..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:31 من طرف Admin

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Emptyأمس في 19:12 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3 Empty كتاب: القولُ المعروفُ في الرَّدِّ على مَنْ أَنكَرَ التَّصَوُّفَ ـ سيدي أحمد العلاوي ـ ج3

    مُساهمة من طرف Admin 9/10/2020, 14:00

    إنكار مشروعية الاجتماع للذكر
    ثم إنكم بعد ما فرغتم من مقدمة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر توجهتم لتغيير ما اعتقدتموه منكراً وهو؛ ما عليه الصوفية من الاجتماع على الذكر، والصلاة على النبي وتلاوة القرآن قلتم:

    (فصل) سئل البصري عن اجتماع جماعة من أهل السنة والجماعة يقرءون القرآن في بيت أحد، ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعون لأنفسهم ولجماعة المسلمين، فنهى عن ذلك أشهد النهي، لأنه لم يكن من عمل السلف الصالح، فليس من الدين، فقد كانوا أحرص الناس على الخير من هؤلاء، فلو كان فيه خير لفعلوه.

    قلت: فإذا كان هذا الذي ضاق به صدرك من أحوال القوم حتى أنك لم تجد له قولاً بالجواز، حيث أنهم يجتمعون في بيت أحدهم يقرءون القرآن، ويصلون على النبي، ويدعون لأنفسهم ولجماعة المسلمين، فظهر لك أنه معصية مخالف لما كان عليه السلف، فأنا أقول: اللهم اجعل معاصينا و معاصي أصدقائنا، بل ومعاصي عموم المسلمين من هذا القبيل إن كان الاجتماع على وجه ما ذكرتم، وإن كان فيه زلة لم تتضح، فالله يعصمنا وإياكم من الزلل.
    ثم أقول: إن هذا النقل إن صح عن الحسن رضي الله عنه فلا يفيدنا عموم النهي عن الاجتماع بصفة ما ذكر، وإن كان الحسن مجتهداً فلا يبعد أن يكون مجتهدٌ غيره في عصره، إن لم نقل في تلك الجماعة نفسها، لأن العصر عصر التابعين، وثانياً: إن هذه الواقعة تصلح أن تكون حجة للصوفية لا عليهم، حيث أنكم قررتم أن الاجتماع وقع بتلك الصفة في عصر التابعين، لأن المتعين علينا الاهتداء بهداهم، وهل تظن أن هاتة الطائفة الميمونة وضعت دعائمها على غير أساس متين ؟ أولم تعلم أن الحسن البصري الذي نقلت عنه هو أستاذ هاته الطائفة ـ كما هو مشهور في سلسلة القوم ـ لقنه الإمام علي كرم الله وجهه، وهو لقن داوداً الطائي وحبيباً العجمي وغيرهما، إلى أن وصلت إلى الجنيد ، ومن طريق آخر أن الإمام علياً كرم الله وجهه لقن ابنه الحسن رضي الله عنهما، وهو لقن أبا محمد جابر ، وهو لقن السيد سعيداً القزويني إلى أن وصلت إلينا والحمد الله.
    ولعلكم تجهلون أصل التلقين في الشرع ـ حسبما يظهر ـ وإلا لما أنكرتم التصوف وأهله، ولهذا لزمني أن أستطرد لك جملة؛ إما أن تكون لك حجة أو عليك حجة.
    ذكر الإمام الشعراني في كتابه النفحات القدوسية في بيان قواعد الصوفية ما نصه: قال الأشياخ:"والسر في التلقين؛ ارتباط قلوب المريدين بأشياخهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى جبريل عليه السلام إلى الله تبارك وتعالى في المحبة والانقياد، ولذلك كان الإنسان إن لم يقل لا إله إلا الله امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل: لا إله إلا الله لا يحكم بإسلامه ويؤيد هذا قوله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به" ثم قال: " أول ما يحصل للمريد إذا دخل سلسلة القوم بالتلقين يكون إذا دهمه أمر وتشوش منه قلبه واضطرب، جاوبته أرواح الأولياء من شيخه الأدنى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حضرة الله عز وجل فيزول كربه وهمه، ومن لم يدخل في طريق القوم بالتلقين فلا تجيبه روح أحد من أهل الطريق لعدم ارتباطه بهم، فحكم ذلك كسلسلة الحديد إذا حركت منها حلقة جاوبتها بقية الحلقات " .
    وإذا علمت ذلك فأقول وبالله التوفيق: روى الطبراني والإمام احـمد والبزار وغيرهم بإسناد حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوماً بجمع من الصحابة فقال: هل فيكم غريب ـ يعني من أهل الكتاب ـ قالوا: لا يا رسول الله، فأمر بغلق الباب وقال: ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله، قال شداد بن أوس: فرفعنا أيدينا ساعة وقلنا: لا إله إلا الله، ثم قال رسول الله: (اللهم إنك بعثتني بهذه الكلمة، وأمرتني بها ووعدتني عليها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد، ثم قال صلى الله عليه وسلم: ألا فابشروا بأن الله تعالى قد غفر لكم ) ففي الحديث دلالة للأشياخ في تلقينهم الذكر للمريدين جماعة .
    وأما تلقينهم فرادي فخرج الشيخان والحافظ جلال الدين السيوطي من طرق متعددة حسنة أحاديثهم عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه وكرم الله وجهه قال:" سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله دلني على أقرب الطرق الموصلة إلى الله عز وجل وأسهلها على العباد وأفضلها عند الله تعالى فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي عليك بمداومة ذكر الله سراً وجهرا فقال رضي الله عنه: كل الناس ذاكرون وإنما أريد أن تخصني بشيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا علي أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعن كفة، ولا إله إلا الله في كفة لرجحت لا إله إلا الله ثم قال: يا علي لا تقوم الساعة على وجه الأرض من يقول الله الله، فقال علي: كيف أذكر يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غمض عينيك واسمع مني لا إله إلا الله ثلاث مرات ثم قل أنت ثلاث مرات وأنا أسمع (أهـ الحديث بمعناه في البعض) فهذا أصل صلة القوم، وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بغلق الباب في تلقينه أصحابه جماعة كما تقدم وقال: هل فيكم غريب لدينه؟ على أن طريق القوم مبنية على الستر وصفاء الوقت من حضور من ليس منهم ولا يؤمن بطريقتهم، فلربما احتقر ما هم عليه لقصوره .
    قال يوسف الكوزاني[ العجمي ] أن علياً كرم الله وجهه لقن الحسن البصري وهو لقن داود الطائي ومنه الإمام الجنيد شيخ الطائفة، وعنه تفرع وانتشر التصوف في أصحابه وهلمَّ جرّا، ولا ينقطع حتى ينقطع الدين اهـ بحروفه من النصرة النبوية .
    وفي روح البيان عند قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } قال صاحبه:من هنا تتخذ السنة المبايعة وتلقين المشائخ للمريدين، ومثل هذا لا يحتاج إلى بيان عند أربابه، إنما المتوقف على مثله قليل الإطلاع
    ثم قل لي يشهدك الله هل لك سند بالخصوص في لا إله إلا الله حسبما دلت عليه الأحاديث السابقة ، وما أظن .
    ولنرجع إلى الكلام على الإجتماع أن كان حسبما ذكر أعلاه فأقول: بالله عليك أي ضرر يلحق الدين إذا اجتمعت شرذمة من المسلمين في بيت من بيوت الله، أو في أي بيت من بيوت المؤمنين على تلاوة القرآن وما هو من هذا القبيل ، فإن كان استبعادك لمجرد ما نقلته من أن رجلاً ذهب إلى الحسن البصري فأخبره بذلك الاجتماع فنهى عنه أشد النهي حسبما ذكرت، فهو دليل لا تقام الحجة به على صحته، لأنه معارض للأثر الصحيح والحديث الصريح، وحتى لو قلنا أنه لا نص في مشروعية الاجتماع على ذكر الله وما والاه، لا يجوز الاعتراض على ذلك خصوصاً لما قد صح عندك من أنه كان في عصر التابعين، وصدر فعله من أئمة الدين الذين اجتمع غالب الأمة على عدالتهم ومكانتهم في الدين وفي ظني أنه لا يتجاسر غيرك من علماء المسلمين أن يقول: لا خير في الاجتماع على ذكر الله، ولو لم يكن فيه أقل نص يؤذن بالجواز، فكيف والآثار مشحونة بالترغيب فيه والأمة مطبقة على ندبه، ويا لله العجب ! كيف بلغك ما ورد عن الحسن البصري رضي الله عنه في النهي عن الاجتماع لأجل الذكر، وأنه شدد النكير على ذلك، ولم يبلغك ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه مسلم والحاكم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن لله ملائكة سيارة فضلاء يلتمسون حلق الذكر في الأرض فإن أتوا على مجلس حف بعضهم بعضا بأجنحتهم إلى السماء فيقول الله عز وجل من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عبادك يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويهللونك ويسألونك ويستجيرونك فيقول : وما يسألون؟ وهو أعلم بهم، فيقولون: يسألونك الجنة، فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا يا رب فيقول: كيف لو رأوها؟ فيقول: وممَّ يستجيرونني؟ وهو أعلم بهم فيقولون: من النار فيقول: هل رأوها؟ فيقولون: لا فيقول: كيف لو رأوها؟ ثم يقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما يسألون،ي وأجرتهم ممَّ استجاروا، فيقولون: ربنا إن فيهم عبداً خطاءً جلس إليهم فيقول: قد غفرت له أيضاً هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ) فانظر بارك الله فيك هذه الجماعة التي أخبرت بها الملائكةُ ربَّ العالمين، أليست هي نظيرة الجماعة التي أخبر بها الرجلُ الحسنَ البصري إن لم نقل هي نفسها ؟ وقلتم: إنه شدد النكير، فما بالُ اللهِ سبحانه وتعالى يوسع على الذاكرين ويَعِدُهم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وأنتم قابلتموهم بالنقمة نظير ما قابلهم الله به من رحمة، فما بالك تركت ما أفتى به الحق سبحانه وتعالى في أهل مجالس الذكر على لسان رسوله؟ وتحوجت لما وراء ذلك فأخذت تقابل الشيء بنقيضه، أو ليس هذا منك تحريفاً في شرع الله ؟

    فهيهات أن تنجح مقاصدك فيما حاولته، لأن الأحاديث الصحيحة جاءت في مدح مجالس الذكر أفواجا، فبحر السنة يتدفق بها أمواجا، لنورد لك منها نبذة تكون ـ إن شاء الله ـ لدائك علاجا، أو لم يبلغك أنه كان صلى الله عليه وسلم يشتهي أن يحضر مجلساً من مجالس الذكر يستبدله بالدنيا وما فيها، روى البيهقي عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لئن أذكر الله تعالى مع قوم بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، أحب إليَّ من الدنيا وما فيها، ولئن أذكر الله مع قوم بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس، أحب إلي من الدنيا وما فيها ) ومثله ما رواه أبو داود عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله علية وسلم قال : ( لئن أقعد مع قوم يذكرون من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أعتق أربعة من ولد إسماعيل ولئن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ) وقال أيضاً: (إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء ويقول الحق تبارك وتعالى: أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقول ملك من الملائكة: يا رب فيهم فلان الخطاء، وإنما مرّ فجلس معهم قال: فيقول الله تبارك وتعالى: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ) وقال معاوية رضي الله عنه: فقال: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : " مَا أَجْلَسَكُمْ ؟ قَالُوا : جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلامِ ، وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ ، قَالَ : آللَّهُ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَلِكَ ؟ قَالُوا : وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَلِكَ ، قَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلائِكَةَ) وقال أيضاً عليه الصلاة و السلام: ( يقول الله عز وجل يوم القيامة: سيعلم أهل الجمع من أهل الكرم، فقيل: ومن أهل الكرم يا رسول الله؟ قال : أهل مجالس الذكر ) وقال أيضاً: ( ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجهه، إلا ناداهم مناد من السماء: أن قوموا مغفوراً لكم، قد بُدِّلتْ سيئاتكم حسنات ) وقال أيضاَ: ( إن لله تبارك و تعالى سيارة الملائكة يطلبون حلق الذكر فإذا أتوا عليهم حفوا بهم ) و قال أيضاً: ( غنيمة مجالس الذكر الجنة ) و قال أيضاً Sadإن لله سرايا من الملائكة تحل و تقف على مجالس الذكر في الأرض، فارتعوا في رياض الجنة، قالوا: أين رياض الجنة؟ قال: مجالس الذكر، فاغدوا وروحوا في ذكر الله، وذكّروه أنفسكم) إلى أخر الحديث ، و قال : ( ما من قوم يذكرون الله تعالى إلا حفت بهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فمن عنده ) و أخرج الأصفهاني في الترغيب عن أبي رزين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له: (ألا أدلك على ملاك الأمر التي تصيب به خير الدنيا والآخرة؟ قال: بلى قال: عليك بمجالس أهل الذكر وإذا خلوت فحرك لسانك بذكر الله عز وجل ) وقال أيضاً: ( ما من قوم يقومون من مجالس لا يذكرون الله فيه، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة يوم القيامة ) وقال أيضاً: ( مجالس الذكر تنزل عليهم السكينة و تحف بهم الملائكة وتغشاهم الرحمة ويذكرهم الله) ثم أقول: لعلكم قد كنتم في غفلة من هذا فقد يقول الحق لك:{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } فتأمل ما جاءك عن رسول الله إن كنت تزعم أنك من أمته، فحديث واحد يكفيك العمل به في مشروعية مجالس الذكر، والذي يزيدك يقيناً من أنها كانت على عهد النبي صلى الله عليه و سلم هو ما أخرجه الأمام أحمد في الزهد عن ثابت قال: (كان سلمان في عصابة يذكرون الله تعالى، فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءهم قاصداً، حتى دنا منهم فكفوا عن الحديث إعظاماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالSad إني رأيت الرحمة تنزل عيكم، فأحببت أن أشارككم فيها، ثم قال: الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم).

    ومثل هذا ما تقدم من حديث معاوية رضي الله عنه من أنه خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من أصحابه فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا قال: آللهِ ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا والله ما أجلسنا إلا ذلك قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكن أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة.أو لا يكفيك هذا في مشروعية مجالس الذكر في زمانه عليه الصلاة و السلام ؟ و مثله ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يأخذ بأصحابه في الذكر، حتى إذا ملّوا أخذ بهم في غيرة . نقله في النصرة النبوية ...

    رفع الصوت بالذكر

    ولكني لم أدر ما الذي ألمك من أمر الصوفية هل هو الاجتماع بانفراده ؟ أم الذكر بانفراده أم هما معاً ؟ ولعله رفع أصواتهم بالذكر، وبسببه أنه لم يبلغك ما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "إن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول صلى الله عليه و سلم "كذلك أقول: أنه كان على عهد الخلفاء فقد روي: أن أناساً كانوا يذكرون الله عند غروب الشمس يرفعون أصواتهم، فإذا خفيت أرسل إليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن نوّهوا الذكر أي ارفعوا أصواتكم.

    وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن رجلاً كان يرفع صوته بالذكر فقال أخر لو أن هذا خفض من صوته فقال عليه الصلاة السلام دعه فإنه أواه . و مثله ما أخرجه البيهقي عن زيد بن أسلم قال ابن الأدرع: انطلقت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فمر بي في المسجد على رجل يرفع صوته بالذكر فقال: يا رسول الله عسى أن يكون هذا مرائياً؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ( لا ولكنه أواه ) و الذي أبلغ من هذا في التصريح والكل صحيح هو ما أخرجه أبو شجاع الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم Sad من قال لا إله إلا الله ومد بها صوته أسكنه الله دار الجلال ورزقه النظر إلى وجهه ) أو ليس في هذا أبلغ حجة في مشروعية الجهر بالذكر ؟ وحتى لو قلنا أنك لم تجد له نصاً في الاجتماع عليه بصوت واحد، كان من حقك أن تقول فيه ما قالت الفقهاء في اجتماع المؤذنين على صوت واحد، وقالوا: إنه أسرع في اختراق جرم الهواء، وأمكن في قلوب المستمعين.

    وبالجملة أنه لو لم يرد أقل نص على جواز الاجتماع للذكر والجهر به لا يصح الإنكار عليه، لأنه قال به أكابر المجتهدين، وكل مجتهد يسلَّم له في اجتهاده، فكيف والآثار مشحونة بذلك تصريحاً وتلويحاً، دلالة وإشارة حسبما تقدم ، وبالجملة أنه شاع ما عليه القوم من ذكر واجتماع وألفة ومحبة وغير ذلك من لوازم الطريق، حتى كادت أن تجتمع الأمة على صحته .
    وإن أردت الاستطلاع على ذلك والتتبع لفتاوى الفقهاء الماهرين والأئمة العاملين في ذلك فانظر ما على هامش رائية الشَّرَيشي فقد جمع من فتاوى الفقهاء قديماً وحديثاً ما تعذر عليّ نقله، ولا تظن أن الموما إليهم هم من أطراف الفقهاء، أو هم ممن اشتهروا بالتصوف حتى تطرقهم التهمة، لأن المذهب عندك متهم، إنما هم من محققي مذهب الإمام مالك كالشبرخيتي وأضرابه، ومن محققي مذهب الإمام الشافعي كجلال الدين السيوطي و أصحابه، ومن محققي مذهب أبي حنيفة كالفيروز ابادي صاحب القاموس وأمثاله، ومن هذه الطبقة جماعة .
    وفي الظن الغالب أنك تكتفي بنقل البعض فأقول: إن صاحب الفتوحات والأذواق نقل عن الشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي أنه سئل عما اعتادته الصوفية من حلق الذكر، والجهر به في المساجد وغيرها فأجاب بعد كلام يشوه فيه حال المعترضين على الذاكرين ، ثم قال: وها أنا أنقل لك ما كتبه العلماء في كتبهم المعتمدة المقبولة المعروفة عند أهل الإسلام، وأنقل لك فتاواهم في المذاهب الأربعة، والله ولي التوفيق والإنعام : أما رفع الصوت؛ فقد صنف فيه الحافظ المحدث الكبير جلال الدين السيوطي من كبار الأئمة الشافعية رضي الله عنهم رسالة سماها "نتيجة الفكر في الجهر بالذكر " مبناها جواب عن سؤال رفع إليه فيما اعتاده بعض الصوفية من عقد حلق الذكر، والجهر به في المساجد، ورفع الصوت بالتهليل، وهل ذلك مكروه أم لا، فأجاب رضي الله عنه بأنه لا كراهة في شئ من ذلك، ووردت أحاديث تقتضي استجاب الجهر بالذكر، وأحاديث تقتضي الإسرار به، ويجمع بينهما أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص، إلى أن استطرد أقوال بقية أهل المذاهب .اهـ .


      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 03:30