..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب أخبار وحكايات لأبي الحسن محمد بن الفيض الغساني
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Emptyأمس في 17:11 من طرف Admin

» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Emptyأمس في 17:02 من طرف Admin

» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Emptyأمس في 16:27 من طرف Admin

» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Emptyأمس في 15:41 من طرف Admin

» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Emptyأمس في 15:03 من طرف Admin

» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Emptyأمس في 14:58 من طرف Admin

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68544
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5 Empty 14 - في بيان أنّ إبليس كان أول شخص عارض النصَّ بالقياس .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج5

    مُساهمة من طرف Admin 14/10/2020, 14:10

    “ 605 “


    قال : “ حكي أن أهل الصين وأهل الروم تباهوا بين يدي بعض الملوك بحسن صناعة النقش والصور ، فاستقر رأي الملك على أن يسلم إليهم صُفة لينقش أهل الصين منها جانباً ، وأهل الروم جانباً ويرخى بينهما حجاب يمنع اطلاع كل فريق على الآخر ، ففعل ذلك ، فجمع أهل الروم من الأصباغ الغريبة مالا ينحصر . ودخل أهل الصين من غير صبغ وأقبلوا يجلون جانبهم ويصقلونه فلما فرغ أهل الروم ادعى أهل الصين أنهم قد فرغوا أيضاً ، فعجب الملك من قولهم ، وأنهم كيف فرغوا من النقش من غير صبغ . فقيل : وكيف فرغتم من غير صبغ ؟ فقالوا : ما عليكم . ارفعوا الحجاب ، فرفعوا وإذا بجانبهم يتلألأ منه عجائب الصنائع الرومية مع زيادة إشراق وبريق ، إذ كان قد صار كالمرآة المجلوة لكثيرة التصقيل ، فازداد حسن جانبهم بمزيد التصقيل . فكذلك عناية الأولياء بتطهير القلب وجلائه وتزكيته وصفائه ، حتى يتلألأ فيه جلية الحق بنهاية الإشراق كفعل أهل الصين . وعناية الحكماء والعلماء بالاكتساب ونقش العلوم ، وتحصيل نقشها في القلب كفعل أهل الروم “ . ( الإحياء ، ج 3 ، ص 22 ) ونلحظ أن الغزالي جعل الصينين أهل الصقل ( وهم الصوفية ) ، وجعل الروم أهل النقش والصبغ وهم العلماء . وعلى العكس من هذا نرى جلال الدين يجعل الروم أهل الصقل ، ويجعل الصينيين أهل الصبغ والنقش . ولا غرابة في ذلك فجلال الدين رومي الوطن ، أحسن الظن بقومه ، الذين عاش بينهم . ونجد جلال الدين يأخذ جانب الروم من أول القصة حين يقول : “ وتباحث الصينيون والروم ، فصمد الروم في هذا البحث “ . ( بيت 3469 ) .


    ( 3476 ) إن الضوء يسقط على المرئيات فيظهر بألوان شتى . ولكنا إذا جردناه من هذه المرئيات المتعددة ، ونظرنا إليه في منبعه ، وجدناه لوناً واحداً متجانساً .


    ( 3485 ) قال الغزالي : “ فالقلب في حكم مرآة قد اكتنفته هذه الأمور المؤثرة فيه . وهذه الآثار على التواصل واصلة إلى القلب . أما الآثار المحمودة التي ذكرناها ، فإنها تزيد مرآة القلب جلاء وإشراقاً ، ونوراً وضياء ، حتى يتلألأ


    “ 606 “


    فيه جلية الحق . . . وأما الآثار المذمومة فإنها مثل دخان مظلم ، يتصاعد إلى مرآة القلب ، ولا يزال يتراكم عليه مرة بعد أُخرى إلى أن يسوّد ويظلم ، ويصير بالكلية محجوباً عن اللَّه تعالى “ . ( الإحياء ، ج 3 ، ص 12 ) . ويقول أيضاً :
    “ فكذلك القلب مرآة مستعدة لأن ينجلي فيها حقيقة الحق في الأمور كلها “ .
    ( المصدر السابق ، ص 13 ) .


    ( 3486 - 3488 ) إن قلب موسى قد اتسع لصورة الغيب ، مع أن هذه الصورة لا يحيط بها الفلك ولا العرش ولا الكرسي .
    وقد تناول الغزالي هذا الموضوع بقوله : “ وفي الخبز : قال تعالى : لم يسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوادع . . . ومن ارتفع الحجاب بينه وبين اللَّه تجلى صورة الملك والملكوت في قلبه ، فيرى جنة عرض بعضها السماوات والأرض ، أما جملتها فأكثر سعة من السماوات والأرض ، لأن السماوات والأرض عبارة عن عالم الملك والشهادة ، وهو إن كان واسع الأطراف متباعد الأكناف فهو متناه على الجملة ، وأما عالم الملكوت - وهي الأسرار الغائبة عن مشاهدة الأبصار ، المخصوصة بإدراك البصائر - فلا نهاية له “ . ( الإحياء ، ج 3 ، ص 15 ) .


    ( 3489 ) القلب الذي صفا وأصبح خالياً من الشوائب يتجلى به اللَّه كما تتجلى الصورة في المرآة ، والمرآة إذا تجلت بها الصورة ، أصبحت عين الصورة . وفي هذا تعبير عن استغراق قلب الصوفي العارف في محبة اللَّه بصورة لا تدع مجالًا لغير اللَّه .


    ( 3492 ) انظر التعليق على البيت 3485 .


    ( 3493 ) يشير الشاعر هنا إلى انصراف الصوفية عن علوم الدنيا .
    وانشغالهم بتصفية القلب ، وتلقي ما يبثه اللَّه فيه من اليقين . ويرى الغزالي أن الجمع بين علوم الدنيا وعلوم الآخرة “ لا يكاد يتيسر إلا لمن رسخه اللَّه لتدبير عباده في معاشهم ومعادهم ، وهم الأنبياء المؤّيدون بروح القدس ، المستمدون من القوة الإلهية التي تتسع لجميع الأمور ولا تضيق عنها . فأما قلوب سائر الخلق

    “ 607 “


    فإنها إذا استقلت بأمر الدنيا ، انصرفت عن الآخرة ، وقصرت عن الاستكمال فيها “ . ( الإحياء ، ج 3 ، ص 18 ) .


    ( 3499 ) ذكر الغزالي أن عمر بن الخطاب قال : “ رأى قلبي ربي “ .
    ( الإحياء ، ج 3 ، ص 15 ) . وروي عن ابن عمر : “ قيل لرسول اللَّه ، يا رسول اللَّه ، أين اللَّه ؟ في الأرض أو في السماء ؟ قال : في قلوب عباده المؤمنين “ . ( انظر المصدر السابق ) .


    ( 3500 ) يشير الشاعر هنا إلى حديث عرف باسم حديث حارثة ، ذُكر في النهاية ( ج 3 ، ص 159 ) . وقد ذكره الهجويري في كشف المحبوب ، والكلاباذي في كتاب التعرف . وكل من هذين أجرى الحديث على لسان حارثة .
    فالحديث لم ينسب صراحة إلى زيد بن حارثة ، وإنما نسب إلى حارثة .
    وقد يكون من الغريب حقاً ألا يُذكر في الحديث اسم زيد ، فيعرف باسم حديث حارثة ، مع أن اسم زيد ذكر في القرآن ، وعرف الرجل باسم زيد بن حارثة ، أو باسم زيد وحده . ولعل الشاعر التبس عليه الأمر ، فاعتبر حارثة هذا زيد بن حارثة ، وتبعه في ذلك شراح المثنوي .


    ونص الحديث كما نقله الكلاباذي في التعرف ( ص 23 ) جاء على الوجه الآتي :
    “ وقال حارثة حين سأله النبي صّلى اللَّه وعليه وسلم ما حقيقة إيمانك ؟ قال : عزفت بنفسي عن الدنيا فأظمأت نهاري وأسهرت ليلي ، وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون وإلى أهل النار يتعادون “ . . . وقال النبي صّلى اللَّه وعليه وسلم : “ من أحب أن ينظر إلى عبد نوّر اللَّه قلبه فينظر إلى حارثة “ .
    ولعل إجماع المصادر التي ذكرناها على الإشارة إلى هذا الحديث باسم حديث حارثة يجعلنا نعتقد أن المقصود به حارثة بن سراقة . وقد كان حارثة بن سراقة هذا أحد شهداء بدر من الأنصار .
    وقد روي هذا الحديث متعلقاً به . يقول صاحب السيرة الحلبية : “ كان حارثة سأل رسول اللَّه صّلى اللَّه وعليه وسلم أن يدعو له بالشهادة فقد جاء أنه قال الحارثة يوماً وقد استقبله ، كيف أصبحت يا حارثة .
    قال : أصبحت مؤمناً باللَّه حقاً . قال : انظر ما تقول ، فإن لكل قول حقيقة . قال :
    يا رسول اللَّه ، عزلت نفسي عن الدنيا ، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري ، فكأني


    “ 608 “


    بعرش ربي بارزاً ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها وإلى أهل النار يتعادون فيها . قال : أبصرت فالزم عبد ، أي أنت عبد بذر اللَّه الإيمان في قلبه . قال : فقلت ادع اللَّه لي بالشهادة ، فدعا رسول اللَّه بذلك “ .
    (علي برهان الدين الحلبي : السيرة الحلبية ، ج 2 ، ص 180 ، 181 . القاهرة ) .


    ( 3512 ) وأما قبل البعث ، فإن حقيقة الروح لا تكون معروفة ، فحالها في الدنيا يخفى على عامة الخلق .


    ( 3515 ) جميع أرواح الغابرين - في فترة الانتقال بين الموت والبعث - تستقبل الأرواح التي تنطلق من الأجساد .


    ( 3519 ) ما دام الإنسان نزيلًا لهذه الحياة الدنيا ، فإن أكثر الناس لا يعرفون طبيعة روحه ، ولا مكانها من الخير والشر ، ذلك لأن القادرين على مثل هذا التمييز قلة نادرة . فالروح في الجسم كالجنين قبل الوضع .


    ( 3520 ) هذه القلة النادرة من الناس هم الذين أوتوا الفراسة ، ويروي الصوفية أن الرسول أشار إليها بقوله : “ اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور اللَّه “ “ 1 “ . ( انظر السراج : اللمع ، ص 171 ) .


    ( 3533 ) “ حُفَر النفاق السبع - كما أجمع شراح المثنوي - تعبير عن سبع من الخصال القبيحة ، يقابل كل منها باباً من أبواب الجحيم السبعة .


    وهذه الخصال - كما يقول صاحب المنهج القوي - هي الشرك باللَّه ، والسحر ، قتل النفس التي حرّم اللَّه إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات . ( المنهج القوي ، ج 1 ، ص 640 ) . وهذا - بطبيعة الحال - اجتهاد . ولا يمكن الجزم بأن الشاعر قصد هذه الخصال أو سواها بالذات . ومما يسند هذا الشرح ما ذكره المفسرون في بيان أبواب جهنم السبعة .
    ...............................................................
    ( 1 ) هذا الحديث كثير الورود في كتب الصوفية . وقد أخرجه الترمذي والطبراني .

    “ 609 “


    ( 3552 ) قوله : “ إن كان التجلي قد جعل من صدرك طور سيناء “ .
    معناه “ إن كان صدرك قد شهد من التجلي ما شهده موسى حين تجلى له الخالق في طور سيناء “ .
    ( 3553 - 3554 ) هل يستطيع إنسان أن يطوي قلبه على ما تكشف له من نور اليقين ؟ إن هذا النور ليبدد القلب الذي يطويه ، وليس يفنع في إيقاف ذلك جنون ولا عقل .


    ( 3555 - 3556 ) إن اللَّه يحجب عن الناس الكثير من الأسرار ، وفي ذلك خيرهم . فهم لا يعلمون آجالهم . ولا يعرفون كنه مصيرهم يوم الحساب ، وبذلك يعيشون على أمل الغفران والثواب . وهذا الستر الإلهي دليل على أن اللَّه أراد لعباد ذلك . فعلى العباد أيضاً ألا يبوحوا بما يُكشف لهم من الأسرار الغيبية . وكما أن الإنسان قادر على الستر الحسي ، فهو كذلك قادر على الستر المعنوي . فهو يحجب الشمس أو القمر بطرف إصبعه . وهو أيضاً قادر على أن يحجب أسرار القلب بشيء من الإرادة وضبط النفس .


    ( 3558 ) لقد فضل اللَّه الإنسان على كافة مخلوقاته . فهذا البحر الشاسع البعيد الأعماق طوع حكمة . أفلا تكون نفسه طوع حكمه ؟


    ( 3559 - 3561 ) وكما سُخرّت للإنسان مخلوقات هذه الحياة الدنيا ، كذلك سُخرّت له ينابيع الجنة وأنهارها ، يجريها كما يشاء ، فتعنو لمراده .


    ( 3562 ) ينتقل الشاعر هنا من الحديث عن الإنسان ، وسيطرته على سائر المخلوقات ، إلى الحديث عن القلب ، وسيطرته على جوارح الإنسان وملكاته .


    ( 3566 - 3575 ) يتحدث الشاعر هنا عن سيطرة القلب على الأعضاء والملكات الإنسانية . وهذا موضوع كتب عنه الغزالي ، وشبه القلب بملك له في الكيان الإنساني جنود وأعوان تطيع أمره .
    قال : “ وللقلب جندان ، جند يُرى بالأبصار ، وجند لا يرى إلا بالبصائر . وهو في حكم الملك والجنود في حكم الخدم والأعوان . فهذا معنى الجند . فأما جنده المشاهد بالعين فهو اليد والرجل والعين والأذن واللسان وسائر الأعضاء الظاهرة والباطنة ، فإن جميعها


    “ 610 “


    خادمة للقلب ومسخرّة له . فهو المتصرف فيها والمردد لها . وقد خُلقت مجبولة على طاعته ، لا تستطيع له خلافاً ولا عليه تمرداً . فإذا أمر العين بالانفتاح انفتحت ، وإذا أمر الرجل بالحركة تحركت ، وإذا أمر اللسان بالكلام وجزم الحكم به تكلم . وكذلك سائر الأعضاء “ . ( الإحياء ، ج 3 ، ص 5 ) .
    وانتقل الغزالي من الحديث عن الأعضاء إلى الحديث عن قوى الإنسان وملكاته ، فقال : “ فجملة جنود القلب تحصرها ثلاثة أصناف صنف باعث ومستحث . . . وقد يعبر عن هذا الباعث بالإرادة .
    والثاني هو المحرك للأعضاء إلى تحصيل هذه المقاصد ويُعبر عن هذا الثاني بالقدرة : وهي جنود مبثوثة في سائر الأعضاء ، لا سيما العضلات منها والأونار .
    والثالث هو المدرك المتعرف للأشياء كالجواسيس وهي قوة البصر والسمع والشم والذوق واللمس وهي مبثوثة في أعضاء معينة ، ويعبر عن هذا بالعلم والإدراك .
    ومع كل واحد من هذا الجنود الباطنة جنود ظاهرة ، هي الأعضاء المركبة من الشحم واللحم والعصب والدم والعظم التي أُعدت آلات لهذه الجنود . فقوة البطش إنما هي بالأصابع ، وقوة البصر إنما هي بالعين ، وكذا سائر القوى “ .
    (المصدر السابق ، ص 6 ) .


    ( 3571 ) “ اليد الخفية “ التي تحرك اليد الظاهرة هي القلب .


    ( 3576 ) الحواس الخمس الباطنية هي : الحس المشترك ، والتخيل والتفكر والتذكر والحفظ . ( الغزالي : الإحياء ، ج 3 ، ص 6 ) .


    ( 3578 ) أيها القلب ، ما دمت تملك هذه القوة ، فلتكن قوياً صامداً لما يطرق بابك من الهواجس ، قديراً على الاحتفاظ بنقائك وطهرك . وليكن لك من سلطانك ما تقهر به وساوس الشيطان ، وتقصيها عن ساحتك .


    ( 3584 - 3597 ) القصة التي حكاها الشاعر عن لقمان وردت بإيجاز في قصص الأنبياء للثعلبي ( ص 393 ) . قال : “ أخبرنا أبو عبد اللَّه الحسين الدينوري عن عكرمة قال : كان لقمان أهون مملوك على سيده . قال : فبعثه مولاه مع


    “ 611 “


    رفقة إلى بستان له ليأتوه بشيء من ثمره . فجاءوا وليس معهم شيء ، وقد أكلوا الثمرة وأحالوا على لقمان . فقال لمولاه : إن ذا الوجهين لا يكون عند اللَّه أميناً .
    فاسقني وإياهم ماء جميماً ، ثم أرسلنا لنقذفه . ففعل فجعلوا يتقيئون الفاكهة وجعل لقمان يتقياً ماء نقياً فعرف صدقه من كذبهم “ .


    ( 3599 ) في يوم الحساب ، يوم تُبلى السرائر ، لا يبقى هناك سر لا ينكشف أمام الخالق ، فحينذاك يتضح العيب الذي كان الإنسان يحسب أنه قد نجا منه ، بعد أن استطاع إخفاء في الدنيا .


    [ شرح من بيت 3600 إلى 3750 ]
    ( 3600 ) لعل هذا البيت العربي محرّف . فالشطر الثاني منه لا يكاد يرتبط بأوله . ولعل الصواب أن نضع كلمة “ الأحشاء “ أو “ الأمعاء “ بدلًا من “ الأستار “ فيكون المعنى مقتبساً من الآية القرآنية المشار إليها وهي :” وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ “( 47 : 15 ) . ويجوز أن يفهم البيت على أساس أن الماء كشف سرهم فمزّق أستار النفاق ، وأظهر ما كانت تخفيه .


    ( 3601 ) وصف اللَّه قلوب العصاة من بني إسرائيل بقوله :” ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ، فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً “. ( البقرة ، 2 : 74 ) .
    ولما كانت قلوب الكفار كالحجارة ، فقد استحقت عذاب النار . ذلك لأن النار هي الفيصل في امتحان الأحجار .
    ( 3610 ) إن اللَّه أراد أن يكون هناك غيب محجّب ، طيلة بقاء هذه الدنيا ، فلا تهتف بإعلان ما تكشف لك من الغيب ، ولا تفتح هذا الباب .


    ( 3611 ) لا تندفع بإعلان السر . وتحكم في قلبك ولسانك . فالستر في هذه الدنيا أجمل . وخير لكل امرئ أن يسعد بما يتخيله عن حقيقة حاله .


    ( 3612 ) فقد يؤدي كشف حقيقة الحال بالنسبة لبعض الناس إلى قنوط هؤلاء من رحمة اللَّه ، وانصرافهم عن عبادته .
    ( 3616 ) الحجاب يزيد المهابة بالنسبة لأهل هذه الدنيا . فيجب أن تظل حقائق العالم الغيبي خافية عليهم لتزداد مهابة الغيب في نفوسهم .
    ( 3617 ) الشريعة تستشير في قلوب الناس الخوف والرجاء ، وعالم الغيب

    “ 612 “


    المحجّب عن الأنظار هو الذي يجعل الناس يتحركون في مختلف الاتجاهات ، رجاء وخوفاً . وهو الذي يكون الإيمان به ابتلاء للعباد ، ومحكاً لمعرفة مدى تصديق أرواحهم لما بُلغوا من رسالات السماء .


    ( 3618 - 3624 ) يشير الشاعر هنا إلى قصة سليمان حين سرق أحد الشياطين خاتمه فضاع بذلك ملكه ، وأصبح فقيراً ضعيفاً ، يحمل للصيادين السمك من البحر إلى السوق لقاء سمكتين ، كان يأكل إحدا هما ويبيع الأخرى .
    وقد ظل في هذه المحنة أربعين يوماً ، وذات يوم شق سمكة ليتعشى بها فوجد خاتمه في جوفها . وكان هذا الخاتم قد سقط من الشيطان في البحر ، فابتلعته هذه السمكة . وما أن وضع سليمان خاتمه حول إصبعه حتى عاد إليه ملكه . وقد رُويت هذه القصة بصور عديدة ذكر بعضها الثعلبي ( قصص الأنبياء ، 360 - 365 ) .
    وقد ترّدد ذكرها في تفسير قوله تعالى :” وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ “. ( ص ، 38 : 34 ) .
    ويم يرد في أيّ من الروايات التي اطلعت عليها إشارة إلى الفتى الذي ذكر الشاعر أنه رأى سليمان يصيد السمك على شاطىء البحر ، فحار في أمره ، وساءل نفسه : “ أهذا سليمان العظيم يصيد السمك ؟ وإن لم يكن هو فما هذا الشبه بينه وبين سليمان ؟ “ ، حتى إذا عاد لسليمان ملكه شهده على عرشه فانقلب الظن عنده إلى يقين .
    ومغزى القصة أن هناك من الغيب ما يتحرى الإنسان عنه ، فيهتدي - في نهاية الأمر - إلى حقيقتة ، ويصبح ظنه يقيناً . فسليمان على شاطىء البحر كان وهماً في خيال الفتى . وسليمان على عرشه - والخاتم في إصبعه - كان يقيناً لا شك فيه .


    ( 3625 ) وردت في إحدى نسخ المثنوي كلمة “ وهم “ بدلًا من “ باك “ ، ومعناها الخوف . فتكون ترجمة البيت “ إن الوهم يكون حيث يكون الحجاب . . . “ ( 3627 ) إن الخيال مشتق من الحقيقة . فالسماء قد تبدو خالية من المطر ،


    “ 613 “
    ولكن المطر يكون كامناً فيها . والأرض قد تبدو خالية من الخضرة ، ولكن الخضرة كامنة في طبيعتها . فالخيال هنا جزء من اليقين .


    ( 3628 ) عامة الخلق في الدنيا لا يطلعون على الغيب ، ذلك لأن اللَّه حجبه عنهم . فلا بد لهم من الإيمان بالغيب ، لكي يصدقوا رسل اللَّه . وإن لم يفعوا ذلك فلا مجال لهذا التصديق .


    ( 3629 ) لو أنني فتحت أمام الخلق نوافذ في السماء يطلون منها على الغيب ، لما كنت أخاطبهم قائلًا :” الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ “. ( 67 : 3 ) . فعالم الغيب محتجب عن شهود الخلق حتى يوم البعث .


    ( 3630 ) وهذا الحجاب إنما جعل لامتحان الخلق . وقد جعلهم هذا الحجاب في ظلمة ، لا يعرف أي منهم ، ما خُبىء له ، فهم يعيشون في الدنيا بين الخوف والرجاء ، ومنهم من يهتدي ويسلك سواء السبيل ، ومنهم من يضلّ وينحرف عن الجادة .
    ( 3631 ) وفي هذه الحياة الدنيا تنعكس الأمور ويعلّق اللصوص رجال الشرطة على المشانق . وقد يكون اللصوص هنا رمزاً للجلاء ، ورجال الشرطة رمزاً للعارفين . وربما يكون الشاعر هنا يشير إلى واقعة محددة من وقائع اضطهاد الصوفية كمصرع الحلاج .


    ( 3632 ) تنعكس القيم في هذه الدنيا ، ويسود الجهلاء ، ويذلون العارفين والحكماء .
    ( 3634 ) أين من يعبد اللَّه بعد أن يلقاه ، ممن يعبده خاشعاً في هذه الدنيا ، قبل أن يراه ؟ فمثل هذا يستحي من اللَّه لأنه عرفه ، “ والمعرفة توجب الحياء والتعظيم “ . ( القشيري ، ص 142 ) .


    ( 3635 - 3636 ) مثل الوفاء للسلطان ممن يكون بعيداً عنه ، كمثل الإخلاص للَّه في الدنيا ، وقبل ملاقاته في الدار الآخرة . فحافظ الثغر يرعى

    “ 614 “
    حق الملك وهو بعيد عنه ، والعارف يرعى حق اللَّه في هذه الدنيا ، وقبل أن يدخل رحابه في العالم الآخر .


    ( 3641 ) لما كان الغيب والغائب والحجاب أفضل للخلق في هذه الدنيا ، وجب الإبقاء على قناع الأسرار . وعلى العارف أن يتجنب البوح بما يتكشف له .


    ( 3651 ) الملائكة أيضاً يتفاوتون كالبشر ، ولكل ملك نوره ومنزلته التي تتفق ومدى إشراق هذا النور .


    ( 3656 ) انظر اللمع للسراج ( كتاب الصحابة ، ص 166 ) . وقد استشهد هذا المؤلف - في بيان فضل الصحابة - بقوله تعالى :” وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ “.
    ( التوبة ، 9 : 100 ) ، وكذلك بالحديث الذي إشارة إليه الشاعر ، ونصه :
    “ أصحابي كالنجوم ، بأيّهم اقتديتم اهتديتم “ .


    ( 3657 - 3658 ) لو كان كل إنسان قادراً على أن يتلقى الوحي من اللَّه ، الجاز لنا أن ننكر الحاجة إلى رسل اللَّه ، وإلى من سار على نهجهم من الهداة والمصلحين ، فهؤلاء جاءوا شهوداً اللَّه على خلقه .


    ( 3659 ) في هذا البيت اقتباس من آية أمر اللَّه رسول أن ينطلق بها ، وذلك قوله تعالى :” قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ “ *. ( 18 : 110 ) . فقد يكون القمر هنا رمزاً للرسول ، أما التراب والسحب والظلال فرموز لكل من يهتدي به ، ويستضيء بنوره ، على اختلاف طبائعهم ، ومراتبهم الروحية ، وقدراتهم على اقتباس النور .
    ( 3660 ) لولا الوحي الإلهي لما اختلف الأنبياء عن عامة البشر .


    ( 3661 - 3662 ) إنني - بالقياس إلى الصفات الإلهية - خافتُ النور .
    ولكن نوري يمثل مدى الإشراق الذي يقدر على التطلع إليه عامة البشر ، فيتلقون منه الهداية . فهم لا يستطيعون تلقي النور الإلهي بصورة مباشرة ، وفي نور النبوة ما ينير نفوسهم ويخلصها من ظلمات الجهل .


    ( 3663 ) كان مزيج الخل والعسل يعتبر دواء لعلاج الكبد .

    “ 615 “


    ( 3665 ) حينما يصبح القلب الإنساني طاهراً من الهوى ، ويتخلص من كافة العلائق المادية ، والآفات الحسية ، يكون مثلُ هذا القلب أهلًا لأن يتجلى به الخالق ، بل يصبح القلب وكأنه عرش اللَّه . وفي الحديث ما يؤيد ذلك ، فقد رُوي عن الرسول أنه قال : “ قلب المؤمن عرش اللَّه “ .


    ( 3668 ) قوله : “ لقد قفز من موضع صف النعال ، ورمى نعله “ ، معناه أنه ترك هذه الدار الفانية ، التي لا تعدو أن تكون ممراً وضيعاً بالنسبة لما يجيء وراءها ، كما يكون موضع صف النعال بالنسبة للمسجد أو الدار . ورَمْيُ النعل كناية عن الانصراف عن الدنيا ، ونبذها . فلن تكون له عودة إلى موضع صف النعال ( الدنيا ) ليلتقط نعله ، بل هو قد تخلى عن هذه العودة ودواعيها .


    ( 3670 ) إن العارفين الذين سلكوا سبيل الفناء ، لن تجد لهم سبباً يربطهم بهذه الدنيا ، مهما كان هذا السبب واهياً .


    ( 3672 ) في البيت اقتباس من آية كمريمة تشير إلى البعث . ولكن الشاعر استخدم مفهوم البعث هنا للدلالة على البعث الروحي ، الذي يؤمن به الصوفية ، وفيه تتجه حواسهم وعقولهم إلى الخالق ، فتكون كالأمواج التي تعود إلى البحر الذي انطلقت منه .


    ( 3673 - 3674 ) إذا أقبل ليلى الوعي الحسي ، وزال نهار التجلي ، أعاد اللَّه عقول أهل الكشف إلى وعيها ، وأخرجها من نشوتها ، لتحمل من جديد أعباء هذه الحياة . فهذه العقول كنجوم أشرق عليها النهار فاحتجبت ، فلما جنّ الليل عادت إلى الظهور . وهي لا تكاد تحل في الأجساد حتى يعود إليها وعيها وإدراكها الذي كانت عليه .


    ( 3676 ) فهذه الأجساد الخاوية من العقول والأرواح ، قد أصبحت فرساناً يثيرون الغبار حين رد اللَّه عليها العقول والأرواح ، وكذلك الحال بالنسبة لمن ماتوا من المؤمنين وتحللت أجسادهم ، يعيدهم اللَّه يوم القيامة أقوياء أشداء . وهنا ينتقل الشاعر من البعث الروحي بمعناه الصوفي إلى البعث بمعناه الاصطلاحي ، وهو إعادة الموتى إلى الحياة يوم القيامة .

    “ 616 “


    ( 3679 ) في هذا البيت إشارة إلى استحالة إحداث الوجود من العدم .
    فبموجب هذا القول الذي ينطبق مفهومه على الكائنات جميعاً ، يكون إيجاد المعدوم محالًا ، أو يكون المعدوم - على حد تعبير الشاعر - مستعصياً على الوجود ، يستنكر إمكان اقتلاعه من حاله التي هو عليها . ولكن هذا المبدأ لا ينطبق على الخالق ، الذي يخلق من العدم ما يشاء بإرادته .


    ( 3680 ) يصور الشاعر إحداث الموجودات من العدم بقدرة اللَّه ، بأن الخالق جرّها من شعرها فأخرجها من حالها التي كانت عليها في عالم الإمكان إلى ما أصبحت عليه في عالم الوجود .


    ( 3681 ) بانتقال المعدوم من عالم الإمكان إلى عالم الوجود ، دخل في دنيا لم تكن أحوالها ولا خطوبها تخطر له على بال .


    ( 3682 ) إن العدم لمطيعُ أمر ربه فيما أراد ، ولا سبيل له إلى أن يستعصي على قوة اللَّه الخالقة . ومهما كانت له من قوة سلبية كقوة الشياطين فأنى للشياطين أن تستعصي على إرادة سليمان .


    ( 3684 ) إن الموجود يخاف العدم . وكذلك العدم ، يخاف أن ينتقل من حاله إلى حال الوجود . وكل من العدم والوجود لا يملك لنفسه أمراً أمام إرادة اللَّه ، التي تستطيع أن تنقله من حاله إلى عكس تلك الحال .


    ( 3685 ) ينتقل الشاعر هنا إلى الحديث عن ازديار خوف الإنسان من العدم بازديار خظه من متاع الدنيا . فهذا يزيده ارتباطاً بها ، وحرصاً على البقاء فيها .
    ( 3686 ) ليست هناك حياة حقيقية إلا بمحبة اللَّه . أما محبة الدنيا والإقبال عليها ، مهما بدت لذيذة لعشاقها ، فليست إلا معاناة للنزع ، لأنها احتضار للروح يؤدي في النهاية إلى هلاكها .


    ( 3687 ) يعرف الشاعر معاناة النزع هنا بأنها اتجاه المرء إلى الموت قبل أن يتحقق له ارتشاف ماء الحياة . وماء الحياة هنا تعبير رمزي عن المحبة الإلهية ، وهي عند الصوفية سبيل البقاء . فإذا قضى الإنسان عمره في تعلق بالحس ورغائبه ، فقد جعل من حياته فترة احتضار روحي ، وكان باستطاعته أن يتجه نحو ماء الحياة فيكتب له الخلود .

    “ 617 “


    ( 3688 ) الناس في هذه الدنيا لا يتفكرون إلا فيها ، ولا يخشون إلا الخروج منها ، وقد صرفهم هذا عن سبيل المحبة ، الإلهية ، واعترتهم إزاءها الشكوك ، مع أنها سبيلهم الوحيد إلى البقاء .


    ( 3689 ) قوله : “ وسر في الدجى نحو ربك ، فإنك إن أغفيت ضاع منك الليل “ معناه : “ ولا تضع ليل الحياة في غفلة وسبات ، بل اقطع هذا الليل ساهراً متنبهاً ، لعلك تهتدي إلى ما يحقق لك حياة الخلود . أما من غلبه النوم في هذا الليل ، فقد فاتته الفرصة ، وضاعت حياته سدى . يقول الغزالي :
    “ وليس يمكن العبد أن يصل إلى اللَّه سبحانه ما لم يسكن الدبن ولم يُجاوز الدنيا ، فإن المنزل الأدنى لا بد من قطعه للوصول إلى المنزل الأقصى ، فالدنيا مزرعة الآخرة “ . ( الإحياء ، ج 3 ، ص 5 ) .


    ( 3690 ) فتّش في هذه الحياة المادية المظلمة عن حياة الروح الصافية المشرقة ، واتخذ من العقل الكليّ هادياً لك في تلك الظلمات .


    ( 3691 ) أنظر البيت 574 والتعليق عليه .


    ( 3692 ) “ وكيف تستطيع الخلاص من هذه الغفلة ، وأنت الذي تغرس قلبك فيها ، وتجلت على روحك دواعيها ؟ “ .


    ( 3693 ) هذه الغفلة الثقيلة جلبها عليك إغراقك النفس في متاع الحياة الدنيا . فقد كنت كتاجر غفل عن بضاعته ، وهي أيام عمره المحدودة ، فأخذ الشيطان يسرق منه تلك الأيام ويعطيه لقاءها ما يشغله به من مغرياته الرخيصة . وصرفتك هذه المغريات عن إدراك الضياع الذي أصابك .


    ( 3701 ) “ نور إبراهيم “ هو نور الإيمان باللَّه ، الذي جعله ينجو من الاحتراق بنار الكافرين .


    ( 3702 ) النفس الأمارة بالسوء تحرق الجسم كما تحرق النار عود الحطب . وليس سوى الإيمان يطفئ لهيب النفس المضطرم كنار النمرود .


    “ 618 “


    ( 3718 ) إن المال في يد الخاطئين كبذور غرست في أرض ملْحة ، فهي لا تزكو ولا تثمر . أو هو كسيف في يد قاطع الطريق ، لا يتحقق منه سوى الغدر والإيذاء .


    ( 3719 - 3720 ) من الواجب أن يميّز الإنسان بين أهل الدين وأهل الضغائن ، وأن يكون دليله في اختيار رفقائه ما يكون عليه هؤلاء من قيمة ذاتية ، وليس ما يربطه بهم من قرابة أو نسب . فالتعصب لذوي القربى لا يحتاج إلى حكمة ولا إدراك رفيع ، فهذا أمر لا يخفى على أحد ، ولو كان من أهل الغفلة .

    .



      الوقت/التاريخ الآن هو 26/11/2024, 20:46