..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب أخبار وحكايات لأبي الحسن محمد بن الفيض الغساني
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Emptyأمس في 17:11 من طرف Admin

» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Emptyأمس في 17:02 من طرف Admin

» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Emptyأمس في 16:27 من طرف Admin

» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Emptyأمس في 15:41 من طرف Admin

» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Emptyأمس في 15:03 من طرف Admin

» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Emptyأمس في 14:58 من طرف Admin

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
» كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    » كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3)

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68544
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    » كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3) Empty » كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (3)محاضرة بين الألف والباء كلام النقطة مع الباء(3)

    مُساهمة من طرف Admin 16/10/2020, 09:41

    قف بين هاتيك المعاني إنها

    وقوله رضي الله عنه :

    قف بين هاتيك المعاني إنها * وقفت بها أزمان في أترابها

    قوله : قف بين هاتيك المعاني ( 1 ) البيت ، يأمرك بالوقوف في مسيرك بين هاتيك المعاني أي الموجودة في الموجودات كالعوايق ، والقواطع ، والموانع التي تفوق السائرين إلى الله - تعالى - وتقطعهم ، وتمنعهم .

    فأمرك بالوقوف معها لتعلم لأي حكمة وجدت هذه العوائق وأمثالها ، ولتعلم الوجه الذي أوجدها ، لأنها - أي العوائق وأمثالها - مخلوقة ، وكل مخلوق ليس هو إلا لله ، ولا قيام له إلا به تعالى ، وقيامه بالله هو وجه الله الذي لذلك المخلوق ، فلولاه لما كان المخلوق مخلوقا .

    وهذا مقام الكامل في سيره ، لأن الله - سبحانه وتعالى - لم يخلق الأشياء عبثا وإنما خلقها حكمة ،

    ولهذا قال بعد قوله : قف بين هاتيك المعاني أنها ( 2 ) أي المعاني وقفت بها ( 3 ) أي إليها لكون طريق الله تعالى أزمان في أترابها ( 4 ) ولم يتجاوزوها حتى حققوا معرفة حقائقها ومعانيها التي وجدت لها .

    وهذا تعليم لك من المصنف - قدس سره - ليعرفك معنى التربية في اصطلاحهم - رضي الله عنهم - .

    وقوله : في أترابها ( 1 ) يعني هكذا كان حال الكمل من قبلك وسيرهم إلى الله تعالى ، وقفوا بين أبناء جنسهم في شهود حسهم حتى نقلتهم يد العناية الربانية بالأنفاس الرحمانية .

    ويحتمل معنى قوله : قف بين هاتيك المعاني أنها ( 2 ) البيت إشارة إلى مقام : “ قف يا محمد إن ربك يصلي “ وهو لا يشغله شأن عن شأن ،

    ولهذا قال : أنها وقفت بها أي أن الحقيقة المحمدية وقفت بتلك المعاني أزمان في أترابها وليس هناك أزمان ، لأن الزمان والمكان منزهة عند تلك الحضرة ، ولهذا قال : في أترابها وهي الأنوار الذاتية المعبر عنها بالسبحات ، ولا شك أنه - عليه الصلاة والسلام - منها كما علمت من قولنا : أنه ذاتي .



    ولا منع في قوله : في أترابها أن في ظرف لمظروف ، وأن ذلك المكان يقبل الظرفية حاشا وكلا ، بل كما نقول : الأمير في مصالح رعيته ، يعني يدبرها فهو غير مظروف فيها .

    واعلم أن تعبيرنا لهذه الأبيات بهذه المعاني ، مع أنا نعلم لم نوفها بعض حقها ، ولكن ذلك جهد المقل .



    ما هند إلا من أقام على الغضا

    وقوله رضي الله عنه :

    ما هند إلا من أقام على الغضا * البان والأثلاث في أجنابها



    قوله : ما هند ( 1 ) البيت ، يعني ما هند المحبوبة للعاشقين الطالبين وصالها من غير مشقة وتعب ، بل هند لا يحصل وصالها إلا لمن أقام على جمر الغضا ، وتعرض لنيل سهام الأقدار ، وجعل نفسه هدفا لها ، فيرى مرها حلوا ، وتعبها راحة ، وهجرها وصلة ، وغضبها رضى ، وسخطها إقبالا ، فهو كما قيل : “ منعم بعذاب ، معذب بنعيم “ .

    إذ حال من طلب هذا المقام أن يكون صنعة بين يدي صانع كيف شاء قلبه ، ولأنه حينئذ لا يشهد أن له ذاتا سوى ذات محبوبه ، سواء أحرقته بهجرها أو نعّمته بقربها ، فحاله كما قيل :

    أودع قلبي حرقا أودعي * ذاتك توذي أنت في أضلعي

    وارم سهام اللحظ أو كون * أنت بما ترمي مصاب معي

    موقعها القلب وأنت الذي * مسكنه فيذلك الموضعي

    وخص القلب بسكون محبوبه فيه ، لأن القلب بيت الرب وعرشه .



    البان والأثلاث في أجنابها

    وقوله : البان والأثلاث في أجنابها ( 1 ) كما قيل : “ حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات “ فمن تجنب البان والأثلاث ، ورضي بجمر الغضاء يحرقه ، فذلك يصلح أن يطلب وصال هند .



    ولقد أشار إلى ذلك أبو يزيد - قدس سره - بقوله :

    أريدك لا أريدك للثواب * ولكني أريدك للعقاب

    فكل مآربي قد نلت منها * سوى ملذوذ وجدي بالعذاب



    وهذا كما يقول أهل الله : “ ليس العجب من ورد وسط بستان لأنه المعتاد ، إنما العجب من ورد وسط النيران لأنه غير معتاد “ .



    فقول أبي يزيد - قدس سره - : “ أريدك لا أريدك للثواب “ يعني أن مرادي لمّا وافق مرادك فيما أمرتني به ، لست ملتذا به ، لأن مأمورات الشرع ليس لي فيها شيء ، بل مرادي تذيقني عذابا ألتذ به وهو الغير المألوف لنفسي ، وتوجدني مع ذلك لذة تكون لذة ذلك العذاب عندي كلذة ذلك النعيم الذي وافقه مرادي من حيث أوامرك الشرعية .

    وقوله : البان والأثلاث في اجنابها فالبان من البعد ، إذ العرب تتشائم من البان لأنه من البين ، وتتشائم أيضا بالغرب لأنه من الغربة ،

    كما قال الشاعر :

    على غضين من غرب وبان * فكان البان إذ بانت سليمي



    وأما الأثلاث فواحدته أثل ، والأثل في اللغة هو الأصل ، وأصل الإنسان هي الطبيعة .

    و معها حجاب عن نيل مراد المحبوب ،

    ولهذا قال : البان والأثلاث في أجنابها يعني أن البين والطبيعة لا يميل إليهما إلا من كان مجنبا عن محبوبه ، إذ الطبيعة تخلد الإنسان إلى الأرض ، وذلك هو البين المبعد عن تلك الحضرة .



    ما هند إلا من أقام على الغضا

    ويحتمل أن قوله : ما هند إلا من أقام على الغضا ( 1 ) البيت ، أن المراد بهند هي المعارف الموحى بها إليه ، تسمى في لغة آدم هندا ، كما تسمى في لغتنا حكمة ، ويكون المراد بالغضا الصبر الشاق على النفس من حيث حبسها عما تريد ، فإن الصبر على النفس أشق من جمر الغضا على الجسم ، ويكون المراد بالبين الوصل ، لأنه من أسماء الأضداد

    كما قال - تعالى - على قراءة الضم :لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ” 1 “ أي وصلكم ، ويكون المراد بالأثلاث ، الأصل الذي خلق منه جميع العوالم - وهو الحقيقة المحمدية المعبر عنه بالعقل الأول –

    فيكون المعنى حينئذ : ما هند أي ما الحكم الإلهية إلا لمن أقام النفس على الجادة - المعبر عنها بالمحجة البيضاء - التي يكون القابض على دينه فيها كالقابض على الجمر ، فحينئذ يعطى مقام الوصل الذي ليس بعده فصل ، والله أعلم بالصواب .





    فانخ مطيك في الديار فإنها

    وقوله رضي الله عنه :

    فانخ مطيك في الديار فإنها * دار مباركة على أصحابها



    قوله : فانخ مطيك ( 1 ) البيت ، المراد بالمطي عزائم أمور السالك كما قال تعالى :وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ" سورة النحل ( 16 ) : الآية 7 . الآية ،

    وأمر أن ينوخ المطي في الديار ، وهي المقامات التي سلكها السالك حتى تحمل عليها ما يعطيك المقام من زاد السفر ، فزاد التوبة من مقام التوبة وكذلك كل المقامات ،

    ولذلك قال : فإنها ( 2 ) أي تلك الديار التي أنخت مطيتك فيها لزاد سفرك منها ، إنها مباركة ( 3 ) أي مبروكة على أصحابها ، فخرج بأصحابها من لم يكن أهلا للصحبة ، والمتأهل للصحبة هو التارك نفسه التي درت عليه تلك الديار بالبركات ، لما عرفته أنه من أصحابها ، فحق الصحبة عظيم لا يماثله عمل من أعمال غير الصاحب - ما ذا عسى كان ذلك العمل - كما ورد : “ لو أنفق أحدكم مثل أحد ما بلغ مد أحدهم ولا نصفه “ .

    وقوله : في الديار ( 4 ) ثم قال بعده : فإنها دار لتعلم أن تلك المنازل المتعددة المسماة بأسماء متغايرة دار واحدة من حيث دورها ، كما يقال : النهاية الرجوع إلى البداية .



    فالبداية أولا من الأحدية ، والنهاية إليها ، والأحدية واحدة ، وكل تلك المنازل الأحدية فيها بالذات ، فلهذا كان الديار في قوله : إنها دار مباركة ( 1 ) أي على أصحابها ، وهم الذين خصّوا بتجلي الأحدية من حيث القلب المحمدي من الإرث الخاص ، وهو للمحقق دون العارف .

    وإتيانه بلفظ المطي ( 2 ) بصيغة الجمع لمقابلة الديار ، وليست المطي المعبر عنها بعزائمك إلا ما قام بذاتك ، وذاتك واحدة ، فناسب واحدية ذاتك أحدية الموروث فافهم ، والله ورسوله أعلم .



    لا تعرف الأغيار في غرفاتها

    وقوله رضي الله عنه :

    لا تعرف الأغيار في غرفاتها * مجهولة سدت على أبوابها



    يقول : أن الأغيار الواقفين مع حجاب العقل والنقل بالفكر النظري غير معروفين في غرفانها ، أي في ساعات معارفها - وهي حضرات المخاطبة ، والمكالمة ، والمحادثة ، والمسامرة ، وغير ذلك –

    ولهذا قال : مجهولة ( 1 ) أي عنهم سدت على أبوابها ( 2 ) يعني جعلت حراسا لأبواب معارفها ، لا يأذنون لكل من أراد الدخول بحجاب عقله ، بل يردونه من حيث أتى ، فإذن فليعذروا ، وأعجب شيء إنكار الواقفين مع حجاب العقل فيما يرد عليهم من علوم الحقيقة ،

    مع أنه قد بلغ إليهم قول الصادق المخبر : “ من كتم علما ألجمه الله بلجام من ناره “ ، وفي ذلك من باهر معجزاته ما لا يخفى على متأمله ، وما ذاك إلا لما علم - صلى الله عليه و آله وسلم - أنه سيأتي على أمته من ينكر على مثل أهل هذه الطائفة علومهم ، قال ذلك ردعا وتنبيها لمن مذهبه الإنكار على هؤلاء القوم ، فكما أن من كتم علما ألجم بلجام من نار ،

    كذلك من أحب كتم علم ألجمه الله بلجام من نار :يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ. سورة التوبة: الآية 32.



    روى الإمام محيي الدين بن العربي - قدس سره - “ قال :

    دخلت على بعض مشايخي ، فدخل رجل من أهل الحديث - وكان ممن ينكر خرق العادة على من كان له خرق العادة عادة –

    فقال له : ما دليلك يا فلان فيما لو تسلمت لهؤلاء القوم ما يدعونه ؟

    فإنهم إن كانوا صادقين فقد أصبت نفسك ، وإن كانوا غير ذلك فحسبهم وما ادعوه ، ثم أشار إلي ، فعرفت أنه يريدني أجاوب ذلك المحدث ،

    فقلت له : يا فلان أنت رجل من أهل الحديث ؟

    فقال : نعم ،

    فقلت له : لمّا علم - صلى الله عليه و آله وسلم - أنه سيأتي في أمته مثلك من ينكر على من كان خرق العادة له عادة ، أتى من سامع كلمة ما يقصم به ظهره ،

    قال : وما هو ؟

    قلت : ألست قد رويت لنا عن النبي - صلى الله عليه و آله وسلم - أنه قال : “ ربّ أشعث أغبر مدفوع على الأبواب لو أقسم على الله لأبره “ قال : نعم ، ثم حسنت حاله بعد ذلك ، ولم يكن ينكر على أحد من هذه الطائفة شيئا “ .

    وحكي عنه أيضا - قدس سره العزيز - أن سبب شرحه لترجمان الأشواق الذي أنشأه بمكة ، سؤال صاحبه المسعود أبي محمد عبد الله بدر بن عبد الله الحبشي الخادم ، وسؤال الولد البار شمس الدين إسماعيل بن سود كين النوري بمدينة حلب ، وقد سمع من بعض الفقهاء قولا أنكره ،

    وهو أنه سمعه يقول : “ قول الشيخ في أول هذا الترجمان : أنه قصد بما فيه من الأبيات الغزلية علوما وأسرارا وحقائق ، ليس بصحيح - والله أعلم –

    وإنما فعله الشيخ تسترا ، حتى لا ينسب إليه لسان الغزل مع ما هو عليه من الدين والصلاح “ ،

    فذكر ذلك لنا شمس الدين إسماعيل ، فشرعت في شرحه بحلب ، وحضر سماع بعضه ذلك الفقيه المتكلم وجملة من الفقهاء بقراءة كمال الدين أبي القاسم بن نجم الدين القاضي بن عديم بمنزلنا - وفقه الله - ، وأعجلنا السفر ، فأتممته بأقسرا سنة أربع عشر وستمأة ، ولمّا سمعه ذلك القائل

    قال لشمس الدين إسماعيل : “ ما بقيت بعد هذا الأمر أتهم أحدا من أهل هذه الطريقة فيما يتكلمون به من الكلام المعتاد ، ويزعمون أنهم يشيرون به إلى علوم اصطلحوا عليها بهذه الألفاظ “ ، وحسن ظنه وانتفع ، فهذا كان سبب شرحي لهذا الكتاب “ .

    وقوله رضي الله عنه : لا تعرفه الأغيار ( 1 ) البيت ، يعني أن الغير ليس له وجود مع من قال :لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ. سورة غافر: الآية 16 .

    وليس المراد باليوم هنا القطعة من الزمان التي هي عبارة عن طلوع الشمس وغروبها ، بل المراد باليوم من أيام الرب ، وليس أيامه تعالى سوى تجلياته ، وهو دائما متجلي فهو دائم [ دائما ] مناد : “ لمن الملك اليوم “ ولقضية الالتباس على الخلق لم يشعروا بهذا السرّ كما قال تعالى :بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ” سورة ق ( 50 ) : الآية 15. فافهم .



    النازلين بحيها هم أهلها

    وقوله رضي الله عنه :

    النازلين بحيها هم أهلها * من بان عنها ليس من أنسابها



    قوله رضي الله عنه : النازلين بحيها ( 1 ) البيت ، المراد بالنزول الوقوف على قدم التجريد عن الكون بحي من لا نسبة بينها وبين الأكوان ، فأولئك هم أهلها ، وهم الذين لم يشهدوا السوى ، ولهذا قال : من بان عنها ( 2 ) أي بعد شهود مرتبة البين ليس من أنسابها ( 3 ) يعني ليس ممن هو منتسب إلى الشرف والمجد الذاتي ، لأن ذلك الشرف والمجد لا يكون للغير فيه نصيب أبدا ،

    ومن ثم ورد : “ العظمة إزاري ، والكبرياء ردائي ، فمن نازعني أحدهما قصمته ، فضلا عن كليهما “ ، وقد علم أن لا منازع له فيهما .

    ويحتمل أن يكون معنى النازلين بحيّها البيت أن النزول هنا بمعنى البقاء ، وأن الحيّ بمعنى الحياة ، وذلك أن العبد إذا أخذ في السير المعبر عنه بالفناء ، لم يزل يفنى عنه مراتب الأكوان ، حتى يبقى بمن ليس بكون ، وهي الحياة الإلهية التي أبقته بعد فنائه في مقام البقاء ، وتعبيرنا بالحي أنه بمعنى الحياة ، فإن الحي الذي هو محل لا يكون حيا إلا بمن أحياه وهم أهله كما قيل :

    وما الحي إلا أن تكونوا بسفحه * وإلا فرسم دارس وطلول

    إذا ما رحلتم عن حمى فهو دارس * وحي إذا أنتم هناك حلول



    وهو أيضا شبه بقول من قال :

    تحيى بهم كل أرض ينزلون بها * كأنهم لبلاد الله أمطار

    فإذا فهمت ذلك علمت أن المحيي - وهو الله تعالى - هو الذي تجلّى في نظره إلى الوجود بتعينه فيه ، فلو رفع نظره عن الوجود لانعدم الوجود بأسره دفعة واحدة ، فحياة الوجود بنظر الله تعالى إليه أي إلى الوجود .

    وليس المراد بقولنا : النازلين بحييها هم أهلها إلا الذين صارت حياتهم حياة الحق ، فهم أهل الله وخاصته ،

    وهم القرآنيون الذات كما ورد : “ أهل القرآن أهل الله وخاصته “ فافهم .



    لله در منازل قد شرفت

    وقوله - رضي الله عنه - :

    لله در منازل قد شرفت * للساكنين وشرفوا بترابها



    قوله : لله در منازل ( 1 ) البيت ، المراد بالمنازل حضرات الأسماء والصفات في مراتبها المتعينات ، إذ بها تعينت الموجودات من حيث إنها مظاهرها ، فكل الموجودات مظاهر كل الأسماء والصفات .

    فالخلق مظهر الحق - سبحانه وتعالى - من حيث اسمه الحي باعتبار سريان حياته فيها .

    كذلك اسمه العليم ، فإن العالم جميعه معلوم للعلم الإلهي ، فالعالم مظهر اسمه العليم ، وهكذا إلى آخر أسمائه وصفاته .

    وشرف الأسماء الحسنى بشرف المسمى ، إذ ليست إلا عينه ، وقوله : للساكنين ( 2 ) وهم الذين سكنوا تحت جريان مقتضيات الأسماء والصفات من حيث تضادها ، فإن المنعم ضد المنتقم ، والمنتقم ضد المنعم ، كما أن التضاد واقع في الأسماء والصفات واقع أيضا في الذات بدليل : “ اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بمعافاتك عن عقوبتك ، وأعوذ بك منك “ .

    وقوله : وشرفوا بترابها ( 3 ) يعني أن الذين سكنوا تحت جريان الأقدار ، ولو أنصبت عليهم سحائب من نار لا يرونها إلا نعيما ، وهذا هو الشرف الذي ورثوه من آثار تجليات تلك الأسماء ،

    وتلك الآثار هي المعبر عنها بترابها في قوله : وشرفوا بترابها يعني وشرفوا بآثار الأسماء والصفات ، حيث تسكن تحت أقدارها بما أمطرته أنوارها .



    وكما قلنا : أن الأسماء شرافتها بشرف المسمى ، كذلك أيضا من كان مظهر تلك الأسماء الشريفة فهو مشرف بشرفها ، ومن ثم قيل : ما في الكون إلا حسن ، باعتبار ما بيناه من كون العالم جميعه مظهر الأسماء الحسنى ، فالعالم حسن بهذا الاعتبار ،وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ. سورة الزخرف : الآية 4 .



    ثم قال رضي الله عنه :

    الباء هي النفس ، وهي حرف ظلماني ، وليس في البسملة بأسرها من الحروف الظلمانية حرف إلا هي ،

    وأعني بالحروف الظلمانية التي هي في أوائل السور مقطعة هي ( بجد ورقشت ثخذ ضظغ ) ، لأن الحروف النورانية التي في أوائل السور مقطعة هي ( أهر حطي كلمن سعفص ) ، فجعل الحق حرف الباء أول القرآن في كل سورة ، لأن أول حجاب بينك وبين الله وجودك ، فإذا فني ولم يبق إلا هي ، كانت أسمائه وصفاته التي هي منه حجابا عليه فتلك جميعها نورانية ،

    ألا ترى أن بسم اللّه الرحمن الرحيم كلها نورانية ما خلا حرف الباء الذي يعني أنه وجودك فهو ظلماني والباقي جميعه نوراني ،

    ومن هنا كانت الباء ثوبا على النقطة ، لأنها فوقها والثوب فوق اللابس ، فكانت الباء ظلمة فوق النقطة ، محجوبة بوجودها الذي هو العالم البارز عن عالم الجمال النقطي ، وحكمة ظهور النقطة ورائه إشارة إلى أن الأمر الحقيقي وراء ما ظهر .



    .

      الوقت/التاريخ الآن هو 26/11/2024, 19:00