كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري
المقالة التاسعة عذر الصقر الأبيات من 915 – 937
أقبل الصقر أمام الجمع مرفوع الرأس ، جاء وكأنه قد كشف النقاب عن عالم الأسرار ، جاء منتفخ الصدر معتزاً بقوته جاء متفاخراً بجبروته ،
وقال : لشدة شوقي إلى يد السلطان أغلقت عيني عن النظر إلى خلق الزمان لذا فقد أخفيت عيني تحت القلنسوة حتى تصل قدمي إلى يد السلطان ،
وقد أكثرت من تأديب نفسي كما أكثرت من التريض كالمرتاضين حتى إذا ما حملت ذات يوم إلى يد السلطان أكون برسوم الخدمة على علم وبيان ،
وأنى لي أن أرى السيمرغ في المنام ؟
وأنى لي أن أسرع إليه عبثاً ؟
فكفاني ما أنعم به من حظ من يد السلطان وكفاني هذه المنزلة في عالم العيان ، إن كنت لا آمل في أن أكون سلطاناً فكفاني أن أقف مرفوع الرأس على يد السلطان فكل من يليق بالسلطان نافذ كل ما ينطق به أمام السلطان ،
وإن أصبح جديراً بالسلطان فهذا أفضل من السير في واد بلا نهاية ،
وكم أرغب في أن أبذل عمري في مواجهة السلطان بكل سرور فإنني أحياناً انتظر السلطان وأحياناً من شوقي إليه أشاركه رحلات الصيد .
قال له الهدهد : يا أسير المجاز ، لقد بعدت عن الصفة وتعلقت بالصورة ، إن كان للسلطان ند في ملكه فكيف يزدان الملك به ؟
لا جدير بالسلطنة غير السيمرغ فهو بلا شبيه لذا فهو الخليق بها وحده ، وليس سلطاناً من تكون أفعاله غير نافذة في كل الأقاليم ،
والسلطان هو من لا شبيه له ، ومن لا يتصف إلا بالوفاء والمدارة ،
أما السلطان الدنيوي إذا اتصف لحظة بالوفاء ففي لحظة أخرى يظهر الجفاء ، وكل من يزداد منه قرباً يكون عمله دون شك أكثر رقة ، حيث يكون على الدوام حذراً من السلطان وتكون روحه محاطة بالخطر في كل أوان ،
فسلطان الدنيا شبيه بالنار المحرقة فابتعد عنه لأن البعد عنه غنيمة ، لذا يجب ألا تقترب من السلاطين ولتسارع بالابتعاد يا من تقربت من السلاطين .
المقالة التاسعة حكاية 1
الأبيات من 938 – 949
كان هناك سلطان عالي المنزلة وقع في عشق غلام جميل الطلعة ، وبعد أن اشتد به العشق لم يعد في مقدوره أن يجلس أو يستريح لحظة بعيداً عن معشوقه وقد خصه بالتزين من بين غلمانه كما كان يجلسه على الدوام أمام عينيه ،
وعندما كان السلطان يرمي السهام في القصر اضطرب ذلك الغلام خوفاً من الضر ، حيث جعل السلطان هدفه تفاحة وضعها على مفرق الغلام فما أن شق التفاحة بسهمه حتى امتقع لون الغلام ،
فسأله رجل جهول : لم أصبحت حمرة ورد خدك في صفرة الذهب ؟
لتشرح لم يتسم وجهك بالإصفرار مع ما لك من علو المكانة لدى السلطان ؟
قال : عندما يضع تفاحة على رأسي ويصيبني أذى من السهم فسرعان ما يقول : لم يكن يعترف بالتبعية كما أنه بلا شبيه في العيوب بين جندي وحشمي ،
وإن يصب السهم الهدف ،
يقل الجميع له : إن هذا من يمن طالع السلطان ، أما أنا فمهموم بين هذين الغمين وروحي عرضة للهلاك بلا جريرة .
المقالة التاسعة عذر الصقر الأبيات من 915 – 937
أقبل الصقر أمام الجمع مرفوع الرأس ، جاء وكأنه قد كشف النقاب عن عالم الأسرار ، جاء منتفخ الصدر معتزاً بقوته جاء متفاخراً بجبروته ،
وقال : لشدة شوقي إلى يد السلطان أغلقت عيني عن النظر إلى خلق الزمان لذا فقد أخفيت عيني تحت القلنسوة حتى تصل قدمي إلى يد السلطان ،
وقد أكثرت من تأديب نفسي كما أكثرت من التريض كالمرتاضين حتى إذا ما حملت ذات يوم إلى يد السلطان أكون برسوم الخدمة على علم وبيان ،
وأنى لي أن أرى السيمرغ في المنام ؟
وأنى لي أن أسرع إليه عبثاً ؟
فكفاني ما أنعم به من حظ من يد السلطان وكفاني هذه المنزلة في عالم العيان ، إن كنت لا آمل في أن أكون سلطاناً فكفاني أن أقف مرفوع الرأس على يد السلطان فكل من يليق بالسلطان نافذ كل ما ينطق به أمام السلطان ،
وإن أصبح جديراً بالسلطان فهذا أفضل من السير في واد بلا نهاية ،
وكم أرغب في أن أبذل عمري في مواجهة السلطان بكل سرور فإنني أحياناً انتظر السلطان وأحياناً من شوقي إليه أشاركه رحلات الصيد .
قال له الهدهد : يا أسير المجاز ، لقد بعدت عن الصفة وتعلقت بالصورة ، إن كان للسلطان ند في ملكه فكيف يزدان الملك به ؟
لا جدير بالسلطنة غير السيمرغ فهو بلا شبيه لذا فهو الخليق بها وحده ، وليس سلطاناً من تكون أفعاله غير نافذة في كل الأقاليم ،
والسلطان هو من لا شبيه له ، ومن لا يتصف إلا بالوفاء والمدارة ،
أما السلطان الدنيوي إذا اتصف لحظة بالوفاء ففي لحظة أخرى يظهر الجفاء ، وكل من يزداد منه قرباً يكون عمله دون شك أكثر رقة ، حيث يكون على الدوام حذراً من السلطان وتكون روحه محاطة بالخطر في كل أوان ،
فسلطان الدنيا شبيه بالنار المحرقة فابتعد عنه لأن البعد عنه غنيمة ، لذا يجب ألا تقترب من السلاطين ولتسارع بالابتعاد يا من تقربت من السلاطين .
المقالة التاسعة حكاية 1
الأبيات من 938 – 949
كان هناك سلطان عالي المنزلة وقع في عشق غلام جميل الطلعة ، وبعد أن اشتد به العشق لم يعد في مقدوره أن يجلس أو يستريح لحظة بعيداً عن معشوقه وقد خصه بالتزين من بين غلمانه كما كان يجلسه على الدوام أمام عينيه ،
وعندما كان السلطان يرمي السهام في القصر اضطرب ذلك الغلام خوفاً من الضر ، حيث جعل السلطان هدفه تفاحة وضعها على مفرق الغلام فما أن شق التفاحة بسهمه حتى امتقع لون الغلام ،
فسأله رجل جهول : لم أصبحت حمرة ورد خدك في صفرة الذهب ؟
لتشرح لم يتسم وجهك بالإصفرار مع ما لك من علو المكانة لدى السلطان ؟
قال : عندما يضع تفاحة على رأسي ويصيبني أذى من السهم فسرعان ما يقول : لم يكن يعترف بالتبعية كما أنه بلا شبيه في العيوب بين جندي وحشمي ،
وإن يصب السهم الهدف ،
يقل الجميع له : إن هذا من يمن طالع السلطان ، أما أنا فمهموم بين هذين الغمين وروحي عرضة للهلاك بلا جريرة .
12/9/2024, 18:39 من طرف Admin
» كتاب اللطف الخفي في شرح رباعيات الجعفي - الشيخ عبد العزيز الجعفي الشاذلي
12/9/2024, 18:25 من طرف Admin
» كتاب: نقض كتاب تثليث الوحدانية للإمام أحمد القرطبي
12/9/2024, 18:23 من طرف Admin
» كتاب: الشيخ سيدي محمد الصوفي كما رأيته و عرفته تأليف تلميذه الأستاذ عتو عياد
12/9/2024, 18:21 من طرف Admin
» كتاب تجلّيّات السَّادات ، مخطوط نادر جدا للشيخ محمد وفا الشاذلي
12/9/2024, 18:15 من طرف Admin
» كتاب: النسوة الصوفية و حِكمهن ـ قطفها أحمد بن أشموني
12/9/2024, 18:13 من طرف Admin
» كتاب: مرآة العرفان و لبه شرح رسالة من عرف نفسه فقد عرف ربه ـ ابن عربي
12/9/2024, 18:09 من طرف Admin
» كتاب: إتحاف أهل العناية الربانية في اتحاد طرق أهل الله وإن تعددت مظاهرها - للشيخ فتح الله بناني
12/9/2024, 18:06 من طرف Admin
» كتاب: مجموع الرسائل الرحمانية ـ سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري
12/9/2024, 18:04 من طرف Admin
» كتاب: المواقف الإلهية للشيخ قضيب البان و يليه رسالة تحفة الروح و الأنس ورسالة الأذكار الموصلة إلى حضرة الأنوار للبلاسي
12/9/2024, 18:00 من طرف Admin
» كتاب: مجالس شيخ الإسلام سيدي عبد القادر الجيلاني المسماة جلاء الخواطر
12/9/2024, 17:55 من طرف Admin
» كتاب: كيف أحفظ القرآن الكريم ـ للشيخ السيد البلقاسي
12/9/2024, 14:40 من طرف Admin
» كتاب: الإشارات الإلهية إلي المباحث الأصولية تفسير القرآن العظيم ـ للإمام سليمان الصرصري
12/9/2024, 14:20 من طرف Admin
» كتاب: تربيع المراتب و الأصول .. نتائج أفكار الفحول من أرباب الوصول للشيخ إبراهيم البثنوي
11/9/2024, 18:44 من طرف Admin
» كتاب: الوصول إلى معاني وأسرار القول المقبول ـ للشيخ عبد القادر بن طه دحاح البوزيدي
11/9/2024, 18:42 من طرف Admin