مع الحبيب المصطفى: «اللهم رضني بقضائك, وبارك لي فيما قدر لي»
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
91ـ «اللهم رضني بقضائك، وبارك لي فيما قدر لي»
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فيا أيُّها الإخوةُ الكرام: نَعيشُ هذهِ الأيَّامَ أيَّاماً مَليئَةً بالتَّعَبِ والشَّقاءِ، نَعيشُ هذهِ الأيَّامَ في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا الفَانِيَةِ التي فيها النَّكَدُ والتَّعَبُ والضِّيقُ والبَلاءُ.
الكَثيرُ من النَّاسِ اليَومَ يَتَساءَلُ حائِراً: أينَ طَريقُ النَّجاةِ؟ كَيفَ يَكونُ الخَلاصُ من هذا البَلاءِ الذي عَصَفَ بالأمنِ والأمانِ والاطمِئنانِ؟
الكَثيرُ من النَّاسِ أصبَحَ في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا الفَانِيَةِ في حالَةٍ من الضَّجَرِ والأرَقِ والاضطِراباتِ النَّفسِيَّةِ والعَصَبِيَّةِ، الكَثيرُ من النَّاسِ أصبَحَ حالُهُم الشَّكوى من هذا الحالِ الذي آلَ إلَيه النَّاسُ.
ضَيَّعنا طَريقَ الإيمانِ:
أيُّها الإخوة الكرام: لو بَحَثنا بِجِدٍّ وصِدْقٍ عن سَبَبِ هذه الحالِ التي عَمَّتنا جَميعاً إلا من رَحِمَ اللهُ تعالى لَوَجَدْنا أنَّ السَّبَبَ في ذلكَ هوَ أنَّنا ضَيَّعنا طَريقَ الإيمانِ التي هيَ طَريقُ الأمنِ والأمانِ، قال تعالى: ﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَم يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون﴾.
لو عُدْنا إلى طَريقِ الإيمانِ لاسْتقامَتْ لنا الحَياةُ الدُّنيا، ولَكُنَّا في خَيرٍ وأمنٍ وأمانٍ وإيمانٍ، قال تعالى: ﴿وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا﴾.
أيُّها الإخوة الكرام: لقد رَسَمَ لنا سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الطَّريقَ المُوصِلَةَ إلى الإيمانِ، والمُوصِلَةَ إلى الأمنِ والأَمانِ في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا، وإلى النَّعيمِ المُقيمِ في الدَّارِ الآخِرَةِ، وذلكَ بِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، مَنْ رَضِيَ بالله رَبَّاً، وَبِالْإِسْلَامِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً» رواه الإمام مسلم عَن الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
الطَّريقُ المُوصِلَةُ إلى الإيمانِ:
أيُّها الإخوة الكرام: الإيمانُ الذَّوْقِيُّ لهُ طَعْمٌ يَفوقُ كُلَّ الطُّعومِ، ولهُ مَذاقٌ يَعلو على كُلِّ مَذاقٍ، ولهُ حَلاوَةٌ رُوحِيَّةٌ ونَفسِيَّةٌ وقَلبِيَّةٌ تَسري سَرَيانَ الماءِ في العودِ، وتَجري جَرَيانَ الدَّمِ في العُروقِ، فَتَشِعُّ على صَاحِبِها بالأنوارِ والأمانِ، فلا قَلَقٌ ولا أرَقٌ، ولا ضِيقٌ ولا نَكَدٌ، بل رَحمَةٌ واسِعَةٌ ورِضاً ونِعمَةٌ.
أيُّها الإخوة الكرام: الطَّريقُ المُوصِلَةُ إلى هذا الإيمانِ، هيَ ما رَسَمَهُ لنا سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أن تَرضَى بالله تعالى رَبَّاً:
فالطَّريقُ المُوصِلَةُ إلى تَذَوُّقِ حَلاوَةِ الإيمانِ هيَ أن تَرضَى بالله تعالى رَبَّاً، لأنَّهُ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ ومَليكُهُ، ولأنَّهُ القائِمُ على كُلِّ نَفسٍ بما كَسَبَتْ، ولأنَّهُ رَحمنُ الدُّنيا والآخِرَةِ.
ومن رَضِيَ بالله تعالى رَبَّاً، كانَ لهُ عَبداً، واستَسلَمَ لأوامِرِهِ، سَواءٌ أدرَكَ الحِكمَةَ من الأمرِ أم لا، وقَدَّمَ أوامِرَ الله تعالى على هوى نَفسِهِ الأمَّارَةِ بالسُّوءِ، واستَسلَمَ لِقَضاءِ الله تعالى وقَدَرِهِ، لأنَّهُ آمَنَ بِحِكمَتِهِ وعَدالَتِهِ، وأكثَرَ من قَولِهِ: اللَّهُمَّ إنِّي أحمَدُكَ على جَميعِ قَضائِكَ وقَدَرِكَ حَمْدَ الرِّضى بِحُكمِكَ لليَقينِ بِحِكمَتِكَ.
من دُعائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
أيُّها الإخوة الكرام: لنا في سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي هوَ مَصْدَرُ عِزِّنا وشَرَفِنا وكَرامَتِنا، الذي هوَ الرَّحمَةُ المُهداةُ المُسداةُ لنا، لنا فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أسوَةٌ وقُدوَةٌ حَسَنَةٌ، حَيثُ كانَ يَدعو بِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، اللَّهُمَّ لا أَسْتَطِيعُ ثَنَاءً عَلَيْكَ، وَلَوْ حَرَصْتُ، وَلَكِنْ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» رواه النسائي والطبراني عن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
فهوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ معَ عَظيمِ شَأنِهِ وقَدْرِهِ ورِفعَتِهِ ومَكانَتِهِ عِندَ رَبِّهِ عزَّ وجلَّ يَسألُ رَبَّهُ رِضاهُ، والسَّلامَةَ من السَّخَطِ والعُقوبَةِ، معَ أنَّهُ غُفِرَ لهُ ما تَقَدَّمَ من ذَنبِهِ وما تَأخَّرَ.
أيُّها الإخوة الكرام: بل كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُلِحُّ على رَبِّهِ في الدُّعاءِ أن يَكونَ رَاضِياً بِقَضائِهِ مُستَسلِماً لأوامِرِهِ، روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا عَمَّارٌ صَلَاةً فَأَوْجَزَ فِيهَا، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ.
فَقَالَ: أَلَمْ أُتِمَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ؟
قَالُوا: بَلَى.
قَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ فِيهِمَا بِدُعَاءٍ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهِ: «اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْراً لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَت الْوَفَاةُ خَيْراً لِي، أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَمِنْ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ».
من هَدْيِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لنا:
أيُّها الإخوة الكرام: من هَدْيِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لنا حتَّى نَذوقَ طَعْمَ الإيمانِ وحَلاوَتَهُ، وأن نَرضَى بالله تعالى رَبَّاً أن نُكثِرَ من دُعاءِ: «اللَّهُمَّ رَضِّني بِقَضائِكَ، وبَارِكْ لي فيما قُدِّرَ لي، حتَّى لا أُحِبَّ تَعجيلَ ما أخَّرْتَ، ولا تَأخيرَ ما عَجَّلْتَ»
جاءَ في كِتابِ ابنِ السُّنِّيِّ عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قالَ: «مَا يَمنَعُ أَحَدَكُم إذا عَسُرَ عَلَيهِ أمرُ مَعيشَتِهَ أن يَقولَ إذا خَرَجَ من بَيتِهِ: بِسمِ الله على نَفسِي ومَالِي ودِينِي، اللَّهُمَّ رَضِّني بِقَضائِكَ، وبَارِكْ لي فيما قُدِّرَ لي، حتَّى لا أُحِبَّ تَعجيلَ ما أخَّرْتَ، ولا تَأخيرَ ما عَجَّلْتَ».
وهذا الدُّعاءُ كانَ يُكثِرُ منهُ سَيِّدُنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، وهوَ أميرٌ للمُؤمِنينَ، وما ذاكَ إلا لِيَصِلَ إلى تِلكَ الرُّتبَةِ: (رَضيتُ بالله تعالى رَبَّاً).
وروى الطَّبرانِيُّ في الكبير عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ حَتَّى كَأَنِّي أَرَاكَ أَبَداً حَتَّى أَلْقَاكَ، وَأَسْعِدْنِي بِتَقْوَاكَ، وَلا تُشْقِنِي بِمَعْصِيَتِكَ، وَخِرْ لِي فِي قَضَائِكَ، وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ، حَتَّى لا أُحَبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ، وَلا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ، وَاجْعَلْ غِنَائِي فِي نَفْسِي، وَأَمْتِعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي، وَأَرِنِي فِيهِ ثَأْرِي، وَأَقِرَّ بِذَلِكَ عَيْنِي».
وهذا سيِّدُنا عَبدُ الله بنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ يُتَرجِمُ مَعنى الرِّضا عن الله تعالى فَيَقولُ: الفَقرُ والغِنى مَطِيَّتانِ، ما أُبالي أَيَّتُهُما رَكِبتُ؟ إنْ كانَ الفَقرَ فإنَّ فيهِ الصَّبْرَ، وإنْ كانَ الغِنى فإنَّ فيهِ البَذْلَ.
أيُّها الإخوة الكرام: لو نَظَرنا إلى حالِنا اليَومَ لَرَأينا العَجَبَ العُجابَ، فَرَحٌ عِندَ الغِنى، وحُزنٌ وهَمٌّ وغَمٌّ عِندَ الفَقرِ معَ التَّسَخُّطِ والتَّبَرُّمِ إلا من رَحِمَ اللهُ تعالى، ويَنطَبِقُ على حَالِ الكَثيرِ قَولُهُ تعالى: ﴿فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَن * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَن * كَلا﴾.
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: سُئِلَ يَحيى بنُ مُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: مَتَى يَبْلُغُ الْعَبْدُ إلَى مَقَامِ الرِّضَا؟ ـ يعني: (رَضيتُ بالله تعالى رَبَّاً) ـ
فَقَالَ: إذَا أَقَامَ نَفْسَهُ عَلَى أَرْبَعَةِ فُصُولٍ فِيمَا يُعَامِلُ بِهِ رَبَّهُ؛ فَيَقُولُ: إنْ أَعْطَيْتنِي قَبِلْتُ، وَإِنْ مَنَعْتنِي رَضِيتُ، وَإِنْ تَرَكَتْنِي عَبَدْتُ، وَإِنْ دَعَوْتنِي أَجَبْتُ.
أيُّها الإخوة الكرام: كُونوا على يَقينٍ لو أنَّنا أقبَلنا على الله تعالى، ورَضِينا بما قَسَمَ اللهُ تعالى لنا، لَعِشْنا في بَهجَةٍ وفَرَحٍ وسُرورٍ، وكُنَّا في حِفْظِ الله ورِعايَتِهِ، ومن رَضِيَ عن الله تعالى رَضِيَ اللهُ تعالى عنهُ، قال تعالى: ﴿قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم﴾. وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسألُكَ رِضاكَ والجَنَّةَ، ونَعوذُ بكَ من سَخَطِكَ والنَّارِ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
91ـ «اللهم رضني بقضائك، وبارك لي فيما قدر لي»
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فيا أيُّها الإخوةُ الكرام: نَعيشُ هذهِ الأيَّامَ أيَّاماً مَليئَةً بالتَّعَبِ والشَّقاءِ، نَعيشُ هذهِ الأيَّامَ في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا الفَانِيَةِ التي فيها النَّكَدُ والتَّعَبُ والضِّيقُ والبَلاءُ.
الكَثيرُ من النَّاسِ اليَومَ يَتَساءَلُ حائِراً: أينَ طَريقُ النَّجاةِ؟ كَيفَ يَكونُ الخَلاصُ من هذا البَلاءِ الذي عَصَفَ بالأمنِ والأمانِ والاطمِئنانِ؟
الكَثيرُ من النَّاسِ أصبَحَ في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا الفَانِيَةِ في حالَةٍ من الضَّجَرِ والأرَقِ والاضطِراباتِ النَّفسِيَّةِ والعَصَبِيَّةِ، الكَثيرُ من النَّاسِ أصبَحَ حالُهُم الشَّكوى من هذا الحالِ الذي آلَ إلَيه النَّاسُ.
ضَيَّعنا طَريقَ الإيمانِ:
أيُّها الإخوة الكرام: لو بَحَثنا بِجِدٍّ وصِدْقٍ عن سَبَبِ هذه الحالِ التي عَمَّتنا جَميعاً إلا من رَحِمَ اللهُ تعالى لَوَجَدْنا أنَّ السَّبَبَ في ذلكَ هوَ أنَّنا ضَيَّعنا طَريقَ الإيمانِ التي هيَ طَريقُ الأمنِ والأمانِ، قال تعالى: ﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون * الَّذِينَ آمَنُوا وَلَم يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون﴾.
لو عُدْنا إلى طَريقِ الإيمانِ لاسْتقامَتْ لنا الحَياةُ الدُّنيا، ولَكُنَّا في خَيرٍ وأمنٍ وأمانٍ وإيمانٍ، قال تعالى: ﴿وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا﴾.
أيُّها الإخوة الكرام: لقد رَسَمَ لنا سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الطَّريقَ المُوصِلَةَ إلى الإيمانِ، والمُوصِلَةَ إلى الأمنِ والأَمانِ في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا، وإلى النَّعيمِ المُقيمِ في الدَّارِ الآخِرَةِ، وذلكَ بِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ، مَنْ رَضِيَ بالله رَبَّاً، وَبِالْإِسْلَامِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً» رواه الإمام مسلم عَن الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
الطَّريقُ المُوصِلَةُ إلى الإيمانِ:
أيُّها الإخوة الكرام: الإيمانُ الذَّوْقِيُّ لهُ طَعْمٌ يَفوقُ كُلَّ الطُّعومِ، ولهُ مَذاقٌ يَعلو على كُلِّ مَذاقٍ، ولهُ حَلاوَةٌ رُوحِيَّةٌ ونَفسِيَّةٌ وقَلبِيَّةٌ تَسري سَرَيانَ الماءِ في العودِ، وتَجري جَرَيانَ الدَّمِ في العُروقِ، فَتَشِعُّ على صَاحِبِها بالأنوارِ والأمانِ، فلا قَلَقٌ ولا أرَقٌ، ولا ضِيقٌ ولا نَكَدٌ، بل رَحمَةٌ واسِعَةٌ ورِضاً ونِعمَةٌ.
أيُّها الإخوة الكرام: الطَّريقُ المُوصِلَةُ إلى هذا الإيمانِ، هيَ ما رَسَمَهُ لنا سَيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
أن تَرضَى بالله تعالى رَبَّاً:
فالطَّريقُ المُوصِلَةُ إلى تَذَوُّقِ حَلاوَةِ الإيمانِ هيَ أن تَرضَى بالله تعالى رَبَّاً، لأنَّهُ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ ومَليكُهُ، ولأنَّهُ القائِمُ على كُلِّ نَفسٍ بما كَسَبَتْ، ولأنَّهُ رَحمنُ الدُّنيا والآخِرَةِ.
ومن رَضِيَ بالله تعالى رَبَّاً، كانَ لهُ عَبداً، واستَسلَمَ لأوامِرِهِ، سَواءٌ أدرَكَ الحِكمَةَ من الأمرِ أم لا، وقَدَّمَ أوامِرَ الله تعالى على هوى نَفسِهِ الأمَّارَةِ بالسُّوءِ، واستَسلَمَ لِقَضاءِ الله تعالى وقَدَرِهِ، لأنَّهُ آمَنَ بِحِكمَتِهِ وعَدالَتِهِ، وأكثَرَ من قَولِهِ: اللَّهُمَّ إنِّي أحمَدُكَ على جَميعِ قَضائِكَ وقَدَرِكَ حَمْدَ الرِّضى بِحُكمِكَ لليَقينِ بِحِكمَتِكَ.
من دُعائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:
أيُّها الإخوة الكرام: لنا في سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي هوَ مَصْدَرُ عِزِّنا وشَرَفِنا وكَرامَتِنا، الذي هوَ الرَّحمَةُ المُهداةُ المُسداةُ لنا، لنا فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أسوَةٌ وقُدوَةٌ حَسَنَةٌ، حَيثُ كانَ يَدعو بِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، اللَّهُمَّ لا أَسْتَطِيعُ ثَنَاءً عَلَيْكَ، وَلَوْ حَرَصْتُ، وَلَكِنْ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» رواه النسائي والطبراني عن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
فهوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ معَ عَظيمِ شَأنِهِ وقَدْرِهِ ورِفعَتِهِ ومَكانَتِهِ عِندَ رَبِّهِ عزَّ وجلَّ يَسألُ رَبَّهُ رِضاهُ، والسَّلامَةَ من السَّخَطِ والعُقوبَةِ، معَ أنَّهُ غُفِرَ لهُ ما تَقَدَّمَ من ذَنبِهِ وما تَأخَّرَ.
أيُّها الإخوة الكرام: بل كان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُلِحُّ على رَبِّهِ في الدُّعاءِ أن يَكونَ رَاضِياً بِقَضائِهِ مُستَسلِماً لأوامِرِهِ، روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: صَلَّى بِنَا عَمَّارٌ صَلَاةً فَأَوْجَزَ فِيهَا، فَأَنْكَرُوا ذَلِكَ.
فَقَالَ: أَلَمْ أُتِمَّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ؟
قَالُوا: بَلَى.
قَالَ: أَمَا إِنِّي قَدْ دَعَوْتُ فِيهِمَا بِدُعَاءٍ كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو بِهِ: «اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ، وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ، أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْراً لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَت الْوَفَاةُ خَيْراً لِي، أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَالْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَمِنْ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ».
من هَدْيِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لنا:
أيُّها الإخوة الكرام: من هَدْيِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لنا حتَّى نَذوقَ طَعْمَ الإيمانِ وحَلاوَتَهُ، وأن نَرضَى بالله تعالى رَبَّاً أن نُكثِرَ من دُعاءِ: «اللَّهُمَّ رَضِّني بِقَضائِكَ، وبَارِكْ لي فيما قُدِّرَ لي، حتَّى لا أُحِبَّ تَعجيلَ ما أخَّرْتَ، ولا تَأخيرَ ما عَجَّلْتَ»
جاءَ في كِتابِ ابنِ السُّنِّيِّ عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قالَ: «مَا يَمنَعُ أَحَدَكُم إذا عَسُرَ عَلَيهِ أمرُ مَعيشَتِهَ أن يَقولَ إذا خَرَجَ من بَيتِهِ: بِسمِ الله على نَفسِي ومَالِي ودِينِي، اللَّهُمَّ رَضِّني بِقَضائِكَ، وبَارِكْ لي فيما قُدِّرَ لي، حتَّى لا أُحِبَّ تَعجيلَ ما أخَّرْتَ، ولا تَأخيرَ ما عَجَّلْتَ».
وهذا الدُّعاءُ كانَ يُكثِرُ منهُ سَيِّدُنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، وهوَ أميرٌ للمُؤمِنينَ، وما ذاكَ إلا لِيَصِلَ إلى تِلكَ الرُّتبَةِ: (رَضيتُ بالله تعالى رَبَّاً).
وروى الطَّبرانِيُّ في الكبير عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ حَتَّى كَأَنِّي أَرَاكَ أَبَداً حَتَّى أَلْقَاكَ، وَأَسْعِدْنِي بِتَقْوَاكَ، وَلا تُشْقِنِي بِمَعْصِيَتِكَ، وَخِرْ لِي فِي قَضَائِكَ، وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ، حَتَّى لا أُحَبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ، وَلا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ، وَاجْعَلْ غِنَائِي فِي نَفْسِي، وَأَمْتِعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي، وَاجْعَلْهُمَا الْوَارِثَ مِنِّي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي، وَأَرِنِي فِيهِ ثَأْرِي، وَأَقِرَّ بِذَلِكَ عَيْنِي».
وهذا سيِّدُنا عَبدُ الله بنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ يُتَرجِمُ مَعنى الرِّضا عن الله تعالى فَيَقولُ: الفَقرُ والغِنى مَطِيَّتانِ، ما أُبالي أَيَّتُهُما رَكِبتُ؟ إنْ كانَ الفَقرَ فإنَّ فيهِ الصَّبْرَ، وإنْ كانَ الغِنى فإنَّ فيهِ البَذْلَ.
أيُّها الإخوة الكرام: لو نَظَرنا إلى حالِنا اليَومَ لَرَأينا العَجَبَ العُجابَ، فَرَحٌ عِندَ الغِنى، وحُزنٌ وهَمٌّ وغَمٌّ عِندَ الفَقرِ معَ التَّسَخُّطِ والتَّبَرُّمِ إلا من رَحِمَ اللهُ تعالى، ويَنطَبِقُ على حَالِ الكَثيرِ قَولُهُ تعالى: ﴿فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَن * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَن * كَلا﴾.
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: سُئِلَ يَحيى بنُ مُعاذٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: مَتَى يَبْلُغُ الْعَبْدُ إلَى مَقَامِ الرِّضَا؟ ـ يعني: (رَضيتُ بالله تعالى رَبَّاً) ـ
فَقَالَ: إذَا أَقَامَ نَفْسَهُ عَلَى أَرْبَعَةِ فُصُولٍ فِيمَا يُعَامِلُ بِهِ رَبَّهُ؛ فَيَقُولُ: إنْ أَعْطَيْتنِي قَبِلْتُ، وَإِنْ مَنَعْتنِي رَضِيتُ، وَإِنْ تَرَكَتْنِي عَبَدْتُ، وَإِنْ دَعَوْتنِي أَجَبْتُ.
أيُّها الإخوة الكرام: كُونوا على يَقينٍ لو أنَّنا أقبَلنا على الله تعالى، ورَضِينا بما قَسَمَ اللهُ تعالى لنا، لَعِشْنا في بَهجَةٍ وفَرَحٍ وسُرورٍ، وكُنَّا في حِفْظِ الله ورِعايَتِهِ، ومن رَضِيَ عن الله تعالى رَضِيَ اللهُ تعالى عنهُ، قال تعالى: ﴿قَالَ اللهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم﴾. وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّة * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ﴾.
اللَّهُمَّ إنَّا نَسألُكَ رِضاكَ والجَنَّةَ، ونَعوذُ بكَ من سَخَطِكَ والنَّارِ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin