُ بأنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أحَبُّ إلَيهِ أكثَرَ من نَفسِهِ.

    فقالَ لهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الْآنَ يَا عُمَرُ».

    لِكُلِّ ادِّعاءٍ بُرهانٌ:

    أيُّها الإخوة الكرام: لِكُلِّ شَيءٍ دَليلٌ، ولِكُلِّ ادِّعاءٍ بُرهانٌ، ولِكُلِّ حَقيقَةٍ في البَاطِنِ أثَرٌ وبُرهانٌ، ويَتَجَلَّى ذلكَ في الظَّاهِرِ.

    وأوَّلُ دَليلٍ على صِدْقِ المَحَبَّةِ الطَّاعَةُ والاتِّباعُ لأوامِرِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ورَحِمَ اللهُ تعالى من قالَ:

    تَعْصِي الْإِلَهَ وَأَنْتَ تَزعُمُ حُبَّهُ *** هذا لَعَمْري في القِياسِ شَنِيعُ

    لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقاً لَأَطَعْتَهُ *** إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِـبَّ مُـطِـيـعُ

    أمَّا من آثَرَ الشَّهَواتِ العَاجِلَةَ على مَطلوبِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فهوَ دَعِيٌّ في المَحَبَّةِ غَيرُ صَادِقٍ بها، أمَا سَمِعتُمْ بِقَولِ مَجنونِ ليلى؟:

    إذا قِيلَ للمَجـنونِ لَيلَى ووَصلِهَا *** تُريدُ أَمِ الـدُّنـيـا ومَـا في طَـوَايـَاهَـا؟

    لَـقالَ غُـبارٌ من تُـرابِ نَـعْالِها *** أحَــبُّ إلى نَــفسِي وأشــفَى لِــبَلْواهَا

    وإذا أرَدْتَ دَليلاً على ذلكَ فاقرَأْ قَولَ الله تعالى عن سَيِّدِنا يُوسُفَ عَلَيهِ السَّلامُ: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾.

    لقد أحَبَّ السِّجنَ لأنَّ فيهِ مَرضَاةَ الله عزَّ وجلَّ، وفي ذلكَ عِصمَةٌ له من مَعصِيَةِ الله عزَّ وجلَّ، فكانَ السِّجنُ مَحبوباً إلى قَلبِهِ لما فيهِ من سَلامَةٍ من المَعصِيَةِ.

    مَا رَأَيْتُ مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مُحَمَّداً:

    أيُّها الإخوة الكرام: لِنَضَعْ أنفُسَنا في مِيزانِ المُحِبِّينَ، ولنَنْظُرْ بَعدَ ذلكَ هل نَحنُ مُحِبُونَ أم أدعِياءَ مَحَبَّةٍ؟

    جاءَ في سِيرَةِ ابنِ هِشامٍ: أنَّ زَيْدُ بْنَ الدَّثِنَّةِ رَضِيَ اللهُ عنهُ ابْتَاعَهُ صَفْوَانُ بْنُ أُمَيَّةَ لِيَقْتُلَهُ بِأَبِيهِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، فَبَعَثَ بِهِ مَعَ مَوْلىً لَهُ يُقَالُ لَهُ نِسْطَاسُ إلَى التَّنْعِيمِ، وَأَخْرَجُوهُ مِن الْحَرَمِ لِيَقْتُلُوهُ.

    وَاجْتَمَعَ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فِيهِمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْيَانَ حِينَ قَدِمَ لِيُقْتَلَ: أَنْشُدُكَ اللهَ يَا زَيْدُ، أَتُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّداً عِنْدَنَا الْآنَ فِي مَكَانِك نَضْرِبُ عُنُقَهُ وَأَنَّكَ فِي أَهْلِكَ؟

    قَالَ: والله مَا أُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّداً الْآنَ فِي مَكَانِهِ الذِي هُوَ فِيهِ تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ تُؤْذِيهِ وَأَنَا جَالِسٌ فِي أَهْلِي.

    فقال أَبُو سُفْيَانَ: مَا رَأَيْت مِن النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمداً.

    فأينَ نَحنُ من هذا الحُبِّ؟!

    خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

    أيُّها الإخوة الكرام: إنَّهُ والله لمن العَجيبِ أن يُعطِيَ الإنسانُ صُورَةً مُنَفِّرَةً عمَّن يُحِبُّ، وذلكَ من خِلالِ سُلوكِهِ وأعمالِهِ.

    الرَّجُلُ الذي يُؤَجِّجُ نارَ الفِتَنِ هل هوَ صَادِقٌ في مَحَبَّةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

    الرَّجُلُ الذي يَسفِكُ الدِّماءَ البَريئَةَ هل هوَ صَادِقٌ في مَحَبَّةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

    الرَّجُلُ الذي يَسلِبُ الأموالَ هل هوَ صَادِقٌ في مَحَبَّةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

    الرَّجُلُ الذي يُنكِرُ ما عَلَيهِ من حُقوقٍ هل هوَ صَادِقٌ في مَحَبَّةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

    الرَّجُلُ الذي يَكذِبُ ويُخلِفُ بالوَعْدِ هل هوَ صَادِقٌ في مَحَبَّةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

    الرَّجُلُ الذي لا يَرحَمُ الضُّعَفاءَ ولا النِّساءَ هل هوَ صَادِقٌ في مَحَبَّةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

    الرَّجُلُ الذي يُرَوِّعُ الآمِنينَ هل هوَ صَادِقٌ في مَحَبَّةِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

    أسألُ اللهَ تعالى أن يَرُدَّنا إلى دِينِهِ رَدَّاً جَميلاً، وأن يَجعَلَنا من الصَّادِقينَ في ادِّعائِنا المَحَبَّةَ لله تعالى ولِرَسولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

    وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.

      الوقت/التاريخ الآن هو 24/11/2024, 07:36