..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:31 من طرف Admin

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Emptyأمس في 19:12 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي  Empty 05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي

    مُساهمة من طرف Admin 14/10/2020, 12:00

    05 - حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي

    مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي (604 - 672 هـ)
    حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى الجزء الأول د. محمد عبد السلام الكفافي


    “ 119 “

    حكاية ملك اليهود الذي كان يقتل النصارى بسبب تعصبه

    [عناد الملك للنصارى ]

    كان لليهود في سالف الزمان ملك ظالم ، وكان عدوّاً لعيسى ، ومهلكاً للنصارى .


    325 - وكان العهد عهد عيسى ، والدور دوره ، وليس عيسى إلا روح موسى وموسى روحه .

    ولكنّ هذا الملك الأحول فرّق بين هذين الرفيقين الإلهين في طريق اللَّه .

    لقد قال أستاذ ( لتلميذ ) أحول : “ تقدَّم واذهب ، واحضر من الغرفة تلك الزجاجة “ .

    فقال الأحول : “ أيِّا من هاتين الزجاجتين أحضر لك ؟ ألا فلتوضّح لي ذلك الأمر “ .

    فقال الأستاذ : “ ليس هناك زجاجتان ، فاذهب ودع الحول ، ولا تشاهد الأشياء أكثر من حقيقتها “ .


    330- فقال التلميذ : أيها الأستاذ ! لا توجّه هذا الطعن إليّ . فقال الأستاذ : “ اكسر إحدى هاتين الزجاجتين “ .

    لقد كانت هناك زجاجة واحدة ، ظهرت في عينيه اثنتين ، فلما كسرها


    “ 120 “


    لم تبق أمامه زجاجة أخرى .

    فهو حين كسر تلك الزجاجة مضت الزجاجتان من أمام عينيه .

    وهكذا يصير المرء أحول من الهوى والغضب ! فالغضب والشهوة يجعلان الرجل أحول ، وهما يصرفان الروح عن استقامتها .

    فإذا حلّ الغرض احتجب الفضل ، وغشى العين مائة حجاب من القلب .


    335 - ومتى يميز القاضي بين الظالم والمظلوم إذا ترك الرشوة تستقرّ في قلبه ؟

    لقد صار الملك من الحقد اليهودي أحول على تلك الصورة ، فالأمان يا رب الأمان .

    فقتل مائة ألف من المؤمنين المظلومين ( قائلًا ) : “ إنّني أنا الملجاً والظهير لدين موسى“.

    الوزير يعلّم الملك المكر


    وكان لهذا الملك وزير كافر مخادع ، كان يستطيع أن يربط في الماء عُقداً !

    فقال للملك : “ إنّ النصاري يعملون للمحافظة على أرواحهم ، ولهذا فهم يخفون دينهم عن الملك .


    340 - فلا تقتلهم ، فما في قتلهم فائدة ، فالدين لا رائحة له ، فلا هو مسك ولا هو عود !


    “ 121 “


    فسرُّهم مطويّ في مائة غلاف ، وظاهرهم مثلك حين يكونون معك ، وأما باطنهم فعلى خلافك “ .

    فقال له الملك : “ قل لي ما التدبير ؟ وما الحيلة في هذا المكر وذلك التزوير ؟

    حتى لا يبقى في هذا العالم نصرانيّ يتبع هذا الدين في الظاهر أو في الخفاء “ .

    فقال الوزير : “ أيها الملك ! اقطع أذنيّ ويديّ ، وشقّ أنفي بحكم مرّ ( تصدره ) .


    345 وبعد ذلك أوقفني تحت حبل المشنقة ، حتى يشفع لي أحد الشفعاء !

    وليكن فعلك هذا في مكان عام ، على رأس طريق تتفرع منه الطريق إلى أربع جهات .

    وحينذاك أخرجني من حضرتك إلى مكان بعيد ، حتى أوقع بينهم الشرّ والفتنة .



    خداع الوزير للنصارى


    وسوف أقول لهم : “ إنّني في السرّ نصرانيّ . إنك تعرفني يا إلهي !

    يا عالم الأسرار ! وقد علم الملك بإيمانى ، فقصد بتعصبه أن يقضي على حياتي .


    350 لقد أردتُ أن أخفي ديني عن الملك ، فأظهرت أنني أدين بدينه .

    ولكنّ الملك تنسم رائحة أسراري ، فأصبحت أقوالي أمامه موضع الشك والتهمة .



    “ 122 “


    فقال لي : “ إنّ قولك هذا كخبز به إبرة ، وإنّ بين قلبي وقلبك نافذة .

    وقد اطعلت على ( حقيقة ) حالك من تلك النافذة ، فرأيت حالك ، فلم يعد يخدعني مقالك“.

    ولو لم تكن روح عيسى ملجئي ، لقطعني الملك إرباً ، على طريقة اليهود .


    355 - وإني - من أجل عيسى - أهب روحي ، وأقدّم رأسي ، فإني مدين له بمائة ألف من المنن .

    ولست أبخل على عيسى بروحي ، ولكنيّ ملم غاية الإلمام بدينه .

    فأدركت أن من الحيف أنَّ هذا الدين الطاهر يلقي الهلاك بين الجهلاء .

    فالشكر للَّه ولعيسى ، إذ أصبحتُ لهذا الدين الحقّ هاديا .

    ولقد خلصت من اليهود واليهودّية ، حتى عقدت الزِّنار حول وسطي .


    360 - إن الدور دور عيسى أيها الناس ، فاستمعواً بأرواحكم إلى أسرار دينه “ .

    فصنع الملك بالوزير ما أشار به عليه ، وبقي الخلق في عجب لهذا الأمر .

    ودفع به إلى النصارى ، فشرع الوزير بعد ذلك في الدعوة .


    كيف تقبّل النصارى مكر الوزير


    فاتجه إليه الآلاف من النصارى ، وأخذوا يجتمعون في داره .

    فأوضح لهم في الخفاء سر الإنجيل والزّنار والصلاة .


    “ 123 “


    365 -فقد كان في الظاهر واعظ أحكام ، ولكنّه كان في الباطن صفيراً وفخّاً .

    ولمثل تلك الحال التمس بعض الصحابة من الرسول أنْ يبين لهم مكر النفس التي هي كالغول.

    فسألوه : “ ماذا يختلط من الأغراض الخفيّة بالعبادات وبإخلاص الروح ؟

    “ ولم يستفسروا منه عن فضل الطاعة ، كما لم يسألوه عن مكان العيب الظاهر “ 1 “ .

    فعرفوا منه كل دقائق مكر النفس ، كما يُعرف الوردُ من الكرفس .


    370 فكان أن أثار وعظه القلق والحيرة حتى في نفوس المتشدّدين من الصحابة .متابعة النصارى للوزير

    لقد تبعه النصارى بكلّ قلوبهم ، فما أعظم ما تكون قوة التقليد العام ! وغرسوا حبّه في صدورهم ، وكانوا يظنونه نائباً لعيسى !

    ...............................................................

    ( 1 ) هذا ترجمة نص البيت كما ورد في طبعة نيكولسون . وهو يبدو غامضاً وسط البيت السابق عليه واللاحق له . وقد أورد نيكولسون في الحاشية رواية وردت في أحد المخطوطات القديمة يقرأ البيت فيها على النحو التالي :فضل طاعت را بجستندي ازو * عيب طاهر را بجستندي كه كوفتكون الترجمة : “ لقد كانوا يستفسرون منه عن فضل الطاعة ، كما سألوه عن العيب الظاهر وأين يكون “ .


    وفي رأبي أن هذه الرواية أصدق وأبعد عن التحريف .


    “ 124 “


    كان هذا الرجل في السرّ هو الدجّال الأعور اللعين ! يا إلهي ! إنّك للضارعين نعم المعين.

    ربّاه ! إنّ أمامنا مائة ألف من الشباك والحبّ ، ونحن كالطيور الحريصة الجياع .


    375 فنحن في كلّ لحظة نقع في حبالة جديدة ، حتى ولو صار كلّ منا بازاً أو عنقاء .

    وأنت - يا من لا حاجة بك إلينا - تخلّصنا في كل لحظة، ولكننا نعود ، فنقع في حبائل أُخرى.

    فنحن نضع القمح في هذا المخزن ، بيد أننا لا نكاد نجمع القمح حتى نفقده .

    وليس ينتهي بنا التفكر آخر الأمر إلى أن هذا الخلل، الذي يقع بالقمح، جاء من مكر الفأر!

    فمنذ صنع الفأر جُحراً في مخزننا ، خرِّب بخداعه هذا المخزن .


    380 - فاعملي أيتها النفس أولًا على دفع شر الفأر ، ثم اجتهدي - بعد ذلك - في جمع القمح .

    واستمعي من أخبار صدر الصدور “ 1 “ إلى قوله : “ لا صلاة إلا بحضور القلب “ .

    ولو لم يكن في مخزننا فأر سارق فأين قمح أعمالنا طوال أربعين عاماً ؟

    ولمَ لا يتجمع صدقنا كل يوم رويداً في مخزننا ؟

    ...............................................................

    ( 1 ) محمد رسول اللَّه .


    “ 125 “


    فكم من شرر ينطلق من الحديد فيتقبّله ذلك القلب المحترق ويجتذبه “ 1 “ !


    385 - ولكنّ في الظلمة لصِّاً خفيّاً يضع إصبعه على تلك الشهب فيطفئها شهاباً شهاباً “ 2 “ ، حتى لا يشرق سراج من الفلك .

    ولو أمسكت بأقدامنا آلاف الفخاخ ، فلا ضير علينا حين تكون أنت معنا .

    فأنت في كل ليلة تطلق الأرواح من أسر الجسد ، وتقتلع ألواح ( العقول الواعية ) .

    فتنطلق الأرواح كلّ ليلة من هذا القفص ، وتستريح من الحكم والقول والقصص .


    390 - وفي الليل لا يشعر بالسجن نزلاؤه ، كما لا يحسّ أهل السلطان بسطوتهم !

    وليس ( عند النوم ) همّ ، ولا تفكير في الخسارة ولا الربح ، وليس فيه خيال هذا الإنسان أو ذاك .

    وتلك حال العارفين ، دون نوم ، وقد قال تعالى :

    ...............................................................

    ( 1 ) إن احتكاك الأرواح الصادقة بعضها ببعض يوّلد الشرر ، كما يتوّلد الشرر من احتكاك الحديد والصخر . والقلب يتقبل الشرر الذي يتولد من تلك الاحتكاكات الروحية ، ويسعى إلى اجتذابه . لكنّ هذا الشرر لا يصل إليه ، لأنّ لصّاً خفيّاً كامناً في الظلام ( هو الشهوات المادية ، والانصراف عن الروح والتعلق بما سواها ) يطفئ ذلك الشرر ولا يمكنه من الوصول إلى القلب ، فيكون سبباً في حرمان القلب من تلك الإشراقات الروحية .

    ( 2 ) إن احتكاك الأرواح الصادقة بعضها ببعض يوّلد الشرر ، كما يتوّلد الشرر من احتكاك الحديد والصخر . والقلب يتقبل الشرر الذي يتولد من تلك الاحتكاكات الروحية ، ويسعى إلى اجتذابه . لكنّ هذا الشرر لا يصل إليه ، لأنّ لصّاً خفيّاً كامناً في الظلام ( هو الشهوات المادية ، والانصراف عن الروح والتعلق بما سواها ) يطفئ ذلك الشرر ولا يمكنه من الوصول إلى القلب ، فيكون سبباً في حرمان القلب من تلك الإشراقات الروحية .


    “ 126 “


    “ تَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ ““ 1 “ فلا تكن منكرا .

    فهم نائمون عن أحوال الدنيا بالنهار وبالليل ، وهم كالقلم في قبضة الرب .

    فمن لا يرى القبضة عند الكتابة ، يظن الكتابة من حركة القلم .


    395 - فتلك لمحة من حال العارف بيّنها ( اللَّه ) ، وأما ( عامة ) الخلق فقد غلبهم النوم الحسّي .

    فمضت نفوسهم في صحراء لا مثيل لها ، واستراحت أرواحهم وأبدانهم .

    ولكنّك بالصفير تمدّ شبالك من جديد ، فتقودهم جميعاً إلى العدالة والقاضي “ 2 “ .

    إن فالق الإصباح يعيدهم من تلك الديار إلى عالم الصورة كما يصنع إسرافيل “ 3 “ .

    فيجعل للأرواح المنطلقة أجساماً ، ويجعل الأجسام من جديد حبالى بأرواحها .


    400 - فهو ( في النوم ) يجعل جواد الروح عارياً من سرجه ، وهذا هو السر في قول القائل “ النوم أخو الموت “ .

    ولكي تَرجمع هذه الأرواحُ من جديد عند طلوع النهار فإنَّه يضع في أقدام جيادها وثاقاً طويلًا .

    حتى يجرّها عند الصباح من ذلك المرج ، ويقتادها من مرعاها لتحمل

    ...............................................................

    ( 1 ) سورة الكهف ( 18 : 18 ) .

    ( 2 ) أي ترجعهم ثانية إلى عالم التكليف وتجعلهم من جديد مسئولين عن أعمالهم .

    والصفير هنا هو الصوت الذي يحدثه الصياد ليقود الطيور نحو الشباك .

    ( 3 ) هو الملك الذي ينفخ في الصور يوم الحشر .


    “ 127 “


    أعباءها من جديد .

    فليت اللَّه احتفظ بأرواحنا ، كما صنع بأهل الكهف ، أو كما حفظ سفينة نوح .

    حتى يتخلّص من طوفان اليقظة والوعي ذلك الضمير وهذه العين وتلك الأذن .


    405 وكثيرون هم أصحاب الكهف في هذه الدنيا ، وهم الآن إلى جانبك أو في مواجهتك .

    فالغار معهم ، والرفيق يسامرهم ، ولكنّ اللَّه ختم على بصرك وسمعك ، فأيّ جدوى لك من وجودهم ؟


    قصة رؤية الخليفة لليلى

    لقد قال الخليفة لليلى : « أأنت التي صار المجنون من أجلك ذاهل الفكر غويّا ؟

    إنّك لست أفضل من الحسان الأخريات ! » فقالت له ليلى : « صه فإنّك لست المجنون » .

    فكل من كان منتبهاً ( للعالم الماديّ ) ، فهو في غفوة ( عن عالم الروح ) ، ويقظته أسوأ من نومه .


    410 وعندما لا تكون أرواحنا مستيقظة للحق ، فإنّ يقظتنا تكون مثل إغلاقنا الباب « 1 » .

    ...............................................................

    ( 1 ) يقصد سد الطريق أمام التأثيرات الإلهية .


    “ 128 “


    والنفس كل يوم من لكز الخيال وضربه ، ومن الضرّ والربح وخوف الزوال لم يبق لها صفاء ولا لطف ولا بهاء ، ولا طريق سفر نحو السماء .

    وإن الذي يعقد أملًا على كان خيال ويناجيه ، فهو إنسان قد استغرق في النوم .

    فالشيطان يرى الحور في منامه ، فيصبّ ماء شهوته على ذلك الوهم .


    415 - وهو إذ قد نثر بذور نسله بتلك التربة المالحة “ 1 “ يثوب إلى رشده وقد مرّ منه ذلك الخيال .

    ويصيبه لذلك ألم في الرأس وتلوث في الجسد ، فواهاً لتلك الصورة الظاهرة الخفية “ 2 “ .

    إن الطائر يحلّق في السماء وظله يجري على الأرض مرفرفاً كأنه طائر .

    والأبله يسعى لصيد ذلك الظلّ ، فيعدو وراءه حتى تنفد قواه .

    فهو لا يدري أنه يطارد ظلًا لطائر الجوّ ، ولا يعلم أين أصل هذا الظلّ .


    420 - وهو يرمي بالسهام نحو هذا الظلّ حتى تفرغ جعبته لطول السعي والطلب .

    وقد فرغت جعبة عمره فمضى العمر ، وهلك ( الصياد الأبله ) من الجري سعياً وراء صيد الظلّ .

    فلو كان ظلّ اللَّه راعيه الخلّصه من الخيال وظلّه .

    ...............................................................

    ( 1 ) أضاعها هباء .

    ( 2 ) أي صورة الحور التي تراءت له المنام بدون أن تكون لها حقيقة .


    “ 129 “


    وليس ظلّ اللَّه سوى عبد اللَّه الذي يكون ميتاً بالنسبة لهذا العالم ، حيّاً باللَّه .

    فسارعْ إلى التعلّق بذيله - من غير أنْ يخامرك في ذلك ريب - حتى تنجو في آخر الزمان .


    425 - والظلّ في قوله تعالى :” كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ““ 1 “ صورة أولياء اللَّه ، وهذه هي الدليل المنبىء عن نور شمس اللَّه .

    فلا تمش في ذلك الوادي من غير أن يرشدك هذا الدليل ، وقل” لا أُحبُّ الْآفلينَ ““ 2 “ مثلما قال الخليل .

    دع الظلّ واقصد الشمس ، وتعلّق بذيل شمس تبريز “ 3 “ .

    وإذا لم تكن تعرف السبيل إلى هذا السور وذلك العرس فسل ضياء الحق حسام الدين .

    فإذا أمسك الحسد بختاقك وأنت في الطريق ( فاعلم ) أن إبليس ذو غلوّ في الحسد .




    430 فهو من الحسد يزدري آدم ، وهو من الحسد يشنّ الحرب على السعادة .

    وليس في الطريق عقبة أصعب من الحسد ، فما أسعد من لم يتِّخذ منه رفيقاً !

    ...............................................................

    ( 1 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ ألم تر إلى ربك كيف مدَّ الظل ولو شاء لجعله ساكناً “ ( الفرقان ، 25 : 45 ) .

    ( 2 ) إشارة إلى قوله تعالى حكاية عن إبراهيم : “ فلما جنّ عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين “ ( الانعام ، 6 : 75 ) .

    ( 3 ) يقصد شمس الدين التبريزي .


    “ 130 “


    واعلم أنّ هذا الجسد منزل الحسد ، ولهذا تلوَّث ساكنوه بالحسد .

    ومع أنّ الجسد منزل الحسد فإن اللَّه طهرّه وزكّاه .

    وقوله تعالى :” طَهِّرا بَيْتيَ ““ 1 “ بيانُ لطهر الجسد ، فهو كنز النور وإن كان سرّه من التراب .


    435 - فإن أنت سلّطت المكر والحسد على من كان بريئاً من الحسد فإن حسدك هذا يجلّل قلبك بالسواد .

    فكن تراباً تحت أقدام رجال اللَّه ، واحث التراب على رأس الحسد مثلما نفعل .



      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 13:19