..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب أخبار وحكايات لأبي الحسن محمد بن الفيض الغساني
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Emptyأمس في 17:11 من طرف Admin

» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Emptyأمس في 17:02 من طرف Admin

» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Emptyأمس في 16:27 من طرف Admin

» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Emptyأمس في 15:41 من طرف Admin

» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Emptyأمس في 15:03 من طرف Admin

» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Emptyأمس في 14:58 من طرف Admin

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68544
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3 Empty 13 - كيف توجه الذئب والثعلب إلى الصيد في معيّة الأسد .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج3

    مُساهمة من طرف Admin 14/10/2020, 13:52


    كيف ارتد كاتب الوحي لأن شعاع الوحي تجلى عليه بإحدى الآيات
    قبل أن يتلوها الرسول عليه السلام فقال : "وأنا أيضاً ينزل عليّ الوحي"

    كان للوحي كاتب قبل عثمان . وكثيراً ما أظهر الجد في كتابة الوحي .
    فبينما كان الرسول ينطق بالوحي ، كان هذا يسارع فيسجله على الورق .

    3230 - وكان شعاع هذا الوحي يشرق عليه - وإذ ذاك كانت تتجلى الحكمة في باطنه .
    ( وحدث ) أن الرسول كان يملي هذه الحكمة ذاتها . فبهذا القدر ( من الحكمة التي تجلّت له ) ضلّ هذا الفضولي .
    ( فحدّث نفسه قائلًا ) : إن هذا الذي ينطق به الرسول المستنير ، قد تجلّت لي حقيقته في الضمير ! “ وانكشف شعاع تفكيره للرسول ، وحل قهر الحقّ بروح هذا الكاتب .
    فترك النسخ وخرج عن الدين ، وصار عدواً مرّ العدواة للمصطفى ودينه .

    3235 - فقال المصطفى ، “ أيها الكافر العنيد ! لو أنَّ النور كان منك فكيف أصبحت مظلماً ؟
    إنك لو كنت ينبوعاً إلهيّاً لما فاضت منك هذه المياه السوداء ! “ ولقد أغلق هذا المغرور فمه ، حتى لا يتحطّم غروره أمام هذا وذاك ! لقد أظلم باطنه ، ولهذا لم يستطع أنْ يتوب . فياله من عجب ! وكان يتأوِّه ، ولكن التأوَّه لم يُجده نفعاً ، حين جاء السيف واحتزّ رأسه .

    3240 - إن اللَّه قد جعل الغرور ( قيداً يزن ) مائة منّ من الحديد . وكم هناك من مقيّد بهذا القيد الخفي ! فالكبرياء والكفر يغلقان الطريق على هذه الصورة ، فلا يستطيع المذنب أن يتأوه ( ندماً ) .

    “ 392 “

    قال تعالى :” إنَّا جَعَلْنا في أَعْناقهمْ أَغْلالًا ، فَهيَ إلَى الْأَذْقان فَهُمْ مُقْمَحُونَ ““ 1 “ .
    وليست هذه الأغلال مما يقّيد ظاهرنا .
    ( وقال أيضاً ) :” وَجَعَلْنا منْ بَيْن أَيْديهمْ سَدًّا وَمنْ خَلْفهمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصرُونَ ““ 2 “ ، وهذا الأعمى لا يبصر السد وراءه ولا أمامه ! فهذا السد الذي قام ، قد اتخذ صورة الصحراء ، ( ولهذا ) فإنه لا يعلم أن السد ( الذي يواجهه ) إنما هو سدّ القضاء “ 3 “ .

    3245 - إن محبوبك ( الصوري ) سدّ يحجب وجه محبوبك ( الروحي ) ، ومرشدك ( الحسّيّ ) سد أمام حديث مرشدك ( الروحي ) .
    وكم من كافر مولع بالدين ، وما صدّه عنه إلا الغرور والكبر ، وما شابههما .
    فهذا قيد خفيّ ، ولكنه أقوى من الحديد ، فقيد الحديد تحطمه الفأس .
    وقيد الحديد من المستطاع إبعاده ، وأما القيد الغيبي فلا يعرف أحد له دواء .
    فلو أن المرء لدغه زنبور بإبرته ، فإنه يخرج من جسمه إبرة هذا الزنبور .

    3250 - أما إذا كان وخز الإبرة من وجودك ذاته ، فإن الهم يكون قوياً والألم لا يهون ! إن شرح هذه ( الأمور ) يتوثب من صدري ، ولكني أخشى أن يصبح باعثاً على اليأس .
    ...............................................................
    ( 1 ) ( سورة يس ، 36 : 8 ) . ولفظة مقمحون ، في الآية ، معناها : “ رافعون رؤوسهم غاضون أبصارهم “ .
    ( 2 ) ( سورة يس ، 36 : 9 ) .
    ( 3 ) إن مثل هذا السد معنوي ، لا يبدو لعينيه حسياً كالسدود التي يعرفها . الأرض أمامه منبسطة كالصحراء ، ومع ذلك فإنه لا يرى . الأمور سهلة ميسورة الفهم ومع ذلك يستعصي عليه الفهم لأن سداً نفسياً يقف حائلًا بينه وبين ذلك .



    “ 393 “

    لا ! لا تكن يائساً ، بل كن سعيد النفس . واهتف باستغاثتك أمام هذا المغيث ! ( قائلًا ) : “ يا محبّ العفو ! اعف عنا ، أيها المداوي لعناء جرحنا القديم ! “ إن خيال الحكمة أضلّ ذلك الشقي “ 1 “ . فلا تكن مغروراً وإلا جعل منك غباراً سحيقاً .

    3255 - أيها الأخ ! إن الحكمة منطلقة إليك . وإنها من الأبدال عارية لديك .
    إن المنزل “ 2 “ لو رأى النور يعم أرجاءه ، فإن هذا النور قد أشرق عليه من جار منير .
    فكن شاكراً ، ودع خداع النفس ، ولا تشمخ بأنفك ! وأحسن الإنصات ، ولا تُصَبْ قطّ بالغرور ! فوا أسفاه ! وأسفاه مائة مرة ، أنّ هذا ( الأمر ) العارض “ 3 “ قد دفع الأمم بعيداً عن الوحدة .
    إنني لعبد لهذا الذي لا يعدّ نفسه - في كل رباط - واصلًا إلى السماط “ 4 “ .

    3260 - وما أكثر الربط التي لا بدَّ للمرء أن يمرّ بها ، حتى يصل - ذات يوم - إلى مسكنه “ 5 “ .
    إنَّ الحديد - وإنْ أصبح أحمر اللون - فليست الحمرة لون ، وما شعاعه إلا عارية من نار تصليه .
    ...............................................................
    ( 1 ) الإشارة هنا إلى كاتب الوحي الذي ارتد .
    ( 2 ) يرمز بالمنزل هنا إلى قلب الإنسان أو باطنه .
    ( 3 ) الغرور .
    ( 4 ) يقول الشاعر إنه عبد لذلك الرجل المتواضع الذي لا يعتبر نفسه واصلًا إلى الحقّ في كل مرحلة من مراحل تطوره الروحي .
    ( 5 ) ما أكثر المراحل الروحية التي يمربها الإنسان حتى يتحقق له الوصول .



    “ 394 “

    وإذا امتلأت بالنور نافذة أو دار ، فكنْ لعى يقين أنه ليس من مضيء سوى الشمس ! فكلّ حائط وكل باب يقول : “ إنني مضيء ( بذاتي ) ولست مستعيراً نور غيري ، بل ذلك نوري ! فتقول له الشمس : “ أيها الخالي من الرشد ! إنّ الأمر سيتضح لك حين أغيب “ .

    3265 - والنبات الأخضر يقول : “ إنني أخضر بنفسي ! إنني سعيد ضاحك سامق منذ القدم “ .
    فيقول فصل الصيف : “ يا أمم النبات ! سترون أنفسكم حين أذهب ! “ إنّ الجسم يتيه بحسنه وجماله ، أما الروح فقد أخفى جلاله ، وقوادمه وخوافيه .
    يقول للجسم : “ من أنت أيها المزبلة ؟ إنك تعيش بأشعتي يوماً أو يومين ! والعالم لا يتسع لغنجك ودلالك ! ( لكن ) مهلًا حتى أفلت منك !

    3270 - فالذين أدفؤوك ( بالحبّ ) سيحفرون لك قبراً ، ويجعلونك طعمة للنمل والزواحف ! وذلك الذي كثيراً ما قتله عشقك ، سوف يسدّ أنفه من رائحتك المنتنة ! إنِّ أشعة الروح هي النطق والعين والأذن ، كما أنَّ أشعة النار تكون في غليان الماء .
    وكما ( تشرق ) أشعة الروح على الجسد ، فإنّ أشعة الأبدال ( تشرق ) على روحي .
    فإذا ما فارق الروحَ روحُ ، الروح ، فاعلم أنه يصير مثل جسد بلا روح .

    3275 - ولهذا السبب أضع رأسي على الأرض ( خاشعاً ) ، حتى تكون الأرض شاهدي يوم الدين .

    “ 395 “

    ففي يوم الدين - حين تزلزل الأرض زلزالها - تكون هي الشاهد على أحوالها “ 1 “ .
    فإنها” يَوْمَئذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها ““ 2 “ فينطق بالقول التراب والأحجار .
    والمتفلسف منكر لهذا بفكره وظنِّه . فقل له : “ اذهب ، واضرب بر أسك هذا الحائط “ .
    إنّ نطق الماء ، ونطق التراب والطين ، كل أولئك مما تدركه حواسّ أهل القلوب !

    3280 - والمتفلسف ، الذي ينكر الجذع الحنّان “ 3 “ غريب عن حواسّ أهل القلوب !
    إنه يقول إنَّ أشعة أحزان البشر تلقي في أذهانهم بكثير من الأوهام .
    بل الأمر على عكس فساده وكفره . فإنَّ خياله الجاحد قد أثرَّ فيه .
    إنِّ المتفلسف ينكر الشيطان ، وهو في الوقت ذاتهُ مسَخرَّ للشيطان !
    فإنْ لم تكن قد رأيت الشيطان ، فانظر إلى نفسك . إنَّ زرقة الجبين لا تكون بدون جنون .

    3285 - وكلّ من كان في قلبه شك والتواء ، فهو في هذا العالم فيلسوف مستتر !
    إنه يتظاهر بالاعتقاد ، لكنِّ عرق الفلسفة يسوّد وجهه بين حين وآخر !
    فحذار أيها المؤمنون ، فإنَّ هذا ( العرق ) كامن فيكم ، كما أنّ بكم عوالم كثيرة لا تحدّ !
    ...............................................................
    ( 1 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ إذا زلزلت الأرض زلزالها . وأخرجت الأرض أثقالها . وقال الإنسان مالها . يومئذ تحدث أخبارها “ . ( 99 : 1 - 4 ) .
    ( 2 ) إشارة إلى قوله تعالى : “ إذا زلزلت الأرض زلزالها . وأخرجت الأرض أثقالها . وقال الإنسان مالها . يومئذ تحدث أخبارها “ . ( 99 : 1 - 4 ) .
    ( 3 ) إشارة إلى قصة سبق ورودها في المثنوي ( انظر الأبيات 2113 - 2120 ) .



    “ 396 “

    وفيكم جملة الملل الإثنتين والسبعين “ 1 “ ، فواهاً لو أنها تمكنت منكم ذات يوم ! فكل من كان له نصيب من الإيمان ، فإنه يرتعد من خوف هذا ( الشك ) ، كورقة الشجر .

    3290 - إنك قد سخرت من إبليس والشيطان ، لأنك رأيت نفسك رجلًا طيّباً .
    ولو أن نفسك أظهرت دخليتها “ 2 “ فكم من صيحة استنكار تنتزعها من أهل الدين ! ففي الدكان يضحك كل ما اتخذ مظهر الذهب “ 3 “ ، ذلك لأن محك الامتحان يكون مختفياً .
    فلا تكشف سترنا ، أيها الستّار ! وكن لنا مجيراً يوم الامتحان .
    إنّ النقد الزائف ليطاول الذهب في جنح الدجى ، فينتظر الذهب النهار .

    3295 - ويقول له الذهب بلسان الحال : “مهلًا - أيها المزوّر - حتى ينبثق النهار."!
    إن إبليس اللعين كان من الأبدال آلاف السنين ، بل إنه كان أمير المؤمنين !
    فسوَّل له غروره أنْ يضرب بقبضته آدم ، فافتضح كما يفتضح البعر في وقت الضحى .
    ...............................................................
    ( 1 ) إشارة إلى الحديث الذي ينسب إلى الرسول أنه قال إن الأمة تنقسم من بعده إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وهو حديث مشهور يكثر ذكره في كتب الفرق . والاثنتان وسبعون ملة التي ذكرها الشاعر هي الفرق الهالكة .
    ( انظر : الشهرستاني ، الملل والنحل ، ص 21 ) .
    ( 2 ) حرفياً : “ ولو أن نفسك قلبت ثوبها “ .
    ( 3 ) أي أن المعادن الشبيهة بالذهب ، المعروضة في الدكان ، تبتسم ما دام المحك بعيداً عنها ، فتخدع الناس ببريقها .


    “ 397 “

    كيف دعا بلعام بن باعور اللَّه ( قائلا ) " يا رب !
    ردّ موسى وقومه بدون مرادهم عن تلك البلدة التي حاصروها "

    إنّ أبناء الدنيا خضعوا لبلعم بن باعور “ 1 “ ، فقد كان كعيسى في زمانه .
    فما سجد الناس لأحد سواه . وكان سحره ( يردّ ) الصحة للمريض !

    3300 - وقد دفعه الكبر والكمال إلى التهجّم على موسى ، فكان أن صار حاله إلى مثل ما سمعتَ به ! .
    وكم في الدنيا من ألوف مثل إبليس وبعلم ، سواء منهم من كان ظاهراً أو مستتراً .
    وقد صيرّ اللَّه هذين مشتهرين ، ليكونا شاهدين على الآخرين .
    لقد علّق هذين اللصين فوق مشنقة عالية ، ولولا ذلك لحلّ قهرُه بكثير من اللصوص “ 2 “ .
    لقد جرّ هذين من شعرهما نحو المدينة ( مشهّراً بهما ) . ( ولولا ذلك ) ما استطاع أحد أن يحصي صرعى غضب اللَّه .
    ...............................................................
    ( 1 ) كان بعلم باعوراء أحد علماء بني إسرائيل . وقد ورد ذكره في تفسير قوله تعالى : “ وأتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين “ . ( الأعراف ، 7 : 175 ) . قال بعض المفسرين إن المقصود هنا هو بلعم بن باعوراء الذي دعا على موسى فأوقعه في التيه . فلما سأل موسى ربه عن سبب وقوعه في التيه ، أجابه إن ذلك كان بدعاء بعلم . فقال موسى ربه عن سبب وقوعه في التيه ، أجابه إن ذلك كان بدعاء بعلم . فقال موسى : “ اللهم كما سمعت دعاءه علي فاسمع دعائي عليه “ ، فخرجت الحكمة من صدره كحمامة ببضاء .
    وهناك صور أخرى لهذه القصة عن ابن مسعود وابن عباس في تفسير الطبري وغيره .
    ( 2 ) أي أن إبليس وبعلم عوقبا بصورة علنية فاشتهر أمرهما ، ولولا ما اشتهر من هذه العقوبة ، لوقع في الإثم كثيرون من أمثالهم ، ولكن العظة المستفادة من عقوبة كل من إبليس وبلعم كانت رادعاً للكثيرين .


    “ 398 “

    3305 إنك وليّ مدلّل في حدودك . فاتّق اللَّه ، ولا تتجاوز حدودك ! فإنْ طعنت في من هو أكثر منك دلالًا ، أنزلك اللَّه إلى حضيض الأرض السابعة ! وما جدوى قصة عاد وثمود ؟ لتعلم أن للأنبياء حظوة ( عند اللَّه ) .
    فهذه العلامات من خسف وقذف وصواعق ، جاءت بياناً لعزّة النفس الناطقة .
    فاقتل جميع الحيوانات من أجل الإنسان . واقتل كل البشر من أجل العقل .

    3310 - فما العقل ( الكلّي ) ؟ إنه ذهن كل عاقل . والعقل الجزئيّ يكون عقلًا ( أيضاً ) ، ولكنّه ضعيف .
    إنّ جميع الحيوانات المستوحشة من الإنسان أقلّ قيمة من الحيوانات المستأنسة .
    فهي إذ لم تجىء قابلة ( مسخّرة ) لأعمال الإنسان ، فإنّ دماءها حلال له .
    لقد سقطت عزّة هذه الوحوش ، لأنها جاءت مخالفة للَإنسان .
    وأيّ عزة تبقى - يا نادرة الزمان - إذا أصبحت كالحمر المستنفرة “ 1 “ ؟

    3315 - فالحمار لا يجوز قتله لأنه نافع ، فإذا أصبح وحشيّاً فدمه مباح .
    ومع أنّ الحمار ليس له علم يردعه ، فإنه لا يلقى عند الودود عذراً “ 2 “ .
    فإذا استوحش الإنسان ( ونفر ) من تلك الكملة “ 3 “ ، فكيف يكون معذوراً ، أيها الرفيق النبيل ؟
    ...............................................................
    ( 1 ) في البيت إشارة إلى قوله تعالى : “ كأنهم حمر مستنفرة ، فرّت من قسورة “ . ( المدثر ، 74 : 50 - 51 ) . وهذه الآية تصف الكفار الذين يهربون من سماع كلام اللَّه كأنهم حيمر نافرة ، فرّت من أسد يطاردها .
    ( 2 ) إن الحمار الأهلي إذا انقلب وحشياً حل بذلك قتله . هذا مع أن الحمار لا عقل له يردعه ويجعله مختاراً فيما يعمل .
    ( 3 ) الدعوة الإلهية .


    “ 399 “

    فلا جرم أنّ دماء الكفار أصبحت - كدماء الوحوش - مباحة للسهام والرماح .
    ونساؤهم وأولادهم كلّهم سبيُ حلال ، ذلك لأنهم مستوحشون نافرون من العقل الجليل .

    3320 - فالعقل الذي يفرّ من عقل العقول ، ينتقل من مرتبة التعقل إلى مرتبة الحيوان .

    كيف اعتمد هاروت وماروت على ما كان لهما من عصمة
    وطلبا الاختلاط بأهل الدنيا فافتتنا

    مثل هاروت وماروت الشهيرين ، اللذين أصابهما البطر بسهم مسموم .
    لقد كان معتمدين على ما لهما من قداسة . وأيّ اعتماد للجاموس على الأسد “ 1 “ ؟
    فهو يحتال في النطاح بمائة طريقة - ومع ذلك يمزّقه الأسد الضاري إرباً إرباً .
    ولو صار مكسواً بالقرون كأنه قنفد ، فإن الأسد لا محالة قاتله!

    3325- إنّ الريح الصرصر تقتلع الكثير من الأشجار ، وهي - مع ذلك - تبث النضرة في جميع الأعشاب .
    فهذه الريح العاتية ترحم ضعف الأعشاب ، فلا تكن مزهوّاً بقوتك أيها القلب ! وهل تخاف الفأس من كثافة أغصان الشجرة ؟ إنها تُحيلها قطعاً مبدّدة .
    ...............................................................
    ( 1 ) إذا اغتر الإنسان بنفسه ، وظن نفسه مقدّساً ، معصوماً ، لم ينفعه ذلك أمام جموح الشهوات . فالشهوة تقضي على التدين الغافل ، كما يفترس الأسد الجاموس .


    “ 400 “

    لكنها لا تلقي بثقلها فوق إحدى الأوراق . فحّدها ليس يدق إلا حدّاً ( صلبا ) .
    وأيّ خوف للشعلة من كومة الحطب ؟ ومتى يفرّ القصّاب من قطيع الغنم ؟

    3330 فما الصورة أمام المعنى ؟ إنها لضعيفة واهية ! وما جعل الفلك منقلباً منكّساً “ 1 “ سوى معناه .
    فاتخذ من الفلك الدوّار قياساً ! فمن ذا الذي يديره ؟ إنه العقل المدبر ! يا بنّي ! إن الروح المستتر هو الذي يدير هذا الجسم ، الذي هو شبيه بالدرع .
    وأما دوران هذه الريح فمن معناها . فهي مثل العجلة التي تكون أسيرة لماء النهر .
    وهذا الجرّ والمدّ ، ودخول هذا النَفَس وخروجهَ ، مَنْ الباعث عليه ، سوى هذا الروح المفعم بالحماس !

    3335 - وهو حيناً يجعل ( هذا النَفَس ) “ جيماً “ وحيناً “ حاء “ وحيناً “ دالًا “ “ 2 “ . وحيناً يجعله صلحاً وحيناً جدالًا .
    وهكذا كان اللَّه قد أطلق هذه الريح كالتنّين على قوم عاد ! ولكنه جعل الريح ذاتها سلاماً على المؤمنين ورعاية وأمناً ! لقد قال شيخ الدين : “ إنّ اللَّه هو المعنى . بل إن ربَّ العالمين بحر المعاني ! “ فكل طباق الأرض والسماء ، ليست سوى قش في ذلك البحر الفيّاض .

    3340 - وتدافع القش ورقصه فوق الماء ، إنما يجيء من الماء حين يجيش .
    فإذا أراد الماء أنّ يكون هذا القش ساكناً لا يماري ، فإنه يلقي به فوق الساحل .
    ...............................................................
    ( 1 ) شبَّه الفلك بإناء مقلوب .
    ( 2 ) الحروف المذكورة في الشطر الأول من البيت هي التي يتكون منها الفعل “ جحد “ .


    “ 401 “

    وحينما يجذبه من الساحل إلى منطلق الأمواج ، فإنه يفعل به ما تفعله الريح الصرصر بالعشب .
    وليس لهذا الحديث نهاية ، أيها الفتى ! فلتسرع ثانية نحو قصة هاروت وماروت !

    بقية قصة هاروت وماروت وكيف حلت بهما العقوبة
    والنكال بهذه الدنيا في بئر بابل

    حينما أصبحت آثام أهل الدنيا ومعاصيهم ظاهرة لهذين من نافذة ( السماء ) .

    3345 - أخذا - من الغضب - يعضّان على أيديهما ، ولكنهّما لم يبصرا عيبهما .
    ( فهما مثل ) رجل قبيح رأى وجهه في المرآة ، فغضب وحوَّل وجهه عنها ! والمغرور إذا رأى شخصاً يرتكب أحد الذنوب شبّت بنفسه نار مثل نار جهنّم .
    وهو يسمّي هذا الكبر حميّة دينيّة ولا يبصر في ذاته النفس المتكبرة .
    فحميّة الدين لها ظواهر أخرى . إنّ العالم مخضلّ بنار تلك الحميَّة !

    3350 - ولقد قال الحق لهما : إنْ كنتما من النور فلا تنظرا إلى سواد فعل ( هؤلاء ) الغافلين ! يا جنود السماء وخُدّامها ! كونوا للَّه شاكرين ، لأنكم قد نجوتم من الشهوة والفرج .
    فلو أنني ركبّت فيكم هذه الطبيعة ، لما بقي لكم مكان في السماء “ 1 “ .
    ...............................................................
    ( 1 ) حرفياً : “ لما بقيت السماء متقبلة لكم “ .


    “ 402 “

    فهذه العصمة التي بأجسامكم ، إنما هي ظلّ لعصمتي وحفظي .
    حذار ، حذار ! واعلموا أنّ تلك العصمة مني لا منكم حتى لا يغلبكم الشيطان اللعين .

    3355 - فهكذا كان كاتب وحي الرسول ، الذي أبصر في ذاته الحكمة والنور الأصيل .
    لقد حسب نفسه قريناً لطيور اللَّه في ألحانها ، وما كان لحنه إلا صفيراً كالصدى ! فإنْ أنت غدوت مقلّداً ألحان الطيور ، فأنّى لك أن تكون واقفاً على مرادها ؟
    وإنْ أنت تعلمّت صفير البلبل ، فأنّى لك أنْ تعرف ماذا يحمل للوردة ( من شعور ) ؟
    وحتى لو عرفت ، فما ذلك إلا من قبيل القياس والظنّ . كما يكون الحدس للصمّ من تحرك الشفاه .

    قصة الأصمّ الذي ذهب ليعود جاره المريض

    3360 - قال أحد الفضلاء لذلك الأصمّ : “ إن جارك مريض “ .
    فحدّث الأصمّ نفسه ، قائلًا : “ ما الذي سأسمعه بهاتين الأذنين الكبيرتين من كلام ذلك الشاب ؟
    وخاصّة أنه مريض ، وقد ضعف صوته ! لكنّ واجبي أنْ أذهب ، ما من ذلك بدّ ! وحينما أرى شفتيه تتحركان ، أقيس حالهما على حالي .
    فإذا قلت له : “ كيف حالك أيها ( الصديق ) الممتحن ؟ “ فإنه سيقول : “ حالي طيّب أو حسن ! “


    “ 403 “

    3365 - فأقول له : “ شكراً للَّه ! وأيّ غذاء تتناول ؟ “ فيقول : “ شراباً أو عدساً “ .
    فأقول له : “ شراب هنيء ! ومن من الأطباء يعودك ؟ “ فيقول :
    “ فلان “ .
    فأقول له : “ إنه مبارك المقدم . وما دام قد عادك فسيحسن حالك .
    ولقد جربنا مقدمه ، فهو حيثما ذهب ، صح الرجاء ! “ .
    وهكذا أعدّ الرجل الطيّب هذه الأجوبة القياسيّة ، وذهب ليعود ذلك المريض .

    3370 - فقال : “ كيف أنت ؟ “ فقال المريض : “ لقد مت ! “ فقال :
    “ شكراً للَّه ! “ ، فامتلأت نفس المريض - من ذلك - ألماً واستنكاراً .
    ( وحدَّت نفسه قائلًا ) : “ ولماذا هذا الشكر ؟ إن هذا الرجل عدّوي “ . لقد استخدم الأصمّ القياس فجاء قياسه معوجّاً ! وبعد ذلك قال الأصمّ : “ ماذا شربت ؟ “ فقال المريض : “ سمّاً “ فقال الأصم : “ هناء وشفاء “ ، فاحتدم غضب المريض .
    وأردف الأصمّ قائلًا : “ ومن من الأطباء يعودك لعلاجك ؟ “ .
    فقال المريض : “ عزرائيل يعودني ، فاذهب عني ! “ فقال الأصمّ : “ إنّ مقدمه لعظيم البركة ، فهنيئاً لك !

    3375 - وخرج الأصمّ سعيداً ، وهو يقول : “ شكراً للَّه ، فقد قضيت في مجاملته برهة من الزمن “ 1 “ ! “ أما المريض فقد قال : “ إنّ هذا الرجل عدوّ روحي ، وما كنت أدري أنه معدن الجفاء !
    ...............................................................
    ( 1 ) الشطر الثاني من هذا البيت ، كما ورد في نص طبعة نيكولسون غير واضح المعنى .
    وقد فضلنا رواية أخرى ورد فيها هذا الشطر بصورة أوضح وأجمل وهي :
    “ شكركش كردم مراعاة آن زمان “ .


    “ 404 “

    وكان خاطر المريض ينشد من القول كل سقط ، ليبعث إليه برسالة حوت كل نمط .
    فقد كان كرجل أكل طعاماً فاسداً . فهذا الطعام يمعن في إيلام المعدة حتى ترجعه .
    وهكذا كظم الغيظ . فلا تدع الغيظ ينبثق من باطنك كالقيء .
    وإنك لمُلاق حسن الثناء جزاء لذلك .

    3380 - إنْ هذا المريض كان نافد الصبر ، فأخذ يتلوّى قائلًا : “ أين هذا الكلب . . “ 1 “
    حتى أمطره بمثل ما قال لي . إن أسد ضميري كان حينذاك غافياً ! “ فالعيادة هي لبثّ الطمأنينة في القلب .
    فليست هذه بعيادة ، بل رغبة عدوّ ، يريد أن يرى عدوه ذابلًا ذاوياً ، فيقر بذلك خاطره القبيح ! “ فما أكثر الناس الذين يؤدون العبادات ، وقد علّقوا قلوبهم بالرضوان والثواب .

    3385 - فهذه العبادات - في حقيقتها - معصية خفيّة ! إنها كَدَرُ يظنّ به الصفاء ! ومن هذا القبيل ذلك الأصم ، الذي كان يظن أنه أحسن صنعاً ، فجاء الأمر على عكس ذلك .
    لقد جلس سعيداً ( وقال ) : “ هأنذا قد زرت جاري ، وقمت بواجبي نحوه “ .
    على حين أنه قد أشعل لنفسه في قلب المريض ناراً ، واحترق بها .
    فاتقوا النار التي أو قدتموها يا من أمعنتم في المعاصي “ 2 “ !
    ...............................................................
    ( 1 ) بالغ الشاعر هنا في تصويره الواقعي ، فأورد على لسان المريض سباباً فاحشاً رأينا من المناسب حذفه .
    ( 2 )فاتقوا النار التي أو قدتمو * إنكم في المعصية ازدتمووقد رأينا نثره مجاراة لأسلوب الترجمة .


    “ 405 “

    3390 - فقد قال الرسول لرجل من الأعراب : “ صلّ ، فإنك لم تصلّ يا فتى ! “ “ 1 “ .
    فمن أجل علاج تلك المخاوف ، جاءت كلمة “ اهدنا “ في كل صلاة .
    ( ومعناها ) “ يا إلهي ! لا تخلط صلاتي بصلاة الضَّالين ، وأهل الرياء “ .
    فبهذا القياس الذي اختاره الأصم بطلت صحبة سنوات عشر .
    وشر القياس - أيها السيدّ - قياس الحسّ الوضيع بذلك الوحي الذي فاق كل الحدود .

    3395 - فإنْ كانت أذنك الحسيّة قابلة للحروف “ 2 “ ، فاعلم أنّ أذنك التي تستمع إلى الغيب صمّاء .

    * * *

      الوقت/التاريخ الآن هو 26/11/2024, 20:49