فما أحاسيسنا وإدراكاتنا - على مثل هذه الصورة ( المادية ) - إلا قطرة في تلك الأنهار .
كيف خاطت امرأة الأعرابي اللبد حول الإبريق الملئ بماء المطر وختمت عليه
وذلك لفرط اعتقاد البدو ( بندرة الماء )
2720 - فقال الأعرابي : “ نعم ، أغلقي فوهة الإبريق ، وحاذري ، فإن هذه الهدية ستجلب لنا الربح !
خيطي اللبد حول هذا الإبريق ، حتى يفطر الملك على هديّتنا !
فليس في الآفاق كلّها مثل هذا الماء ، وليس لماء مثل هذا الصفاء !
“ ( وما قوله ذلك إلا ) لأنه وأمثاله معتلون على الدوام ، وقد ذهب بنصف بصرهم شربهم الماء المالح المرّ .
فالطائر الذي يكون مسكنه عند الماء الملح ، أنى له أن يعرف مكان الماء الصافي ؟
2725 - فيا من مقامك عند الغدير المالح ! أنى لك أن تعرف الشط “ 1 “ وجيحون والفرات ؟
ويا من لم تتخلص من ذلك النزل الفاني “ 2 “ ! ماذا تعرف عن المحو والسكر والانبساط ؟
ولو عرفت فعن طريق النقل عن أبيك وجدك . فما هذه الأسماء أمامك إلا كحروف أبجد “ 3 “ .
...............................................................
( 1 ) نهر شط العرب .
( 2 ) عالم المادة .
( 3 ) تنطق بها دون أن تفهمها .
“ 347 “
فما أذيع النطق “ بأبجد هوّز “ عند جميع الأطفال ، وما أوضحه ! ولكن ما أبعد معناها ( عن فهمهم ) !
فحمل الأعرابي الإبريق، وانطلق مسافراً ، وأخذ يجرّه في جنح الليل ، وأثناء النهار .
2730 - لقد كان يرتعد ( خوفاً ) على الإبريق من آفات الدهر ، وها هو ذا قد نقله من الصحراء إلى المدينة !
وأما المرأة فقد بسطت سجادة الصلاة ضارعة ، وجعلت ( دعاء ) “ ربّ سلمّ “ وردها في الصلاة .
( وفي ضراعتها كانت تقول ) : “ ربّ احفظ ماءنا من الأخساء ، واجعل هذا الجوهر يصل إلى ذلك البحر .
فزوجي وإن كان ذكيّاً ماكراً ، إلا أنّ آلاف الأعداء يتربصون بهذا الجوهر !
بل ماذا يكون الجوهر أمامه ؟ إنّ هذا ماء الكوثر ، وإنّ قطرة واحدة منه لهي أصل الجوهر !
2735 - فبدعاء المرأة وضراعتها ، وباهتمام الرجل وتحمّله العبء الثقيل ،
نقل الإبريق إلى دار الخلافة بدون تأخر ، وقد سلم من اللصوص ومن إيذاء الحجارة .
وهناك رأى الأعرابي بلاطاً مليئاً بالنعَم ، وقد مدّ أهل الحاجة فيه شباكهم .
ففي كلّ لحظة كان يجيء من كلّ ناحية صاحبُ حاجة ، فإذا به قد وجد لدى هذا الباب الخلعة والعطاء .
لقد كان للكافر وللمؤمن ، وللقبيح والجميل ، وكأنه الشمس والمطر ، بل كأنه الفردوس !
2740 - ورأى قوماً ذوي أبّهة في حضرة ( الخليفة ) ، وقوماً آخرين وقفوا منتظرين .
“ 348 “
فالخاصة والعامّة من سليمان حتى النملة ، دبّت فيهم الحياة كالعالم عند نفخ الصور !
فأما أهل الصورة فقد رُصِّعوا بالجواهر ، وأما أهل المعنى ، فقد وجدوا بحر المعنى .
وكم من عديم الهمَّة أصبح ذا همّة ! وكم من صاحب همّة أصبح ذا نعمة !
في بيان أنّه كما أنّ السائل عاشق للكرم وعاشق للكريم
فانّ كرم الكريم أيضاً عاشق للسانل . فإذا كان السائل أكثر صبراً جاء الكريم إلى بابه وإذا كان الكريم أكثر صبراً جاء السائل إلى بابه .
ولكنّ صبر السائل كمال ، وأما صبر الكريم فنقيصة
إنّ صيحة كانت تتردد ( قائلة ) “ أيها الطالب تقدم ، فالجود محتاج إلى السائل ، كاحتياج السائل ( إلى الجود ) “ .
2745 - إن الجود يطلب المساكين والضعاف ، كما تنشد الحسان المرآة الصافية .
فوجوه الحسان تحلو بتلك المرآة ، كما أنَّ السائل يجلو وجه الإحسان .
ولهذا فقد خاطب الحقّ الرسول في ( سورة ) الضحى ( بقوله ) :” وَأَمَّا السَّائلَ فَلا تَنْهَرْ ““ 1 “ .
فما دام السائل مرآة الجود ، فتنبَّه ! إنّ التنفس في وجه المرآة مضرّ ( بصفائها ) .
فمن الكرام مَنْ جوده يظهر السائل ، ومنهم من ينعم على المساكين بمزيد العطاء .
...............................................................
( 1 ) ( سورة الضحى ، 93 : 10 ) .
“ 349 “
2750 - فالسائلون إذن هم مرآة جود الحق ! وأما من هم مع الحقّ فإنهم جود مطلق !
وأما من لم يكن من هذين ( الفريقين ) فهو ميّت ! إنّه ليس من أهل هذا الباب ، وما هو إلا صورة فوق ستار !
الفرق بين من كان فقيراً إلى اللَّه ظامناً إليه
وبين من كان فقيراً من اللَّه ظامئاً إلى غيره
إنّ الدرويش بالصورة ( لا بالحقيقة ) غير جدير بالخبز ، فلا تُلق العظَام إلى صورة الكلب !
فهذا فقير إلى القمة ، وليس فقيراً إلى الحقّ ! فلا تصُفَّ الصحاف أمام صورة ميّتة !
إنّ درويش الخبز ليس إلا سمكة برية . إن على صورة المسكة ، ولكنّه هارب من البحر !
2755 - إنّه طائر البيت لا عنقاء الهواء ! إنه يتغذّى باللقم ولا يتغذي من اللَّه .
إنه عاشق للحقّ من أجل النوال ، وليست روحه عاشقة للحسن والجمال !
فإذا كان يتوهمّ أنّه عاشق اللذات ، فليست الذات توهماً للأسماء والصفات .
إنّ الوهم يتولد من الأوصاف والحدود ، والحقّ ليس بمولود .
إنَّه عاشق لتصوّراته وأوهامه ، فمتى يكون مثله من عُشَّاق ربّ المنن ؟
2760 - فلو كان عاشق الأوهام هذا صادقاً ، لقاده هذا المجاز إلى الحقيقة .
“ 350 “
إنّ إيضاح هذا الكلام يتطلب شرحاً ، ولكنني خائف من الأفهام البالية !
فهذه الأفهام البالية ، القصيرة النظر ، تدخل في الأفكار مائة خيال باطل .
وليس كل إنسان بقادر على صدق السماع ، فالتين ليس غذاء لكل صغار الطير .
وخاصة ما كان من هذه الطير ميتاً متحللًا ، قد ملأه الخيال ، وهو أعمى البصيرة .
2765 - وأيّ شأن لصورة السمكة بالبحر أو اليابسة ؟ وأي شأن للون الهندي بالصابون أو الأصباغ ؟
وإذا نقشت على الورق صورة حزينة ، فإن هذه الصورة لم تتلق درساً في الحزن ولا في السرور .
فهذه الصورة تكون حزينة ، ولكنها خالية من ذلك الحزن . وقد تكون ضاحكة ولكن لا أثر لهذا عندها .
والذي سُطرَّ في القلوب من هذا الحزن أو السرور الدنيوي ليس إلا صورة ( لا حياة فيها ) أمام ذلك السرور أو الهمّ ( الروحي ) .
إن الصورة الضاحكة التي يجلوها لك النقش ، إنما هي من أجلك ، وذلك لكي يستقيم لك المعنى عن طريق تلك الصورة !
2770 - وصور ( الأجساد ) داخل الحمام تكون - خارج غرفة خلع الثياب - شبيهة بالثياب .
فما دمتَ في الخارج فإنك ترى الثياب وحدها . فلتخلع ثيابك ولتدخل أيها الرفيق .
لأنه لا سبيل إلى الدخول مع ارتدائك الثياب : فالجسم جاهل بالروح ، والثياب لا علم لها بالجسم .
“ 351 “
كيف تقدم نقباءُ الخليفة وحُجَّابه لاكرام الأعرابي وتقبل هديته
وحينما وصل الأعرابي من الصحراء النائية إلى باب دار الخلافة ،
تقدم النقباء إلى الأعرابي ، وبلطف ضمخوا جيبه بكثير من ماء الورد !
2775 - وأدركوا حاجته بدون مقال ، فقد كان دأبهم العطاء قبل السؤال .
ثم قالوا له : “ يا وجيه العرب ! من أي مكان ( أتيت ) ؟ وكيف أنت بعد الطريق التعب ؟
فقال الأعرابي : “ إنني وجيه لو أو ليتموني وجوهكم ، وليست بذي شأن لو نبذتموني وراء ظهوركم !
يا من تلوح في وجوهكم علائم العظمة ! يا من رواء مجدكم أبهى منَّ الذهب الجعفري !
يا من نظرة واحدة منكم ( تعدل ) نظراتٍ ( منْ سواكم ) ! يا من نثار رؤيتكم الدنانير !
2780 - يا من أصبحتم جميعاً تنظرون بنور اللَّه ! يا من أقبلتم من عند اللَّه للجود والعطاء .
لتلقوا بنظراتكم الكيميائية على نحاس أشخاص البشر ! إنني غريبُ ، وقد قدمتُ من الصحراء .
لقد أقبلتُ على أمل في لطف السلطان ، مَنْ عبيرُ لطفه قد عمّ الصحارى ، فاتخذت منه حباتُ الرمال أرواحاً !
لقد قدمت إلى هنا على أمل الدنيار ، فلما وصلتُ أصبحتُ ثملًا بالرؤى !
2785 - لقد انطلق شخصُ نُحو الخبّاز من أجل الخبز ، ولكنه جاد الروح عندما رأى حسن الخبّاز!
“ 352 “
ومضى رجل إلى البستان يلتمس النزهة ، فأصبحت نزهتُه ( مشاهدة ) جمال البستاني !
( فمثلهما ) كمثلُ ذلك الأعرابي الذي سحب الماء من البئر ، فشرب ماء الحياة من طلعة يوسف “ 1 “ !
أو كمثل موسى الذي ذهب يلتمس ناراً، فرأى ناراً ( جعلته ) ينجو من النار “ 2 “.
لقد قفز عيسى ليخلص من أعدائه ، فحملته قفزته تلك إلى السماء الرابعة .
2790 - ولقد كانت سنبلة القمح فخا لآدم ، فأصبح وجوده سنبلة ( حوث بذور ) البشرية .
والصقر يقصد الشباك من أجل الطعام ، فيجد ساعد الملك والإقبال والمجد !
والطفل يلتحق بالكتّاب لكسب المعرفة ، وأمله طائر لطيف ( يهديه له ) أبوه .
وبعد الكتّاب صار هذا الطفل صدراً . لقد دفع ( للمعلم ) عن كل شهر أجراً ، فأصبح بدراً .
ولقد خاض العباس الحرب حاقداً ، يبغي هزيمة الرسول ومقاومة الدين .
2795 - فأصبح للدين - حتى القيامة - وجهاً وظهراً ، فإنه هو وأبناؤه ولاة الخلافة !
وإني قد قصدتُ هذا الباب ملتمساً للعطاء ، فلم أكد أخطو إلى الدهليز حتى أصبحت صدراً !
...............................................................
( 1 ) إشارة إلى قصة يوسف ، والتقاطه من البئر ( سورة يوسف ) .
( 2 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ وهل أتاك حديث موسى ، إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى “ . ( سورة طه ، 20 : 8 ، 9 ) .
“ 353 “
وقد جئت بالماء هدية لأنال الخبز ، فحملتني رائحة الخبز إلى صدر الجنان .
إنّ الخبز هو الذي أخرج آدم من الجنة ، وها هو ذا قد سما بي إلى الجنة .
لقد برئت كالملك من الماء والخبز ، وهأنذا مثل الفلك أدور بلا غرض حول هذا الباب .
2800 - وليس في العالم ما يدور بلا غرض ، سوى أجسام العاشقين وأرواحهم .
في بيان أن عاشق الدنيا مثل عاشق جدار تشرق عليه الشمس وهو لا يجتهد ولا يسعى ليفهم أن هذا النور وذلك الرونق ليسا من الجدار وإنما هما من قرص الشمس في السماء الرابعة فلا جرم أن الجدار يملك عليه قلبه .
وحينما يعود نور الشمس فيلتحق بالشمس “ 1 “
يبقى محروماً إلى الأبد ” وَحيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ ““ 2 “
إنّ عشاق الكل ليسوا بعشاق للجزء ، فإنّ من اشتاق إلى الجزء عجز عن الكلّ .
وإذا ما أصبح جزء عاشقاً لجزء ، فسرعان ما يعود المعشوق إلى كله .
( فهذا العاشق ) قد صار سخرية لمن كان عبداً مملوكاً لغيره ، فكأنه غارق تشبّثت كفّاه بضعيف .
فليس هذا المعشوق بمالك أمره حتى يعنى بعاشقه ! وهل ينهض بواجب سيده ، أم ينهض بواجب العاشق ؟
...............................................................
( 1 ) حينما تجمع الشمس أشعتها وتغرب .
( 2 ) ( سورة سب ، 34 : 54 ) .
“ 354 “
مثل العرب : ( إذا عشقت فاعشق الحرة وإذا سرقت فاسرق الدرَّة )
2805 - من أجل هذا ( الذي سنوضحه ) أصبح ( قولهم ) “ اعشق الحرة ) مثلًا ، ولهذا أيضاً ذاع ( قولهم ) : “ اسرق الدرة “ .
فالعبد ( المحبوب ) قد عاد إلى سيده ، لقد رجع عبير الوردة إلى الوردة ، وبقي له الشواك .
وهكذا بقي بعيداً عن مطلوبه ، سعيه باطل وتعبه ضائع ، وقدماه داميتان !
إنه كالصياد الذي يتصيّد الظل ! فهل يصبح الظل من ممتلكاته ؟
أو كرجل أطبق كفه على ظلّ طائر ، على حين أن الطائر على غصن الشجرة قد حار ( في أمر هذا الرجل ) .
2810 - يقول : “ عجباً ! من أي شيء يضحك ذلك الأحمق ؟ “ فهاك باطلًا ، وسبباً واهياً متحللًا “ 1 “ !
فإنْ قلت إنّ الجزء مرتبط بالكل ، فلتأكل الشواك ، فإن الشوك مرتبط بالورد .
فالجزء ليس من أي وجه مرتبطاً بالكل ، وإلا لكان باطلًا بعث الرسل “ 2 “ .
فما دام الرسل قد بُعثوا الربط ( الأجزاء بالكل ) ، فماذا يربطون ، إنْ كانت الوحدة ( قد تحققت ) ؟
إن هذا الكلام لا نهاية له ، أيها الغلام ! وقد تأخر الوقت ، فلتكمل القصة “ 3 “ .
...............................................................
( 1 ) الشاعر يخاطب القارئ بهذه العبارة .
( 2 ) لو كان البشر جميعاً متصلين بخالقهم لما كانت هناك ضرورة لبعث الرسل للإرشاد والهداية ، والعمل على ربط البشر بخالقهم .
( 3 ) قصة الأعرابي .
" 355 "
كيف قدم الأعرابي الهدية يعني إبريق الماء إلى غلمان الخليفة
2815 - لقد قدم الأعرابي إبريق الماء ، وغرس في تلك الحضرة بذور الخدمة .
وقال : “ احملوا إلى السلطان هذه الهدية ، وخلصوا سائل الملك من الحاجة !
إن الماء حلو والإبريق أخضر اللون جديد ! الماء من المطر الذي تجمع في الحفرة !
فضحك النقباء من ذلك ، ولكنهم تقبّلوا الهدية ، ( معتزين بها ) كالروح .
ذلك لأن لطف الملك الطيب الحكيم كان قد أثر في كل أركان دولته .
2820 - فطبيعة الملوك تؤثر في رعاياهم ! إنها كالسماء الخضراء “ 1 “ ، تجعل الأرض مخضرّة يانعة .
اعلم أنّ الملك كحوض للماء ، في جوانبه أنابيب ، يتدفق الماء فيها إلى حفر السقاية “ 2 “ .
فما دامت الأنابيب كلها تحمل الماء من حوض نقي فإنها جميعاً تفيض بماء عذب حلو المذاق .
فإنْ كان الماء في الحوض مالحاً عكراً ، فإنّ كل أُنبوب يأتي بذات الماء .
ذلك لأنّ كل أنُبوب متصل بالحوض فلتتعمّق في إدراك مدلول هذا الكلام !
2825 - ولتتأمل لطف الروح ملك الملوك ، الذي لا وطن له ، وكيف أثر في البدن كله !
...............................................................
( 1 ) السماء الخضراء أي المشتملة على السحاب الذي هو مصدر الخضرة .
( 2 ) اخترنا لهذا البيت رواية غير تلك التي وردت في طبعة نيكولسون ، نصها :شه چو حوضي دان وهر سو لولها * آب ازلوله روان در كولها
“ 356 “
ولطف العقل ذي الطبع الكريم ، والنسب العريق ، وكيف يلزم الجسد كله حدود الأدب !
والعشق المحبب الذي لا قرار له ولا سكون ، وكيف يحمل الجسم كله على الجنون !
ولطف ماء البحر الذي هو مثل الكوثر ، وكيف يقذف بحجارة كلها من الدرّ والجوهر !
وكل فضل يُعرف به الأستاذ ، فإنّ أرواح تلاميذه تغدو به متصفة .
2830 - فالتلميذ الذكي المجتهد يقرأ الأصول على أُستاذ الأصول .
ودارس الفقه يقرأ الفقه على أُستاذٍ فقيه ، ولكنه لا يدرس ( عليه ) الأصول .
فإذا ما كان الأستاذ نحوياً ، فإن روح تلميذه تصبح نحوية بتأثيره .
أما الأستاذ الذي يكون فانياً في الطريق ، فروح تلميذه تكون فانية في المليك .
وعلم التصوف - من بين العلوم جميعاً - هو خير عدة وزاد ، يوم موافاة الأجل .
كيف خاطت امرأة الأعرابي اللبد حول الإبريق الملئ بماء المطر وختمت عليه
وذلك لفرط اعتقاد البدو ( بندرة الماء )
2720 - فقال الأعرابي : “ نعم ، أغلقي فوهة الإبريق ، وحاذري ، فإن هذه الهدية ستجلب لنا الربح !
خيطي اللبد حول هذا الإبريق ، حتى يفطر الملك على هديّتنا !
فليس في الآفاق كلّها مثل هذا الماء ، وليس لماء مثل هذا الصفاء !
“ ( وما قوله ذلك إلا ) لأنه وأمثاله معتلون على الدوام ، وقد ذهب بنصف بصرهم شربهم الماء المالح المرّ .
فالطائر الذي يكون مسكنه عند الماء الملح ، أنى له أن يعرف مكان الماء الصافي ؟
2725 - فيا من مقامك عند الغدير المالح ! أنى لك أن تعرف الشط “ 1 “ وجيحون والفرات ؟
ويا من لم تتخلص من ذلك النزل الفاني “ 2 “ ! ماذا تعرف عن المحو والسكر والانبساط ؟
ولو عرفت فعن طريق النقل عن أبيك وجدك . فما هذه الأسماء أمامك إلا كحروف أبجد “ 3 “ .
...............................................................
( 1 ) نهر شط العرب .
( 2 ) عالم المادة .
( 3 ) تنطق بها دون أن تفهمها .
“ 347 “
فما أذيع النطق “ بأبجد هوّز “ عند جميع الأطفال ، وما أوضحه ! ولكن ما أبعد معناها ( عن فهمهم ) !
فحمل الأعرابي الإبريق، وانطلق مسافراً ، وأخذ يجرّه في جنح الليل ، وأثناء النهار .
2730 - لقد كان يرتعد ( خوفاً ) على الإبريق من آفات الدهر ، وها هو ذا قد نقله من الصحراء إلى المدينة !
وأما المرأة فقد بسطت سجادة الصلاة ضارعة ، وجعلت ( دعاء ) “ ربّ سلمّ “ وردها في الصلاة .
( وفي ضراعتها كانت تقول ) : “ ربّ احفظ ماءنا من الأخساء ، واجعل هذا الجوهر يصل إلى ذلك البحر .
فزوجي وإن كان ذكيّاً ماكراً ، إلا أنّ آلاف الأعداء يتربصون بهذا الجوهر !
بل ماذا يكون الجوهر أمامه ؟ إنّ هذا ماء الكوثر ، وإنّ قطرة واحدة منه لهي أصل الجوهر !
2735 - فبدعاء المرأة وضراعتها ، وباهتمام الرجل وتحمّله العبء الثقيل ،
نقل الإبريق إلى دار الخلافة بدون تأخر ، وقد سلم من اللصوص ومن إيذاء الحجارة .
وهناك رأى الأعرابي بلاطاً مليئاً بالنعَم ، وقد مدّ أهل الحاجة فيه شباكهم .
ففي كلّ لحظة كان يجيء من كلّ ناحية صاحبُ حاجة ، فإذا به قد وجد لدى هذا الباب الخلعة والعطاء .
لقد كان للكافر وللمؤمن ، وللقبيح والجميل ، وكأنه الشمس والمطر ، بل كأنه الفردوس !
2740 - ورأى قوماً ذوي أبّهة في حضرة ( الخليفة ) ، وقوماً آخرين وقفوا منتظرين .
“ 348 “
فالخاصة والعامّة من سليمان حتى النملة ، دبّت فيهم الحياة كالعالم عند نفخ الصور !
فأما أهل الصورة فقد رُصِّعوا بالجواهر ، وأما أهل المعنى ، فقد وجدوا بحر المعنى .
وكم من عديم الهمَّة أصبح ذا همّة ! وكم من صاحب همّة أصبح ذا نعمة !
في بيان أنّه كما أنّ السائل عاشق للكرم وعاشق للكريم
فانّ كرم الكريم أيضاً عاشق للسانل . فإذا كان السائل أكثر صبراً جاء الكريم إلى بابه وإذا كان الكريم أكثر صبراً جاء السائل إلى بابه .
ولكنّ صبر السائل كمال ، وأما صبر الكريم فنقيصة
إنّ صيحة كانت تتردد ( قائلة ) “ أيها الطالب تقدم ، فالجود محتاج إلى السائل ، كاحتياج السائل ( إلى الجود ) “ .
2745 - إن الجود يطلب المساكين والضعاف ، كما تنشد الحسان المرآة الصافية .
فوجوه الحسان تحلو بتلك المرآة ، كما أنَّ السائل يجلو وجه الإحسان .
ولهذا فقد خاطب الحقّ الرسول في ( سورة ) الضحى ( بقوله ) :” وَأَمَّا السَّائلَ فَلا تَنْهَرْ ““ 1 “ .
فما دام السائل مرآة الجود ، فتنبَّه ! إنّ التنفس في وجه المرآة مضرّ ( بصفائها ) .
فمن الكرام مَنْ جوده يظهر السائل ، ومنهم من ينعم على المساكين بمزيد العطاء .
...............................................................
( 1 ) ( سورة الضحى ، 93 : 10 ) .
“ 349 “
2750 - فالسائلون إذن هم مرآة جود الحق ! وأما من هم مع الحقّ فإنهم جود مطلق !
وأما من لم يكن من هذين ( الفريقين ) فهو ميّت ! إنّه ليس من أهل هذا الباب ، وما هو إلا صورة فوق ستار !
الفرق بين من كان فقيراً إلى اللَّه ظامناً إليه
وبين من كان فقيراً من اللَّه ظامئاً إلى غيره
إنّ الدرويش بالصورة ( لا بالحقيقة ) غير جدير بالخبز ، فلا تُلق العظَام إلى صورة الكلب !
فهذا فقير إلى القمة ، وليس فقيراً إلى الحقّ ! فلا تصُفَّ الصحاف أمام صورة ميّتة !
إنّ درويش الخبز ليس إلا سمكة برية . إن على صورة المسكة ، ولكنّه هارب من البحر !
2755 - إنّه طائر البيت لا عنقاء الهواء ! إنه يتغذّى باللقم ولا يتغذي من اللَّه .
إنه عاشق للحقّ من أجل النوال ، وليست روحه عاشقة للحسن والجمال !
فإذا كان يتوهمّ أنّه عاشق اللذات ، فليست الذات توهماً للأسماء والصفات .
إنّ الوهم يتولد من الأوصاف والحدود ، والحقّ ليس بمولود .
إنَّه عاشق لتصوّراته وأوهامه ، فمتى يكون مثله من عُشَّاق ربّ المنن ؟
2760 - فلو كان عاشق الأوهام هذا صادقاً ، لقاده هذا المجاز إلى الحقيقة .
“ 350 “
إنّ إيضاح هذا الكلام يتطلب شرحاً ، ولكنني خائف من الأفهام البالية !
فهذه الأفهام البالية ، القصيرة النظر ، تدخل في الأفكار مائة خيال باطل .
وليس كل إنسان بقادر على صدق السماع ، فالتين ليس غذاء لكل صغار الطير .
وخاصة ما كان من هذه الطير ميتاً متحللًا ، قد ملأه الخيال ، وهو أعمى البصيرة .
2765 - وأيّ شأن لصورة السمكة بالبحر أو اليابسة ؟ وأي شأن للون الهندي بالصابون أو الأصباغ ؟
وإذا نقشت على الورق صورة حزينة ، فإن هذه الصورة لم تتلق درساً في الحزن ولا في السرور .
فهذه الصورة تكون حزينة ، ولكنها خالية من ذلك الحزن . وقد تكون ضاحكة ولكن لا أثر لهذا عندها .
والذي سُطرَّ في القلوب من هذا الحزن أو السرور الدنيوي ليس إلا صورة ( لا حياة فيها ) أمام ذلك السرور أو الهمّ ( الروحي ) .
إن الصورة الضاحكة التي يجلوها لك النقش ، إنما هي من أجلك ، وذلك لكي يستقيم لك المعنى عن طريق تلك الصورة !
2770 - وصور ( الأجساد ) داخل الحمام تكون - خارج غرفة خلع الثياب - شبيهة بالثياب .
فما دمتَ في الخارج فإنك ترى الثياب وحدها . فلتخلع ثيابك ولتدخل أيها الرفيق .
لأنه لا سبيل إلى الدخول مع ارتدائك الثياب : فالجسم جاهل بالروح ، والثياب لا علم لها بالجسم .
“ 351 “
كيف تقدم نقباءُ الخليفة وحُجَّابه لاكرام الأعرابي وتقبل هديته
وحينما وصل الأعرابي من الصحراء النائية إلى باب دار الخلافة ،
تقدم النقباء إلى الأعرابي ، وبلطف ضمخوا جيبه بكثير من ماء الورد !
2775 - وأدركوا حاجته بدون مقال ، فقد كان دأبهم العطاء قبل السؤال .
ثم قالوا له : “ يا وجيه العرب ! من أي مكان ( أتيت ) ؟ وكيف أنت بعد الطريق التعب ؟
فقال الأعرابي : “ إنني وجيه لو أو ليتموني وجوهكم ، وليست بذي شأن لو نبذتموني وراء ظهوركم !
يا من تلوح في وجوهكم علائم العظمة ! يا من رواء مجدكم أبهى منَّ الذهب الجعفري !
يا من نظرة واحدة منكم ( تعدل ) نظراتٍ ( منْ سواكم ) ! يا من نثار رؤيتكم الدنانير !
2780 - يا من أصبحتم جميعاً تنظرون بنور اللَّه ! يا من أقبلتم من عند اللَّه للجود والعطاء .
لتلقوا بنظراتكم الكيميائية على نحاس أشخاص البشر ! إنني غريبُ ، وقد قدمتُ من الصحراء .
لقد أقبلتُ على أمل في لطف السلطان ، مَنْ عبيرُ لطفه قد عمّ الصحارى ، فاتخذت منه حباتُ الرمال أرواحاً !
لقد قدمت إلى هنا على أمل الدنيار ، فلما وصلتُ أصبحتُ ثملًا بالرؤى !
2785 - لقد انطلق شخصُ نُحو الخبّاز من أجل الخبز ، ولكنه جاد الروح عندما رأى حسن الخبّاز!
“ 352 “
ومضى رجل إلى البستان يلتمس النزهة ، فأصبحت نزهتُه ( مشاهدة ) جمال البستاني !
( فمثلهما ) كمثلُ ذلك الأعرابي الذي سحب الماء من البئر ، فشرب ماء الحياة من طلعة يوسف “ 1 “ !
أو كمثل موسى الذي ذهب يلتمس ناراً، فرأى ناراً ( جعلته ) ينجو من النار “ 2 “.
لقد قفز عيسى ليخلص من أعدائه ، فحملته قفزته تلك إلى السماء الرابعة .
2790 - ولقد كانت سنبلة القمح فخا لآدم ، فأصبح وجوده سنبلة ( حوث بذور ) البشرية .
والصقر يقصد الشباك من أجل الطعام ، فيجد ساعد الملك والإقبال والمجد !
والطفل يلتحق بالكتّاب لكسب المعرفة ، وأمله طائر لطيف ( يهديه له ) أبوه .
وبعد الكتّاب صار هذا الطفل صدراً . لقد دفع ( للمعلم ) عن كل شهر أجراً ، فأصبح بدراً .
ولقد خاض العباس الحرب حاقداً ، يبغي هزيمة الرسول ومقاومة الدين .
2795 - فأصبح للدين - حتى القيامة - وجهاً وظهراً ، فإنه هو وأبناؤه ولاة الخلافة !
وإني قد قصدتُ هذا الباب ملتمساً للعطاء ، فلم أكد أخطو إلى الدهليز حتى أصبحت صدراً !
...............................................................
( 1 ) إشارة إلى قصة يوسف ، والتقاطه من البئر ( سورة يوسف ) .
( 2 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ وهل أتاك حديث موسى ، إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى “ . ( سورة طه ، 20 : 8 ، 9 ) .
“ 353 “
وقد جئت بالماء هدية لأنال الخبز ، فحملتني رائحة الخبز إلى صدر الجنان .
إنّ الخبز هو الذي أخرج آدم من الجنة ، وها هو ذا قد سما بي إلى الجنة .
لقد برئت كالملك من الماء والخبز ، وهأنذا مثل الفلك أدور بلا غرض حول هذا الباب .
2800 - وليس في العالم ما يدور بلا غرض ، سوى أجسام العاشقين وأرواحهم .
في بيان أن عاشق الدنيا مثل عاشق جدار تشرق عليه الشمس وهو لا يجتهد ولا يسعى ليفهم أن هذا النور وذلك الرونق ليسا من الجدار وإنما هما من قرص الشمس في السماء الرابعة فلا جرم أن الجدار يملك عليه قلبه .
وحينما يعود نور الشمس فيلتحق بالشمس “ 1 “
يبقى محروماً إلى الأبد ” وَحيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ ““ 2 “
إنّ عشاق الكل ليسوا بعشاق للجزء ، فإنّ من اشتاق إلى الجزء عجز عن الكلّ .
وإذا ما أصبح جزء عاشقاً لجزء ، فسرعان ما يعود المعشوق إلى كله .
( فهذا العاشق ) قد صار سخرية لمن كان عبداً مملوكاً لغيره ، فكأنه غارق تشبّثت كفّاه بضعيف .
فليس هذا المعشوق بمالك أمره حتى يعنى بعاشقه ! وهل ينهض بواجب سيده ، أم ينهض بواجب العاشق ؟
...............................................................
( 1 ) حينما تجمع الشمس أشعتها وتغرب .
( 2 ) ( سورة سب ، 34 : 54 ) .
“ 354 “
مثل العرب : ( إذا عشقت فاعشق الحرة وإذا سرقت فاسرق الدرَّة )
2805 - من أجل هذا ( الذي سنوضحه ) أصبح ( قولهم ) “ اعشق الحرة ) مثلًا ، ولهذا أيضاً ذاع ( قولهم ) : “ اسرق الدرة “ .
فالعبد ( المحبوب ) قد عاد إلى سيده ، لقد رجع عبير الوردة إلى الوردة ، وبقي له الشواك .
وهكذا بقي بعيداً عن مطلوبه ، سعيه باطل وتعبه ضائع ، وقدماه داميتان !
إنه كالصياد الذي يتصيّد الظل ! فهل يصبح الظل من ممتلكاته ؟
أو كرجل أطبق كفه على ظلّ طائر ، على حين أن الطائر على غصن الشجرة قد حار ( في أمر هذا الرجل ) .
2810 - يقول : “ عجباً ! من أي شيء يضحك ذلك الأحمق ؟ “ فهاك باطلًا ، وسبباً واهياً متحللًا “ 1 “ !
فإنْ قلت إنّ الجزء مرتبط بالكل ، فلتأكل الشواك ، فإن الشوك مرتبط بالورد .
فالجزء ليس من أي وجه مرتبطاً بالكل ، وإلا لكان باطلًا بعث الرسل “ 2 “ .
فما دام الرسل قد بُعثوا الربط ( الأجزاء بالكل ) ، فماذا يربطون ، إنْ كانت الوحدة ( قد تحققت ) ؟
إن هذا الكلام لا نهاية له ، أيها الغلام ! وقد تأخر الوقت ، فلتكمل القصة “ 3 “ .
...............................................................
( 1 ) الشاعر يخاطب القارئ بهذه العبارة .
( 2 ) لو كان البشر جميعاً متصلين بخالقهم لما كانت هناك ضرورة لبعث الرسل للإرشاد والهداية ، والعمل على ربط البشر بخالقهم .
( 3 ) قصة الأعرابي .
" 355 "
كيف قدم الأعرابي الهدية يعني إبريق الماء إلى غلمان الخليفة
2815 - لقد قدم الأعرابي إبريق الماء ، وغرس في تلك الحضرة بذور الخدمة .
وقال : “ احملوا إلى السلطان هذه الهدية ، وخلصوا سائل الملك من الحاجة !
إن الماء حلو والإبريق أخضر اللون جديد ! الماء من المطر الذي تجمع في الحفرة !
فضحك النقباء من ذلك ، ولكنهم تقبّلوا الهدية ، ( معتزين بها ) كالروح .
ذلك لأن لطف الملك الطيب الحكيم كان قد أثر في كل أركان دولته .
2820 - فطبيعة الملوك تؤثر في رعاياهم ! إنها كالسماء الخضراء “ 1 “ ، تجعل الأرض مخضرّة يانعة .
اعلم أنّ الملك كحوض للماء ، في جوانبه أنابيب ، يتدفق الماء فيها إلى حفر السقاية “ 2 “ .
فما دامت الأنابيب كلها تحمل الماء من حوض نقي فإنها جميعاً تفيض بماء عذب حلو المذاق .
فإنْ كان الماء في الحوض مالحاً عكراً ، فإنّ كل أُنبوب يأتي بذات الماء .
ذلك لأنّ كل أنُبوب متصل بالحوض فلتتعمّق في إدراك مدلول هذا الكلام !
2825 - ولتتأمل لطف الروح ملك الملوك ، الذي لا وطن له ، وكيف أثر في البدن كله !
...............................................................
( 1 ) السماء الخضراء أي المشتملة على السحاب الذي هو مصدر الخضرة .
( 2 ) اخترنا لهذا البيت رواية غير تلك التي وردت في طبعة نيكولسون ، نصها :شه چو حوضي دان وهر سو لولها * آب ازلوله روان در كولها
“ 356 “
ولطف العقل ذي الطبع الكريم ، والنسب العريق ، وكيف يلزم الجسد كله حدود الأدب !
والعشق المحبب الذي لا قرار له ولا سكون ، وكيف يحمل الجسم كله على الجنون !
ولطف ماء البحر الذي هو مثل الكوثر ، وكيف يقذف بحجارة كلها من الدرّ والجوهر !
وكل فضل يُعرف به الأستاذ ، فإنّ أرواح تلاميذه تغدو به متصفة .
2830 - فالتلميذ الذكي المجتهد يقرأ الأصول على أُستاذ الأصول .
ودارس الفقه يقرأ الفقه على أُستاذٍ فقيه ، ولكنه لا يدرس ( عليه ) الأصول .
فإذا ما كان الأستاذ نحوياً ، فإن روح تلميذه تصبح نحوية بتأثيره .
أما الأستاذ الذي يكون فانياً في الطريق ، فروح تلميذه تكون فانية في المليك .
وعلم التصوف - من بين العلوم جميعاً - هو خير عدة وزاد ، يوم موافاة الأجل .
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin