عود إلى حكاية زيد
إنك لن تجد الآن زيداً فقد فرّ ، لقد قفز من موضع صف النعال ، ورمى نعله .
ومن أنت لتجده ، وزيد نفسه لم يجد ذاته ! لقد كان كنجم أشرقت عليه الشمس .
3670 فلن تجد له صورة ولا أثراً . ولن تجد قشة واحدة في الطريق التي سلكها الحاطبون !
إن حواسنا ، وكذلك نطقنا المحدود ، قد أصبحت فانية في علم سلطاننا ومعرفته .
وأما حواس أهل الباطن وعقولهم ، فهي أمواج ( مؤتلفة ) مع أمواج” هُمْ جَميعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ ““ 1 “ .
فإذا ما جنّ الليل فقد عاد وقت الأعباء ، فالأنجم التي كانت محتجبة تعاود عملها .
إن الحق يعيد العقول لمن فقدوا العقول . فيأتون فريقاً فريقاً ، والأقراط في آذانهم “ 2 “ .
3675 يدقون بأقدامهم ، ويصفقون بأيديهم ، ويخطرون مرحين ، وفي ثنائهم ( يقولون ) :” رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْن وَأَحْيَيْتَنَا ““ 3 “ .
...............................................................
( 1 ) قال تعالى : “ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدنيا محضرون “ . ( يس ، 36 : 53 ) .
( 2 ) وقد تحلت آذانهم بالأقراط ، أي أن آذانهم طربت بما سمعت .
( 3 ) قال تعالى : “ قالوا ربنا أمتنا أمتنا اثنتين وأحيبتنا اثنتين ، فاعترفنا بذنوبنا “ . ( غافر ، 40 : 11 ) .
“ 431 “
فهذه الجلود وهذه العظام النخرة قد أصبحت فوارس يثيرون الغبار “ 1 “ .
فهم جميعاً محضرون - يوم القيامة - إلى الوجود ، سواء منهم الشكور والكنود .
فلماذا تحوّل وجهك وتتظاهر بالعمى ؟ أو لم تكن قد حولت وجهك في مبدأ الأمر وأنت بعد في العدم “ 2 “ ؟
إنك كنت قد ثبت في العدم قدمك ( قائلًا ) : “ من ذا الذي يقتلعني من مكاني هذا ؟
3680 - أفلا ترى الآن صنع ربك الذي جرّك من شعر رأسك .
وحذبك إلى كل هذه الأحوال المتنوعة ، التي لم تكن في ظنك ولا خيالك .
وإن ذلك العدم لمسخر له على الدوام . فلتفعل ما تشاء ، أيها الجنّي ! إن سليمان على قيد الحياة .
وإن الجن لصانعون له جفاناً كالجواب “ 3 “ ، وليست لهم الجرأة على أن يرفضوا أو يعترضوا .
فانظر إلى نفسك ، كيف أنك ترتعد خوفاً ( من العدم ) . واعلم أن العدم أيضاً دائم الخوف .
...............................................................
( 1 ) هذه صورة رائعة لبعث المؤمنين أشداء أقوياء بعد موتهم وتحلل أبدانهم .
( 2 ) أو لم تكن وأنت في العدم تنكر إمكان انتقالك إلى عالم الوجود ؟
( 3 ) قال تعالى : “ ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ، ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير . يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ، اعملوا آل داوود شكراً ، وقليل من عبادي الشكور “ .
( سبأ ، 34 : 12 - 13 ) . وقوله : “ جفانا كالجواب “ معناه “ صحافاً كالحياض “ والجفان جمع جفته ، والجوابي جمع جابية من الجباية أي الجمع . ويقال إن الجفان التي صنعتها الجن لسليمان كانت كل جفنة منها تكفي لإطعام ألف رجل .
“ 432 “
3685 - وإذا أنت أطبقت بيدك على المناصب ، فما ذاك إلا لخوفك من أن تنتزع حياتك .
وكل شيء سوى عشق اللَّه رب الجمال ، ليس إلا معاناه للنزع ، حتى ولو كان ارتشافاً للسكر .
فما معاناة النزع ؟ إنها الاتجاه نحو الموت ، من غير أن يكون المرء قد اغترف بيده من ماء الحياة .
فالخلق قد ركزوا أعينهم على الأرض والممات ، على حين يعتريهم مائة شك في ماء الحياة .
فاجتهد حتى تصبح المائة شك تسعين شكاً ، وسر في الدجى ( نحو ربك ) ، فإنك إن أغفيت ضاع منك الليل .
3690 - وفتش في الليل المظلم عن ذلك النهار . واجعل أمامك هذا العقل الذي يبدّد الظلمات .
فإن في قد هذا الليل القبيح اللون خيراً كثيراً . وإن ماء الحياة لقرينُ للظلام .
وكيف تستطيع أن ترفع رأسك من النعاس على حين أنك تغرس مائة نوع من بذور الغفلة ؟
وقد اقترن النعاس الميّت باللقمة الميّة “ 1 “ . لقد نام التاجر فأخذ لص الظلام يعمل .
أفلا تدري من هم أعداؤك ؟ إن الناريين “ 2 “ هم خصوم وجودك الترابيّ .
...............................................................
( 1 ) النعاس الثقيل قرين للإفراط في الطعام المادي ، وهذا - في ذاته - خلو من الحياة .
( 2 ) لقد كان إبليس المخلوق من النار عدواً لآدم المخلوق من الطين . وكل ما اتخذ طبيعة النار مثل الشهوات فهو أيضاً من أعداء الانسان .
“ 433 “
3695 - إن النار عدو للماء وأبنائه ، وكذلك الماء خصم لروح النار .
فالماء يقتل النار ، لأنها خصم لأبناء الماء ، وعدوّ لهم .
ويلي هذا ، أن هذه النار هي نار الشهوة ، تلك التي حوت أصل الإثم والزلة .
وإن النار الظاهرة لتطفأ بالماء ، وأما نار الشهوة فإنها تقودك إلى الجحيم .
إن نار الشهوة لا تسكن بالماء ، فإن لها طبع الجحيم في ( إيقاع ) العذاب .
3700 - وما علاج نار الشهوة ؟ إنه نور الدين ! فنوركم - ( أيها المؤمنون ) - هو الذي يطفئ نار الكافرين “ 1 “ .
فماذا يطفئ هذه النار ؟ إنه نور اللَّه . فلتجعل نور إبراهيم أستاذاً لك .
حتى يتخلص جسمك الشبيه بالعود من نار نفسك الشبيهة بالنمرود .
إن الشهوة النارية لا تتناقص بدفعها ، لكنها لا بد متناقصة بتركها وإهمالها .
وما دمت تضع الحطب على النار ، فكيف تخمد ، وأنت تعذيها بالوقود “ 2 “ .
3705 - فإذا ما حبست الحطب عن النار ماتت . وهكذا التقوى ، تلقي بالماء على النار .
وكيف يسودّ من النار وجه جميل ، يصطبغ بلون ورديّ من تقوى الفؤاد ؟
...............................................................
( 1 ) الشطر الثاني من هذا البيت عربي في الأصل . ونصه :
“ نوركم إطفاء نور الكافرين “ . روي عن الرسول حديث يتضمن مثل هذا المعنى ، ونصه : “ تقول النار للمؤمن يوم القيامة جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي “ . ( المنهج القوي ، ج 1 ، ص 669 ) .
( 2 ) حرفياً : “ فمتى تخمد وأنت تسحب إليها الحطب ؟ “ .
“ 434 “
كيف وقعت النار بالمدينة في أيام عمر رضي اللَّه عنه
لقد شبت نار في عهد عمر ، كانت تأكل الحجر كأنما هو خشب يابس .
واندلعت في الأبنية والمساكن ، ثم امتدت بعد ذلك إلى أجنحة الطيور وو كناتها .
لقد اشتعل نصف المدينة بألسنة اللهب ، وكان الماء يخشى هذه النار ويعجب منها .
3710 - وكان عقلاء الرجال يلقون بقرب الماء والخل فوق تلك النار ،
ولكن النار كانت تزداد عناداً . لقد كانت تتلقي مدداً من اللا نهاية .
فأقبل الناس مسرعين إلى عمر ، ( وقالوا ) : “ إن نارنا لا تخمد قط بالماء !
“ فقال عمر : “ إن هذه النار من آيات اللَّه . إنها شعلة من نار ظلمكم !
فدعوا الماء ، وتصدّقوا بالخبز ، وتخلوا عن البخل إنْ كنتم قومي “ .
3715 - فقال له القوم : “ لقد فتحنا أبوابنا ، وكنا أسخياء ، أهل فتوّة “ .
فقال عمر : “ لقد جدتم بالخبز وفقاً للرسم والعادة . لكنكم لم تفتحوا أيديكم من أجل مرضاة اللَّه .
( كان جودكم ) طلباً للفخر والتظاهر والغرور ، ولم يكن دافعه الخوف ، ولا التقوى ولا الضراعة !
“ إن المال كالبذور ، لا تُغرس في كل أرض مالحة ، أو هو كالسيف
“ 435 “
لا يوضع في يد قطاع الطرق .
فلتميزنّ أهل الدين من أهل الضغائن . وابحث عن جليس اللَّه ثم اتخذه جليسا !
3720 - إن كل إنسان يؤثر قومه ، وحتى الأبله ، يتصور أنه - بإيثاره هؤلاء - قد أتى فعلًا عظيماً .
* * *
شرح في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس
( 3396 ) كان إبليس أول من استخدم القياس ، حين كانت الحقائق واضحة ، تجلوها أنوار اللَّه ، المنبثقة من وحيه ، وصريح أمره .
( 3402 ) إشارة إلى إسلام عكرمة بن أبي جهل ( وقد مات شهيداً في إحدى وقائع الشام ) ، وإلى ضلال ابن نوح ، وهلاكه في ضلاله وكفره . وقد ذكر القرآن قصته في قوله تعالى ،” وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ .
قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ “. ( هود ، 11 : 42 - 43 ) .
( 3404 ) إن العالم الورع يستخدم القياس حين لا يكون هناك أمر إلهي صريح .
( 3407 - 3408 ) إنك قد تستمع إلى وحي إلهي ، فتحفظ ظاهر لفظه من غير أن تدرك كنهه وجوهره . وعلى أساس هذا الإدراك الظاهري تنشىء القياسات ، التي لا صلة لها بجوهر الوحي ، بل هي قد انبثقت من خيالك المحض “ .
( 3410 ) لقد تعلمت من الوحي الإلهي ظاهر لفظه ، ولم تفطن إلى حقيقته ، فدفعك هذا إلى أن تلتمس في القياس وسيلة لإدراك ما استغلق
“ 602 “
عليك فهمه “ .
( 3411 ) القياس الفاسد يؤذي . وقصة الأصم الذي ذهب ليعود المريض مثال يوضح ذلك .
( 3412 ) يشير الشاعر إلى قصة كاتب الوحي الذي ضلّ . ( انظر الأبيات 3228 - 3239 ، وتعليقاتها ) .
( 3422 ) “ إننا سوف نعدّ لأهل الأرض نظاماً سماوياً ، ثم ننزل إلى الأرض لنقرّه فيها ، ونرسي بذلك قواعد الأمن بين الناس “ .
( 3425 ) لقد تجلى خطأ هاروت وماورت حينما سعيا لإقرار ما يليق بالملائكة بين أبناء العالم الدنيوي . فقد كان هذا من القياس الفاسد ، فكانت نتيجته وبالا عليهما . ولعل الشاعر يهدف من وراء ذلك إلى القول بأن المعرفة الروحية يجب ألا يقصد بها الجهلاء ، الذين لم يعدّوا لتلقيها ، ولم يصبحوا أهلا لتذوقها . والعارف الذي يفعل ذلك يكون شبيها بهذين الملكين اللذين قاسا أحوال أهل الأرض بأحوالهما .
( 3426 ) ذكر نيكولسون في تعليقه نص بيت سنائي ، الذي أشار إليه جلال الدين ، وفيه يقول :بر مدار از مقام مستي پى * سر همانجا بنه كه خوردي مي( لا تنقل قدمك من مكان سكرك وضع رأسك في المكان الذي احتسيت به الخمر ) .
والشاعر يوجه هذه النصيحة إلى الصوفية ، الذين يغلبهم الوجد ، فيجري على ألسنتهم من الشطح ما يكون مصدراً لسخرية الناس بهم ، واتهامهم بالمروق ، وتعريضهم للأذى والاضطهاد “ .
( 3441 - 3442 ) الشاعر يشبه الناس - الذين أوهمهم الجهل والغرور أنهم يسلكون سبيل اليقظة الروحية - بأطفال يمسك كل منهم بذيل الآخر ، ويتوهمون بذلك أنهم يمتطون الجياد . ومثل هذا الظن لا يغني من الحق شيئاً ،
“ 603 “
ولا يمكن أن يوصل إلى أي هدف .
( 3443 ) إن الشمس هي التي تجلو الظلام على أكمل وجه ، وكذلك الكشف الروحي هو الذي يزيل الظنون ويجلوها .
( 3444 ) حين تتكشف لكم الحقائق سوف تعلمون أنكم لم تكونوا منطلقين نحو عالم الروح ، ويتضح لكم أنكم كنتم ملازمين لعالم المادة وقد علقت به أقدامكم ، على حين أنكم توهمتم الانطلاق - من غير سعي - نحو عالم الروح .
( 3445 ) “ الوهم والتفكير العقلي المجرد والحسّ وما يرتبط به من إدراك ، كل أولئك وسائل لا توصل إلى اليقين ، فأنتم باعتمادكم عليها في السعي لإدراك اليقين ، شبيهون بأطفال امتطوا أعواد الغاب ، وهذه لا تنقلهم إلى أي مكان “ .
[ شرح من بيت 3450 إلى 3600 ]
( 3450 ) إذا أحسن الإنسان استخدام علمه الدنيوي ، وأخلص في نفع الناس به ، متجرداً عن الهوى ، وهبه اللَّه العلم اليقيني الكامل .
وفي الإحياء حديث يعبر عن هذا المعنى ، يروي عن الرسول قوله :
“ من عمل بما علم ، ورّثه اللَّه علم ما لم يعلم ، ووفقه فيما يعمل حتى يستوجب الجنة ، ومن لم يعمل بما يعلم تاه فيما يعلم ولم يوفق فيما يعمل حتى يستوجب النار “ . ( الغزالي : إحياء ، ج 3 ، ص 23 ) .
( 3451 ) من تجرّد في علمه من الهوى أصبح علمه الدنيوي سبيلًا إلى المعرفة الروحية .
( 3453 ) وكيف السبيل إلى الخلاص من الهوى بدون المحبة الإلهية ؟
إنه ليس يكفي المرء أن يقنع بمعرفة أسماء اللَّه وصفاته ، بل عليه أن يسلك سبيل المحبة الإلهية .
( 3454 ) الصفات والأسماء مخبرة عن اللَّه ، وهي تبعث في الإنسان الخيال الذي يجعل الإنسان متعلقاً بخالقه ، وعلى الإنسان حينذاك أن يتخذ من التعلق بالخالق
“ 604 “
ومحبته سبيله إلى الوصال .
( 3456 ) لا تقف عند حدّ الاسم . بل اجعل من معرفة الاسم مجردّ بداية تنطلق منها إلى معرفة الحقيقة والجوهر .
( 3457 ) يقول الغزالي : “ ومهما أقبل ( القلب ) على الخيالات الحاصلة من المحسوسات كان ذلك حجاباً له عن مطالعة اللوح المحفوظ . . . كما أن من نظر إلى الماء الذي يحكي صورة الشمس ، لا يكون ناظراً إلى نفس الشمس “ .
(الإحياء ، ج 3 ، ص 21 ) .
( 3458 ) إذا أراد الإنسان أن ينطلق من العلم الحسي المحدود ، إلى العلم الروحي الذي لا حدود له ، فلا بد له أن يكون قادراً على الخلاص من الذاتية . ويتمثل ذلك في قطع روابطه بما يكدر صفاء قلبه من علائق الدنيا وهمومها ومغرياتها .
( 3460 - 3461 ) يقول الغزالي : “ فالأنبياء والأولياء انكشف لهم الأمر ، وفاض على صدروهم النور ، لا بالعلم والدراسة والكتابة للكتب ، بل بالزهد في الدنيا والتبري من علائقها وتفريغ القلب من شواغلها ، والإقبال بكنه الهمة على اللَّه تعالى ، فمن كان اللَّه ، كان اللَّه له “ .
(الإحياء ، ج 3 ، ص 19 ) .
( 3464 ) يقول الغزالي : “ فاعلم أن ميل أهل التصوف إلى العلوم الإلهامية دون التعليمية . فلذلك لم يحرصوا على دراسة العلم ، وتحصيل ما صنّفه المصنّون ، والبحث عن الأقاويل والأدلة المذكورة ، بل قالوا :
الطريق تقويم المجاهدة ، ومحو الصفات المذمومة ، وقطع العلائق كلها ، والإقبال بكنه الهمة على اللَّه تعالى ، ومهما حصل ذلك كان اللَّه هو المتولي لقلب عبده ، والمتكفل له بتنويره بأنوار العلم “ . ( الإحياء ، ج 3 ، ص 19 ) .
( 3466 ) القصة التي يذكرها الشاعر في الأبيات التالية ، وردت في كتاب الإحياء للغزالي . وقد ذكرها لبيان الفرق بين عمل العلماء ، وعمل الأولياء .
“ 605 “
إنك لن تجد الآن زيداً فقد فرّ ، لقد قفز من موضع صف النعال ، ورمى نعله .
ومن أنت لتجده ، وزيد نفسه لم يجد ذاته ! لقد كان كنجم أشرقت عليه الشمس .
3670 فلن تجد له صورة ولا أثراً . ولن تجد قشة واحدة في الطريق التي سلكها الحاطبون !
إن حواسنا ، وكذلك نطقنا المحدود ، قد أصبحت فانية في علم سلطاننا ومعرفته .
وأما حواس أهل الباطن وعقولهم ، فهي أمواج ( مؤتلفة ) مع أمواج” هُمْ جَميعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ ““ 1 “ .
فإذا ما جنّ الليل فقد عاد وقت الأعباء ، فالأنجم التي كانت محتجبة تعاود عملها .
إن الحق يعيد العقول لمن فقدوا العقول . فيأتون فريقاً فريقاً ، والأقراط في آذانهم “ 2 “ .
3675 يدقون بأقدامهم ، ويصفقون بأيديهم ، ويخطرون مرحين ، وفي ثنائهم ( يقولون ) :” رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْن وَأَحْيَيْتَنَا ““ 3 “ .
...............................................................
( 1 ) قال تعالى : “ إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدنيا محضرون “ . ( يس ، 36 : 53 ) .
( 2 ) وقد تحلت آذانهم بالأقراط ، أي أن آذانهم طربت بما سمعت .
( 3 ) قال تعالى : “ قالوا ربنا أمتنا أمتنا اثنتين وأحيبتنا اثنتين ، فاعترفنا بذنوبنا “ . ( غافر ، 40 : 11 ) .
“ 431 “
فهذه الجلود وهذه العظام النخرة قد أصبحت فوارس يثيرون الغبار “ 1 “ .
فهم جميعاً محضرون - يوم القيامة - إلى الوجود ، سواء منهم الشكور والكنود .
فلماذا تحوّل وجهك وتتظاهر بالعمى ؟ أو لم تكن قد حولت وجهك في مبدأ الأمر وأنت بعد في العدم “ 2 “ ؟
إنك كنت قد ثبت في العدم قدمك ( قائلًا ) : “ من ذا الذي يقتلعني من مكاني هذا ؟
3680 - أفلا ترى الآن صنع ربك الذي جرّك من شعر رأسك .
وحذبك إلى كل هذه الأحوال المتنوعة ، التي لم تكن في ظنك ولا خيالك .
وإن ذلك العدم لمسخر له على الدوام . فلتفعل ما تشاء ، أيها الجنّي ! إن سليمان على قيد الحياة .
وإن الجن لصانعون له جفاناً كالجواب “ 3 “ ، وليست لهم الجرأة على أن يرفضوا أو يعترضوا .
فانظر إلى نفسك ، كيف أنك ترتعد خوفاً ( من العدم ) . واعلم أن العدم أيضاً دائم الخوف .
...............................................................
( 1 ) هذه صورة رائعة لبعث المؤمنين أشداء أقوياء بعد موتهم وتحلل أبدانهم .
( 2 ) أو لم تكن وأنت في العدم تنكر إمكان انتقالك إلى عالم الوجود ؟
( 3 ) قال تعالى : “ ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ، ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير . يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ، اعملوا آل داوود شكراً ، وقليل من عبادي الشكور “ .
( سبأ ، 34 : 12 - 13 ) . وقوله : “ جفانا كالجواب “ معناه “ صحافاً كالحياض “ والجفان جمع جفته ، والجوابي جمع جابية من الجباية أي الجمع . ويقال إن الجفان التي صنعتها الجن لسليمان كانت كل جفنة منها تكفي لإطعام ألف رجل .
“ 432 “
3685 - وإذا أنت أطبقت بيدك على المناصب ، فما ذاك إلا لخوفك من أن تنتزع حياتك .
وكل شيء سوى عشق اللَّه رب الجمال ، ليس إلا معاناه للنزع ، حتى ولو كان ارتشافاً للسكر .
فما معاناة النزع ؟ إنها الاتجاه نحو الموت ، من غير أن يكون المرء قد اغترف بيده من ماء الحياة .
فالخلق قد ركزوا أعينهم على الأرض والممات ، على حين يعتريهم مائة شك في ماء الحياة .
فاجتهد حتى تصبح المائة شك تسعين شكاً ، وسر في الدجى ( نحو ربك ) ، فإنك إن أغفيت ضاع منك الليل .
3690 - وفتش في الليل المظلم عن ذلك النهار . واجعل أمامك هذا العقل الذي يبدّد الظلمات .
فإن في قد هذا الليل القبيح اللون خيراً كثيراً . وإن ماء الحياة لقرينُ للظلام .
وكيف تستطيع أن ترفع رأسك من النعاس على حين أنك تغرس مائة نوع من بذور الغفلة ؟
وقد اقترن النعاس الميّت باللقمة الميّة “ 1 “ . لقد نام التاجر فأخذ لص الظلام يعمل .
أفلا تدري من هم أعداؤك ؟ إن الناريين “ 2 “ هم خصوم وجودك الترابيّ .
...............................................................
( 1 ) النعاس الثقيل قرين للإفراط في الطعام المادي ، وهذا - في ذاته - خلو من الحياة .
( 2 ) لقد كان إبليس المخلوق من النار عدواً لآدم المخلوق من الطين . وكل ما اتخذ طبيعة النار مثل الشهوات فهو أيضاً من أعداء الانسان .
“ 433 “
3695 - إن النار عدو للماء وأبنائه ، وكذلك الماء خصم لروح النار .
فالماء يقتل النار ، لأنها خصم لأبناء الماء ، وعدوّ لهم .
ويلي هذا ، أن هذه النار هي نار الشهوة ، تلك التي حوت أصل الإثم والزلة .
وإن النار الظاهرة لتطفأ بالماء ، وأما نار الشهوة فإنها تقودك إلى الجحيم .
إن نار الشهوة لا تسكن بالماء ، فإن لها طبع الجحيم في ( إيقاع ) العذاب .
3700 - وما علاج نار الشهوة ؟ إنه نور الدين ! فنوركم - ( أيها المؤمنون ) - هو الذي يطفئ نار الكافرين “ 1 “ .
فماذا يطفئ هذه النار ؟ إنه نور اللَّه . فلتجعل نور إبراهيم أستاذاً لك .
حتى يتخلص جسمك الشبيه بالعود من نار نفسك الشبيهة بالنمرود .
إن الشهوة النارية لا تتناقص بدفعها ، لكنها لا بد متناقصة بتركها وإهمالها .
وما دمت تضع الحطب على النار ، فكيف تخمد ، وأنت تعذيها بالوقود “ 2 “ .
3705 - فإذا ما حبست الحطب عن النار ماتت . وهكذا التقوى ، تلقي بالماء على النار .
وكيف يسودّ من النار وجه جميل ، يصطبغ بلون ورديّ من تقوى الفؤاد ؟
...............................................................
( 1 ) الشطر الثاني من هذا البيت عربي في الأصل . ونصه :
“ نوركم إطفاء نور الكافرين “ . روي عن الرسول حديث يتضمن مثل هذا المعنى ، ونصه : “ تقول النار للمؤمن يوم القيامة جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي “ . ( المنهج القوي ، ج 1 ، ص 669 ) .
( 2 ) حرفياً : “ فمتى تخمد وأنت تسحب إليها الحطب ؟ “ .
“ 434 “
كيف وقعت النار بالمدينة في أيام عمر رضي اللَّه عنه
لقد شبت نار في عهد عمر ، كانت تأكل الحجر كأنما هو خشب يابس .
واندلعت في الأبنية والمساكن ، ثم امتدت بعد ذلك إلى أجنحة الطيور وو كناتها .
لقد اشتعل نصف المدينة بألسنة اللهب ، وكان الماء يخشى هذه النار ويعجب منها .
3710 - وكان عقلاء الرجال يلقون بقرب الماء والخل فوق تلك النار ،
ولكن النار كانت تزداد عناداً . لقد كانت تتلقي مدداً من اللا نهاية .
فأقبل الناس مسرعين إلى عمر ، ( وقالوا ) : “ إن نارنا لا تخمد قط بالماء !
“ فقال عمر : “ إن هذه النار من آيات اللَّه . إنها شعلة من نار ظلمكم !
فدعوا الماء ، وتصدّقوا بالخبز ، وتخلوا عن البخل إنْ كنتم قومي “ .
3715 - فقال له القوم : “ لقد فتحنا أبوابنا ، وكنا أسخياء ، أهل فتوّة “ .
فقال عمر : “ لقد جدتم بالخبز وفقاً للرسم والعادة . لكنكم لم تفتحوا أيديكم من أجل مرضاة اللَّه .
( كان جودكم ) طلباً للفخر والتظاهر والغرور ، ولم يكن دافعه الخوف ، ولا التقوى ولا الضراعة !
“ إن المال كالبذور ، لا تُغرس في كل أرض مالحة ، أو هو كالسيف
“ 435 “
لا يوضع في يد قطاع الطرق .
فلتميزنّ أهل الدين من أهل الضغائن . وابحث عن جليس اللَّه ثم اتخذه جليسا !
3720 - إن كل إنسان يؤثر قومه ، وحتى الأبله ، يتصور أنه - بإيثاره هؤلاء - قد أتى فعلًا عظيماً .
* * *
شرح في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس
( 3396 ) كان إبليس أول من استخدم القياس ، حين كانت الحقائق واضحة ، تجلوها أنوار اللَّه ، المنبثقة من وحيه ، وصريح أمره .
( 3402 ) إشارة إلى إسلام عكرمة بن أبي جهل ( وقد مات شهيداً في إحدى وقائع الشام ) ، وإلى ضلال ابن نوح ، وهلاكه في ضلاله وكفره . وقد ذكر القرآن قصته في قوله تعالى ،” وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ .
قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ “. ( هود ، 11 : 42 - 43 ) .
( 3404 ) إن العالم الورع يستخدم القياس حين لا يكون هناك أمر إلهي صريح .
( 3407 - 3408 ) إنك قد تستمع إلى وحي إلهي ، فتحفظ ظاهر لفظه من غير أن تدرك كنهه وجوهره . وعلى أساس هذا الإدراك الظاهري تنشىء القياسات ، التي لا صلة لها بجوهر الوحي ، بل هي قد انبثقت من خيالك المحض “ .
( 3410 ) لقد تعلمت من الوحي الإلهي ظاهر لفظه ، ولم تفطن إلى حقيقته ، فدفعك هذا إلى أن تلتمس في القياس وسيلة لإدراك ما استغلق
“ 602 “
عليك فهمه “ .
( 3411 ) القياس الفاسد يؤذي . وقصة الأصم الذي ذهب ليعود المريض مثال يوضح ذلك .
( 3412 ) يشير الشاعر إلى قصة كاتب الوحي الذي ضلّ . ( انظر الأبيات 3228 - 3239 ، وتعليقاتها ) .
( 3422 ) “ إننا سوف نعدّ لأهل الأرض نظاماً سماوياً ، ثم ننزل إلى الأرض لنقرّه فيها ، ونرسي بذلك قواعد الأمن بين الناس “ .
( 3425 ) لقد تجلى خطأ هاروت وماورت حينما سعيا لإقرار ما يليق بالملائكة بين أبناء العالم الدنيوي . فقد كان هذا من القياس الفاسد ، فكانت نتيجته وبالا عليهما . ولعل الشاعر يهدف من وراء ذلك إلى القول بأن المعرفة الروحية يجب ألا يقصد بها الجهلاء ، الذين لم يعدّوا لتلقيها ، ولم يصبحوا أهلا لتذوقها . والعارف الذي يفعل ذلك يكون شبيها بهذين الملكين اللذين قاسا أحوال أهل الأرض بأحوالهما .
( 3426 ) ذكر نيكولسون في تعليقه نص بيت سنائي ، الذي أشار إليه جلال الدين ، وفيه يقول :بر مدار از مقام مستي پى * سر همانجا بنه كه خوردي مي( لا تنقل قدمك من مكان سكرك وضع رأسك في المكان الذي احتسيت به الخمر ) .
والشاعر يوجه هذه النصيحة إلى الصوفية ، الذين يغلبهم الوجد ، فيجري على ألسنتهم من الشطح ما يكون مصدراً لسخرية الناس بهم ، واتهامهم بالمروق ، وتعريضهم للأذى والاضطهاد “ .
( 3441 - 3442 ) الشاعر يشبه الناس - الذين أوهمهم الجهل والغرور أنهم يسلكون سبيل اليقظة الروحية - بأطفال يمسك كل منهم بذيل الآخر ، ويتوهمون بذلك أنهم يمتطون الجياد . ومثل هذا الظن لا يغني من الحق شيئاً ،
“ 603 “
ولا يمكن أن يوصل إلى أي هدف .
( 3443 ) إن الشمس هي التي تجلو الظلام على أكمل وجه ، وكذلك الكشف الروحي هو الذي يزيل الظنون ويجلوها .
( 3444 ) حين تتكشف لكم الحقائق سوف تعلمون أنكم لم تكونوا منطلقين نحو عالم الروح ، ويتضح لكم أنكم كنتم ملازمين لعالم المادة وقد علقت به أقدامكم ، على حين أنكم توهمتم الانطلاق - من غير سعي - نحو عالم الروح .
( 3445 ) “ الوهم والتفكير العقلي المجرد والحسّ وما يرتبط به من إدراك ، كل أولئك وسائل لا توصل إلى اليقين ، فأنتم باعتمادكم عليها في السعي لإدراك اليقين ، شبيهون بأطفال امتطوا أعواد الغاب ، وهذه لا تنقلهم إلى أي مكان “ .
[ شرح من بيت 3450 إلى 3600 ]
( 3450 ) إذا أحسن الإنسان استخدام علمه الدنيوي ، وأخلص في نفع الناس به ، متجرداً عن الهوى ، وهبه اللَّه العلم اليقيني الكامل .
وفي الإحياء حديث يعبر عن هذا المعنى ، يروي عن الرسول قوله :
“ من عمل بما علم ، ورّثه اللَّه علم ما لم يعلم ، ووفقه فيما يعمل حتى يستوجب الجنة ، ومن لم يعمل بما يعلم تاه فيما يعلم ولم يوفق فيما يعمل حتى يستوجب النار “ . ( الغزالي : إحياء ، ج 3 ، ص 23 ) .
( 3451 ) من تجرّد في علمه من الهوى أصبح علمه الدنيوي سبيلًا إلى المعرفة الروحية .
( 3453 ) وكيف السبيل إلى الخلاص من الهوى بدون المحبة الإلهية ؟
إنه ليس يكفي المرء أن يقنع بمعرفة أسماء اللَّه وصفاته ، بل عليه أن يسلك سبيل المحبة الإلهية .
( 3454 ) الصفات والأسماء مخبرة عن اللَّه ، وهي تبعث في الإنسان الخيال الذي يجعل الإنسان متعلقاً بخالقه ، وعلى الإنسان حينذاك أن يتخذ من التعلق بالخالق
“ 604 “
ومحبته سبيله إلى الوصال .
( 3456 ) لا تقف عند حدّ الاسم . بل اجعل من معرفة الاسم مجردّ بداية تنطلق منها إلى معرفة الحقيقة والجوهر .
( 3457 ) يقول الغزالي : “ ومهما أقبل ( القلب ) على الخيالات الحاصلة من المحسوسات كان ذلك حجاباً له عن مطالعة اللوح المحفوظ . . . كما أن من نظر إلى الماء الذي يحكي صورة الشمس ، لا يكون ناظراً إلى نفس الشمس “ .
(الإحياء ، ج 3 ، ص 21 ) .
( 3458 ) إذا أراد الإنسان أن ينطلق من العلم الحسي المحدود ، إلى العلم الروحي الذي لا حدود له ، فلا بد له أن يكون قادراً على الخلاص من الذاتية . ويتمثل ذلك في قطع روابطه بما يكدر صفاء قلبه من علائق الدنيا وهمومها ومغرياتها .
( 3460 - 3461 ) يقول الغزالي : “ فالأنبياء والأولياء انكشف لهم الأمر ، وفاض على صدروهم النور ، لا بالعلم والدراسة والكتابة للكتب ، بل بالزهد في الدنيا والتبري من علائقها وتفريغ القلب من شواغلها ، والإقبال بكنه الهمة على اللَّه تعالى ، فمن كان اللَّه ، كان اللَّه له “ .
(الإحياء ، ج 3 ، ص 19 ) .
( 3464 ) يقول الغزالي : “ فاعلم أن ميل أهل التصوف إلى العلوم الإلهامية دون التعليمية . فلذلك لم يحرصوا على دراسة العلم ، وتحصيل ما صنّفه المصنّون ، والبحث عن الأقاويل والأدلة المذكورة ، بل قالوا :
الطريق تقويم المجاهدة ، ومحو الصفات المذمومة ، وقطع العلائق كلها ، والإقبال بكنه الهمة على اللَّه تعالى ، ومهما حصل ذلك كان اللَّه هو المتولي لقلب عبده ، والمتكفل له بتنويره بأنوار العلم “ . ( الإحياء ، ج 3 ، ص 19 ) .
( 3466 ) القصة التي يذكرها الشاعر في الأبيات التالية ، وردت في كتاب الإحياء للغزالي . وقد ذكرها لبيان الفرق بين عمل العلماء ، وعمل الأولياء .
“ 605 “
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin