..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Emptyأمس في 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي Empty كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي

    مُساهمة من طرف Admin 9/10/2020, 13:51

    قال الشيخ اأحمد بن مصطفى العلوي المستغانمي طيب الله ثراه :
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيراً من خلقه والصلاة والسلام على النبي وآله.
    أما بعد: فمن كاتِبه كثير المساوي عبد ربه احمد بن مصطفى العلوي منَّ الله عليه بالتوفيق، وألهمه والمؤمنين إلى أقوم طريق، إلى الفقيه المحكي الشيخ سيدي عثمان بن المكي المدرس بمدينة تونس بجامعها الأعظم زاده الله عمراناً، وطهره من كل متمرد شيطان، عليكم سلام الله ما كنتم محترمين لأهل نسبة الله {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبّه }...


    هذا وإني كنت عثرت على رسالة نمقتموها بقلمكم تسمى (المرآة لإظهار الضلالات) فتناولتها بيد الاعتبار لنتصفحها بفؤاد الاستبصار، متشكراً لله على بقاء الأقوياء في الدين الذين لا تأخذهم في الله لومة اللائمين، غير أني كنت مستثقلاً اسم الرسالة حيث كانت معنونة بعنوان الضلالة، ولم ندر أن مسماها أثقل، وبمجرد ما اطلعت منها على الأقل عرضني فيها ما ألزمني الفشل وأورثني الكلل، فتأسفت بقدر ما استبشرت، وبما أصابني كدت أن أقول: لا يحل النظر للمرآة مطلقاً سواء أكانت لإظهار الضلالة أو لإظهار الصورة، لما اشتملت عليه مرآتكم من العض وتمزيق العِرض، فهي تكاد تميز من الغيظ، ترمي بشرر كالقصر نحو الذاكرين، وتَحطُمُ بالجهر ألحم المؤمنين، وكنت كلما نزهت الكاتب عن مكتوبه إلا ولسان الواقع يقول: إن القلم لا يجيء إلا بصورة صاحبه، والإناء لا ينضح إلا بما فيه.

    سبب التأليف
    وبمناسبة ما اشتملت عليه مرآتكم من الزور وارتكبتموه فيها من الفجور، فطعنتم في أعراض أهل نسبة الله بكل لسان، وذكرتموهم بكل زور وبهتان، فحركتني الغيرة الإلهية والحمية الإسلامية على أن نكاتبكم احتراماً للمنتسبين حيث شوهتموهم، وانتصاراً للذاكرين حيث خذلتموهم، عملاً بقوله عليه الصلاة والسلام: (من أُذل عنده مؤمنٌ فلم ينصره وهو قادر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة ) وقال أيضاً: ( من ردّ عن عِرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ( وعن أبي الدرداء رضي الله عنه) : ( من رد عن عرض أخيه كان له حجاباً من النار يوم القيامة ) وهذا في الرد عن عرض أي مؤمن كان، وأما الرد عن أعراض الذاكرين فقد يتولاه الله بنفسه قال أصدق القائلين: {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ } .


    فمن بارزهم فقد بارز الله، والمنتصر لهم منتصر لله، ولازال أهل الفضل في دفاع عن نسبة الله في كل زمان، لأن القوم رضوان الله عليهم لن يزالوا بين منتقد ومعتقد {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً } لا بد من ودود يمدح وحسود يقدح، ولكن كل من القدح والانتقاد يتصوران في أفراد ممن نقص في الدين أو زاد، بحيث تجاهر بما يتضمن الفساد فيما يظهر للمنتقد، وقد يكون على خلاف ما اعتقد، وأما الانتقاد على أهل نسبة الله عموماً والتجاهر برد مذهبهم ـ كما فعلته أنت أيها الشيخ ـ حيث استدليت عليه بأنه بطالة وجهالة وضلالة، فقد تظاهرت بشيء لم يتظاهر به غيرك من علماء الدين، إلا إذا كان من أحد الفرق المخالفين ممن يجحد وجود الخصوصية حيث لم توجد فيهم، وأما أهل السنة فلا ينتقدون، إن وقع منهم إلا على أفراد ممن لم تتضح خصوصيته، وأما بنظرهم لمذهب التصوف فكلٌ يحترمه ويجل رتبته، وأقوالهم في ذلك أعدل شاهد والتي غصت بها الدفاتر وبالجملة إن قلوب أهل السنة جبلت على حب التصوف وأهله، وتجد كل من سعى في تنقيص مذهبهم يسقط من عيون الخصوص والعموم، وليس ذلك إلا دلالة على سقوطه من عين الله والعياذ بالله، ولهذا يقال: "كل من تعرض للذاكرين على جهة البغي والعناد ابتلاه الله بالمقت بين العباد".

    التحذير من التعرض للأولياء
    وها أنا أستطرد لك ما ربما يردعك ـ إن شاء الله ـ نصيحة في ذات الله { وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ } قال في الحديث: ( من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ). قلت ولا شك أن من تعرض لمحاربة الله قلَّت سلامته، وقال عليه الصلاة والسلام: (غابتان مسمومتان لا يسلم من طعنهما أهل بيتي وأولياء أمتي ) وأقوال العلماء في ذلك أكثر من أن تحصر منها ما ذكره أبو المواهب التونسي عن شيخه أبي عثمان رضي الله عنهما أنه كان يقول في الدرس على رؤوس الأشهاد: " لعنة الله على من أنكر على هذه الطائفة ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل لعنة الله عليه"

    وكان اللقاني رضي الله عنه يقول: " يخشى على من تكلم فيهم يعني الصوفية سوء الخاتمة وجزاؤه العذاب الشديد والسجن المديد {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } وهكذا تجد كل إمام متورع يخشى القول في عوام المسلمين فضلاً عن المنتسبين.

    وحتى لو قلنا لو لم يصح عندك من أحوال الصوفية إلا كونهم مسلمين لوجب عليك احترامهم وحرمت عليك أعراضهم فتكف حينئذ عن التتبع لعوراتهم حذراً مما حذرك منه الشارع.
    روى ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أشاد على مسلم كلمة يشينه بها بغير حق شانه الله بها في النار يوم القيامة ) وهذا فيمن أشاد على عورة مسلم واحد وأي حكم يلحق من تتبع عورات عامة المسلمين وخاصتهم ليشينهم بها فيما بينهم أو عند الأجانب إن أمكن
    هم الإطلاع على ذلك ، كما فعلته أنت أيها الشيخ حيث تتبعت النقير والقطمير وتوسعت في النكير تحدث نفسك أنك السني الواحد في الوجود والكل دونك إما مبتدع جهول أو مخالف مخذول فهذا حكمك في أبناء ملتك ولم ندر ما حكم الله فيك.
    ولو تتبعت عورات نفسك لوجدت فيها ما يغنيك عن تتبع عورات الغير ولكن مثلك يجري عليه قوله صلى الله عليه وسلم حيث قال : (يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه ) أما أنت فنسيت جذوعاً كثيرة سيأتيك نبؤها بعد حين ولعله كلما أطلعناكم على جذع منها أزلتموه مهما أمكنكم.

    وما إزالته إلا مجرد اعتراف ولكن الاعتراف نتيجة الإنصاف فإن كنت منصفاً فكتابي حجة لك وإلا فهو حجة عليك. وعلى كل حال مهما تناولته فكن ذا بصر حديد وعقل سديد وفؤاد من التعصب بعيد فإني ما كاتبتك به إلا وأنا أرجو الله أن ينقذك مما أنت فيه بسببه أو ينقذ من هو على شاكلتكم أو من سرت فيه من إشارتكم بسبب نظره في مرآتكم المكسوفة أو مجالسكم المأسوفة. وها أنا أذكر لكم من الجذوع المنسية في أعينكم، لولا أن أظهرها الله بسبب مرآتكم.
    قلتم في صدر ما جمعتموه من الطعن في أعراض المسلمين: "الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".
    وإني لم أدر هل أردتم بذكركم هاته الآية الكريمة مجرد التبرك بها؟ أم أشرتم لما هداكم الله إليه من الطعن في أعراض الذاكرين ونحوهم، فاعتقدتم أن ذلك من الهداية، فإن كان بالمعنى الأول فحسن، وإن كان بالمعنى الثاني فإنه لم يظهر وجه الهداية بالتعرض لأهل الله بالغيبة ونحوها، إلا إذا كانت الهداية من قبيل قوله عز وجل { فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ } وما هو من هذا القبيل.

    إنكم سميتم ما جمعتموه بالمرآة لإظهار الضلالات،قلت: إنكم أصبتم في الاسم وأصبتم في مسماه، أما إصابتكم في الاسم فإنها أظهرت مرآتكم ما كان كامناً فيكم، ولولاها من يعلم بضلالاتكم، فكتاب المرء عنوان عقله، وما فيه يظهر على فيه، وبعد هذا بقليل استطرتم جملة من النصوص، قلتم في ترجمتها: (المقدمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ثم ذكرتم ما جعلتموه ذريعة لتتوصلوا به إلى الطعن في أعراض المؤمنين بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن ذلك لا يغني عنكم من الله شيئا، إنما الغيبة غيبة على كل حال، وحتى لو قلنا: إنكم لم تقصدوا إلا إصلاحاً فيكون ذلك دليلاً على عدم تفريقكم بين المعروف والمنكر وهو عذر لكنه غير مقبول لمن تصدى للأمر والنهي، وعلى كلا التقديرين فالتهمة لا تنفك عنكم:
    فإن كنت تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم

    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    فإن كنت على غير بصيرة بين المعروف والمنكر فكيف تقوم تأمر بهذا وتنكر عن هذا، وكان من حقك أن تتصور معنى الشيء ثم تحكم عليه، لأن الحكم فرع التصور، وإن حكمت فلا تحكم عليه إلا بحكم الله، ولا تأمر فيه إلا بأمر الله، ولا تنه عنه إلا بنهي الله، وتتورع أن تقول في دين الله برأيك، أو تنكر عن شيء بطبعك.

    قال تعالى : {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }وأين أنت من هذا حتى قمت تحرم هذا وتنكر هذا، وتضلل فرقة وتبدع أخرى بدون ما تخشى الله في خلقه، وتراقب محمداً في أمته، وترى أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بدون ما ترى أفيك أهلية لذلك أم لا، قال عليه الصلاة والسلام : (لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا رفيق فيما يأمر به رفيق فيما ينهى عنه، حليم فيما يأمر به حليم فيما ينهى عنه، فقيه فيما يأمر بع فقيه فيما ينهى عنه ) .

    أما كونه رفيقاً فيما يأمر به يريد ـ والله أعلم ـ أن لا يأمر إلا برفق، ولا ينهى إلا بمثله، وهذا خلاف الأسلوب الذي ارتكبته أيها الشيخ في مرآتك، وكان من حقك أن لا تقدم على شيء حتى تعلم حكم الله فيه، وتدخل البيت من بابه، ألم تعلم أن شاباً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال بأرفع صوته (أتأذن لي في الزنا يا رسول الله؟ فصاح الناس به، فقال رسول الله: أقروه أقروه وأمره أن يدنو منه ثم قال له برفق: أتحب أن يُفعَل ذلك بأهلك؟ قال: لا، وأخذ يذكر له في قرابته من نسائه كأمه وأخته وزوجته وهو يقول: لا أحب، فقال عليه الصلاة والسلام: فكذلك الناس لا يحبونه أن يُفعلَ ذلك بأهلهم، ثم وضع يده الكريمة على صدره فقال: اللهم طهر قلبه واغفر ذنبه وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك شيء أبغض إليه من الزنا ) ومثل هذا من الوقائع جاء في سيرته وفي سيرة أتباعه بكثرة، ومن ذلك حكاية البدوي المشهورة الذي بال في طرف المسجد، فقام الصحابة ليستفزوه بعنف فوضع عليه صلى الله عليه وسلم رداءه وأمره أن لا يستعجل بعد ما كف أيدي الصحابة عنه، فلما قضى البدوي حاجته قال: اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حصرت واسعة يا أعرابي ) وأين مثلك ومثلي من هاته الأخلاق؟ فالرفق مهما دخل شيئاً إلا وزانه، والعنف مهما دخل شيئاً إلا وشانه، وهذا بعض ما يتعلق بالرفق في الأمر والنهي.
    وأما كونه حليماً فيما يأمر به حليماً فيما ينهى عنه فهو وصف مهما وجد في الأمر يثير نفعاً في المأمور غالباً، لأنه يستلزم الحرص على هداية المأمور وإليه الإشارة في التنزيل {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ } ومن الدلالة على الحلم مهما وجد في صاحبه أن لا ينتصر لنفسه إن رُدّ قوله أو لحقه من الأذى بسبب الأمر والنهي، ألا ترى أنه عليه الصلاة والسلام لما كُسرت رباعيته قال: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ) وحتى لو قلنا أنك لم تبلغ إلى أقل درجات من الحلم فحقك أن تتحلّم لقوله عليه الصلاة والسلام: (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) ألم يبلغك أن عيسى عليه السلام فيما أخبر عنه التنزيل أنه قال في حق قومه من بعده: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } فانظر ما أطيبه من حديث! وما ألطفه من فؤاد المحدَّث به! مع ما ارتكبه قومه من بعده من الشرك، فإنه لم يقل ما قلته أنت في أمة محمد من أنهم شر الخلق والخليقة ـ حسبما يأتي في كلامك ـ لأجل ذنب ارتكبوه في زعمك وهو احترامهم لصلحائهم، وكل ذلك من قساوة قلبك وقلة شفقتك على المؤمنين.
    روى جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من لم يرحم الناس لم يرحمه الله ) وهذا بعض ما يخص الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من كونه حليماً فيما يأمر به حليماً فيما ينهى عنه.
    وأما كونه فقيهاً فيما يأمر به فقيهاً فيما ينهى عنه فهو أساس المسألة ودعامة وسطها، فعليه تدور دائرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لأن عدم الفقه في دين الله في الغالب يحمل صاحبه على العكس في المسألة، فلربما يأمر بمنكر أو ينهى عن معروف، وهو من سوء التصرف الفظيع في دين الله بدعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسبما اشتملت عليه مرآتك أيها الشيخ، فقد أنكرتم من المعروف أعلاه، فلا فتنة أعظم وأضر من فتنتكم على المسلمين فعلى الأقل إذا لم يتضرر القارئ بالنظر في مرآتكم يقع التباس من دينه وشك من أمره، حيث يجد ما كان في ظنه يدين الله به معصية يستحق العقاب من أجله، وأي رزية أعظم من هاته الرزية للمتدين ؟! إنا لله وإنا إليه راجعون،أو ليس قد تقرر لدى الفكر العام بالتواتر أن مجلساً من المجالس المعدة للذكر يمحو عدة مجالس من مجالس السوء وهذا ممن أطبقت عليه عقائد الأمة خصوصاً وعموماً، فقمت أيها الشيخ تبرهن في مرآتكم على أن المجالس المعدة للذكر على اختلافها بين طبقات الذاكرين بدعة ضالة على خلاف ما كان عليه السلف بدون ما تذكر وجه مجالس الذكر المندوب لها شرعاً ومن المعلوم أن يقع من يعتني بكلامك في حيرة، وكل ذلك أصابك ولعله من عدم الفقه في دين الله، ولهذا اشترط عليه الصلاة والسلام في حق الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون فقيهاً فيما يأمر به فقيهاً فيما ينهى عنه، لئلا يأمر بمنكر أو ينهى عن معروف كما تقدم.

    ثم أقول: ينبغي لمن تصدر للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يتصور أولاً معنى المعروف ومعنى المنكر، ويحققهما بالحد الواضح والشرع الصريح لئلا يقع في مهواة الانعكاس، ومن أجل ذلك تورع أكابر العلماء من القول في دين الله بغير نص صريح وما هو كالصريح .
    نعم يجتهد المجتهد لنفسه فيما لا نص فيه بدون ما يُلزِم غيره أن يذهب مذهبه، إنما يحكي رأيه فيه لا غير، ولهذا تعددت الطرق في الفروع، والحمد لله على اتحادها في الأصول وكل ذلك من اليسر في دين الله، كما قال عليه الصلاة والسلام (خير الدين أيسره وخير العبادة الفقه ) ومن لا فقه له يمتنع عليه القول في دين الله.
    ذكر ابن عبد البر عن عطاء رضي الله عنهما أنه قال: "لا ينبغي لأحد أن يفتيَ الناس حتى يكون عالماً باختلاف الناس، وإن لم يكن كذلك رد من العلم ما هو أوثق من الذي هو في يديه" .
    ثم إن جميع ما ذكرناه من التحري هو فيما اشتبه أمره وأما ما عُلم تحريمه أو إيجابه من الدين بالضرورة فهو فقهٌ، ويتعين الأمر بالمعروف فيه والنهي عن المنكر على كل مسلمٍ عالمٍ بحلّية ذلك الشيء أو تحريمه وإن لم ينته ويأتمر في نفسه.
    إنما المحترَز منه ما مشيت عليه أنت أيها الشيخ، فقمت تحرم وتحل بظنك وحدسك وتقول بطبعك وشهوتك، فظننت أن المعروف ما عرفته أنت، والمنكر ما أنكرته أنت، وهذا بعيد منك ومن أمثالك.
    إنما أمره موكول لله ورسوله والراسخين في العلم، والذي هو حق عليك أن تنكر ما علمت إنكاره من الدين بالضرورة، وتأمر بما تحققت معروفيته من الدين بالضرورة، وترتكب العزائم فيما بين ذلك لنفسك وتفوض الأمر لله فيما وراء ذلك، وتحسن الظن فيما تفرع عن اجتهاد المجتهدين من أئمة الدين من الصوفية وغيرهم.
    أوَ ليس في علمك أنه قد يوجد في المشتبه ما ثبتت حرمته في مذهب وإباحته في آخر؟ أو ندبه في مذهب وكراهيته في آخر؟ وهذا نحوه لا يحتاج لكثرة بيان وأي شيء يراه المنصف ؟ فهل يتسنى له أن يُلزمَ أحدَ المجتهدين بالدخول تحت قول الآخر؟ إلا إذا كان ممن بلغ به التعصب الأعمى مثلما بلغ بك، فقمت إلى مذهب أعظم سوادٍ على وجه البسيطة تلزمه الدخول تحت رأيك الكاسد ظناً، والذي أحقه أن يقال لك ولأمثالك: إن أقل صوفي يوجد إلا وهو أشح على دينه منك.

      الوقت/التاريخ الآن هو 21/11/2024, 19:05