المقالة الخامسة عشرة اتفاق الطير على السير إلى السيمرغ الأبيات من 1565 – 1600 .كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين العطار النيسابوري
المقالة الخامسة عشرة اتفاق الطير على السير إلى السيمرغ الأبيات من 1565 – 1590
ما أن سمع الجميع هذه القصة ، حتى قالوا جميعاً بترك الروح ، وانتزع السيمرغ السكينة من قلوبهم وتضاعف العشق في أرواحهم ، وعزموا عزماً أكيداً على قطع الطريق وتعجلوا السير في الطريق ،
وقالوا جميعاً : يجب أن يكون لنا مرشد يكون له علينا الحل والعقد ، وليكون هادينا في الطريق ، حيث لا يمكن قطعه اعتماداً على الغرور ،
ويلزم لهذا الطريق حاكم موفق ، علنا نستطيع اجتياز ذلك البحر العميق ،
وبأرواحنا سننفذ أوامر حاكمنا ، ولن نسلك الطريق إلا بحكمه وأمره ، حتى يستطيع في النهاية أن يقودنا من ميدان الغرور إلى جبل قاف ،
وما أن تعالت ذرة منه أمام أشعة الشمس ، حتى وقع ظل السيمرغ علينا .
في النهاية قالوا : لن يكون الحاكم شخصاً معيناً بل الحل إجراء القرعة فيما بيننا ، وإذا أصابت القرعة أي فرد فهو المقدم ويكون المعظم بين الجميع ، وما أن بدأوا القرعة حتى لزم الجميع السكينة ،
وما أن قيل هذا الكلام حتى خفت الضوضاء واستسلم جميع الطير للصمت والهدوء ، واقترعوا فكان اقتراعاً موفقاً حيث اختاروا الهدهد العاشق ،
فاتخذه الجميع مرشدهم فإذا أمرهم بذلوا أرواحهم وتعهد الجميع بأنه رئيسهم وأنه مرشدهم في الطريق وهاديهم ،
وأصبح الحكم حكمه والأمر أمره ، ولا يبخل أحد بالروح ولا بالجسم عليه .
ما أن تقدم الهدهد الهادي كالبطل الشجاع حتى وضعوا التاج على مفرقه في ذلك الزمان ، وإلى الطريق أقبلت مئات الألوف من الطير فكانوا كمظلة تحجب نور الشمس والقمر ، ولكن ما أن بدا أول الطريق عياناً حتى علا صياحهم ووصل إلى القمر ،
ووقعت هيبة الطريق في أرواحهم كما اضطرمت النار في أرواحهم ، وطاروا جميعاً كل في إثر الآخر ، وتدافعوا بالأجنحة والقوادم والأرجل والرؤوس ،
ونفض الجميع أيديهم من أرواحهم فثقيل حملهم وطويل طريقهم .
الطريق خال من السير ويا للعجب وهو بعيد عن كل شر وعن كل خير ويا للعجب ، ويسيطر عليه الهدوء والسكون ولا زيادة فيه ولا نقصان ،
فقال سالك له : لم يبدو الطريق هكذا خالياً ؟
قال الهدهد : ذلك من عز الباري .
المقالة الخامسة عشرة حكاية 1
الأبيات من 1591 – 1600
خرج با يزيد ذات ليلة خارج المدينة ، فرأى كل شيء خالياً من ضوضاء البشرية وكان ضوء القمر ينير العالم ، حتى أوشك أن يحيل الليل نهاراً من شدة ضيائه ، كما بدت السماء مزدانة بالنجوم ،
وكان كل نجم منها في شأن مختلف ، وكم تجول الشيخ في الصحراء فما وجد شخصاً يتجول بالفيافي والصحراء ،
فسيطر عليه الاضطراب بشدة ، فقال يا رب : لقد سيطر الاضطراب على قلبي بقوة ، إن أعتابك ذات مكانة رفيعة ، فكيف تبدو من المشتاقين خالية ؟!
جاءه هاتف قائلاً : أيها الحائر في الطريق إن الله لا يهب لكل شخص الطريق ، فقد اقتضت العزة الربانية ، أن يبتعد عن بابنا كل مسكين ، فما أن أضاء حريم عزنا حتى أبعد الغافلين عن بابنا ،
وقد ظل الخلق منتظرين سنوات وسنوات حتى يسمح لواحد من ألف أن يحظى بالرفقة .
"" أضاف المحقق :
بايزيد : أحد مشايخ الصوفية المشهورين ، توفي عام 261 هـ .
وهو الذي عبر عن فنائه واتحاده في ألفاظ وعبارات تمتاز بأنها من قبيل الشطحات الجريئة المسرفة في بعد الخيال وغموض المعنى بحيث لا يكاد القارئ يقف عليها ويأخذها على ظاهرها ، حتى يحكم عليها بمنافاتها للشرع ،
وعلى قائلها بالكفر والضلال ، وهو أول من استحدث كلمة « السكر » : انظر الحياة الروحية في الإسلام للدكتور محمد مصطفى حلمي . .
وانظر نفحات الأنس لجامي ، وتذكرة الأولياء للعطار . وغيرها من كتب التذاكر الصوفية . أهـ ""
المقالة الخامسة عشرة اتفاق الطير على السير إلى السيمرغ الأبيات من 1565 – 1590
ما أن سمع الجميع هذه القصة ، حتى قالوا جميعاً بترك الروح ، وانتزع السيمرغ السكينة من قلوبهم وتضاعف العشق في أرواحهم ، وعزموا عزماً أكيداً على قطع الطريق وتعجلوا السير في الطريق ،
وقالوا جميعاً : يجب أن يكون لنا مرشد يكون له علينا الحل والعقد ، وليكون هادينا في الطريق ، حيث لا يمكن قطعه اعتماداً على الغرور ،
ويلزم لهذا الطريق حاكم موفق ، علنا نستطيع اجتياز ذلك البحر العميق ،
وبأرواحنا سننفذ أوامر حاكمنا ، ولن نسلك الطريق إلا بحكمه وأمره ، حتى يستطيع في النهاية أن يقودنا من ميدان الغرور إلى جبل قاف ،
وما أن تعالت ذرة منه أمام أشعة الشمس ، حتى وقع ظل السيمرغ علينا .
في النهاية قالوا : لن يكون الحاكم شخصاً معيناً بل الحل إجراء القرعة فيما بيننا ، وإذا أصابت القرعة أي فرد فهو المقدم ويكون المعظم بين الجميع ، وما أن بدأوا القرعة حتى لزم الجميع السكينة ،
وما أن قيل هذا الكلام حتى خفت الضوضاء واستسلم جميع الطير للصمت والهدوء ، واقترعوا فكان اقتراعاً موفقاً حيث اختاروا الهدهد العاشق ،
فاتخذه الجميع مرشدهم فإذا أمرهم بذلوا أرواحهم وتعهد الجميع بأنه رئيسهم وأنه مرشدهم في الطريق وهاديهم ،
وأصبح الحكم حكمه والأمر أمره ، ولا يبخل أحد بالروح ولا بالجسم عليه .
ما أن تقدم الهدهد الهادي كالبطل الشجاع حتى وضعوا التاج على مفرقه في ذلك الزمان ، وإلى الطريق أقبلت مئات الألوف من الطير فكانوا كمظلة تحجب نور الشمس والقمر ، ولكن ما أن بدا أول الطريق عياناً حتى علا صياحهم ووصل إلى القمر ،
ووقعت هيبة الطريق في أرواحهم كما اضطرمت النار في أرواحهم ، وطاروا جميعاً كل في إثر الآخر ، وتدافعوا بالأجنحة والقوادم والأرجل والرؤوس ،
ونفض الجميع أيديهم من أرواحهم فثقيل حملهم وطويل طريقهم .
الطريق خال من السير ويا للعجب وهو بعيد عن كل شر وعن كل خير ويا للعجب ، ويسيطر عليه الهدوء والسكون ولا زيادة فيه ولا نقصان ،
فقال سالك له : لم يبدو الطريق هكذا خالياً ؟
قال الهدهد : ذلك من عز الباري .
المقالة الخامسة عشرة حكاية 1
الأبيات من 1591 – 1600
خرج با يزيد ذات ليلة خارج المدينة ، فرأى كل شيء خالياً من ضوضاء البشرية وكان ضوء القمر ينير العالم ، حتى أوشك أن يحيل الليل نهاراً من شدة ضيائه ، كما بدت السماء مزدانة بالنجوم ،
وكان كل نجم منها في شأن مختلف ، وكم تجول الشيخ في الصحراء فما وجد شخصاً يتجول بالفيافي والصحراء ،
فسيطر عليه الاضطراب بشدة ، فقال يا رب : لقد سيطر الاضطراب على قلبي بقوة ، إن أعتابك ذات مكانة رفيعة ، فكيف تبدو من المشتاقين خالية ؟!
جاءه هاتف قائلاً : أيها الحائر في الطريق إن الله لا يهب لكل شخص الطريق ، فقد اقتضت العزة الربانية ، أن يبتعد عن بابنا كل مسكين ، فما أن أضاء حريم عزنا حتى أبعد الغافلين عن بابنا ،
وقد ظل الخلق منتظرين سنوات وسنوات حتى يسمح لواحد من ألف أن يحظى بالرفقة .
"" أضاف المحقق :
بايزيد : أحد مشايخ الصوفية المشهورين ، توفي عام 261 هـ .
وهو الذي عبر عن فنائه واتحاده في ألفاظ وعبارات تمتاز بأنها من قبيل الشطحات الجريئة المسرفة في بعد الخيال وغموض المعنى بحيث لا يكاد القارئ يقف عليها ويأخذها على ظاهرها ، حتى يحكم عليها بمنافاتها للشرع ،
وعلى قائلها بالكفر والضلال ، وهو أول من استحدث كلمة « السكر » : انظر الحياة الروحية في الإسلام للدكتور محمد مصطفى حلمي . .
وانظر نفحات الأنس لجامي ، وتذكرة الأولياء للعطار . وغيرها من كتب التذاكر الصوفية . أهـ ""
أمس في 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin