كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري
المقالة السابعة عذر الحجلة الأبيات من 846 - 871
وصلت الحجلة تتهادى في مشيتها وقد خرجت مسرورة ثملة من جحرها ، جاءت في رداء بلون الشفق ومنقار أحمر قان ، جاءت ويكاد الدم يقفز من عينيها اضطراباً ، كانت تطير أحياناً على الجبل والسفح وتثني رأسها أحياناً أمام شعاع الشمس ..
قالت : إنني جد مولعة بالحجر وأطوف دواماً فوق الجوهر ، وكم أشعل عشق الجوهر النار في قلبي ، وكفاني ذلك من نصيب حسن ،
وما أن يندلع أوار تلك النار حتى يتجمد الدم في عروقي ويصبح كحبات الحصى ، وإذا رأيت النار تؤتي فعلها فسرعان ما تحيل الجمر أحمر كالدم ..
هكذا بقيت دواماً بين الحجر والنار كما بقيت معطلة الفكر موشة الخاطر أطعم الحصباء ملتهبة محرقة وأتوسد الجمر وقلبي مفعم بالحرقة ، فافتحوا عيونكم يا أصحابي وانظروا في النهاية ماذا آكل وعلام أنام ،
إنني أتوسد الجمر وأطعم الحجر فأنى لمن مثلي أن يحارب ؟!
ما أكثر ما أدمت هذه الشدائد قلبي بمصائبها حيث أن عشق الجوهر ألزمني الجبل وكل من يعشق أي شيء سوى الجوهر يدرك أن امتلاكه يستمر لفترة ،
أما امتلاك الجوهر فله نظام أبدي دائم فروح عاشقة تظل متعلقة بالجبل على الدوام ..
إنني جبلية شغوفة بالجواهر لذا لا أستطيع التخلي لحظة عن الجبل والسفح، ولما كانت الجواهر تزين مفرق الجبل دائماً،
فأنا أبحث عن الجوهر في الجبل دائماً ، وما وجدت جوهراً يفوق الجواهر وما وجدت جوهراً أنفس من الجواهر ، ولما كان الطريق إلى السيمرغ شاقاً فستظل قدمي على الجمر والجواهر غاصة وسط الوحل ،
وكيف أستطيع إدراك السيمرغ القوي القلب وأنا حيرتي وعجزي وقدمي غاصة في الوحل ؟؟
سأكون كالنار لا أشيح بوجهي بعيداً عن الجمر فإما أن أموت أو أنتزع الجواهر بمخلبي ، ومن الضروري أن يظهر الجوهر لي وإلا فكيف يرجى أي عمل من عديم الجواهر ؟؟
قال لها الهدهد : يا من تتلونين بالعديد من الألوان كالجواهر حتام تعرجين وتأتين بالمعاذير الواهية ،
كثيراً ما تدمى قدماك ومنقارك ولكن لن تحظي إلا بالحجارة دون الجواهر ، وما أصل الجوهر إلا حجر اصطبغ بلون ،
أما أنت فقد أحالك حب الأحجار حجرية القلب ، وإذا تلاشى لون الجوهر عاد حجراً وكل عديم القيمة ما اصطبغ بلون ،
أما من يتمتع بعلو القيمة فليس به حاجة إلى لون لأن الرجل الأصيل الجوهر لا يبغي حجراً ..
المقالة السابعة حكاية 1
الأبيات من 872 - 886
ليس لأي جوهرة تلك النفاثة التي كانت لجوهرة خاتم سليمان إذ أن فصها ذو شهرة وصيت ذائعين مع أنه من حجر لا يتعدى في الوزن نصف دانق ،
وما أن أتم سليمان صنع هذا الجوهر فصاً لخاتمه حتى أصبح وجه الأرض كله تحت إمرته وحينما رأى سليمان ملكه هكذا رأى جميع الآفاق طوع بنانه وامتد قصره أربعين فرسخاً كما خضعت الريح لسلطانه ،
ومع أن قصره كان يمتد أربعين فرسخاً إلا أنه كان نتاج فصه ذي النصف دانق في الوزن !!
قال : إذا كانت هذه المملكة وتلك المكانة وليدة ذلك الحجر القيم فأنا لا أريد أن يحظى إنسان قط في كلا العالمين بمثل هذا الملك ،
حيث رأيت يا إلهي بعين الاعتبار آفة هذا الملك واضحة للأبصار ، إن الحياة قصيرة إذا قيست بالحياة الآخرة فلا تعط يا إلهي بعد ذلك لأي إنسان فصاً آخر ، فلا صلة لي بالملك والعسكر وإنما اختار نسج الزنابيل ..
مع أن سليمان أصبح بهذا الجوهر ملكاً إلا أن هذا الجوهر كان في طريقه عائقاً ، وإن كان الجوهر يفعل هذا مع سليمان فكيف يكون عوناً لك أيها الضال ؟
ولما كان الجوهر حجراً فلا تبحث عنه ولا تعش إلا من أجل الأحبة ولتخلص قلبك من الجوهر يا طالب الجوهر ، وكن جوهرياً دائماً في الطلب ..
المقالة السابعة عذر الحجلة الأبيات من 846 - 871
وصلت الحجلة تتهادى في مشيتها وقد خرجت مسرورة ثملة من جحرها ، جاءت في رداء بلون الشفق ومنقار أحمر قان ، جاءت ويكاد الدم يقفز من عينيها اضطراباً ، كانت تطير أحياناً على الجبل والسفح وتثني رأسها أحياناً أمام شعاع الشمس ..
قالت : إنني جد مولعة بالحجر وأطوف دواماً فوق الجوهر ، وكم أشعل عشق الجوهر النار في قلبي ، وكفاني ذلك من نصيب حسن ،
وما أن يندلع أوار تلك النار حتى يتجمد الدم في عروقي ويصبح كحبات الحصى ، وإذا رأيت النار تؤتي فعلها فسرعان ما تحيل الجمر أحمر كالدم ..
هكذا بقيت دواماً بين الحجر والنار كما بقيت معطلة الفكر موشة الخاطر أطعم الحصباء ملتهبة محرقة وأتوسد الجمر وقلبي مفعم بالحرقة ، فافتحوا عيونكم يا أصحابي وانظروا في النهاية ماذا آكل وعلام أنام ،
إنني أتوسد الجمر وأطعم الحجر فأنى لمن مثلي أن يحارب ؟!
ما أكثر ما أدمت هذه الشدائد قلبي بمصائبها حيث أن عشق الجوهر ألزمني الجبل وكل من يعشق أي شيء سوى الجوهر يدرك أن امتلاكه يستمر لفترة ،
أما امتلاك الجوهر فله نظام أبدي دائم فروح عاشقة تظل متعلقة بالجبل على الدوام ..
إنني جبلية شغوفة بالجواهر لذا لا أستطيع التخلي لحظة عن الجبل والسفح، ولما كانت الجواهر تزين مفرق الجبل دائماً،
فأنا أبحث عن الجوهر في الجبل دائماً ، وما وجدت جوهراً يفوق الجواهر وما وجدت جوهراً أنفس من الجواهر ، ولما كان الطريق إلى السيمرغ شاقاً فستظل قدمي على الجمر والجواهر غاصة وسط الوحل ،
وكيف أستطيع إدراك السيمرغ القوي القلب وأنا حيرتي وعجزي وقدمي غاصة في الوحل ؟؟
سأكون كالنار لا أشيح بوجهي بعيداً عن الجمر فإما أن أموت أو أنتزع الجواهر بمخلبي ، ومن الضروري أن يظهر الجوهر لي وإلا فكيف يرجى أي عمل من عديم الجواهر ؟؟
قال لها الهدهد : يا من تتلونين بالعديد من الألوان كالجواهر حتام تعرجين وتأتين بالمعاذير الواهية ،
كثيراً ما تدمى قدماك ومنقارك ولكن لن تحظي إلا بالحجارة دون الجواهر ، وما أصل الجوهر إلا حجر اصطبغ بلون ،
أما أنت فقد أحالك حب الأحجار حجرية القلب ، وإذا تلاشى لون الجوهر عاد حجراً وكل عديم القيمة ما اصطبغ بلون ،
أما من يتمتع بعلو القيمة فليس به حاجة إلى لون لأن الرجل الأصيل الجوهر لا يبغي حجراً ..
المقالة السابعة حكاية 1
الأبيات من 872 - 886
ليس لأي جوهرة تلك النفاثة التي كانت لجوهرة خاتم سليمان إذ أن فصها ذو شهرة وصيت ذائعين مع أنه من حجر لا يتعدى في الوزن نصف دانق ،
وما أن أتم سليمان صنع هذا الجوهر فصاً لخاتمه حتى أصبح وجه الأرض كله تحت إمرته وحينما رأى سليمان ملكه هكذا رأى جميع الآفاق طوع بنانه وامتد قصره أربعين فرسخاً كما خضعت الريح لسلطانه ،
ومع أن قصره كان يمتد أربعين فرسخاً إلا أنه كان نتاج فصه ذي النصف دانق في الوزن !!
قال : إذا كانت هذه المملكة وتلك المكانة وليدة ذلك الحجر القيم فأنا لا أريد أن يحظى إنسان قط في كلا العالمين بمثل هذا الملك ،
حيث رأيت يا إلهي بعين الاعتبار آفة هذا الملك واضحة للأبصار ، إن الحياة قصيرة إذا قيست بالحياة الآخرة فلا تعط يا إلهي بعد ذلك لأي إنسان فصاً آخر ، فلا صلة لي بالملك والعسكر وإنما اختار نسج الزنابيل ..
مع أن سليمان أصبح بهذا الجوهر ملكاً إلا أن هذا الجوهر كان في طريقه عائقاً ، وإن كان الجوهر يفعل هذا مع سليمان فكيف يكون عوناً لك أيها الضال ؟
ولما كان الجوهر حجراً فلا تبحث عنه ولا تعش إلا من أجل الأحبة ولتخلص قلبك من الجوهر يا طالب الجوهر ، وكن جوهرياً دائماً في الطلب ..
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin