“ 81 “
( - 7 - ) هذه الترجمة
بقيتْ كملةُ عن المنهج الذي اتُّبع في هذه الترجمة ، والشرح الملحق بها ، ويتخّلص فيما يلي :
1- اتُّخذ النصّ الفارسيّ في طبعة نيكولسون أساساً لهذه الترجمة نظراً لأنه من أصحّ النصوص المنشورة المثنوي . وقد اعتمد الأستاذ المحقق في إعداده على مخطوطات قديمة للمثنوي . كما أن طريقة طباعته وتوفره في دور الكتب ، وسهولة الحصول عليه في هذه الأيام ، كلها من الأمور التي تزيد ترجيح هذه الطبعة على سواها ، ومع ذلك فقد كنت أقارن نصّ طبعة نيكولسون بغيره من النصوص المطبوعة ، وفضّلت في بعض المواضع ما جاء في إحدى هذه الطبعات على نصّ نيكولسون ، ونبّهت إلى ذلك .
2- الترجمة مرقمّة بذات الترقيم المتّبع في نصّ طبعة نيكولسون .
3- روعي في الترجمة مطابقة النصّ إلى أبعد حدّ ممكن . وكان الموقف أحياناً يقتضي إضافة كلمة أو كلمات ، فكنتُ أجعل ما أُضيفه بين قوسين ، أو أعبّر عن المعنى بشيء قليل من التصرف ، وأنصُّ في الحاشية على المعنى الحرفىّ .
“ 82 “
4- اختلف فهي للنصّ في أحيان كثيرة عن فهم سواي . وقد أثبتُّ ترجمتي بالصورة التي اعتقدتُ أنها الصواب ، وذلك بدون مقارنة لها مع يختلف عنها من ترجمات الآخرين .
فدراسة بيت واحد بهذاً الأسلوب المقارن قد تستغرق صفحات عديدة ، ما أغنانا عن إضافتها لهذا العمل .
5- جعلت الشرح موجزاً - على قدر الإمكان - ومرتبطاً بالنصّ ارتباطاً مباشراً ، مع الاهتمام بالتذوّق الفنيّ ، وبمقارنة فكر جلال الدين بفكر سواه ، حين يكون في ذلك جدوى للإيضاح وخدمة النص وابتعدت عن التأويلات البعيدة ، وتحميل النص ما لا يحتمل .
وبعدُ ، فهذه هي الخطوة الأولى من رحلة طويلة ، أرجو أنْ أصل إلى نهايتها . وما أسعدني بذلك لو أنني استطعت ! ولقد فكرت كثيراً قبل أن أقدم على هذا العمل ، نظراً لما يحتاج إليه من وقت وجهد .
وساءلت نفسي ، أبقي في زماننا هذا مجال للمثنوي وأمثاله من الأعمال التي احتاج إبداعها إلى الزمن المديد ، كما أن دراستها أيضاً تحتاج إلى مثل هذا الزمن ؟ ولم أتردّدْ طويلًا .
بدأت أحاول مراجعة الذين مضوا قبلي في تلك السبيل . فالأستاذ نيكولسون - حين نشر المجلد الأول من ترجمته - قدّم له بمقدمة تبيّن ضخامة المهمّة ، حين قال : “ إذا قسنا المثنوي بمقاييس زماننا ، فهو منظومة بالغة الطول .
إنّه يحوي من الأشعار قدر ما تحويه الإلياذة والأوديّسة معاً ، وضعف ما تحويه الكوميديا الإلهيّة . وهذه المقارنات تجعله يبدو أقصر مما هو عليه في الواقع ، ذلك لأنّ كل بيت من المثنوي يتكوّن من اثنين وعشرين مقطعاً صوتياً ، على حين يتراوح عدد المقاطع في الوزن السداسيّ
“ 83 “
hexamter بين ثلاثة عشر وسبعة عشر مقطعا “ 1 “ . . “
هذا بالإضافة إلى الصعوبات الأخرى التي ترتبط بالطابع الرمزي لكثير من أجزاء المثنوي ، وبمتابعة الشاعر في إشاراته الكثيرة لمعارف زمانه حول مختلف الموضوعات .
ومع هذا فإني أعتقد أنّ هذا العمل جدير بما يستغرقه من وقت وجهد . فجلال الدين شاعر إنسانيّ عظيم . وتراثه يُعدُّ قسماً مشرقاً من تراث عزيز علينا ، هو تراث حضارتنا الإسلامية الزاهرة .
فلو أسهم هذا العمل في أنّ يُقدّم لأبناء الأمة العربيّة ، ما يزيدهم إدراكاً لأبعاد حضارتهم فقد كُوفىء سعيي بأكثر مما أطمح إليه ، واللَّه هو الهادي والموفّق .
بيروت في أول ديسمبر 1965 محمد كفافي
...............................................................
( 1 ) مقدمة الترجمة الإنجليزية للجزءين الأول والثاني من المثنوي .
“ 84 “
( - 7 - ) هذه الترجمة
بقيتْ كملةُ عن المنهج الذي اتُّبع في هذه الترجمة ، والشرح الملحق بها ، ويتخّلص فيما يلي :
1- اتُّخذ النصّ الفارسيّ في طبعة نيكولسون أساساً لهذه الترجمة نظراً لأنه من أصحّ النصوص المنشورة المثنوي . وقد اعتمد الأستاذ المحقق في إعداده على مخطوطات قديمة للمثنوي . كما أن طريقة طباعته وتوفره في دور الكتب ، وسهولة الحصول عليه في هذه الأيام ، كلها من الأمور التي تزيد ترجيح هذه الطبعة على سواها ، ومع ذلك فقد كنت أقارن نصّ طبعة نيكولسون بغيره من النصوص المطبوعة ، وفضّلت في بعض المواضع ما جاء في إحدى هذه الطبعات على نصّ نيكولسون ، ونبّهت إلى ذلك .
2- الترجمة مرقمّة بذات الترقيم المتّبع في نصّ طبعة نيكولسون .
3- روعي في الترجمة مطابقة النصّ إلى أبعد حدّ ممكن . وكان الموقف أحياناً يقتضي إضافة كلمة أو كلمات ، فكنتُ أجعل ما أُضيفه بين قوسين ، أو أعبّر عن المعنى بشيء قليل من التصرف ، وأنصُّ في الحاشية على المعنى الحرفىّ .
“ 82 “
4- اختلف فهي للنصّ في أحيان كثيرة عن فهم سواي . وقد أثبتُّ ترجمتي بالصورة التي اعتقدتُ أنها الصواب ، وذلك بدون مقارنة لها مع يختلف عنها من ترجمات الآخرين .
فدراسة بيت واحد بهذاً الأسلوب المقارن قد تستغرق صفحات عديدة ، ما أغنانا عن إضافتها لهذا العمل .
5- جعلت الشرح موجزاً - على قدر الإمكان - ومرتبطاً بالنصّ ارتباطاً مباشراً ، مع الاهتمام بالتذوّق الفنيّ ، وبمقارنة فكر جلال الدين بفكر سواه ، حين يكون في ذلك جدوى للإيضاح وخدمة النص وابتعدت عن التأويلات البعيدة ، وتحميل النص ما لا يحتمل .
وبعدُ ، فهذه هي الخطوة الأولى من رحلة طويلة ، أرجو أنْ أصل إلى نهايتها . وما أسعدني بذلك لو أنني استطعت ! ولقد فكرت كثيراً قبل أن أقدم على هذا العمل ، نظراً لما يحتاج إليه من وقت وجهد .
وساءلت نفسي ، أبقي في زماننا هذا مجال للمثنوي وأمثاله من الأعمال التي احتاج إبداعها إلى الزمن المديد ، كما أن دراستها أيضاً تحتاج إلى مثل هذا الزمن ؟ ولم أتردّدْ طويلًا .
بدأت أحاول مراجعة الذين مضوا قبلي في تلك السبيل . فالأستاذ نيكولسون - حين نشر المجلد الأول من ترجمته - قدّم له بمقدمة تبيّن ضخامة المهمّة ، حين قال : “ إذا قسنا المثنوي بمقاييس زماننا ، فهو منظومة بالغة الطول .
إنّه يحوي من الأشعار قدر ما تحويه الإلياذة والأوديّسة معاً ، وضعف ما تحويه الكوميديا الإلهيّة . وهذه المقارنات تجعله يبدو أقصر مما هو عليه في الواقع ، ذلك لأنّ كل بيت من المثنوي يتكوّن من اثنين وعشرين مقطعاً صوتياً ، على حين يتراوح عدد المقاطع في الوزن السداسيّ
“ 83 “
hexamter بين ثلاثة عشر وسبعة عشر مقطعا “ 1 “ . . “
هذا بالإضافة إلى الصعوبات الأخرى التي ترتبط بالطابع الرمزي لكثير من أجزاء المثنوي ، وبمتابعة الشاعر في إشاراته الكثيرة لمعارف زمانه حول مختلف الموضوعات .
ومع هذا فإني أعتقد أنّ هذا العمل جدير بما يستغرقه من وقت وجهد . فجلال الدين شاعر إنسانيّ عظيم . وتراثه يُعدُّ قسماً مشرقاً من تراث عزيز علينا ، هو تراث حضارتنا الإسلامية الزاهرة .
فلو أسهم هذا العمل في أنّ يُقدّم لأبناء الأمة العربيّة ، ما يزيدهم إدراكاً لأبعاد حضارتهم فقد كُوفىء سعيي بأكثر مما أطمح إليه ، واللَّه هو الهادي والموفّق .
بيروت في أول ديسمبر 1965 محمد كفافي
...............................................................
( 1 ) مقدمة الترجمة الإنجليزية للجزءين الأول والثاني من المثنوي .
“ 84 “
أمس في 20:03 من طرف Admin
» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
أمس في 20:02 من طرف Admin
» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
أمس في 19:34 من طرف Admin
» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
أمس في 19:31 من طرف Admin
» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:28 من طرف Admin
» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:26 من طرف Admin
» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
أمس في 19:24 من طرف Admin
» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
أمس في 19:21 من طرف Admin
» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
أمس في 19:19 من طرف Admin
» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
أمس في 19:17 من طرف Admin
» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
أمس في 19:14 من طرف Admin
» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
أمس في 19:12 من طرف Admin