05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي (604 - 672 هـ)
حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى الجزء الأول د. محمد عبد السلام الكفافي
“ 119 “
حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى بسبب تعصبه
[عناد الملك للنصارى ]
كان لليهود في سالف الزمان ملك ظالم ، وكان عدوّاً لعيسى ، ومهلكاً للنصارى .
325 - وكان العهد عهد عيسى ، والدور دوره ، وليس عيسى إلا روح موسى وموسى روحه .
ولكنّ هذا الملك الأحول فرّق بين هذين الرفيقين الإلهين في طريق اللَّه .
لقد قال أستاذ ( لتلميذ ) أحول : “ تقدَّم واذهب ، واحضر من الغرفة تلك الزجاجة “ .
فقال الأحول : “ أيِّا من هاتين الزجاجتين أحضر لك ؟ ألا فلتوضّح لي ذلك الأمر “ .
فقال الأستاذ : “ ليس هناك زجاجتان ، فاذهب ودع الحول ، ولا تشاهد الأشياء أكثر من حقيقتها “ .
330- فقال التلميذ : أيها الأستاذ ! لا توجّه هذا الطعن إليّ . فقال الأستاذ : “ اكسر إحدى هاتين الزجاجتين “ .
لقد كانت هناك زجاجة واحدة ، ظهرت في عينيه اثنتين ، فلما كسرها
“ 120 “
لم تبق أمامه زجاجة أخرى .
فهو حين كسر تلك الزجاجة مضت الزجاجتان من أمام عينيه .
وهكذا يصير المرء أحول من الهوى والغضب ! فالغضب والشهوة يجعلان الرجل أحول ، وهما يصرفان الروح عن استقامتها .
فإذا حلّ الغرض احتجب الفضل ، وغشى العين مائة حجاب من القلب .
335 - ومتى يميز القاضي بين الظالم والمظلوم إذا ترك الرشوة تستقرّ في قلبه ؟
لقد صار الملك من الحقد اليهودي أحول على تلك الصورة ، فالأمان يا رب الأمان .
فقتل مائة ألف من المؤمنين المظلومين ( قائلًا ) : “ إنّني أنا الملجاً والظهير لدين موسى“.
الوزير يعلّم الملك المكر
وكان لهذا الملك وزير كافر مخادع ، كان يستطيع أن يربط في الماء عُقداً !
فقال للملك : “ إنّ النصاري يعملون للمحافظة على أرواحهم ، ولهذا فهم يخفون دينهم عن الملك .
340 - فلا تقتلهم ، فما في قتلهم فائدة ، فالدين لا رائحة له ، فلا هو مسك ولا هو عود !
“ 121 “
فسرُّهم مطويّ في مائة غلاف ، وظاهرهم مثلك حين يكونون معك ، وأما باطنهم فعلى خلافك “ .
فقال له الملك : “ قل لي ما التدبير ؟ وما الحيلة في هذا المكر وذلك التزوير ؟
حتى لا يبقى في هذا العالم نصرانيّ يتبع هذا الدين في الظاهر أو في الخفاء “ .
فقال الوزير : “ أيها الملك ! اقطع أذنيّ ويديّ ، وشقّ أنفي بحكم مرّ ( تصدره ) .
345 وبعد ذلك أوقفني تحت حبل المشنقة ، حتى يشفع لي أحد الشفعاء !
وليكن فعلك هذا في مكان عام ، على رأس طريق تتفرع منه الطريق إلى أربع جهات .
وحينذاك أخرجني من حضرتك إلى مكان بعيد ، حتى أوقع بينهم الشرّ والفتنة .
خداع الوزير للنصارى
وسوف أقول لهم : “ إنّني في السرّ نصرانيّ . إنك تعرفني يا إلهي !
يا عالم الأسرار ! وقد علم الملك بإيمانى ، فقصد بتعصبه أن يقضي على حياتي .
350 لقد أردتُ أن أخفي ديني عن الملك ، فأظهرت أنني أدين بدينه .
ولكنّ الملك تنسم رائحة أسراري ، فأصبحت أقوالي أمامه موضع الشك والتهمة .
“ 122 “
فقال لي : “ إنّ قولك هذا كخبز به إبرة ، وإنّ بين قلبي وقلبك نافذة .
وقد اطعلت على ( حقيقة ) حالك من تلك النافذة ، فرأيت حالك ، فلم يعد يخدعني مقالك“.
ولو لم تكن روح عيسى ملجئي ، لقطعني الملك إرباً ، على طريقة اليهود .
355 - وإني - من أجل عيسى - أهب روحي ، وأقدّم رأسي ، فإني مدين له بمائة ألف من المنن .
ولست أبخل على عيسى بروحي ، ولكنيّ ملم غاية الإلمام بدينه .
فأدركت أن من الحيف أنَّ هذا الدين الطاهر يلقي الهلاك بين الجهلاء .
فالشكر للَّه ولعيسى ، إذ أصبحتُ لهذا الدين الحقّ هاديا .
ولقد خلصت من اليهود واليهودّية ، حتى عقدت الزِّنار حول وسطي .
360 - إن الدور دور عيسى أيها الناس ، فاستمعواً بأرواحكم إلى أسرار دينه “ .
فصنع الملك بالوزير ما أشار به عليه ، وبقي الخلق في عجب لهذا الأمر .
ودفع به إلى النصارى ، فشرع الوزير بعد ذلك في الدعوة .
كيف تقبّل النصارى مكر الوزير
فاتجه إليه الآلاف من النصارى ، وأخذوا يجتمعون في داره .
فأوضح لهم في الخفاء سر الإنجيل والزّنار والصلاة .
“ 123 “
365 -فقد كان في الظاهر واعظ أحكام ، ولكنّه كان في الباطن صفيراً وفخّاً .
ولمثل تلك الحال التمس بعض الصحابة من الرسول أنْ يبين لهم مكر النفس التي هي كالغول.
فسألوه : “ ماذا يختلط من الأغراض الخفيّة بالعبادات وبإخلاص الروح ؟
“ ولم يستفسروا منه عن فضل الطاعة ، كما لم يسألوه عن مكان العيب الظاهر “ 1 “ .
فعرفوا منه كل دقائق مكر النفس ، كما يُعرف الوردُ من الكرفس .
370 فكان أن أثار وعظه القلق والحيرة حتى في نفوس المتشدّدين من الصحابة .متابعة النصارى للوزير
لقد تبعه النصارى بكلّ قلوبهم ، فما أعظم ما تكون قوة التقليد العام ! وغرسوا حبّه في صدورهم ، وكانوا يظنونه نائباً لعيسى !
...............................................................
( 1 ) هذا ترجمة نص البيت كما ورد في طبعة نيكولسون . وهو يبدو غامضاً وسط البيت السابق عليه واللاحق له . وقد أورد نيكولسون في الحاشية رواية وردت في أحد المخطوطات القديمة يقرأ البيت فيها على النحو التالي :فضل طاعت را بجستندي ازو * عيب طاهر را بجستندي كه كوفتكون الترجمة : “ لقد كانوا يستفسرون منه عن فضل الطاعة ، كما سألوه عن العيب الظاهر وأين يكون “ .
وفي رأبي أن هذه الرواية أصدق وأبعد عن التحريف .
“ 124 “
كان هذا الرجل في السرّ هو الدجّال الأعور اللعين ! يا إلهي ! إنّك للضارعين نعم المعين.
ربّاه ! إنّ أمامنا مائة ألف من الشباك والحبّ ، ونحن كالطيور الحريصة الجياع .
375 فنحن في كلّ لحظة نقع في حبالة جديدة ، حتى ولو صار كلّ منا بازاً أو عنقاء .
وأنت - يا من لا حاجة بك إلينا - تخلّصنا في كل لحظة، ولكننا نعود ، فنقع في حبائل أُخرى.
فنحن نضع القمح في هذا المخزن ، بيد أننا لا نكاد نجمع القمح حتى نفقده .
وليس ينتهي بنا التفكر آخر الأمر إلى أن هذا الخلل، الذي يقع بالقمح، جاء من مكر الفأر!
فمنذ صنع الفأر جُحراً في مخزننا ، خرِّب بخداعه هذا المخزن .
380 - فاعملي أيتها النفس أولًا على دفع شر الفأر ، ثم اجتهدي - بعد ذلك - في جمع القمح .
واستمعي من أخبار صدر الصدور “ 1 “ إلى قوله : “ لا صلاة إلا بحضور القلب “ .
ولو لم يكن في مخزننا فأر سارق فأين قمح أعمالنا طوال أربعين عاماً ؟
ولمَ لا يتجمع صدقنا كل يوم رويداً في مخزننا ؟
...............................................................
( 1 ) محمد رسول اللَّه .
“ 125 “
فكم من شرر ينطلق من الحديد فيتقبّله ذلك القلب المحترق ويجتذبه “ 1 “ !
385 - ولكنّ في الظلمة لصِّاً خفيّاً يضع إصبعه على تلك الشهب فيطفئها شهاباً شهاباً “ 2 “ ، حتى لا يشرق سراج من الفلك .
ولو أمسكت بأقدامنا آلاف الفخاخ ، فلا ضير علينا حين تكون أنت معنا .
فأنت في كل ليلة تطلق الأرواح من أسر الجسد ، وتقتلع ألواح ( العقول الواعية ) .
فتنطلق الأرواح كلّ ليلة من هذا القفص ، وتستريح من الحكم والقول والقصص .
390 - وفي الليل لا يشعر بالسجن نزلاؤه ، كما لا يحسّ أهل السلطان بسطوتهم !
وليس ( عند النوم ) همّ ، ولا تفكير في الخسارة ولا الربح ، وليس فيه خيال هذا الإنسان أو ذاك .
وتلك حال العارفين ، دون نوم ، وقد قال تعالى :
...............................................................
( 1 ) إن احتكاك الأرواح الصادقة بعضها ببعض يوّلد الشرر ، كما يتوّلد الشرر من احتكاك الحديد والصخر . والقلب يتقبل الشرر الذي يتولد من تلك الاحتكاكات الروحية ، ويسعى إلى اجتذابه . لكنّ هذا الشرر لا يصل إليه ، لأنّ لصّاً خفيّاً كامناً في الظلام ( هو الشهوات المادية ، والانصراف عن الروح والتعلق بما سواها ) يطفئ ذلك الشرر ولا يمكنه من الوصول إلى القلب ، فيكون سبباً في حرمان القلب من تلك الإشراقات الروحية .
( 2 ) إن احتكاك الأرواح الصادقة بعضها ببعض يوّلد الشرر ، كما يتوّلد الشرر من احتكاك الحديد والصخر . والقلب يتقبل الشرر الذي يتولد من تلك الاحتكاكات الروحية ، ويسعى إلى اجتذابه . لكنّ هذا الشرر لا يصل إليه ، لأنّ لصّاً خفيّاً كامناً في الظلام ( هو الشهوات المادية ، والانصراف عن الروح والتعلق بما سواها ) يطفئ ذلك الشرر ولا يمكنه من الوصول إلى القلب ، فيكون سبباً في حرمان القلب من تلك الإشراقات الروحية .
“ 126 “
“ تَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ ““ 1 “ فلا تكن منكرا .
فهم نائمون عن أحوال الدنيا بالنهار وبالليل ، وهم كالقلم في قبضة الرب .
فمن لا يرى القبضة عند الكتابة ، يظن الكتابة من حركة القلم .
395 - فتلك لمحة من حال العارف بيّنها ( اللَّه ) ، وأما ( عامة ) الخلق فقد غلبهم النوم الحسّي .
فمضت نفوسهم في صحراء لا مثيل لها ، واستراحت أرواحهم وأبدانهم .
ولكنّك بالصفير تمدّ شبالك من جديد ، فتقودهم جميعاً إلى العدالة والقاضي “ 2 “ .
إن فالق الإصباح يعيدهم من تلك الديار إلى عالم الصورة كما يصنع إسرافيل “ 3 “ .
فيجعل للأرواح المنطلقة أجساماً ، ويجعل الأجسام من جديد حبالى بأرواحها .
400 - فهو ( في النوم ) يجعل جواد الروح عارياً من سرجه ، وهذا هو السر في قول القائل “ النوم أخو الموت “ .
ولكي تَرجمع هذه الأرواحُ من جديد عند طلوع النهار فإنَّه يضع في أقدام جيادها وثاقاً طويلًا .
حتى يجرّها عند الصباح من ذلك المرج ، ويقتادها من مرعاها لتحمل
...............................................................
( 1 ) سورة الكهف ( 18 : 18 ) .
( 2 ) أي ترجعهم ثانية إلى عالم التكليف وتجعلهم من جديد مسئولين عن أعمالهم .
والصفير هنا هو الصوت الذي يحدثه الصياد ليقود الطيور نحو الشباك .
( 3 ) هو الملك الذي ينفخ في الصور يوم الحشر .
“ 127 “
أعباءها من جديد .
فليت اللَّه احتفظ بأرواحنا ، كما صنع بأهل الكهف ، أو كما حفظ سفينة نوح .
حتى يتخلّص من طوفان اليقظة والوعي ذلك الضمير وهذه العين وتلك الأذن .
405 وكثيرون هم أصحاب الكهف في هذه الدنيا ، وهم الآن إلى جانبك أو في مواجهتك .
فالغار معهم ، والرفيق يسامرهم ، ولكنّ اللَّه ختم على بصرك وسمعك ، فأيّ جدوى لك من وجودهم ؟
قصة رؤية الخليفة لليلى
لقد قال الخليفة لليلى : « أأنت التي صار المجنون من أجلك ذاهل الفكر غويّا ؟
إنّك لست أفضل من الحسان الأخريات ! » فقالت له ليلى : « صه فإنّك لست المجنون » .
فكل من كان منتبهاً ( للعالم الماديّ ) ، فهو في غفوة ( عن عالم الروح ) ، ويقظته أسوأ من نومه .
410 وعندما لا تكون أرواحنا مستيقظة للحق ، فإنّ يقظتنا تكون مثل إغلاقنا الباب « 1 » .
...............................................................
( 1 ) يقصد سد الطريق أمام التأثيرات الإلهية .
“ 128 “
والنفس كل يوم من لكز الخيال وضربه ، ومن الضرّ والربح وخوف الزوال لم يبق لها صفاء ولا لطف ولا بهاء ، ولا طريق سفر نحو السماء .
وإن الذي يعقد أملًا على كان خيال ويناجيه ، فهو إنسان قد استغرق في النوم .
فالشيطان يرى الحور في منامه ، فيصبّ ماء شهوته على ذلك الوهم .
415 - وهو إذ قد نثر بذور نسله بتلك التربة المالحة “ 1 “ يثوب إلى رشده وقد مرّ منه ذلك الخيال .
ويصيبه لذلك ألم في الرأس وتلوث في الجسد ، فواهاً لتلك الصورة الظاهرة الخفية “ 2 “ .
إن الطائر يحلّق في السماء وظله يجري على الأرض مرفرفاً كأنه طائر .
والأبله يسعى لصيد ذلك الظلّ ، فيعدو وراءه حتى تنفد قواه .
فهو لا يدري أنه يطارد ظلًا لطائر الجوّ ، ولا يعلم أين أصل هذا الظلّ .
420 - وهو يرمي بالسهام نحو هذا الظلّ حتى تفرغ جعبته لطول السعي والطلب .
وقد فرغت جعبة عمره فمضى العمر ، وهلك ( الصياد الأبله ) من الجري سعياً وراء صيد الظلّ .
فلو كان ظلّ اللَّه راعيه الخلّصه من الخيال وظلّه .
...............................................................
( 1 ) أضاعها هباء .
( 2 ) أي صورة الحور التي تراءت له المنام بدون أن تكون لها حقيقة .
“ 129 “
وليس ظلّ اللَّه سوى عبد اللَّه الذي يكون ميتاً بالنسبة لهذا العالم ، حيّاً باللَّه .
فسارعْ إلى التعلّق بذيله - من غير أنْ يخامرك في ذلك ريب - حتى تنجو في آخر الزمان .
425 - والظلّ في قوله تعالى :” كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ““ 1 “ صورة أولياء اللَّه ، وهذه هي الدليل المنبىء عن نور شمس اللَّه .
فلا تمش في ذلك الوادي من غير أن يرشدك هذا الدليل ، وقل” لا أُحبُّ الْآفلينَ ““ 2 “ مثلما قال الخليل .
دع الظلّ واقصد الشمس ، وتعلّق بذيل شمس تبريز “ 3 “ .
وإذا لم تكن تعرف السبيل إلى هذا السور وذلك العرس فسل ضياء الحق حسام الدين .
فإذا أمسك الحسد بختاقك وأنت في الطريق ( فاعلم ) أن إبليس ذو غلوّ في الحسد .
430 فهو من الحسد يزدري آدم ، وهو من الحسد يشنّ الحرب على السعادة .
وليس في الطريق عقبة أصعب من الحسد ، فما أسعد من لم يتِّخذ منه رفيقاً !
...............................................................
( 1 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ ألم تر إلى ربك كيف مدَّ الظل ولو شاء لجعله ساكناً “ ( الفرقان ، 25 : 45 ) .
( 2 ) إشارة إلى قوله تعالى حكاية عن إبراهيم : “ فلما جنّ عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين “ ( الانعام ، 6 : 75 ) .
( 3 ) يقصد شمس الدين التبريزي .
“ 130 “
واعلم أنّ هذا الجسد منزل الحسد ، ولهذا تلوَّث ساكنوه بالحسد .
ومع أنّ الجسد منزل الحسد فإن اللَّه طهرّه وزكّاه .
وقوله تعالى :” طَهِّرا بَيْتيَ ““ 1 “ بيانُ لطهر الجسد ، فهو كنز النور وإن كان سرّه من التراب .
435 - فإن أنت سلّطت المكر والحسد على من كان بريئاً من الحسد فإن حسدك هذا يجلّل قلبك بالسواد .
فكن تراباً تحت أقدام رجال اللَّه ، واحث التراب على رأس الحسد مثلما نفعل .
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي (604 - 672 هـ)
حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى الجزء الأول د. محمد عبد السلام الكفافي
“ 119 “
حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى بسبب تعصبه
[عناد الملك للنصارى ]
كان لليهود في سالف الزمان ملك ظالم ، وكان عدوّاً لعيسى ، ومهلكاً للنصارى .
325 - وكان العهد عهد عيسى ، والدور دوره ، وليس عيسى إلا روح موسى وموسى روحه .
ولكنّ هذا الملك الأحول فرّق بين هذين الرفيقين الإلهين في طريق اللَّه .
لقد قال أستاذ ( لتلميذ ) أحول : “ تقدَّم واذهب ، واحضر من الغرفة تلك الزجاجة “ .
فقال الأحول : “ أيِّا من هاتين الزجاجتين أحضر لك ؟ ألا فلتوضّح لي ذلك الأمر “ .
فقال الأستاذ : “ ليس هناك زجاجتان ، فاذهب ودع الحول ، ولا تشاهد الأشياء أكثر من حقيقتها “ .
330- فقال التلميذ : أيها الأستاذ ! لا توجّه هذا الطعن إليّ . فقال الأستاذ : “ اكسر إحدى هاتين الزجاجتين “ .
لقد كانت هناك زجاجة واحدة ، ظهرت في عينيه اثنتين ، فلما كسرها
“ 120 “
لم تبق أمامه زجاجة أخرى .
فهو حين كسر تلك الزجاجة مضت الزجاجتان من أمام عينيه .
وهكذا يصير المرء أحول من الهوى والغضب ! فالغضب والشهوة يجعلان الرجل أحول ، وهما يصرفان الروح عن استقامتها .
فإذا حلّ الغرض احتجب الفضل ، وغشى العين مائة حجاب من القلب .
335 - ومتى يميز القاضي بين الظالم والمظلوم إذا ترك الرشوة تستقرّ في قلبه ؟
لقد صار الملك من الحقد اليهودي أحول على تلك الصورة ، فالأمان يا رب الأمان .
فقتل مائة ألف من المؤمنين المظلومين ( قائلًا ) : “ إنّني أنا الملجاً والظهير لدين موسى“.
الوزير يعلّم الملك المكر
وكان لهذا الملك وزير كافر مخادع ، كان يستطيع أن يربط في الماء عُقداً !
فقال للملك : “ إنّ النصاري يعملون للمحافظة على أرواحهم ، ولهذا فهم يخفون دينهم عن الملك .
340 - فلا تقتلهم ، فما في قتلهم فائدة ، فالدين لا رائحة له ، فلا هو مسك ولا هو عود !
“ 121 “
فسرُّهم مطويّ في مائة غلاف ، وظاهرهم مثلك حين يكونون معك ، وأما باطنهم فعلى خلافك “ .
فقال له الملك : “ قل لي ما التدبير ؟ وما الحيلة في هذا المكر وذلك التزوير ؟
حتى لا يبقى في هذا العالم نصرانيّ يتبع هذا الدين في الظاهر أو في الخفاء “ .
فقال الوزير : “ أيها الملك ! اقطع أذنيّ ويديّ ، وشقّ أنفي بحكم مرّ ( تصدره ) .
345 وبعد ذلك أوقفني تحت حبل المشنقة ، حتى يشفع لي أحد الشفعاء !
وليكن فعلك هذا في مكان عام ، على رأس طريق تتفرع منه الطريق إلى أربع جهات .
وحينذاك أخرجني من حضرتك إلى مكان بعيد ، حتى أوقع بينهم الشرّ والفتنة .
خداع الوزير للنصارى
وسوف أقول لهم : “ إنّني في السرّ نصرانيّ . إنك تعرفني يا إلهي !
يا عالم الأسرار ! وقد علم الملك بإيمانى ، فقصد بتعصبه أن يقضي على حياتي .
350 لقد أردتُ أن أخفي ديني عن الملك ، فأظهرت أنني أدين بدينه .
ولكنّ الملك تنسم رائحة أسراري ، فأصبحت أقوالي أمامه موضع الشك والتهمة .
“ 122 “
فقال لي : “ إنّ قولك هذا كخبز به إبرة ، وإنّ بين قلبي وقلبك نافذة .
وقد اطعلت على ( حقيقة ) حالك من تلك النافذة ، فرأيت حالك ، فلم يعد يخدعني مقالك“.
ولو لم تكن روح عيسى ملجئي ، لقطعني الملك إرباً ، على طريقة اليهود .
355 - وإني - من أجل عيسى - أهب روحي ، وأقدّم رأسي ، فإني مدين له بمائة ألف من المنن .
ولست أبخل على عيسى بروحي ، ولكنيّ ملم غاية الإلمام بدينه .
فأدركت أن من الحيف أنَّ هذا الدين الطاهر يلقي الهلاك بين الجهلاء .
فالشكر للَّه ولعيسى ، إذ أصبحتُ لهذا الدين الحقّ هاديا .
ولقد خلصت من اليهود واليهودّية ، حتى عقدت الزِّنار حول وسطي .
360 - إن الدور دور عيسى أيها الناس ، فاستمعواً بأرواحكم إلى أسرار دينه “ .
فصنع الملك بالوزير ما أشار به عليه ، وبقي الخلق في عجب لهذا الأمر .
ودفع به إلى النصارى ، فشرع الوزير بعد ذلك في الدعوة .
كيف تقبّل النصارى مكر الوزير
فاتجه إليه الآلاف من النصارى ، وأخذوا يجتمعون في داره .
فأوضح لهم في الخفاء سر الإنجيل والزّنار والصلاة .
“ 123 “
365 -فقد كان في الظاهر واعظ أحكام ، ولكنّه كان في الباطن صفيراً وفخّاً .
ولمثل تلك الحال التمس بعض الصحابة من الرسول أنْ يبين لهم مكر النفس التي هي كالغول.
فسألوه : “ ماذا يختلط من الأغراض الخفيّة بالعبادات وبإخلاص الروح ؟
“ ولم يستفسروا منه عن فضل الطاعة ، كما لم يسألوه عن مكان العيب الظاهر “ 1 “ .
فعرفوا منه كل دقائق مكر النفس ، كما يُعرف الوردُ من الكرفس .
370 فكان أن أثار وعظه القلق والحيرة حتى في نفوس المتشدّدين من الصحابة .متابعة النصارى للوزير
لقد تبعه النصارى بكلّ قلوبهم ، فما أعظم ما تكون قوة التقليد العام ! وغرسوا حبّه في صدورهم ، وكانوا يظنونه نائباً لعيسى !
...............................................................
( 1 ) هذا ترجمة نص البيت كما ورد في طبعة نيكولسون . وهو يبدو غامضاً وسط البيت السابق عليه واللاحق له . وقد أورد نيكولسون في الحاشية رواية وردت في أحد المخطوطات القديمة يقرأ البيت فيها على النحو التالي :فضل طاعت را بجستندي ازو * عيب طاهر را بجستندي كه كوفتكون الترجمة : “ لقد كانوا يستفسرون منه عن فضل الطاعة ، كما سألوه عن العيب الظاهر وأين يكون “ .
وفي رأبي أن هذه الرواية أصدق وأبعد عن التحريف .
“ 124 “
كان هذا الرجل في السرّ هو الدجّال الأعور اللعين ! يا إلهي ! إنّك للضارعين نعم المعين.
ربّاه ! إنّ أمامنا مائة ألف من الشباك والحبّ ، ونحن كالطيور الحريصة الجياع .
375 فنحن في كلّ لحظة نقع في حبالة جديدة ، حتى ولو صار كلّ منا بازاً أو عنقاء .
وأنت - يا من لا حاجة بك إلينا - تخلّصنا في كل لحظة، ولكننا نعود ، فنقع في حبائل أُخرى.
فنحن نضع القمح في هذا المخزن ، بيد أننا لا نكاد نجمع القمح حتى نفقده .
وليس ينتهي بنا التفكر آخر الأمر إلى أن هذا الخلل، الذي يقع بالقمح، جاء من مكر الفأر!
فمنذ صنع الفأر جُحراً في مخزننا ، خرِّب بخداعه هذا المخزن .
380 - فاعملي أيتها النفس أولًا على دفع شر الفأر ، ثم اجتهدي - بعد ذلك - في جمع القمح .
واستمعي من أخبار صدر الصدور “ 1 “ إلى قوله : “ لا صلاة إلا بحضور القلب “ .
ولو لم يكن في مخزننا فأر سارق فأين قمح أعمالنا طوال أربعين عاماً ؟
ولمَ لا يتجمع صدقنا كل يوم رويداً في مخزننا ؟
...............................................................
( 1 ) محمد رسول اللَّه .
“ 125 “
فكم من شرر ينطلق من الحديد فيتقبّله ذلك القلب المحترق ويجتذبه “ 1 “ !
385 - ولكنّ في الظلمة لصِّاً خفيّاً يضع إصبعه على تلك الشهب فيطفئها شهاباً شهاباً “ 2 “ ، حتى لا يشرق سراج من الفلك .
ولو أمسكت بأقدامنا آلاف الفخاخ ، فلا ضير علينا حين تكون أنت معنا .
فأنت في كل ليلة تطلق الأرواح من أسر الجسد ، وتقتلع ألواح ( العقول الواعية ) .
فتنطلق الأرواح كلّ ليلة من هذا القفص ، وتستريح من الحكم والقول والقصص .
390 - وفي الليل لا يشعر بالسجن نزلاؤه ، كما لا يحسّ أهل السلطان بسطوتهم !
وليس ( عند النوم ) همّ ، ولا تفكير في الخسارة ولا الربح ، وليس فيه خيال هذا الإنسان أو ذاك .
وتلك حال العارفين ، دون نوم ، وقد قال تعالى :
...............................................................
( 1 ) إن احتكاك الأرواح الصادقة بعضها ببعض يوّلد الشرر ، كما يتوّلد الشرر من احتكاك الحديد والصخر . والقلب يتقبل الشرر الذي يتولد من تلك الاحتكاكات الروحية ، ويسعى إلى اجتذابه . لكنّ هذا الشرر لا يصل إليه ، لأنّ لصّاً خفيّاً كامناً في الظلام ( هو الشهوات المادية ، والانصراف عن الروح والتعلق بما سواها ) يطفئ ذلك الشرر ولا يمكنه من الوصول إلى القلب ، فيكون سبباً في حرمان القلب من تلك الإشراقات الروحية .
( 2 ) إن احتكاك الأرواح الصادقة بعضها ببعض يوّلد الشرر ، كما يتوّلد الشرر من احتكاك الحديد والصخر . والقلب يتقبل الشرر الذي يتولد من تلك الاحتكاكات الروحية ، ويسعى إلى اجتذابه . لكنّ هذا الشرر لا يصل إليه ، لأنّ لصّاً خفيّاً كامناً في الظلام ( هو الشهوات المادية ، والانصراف عن الروح والتعلق بما سواها ) يطفئ ذلك الشرر ولا يمكنه من الوصول إلى القلب ، فيكون سبباً في حرمان القلب من تلك الإشراقات الروحية .
“ 126 “
“ تَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ ““ 1 “ فلا تكن منكرا .
فهم نائمون عن أحوال الدنيا بالنهار وبالليل ، وهم كالقلم في قبضة الرب .
فمن لا يرى القبضة عند الكتابة ، يظن الكتابة من حركة القلم .
395 - فتلك لمحة من حال العارف بيّنها ( اللَّه ) ، وأما ( عامة ) الخلق فقد غلبهم النوم الحسّي .
فمضت نفوسهم في صحراء لا مثيل لها ، واستراحت أرواحهم وأبدانهم .
ولكنّك بالصفير تمدّ شبالك من جديد ، فتقودهم جميعاً إلى العدالة والقاضي “ 2 “ .
إن فالق الإصباح يعيدهم من تلك الديار إلى عالم الصورة كما يصنع إسرافيل “ 3 “ .
فيجعل للأرواح المنطلقة أجساماً ، ويجعل الأجسام من جديد حبالى بأرواحها .
400 - فهو ( في النوم ) يجعل جواد الروح عارياً من سرجه ، وهذا هو السر في قول القائل “ النوم أخو الموت “ .
ولكي تَرجمع هذه الأرواحُ من جديد عند طلوع النهار فإنَّه يضع في أقدام جيادها وثاقاً طويلًا .
حتى يجرّها عند الصباح من ذلك المرج ، ويقتادها من مرعاها لتحمل
...............................................................
( 1 ) سورة الكهف ( 18 : 18 ) .
( 2 ) أي ترجعهم ثانية إلى عالم التكليف وتجعلهم من جديد مسئولين عن أعمالهم .
والصفير هنا هو الصوت الذي يحدثه الصياد ليقود الطيور نحو الشباك .
( 3 ) هو الملك الذي ينفخ في الصور يوم الحشر .
“ 127 “
أعباءها من جديد .
فليت اللَّه احتفظ بأرواحنا ، كما صنع بأهل الكهف ، أو كما حفظ سفينة نوح .
حتى يتخلّص من طوفان اليقظة والوعي ذلك الضمير وهذه العين وتلك الأذن .
405 وكثيرون هم أصحاب الكهف في هذه الدنيا ، وهم الآن إلى جانبك أو في مواجهتك .
فالغار معهم ، والرفيق يسامرهم ، ولكنّ اللَّه ختم على بصرك وسمعك ، فأيّ جدوى لك من وجودهم ؟
قصة رؤية الخليفة لليلى
لقد قال الخليفة لليلى : « أأنت التي صار المجنون من أجلك ذاهل الفكر غويّا ؟
إنّك لست أفضل من الحسان الأخريات ! » فقالت له ليلى : « صه فإنّك لست المجنون » .
فكل من كان منتبهاً ( للعالم الماديّ ) ، فهو في غفوة ( عن عالم الروح ) ، ويقظته أسوأ من نومه .
410 وعندما لا تكون أرواحنا مستيقظة للحق ، فإنّ يقظتنا تكون مثل إغلاقنا الباب « 1 » .
...............................................................
( 1 ) يقصد سد الطريق أمام التأثيرات الإلهية .
“ 128 “
والنفس كل يوم من لكز الخيال وضربه ، ومن الضرّ والربح وخوف الزوال لم يبق لها صفاء ولا لطف ولا بهاء ، ولا طريق سفر نحو السماء .
وإن الذي يعقد أملًا على كان خيال ويناجيه ، فهو إنسان قد استغرق في النوم .
فالشيطان يرى الحور في منامه ، فيصبّ ماء شهوته على ذلك الوهم .
415 - وهو إذ قد نثر بذور نسله بتلك التربة المالحة “ 1 “ يثوب إلى رشده وقد مرّ منه ذلك الخيال .
ويصيبه لذلك ألم في الرأس وتلوث في الجسد ، فواهاً لتلك الصورة الظاهرة الخفية “ 2 “ .
إن الطائر يحلّق في السماء وظله يجري على الأرض مرفرفاً كأنه طائر .
والأبله يسعى لصيد ذلك الظلّ ، فيعدو وراءه حتى تنفد قواه .
فهو لا يدري أنه يطارد ظلًا لطائر الجوّ ، ولا يعلم أين أصل هذا الظلّ .
420 - وهو يرمي بالسهام نحو هذا الظلّ حتى تفرغ جعبته لطول السعي والطلب .
وقد فرغت جعبة عمره فمضى العمر ، وهلك ( الصياد الأبله ) من الجري سعياً وراء صيد الظلّ .
فلو كان ظلّ اللَّه راعيه الخلّصه من الخيال وظلّه .
...............................................................
( 1 ) أضاعها هباء .
( 2 ) أي صورة الحور التي تراءت له المنام بدون أن تكون لها حقيقة .
“ 129 “
وليس ظلّ اللَّه سوى عبد اللَّه الذي يكون ميتاً بالنسبة لهذا العالم ، حيّاً باللَّه .
فسارعْ إلى التعلّق بذيله - من غير أنْ يخامرك في ذلك ريب - حتى تنجو في آخر الزمان .
425 - والظلّ في قوله تعالى :” كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ““ 1 “ صورة أولياء اللَّه ، وهذه هي الدليل المنبىء عن نور شمس اللَّه .
فلا تمش في ذلك الوادي من غير أن يرشدك هذا الدليل ، وقل” لا أُحبُّ الْآفلينَ ““ 2 “ مثلما قال الخليل .
دع الظلّ واقصد الشمس ، وتعلّق بذيل شمس تبريز “ 3 “ .
وإذا لم تكن تعرف السبيل إلى هذا السور وذلك العرس فسل ضياء الحق حسام الدين .
فإذا أمسك الحسد بختاقك وأنت في الطريق ( فاعلم ) أن إبليس ذو غلوّ في الحسد .
430 فهو من الحسد يزدري آدم ، وهو من الحسد يشنّ الحرب على السعادة .
وليس في الطريق عقبة أصعب من الحسد ، فما أسعد من لم يتِّخذ منه رفيقاً !
...............................................................
( 1 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ ألم تر إلى ربك كيف مدَّ الظل ولو شاء لجعله ساكناً “ ( الفرقان ، 25 : 45 ) .
( 2 ) إشارة إلى قوله تعالى حكاية عن إبراهيم : “ فلما جنّ عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين “ ( الانعام ، 6 : 75 ) .
( 3 ) يقصد شمس الدين التبريزي .
“ 130 “
واعلم أنّ هذا الجسد منزل الحسد ، ولهذا تلوَّث ساكنوه بالحسد .
ومع أنّ الجسد منزل الحسد فإن اللَّه طهرّه وزكّاه .
وقوله تعالى :” طَهِّرا بَيْتيَ ““ 1 “ بيانُ لطهر الجسد ، فهو كنز النور وإن كان سرّه من التراب .
435 - فإن أنت سلّطت المكر والحسد على من كان بريئاً من الحسد فإن حسدك هذا يجلّل قلبك بالسواد .
فكن تراباً تحت أقدام رجال اللَّه ، واحث التراب على رأس الحسد مثلما نفعل .
أمس في 20:03 من طرف Admin
» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
أمس في 20:02 من طرف Admin
» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
أمس في 19:34 من طرف Admin
» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
أمس في 19:31 من طرف Admin
» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:28 من طرف Admin
» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:26 من طرف Admin
» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
أمس في 19:24 من طرف Admin
» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
أمس في 19:21 من طرف Admin
» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
أمس في 19:19 من طرف Admin
» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
أمس في 19:17 من طرف Admin
» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
أمس في 19:14 من طرف Admin
» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
أمس في 19:12 من طرف Admin