..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:31 من طرف Admin

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:12 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Empty كتاب: 01 - مقدمة المترجم وفهرس المحتويات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4

    مُساهمة من طرف Admin 14/10/2020, 10:27

    “ 61 “
    المثنوي شروحهُ وَترجمَاته( - 1 - )
    [ الاملاء ]
    إنّ المثنوي قد ولد مكتمل الحياة والأثر . لقد كان الشاعر يُمليه على تلميذه حسن حسام الدين . وأغلب الظنّ أنّه كان يُلقي ما يتمّ نظمه منه على التلاميذ والمريدين المقرّبين . فلهجة الخطاب واضحة فيه ، والحوار غالب عليه .
    والشعر قد نُظم لهؤلاء المريدن خاصّة ، ليكون على حدّ تعبيرهم “ مرجعاً لأصحاب الطريقة “ .
    ولما كانت الطريقة تعني السلوك والسيرة في الحياة ، فقد جاء المثنوي مهتمّا غاية الاهتمام بالحياة والأحياء . ومن هنا رنّتْ جوانُبه بتلك الأنغام الأصيله التي تستهوي القلوب .
    لغةُ التعبير في المثنوي تغلب عليها البساطة ، والبعد عن التكلّف .
    والفكرة قد تعمق إلى أبعد حدود العمق ، ومع ذلك تستهوي النفوس بما يُضرب لها من أمثال قريبة من واقع الحياة ، وصروفها وخطوبها ، أو مباهجها وأفراحها .
    “ 62 “
    والمثالية هي اللهجة الغالبة على هذه الملحمة الإنسانية ، وهي المقياس والحكم الفيصل في كل المواقف . فالصوفيّة هم الملوك . وجوهرهم النقيّ هو مقياس ذلك . وتجردهم من علائق المادة وطغيان الأهواء هو الذي أهلّهم لذلك . ولا بد في هذا من الصدق والإخلاص ، ولا اعتبار للمظهر .
    وكم بالمثنوي من صرخة في وجه الظالمين ، قد تجىء في صورة الإنذار الواضح ، وقد تجىء في صورة من السخرية اللاذعة ، التي لا تقلّ في تأثيرها عن أسلوب القوّة والانذار . وكم فيه من فضيلة أُبدع تصويرها .
    وكم فيه من كشف عن الرذائل الكامنة في النفس ، بأسلوب الخبير بالنفس الانسانيّة المطلع على كوامن أسرارها ، ومستتر خلجاتها .
    أما الشخصيّات التي يستعين بها في تصوير كل هذه الأفكار ، فمنها الملوك والسلاطين ، ومنها الخلفاء ، ومنها الدروايش والشحاذون ، ومنها الأنبياء والأولياء ، ومنها الكفرة والعصاة والمجرمون ، ومنها التجار الأمناء ، ومنها المحتالون ، والمدلّسون .
    يكاد القارئ يقابل فيه كل أُنموذج من النماذج البشريّة ، ويشهد الانسانَ في مثاليّة أو في تهاويه وانهياره ، وقد صوّرته يد فنّان أصيل .
    وكل مشهد وقعت عليه عينه ، جعل منه مصدراً لوحي الشعر ، وموضوعاً لإبداعه . نقابل في المثنويّ النبيّ بين قومه ، والمليك بين رعاياه ، والقاضي ، واللص ، والمحتال ، والغنيّ ، والمتسوّل ؛ نرى ساكن القصر في بذخه ، والبؤساء في شقائهم . نرى شوارع المدن وما كانت تعجّ به من ضروب السعي في طلب الرزق سواء منه ما كان شريفاً أو غير شريف .
    نرى الحكيم والأبله ، والمتعفّ والنهم .
    والخلاصة أننا نشهد في المثنوي مجتمعاً حيّاً ، أفراده موزعون بين الفضيلة والرذيلة ، والكمال والنقص ، والمثالية المترفعة ، والواقع المظلم المرير .
    “ 63 “
    إننا نلقى في المثنوي شاعراً سبحت روح في آفاق الجمال ، سواء منه ما يُرى ومالا يُرى ، ومع ذلك نراه واعياً لكل ما يدور حوله في هذه الحياة خبيراً بدروبها ومسالكها ، لا يكاد يخفى عليه شي من معارف أهل زمانه .
    ولقد ظفر المثنوي منذ بداية ظهوره بما هو جدير به من العناية .
    لقد كان يصادف آذاناً صاغية حين يهتف به صاحبه ، أو من يرويه عنه . وكلام ابن بطوطة - الذي سبق أن نقلناه - ينبئ بشيء من ذلك ، ويبّين كيف أن المريدن كانوا يتبعون الشاعر ويكتبون ما يهتف به من الشعر ، وكيف أنهم صنعوا من ذلك الشعر كتاباً سمّوه “ المثنوي “ وأن المثنويّ كان موضع الاعتباربين سكان “ تلك البلاد “ ، وكيف أنهم كانوا يقرأونه في أيام الجمعات . وكذلك تضمنت الأوقاف التي أوقفت على ضريح الشاعر ما ينصّ على الانفاق منها على قراء المثنوي .
    فالشاعر قد امتدّ أثره إلى مجتمعه إبّان حياته ، وتعاظم هذا الأثر بعد وفاته . وهذا يفسّر لنا تلك البساطة التي اتسمت بها لغة المثنوى - في أكثر الأحيان - تلك البساطة التي تخاطب القلب وتنفذ إلى أعماق الضمير .
    والشاعر يشير في مقدّمته المنثورة إلى إدراكه لأثر المثنوي على مستمعيه سواء منهم من تلقّاه بالمحّبة والقبول ، أو من وقف منه موقف الرفض والعناد حين قال : “ الأبرار فيه يأكلون ويشربون ، والأحرار منه يفرحون ويطربون ، وهو كنيل مصر ، شرابُ للصابرين ، وحسرةُ على آل فرعون والكافرين “ 1 “ “ .
    كما نشير إلى خاصة أخرى لا تخفى على من قرأ المثنوي وتذوّق معانيه ، هي ذلك التفاؤل الذي يغمر أجواءه ، ويشيع
    ...............................................................
    ( 1 ) انظر مقدمة المؤلف .
    “ 64 “
    في جنباته . ولقد صدق حين قال في وصفه . “ وإنه لشفاء الصدور وجلاء الأحزان “ 1 “ “ .( - 2 - )
    [ عدد الأبيات ]
    كنا قد أشرنا من قبل - في الكلمة الموجزة التي ذكرنا بها المثنوي بين أعمال جلال الدين - إلى أنّه يتكون من ستة أجزاء “ 2 “ ، يبلغ عدد أبياتها في طبعة نيكولسون - التي اتخذناها أساساً لهذه الترجمة - 25632 بيتاً .
    وهناك طبعات أخرى صدرت عن إيران والهند تزيد عن ذلك بمئات الأبيات . وقد ذكر دولتشاه - “ صاحب تذكرت الشعراء “ - في ترجمته لجلال الدين أنّ أبيات المثنوي تبلغ 48000 ألف بيت .
    ولسنا نعرف إن كان هذا الكتاتب قد اطلع على نسخة تضمّ كل هذا العدد ، أو أنه مجرد عدّ تقريبيّ .
    وليس من شكّ أن النصّ قد أضيفت إليه إضافات على يد نُسَّاخه العديدين .
    أما سبب نظم المثنوي فيرجع - فيما يُروى - إلى أنّ حسام الدين چلبي طلب من أستاذه جلال الدين أن ينظم عملًا على غرار حديقة الحقيقة لسنائي أو منطق الطير للعطار ، يكون مرجعاً لأتباع الطريقة .
    والمعروف أن الشاعر بدأ نظم المثنوي حوالي عام 657 هـ .
    وتمِّ نظم الجزء الأول بين عامي 657 - 660 .
    وأعقب ذلك فترةُ عامين من التوّقف . ثم استؤنف العمل من جديد
    ...............................................................
    ( 1 ) نفس المصدر .
    ( 2 ) انظر ص 13 من المقدمة .
    “ 65 “
    عام 662 هـ “ 1 “ .
    ولم ينقطع الشاعر عن النظم حتى وصل إلى نهاية الجزء السادس في صورته الحاليّة .
    والجزء السادس والأخير من المثنوي ينتهي بقصّة لم تصل إلى نهايتها .
    ومعنى ذلك أنّ الشاعر كان يعتزم أن يمضي في النظم إلى أبعد مما فعل .
    لكنّه كان قد نصّ في بداية الجزء السادس على أنّه آخر أجزاء المثنوي ، حين قال :
    “ يا حياة القلب ! يا حسام الدين ! إنّ الميل لشديد لنظم القسم السادس .
    . . . . . . .
    فها أنذا أُحضر هدّية ترضيك ، بإتمام القسم السادس من المثنوي .
    ها أنذا أحمل إليك أيّها المعنويّ قسماً سادساً ، به يتمّ المثنوي “ .
    هذا النقص الذي يبدو في نهاية الجزء السادس - والذي تنمُ عنه تلك القصّة التي لم تكتمل - لم يكن بسبب الوفاة .
    فقد عاش جلال الدين بضع سنوات بعد الفراغ من منظومته الخالدة .
    ولعلّه بتركه خاتمة الكتاب مفتوحة ، كان ينوي استئناف النظم ، حين تسمح بذلك الظروف ، فلم يُتح له ذلك لسبب ، أو لآخر .
    أو لعلّه كان يرمز بذلك إلى أن حديث الروح لا ينتهي ، وهو ما دأب على ذكره في أشعاره وأقواله .
    وقد نُسب إلى جلال الدين جزء سابع من المثنوي .
    ويُنسب إظهار هذا الجزء إلى أحد شُرّاح المثنوي المشهورين وهو إسماعيل الأنقروي المولوي ( ت 1042 )
    فقد اشتري في عام 1035 هـ نسخة من المثنوي ، أُرِّخ نسخُها بعام 814 هـ ، تتكوّن من سبعة أجزاء ، وأنّه - بمطالعة الجزء
    ...............................................................
    ( 1 ) ذكر الشاعر هذا التاريخ في البيت السابع من الجزء الثاني من المثنوي .
    “ 66 “
    السابع - اقتنع بأنّه من “ أنفاس المولوي ، صاحب المثنوي “ ولم يَشك أنّه من كلامه . وقد شرح هذا المجلد السابع ، وذكر صاحبُ كشف الظنون أنّه بدأ شرح بقوله : “ الحمد للَّه الذي جعل المثنوي المعنوي مثل السماوات السبع . . الخ “ .
    كما ذكر أيضاً أنّ إظهار هذا الجزء السابع قد جُوبه بإنكار أهل الطريقة واعتراضهم ، وأنّ إسماعيل الأنقروي قد اشتبك معهم في جدال عنيف حول هذا الأمر ، ناسباً إنكارهم ذلك إلى حسدهم وجهلهم “ 1 “
    هذا الاعتراض الذي أثاره أتباع الطريقة هو - في الواقع - أقربُ إلى الصواب بالنسبة لهذا الموضوع .
    وهو ما تؤيّده الدراسة الفاحصة الناقدة لشعر هذا الجزء .
    وقد حلّل فروزانفر أبياتاً منه ، وبَيَّن ذيوع الأخطاء فيها بصورة بلغت - على حدّ تعبيره - درجةً “ يخجل منها أطفال المدارس “ 2 “ “ .
    فلو صحّ تأريخ النسخة - التي أشار إليها حاجي خليفة ، وذكر أنّها كانت تشتمل على سبعة أجزاء - بعام 814هـ، فإنّ هذا يبّين لنا كيف كان نُسّاخ المثنوي يضيفون إلى النصّ الأصليّ خلال القرون .
    ...............................................................
    ( 1 ) انظر : حاجي خليفة : كشف الظنون ، ج 2 ، 1588 .
    استنبول عام 1943 .
    ( 2 ) أحوال وزندگاني مولانا ، ص 159 .
    “ 67 “
    ( - 3 - ) نسخ المثنوي
    كان من الطبيعيّ أن تتعدّد نسخ المثنوي منذ بداية عهده ، نظراً لحاجة أتباع جلال الدين ومريديه إليه ، وحرص القادرين منهم على اقتنائه .
    ولولا طوله وارتفاع نفقات نسخه ، لكان من الممكن أن تصل إلينا نسخ أكثر مما حفظته لنا الأيام .
    وقد اجتذب المثنوي خلال العصور كثيراً من الباحثين ، الذين درسوه ، وقام بعضهم بشرحه أو ترجمته .
    فهناك شروح فارسيّة عديدة تضم المكتبات الشهيرة ، نسخاً مخطوطة منها . ومن أقدم هذه الشروح الفارسيّة “ كنوز الحقائق ورموز الدقائق “ لكمال الدين حسين بن حسن الخوارزمي الكبروي ( ت 840 أو 845 ه ) .
    وللمؤلف أيضاً عن المثنوي كتاب “ جواهر الأسرار وزواهر الأنورا “ ومنه نسخة مخطوطة في المكتبة التي كانت تُدعى بمكتبة وزارة الهند “ 1 “ بلندن ( تحت رقم 1098 مخطوطات فارسيّة “ .
    وقد ذكر صاحب كشف الظنون أشخاصاً آخرين ممن اهتموا بشرح أبيات من المثنوي أو منتخبات منه . فمن هؤلاء علاء الدين علي بن محمد الشهير بمصنفك ( ت 875 هـ ) الذي شرح أبياتاً مختارة منه ، وحسين بن علي
    ...............................................................
    ( 1 ) أصبحت هذه الوزارة تعرف بعد استقلال الهند بوزارة العلاقات بين دول الكومذولث .
    “ 68 “
    الكاشف الواعظ البيهقي ( ت 910 ه ) ، صاحب اللباب المعنوي في انتخاب المثنوي . كما ذكر كثيراً غير هؤلاء وفاته ذكرُ بعض الشارحين .
    ولكنّ الأتراك كانوا ذوي باع أطول في شرح المثنوي وترجمته ، وذلك لأسباب أهمّها أنّ جلال الدين عاش في بلادهم ، ونشأت طريقته بينهم ،
    فكانوا أعمق تأثراً به . كما أنّهم - بحكم اللغة - غرباء عن الفارسيّة ، فكانوا أحوج إلى الشروح من الفرس .
    وهناك قائمة طويلة بالشُرّاح والمترجمين الأتراك ، وردت في “ كشف الظنون “ .
    ومن أهم هؤلاء الشراح شمعي ( ت حوالي 1000 ه ) ،
    وإسماعيل الأنقروي ( ت 1042 ه ) “ 1 “ وبعد زمان حاجي خليفة ظهرت للمثنوي ترجمات وشرح تركيّة أخرى ، ومن أهمّها ترجمة منظومة باللغة التركيّة لمحمد نحيفي بن سليمان ابن عبد الرحمن ( ت 1151 ه ) . كما ظهرت “ ترجمة وشرح المثنوي الشريف “ لعابدين باشا حاكم أنقرة ( المولود عام 1259 هـ. ) وبها شرح مفصل للمجلّد الأوّل .
    وذكر حاجي خليفة أيضاً ألوانا من الجهود التي بُذلت لدراسة جوانب من المثنوي ، منها “ أزهار المثنوي وأنوار المعنوي “ وهو شرحُ لشمكلات المثنوي بالتركيَّة “ ذكر فيه واضعه أنّه شرح الديباجة أولًا ، ثم شرح ما في كلّ مجلدّ من الألفاظ العربيّة ، على الحروف ، ثم شرح الألفاظ الفارسيّة على الحروف أيضاً “ “ 2 “ .
    كما اهتم إسماعيل الأنقروي صاحب شرح المثنوي - الذي تقدّم ذكره –
    ...............................................................
    ( 1 ) أنظر قائمة الشروح الفارسيّة ، الترجمات والشروح التركية التي ذكرها حاجي خليفة بكشف الظنون ، ج 2 ، عمود 1587 - استنبول ، 1943 .
    ( 2 ) المصدر السابق ، عمود 1588 .
    “ 69 “
    بجمع الآيات القرآنية والأحاديث النبوّية والأبيات العربيّة ، وبعض الألفاظ التركية الغامضة ، في كتاب أسماه “ جامع الآيات “ “ 1 “ .
    وصدرت عن الهند شروحُ فارسيّة متعدّدة للمثنوي .
    ومن هذه الشروح ما هو مطبوع ، ومنها ما لا يزال مخطوطاً .
    وبعض هذه الشروح قد اهتمّ بكشف غوامض المثنوي ، مثل مكاشفات رضوي ، الذي ألّفه مولوي محمد رضا عام 1084 هـ ، وطُبع في لكنو عام 1877 .
    وهناك أيضاً شرحُ المثنوي لعبد العلي محمد بن نظام الدين اللكنوي ، من رجال القرن الماضي ، وقد لُقّب ببحر العلوم . وطبع شرحه للمثنوي في لكنو عام 1876 ، وفي بمباي عام 1877 .
    وتُرجم المثنوي نظماً إلى الهندوستانية ، ونشر في لكنو عام 1889 بعنوان “ پيراهن يوسفي “ أما المترجم فهو محمد يوسف علي شاه .
    وأسهم العرب أيضاً في هذا اللون من الشروح التقليديِّة ، فأصدر يوسف بن أحمد المولوي ( من رجال القرن التاسع عشر ) شرحاً عربيّاً على غرار الشروح التركيِّة ، أسماه “ المنهج القوي لطلاب المثنوي “
    ولسنا نعرف شيئاً عن حياة هذا الشارح . وقد وصف يوسف بن أحمد نفسه بأنّه كان خادماً للدراويش في زاوية بيشكْطاش ، وهي قرية على البوسفور ، من لواحق استنبول ، وأنّ بعض فقراء المولويّة من أهل الشام “ طلب منه شرحاً للمثنوي ، وأنّ يكون باللسان العربي كي ينتفع به السُلاك من أبناء العرب ، لأنّه يحصل لهم بقراءة شروحه التركيّة النصب “ “ 2 “ .
    ...............................................................
    ( 1 ) المصدر السابق .
    ( 2 ) المنهج القوي لطلاب المثنوي، ج 1 ، ص 1 ، بولاق ، 1289 ه 1872.
    “ 70 “
    ( - 4 - ) التراجم
    ولقد وجدت الدراسات العلمية والنقدية الحديثة سبيلها إلى المثنوي .
    وكان المستشرقون هم السابقين إلى ذلك .
    فظهرت سلسلة من الأعمال ، أهمها ما يلي :
    - 1ترجمةُ المانية لثُلُث المجلد الأول من المثنوي مع شروحٍ لمعانيه الصوفيّة ، أعدّها جورج روزنْ “ 1 “ ، ونُشرت بليزج عام 1849 .
    والترجمة بنثر مسجوع لا يلتزم حرفيّة المعنى ، ولكنّه يُحسن أداءه بصورة إجمالية .
    وقد أعاد نشر هذه الترجمة ف . روزن ، وهو ابن المترجم جورج روزن ، وذلك في مدينة ليبزج ، عام 1913 . كما أضاف إليها مقدمة بقلمه .
    - 2ترجمة المجلد الأول من المثنوي شعراً إلى الإنجليزية . وقد أعدّ هذه الترجمة سير جيمس ردهاوس “ 2 “ .
    وقد نشر مع هذه الترجمة ، ترجمة المختارات من كتاب “ مناقب العارفين “ للأفلاكي ، وهو من أقدم الكتب التي تناولت حياة جلال الدين .
    وهذه الترجمة ليست على درجة كبيرة من الدقة ، كما أنّ النظم يتسم بشيء من التكلّف .
    ومع ذلك ، فهي جهد قيِّم في تاريخ هذه الدراسة ، ويزيد من قيمته ترجمة النصوص المنتخبة من كتاب مناقب العارفين .
    وقد نشرت هذه الترجمة في لندن عام 1881 .
    ...............................................................
    ( 1 ) .georg rosen( 2 ) .siryames w . redhouse
    “ 71 “
    - 3ترجمةُ لمختارات من المثنوي بأجزائه الستة ، إلى اللغة الإنجليزية ، أعدها هو ينفيلد “ 1 “ . وقد كان هو ينفيلد أوّل من قدّم للقارئ ، الإنجليزي - بهذا المجلد - تحليلا لمحتويات المثنوي . كما بلغ عدد الأبيات التي انتخبها وترجمها حوالي 3500 بيت . وهي ترجمة قد صيغت في نثر يتسم .
    بالفخامة . ونشر هذا العمل في لندن عام 1887 ثم أعيد نشره عام 1898 .
    - 4ترجمة المجلد الثاني من المثنوي نثراً إلى الإنجليزية ، مع شرح له .
    وقد قام بهذا العمل المستشرق الإنجليزي ويلسون “ 2 “ وتتسم ترجمة ويلسون بالأمانة والدقة والحرص على مطابقة النص . وقد نُشرت هذه الترجمة بلندن ، عام 1910 .
    5 - الترجمة الكاملة للمثنويّ بأجزائه الستة ، إلى اللغة الإنجليزية ، التي أعدّها المستشرق الإنجليزي رينولد نيكولسون “ 3 “ .
    وقد بُنيت هذه الترجمة على نصّ محقّق أعدّه المترجم ونشره . كما أُلحق بالترجمة مجلدّان يشتملات على ما رأى الأستاذ أن يلحقه بها من شروح وتعليقات . وقد بلغت المجلَّدات المشتملة على النصّ وترجمته وشروحه ثمانية مجلّدات ، نُشرت في سلسلة جب التذكاريّة ، بين عامي 1925 ، 1940 .
    والمعروف أنّ هذا العالم الجليل قد قضى في هذا العمل خمسة وعشرين عاماً كاملا ، فجاء مثالًا رائعاً للجهد الدائب ، والصبر على مصاعب العمل ، والإخلاص للعلم والحقيقة .
    ومع كل هذا فإنّ المثنوي لا يزال بحاجة إلى مزيد من البحث والتدقيق .
    وكان الأستاذ نيكولسون - في مطلع حياته العمليّة - قد نشر ترجمة لمختارات من ديوان جلال الدين ، المعروف بديوان شمس تبريز ،
    ...............................................................
    ( 1 ) .e . h . whinfield
    ( 2 ) .c . e . wilson
    ( 3 ) .reynold a . nicholson
    “ 72 “
    وألحلق بها شروحاً “ 1 “ ، فدلّ بذلك على اهتمام مُبكرِّ بأعمال جلال الدين ، كما نَشر بعض قصص مختارة من المثنوي في كتابه ( قصص ذات مغزى صوفي “ 2 “ ) . ونُشر له بعد وفاته كتابُ يضمّ مختارات من مختلف أعمال جلال الدين الشعرّية “ 3 “ . كذلك تناول نيكولسون بدراساته جلال الدين فيما نشر من مؤلفات عن التصوّف .
    5 - ترجمةُ إنجليزية لقصص المثنوي ، أعدّها آرثر جون آربري ، وقد نشرت بلندن في مجلدين بين عامي 1961 ، 1963 “ 4 “ . وهي ترجمة علميّة ، دقيقة ، وفي ذات الوقت مُيَسّرة للقارئ العاديّ . ولهذا فقد أُدرجت ضمن مجموعة الكتب التي تنشرها مؤسسة اليونسكو للتعريف بآداب الأمم المختلفة (unesco gollection of representative works) .
    ولقد تابع آربري أعمال أستاذه نيكولسون بكفاءة وأصالة وعمق .
    وتجلى اهتمامه بجلال الدين في أعمال علميّة أخرى .
    فقد نشر في عام 1949 ترجمة إنجليزية لمختارات من رباعيات جلال الدين . وفي عام 1961 أسهم بعمل آخر في دراسة جلال الدين وذلك بإصداره ترجمة علميّة أمينة لكتاب “ فيه ما فيه “ “ 5 “ ، وهو الذي يتضمَّن محاضرات جلال الدين ، التي كان يتحدّث بها إلى تلاميذه ومريديه .
    كما خصّ جلال الدين بفصل ممتع في كتابه عن الأدب الفارسي “ 6 “ .
    ...............................................................
    ( 1 )r . nicholson : selected poems from the divani shamsi. 1898 ،tabriz . cambridge.
    ( 2 ) . 1931 ،tales of mysticmeaniny , london( 3 ) . 1950 ،rumi poet and mystic , london( 4 )a . j . arberry : tales from the mathnavi , moretales from the mathnavi .( 5 ) . 1961 ،discourses of rumi , london( 6 ) . 1958 ،glassical persian literature , london
    “ 73 “
    ( - 5 - ) ترجمه باقي آثاره
    إلى جانب هذه الترجمات والدراسات ، ظهرت باللغات الأوروبية أبحات عديدة عن جلال الدين .
    فقد تناولته بالدرس كُتبُ الأدب الفارسيّ العامّة ، ومن أهمّها كتاب التاريخ الأدبيّ ، لفارس ، للأستاذ إدوارد بروان “ 1 “ . كما نشرت عنه مقالات في الموسوعات الكبيرة بمختلف اللغات .
    ونخص بالذكر منها ، دائرة المعارف الإسلامية “ 2 “ ، ودائرة معارف الديانات والأخلاق “ 3 “ ودائرة المعارف البريطانية . “ 4 “
    كما خُصِّ جلال الدين بمؤلفات بالألمانيّة والإنجليزيّة لغير من ذكرناهم من الباحثين والعلماء ، نذكر منها ما يلي :
    1 - جلال الدين الرومي ، لهادلاند ديفز “ 5 “ .
    وقد نُشر بلندن عام 1907 ضمن مجموعة “ الصوفيّة من الفرس “ وكانت جزءاً من سلسلة تصدر بعنوانٍ جامع هو “ حكمة الشرق “ .
    وخير ما في هذا الكتاب هو عرضه لبعض نماذج مترجمة من شعر جلال الدين يمكن أن ينتفع بها القارئ العاديّ .
    ...............................................................
    ( 1 ) .E . G . browne litersry history of persia
    ( 2 ) .Encyclopedia of lslam
    ( 3 ) .Encyclopedia of Religions and Ethics
    ( 4 ) .Encyclopedia Britanica
    ( 5 ) .Hadland Davis : the persian Mystics . jalalud - Din Rumi. 1907 ،london.
    “ 74 “
    2 - الشاعر الصوفىّ جلال الدين الرومي للمستشرق الألماني جوستاف ريشتر “ 1 “ ، وهو من الأعمال المهمة في دراسة جلال الدين .
    3 - بدأ جلال الدين يجد سبيله إلى الموسيقى الأوروبية . فقد ألف الموسيقار البولندى زيمانوفسكيszymanowski( 1882 - 1937 ) سيمفونيته الثالثة عام 1916 وأسماها “ أُغنية الليل “ “ 2 “ . والحركة الثانية والثالثة من هذه السيمفونية بهما غناء يقوم به مغنّ من طبقة تينورtenorومعه جوقة . أما النصوص التي تُغنّى فهي مختارات مترجمة من شعر جلال الدين .
    ولقد بدأ أهل المشرق في الأزمنة الحديثة ينتبهون إلى تراثهم الحضاري الزاهر . وقد خُصّ . جلال الدين بنصيب من عناية الباحثين في مختلف البلاد الإسلاميّة فنُشر المثنوي مرات عديدة في الهند وإيران ومصر .
    كما ظهرت طبعات لأعمال جلال الدين الأخرى ، كالديوان ، وفيه ما فيه .
    وصدرتْ المؤلفات عن جلال الدين في مختلف هذه الدول . وكان للأساتذة الإيرانيّين في السنوات الأخيرة جهد مذكور . ويأتي في مقدّمة هؤلاء الأستاذ بديع الزمان فروزانفر ، الذي خصّ جلال الدين بأعمال عديدة أهمّها :
    1 - رساله در تحقيق أحوال وزندگاني مولانا جلال الدين ( رسالة في تحقيق أحوال وحياة مولانا جلال الدين ) .
    وقد نشرت لأول مرة بطهران عام 1315 ( 1937 ) ، ثم أُعيد نشرها عام 1333 ( 1955 ) .
    وهي عمل قيّم أسهم في إيضاح حياة الشاعر .
    - 2مآخذ قصص وتمثيلات مثنوي ( مآخذ قصص المثنوي وتمثيلاته )
    ...............................................................
    ( 1 ) .bichter , G . : persiens Mystiker Dschelal - eddinRumi. 1933 ،Breslau.
    ( 2 ) . 1916 ، ( 16 .Song of theNignt , ( op
    “ 75 “
    وهو - كما يدلّ عليه عنوانه - يتعلق بموضوع مهم بالنسبة لدارسي المثنوي ، هو بيان مصادر القصص التي استخدمها الشاعر .
    وقد نشر بطهران عام 1954 .
    - 3خلاصه: مثنوي ، وهو مختارات من المجلدين الأول والثاني من المثنوي ، نُشرت بهذا العنوان ، ومعها بعض الشروح .
    ويبلغ عدد الأبيات المختارة في هذه الخلاصة 2108 أبيات .
    وقد نشرت بطهران عام 1321 ( 1943 ) .
    وأصدر موسى نثري كتاباً بعنوان نثر وشرح مثنوي مولانا جلال الدين .
    وهو كما يدل عليه عنوانه يهدف إلى التعبير بالنثر عن معاني الأبيات . وهذا الشرح الفارسي الموجز لا يكاد يتجاوز التعبير عن هذه المعاني ، لكنه يعتبر من الجهود القيمة التي بذلها الدارسون المحدثون . وقد صدر المجلد الأول منه عام 1327 ( 1949 ) . واكتملت الآن جميع المجلدات .
    وقد بدأ صادق گوهرين يصدر عملًا ، لو اكتمل ، لأصبح ذا قيمة كبيرة في دراسة المثنوي ، ذلك الكتاب هو “ فرهنگ لغات وتعبيرات مثنوي “ ( معجم مفردات وتعبيرات المثنوي ) . والمجلّد الذي نُشر يضم حرف الألف ، وقد صدر ضمن مطبوعات جامعة طهران ، عام 1959 .
    ومن الكتب التي صدرت في السنوات الأخيرة كتاب للأستاذ علي دشتي بعنوان “ سيري در ديوان شمس “ ، ويتّسم بعمق التذوّق الفني لأشعار الديوان . فقد صوّر المؤلفّ بأسلوب الناقد الفنّان بعض جوانب الروعة والإبداع الفنّي في ديوان شمس تبريز .
    هذا بعض ما وصلني في السنوات الأخيرة من أعمال الباحثين الإيرانيين .
    ومما صدر بالباكستان عن جلال الدين كتابان باللغة الإنجليزية ، أو لهما الخليفة عبد الحكيم بعنوان “ ما وراء الطبيعة عند الرومي “ “ 1 “ .
    ...............................................................
    ( 1 )Abdul - Hakim , Khalife : The Mytaphys ics of Rumi.Lahore 1932
    “ 76 “
    وثانيهما لأفضل إقبال بعنوان “ حياة الرومي وفكره “ “ 1 “ .
    ( - 6 - ) [ اسهم العرب في دراسة جلال الدين ]
    لم يكن من أهدافنا قط أن نعدّ سجلًا كاملًا بما كتب عن الشاعر أو تُرجم من أعماله . وكل ما أردته بذكر هذه الأعمال أن أنوّه ببعض الجهود التي أسهم بها الباحثون في دراسة هذا الشاعر .
    ولعل الوقت قد حان لعرض الجهود ، التي أسهم بها العرب في دراسة جلال الدين .
    تتجلّى هذه الجهود - في بادىء الأمر - في إصدار طبعات لشروح أو ترجمات للمثنوي صدرت في القاهرة إبان القرن التاسع عشر .
    فقد نشرت مطبعة بولاق في عام 1251 هـ ( 1835 ) شرح المثنوي بالتركيّة ، المعروف بفاتح الأبيات ، لإسماعيل الأنقروي ( ت 1042 هـ ) .
    ثم نشرت في عام 1268 ه ( 1851 ) نصّ المثنوي ومعه ترجمته المنظومة بالتركيّة لمحمد نحيفي بن سليمان بن عبد الرحمن ( ت 1151 ه ) ، وتعدّ هذه الطبعة من أجمل طبعات المثنوي .
    وفي عام 1289 ه ( 1872 ) طبع في القاهرة شرح المثنوي بالعربية ، المعروف بالمنهج القوي لطلاب المثنوي ، ليوسف بن أحمد المولوي .
    ...............................................................
    ( 1 ) . 1956Iqbal , Afdal : The Life andT hought of Rumi , Lahore
    “ 77 “
    وهذا الشرح هو أول إسهام عربيّ في دراسة المثنوي . ويتبع فيه طريقة الشُرّاح القدماء ، فيُعنى بالمغزى الصوفىّ للشعر ، قبل عنايته بأي ناحية أخرى . فالكتاب بالنسبة إليه منظومة في معاني التصوف .
    وعبارة الشارح تتسم بالركّة ، التي كانت من خواصّ أساليب الكتابة العربيّة في زمانه . لكنّ العمل بدون شكّ جهد عظيم ، بُني على جهود من سبق من الشُرّاح الأتراك ، وخاصّة إسماعيل الأنقروي .
    وقد رجعت إليه في مواضع عديدة لتتّبع الأحاديث النبوّية التي أشار إليها الشاعر في أبياته ، كما أنهّ يعين على تَفهّم كثير من الأمور التي تتصل بحياة المولوّية وعاداتهم ، وذلك بحكم انتمائه إليهم . وهو فوق كل ذلك رائدُ في هذا الميدان .
    وفي السنوات الأخيرة بدأ أديب عراقي يقيم في إيران ، هو عبد العزيز الجواهري ( صاحب الجواهر ) يصدر في طهران ترجمة منظومة للمثنوي باللغة العربية “ 1 “ . ومع تقديري للجهد الكبير الذي بذله هذا الأديب الشاعر ، إلا أنّني أرى أنّ عرض فنّ جلال الدين وأفكاره لا يمكن أن يتحقّق بترجمته شعراً ، مهما أوتي المترجم من مقدرة على النظم . وورغم ذلك فإنّي أُرحب بهذا العمل كمجهود جادّ في خدمة المثنوي .
    وقد كانت جامعة طهران صاحبة الفضل في إصدار هذا العمل . ووصلني منه حتى الآن المجلدان الأول والثاني .
    وكان أستاذنا المرحوم الدكتور عبد الوهاب عزّام من أقدر الباحثين العرب على فهم المثنوي وتذوّقه .
    وكان له الفضل الأوّل في توجيه انتباهي إلى المثنوي .
    فقد كنّا ندرس آداب الأمم الإسلامية في المعهد العالي للغات الشرقيّة وآدابها بجامعة القاهرة ، بين عامي 1943 ، 1946 .
    وكان الأستاذ يفرض علينا قراءة مئات من الأبيات من المثنوي إبان عطلات الصيف . كما أنّه كثيراً ما كلّفني بأن أقرأ المثنوي وأشرحه
    ...............................................................
    ( 1 ) صدرت هذه الترجمة بعنوان جواهر الآثار في ترجمة مثنوي مولانا خداوندگار.
    “ 78 “
    أمامه ، وكان هذا باعثاً ومشجّعاً في تلك الفترة من حياتي الدراسية .
    وكان للأستاذ عزّام - إلى جانب جهوده التعليمّية في هذا الميدان - فضل التعريف بجلال الدين عن طريق الصحافة الأدبيّة ، فكتب عنه في مجلِّة الثقافة المصريّة سلسلة مقالات نُشرت في الأعداد ( 165 ، 167 ، 168 ، 169 من السنة الرابعة ، عام 1942 ) “ 1 “ .
    وقد نشر الأستاذ بعد ذلك كتابا بعنوان “ فصول من المثنوي “ في عام 1946 ، جمع فيه هذه المقالات التي سبق له نُشرها ، وجعلها مقدِّمة لفصول ترجمها عن المثنوي . وهذه الفصول هي “ قصة التاجر والببغاء “ و “ قصة الأسد والوحوش “ من المجلد الأول ثم مقدمة الجزء الثالث من المثنوي .
    وترجمة القصة الأولى منظومة ، وقد قرن فيها الترجمة العربيّة بالنصّ الفارسيّ ، وبلغ عدد الأبيات المترجمة نحواً من ستمائة بيت .
    كما نشر الأستاذ عزام فصلًا موجزاً في التعريف بجلال الدين في “ قصة الأدب في العالم “ “ 2 “ ، وضمّنه منظومة لمقدمة المثنوي .
    وقد جرت الترجمة على هذا النحو :استمع للناي غنّى وحكى * شفّه الوجد وهدراً فشكى
    مذ نأى الغابُ وكان الوطنا * ملأ الناس أنيني شجنا
    أين صدرُ من فراق مُزقّا * كي أبثِّ الوجد فيه حرقا
    من تشرّده النوى من أصله * يبتغي الرُجعى لمغنى وصله
    كلّ ناد قد رآني نادبا * كلّ قوم تخذوني صاحبا
    ظنّ كلّ أنّني خير سمير * ليس يدري أيّ سرّ في الضمير
    ...............................................................
    ( 1 ) ص 241 - 244 ، 305 - 307 ، 337 - 340 ، 385 - 386 .
    ( 2 ) احمد أمين وزكي نجيب محمود : قصة الأدب في العالم ، ج 1 ، ص 490 - 498 .
    “ 79 “
    إنّ سرّي في أنني قد ظهر * غير أنّ الأذن كلّت والبصر “ 1 “ونشر الأستاذ محمد خلف اللَّه أحمد مقالًا عن جلال الدين في مجلة الثقافة لخصّ فيه بعض آراء مفكرّي الغرب في شعر جلال الدين ، عن مقال لهيستي “ 2 “ نشر في أحدى مجلات التصوف “ 3 “ .
    ومما جاء بهذا المقال “ 4 “ قوله “ ولجلال الدين عبارات تشير إلى اعتقاده بتناسخ الأرواح . “ “ 5 “
    ونحن لا نوافق على رأي هيستي لأنّه أخذُ بظاهر بعض النصوص التي لا تعني مثل هذا المعنى .
    وكان مقال خلف اللَّه باعثاً على نشر مقال آخر بمجلة الثقافة بعنوان “ مولانا جلال الدين في ميزان التاريخ والعقيدة “ “ 6 “ كتبه عبد العزيز جنكيزخان التركستاني ، حرص فيه على بيان انتساب جلال الدين إلى العنصر التركيّ ، وإن اتخذ الفارسيّة لغة لأعماله الفنيّة والفكريّة ، وردّ فيه على نسبة القول بالتناسخ إلى جلال الدين .
    وبيّن فيه للقراء كيف أنّ جلال الدين - وإن لم يكن ذائع الشهرةُ في الوطن العربيّ - قد بلغ في الأقطار الإسلامية الأخرى أرفع الدرجات ، وأنّ آثاره تُدرس في المكانة الثالثة بعد القرآن والصحيحين .
    ومما كتبه حينذاك قوله : “ أذكر أنّني في تركستان كنت أتلقى شرح المثنوي على يد قاضي القضاة العلامة داملا محمود الكاشغري في جمع حاشد من كبار الطلبة تنتظم حلقتهم بعد صلاة الفجر ، وكذلك رأيت هذه المكانة عندما وصلتُ إلى ربوع الهند وتبيّنتُ أنّ القيمة الأدبيّة والعلميّة بلغت بالمثنوي إلى حدّ ألا يقوم بتدريسه سوى كبار العلماء “ “ 7 “ .
    ...............................................................
    ( 1 ) المصدر السابق ، ص 492 . 493 .
    ( 2 ). hastie( 3 )the sufi ouarterly( 4 ) أعاد خلف اللَّه نشر هذا المقال في كتابه . دراسات في الأدب الإسلامي . القاهرة 1947 .
    ( 5 ) ص 130 من المصدر السابق .
    ( 6 ) العدد 160 ، يناير سنة 1942 ،
    ( 7 ) المصدر السابق ، مجلة الثقافة ، السنة الرابعة ، ص 89 .
    “ 80 “
    ولقد قمتُ منذ عام 1946 بشيء من التعريف بجلال الدين .
    فقد دعيت لإلقاء سلسلة من الأحاديث الأدبية من محطة الإذاعة العربية بلندن - وذلك إبان التحاقي بجامعة لندن في الأعوام 1946 - 1950 - فجعلت جلال الدين موضوعاً لأحد هذه الأحاديث “ 1 “ .
    كما ألقيت عن الشاعر بحثاً في الموسم الثقافيّ الثالث لجامعة بيروت العربية ، في عام 1963 “ 2 “ .
    وكان جلال الدين دائماً موضوعاً مهماً من موضوعات محاضراتي الجامعيّة منذ بدأت أمارس التعليم الجامعيّ ، بانضمامي إلى هيئة التدريس بكلية الآداب ، جامعة القاهرة ، عام 1950 ، حتى اليوم .
    ...............................................................
    ( 1 ) نشر هذا الحديث في مجلة “ المستمع العربي “ ، العدد الثامن من السنة التاسعة .
    ( 2 ) نشر مع مختارات مترجمة من شعر جلال الدين ، بيروت ، 1963 .

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 09:21