“ 318 “
2415 وإن فيك لمُلتمساً لي الغدر هو ضميرك ، وإنه في غيبتي لشفيع مستمرّ عندك .
إنّ خلقك هو شفيعي في قلبك ، وثقتي به هي التي جعلت قلبي يجنح إلى الجرُم .
فلترأفْ بي رأفة مستترة عن ذاتك “ 1 “ ، أيّها الغاضب ، يا من خُلُقُك أحلى من مائة منّ من العسل ! “ وأخذت تتحدّثُ على هذا النسق بلطف وصراحة ، وتملّكها البكاء أثناء الحديث .
فلما تجاوز البكاء والنواح حدّهما عند تلك التي كانت فاتنة بدون بكاء ،
2420 تجلىّ من تلك الأمطار برق ألقى شرارة بقلب هذا الرجل الوحيد .
فتلك التي كان الرجلُ عبداً لوجهها الجميل ، كيف تكون إذا بدأت تُظهر خضوعها ؟
تلك التي يرتعد قلبُك من كبرها ، كيف تَصيرُ حين تصبحُ باكيةً أمامك ؟
تلك التي يُدمي دلالُها قلبك وروحك ، كيف يكون الحالُ حين تأتيك ضارعة ؟
تلك التي تأسرنا بشباك من جورها وجفائها ، ماذا يكون عذرُنا لو جاءت تلتمس العذر ؟
2425 إنّ الحقّ هو الذي زينّ للناس “ 2 “ ( حبّ الشهوات من النساء
.....................................................................
( 1 ) يريد بالرأفة المستترة عن الذات تلك التي لا تصيب النفس بالغرور .
( 2 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ زُيِّن للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا واللَّه عنده حسن المآب “ . ( آل عمران ، 3 : 14 ) .
“ 319 “
والبنين ) ، فكيف السبيل إلى الهرب مما زيّنه الحقّ ؟
فإذا كان اللَّه قد خلق المرأة ليسكن إليها الرجل ، فكيف يستطيع آدم أنْ ينفصل عن حواء “ 1 “ ؟
فلو كان الرجلُ رستم بن زال ، أو كان أشجع من حمزة ، فإنه رهن أمر امرأته أسير لها .
( والرسول ) الذي كان العالم أسير كلمته ، كان يقول : “ كلميني يا حميراء “ .
إنّ الماء يغلب النار بانطلاقه ، ولكنّ النار تجعله يغلي حين يكون منحصراً .
2430 فحينما يجيء القدْرُ بين النار والماء ، أيها الملك “ 2 “ ، فإنّ النار تمحو الماء وتجعله هواء .
فإذا كان الرجل - في الظاهر - غالباً للمرأة كالماء ( للنار ) ، فإنّه في الباطن مغلوبُ طالبُ لها .
فالحبّ على هذا النحو صفةُ مميِّزة للإنسان ، وأما الحبّ عند الحيوان فناقصُ ، وذلك لنقص الحيوان .
في بيان الخبر ( الذي ينسب إلى الرسول أنّه قال ) : “ إنّهنّ يغلبن العاقل ويغلبهن الجاهل “
قال الرسول : “ إنّ النساء يغلبن العقلاء وأصحاب القلوب .
أما الجهلاء فإنّهم يغلبون المرأة ، لأنّ حدّة الحيوان قد
.........................................................................
( 1 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها “ . ( الأعراف ، 7 : 189 ) .
( 2 ) يخاطب القارئ .
“ 320 “
احتبست فيهم .
2435 إنّهم خالون من الرقة واللطف والوداد ، لأنّ الحيوانية غالبة على طبيعتهم .
فالمحبّة والرقة هما صفة الإنسانيّة ، وأما الغضب والشهوة فهما صفة الحيوانيّة .
إنّ المرأة ليست بمعشوقة ، بل هي نور الحقّ ! فقل إنّها خالقه ، أو قل إنّها ليست بمخلوقة .
كيف سَلَّم الرجل بما التمسته امرأته من طلب المعيشة وكيف عرف أنّ اعتراضها كان إشارة
من الحقّ فكلّ عارف يدرك بعقله أنّ كل متحرِّك له مُحرِّك
لقد ندم الرجل على قوله ، كما يندم الظالم - ساعة الموت - على ظلمه .
وقال : “كيف أصبحت خصماً لروح روحي ؟ وكيف أخذت أكيل الرَكْلَ لرأس روحي؟
2440 إنّ القضاء - حين يجيء - يحجب البصر ، فلا تعرف عقولنا الرأس من القدم .
وحين ينصرف القضاء ، يأكل العقل نفسه ( ندماً ) ، فيمزّق حجابه ويشقّ جيبه ! لقد قال الرجل : “ يا امرأتي إنّني نادم ! وإنْ كنتُ قد كفرتُ فهأنذا أعود إلى الإسلام .
إنّني أنا المسئ إليك ، فارحميني ! ولا تقتلعيني مرة واحدة من أصلي وأساسي !
“ 321 “
إنّ الشيخ الكافر إذا ندم ، يصبح مسلماً ، حين يلتمس العذر .
2445 فالذات الإلهية كلها رحمة وكلها كرم ، وقد تساوى في عشقها الوجود والعدم .
والكفر والإيمان عاشقان لتلك الكبرياء ، والنحاس والفضة من عبيد تلك الكيمياء .
في بيان أن موسى وفرعون كان كلاهما مسخّراً للمشيئة الأهلية كالترياق والسم والنور
والظلمات وكيف ناجى فرعون اللَّه في الخلوة حتى لا يتحطم غروره “ 1 “
إنّ موسى وفرعون كانا سائرين ( يقصدان ) الحقيقة ، ولكن الظاهر أنّ موسى عرف الطريق ، وأما فرعون فقد ضلّ السبيل .
لقد كان موسى يتضرّع أمام الحقّ نهاراً ، وأما فرعون فكان يبكي في جنح الدجى ! ( قائلًا ) : “ يا ربّ ! أيّ غلّ هذا الذي طوّق عنقي ؟ ولو لم يكن هذا الغلّ ، فمن ذا الذي كان يصفني بما أنا عليه الآن “ 2 “ .
2450 فكما جعلتَ موسى قمرا منيرا جعلتني مظلما كدرا .
وكما جعلتَ موسى قمريّ الطعلة ، جعلتَ قمر روحي أسود الوجه .
إن نجمي لم يكن خيراً من القمر ، فإذا وقع به الخسوف فما حيلتي ؟
فإذا كانت الطبول تُقرع لي كربّ وسلطان ، فإنّ الخلق يقرعون النحاس حين خسوف القمر .
.............................................................
( 1 ) يريد أن فرعون ناجى اللَّه في الخلوة حتى لا يتحطم غروره بإظهاره الخضوع لربه .
( 2 ) ولو لم يكن هذا الغل يقيدني ويفرض علي الظلم فمن ذا الذي كان يصفني بأني ذلك الفرعون الطاغية .
“ 322 “
فهم يدقون الطاسات ويصخبون ، فيفضحون القمر بذلك الضجيج .
2455 إنني أنا فرعون الخلق ، فالويل لي من قرع ذلك الطاس الذي يسمعني دعاء “ ربي الأعلى “ “ 1 “ .
ونحن رفقاء في خدمتك ، ولكن فأسك تشق الغصون النضرة في غابتك ، ثم تجعل غصناً منها ثابت الأصل ، وتترك آخر عاطلًا .
وليس للغصن قوة أمام الفأس ، فلم يَنجُ غصن قط من قبضتها .
فبحق تلك القدرة - التي هي فأسك - سدّد بكرمك أعمالنا المعوجّة .
2460 وعاد فرعون يحدّث نفسه قائلًا : “ عجباً ! ألم أقض الليل في دعاء اللَّه ؟
إنني - في الخفاء - أكون متواضعاً متزناً ولكن كيف أصبح ( على خلاف ذلك ) حين أصل إلى موسى .
إن اللون يتحقق للذهب الزائف بعشر طبقات من التذهيب ، فكيف يصبح أمام النار أسود الوجه ؟
أو ليس ذلك لأن قلبي وقالبي رهن حكمه ؟ إنه حيناً يجعلني لبّاً وحيناً يجعلني قشراً .
فأنا أغدو أخضر اللون حين يقول لي : “ كن زرعاً ! “ ، وأصفرُّ حين يقول لي “ كن قبيحاً ! “
2465 فهو حيناً يجعلني قمراً ، وحيناً يجعلني مظلماً . وأيّ شيء سوى ذلك يكون صنع اللَّه ؟
إننا أمام صولجان حكمه النافذ نجري في المكان واللامكان .
............................................................................
( 1 ) الويل لي من إعظام الناس لشأني وقرعهم الطبول إكباراً لي ، فإن ذلك علامة على زوال ملكي ، كما أن قرع الآنية النحاسية يكون حين خسوف القمر .
“ 323 “
فحينما أصبح اللالون أسيراً للون ، وقع موسى في يحرب مع موسى “ 1 “ .
وحينما تصل إلى اللالون “ 2 “ ، وهو ما كان لك ( في أول الأمر ) ، فإنّ الوفاق يسود بين موسى وفرعون ! فلو خطر لك تساؤل حول هذه النكتة ، فمتى كان عالم اللون “ 3 “ خالياً من القيل والقال ؟
2470 والعجيب أن هذا اللون قد صدر من اللالون ، فيكف قام اللون ليحارب اللالون ؟
فما دام الزيت قد خُلق من الماء ، فلماذا وقع التضادبين الماء والزيت ؟
وما دام الورد من الشوك ، والشوك من الورد ، فلماذا هما في حرب وخطوب ؟
فإما أنّ هذه ليست بحرب ، وإنما هي تَصَنّع لحكمة ( مقصودة ) كمشاجرات باعة الحمير .
وإما أنها ليست هكذا ولا كذلك ، بل هي حيرة . إنها خرابة ، ويجب أن يُبحث فيها عن الكنز “ 4 “ .
2475وذلك الذي توهمته كنزاً جعلك - بتوهمك إياه - تُضيع الكنز ( الحقيقيّ ) ! فلتعلم أن الأوهام والآراء كالمناطق العامرة ، والكنز لا يكون في المناطق العامرة .
ففي المناطق العامرة يكون الوجود والصراع ، وإنّ الفناء ليرى العار في مثل هذا الوجود !
...............................................................
( 1 ) الأرواح قبل حلوها بالأجسام تكون متوافقة ولكنها حين تحل بالأجسام يقع الصراع بينها .
( 2 ) حين يخلص الروح من المادة فيصبح روحاً مجرَّداً لا لون له .
( 3 ) العالم المادي .
( 4 ) إن الحيرة هي التي توصل الإنسان إلى اليقين ، كما أن الكنز يكون مدفوناً في الخرائب . فحيرة التأمل والتفكر هي الخرابة التي يُبحث فيها عن كنز اليقين .
“ 324 “
وليس هذا لأنّ الوجود قد استغاث من الفناء ، بل إنّ الفناء هو الذي دفع ( عن نفسه ) هذا الوجود .
فلا تقل : “ إنني هارب من الفناء ! “ إن الفناء هو الذي يهرب منك عشرين مرة !
2480 إنه في الظاهر يدعوك إليه ، ولكنه في الباطن يُقصيك عنه بعصا الرد .
فاعلم - يا سليم القلب - أن عناد فرعون لموسى ، يمثل ( حالة ) نعلين معكوسين “ 1
“سبب حرمان الأشقياء من العالميْن على مقتضى ( قوله تعالى ) :
“ خَسرَ الدُّنْيا وَالْآخرَةَ “ “ 2 “
عندما اعتقد حكيم صغير أن السماء بيضة ، وأن الأرض مثل صفارها ، سأله سائل : “ وكيف تبقى هذه الأرض وسط محيط السماء ؟ “ فأجاب : “ مثل قنديل معلّق في الهواء ، فهي لا تتحرك إلى أسفل ، ولا إلى أعلى “ .
2485 وقال هذا الحكيم : “ إنها باقية في الهواء بسبب جذب السماء من جهات ست .
فالسماء مثل قبّة صُبّتْ من المغناطيس ، وقد بقيت قطعة من الحديد معلقة في وسطها “ .
وقال آخر : “ ومتى كانت السماء الصافية تجتذب إليها الأرض المظلمة ؟
...............................................................
( 1 ) أي نعلان يشير أثرهما إلى اتجاه مضاد لاتجاه الهدف . وقد كان بعض المحاربين يعكس اتجاه نعال فرسه ليضل من يقتفون أثره .
( 2 ) ( سورة الحج ، 22 : 11 ) .
“ 325 “
بل إنها تدفعها من جهات ست ، ولهذا فقد بقيت الأرض معلقة وسط العواصف “ .
وهكذا تبقى أرواح الفراعنة في الضلال ، بدفع خواهر أهل الكمال .
2490 وبدفع هذا العالم وذاك العالم ، بقي هؤلاء الضالون بدون هذا ولا ذاك .
فإذا عصيت عبّاد ذي الجلال ، فاعلم أنهم - من وجودك - يعروهم الملال .
إن لديهم كهرباء ، لو أظهروها ، لأشاعوا الوله في قشّة وجودك .
فإذا ما أخفوا كهرباءهم ، فسرعان ما يجعلون تسليمك طغياناً .
( فحالك معهم ) كمرتبة الحيوانية ، التي هي أسيرة خاضعة لمرتبة الإنسانية !
2495 فاعلم - أيها السيد - أن الإنسانية خاضعة لقبضة الأولياء ، ( خضوع ) الحيوان ( للإنسان ) .
لقد دعا أحمد جملة العالم عباداً له حين ( قرأ عليهم قوله تعالى ) :” قُلْ يا عباديَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسهمْ لا تَقْنَطُوا منْ رَحْمَة اللَّه ““ 1 “ .
إن عقلك كالجمّال وأنت الجمل ، وهو يقودك في كل سبيل وأنت رهن حكمه المرّ .
والأولياء هم عقل العقول ، والعقول - حتى النهاية - مثل الجمال .
فتأملها ملتمساً منها العبرة ! إن هناك دليلا واحداً ومائة ألف نفس ( تتبعه ) .
2500 وما الدليل وما الجمّال ؟ ألا فلتوجد لك عيناً تبصر الشمس !
...............................................................
( 1 ) ( الزمر ، 39 : 53 ) . ومعنى البيت أن الرسول بقراءته هذه الآية على الناس كأنه قد سماهم عباده مجازاً على أساس أنه الناطق بلسان الحق . وهذا من باب التأويل الصوفي .
“ 326 “
أوليس العالم يبقي بالليل موصداً ، ينتظر النهار الذي يتوقف ( بزوغه ) على الشمس ؟
فهاك شمساً قد احتجبت في ذرّة ، وأسداً ضارياً في جلد حمل .
وهاك بحراً مختفياً تحت التبن ، فحذار ! لا يلتبس عليك الأمر فتضع فوق هذا التبن قدمك ! إن الاشتباه والظن في باطن ( الطالب ) رحمة من الحقّ للمرشد “ 1 “ .
2505 لقد جاء كل رسول منفرداً إلى هذه الدنيا . كان منفرداً ولكن كان له مائة عالم خفي .
فسحر بقدرته عالماً كبيراً ، بينما انطوى هو في هيكل صغير ! ولقد ظنّه البلهاء فرداً ضعيفاً ، ومتى كان ضعيفاً من أصبح نديم الملك ؟
لقد قال البلهاء إنه ليس أكثر من رجل . فالويل لمن لم يتدبر العواقب .
كيف رأت عيون الحس صالحا وناقته حقيراً لا نصير له
وكيف أن الحق إذا أراد أن يهلك جيشاً أظهر خصومه في نظره قلة حقيرة ولو كانت هذه القلة هي الغالبة .
( قال تعالى ) :” وَيُقَلِّلُكُمْ في أَعْيُنهمْ ليَقْضيَ اللَّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولًا ““ 2 “
إن ناقة صالح كانت - في صورتها الظاهرة - ناقة ، فكان من جهل هؤلاء القوم الحاقدين أن قطعوا ساقها ( وعقروها ) .
...............................................................
( 1 ) ذلك لأن الطالب الذي يحترز ويتثّبت قبل أن يسلم نفسه إلى المرشد حري بألا يقع فريسة للأدعياء الكاذبين ، وخليق بأن يخلص في اتباع المرشد .
( 2 ) ( الأنفال ، 8 : 44 ) .
“ 327 “
2510 فهم حين أصبحوا خصوماً لها على الماء ، أعماهم ( الحرص ) على الخبز والماء .
لقد كانت ناقة اللَّه تشرب الماء من النبع ومن السحاب ، فحبس هؤلاء ماء الحق عن الحق .
فأصبحت ناقة صالح - مثل جسم الصالحين - كميناً لهلاك الصالحين .
( لترى ) ماذا جلب ( أمر الحق ) :” ناقَةَ اللَّه وَسُقْياها ““ 1 “ على تلك الأمة من أحكام الموت والألم .
إن محتسب غضب الحق تقاضاهم مدينة كاملة دية لناقة واحدة “ 2 “ .
2515 فروح ( النبي ) مثل صالح ، وجسمه كالناقة ، والروح في وصال وأما الجسم فهو أسير الفاقة .
إن روح صالح لم تكن قابلة للآفات ، فالضرب قد وقع على الناقة ( الجسم ) ولم يقع على الذات .
فليس أحد بمنتصر على قلوب الأنبياء ! وإيذاء ( العدّو ) لهم إنما يقع على الصدف لا على الجوهر ! فروح صالح لم تكن قابلة للإيذاء ، ولا كان نور اللَّه خاضعاً للكفار .
لقد اتصلت روحه بجسم ترابي ، حتى ( يستطيعوا ) إيذاءه ، ويروا الامتحان !
2520 وما كانوا مدركين أنّ إيذاءهذا له ( للَّه ) ، فإن ماء هذا الإبريق متصل بماء النهر .
لقد علّق اللَّه هذا ( الروح ) بجسم لكي يصبح ملجأ للعالمين .
فكن عبداً لناقة جسم الولي ، حتى تصبح رفيقاً لها في خدمة روح صالح .
...............................................................
( 1 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ فقال لهم رسول اللَّه ناقة الله وسقياها “ . ( الشمس ، 91 : 13 ) . وكان صالح قد توعد قومه بالعذاب إن هم تعرضوا للناقة وشربها .
( 2 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ، ولا يخاف عقباها “ . ( الشمس ، 91 ، 14 - 15 ) .
“ 328 “
لقد قال صالح : “ أما وقد أحدثتم هذا الحسد ، فلسوف تأتيكم بعد ثلاثة أيام نقمة الرب “ 1 “ ! فلسوف تأتيكم من اللَّه - بعد ثلاثة أيام - آفة ذات علامات ثلاث .
2525 إنّ لون وجوهكم جميعاً سوف يتغيّر ، ويصبح هذا اللون مختلفاً في نظركم .
ففي اليوم الأول يكون لون وجوهكم كالزعفران ، وفي اليوم الثاني يكون لون وجوهكم أحمر كالأرجوان .
وفي اليوم الثالث تصبح كل الوجوه سوداء ، وبعد ذلك يأتي قهر اللَّه .
فإذا أردتم مني علامة على هذا الوعيد ، فإن ولد الناقة قد جرى نحو الجبل .
فإنْ استطعتم الإمساك به فهناك أمل ( في النجاة ) ، وإلا فإن طير أملكم قد أقلت من الشباك “ “ 2 “ .
2530 فلم يستطع أحد أن يلحق بولد الناقة ، فقد انطلق في الحال واختفى .
فقال صالح : “ أرأيتم كيف أن القضاء قد أبرم ، وكيف أن خيال رجائكم قد ضُرب عنقه ! “ .
فما ولد الناقة ؟ إنه خاطر ( الوليّ ) ، فعليكم أن تردّوه إلى مكانه بالإحسان والبرّ .
فإنْ رضي قلبه ، نجوتم من ذلك العذاب ، وإلا فأنتم يائسون تعضّون بنان الندم .
فحينما سمعوا هذا الوعيد المظلم ، ترقبوه وانتظروه .
2535 ففي اليوم الأوّل رأوا وجوههم قد اصفرّت ، فانطلقت من اليأس
...............................................................
( 1 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب “ . ( هود ، 11 : 65 ) .
( 2 ) لم يبق أمامكم مجال للأمل .
“ 329 “
آهاتهم العميقة .
وفي اليوم الثاني احمرّت وجوه الجميع ، فضاعت بذلك فرصة الأمل والتوبة .
وفي اليوم الثالث علا السواد وجوه الجميع ، فصدق حكم صالح بدون جدال .
وعندما رُدوا جميعاً إلى اليأس ، جثموا كما تجثم الطيور .
ولقد أنزل جبريل الأمين بيان هذا في القرآن ( بقوله تعالى ) :” فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا في دارهمْ جاثمينَ “ *” 1 “ .
2540 فلتركع حينما يعلمّك الأولياء ، وحينما يخيفونك من مثل هذا الجثوم “ 2 “ .
لقد انتظرت ( ثمود ) ضربة القهر ( الإلهي ) ، فجاءها القهر ومحا تلك المدينة ! وذهب صالح من خلوته نحو المدينة ، فرآها مغلّفة بالدخان واللهب .
وسمع النواح ( يتردّد ) من حطام ( القوم ) ، وكان النواح ظاهراً ، وأما النائحون فمختفون ! لقد سمع النواح من عظامهم ، وكانت دموع الندم تقطر من أرواحهم كالندى .
2545 لقد سمع صالح ذلك فأخذ يبكي ، وبدأ ينوح على النائحين .
وقال : “ يا قوماً عاشوا بالباطل ! يا من أبكيتموني أمام الحق ! لقد قال لي الحق : “ اصبر على جورهم ، وعظهم ، فلم يبق من مهلتهم زمن طويل “ .
فقلت : “ إنّ النصح قد أصبح حبيس الجفاء ، فلبن النصيحة
...............................................................
( 1 ) ( الأعراف ، 7 : 78 ) .
( 2 ) حينما يخيفونك من مثل هذا الجثوم الذي أصاب قوم صالح بعد أن لقوا عذاب اللَّه .
“ 330 “
لا ينهمر إلا بالمحبة والصفاء .
وإني - لكثرة ما أوقعوا بي من جفاء - تجمّد في عروقي لبن النصيحة “ .
2550فقال لي الحق : “ إني لمنعم عليك بلطف ، وواضع لك بلسماً على تلك الجراح “ .
وها هو ذا الحق قد جعل قلبي صافياً كالسماء ، ومحا جوركم من خاطري ! لقد كررتُ لكم النصح ، وذكرتُ لكم أمثالًا وكلاماً كالسكر .
واستنبطت لكم من السكر لبناً طازجاً ومزجت لكم الكلام باللبن والشهد .
فتحوّل هذا الكلام فيكم إلى ما يشبه السم ، لأنكم - من أصلكم وأساسكم - كنتم منزل السمّ .
2555 وكيف أحزن الآن وقد انقلب الحزن على رأسه ؟ لقد كنتم لي غماً أيها القوم العصاة .
وهل ينوح أحد على موت الحزن ؟ أم هل يقتلع أحد شعر رأسه لو زال منه الجرح ؟ “ ثم التفت إلى نفسه وقال : “ أيها النائح “ إنّ هؤلاء القوم لا يستحقون نواحك “ .
فاقراً قوله تعالى : “ فكيف آسى على قوم كافرين “ قراءة مستقيمة ، ولا تلتفت إلى قراءتي المعوجّة “ 1 “ .
...............................................................
) ( 1 )الأعراف ، 7 : 93 ) . وقد أورد الشاعر هذه الآية بمعناها في الشطر الثاني من البيت ، قال : “ كيف آسى قول لقوم ظالمين “ ، ووصف هذا بأنه قراءة معوجة للآية ، وطلب إلى القارئ أن يقرأها بلفظها . وغني عن البيان أنه أورد الآية بمعناها لأن وزن الشعر لا يسمح بإيرادها نصاً .
“ 331 “
ومرة ثانية وجد صالح الدموع في عينيه وقلبه ، وأشرقت في نفسه رحمة لا سبب لها .
2560فأخذ يمطر الدموع بعد أن تولته الحيرة ، ( وما دموعه إلا ) قطرة من الجود ، ( تنهل ) بلا سبب .
لقد كان عقله يقول له : “ لماذا هذا البكاء ؟ وهل يجوز البكاء على مثل هؤلاء المستهزئين .
قل لي : على أي شيء تبكي ؟ أعلى فعلهم أم على جيش حقدهم المنحرف ؟
أم على قلوبهم المظلة التي كساها الصدأ ؟ أم على ألسنتهم المسمومة كالثعابين ؟
أم على أنفاسهم وأسنانهم التي تليق بالغيلان “ 1 “ ؟ أم على أفواههم وعيونهم وهي جحور العقارب ؟
2565أم على حقدهم وسخريتهم واستهزائهم ؟ ألا فلتتشكر ربك الذي حبسهم .
فأيديهم معوجة ، وأقدامهم معوجة ، وعيونهم معوجة ، وحبّهم معوج ، ورضاهم معوج ، وسخطهم معوج “ .
إنهم - في سبيل التقليد ، ( واتباعاً ) لريات النقل - داسوا بأقدامهم جمال العقل ، ( وهو ) الشيخ المرشد “ 2 “ .
إنهم جميعاً لم يحرصوا على المرشد ، فأصبحوا ( في الجهل ) كحمار هرم ، ينافق كلُ منهم عين الآخر وأُذنه .
ولقد جاء اللَّه بعباده من الجنة ، ليريهم من رُبُّواً للجحيم .
...............................................................
( 1 ) ذكر صاحب المنهج القوي أن “ سگسار “ التي وردت في هذا البيت كلمة تدل على كائن خرافي هو “ غول رأسه كرأس الكلب وفمه وشعره كالماغر وعيناه كالخنزيز ووجهه أصفر وعيناه زرقاوان ، يسكن في جزيرة قالون “ . ( ج 1 ، ص 461 ) .
( 2 ) للشطر الثاني من البيت عدة روايات ، من أفضلها “ پانهاده برسراين پير عقل “ والمعنى : “ داسوا بأقدامهم رأس العقل ، ذلك الشيخ الحكيم “ .
“ 332 “
في معنى ( قوله تعالى ) :
“ مَرَجَ الْبَحْرَيْن يَلْتَقيان ، بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغيان “ “ 1 “
2570تأمل كيف أن أهل النار وأهل الخلد اجتمعا معاً في دكان واحد - ورغم ذلك - “ بينهما برزخ لا يبغيان “ .
لقد الختلط أهلُ النار بأهل النور ، ولكن جبل قاف قام بين الفريقين .
وهكذا اختلط الذهب والتراب في المنجم ، وبينهما ( من الاختلاف ) مائة صحراء ورباط .
وهكذا اختلط في العقد الدرّ والشَبَه ، كما اختلط الأضيافُ ، ( بنُزُل ) في إحدى الليالي .
إن نصف البحر حلو كالسكر ، طعمه حلو ، ولونه مضيء كالقمر .
2575 وأما النصف الآخر فمرّ كسم الحيّة ، طعمه مرّ ، ولونه مظلم كالقار .
وكل منهما يصطدم بالآخر من أسفل ومن فوق ، على مثال الماء في البحر المتلاطم الأمواج .
وصورة هذا الصدام في الأجسام الضيّقة ، إنما هي من اختلاط الأرواح بالصلح أو بالحرب .
إن أمواج السلام تتدافع ، فتقتلع الأحقاد من الصدور .
( وكذلك تتدافع ) أمواج الحرب على صورة أُخرى ، فتقذف بالمحبة إلى أسفل وإلى فوق .
2580 والحب يجتذب أهل المرارة إلى الحلو ، لأن الرشد هو الأصل في كل محبة .
...............................................................
) ( 1 )الرحمن ، 55 : 19 - 20 ( .
“ 333 “
وأما القهر فهو الذي يحمل أهل الحلاوة إلى المرارة .
ومتى كان المر ملائماً للحو ؟
والمر والحلو لا يظهران لهذا النظر الحسي ، بل هما يُبصران من نافذة إدراك العواقب .
إن العين البصيرة بالعواقب قادرة على رؤية الصواب ، وأما العين التي تبصر الحظيرة فهي غرور وخطأ “ 1 “ .
وكم من حلو ( مذاقه ) كالسكر ، ولكنّ السمّ يكون مضمراً في سكرّه .
2585فكل من ازداد حذقة ، عرف هذا برائحته ، وغيره ( يعرفه ) حين يتناوله بين شفتيه وأسنانه .
فتردّه شفته قبل أنْ يصل إلى حلقه ، مع أنّ الشيطان يصيح به ليأكله .
ولغير ( هذين ) لا يظهر إلا في الحلق ، ولغير هؤلاء لا يتضح إلا في البدن .
وآخر يصاب باحتراق منه وقت الحدث ، فخروجه ينبئه بخبر عن دخوله .
( ويظهر ) على شخص بعد أيام وشهور ، وعلى غيره في جوف القبر بعد موته .
2590ولو أنّ هذا أُمهل في قرارة قبره ، فلا بدّ أنْ يظهر عليه ذلك ( السمّ ) في يوم النشور .
وكلّ نبات وكلّ حلاوة في هذه الدنيا يقتضي مهلة واضحة من دوران الزمن .
...............................................................
( 1 ) في البيت جناس بين كلمتي آخر ( بكسر الخاء ) وآخر ( بضمّها ) . والأولى عربية وأما الثانية فمعناها حظيرة أو إصطبل .
“ 334 “
فالعقيق - لكي يحصل على لونه وبريقه والتماعه - لا بدّ لا أن يقضي السنين تحت أشعة الشمس .
والخضر تنضج في شهرين ، وأما الورد الأحمر فلا ينضج إلا في عام .
فهذا هو الذي تحدث الحقّ عنه في سورة الأنعام حين ذكر الأجل “ 1 “ .
2595 فإذا سمعت هذا فلتكن كلّك أذناً صاغية . إنه ماء الحياة ، فإنْ شربته فهنيئاً لك .
فسمّه ماء الحياة ، ولا تسمّه كلاماً ! وتأمل هذا الروح الجديد في جسمٍ من الحروف العتيقة .
ولتستمع إلى نكتة أخرى ، أيّها الرفيق ، نكته مثل الروح ، بالغة الوضوح ، ( ولكنّها ) دقيقة ( على الإدراك ) .
إنّ السمّ والحية يكونان - في بعض المقامات - سائغْين ، بتصاريف اللَّه .
وما يكون في أحد المواضع سمّاً قد يكون في موضع آخر دواء ، وما يكون في أحد المقامات كفراً قد يكون في مقام آخر مباحاً .
2600 فمع أنّه في ذلك المكان يكون مضراً بالروح ، فإنه - حين يصل إلى هنا يصبح علاجاً لها .
إنّ الماء في الغيب الفجّ يكون حامضاً ، ولكنّه يصبح حلواً طيّباً في العنب الناضج .
ثم يغدو في إبريق النبيذ مراً حراماً ، فإذا ما تحول إلى خلّ ، فهو نعم الإدام .
...............................................................
( 1 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون “ . ( الأنعام ، 6 : 2 ) .
* * *
شرح قصة الخليفة الذي فاق في زمانه حاتم الطائي في الكرم ولم يكن له نظير
( 2142 ) “ پنج نوبت “ وترجمتها “ خمس مرات “ وقد فسرها نيكولسون على أنها تشير إلى قرع الطبول أو عزف الموسيقى خمس مرات كل يوم في بلاد المشرق ، كعلامة للملك . ورأيي أنه لا صلة لهذا البيت بتلك العادة ، وإنما المقصود بالمرات الخمس مواقيت الصلاة . والجذع الذي كان يستند إليه الرسول ، وهو رمز لإدراك الجماد لخالفه ، يحن كل يوم خمس مرات في مواقيت الصلاة .
( 2143 ) لو لم يكن هذا الذوق الغيبي فوق تصور أهل الحسّ لما كانت هناك حاجة إلى إظهار المعجزات .
( 2144 ) كل ما كان في مستوى التفكير العقلي ، وعلى قدر طاقة هذا التفيكر ، فإن العقل يقبله ، ولا تكون هناك حاجة لاتخاذ المعجزات حجة لإثباته ، ودليلًا عليه .
( 2145 ) مهما بدا لك طريق الإلهام الإلهي ، والمحبة الإلهية ، مما لا يتقبله العقل - لأنه طريق بكر - فإن هذا الطريق ذاته حبيب إلى قلوب العارفين الملهمين ، الذين كتبت لهم السعادة ، فهم وحدهم الذين يسلكونه .
( 2147 ) إن البحث الفلسفي لم يكن يلقى قبولًا في زمن الشاعر .
والظاهر أن المتفلسفين كانوا يتسترون ولا يجسرون على البوح بآرائهم ، وبخاصة ما كان منها باعثا على بثّ الشكوك في الدين .
( 2151 ) إن المتفلسف المنكر ( لمعجزة الجذع الحنان ) ، يجد جوارحه ، كاليد والرجل ، وهي من الجماد ، مطيعة أمر روحه ، تعمل بما توحيه لها ، وفي هذا ما يدحض إنكاره .
( 2152 ) ومع أن المنكرين ينطقون بالتهم التي تثير الشك في إمكان إدراك الجماد ، فإن أيديهم وأرجلهم سوف تشهد عليهم يوم القيامة ، مع أنها من المادة التي لا تنطق.
( 2154 - 2160 ) ساق الشاعر هذه القصة لإثبات قدرة الجماد على
“ 549 “
النطق ، بإرادة اللَّه . ولم أجدها منسوبة إلى أبي جهل في أي من المصادر التي رجعت إليها .
ولكن هذه المصادر تبيّن كيف دأب أبو جهل على أن يطلب من الرسول عمل المعجزات . يقول البلاذري : “ وذكروا أن أبا جهل قال :
يا محمد ، ابعث لنا رجلين أو ثلاثة من آبائنا ممن قد مات ، فأنت أكرم على اللَّه ، فلست بأهون على اللَّه من عيسى فيما تزعم . . . ( أو ) تسخر لنا الريح تحملنا إلى الشام في يوم وتردنا في يوم ، فإن طول السفر يجهدنا فلست بأهون على اللَّه من سليمان “ . ( أنساب الأشراف ، ج 1 ، ص 126 ، القاهرة 1959 ) .
( 2196 ) إشارة إلى قوله تعالى :” وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ “. ( ق ، 50 : 16 ) .
( 2198 ) إن اللَّه يمدك في كل لحظة بعطائه وكرمه ، فهو كمن يعد لك الذهب ، ولما كنت تنسى نفسك أمام إنسان يلوّح لك بالعطاء ، وتتجه ببصرك إليه ، فيكف تغفل عن اللَّه واهب كل شيء ولا تلتفت إلا إلى نفسك ؟
( 2199 - 2200 ) الإحساس بالذات ينفي تحقق الفناء الصوفي . ( انظر تعليقنا على الأبيات 1752 - 1756 ) .
( 2202 ) فلتشعل النار في ماضيك ومستقبلك حتى لا تبقى مليئاً بالعقد منهما كأنك عود من الغاب . فالإنسان الذي يكون أسيراً لماضية ومستقبله لا يستطيع أن يرى سوى ذاته .
( 2203 ) إن الغاب الذي لا تُزال منه العقد لا يكون صالحاً لأن يصبح ناياً تعزف عليه أعذب الأنغام . وهكذا الإنسان الذي لم يتخلص من عقد الماضي والمستقبل ، لا يكون قادراً على تلقي الأسرار الإلهية .
( 2204 ) إن من ركز نظره حول نفسه ، ولم يستطع أن يطوف إلا حولها ، شبيه بسائح طاف بالدنيا ، وامتلأت عيناه بمشاهدها . فحين عاد
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin