..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:31 من طرف Admin

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Emptyأمس في 19:12 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2 Empty 03 - حكاية عشق ملك لإحدى الجواري المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج2

    مُساهمة من طرف Admin 14/10/2020, 11:53

    180- فالوعود الصادقة تلقى قبولًا من القلب ، وأما الوعود الكاذبة “ 2 “
    ...............................................................
    ( 1 ) نص الحديث النبوي الذي يقصده هو ، “ استعينوا على قضاء حوائجكم بالكمتان فإنّ كلّ ذي نعمة محسود “ .
    ( 2 ) المعنى الحرفي . فالوعود الحقيقة . . . وأما الوعود المجازية .


    “ 106 “

    فتبعث الهم في النفس .
    ووعدُ أهل الكرم نقدُ متداول ، وأما وعد اللئام فعناءُ للروح .كيف أدرك الولي مرض الجارية وعرض ألامر على الملك
    بعد ذلك نهض الحكيم ، وتوجه إلى الملك ، وأخبره ببعض ما جرى .
    وقال : “ التدبير الآن هو أن نحضر هذا الرجل من أجل علاج هذا المرض .
    فلتدعُ الصائغ من هذا البلد البعيد، ولتدخل الغرور إلى نفسه بما تهبه من ذهب وخلع.

    كيف أوقد الملك الرسل إلى سمرقند لاحضار الصائغ

    185 - فأرسل الملك إلى تلك الجهة رسولًا أو رسولين ، حاذقين من أهل الكفاية والعدل .
    وجاء هذان الرسولان إلى سمرقند من أجل الصائغ الظريف الفاضل .
    وقالا للصائغ : “ أيها الأستاذ اللطيف الكامل المعرفة ! لقد ذاعت في المدائن صفاتك !
    إنّ فلاناً الملك اختارك لتكون صائغاً عنده ، لأنّك رجل عظيم !
    فإليك هذه الخلعة وهذا الذهب والفضّة ، وحينما تجىء إلى حضرته فسوف تصبح رفيقاً له ونديماً .

    190 - ورأى الصائغ المال والخلع الكثيرة ، فاغترّ بها وفارق أهله وأبناءه .


    “ 107 “

    ومضى الرجل إلى الطريق سعيداً ، وما عرف أنّ الملك قد قصد قتله .
    فركب جواداً عربياً وأسرع به فرحاً ، فعلم ( فيما بعد ) أنّ خلعة كانت ثمناً لحياته “ 1 “ .
    فيا من مضيت في سفرك وأنت تشعر بمائة رضى ، لقد سعيت بقدمك نحو سوء القضاء !
    كان في خياله الملك والعز والعظمة ، فقال عزرائيل : “ اذهب فسوف تنال ذلك حقاً ! “ .

    195 - وعندما وصل من السفر هذا الرجل الغريب ، أحضره الطبيب أمام الملك .
    لقد جئ به معزّزاً إلى الملك ، حتى يحترق أمام شمعة طراز “ 2 “ .
    فلما رآه الملك ، بالغ في تعظيمه ، وأسلم إليه خزائن الذهب .
    وقال الحكيم للملك : “ أيها السلطان العظيم ! أنعم بتلك الجارية على هذا السيّد .
    حتى يحسُن حال الجارية في وصاله ، ويدفع ماءُ وصله تلك النار عنها ! “

    200 - فوهب الملك الصائغ تلك الجارية الحسناء ، وجمع بين هذين اللذين كانا ينشدان الصحبة .
    فلبثا يشبعان رغبتهما ستة أشهر ، حتى غدت تلك الفتاة في كامل صحتها .
    ..............................................................
    ( 1 ) فتكشف له فيما بعد أنّ تلك الخلعة كانت ثمناً لحياته .

    ( 2 ) أي حتى يحترق أمام الجارية . ويقصد بالشمعة المرأة الطويلة الجميلة الباسمعة وأما طراز فبلدة في تركستان شرقي نهر سيحون ، كانت مشتهرة بجمال سكانها .

    “ 108 “

    وبعد هذا ، أعدّ الطبيب للصائغ شربة شربها ، فأخذ يضمحل أمام الجارية .
    وعندما ذهب المرض بجماله ، لم تعد روح الجارية عليلة بهواه .
    فلما أصبح دميماً قبيحاً أصَفرَ الوجه ، أخذت نار قلبها تنطفىء رويداً رويداً “ 1 “ .


    205 - إن العشق الذي لا يكون إلا من نضارة اللون ليس بعشق ، وعاقبته سوء السمعة والعار !
    فليته كان كله قبحاً ، حتى لا يجري عليه هذا الحكم السيّء .
    الدم ينهمر من عيني الصائغ اللتين كانتا تقيضان كالنهر .
    إنّ وجهه غدا عدوّاً لروحه ! وهكذا كان جناح الطاووس عدوّاً له . وكم من ملك قتلته أبهته !
    فقال الصائغ : “ إنّي أنا ذلك الغزال الذي أراق الصياد دمه من أجل سُرتّه !


    210 - بل إنيّ أنا ثعلب الصحراء الذي كمنوا له ، وقطعوا رأسه من أجل فرائه ! بل إنيّ ذلك الفيل الذي أراقت دمه ضربة الصياد من أجل سنّه العاجي ! إنّ من قتلني من أجل ما هو دوني ، ليس يدري أنّ دمي لا يُهدر ! فاليوم عليّ وغد عليه ، وإلا فمتى كان دم مثلي يذهب هدراً ؟
    ...............................................................
    ( 1 ) حرفياً : أخذ قلبها يبرد رويداً رويداً .


    “ 109 “


    فالجدار إذا كان يلقي على الأرض ظلًا طويلًا فإنّ هذا الظل يرتد نحوه .



    215 - وهذا العالم جبل ، وأما أعمالنا فنداء، ولا بد أن يعود إلينا صدى ندائنا “.
    قال هذا ، ولفظ النفس الأخير ، ومضى تحت التراب ، فخلصت تلك الجارية من الألم والعشق .
    ذلك لأنّ عشق الموتى لا دوام له ، فالميت ليس بعائد إلينا أما عشق الحيّ فيبدو للروح والعين في كلّ لحظة أنضر من الزهر !
    فاختر لنفسك عشق ذلك الحيّ ، فإنّه باق ، وهو الذي يسقيك شراباً يزيد من قوة روحك .



    220 - أختر عشق من وجد الأنبياء بعشقه القوة والمجد .
    ولا تقل : “ ليس لنا سبيل إلى ذلك الملك “ فإنّ التعامل مع الكرماء لا عسر فيه .



    بيان أن قتل الصائغ وإعطاءه السم كان بإشارة إلهية وليس نتيجة لهوى النفس والتأمل الفاسد

    إنّ قتل هذا الرجل بيد الحكيم لم يكن بدافع من طمع ولا وجل .
    وهو لم يقتله مرضاة للملك ، وإنما قتله عندما جاءه أمر اللَّه وإلهامه .
    فإنّ قَطْعَ الخضر حلق الغلام لأمرُ لا يدرك سرّه عامةُ الخلق .


    225 - فكلّ من يتلقى من اللَّه الوحي والجواب ، يكون كل ما يأمر به عين الصواب


    “ 110 “


    فالذي يهب الروح يجوز له أنْ يقتل ، وهذا الحكيم نائب عن الواهب ويده يد اللَّه “ 1 “ .
    فضع رأسك أمامه مثل إسماعيل ، وأسْلمْ الروح على خنجره فرحاً ضاحكاً حتى تبقى روحك ضاحكة إلى الأبد مثل روح أحمد الطاهر ( في حضرة ) الأحد .
    إنّ العشاق يشربون كؤوس الفرح حينما يقتلون بأيدي الملاح .


    230 - والملك لم يُرق هذا الدم من أجل شهوته ، فدع عنك سوء الظنّ والجدل .
    إنك تظن أنه صنع فعلًا آثماً ، ولكن متى كانت التصفية تدع غشّاً فيما تنشد له حالة الصفاء “ 2 “ ؟ “ .
    ولمثل تلك الحال كانت الرياضة ، وكانت المعاملة الخشنة ، فهي كالكور تنقّي الفضّة مما علق بها من شوائب .
    ومن أجلها كان الامتحان الذي يميِّز بين الطيِّب والخبيث ، فهو كالنار التي تُخلصِّ الذهب من الزيد !
    ولو لم يكن فعله هذا من إلهام الإله ، لكان كلباً ضارياً لا ملكاً .


    235 ( فهذا الملك ) كان مُنَزَّها عن الشهوة والحرص والهوى ،
    ...............................................................
    ( 1 ) لعل في هذا البيت إشارة إلى قوله تعالى . “ إن الذين يبايعونك إنما يبايعون اللَّه “ وكذلك إلى قوله تعالى “ وما رميت إذ رميت ولكن اللَّه رمى “ .
    ( 2 ) أي متى كان مثل هذا الملك الذي بلغ حالة الصفاء يصنع فعلًا آثماً .


    “ 111 “

    وقد صنع خيراً كان ظاهره الشرّ .
    فإذا كان الخضر قد خرق السفينة في البحر ، فقد كان في عمله هذا مائة صواب “ 1 “ .
    وقد خفي هذا على وهم موسى ، مع كلّ ما كان له من نور وفضل ، فلا تَطرْ أنت بلا جناح .
    ( إنّ فعلة الملك تلك ) وردة حمراء ، فلا تُسَمِّها دماً ! وهذا الملك سكران بالحكمة فلا تقل إنه مجنون !
    فإذا كان هذا الملك قد قصد بفعله هذا إراقة دم مسلم ، فأنا كافر لو ذكرت اسمه !


    240 - فإنّ العرش يهتز إذا مُدح الشقيّ ، ويسوء بهذا المدح ظنّ التقى .
    لقد كان ملكاً ، وكان واسع الإدراك . وقد كان من الخاصّة ، خاصّة اللَّه .
    وإنّ الشخص الذي يقتله ملك مثل هذا ، يكون مآله إلى الحظّ السعيد ، والجاه الرفيع .
    فلو لم يكن الملك قد رأى أنّ نفع هذا الرجل في قهره ، فيكف يكون هذا اللطف المطلق باحثاً عن القهر ؟
    إنّ الطفل يرتعد أمام إبرة الحجام ، ولكن الأم المشفقة يسعدها مثل هذا الألم .
    ...............................................................
    ( 1 ) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الكهف حكاية عن الخضر : أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ( 18 : 79 ) .


    “ 112 “

    245 - فهو يأخذ نصف حياة ، ويعطي بدلًا منه مائة حياة ، بل هو يعطي ما ليس يخطر لك في بال .
    إنّك تتخذ من نفسك مقياساً للأمور ، ولهذا وقعت بعيداً ، بعيداً ، فتعمَّق في تأملّك .

    ***

    شرح حكاية عشق ملك لاحدى الجواري وشراء الملك هذه الجارية

    ( 50 ) المؤمن بالإرادة ، تكون روحه مقترنة بمفهوم عبارة” إِنْ شاءَ اللَّهُ “ *، وهو سواء نطق بهذه العبارة ألم لم ينطق بها ، فإن أعماله تكون مبنية على هذا الاعتقاد .

    ( 57 ) لجّة الفناء هي لجة إفناء الذات ، وذلك بالتخلص من كل إحساس ذاتي . ويتحقق هذا للصوفية بأن تنصرف كل جارحة من جوارحهم إلى الخالق ، وتنفصل عما يربطها بدنيا المحسوسات والعالم الظاهري .

    ( 70 ) يرى الصوفية أن هذا العالم خيال . ويربط الجيلي في كتابه الإنسان الكامل بين هذه الفكرة وبين حديث مرويّ عن الرسول نصه : 


    “ 469 “

    “ الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا “ “ 1 “ .
    ( 80 ) في هذا البيت إشارة إلى المنّ والسلوى اللذين أنزلهما اللَّه على قوم موسى “ 2 “ .

    ( 81 ) إشارة إلى قوله تعالى رواية عن بني إسرائيل :” وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها “. ( 2 : 61 ) .

    ( 83 ) قصّ القرآن الكريم أن الحواريين طلبوا إلى عيسى أن يدعو اللَّه لينزل لهم مائدة من السماء ففعل .” قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيداً لِأَوَّلِنا ، وَآخِرِنا وَآيَةً مِنْكَ ، وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ . قالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ . . “( انظر سورة المائدة ، 5 : 111 - 115 ) .

    ( 111 ) إذا كان العشق للجمال الدنيوي ( هذا هذا الجانب ) ، أو لجمال العالم الروحي ، فإنه يقودنا آخر الأمر إلى عالم الروح . فكل جمال في هذا الكون مستمدّ من جمال خلاق الوجود ، فهو المرج والمقصد الأسمى لكل محبّ للجمال .


    ( 117 ) هذا العالم المادي ليس إلا ظلا ، ومن ورائه تكمن الحقيقة الكبرى . وقد رمز الشاعر لها بالشمس . ولكن هذه الشمس الخالدة ليست كالشمس التي نراها في هذه الدنيا ، فنورها أزلي خالد لا يغيب .

    ( 118 ) وهذا الظلّ ، أي العالم المادي يجيء بالنوم . والمراد بقوله :
    “ يجيء بالنوم “ أنه يجعل الإنسان غافلًا عن الحقيقة العظمى المستترة وراء هذا الكون كله ، فهو يلهي الإنسان ، كما تلهيه الأسمار والمجالس .
    ولكن حين تشرق على القلب شمس الحقيقة ، يبدد نورها كل نور وهمي
    ...............................................................
    ( 1 ) الجيلي : الإنسان الكامل ، ج 2 ، ص 27 . القاهرة ، 1293 .
    ( 2 ) قرآن ، 2 : 57 ، وكذلك 7 : 160 .


    “ 470 “

    مستعار ، فالشمس حين تشرق ، ينشق القمر . وانشقاق القمر مقترن بالبعث ، وكذلك إشراق الحقيقة على البشرية بصورة واضحة شاملة ، فيه بعث للروح من غفلتها .

    ( 123 ) شمس الدين المقصود هنا هو شمس الدين التبريزي . وقد كان هذا صوفياً متجولًا نزل بقونيه . ولقيه جلال الدين هناك ، فوجد فيه الإنسان الكامل ، والمثل الأعلى لما يمكن أن يطمح إليه البشر . وقد أهمل الشاعر تلاميذه - بعد لقاء هذا الرجل - وتفرغ لصحبة هذا الصوفي ، مما أثار غضب هؤلاء التلاميذ فأخرجوا هذا الدخيل على أستاذهم من قونيه ، وطاردوه . وقد حزن جلال الدين كثيراً لفراق هذا الصديق ، ونظم كثيراً من غزلياته الصوفية التي تخلص فيها باسمه ، ونسب إليه في النهاية ديوانه المشتمل على أشعاره الغزلية ، فأسماه ديوان شمس تبريز . وقد قتل التبريزي في النهاية ، فحزن عليه جلال الدين أعمق الحزن .
    ومما قاله في رثائه :
    “ من ذا الذي قال إن شمس الروح الخالدة قد ماتت ؟
    ومن الذي تجرأ على القول بأن شمس الأمل قد تولت ؟
    إن هذا ليس إلا عدواً للشمس وقف تحت سقف ، وربط كلتا عينيه ثم صاح . ها هي ذي الشمس تموت ! “

    ( 125 ) ذكر شمس الدين قد نبّه روح الشاعر ، وأيقظ فيه أحاسيسه ومشاعره الروحية ، فكأنه قميص يوسف الذي أيقظت رائحته في يعقوب مشاعر الحب والحنان . وقد عبر عن وسيلة التنبه الروحي بصورة حسية ، إذ قال إن نفس شمس الدين جذب ذيل رداء روحه .


    ( 128 ) الفناء الصو في هو التخلص من الذات الإنسانية ، والاتحاد بالذات الإلهية . وهو يختلف عند الصوفية عن عقيدة ن في الذات عند الهنود ، وتعرف هذه بالنرقانا . فالفناء عند الصوفية المسلمين حالة إيجابية قرينة في مدلولها للبقاء ، فالإنسان يفنى ليبقى ويخلد . والشاعر


    “ 471 “

    يقول إنه في حالة الوحدة كلت أفهامه أمام ما يشهد ، وما يستشعره ، فأصبح غير قادر على أن يحيط بأوصاف الثناء . وفي قصة المعراج أن اللَّه خاطب الرسول صلى اللَّه عليه وسلم بقوله “ أثن عليّ “ ، فأجاب الرسول قائلًا : “ لا أحصي ثناء عليك “ . فالشاعر كتب هذا البيت وفي ذهنه هذا الحديث .

    ( 135 ) الصوفية يؤمنون بكتم أسرارهم . وهم لا يبوحون بمكنون قلوبهم إلا لمن بلغوا شأوا عالياً في التصوف . يقول القشيري : “ ويطلق لفظ السر على ما يكون مصوناً مكتوماً ما بين العبد والحق سبحانه في الأحوال ، وعليه يحمل قول من قال : “ أسرارنا بكر لم يفتضّها وهم واهم . ويقولون صدور الأحرار قبور الأسرار “ . ( الرسالة ، ص 45 ) .

    ( 139 ) لو تجلّت حقيقة الذات الإلهية لإنسان لما استطاع الصمود أمامها . ومن أمثلة ذلك بالنسبة للجماد قصة جبل الطور الذي اندك حين تجلى عليه الخالق .


    ( 149 ) يروي جلال الدين هنا قصة معروفة ، رواها ابن سينا في كتاب القانون ( ص 316 - عن الحبّ ) . ورواها كذلك - بصورة مختلفة بعض الاختلاف - نظامي عروضي سمرقندي في كتابه “ المقالات الأربع “ ( ص 78 من النص الفارسي ، طبعة لندن ) . وقد روى الشهرستاني هذه القصة في حديثه عن طبيب اليونان “ بقراط “ . ولم يكن الطبيب الذي قام بالعلاج في القصة سوى بقراط نفسه .
    أما بطل القصة فأمير “ عشق جارية من خطايا أبيه ، فنهك بدنه واشتدت علته ، فأحضر بقراط فجس نبضه ، ونظر إلى تفسرته ، فلم ير أثر علة .
    فذاكره حديث العشق فرآه يهشّ لذلك ويطرب ، فاستخبر الحال من حاضنته فلم يكن عندها خبر . وقالت : ما خرج قط من الدار .
    فقال بقراط للملك : مر رئيس الخصيان بطاعتي ، فأمره بذلك . فقال :


    “ 472 “

    أخرج عليّ النساء ، فخرجن ، وبقراط واضع إصبعه على نبض الفتى .
    فلما خرجت الحظية اضطرب عرقه وطار قلبه ، وحار طبعه ، فعلم بقراط أنّها المعنية لهواه “ . ( الشهرستاني ، ج 2 ، ص 118 - القاهرة ، 1956 )
    . ورواية الشاعر تختلف في بعض تفاصيلها عن الرويات السابقةعليه ، كما أنّ الشاعر - على عادته - يستخدم تفصيلات القصة أساساً لحكم كثيرة استنبطها من ثناياها .

    [ شرح من بيت 150 إلى 300 ]
    ( 150 ) لا يترفع الشاعر على العادات والتقاليد الشائعة بين الناس ، فهو يذكرها في شعره ، لو كانت لها قيمة إيضاحية . وهو يصور في هذا البيت الطريقة التي يخرج بها العاميّ - الذي يسير حافى القدمين - شوكة أصابت قدمه . ولكنّه ينتقل من هذا ليتحدث في البيت التالي عن الأشواك التي تصيب القلوب ، وهي الهموم والوساوس والأوهام .

    ( 165 ) الخبز والملح ، كناية عن الشعرة ، كما هو معروف . فمعنى البيت أنّ الجارية حدّثت الطبيب عن الأماكن التي عاشت بها ، والناس الذين عاشرتهم في تلك الأماكن .

    ( 206 - 227 ) الحسن الظاهريّ قد يكون سبباً لهلاك الروح .
    ويضرب الشاعر لذلك أمثلة معبِّرة في بعض هذه الأبيات .


    ( 222 - 224 ) يتحدّث الشاعر في هذه الأبيات عن القصة ومغزاها .
    وعنده أنّها ليست قصة جريمة . فهذا القتل الذي وقع على الرجل .
    حدث لأنّ هذا الرجل قد قتل بجسده روحَه ، فاستحق الجسدُ الموت من جراء ذلك . وهناك أنواع من القتل لا تدخل في عداد الجرائم ، ومن أمثلة ذلك قتل الخضر للغلام ، وقد ذُكرت في القرآن الكريم قصة ملاقاة الرجل الصالح ( الذي يقال إنه الخضر ) لموسى ، وقتله الغلام على مرأى منه . قال تعالى في سورة الكهف :” فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ قالَ أَ قَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً “. ( 18 : 73 ) .


    “ 473 “

    ( 240 ) يُروى عن الرسول حديث بهذا المعنى نصه : “ إذا مُدح الفاسق غضب الربّ واهتز لذلك العرش “ .

    ( 245 ) الخالق واسع الكرم إزاء عباده ، فهو - إذا جرّدهم من حياة تافهة ، وهبهم عوضاً عنها حياة عامرة عظيمة ، تعدل مائة حياة مما اعتادوا عليه . ومما روي في الحديث القدسيّ عن الرسول : “ أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 15:27