..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب أخبار وحكايات لأبي الحسن محمد بن الفيض الغساني
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Emptyأمس في 17:11 من طرف Admin

» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Emptyأمس في 17:02 من طرف Admin

» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Emptyأمس في 16:27 من طرف Admin

» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Emptyأمس في 15:41 من طرف Admin

» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Emptyأمس في 15:03 من طرف Admin

» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Emptyأمس في 14:58 من طرف Admin

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68544
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty 12 - في بيان أنّه لا يجوز للمريد أنْ يتجرّأ فيفعل ما يفعله الوليّ .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3

    مُساهمة من طرف Admin 14/10/2020, 13:44

    حكاية النحوي والملاح

    2835 - كان أحد النحاة راكباً في سفينة . فاتجه ذلك المغرور نحو الملاح .
    وقال : “ هل درست شيئاً من النحو ؟ “ ، فقال الملاح : “ لا “ فقال النحويّ : “ لقد ضاع نصف عمرك سدى “ .
    فانكسر قلب الملاح حزناً ، ولكنه سكت في تلك اللحظة عن الجواب .
    وألقت الريح بالسفينة في دو أمة ، فعلا صوتُ الملاح مخاطباً النحوي :



    “ 357 “

    “ قل لي : هل تعرف السباحة ؟ “ ، فقال النحويّ : “ لست أعرفها أيها المليح البارع الجواب ! “

    2840 - فقال الملاح : “ فقد ضاع كل عمرك أيها النحوي ! ذلك لأن السفينة ستغرق في هذه الدوامة “ .
    فاعلم أن المحو هو المطلوب - في هذا المقام - وليس النحو ، فإن كنتَ محواً فاقفز إلى اليمّ بدون خوف .
    إن ماء البحر يجعل الميت فوق سطحه . أما من كان حياً فكيف يخلص من البحر ؟
    فإن ماتت فيك أوصاف البشر ، فإنّ بحر الأسرار يضعك فوق رأسه “ 1 “ .
    فيا من دعوت الخلق حميراً ، ها أنت ذا قد بقيت الآن فوق هذا الثلج ( تتجول ) كالحمار !

    2845 - فإنْ كنت في هذه الدنيا عالم زمانك ، فانظر إلى فناء هذه الدنيا وهذا الزمان !
    لقد ربطنا قصة الرجل النحوّي بهذا الباب ، حتى نعلّمك “ نحو “ المحو “ 2 “ .
    وإنّك أيّها الصديق العظيم لواجدُ جوهر الفقه ، وجوهر النحو ، وجوهر الصرف ، سبلا مؤديّة إلى النقص .
    إنّ إبريق الماء رمز لعلومنا ، وأما الخليفة فهو دجلة علم اللَّه .
    وها نحن أولاء نحمل إلى دجلة جراراً ممتلئة بالماء . فلو أنّنا لم نعرف الحمير لحسبنا أنفسنا حميراً .

    2850 - ولعلّ هذا الأعرابيّ كان معذوراً ، لأنّه لم يكن ذا معرفة بدجلة ولا بالنهر .
    ...............................................................
    ( 1 ) يرفعك إلى مكان عليّ .
    ( 2 ) القواعد والوسائل التي تؤدي إلى إفناء الذات .



    “ 358 “

    فلو كان مثلنا عارفاً بدجلة ، لما حمل هذا الإبريق من مكان إلى مكان !
    إنّه لو كان عارفاً بدجلة ، لألقى بهذا الإبريق فوق إحدى الصخور .


    كيف تقبّل الخليفة الهدّية وأمر بالعطاء مع تنزّهه الكامل عن الحاجة إلى تلك الهدية وهذا الإبريق


    حينما رأى الخليفة الأعرابي ، واستمع إلى قصة ، ملأ ذلك الإبريق بالذهب حتى فاض منه .
    فوهب هذا الأعرابي خلاصاً من الفاقة ، وأعطاه منَحاً وخلعاً فريدة .

    2855 - وقال : “ أسلموا هذا الإبريق إلى الإعرابي . وعندما يتجه إلى العودة ، خذوه إلى دجلة .
    فلقد جاء بطريق البرّ ، مع أن السفر بطريق الماء ( يجعل غايته ) أدنى سبيلًا .
    فلما جلس الأعرابي في السفينة ، وأبصر دجلة ، خرّ ساجداً ، وخفض الرأس حياء .
    وقال : “ ما أعجب لطف هذا الملك الوهّاب ! وأعجب منه أنه تقّبل هذا الماء !
    فكيف تقّبل بحرُ الجود منّى - بكل هذا الإسراع - مثل هذا النقد الزائف ؟ “

    2860 - اعلم - يا بني - أن العالم كله وعاء مليء بالعلم والجمال !
    وقطرة واحدة ، من دجلة حُسْنه ، لا يكاد هذا العالم يسعها بين جوانبه “ 1 “ .
    ...............................................................
    ( 1 ) الترجمة الحرفية للشطر الثاني من البيت هي : “ وهذا ( العالم ) لا متلائه بها لا يسعها تحت جلده “ .


    “ 359 “

    لقد كان كنزاً مخفياً لكنه - لغزارته - مزّق ( حجب الخفاء ) ، وجعل الأرض أكثر إشراقاً من الأفلاك “ 1 “ .
    لقد كان كنزاً مخفيا فجاش فيضه الغزيز ، فجعل الثرى سلطانا يرتدي الأطلس .
    فلو أنّ هذا الأعرابيّ أبصر فرعاً من دجلة الخالق ، لحطمّ هذا هذا الإبريق وأباده .

    2865 - فكلّ من أبصروا ذلك ، وتولاهم ذهول دائم عن أنفسهم ، فأخذوا - بلا وعي - يضربون الإبريق بالحجارة !
    فيا من دفعتك الحميّة إلى أن تضرب الإبريق بالحجر ، فازداد الإبريق بهذا الانكسار كمالًا .
    لقد تحطّم الإبريق لكنّ الماء لم ينصبّ منه ! وتحقّقت له من الانكسار مائة سلامة !
    وكلّ جزء من هذا الإبريق في رقص ونشوة . لكنّ هذا قد بدا للعقل الجزئيّ محالًا .
    وليس الإبريق ولا الماء بظاهر لك في هذه الحال . فتأمل جيّداً ، واللَّه أعلم بالصواب .

    2870 - إنّك - حين تطرّق بال المعنى يفتح لك . فاضرب بحناح الفكر لعلّك ، تصبح مَلكاً للصقور !
    لقد أصبح جناح فكرك ملوثاً بالطين تقيلًا . ذلك لأنّك تأكل الطين . وقد أصبح لك بمثابة الخبز !
    إنّ الخبز واللحكم طين ( في أصلهما ) ، فأقلل من أكلهما حتى لا تبقى عالقاً بالأرض مثل الطين .
    ...............................................................
    ( 1 ) يشير الشاعر إلى حديث قدسي رواه الرسول ، نصه : “ كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لأعرف “ . وقوله : “ جعل الأرض أكثر إشراقاً من الأفلاك “ ، إشارة لخلق آدم - أعظم مخلوقات اللَّه - من ترابها ، وجعلها مقراً لبني الإنسان .


    “ 360 “

    وأنت - حين تجوع تصبح كالكلب ، وتغدو ضارباً سيّء الطبع ، خسيس العرق !
    وحين تمتلئ بالطعام تصير كالميّت ، فلا تعي ولا تتحرك كأنّك حائط !

    2875 فإذا كنت في لحظة ميَّتاً ، وفي أخرى كلباً ، فأنَّى لك أنْ تُحسن العدو في طريق الأسود ؟
    ولتعلم أن الكلب إنما هو وسيلتك للصيد ، فلا تُلق إليه بكثير من العظام .
    ذلك لإنّ الكلب - حين يشبع - يصير عنيداً ، فيكف يجري مندفعاً نحو الصيد الثمين ؟
    وها هي ذي الفاقة قد اجتذبت هذا الأعرابيّ إلى هذه الحضرة ، فشهد تلك السعادة !
    وقد ذكرنا في حكايتنا إحسان الملك إلى هذا المسكين الذي كان بلا ظهير .

    2880 وما نطق العاشق بشيء إلا انطلقت رائحة العشق من فمه إلى مقام العشق .
    فلو تحدّث في الفقه جاء كل حديثه زهداً ، وفاحت رائحة الزهد من حديثه العذب !
    ولو نطق بالكفر ، فإنّ لكفره رائحة الدين ! ولو تكلم بالشكّ صار شكُّه يقيناً !
    فالزبد القبيح الذي يظهر فوق بحر الصدق ، ليس إلا ظلمة قد زانها أصلها الصافي !
    فلتعلم أنّ هذا الزبد صاف ، ووجوده متوقَّع . وما هو إلا كالشتم من شفة الحبيب .


    “ 361 “

    2885 - وهو الذي يغدو شتمه غير المطلوب، حلواً من أجل عارضه المحبوب!
    فإنْ يقل ( الصوفيُّ ) قولا يَبْدُ مستقيماً. فما أعجب هذا العوج الذي يزين الاستقامة!
    فلو أنّك طبخت السكرّ على صورة الخبز ، يأتيك طعم القند - حين تتذوّقه - لا طعم الخبز .
    ولو أن مؤمناً وجد صنماً من الذهب ، فكيف يتركه لعابد ( من عبّاده ) ؟
    إنه ليأخذه ويُلقى به في النار ، ويطحم صورته المزيّفة !

    2890 - حتى لا يبقى في الذهب شكل الوئن ، ذلك لأنّ الصورة مانعة قاطعة للطريق !
    إن ذاته الذهبية ذات ربانية . ومن الزيف تصوير الصنم على النقد الذهبي .
    ولا تحرق بساطاً من جراء برغوث ، ولا تضع اليوم لا نزعاجك من كل بعوضة .
    إنك عابد للصنم لو بقيت أسير الصورة ! فدع صورة الصنم وانظر إلى الحقيقة !
    فإذا كنت حاجّاً فاطلب لك رفيقاً من الحجّاج ، سواء أكان هندياً أو تركياً أو عربياً .

    2895 - ولا تنظر إلى صورته ولونه ، بل انظر إلى عزمه وقصده !
    فلو كان أسود اللون فإن له ذات قصدك ، فسمّه أبيض فإنه شريكك في اللون !
    إن هذه الحكاية قد ذُكرت بصورة مضطربة ، بلا بداية ولا نهاية كأنها شؤون العاشقين .



    “ 362 “

    فلا بداية لها لأنها أسبق من الأزل ! ولا نهاية لها لأنها وثيقة القربى بالأبد !
    إنها كالماء ، كل قطرة منه رأس وقدم ، وهي في الوقت ذاته لا تملك أيّاً منهما .

    2900 - حاش اللَّه ! ما هذه بحكاية ، فتنبّه ! إنها نقد حالي وحالك ، فأحسن تأملها !
    إن الصوفيّ لا يذكر ما كان ماضياً ، لأنه ( دائماً ) يكون في كرّ وفرّ !
    ونحن الأعرابيّ ، ونحن الإبريق ، ونحن الملك أيضاً . وكلنا ( يصدق عليه قوله تعالى ) :” يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفكَ ““ 1 “ .
    واعلم أن الزوج هو العقل ، وأنّ الزوجة هي الحرص والطمع .
    وهذان مظلمان منكران ، وأما العقل فهو الشمع ( المنير ) .
    فاستمع الان إلى أصل الإنكار، وكيف ظهر. (لقد ظهر) لأنّ الكل أجزاء متنوعة .

    2905 - والنسبة إلى الكل إنما هي ( بقولك ) “ جزء الكل “ ، لا أجزاء الكل . فليس الجزاء ( هنا ) مثل عبير الوردة ، الذي لا جزء من الوردة .
    فلطف الخضرة هو جزء من لطف الوردة . وشدو القمريّ جزء من دلك الطائر العزيّد .
    فإن أغد - ( على هذا النحو ) - مشغولًا بإثارة المشكلات وتوضيحها ، فمتى أستطيع أن أُقدِّم الماء للظماء “ 2 “ ؟
    ...............................................................
    ( 1 ) إشارة لقوله تعالى : “ إن ما توعدون لصادق ، وإن الدين لواقع والسماء ذات الحبك ، إنكم لفي قول مختلف ، يؤفك عنه من أفك “ . ( الذاريات ، 51 : 4 - 9 ) .
    ( 2 ) لو ظلمت على هذا النحو أثير المشكلات العقلية وأرد عليها وأوضحها . فأي وقت يبقي لي لأقدّم المعاني الروحية لمن هو ظماء إلى الحقيقة .

    “ 363 “

    فإن غمض عليك كل شيء ، وأحسست بالحرج ، فاصبر فإن الصبر مفتاح الفرج .
    ولتمارس الحميْة من الأفكار “ 1 “ ، والامتناع عنها . إن الفكر هو الأسد وحمار الوحش ، والقلوب هي الآجام .

    2910 - إن الحمية رأس كل دواء . ذلك لأنّ الحك يزيد الجرب .
    فمن اليقين أن الحمية أصل الدواء . فهارسها ثم انظر إلى قوة روحك .
    فليكن “ قلبك “ مثل الأذن ، متقبلًا هذه الأفكار ، حتى أصنع لك قرطاً من الذهب “ 2 “ .
    بل إنك تصبح قرطاً في أذن القمر الصائغ . ويرتفع ( قدرك ) إلى القمر وإلى الثريّا !
    فاعلم أولًا : أن البشر المختلفين قد اختلفت أرواحهم من الألف إلى الياء .

    2915 - وفي اختلاف الحروف قلق وشك مع أنها - من أحد الوجوه - واحدة ، من البداية حتى النهاية “ 3 “ .
    إنها متضادّة من وجه ، متحدة من وجه آخر . وهي هزل من جهة ، وجدّ من جهة أخرى “ 4 “ .
    وفي يوم القيامة - يوم العرض الأكبر - يطلب العرض ذو العظمة والجلال .
    ...............................................................
    ( 1 ) المراد بالأفكار هنا الهواجس والوساوس ، وهي تصطرع في القلوب ، ويأكل بعضها بعضاً ، كما يفعل الأسد بحمار الوحش .
    ( 2 ) في البيت جناس بين كلمة “ گوش وار “ بمعنى ( مثل الأذن ) “ گوش وار “ بمعنى ( قرط ) .
    ( 3 ) ان الحروف تمثل أصواتاً مختلفة ولكنها معاً متحدة الغاية ، فهي تشترك معاً في التعبير عن المعاني . . وكذلك البشر مختلفون من بعض الوجوه في طبيعة نفوسهم ، ولكن البشرية تجمع بينهم .
    ( 4 ) وكما أن بعض الحروف متنافر مع البعض الآخر ، والبعض متوافق مع البعض الآخر ، كذلك البشر .



    “ 364 “

    فمن كان ( أسود الوجه ) كالهندي لسوء كسبه ، فإن يوم العرض هو أوان افتضاحه .
    فما دام لا يملك وجهاً ( مشرقاً ) كالشمس ، فإنه لا يبتغي سوى ليل يكون له كالنقاب .

    2920 - وما دامت أشواكه لا تملك ورقة واحدة من الورد ، فقد صار الربيع عدوّاً لأسراره .
    فأما من كان - مَنْ رأسه إلى قدميه - ورداً وسوسن ، فالربيع ( حبيب إليه ) كعينين مبصرتين !
    إن الشوك الخاوي من المعنى يريد الخريف ويطلبه ، حتى يطاول بكتفيه بستان الورد !
    فإن الخريف يحجب حسن هذا ( الورد ) ، وعار ذلك ( الشوك ) ، فلا ترى لون هذا ولا لون ذاك .
    فالخريف للشوك ربيع وحياة ! إنه يظهر الحصى والياقوت النقيّ بصورة واحدة .

    2925 - والبستاني ( وحدة ) يدرك ذلك حتى في الخريف . لكن إبصار الواحد خير من إبصار الدنيا !
    ولو كان العالم هو ذلك الشخص وحده لكان عالماً أبله ! إن كل نجم من النجوم جزء من القمر !
    ولهذا فإن كلّ نقش وكل صورة ( بديعة ) تهتف : “ بشرانا ، بشرانا ! إن الربيع قادم !
    “ وطالما بقيت البراعم ملتمعة ( كحلقات ) الدرع ، فكيف تظهر الثمار عقودها ؟
    إن الثمار تبرز عندما تسقط البراعم . وكذلك ترفع الروح رأسها عندما يتحطم الجسد .


    “ 365 “


    2930 - إن الثمار هي المعنى ، والبراعم هي الصورة ! البراعم هي البشرى والثمار هي النعمة .
    فحينما سقطت البراعم ظهرت الثمار . وجاءت زيادةُ هذه الثمار نتيجة لنقصان تلك البراعم .
    وكيف يمنحُ القوة خبز لم يكسر ؟ أم كيف تعطي النبيذ عناقيد كرم لم تُعتصر .
    وكيف يصبح الدواء مقوياً للصحة ، ما لم تُسحق معه الهليلة ؟

    في صفة الشيخ المرشد ووجوب طاعته

    يا ضياء الحق ، يا حسام الدين ! خذ ورقة أو ورقتين وزدهما على وصف الشيخ ( المرشد ) .

    2935- فمع أن جسمك الرقيق ليس بذي قوة، فإننا لا نور لنا بدون شمس (روحك) !
    ومع أنك قد أصبحت المصباح والزجاجة، فإنك أنت قائد القلب، وأنت طرف الخيط !
    فما دام طرف الخيط في كفك ، وعلى هواك ، فإن حبات عقد القلب من إنعامك .
    فاكتب أحوال الشيخ العارف بالطريق ! واختر الشيخ ، واعلم أنه عين الطريق .
    إن الشيخ مثل الصيف ، والناس مثل الخريف ! الشيخ مثل القمر والناس مثل الليل !

    2940 - لقد سميت بختي الشاب “ 1 “ شيخاً . وإنه لشيخ ( بمعرفة ) الحق لا بمر الزمان .
    ...............................................................
    ( 1 ) البحث الشاب هو الخط السعيد . وقد كنى بهذه العبارة عن تلميذه حسام الدين .

    “ 366 “

    إنه شيخ إلى حد أنه لا ابتداء له . وهل هناك قرين للدر اليتيم ؟
    والخمر المعتقة تكون أقوى أثراً ، كما أن الذهب القديم يكون أثمن قدراً .
    فاختر لك شيخاً مرشداً ، فإن السفر بدون المرشد ، كثيراً ما يكون مليئاً بالآفات والخارف والأخطار .
    وبدون الدليل ، تكون حائراً ( حتى ) في الطريق التي طرقتها مراراً .

    2945 - فحاذر ، ولا تمش وحيداً في الطريق التي لم ترها قط ! ولا تحوّل وجهك عن الدليل !
    فإنك - أيها الأحمق - إن لم تستظل بظلمه ، يجعلك صوت الغول ( جزعاً ) دائر الرأس .
    إن الغول يزجّ بك من الطريق إلى الهلاك ! فكثيرون يفوقونك في الدهاء كانوا من قبل بهذا الطريق “ 1 “ .
    فاستمع إلى ما جاء في القرآن عن ضلال السالكين ، وماذا فعل بهم إبليس الخبيث الروح .
    لقد دفعهم في طريق بعيدة عن الجادة ، مداها آلاف السنين ، وجعلهم عوراً مدبرين .

    2950 - فانظر إلى عظامهم وشعرهم. والشمس العبرة ، ولا تسق حمارك نحوهم.
    بل أمسك برقبة حمارك ، واجتذبه نحو الطريق . نحو الأخيار من حُرّاس الطريق والعارفين به .
    حذار ! لا تَدَعْ الحمار ، ولا ترفع يديك عنه ، ذلك لأنه يعشق الأرض التي يكثر فيها العشب .
    فلو أنك غفلت عنه ، وتركته لحظة واحدة ، فإنه يمشي فراسخ نحو الأعشاب !
    ...............................................................
    ( 1 ) كثيرون مروا بهذا الطريق من قبل - بدون دليل - فهلكوا .



    “ 367 “

    إن الحمار عدوّ للطريق ، لأنه ثمل بالعلف ! فلكم أورد من راكب موارد التلف !

    2955 - فإذا لم تعرف ، فافعل عكس ما يريده الحمار ، يكن ذلك بحق قصد السبيل !
    فشاوروهنّ ، ولكن خالفوهنّ “ 1 “ فإن من لم يعصهن مآله إلى التلف .
    ولا تكن صديقاً ( لداعي ) الهوى والشهوة ، فإن ذلك يضلّك عن سبيل اللَّه .
    وليس كظل الرفاق شيء يغلب هذا الهوى في الدنيا .

    كيف وصى رسول اللَّه علياً كرم اللَّه وجهه ( قائلا ) :
    إن كل إنسان يتقرب إلى الحق بنوع من الطاعات فتقرب أنت إلى الحق بصحبة عاقل يكون عبداً من خواص العباد حتى تفوق الجميع

    قال رسول اللَّه لعليّ : “ يا عليّ ! إنك أسد اللَّه ، وإنك لبطل شجاع !

    2960 - ولكن لا تجعل كل اعتمادك على الشجاعة . بل التجىء إلى ظل نخيل الأمل .
    التجىء إلى ظل ذلك العاقل ، الذي لا تستطيع قوة أن تحوله عن الطريق .
    إن ظله على الأرض مثل جبل قاف ، وروحه كالعنقاء المحلقة العالية الطواف .
    ...............................................................
    ( 1 ) إشارة إلى حديث الرسول : “ شاوروهن وخالفوهن “ .



    “ 368 “

    فلو أنني حدثتك عن نعته حتى القيامة ، فلا تتوقع لهذا الحديث نهاية ولا غاية .
    إنه شمس قد اتخذت مظهر البشر ، فافهم ذلك . واللَّه أعلم بالصواب .

    2965 - يا عليّ ! تخير من جملة طاعات الطريق ظل واحد من عباد اللَّه !
    فكل إنسان قد التجأ إلى إحدى الطاعات ، واتخذ له سبيلًا للنجاة .
    فاذهب والتجىء إلى ظل عاقل ، حتى تخلص من ذلك العدو الذي يعاندك في الخفاء .
    فهاك طاعة هي خير من جميع الطاعات ، وبها تفوز بالسبق على كل سابق !
    وحين يقبلك الشيخ المرشد فتنبه ، واستسلم لأمره ، واسلك سلوك موسى وهو رهن حكم الخضر .

    2970 واصبر - بدون نفاق - على كل ما يعمله الخضر ، حتى لا يأمرك بالذهاب قائلًا :” هذا فراقُ بَيْني وَبَيْنكَ ““ 1 “ .
    فلو أنه خرق السفينة فلا تنبس بكلمة . وإذا قتل الطفل فلا تقتلع شعر رأسك .
    لقد وصف اللَّه يد ( العبد المخلص ) بأنها مثل يده حين قال :” يَدُ اللَّه فَوْقَ أَيْديهمْ ““ 2 “ .
    إنّ يد الحق تميت ( الطفل ) ثم تحييه “ 3 “ . وأي حياة تضفيها عليه ؟ إنها تجعله روحاً خالداً !
    والقلة النادرة التي عبرت هذا الطريق وحيدة ، أدركت ( الغاية ) بعون قلوب الشيوخ المرشدين .

    2975 فيد الشيخ ليست بقاصرة عمن غابوا عنه . فما يده إلا يد اللَّه عزّ وجلّ .
    ...............................................................
    ( 1 ) ( سورة الكهف ، 18 : 78 ) .
    ( 2 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ إن الذين يبايعونك إنما يبايعون يد اللَّه فوق أيديهم “ . ( سورة الفتح ، 48 : 10 ) .
    ( 3 ) عاد الشاعر هنا للإشارة إلى قصة الخضر وقتله للطفل ، فقال إن الخضر قتله بيد الحق .



    “ 369 “

    فإذا كان ( الشيوخ ) يهبون الغائبين مثل هذه الخلع ، فلا شك أن الحاضرين أحسن حالًا عندهم .
    وإذا كانوا يمنحون الغائبين هذا النوال ، فأية نعم يهبونها للحاضرين ؟
    وأين من يكون خارج الباب ممن يمثل في خدمتهم .
    فإذا اخترت الشيخ فلا تكن واهي القلب ، ولا تكن رخواً كالماء ولا منحلًا كالتراب !

    2980 - وإذا كانت كل ضربة تملؤك بالحقد ، فكيف تصبح - بدون صقل - مرآة ( لا معة ) ؟

    كيف ( طلب ) رجل من قزوين ضرب صورة الأسد باللون الأزرق على كتفه ،
    وكيف ندم من جرَّاء وخز الإبرة

    استمع من صاحب بيان إلى هذا الحكاية ، عن طريقة أهل قزوين وعاداتهم .
    إنهم يضربون الوشم الأزرق بالإبرة على البدن واليدين والكتفين ، بدون ( أن يصيبهم ) ضرّ .
    وذات مرة ذهب رجل من قزوين إلى أحد الدلاكين ، وقال له :
    “ اضرب لي وشماً أزرق ، وأحسْسنْ تصويره “ .
    فقال الدلاك : “ أية صورة أضرب أيها البطل ؟ “ فقال الرجل : “ اضرب صورة أسد هصور !

    2985 إن طالعي ( برج ) الأسد ، فاضرب صورة الأسد ، وابذل قصارى جهدك ، وضع الكثير من اللون الأزرق ! “ فقال الدلاك : “ وعلى أي موضع أضرب الصورة ؟ “ فقال الرجل :
    “ اضرب هذه الصورة الجميلة على كتفي “ .



    “ 370 “

    فلما أخذ الدلاك يغرس الإبرة ، حلّ ألمُ الوخز بكتف الرجل ، فأخذ البطل يئن قائلًا : “ أيها العظيم !
    لقد قتلتني فأية صورة تضرب ؟ “ فقال الدلاك : “ لقد طلبت مني أسداً “ . فقال الرجل : “ فبأي جزء من جسمه بدأت ؟ “ .

    2990 - فأجاب الدلاك : “ لقد بدأت بالذيل “ ، فقال الرجل : “ دعك من الذيل يا حبيبي “ 1 “ !
    لقد احتبست أنفاسي من ذيل الأسد وعجزه . إن عجزه قد أطبق بإحكام على مجرى أنفاسي !
    فليكن الأسد بدون ذيل ، يا صانع الأسد ! لقد وهن قلبي من ضربات إبرة الوشم “ .
    فأخذ الدلاك يضرب بإبرته جانباً آخر ، بدون مجاملة ولا مواساة ولا رحمة .
    فصاح الرجل : “ أيّ عضو من الأسد ذلك ؟ “ ، فأجاب الدلاك : “ إن هذه أُذنه ، أيها الرجل الطيب “ .


    2995 - فقال الرجل : “ لا كانت له أُذن أيها الحكيم ! ألا فلتقطع الأذن ولتقصِّر هذا البساط “ “ 2 “ .
    فبدأ الدلاك يخزه في جانب آخر ، وبدأ القزويني يصرخ من جديد .
    وقال : “ أي عضو ترسمه على هذا الجانب الثالث ؟ “ فقال الدلاك : “ إن هذا بطنه ، أيها العزيز ! “ .
    فقال الرجل : “ لا كانت للأسد بطن ! ما ضرورة البطن لصورة متشبّعة باللون ؟
    “ فذهل الدلاك ، وتولته حيرة عظيمة ، وظل برهة طويلة يعض بنانه .

    3000 - ثم ألقى هذا الأستاذ بإبرته على الأرض ، وقال : “ هل جرى هذا الأحد في العالم ؟
    ...............................................................
    ( 1 ) حرفياً : يا عيني .
    ( 2 ) لتختصر هذه الصورة ولا تَبْسُطها .



    “ 371 “

    فمن ذا الذي رأى أسداً بدون ذيل ولا رأس ولا بطن ؟ إن اللَّه ذاته لم يخلق أسداً كهذا !
    “ فيا أخي ! اصبر على وخز الإبرة ، حتى تنجو من وخز نفسك الكافرة .
    فإن هذه الجماعة التي تخلصت من وجودها ( الذاتي ) يسجد لها الفلك والشمس والقمر !
    وكل من ماتت في جسده النفس الكافرة ، تذعن لأمره الشمس والسحاب .

    3005 - فقلبه إذ تعلم إيقاد الشموع ، لا تبقى للشمس قدرة على إحراقه .
    ولقد قال الحق عن الشمس المشرقة إنها كانت” تَزاوَرُ عَنْ كَهْفهمْ ““ 1 “ .
    إن الأشواك تصير كلها لطيفة كالورد أمام الجزئي الذي يتجه نحو الكل “ “ 2 “ .
    فأي شيء يعنيه تعظيم اللَّه وتمجيده ؟ أن تجعل النفس ذليلة ( رخيصة ) كالتراب .
    وما معنى علم توحيد اللَّه ؟ أن تحرق نفسك أمام الواحد !

    3010 - فإذا كنت تريد أن تُشرق مثل النهار ، فأحرق كيانك ( المظلم ) كالليل .
    واصهر وجودك في وجود راعي الوجود ، كما ينصهر النحاس في الإكسير .
    إنك قد أحكمت قبضتك على “ أنا “ و “ نحن “ ، وما كل هذا الخراب إلا من التثنية “ 3 “ .
    ...............................................................
    ( 1 ) ( سورة الكهف ، 18 : 17 ) . وفي قصةأهل الكهف أن الشمس إذا طلعت كانت تميل عن كهفهم ، ولا يقع شعاعها عليه ، وبذلك لم يكونوا يتأذون من حرارة الشمس .
    ( 2 ) أي أن مصاعب الطريق التي يسير فيها السالك نحو خالقه تهون أمام الإخلاص فتصبح الأشواك وكأنها ورود .
    ( 3 ) التثنية هنا ، تأكيد الوجود الإنساني إلى جانب الوجود الإلهي .

    * * *

      الوقت/التاريخ الآن هو 26/11/2024, 20:49