..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2)

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2) Empty كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (2)

    مُساهمة من طرف Admin 16/10/2020, 09:56

    ومعنى قوله : والاتحاد يشعر بالقربة

    والاتحاد يشعر بالقربة ، وهو ذاك الفصل الذي تراه بين الحرف وبين النقطة ( 2 ) فالمعنى أن النقطة لما برزت لتكميل الحرف المعجم كان كاملا ، وليس له في الصفة الكمالية شيء بل هي للنقطة ، لكنه فيه قابلية قبول لحمل الكمال النقطي ، فلمّا قبل ذلك الكمال كان كاملا ، فاتحد بالنقطة من حيث صفة الكمال ، وما قارب الشيء يعطي حكمه ، لان ظهور النقطة لتكميل الحرف المعجم بالقرب منه ، فقربها من الصفة المشعرة بالاتحاد .

    ومن ثمّ كان المقربون تنفعل لهم الأشياء حسب ما أرادوا ، لأنهم قاربوا الحق في صفاته ، وهكذا حال أهل الجنة في الجنة حيث تنفعل لهم الأشياء بسبب قربهم من الحق لأنهم جواره .

    فظهور النقطة في الباء أكمل من ظهورها في التاء والثاء - المثناة ، والمثلثة - .

    وصورة كل منهما في الخط صورة الباء لكن الأفضلية للباء على أختيها ، لأن لها من التجليات التجلي الذاتي الواحدي الداخل تحت حيطته جميع التجليات : تجليات أسماء الصفات ، وتجليات أسماء الأفعال .

    فظهرت بالنيابة عن الألف كما ظهر الألف بالنيابة عن النقطة .

    ومن ثمّ نابت الباء في بسم اللّه الرحمن الرحيم مناب الألف ، وحولت في الكتابة عوضا عن بطون الألف فيها .

    فبظهور الحقيقة الألفية في الحقيقة البائية كانت الباء خليفة عن ألف الوجود المتجلي بذاته في حضرة الجمع والوجود .

    ثمّ لمّا كان الألف له الشرف الأول في حضرة الحضرات وجمعها ، وكان له السبق في ميدان صفتها واسمها ، وهو المميز لكل مرتبة اسمها ورسمها ، كان له من المراتب العددية المرتبة الأولية المعبر عنها بالواحدية ، ومنه تعينت المراتب العددية ، فالمراتب اسم لتكرار الواحد في أعيانها ولا تكرار ، فما من مرتبة توجد إلا وقد وجد فيها الواحد قبلها .

    كذلك أيضا الباء لمّا كان لها من الأعداد مرتبة الاثنينية فما توجد مرتبة بعدها إلا وهي موجودة قبلها ، لأن لها الشرف بما قبلها وهو الألف ، ومن ثمّ قيل : “ أن أول الأفراد الثلاثة “ .

    ولأن الواحد ليس هو من الأعداد ، فإنه لو كان منها لكان مثلها فيما إذا ضربت عددا ما في عدد ما كان الخارج منهما زائدا على كل من المضروب والمضروب فيه ، وليس الواحد كذلك مع أنه في كل من الضاربية والمضروبية ، لأن له الكمال المطلق ، ومن شأن الكمال المطلق أن لا يقيد بقيد ولا يحد بحد ، وهو عين كل قيد وحد .

    لكن تلك الحدود والقيود صادقة في حق غير الألف ، لأنه عين الذات الغائب ، فالذات منزهة عن القيد والحد ، فظهر انفعال الألف في جميع الأحرف ، ومرتبته في جميع المراتب العددية .

    فالكثرة الغير المتناهية ناشئة أولا من الألف ومتناهية أخيرا فيه ، لأنه لو قدر لتلك الكثرة الغير المتناهية تناهيا لكان تناهيها إلى الواحد ، لأنه لا بد أن يكون آخر كل شيء واحدا ، وقد كان أول كل شيء واحدا ، فهو الواحد الذي هو آخر كل شيء وقبل كل شيء ، فافهم وإذا عرفت فالزم ،وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ. وهو بحقيقة الأمر أعلم .



    والألف مقامه مقام الواحد في الواحد بنفسه

    ثم قال رضي الله عنه : والألف مقامه مقام الواحد في الواحد بنفسه ، ولهذا كان الألف ظاهرا بنفسه في كل حرف ، وكما تقول أن الباء ألف مبسوطة ، والجيم ألف معوجة الطرفين ، والدال ألف منحنى الوسط ، والألف في مقام النقطة ، لتركيب كل حرف منها ، وكل حرف مركب من النقطة ، والنقطة لكل حرف كالجوهر البسيط ، والحرف كالجسم المركب ، فمقام الألف بجسميته مقام النقطة ، لتركيب الأحرف منه كما ذكرنا في أن الباء ألف مبسوطة .

    قوله : والألف مقامه مقام الواحد في الواحد بنفسه ( 1 ) أي بنفس الواحد ، ومن كان قائما بنفسه لزم أن يكون غيره قائما به ، لأنه - أي الواحد - القائم بنفسه ، أي هو الذي عيّن غيره وجعل عليه اسم الغيرية ، وإلا فمن أين لنا أن نعلم وجود اثنين بلا واحد والإضافات [ إضافات ] ، فقد وجد فيها اعتبارات ثلاث وهي واحدة منزهة عن كل ما قيل وما يقال ، لأن الاعتبار المتوصل به إلى معرفتها مخلوق ، وليس للمخلوق قدرة معرفة على [ على معرفة ] من كان ولا شيء ، وأوجد لا من شيء .

    فالحاصل من كلامهم - رضي الله عنهم - أنك في معرفة ذات الحق - تعالى - في عماء ، لأنك تصف موصوفا بأوصاف ومسمّى بأسماء ، وأنت لم تعرف حقيقة المتّصف بما وصفه من أوصافه ، ولا المسمّى بما سمّيته من أسمائه ، وليس ذلك الموصوف بالأوصاف غيرها ، ولا المسمّى بالأسماء مبائن لها .

    فالحق عن معرفتك في عماء ، وأنت تخبط في ظلمة ظلماء ، فلو كنت أيها العارف ترى ذات الموصوف من ذاتك ، وتشهده عين ما قام به وجود صفاتك ، كنت بمعرفة الحقائق خضر موسى ، وبإنارة الطرائق وارثا لمن لو كان حيا لتبعه موسى .

    وكل تلك المعارف أوجدها الكنز المخفي ، المعبر عنه بالروح المحمدي في كل مظهر حقي أو مظهر خلقي .



    وكذلك الحقيقة المحمّديّة خلق العالم بأسره منها

    وكذلك الحقيقة المحمّديّة خلق العالم بأسره منها ، لما ورد في حديث جابر : أنّ الله تعالى خلق روح النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من ذاته وخلق العالم بأسره من روح محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم هو الظّاهر في الخلق باسمه بالمظاهر الإلهيّة ، ألا ترى أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أسري بجسمه إلى فوق العرش ، وهو مستوى الرّحمن ] “ 1 “

    فمن ثم قال قدس سره : ألا ترى إليه ( 1 ) أي إلى شرف محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - كيف أسري بجسمه إلى فوق العرش ( 2 ) ، وما علم أن أحدا علا على العرش سواه ، لأن العرش مستوى الرحمن ، فلو لا أن محمدا هو المعبّر عنه بالرحمن ، فيما أخبر به الترجمان ، لما كان له الترقي إلى حيث لا “ إلى “ .

    اعلم أن العرش على - التحقيق - مظهر العظمة ، ومكانة المجلى [ التجلي ] ، وخصوصية الذات ، ويسمى جسم الحضرة ومكانها ، لكنه المكان المنزه عن الجهات الست ، وهو المنظر الأعلى ، والمحل الأزهى ، والشامل لجميع أنواع الموجودات ، فهو في الوجود المطلق كالجسم للوجود الإنساني ، باعتبار أن [ العالم ] الجسماني شامل للعالم الروحاني والخيالي [ و ] العقلي إلى غير ذلك .



    ولهذا قال بعض الصوفية عنه : “ بأنه الجسم الكلي “ ، أي الإنسان هو الجسم الكل ، ولا يخلو من نظر ، لأن الجسم الكلي - وإن كان شاملا لعالم الأرواح - فاللوح فوقه ، والنفس الكلي فوقه ، ولا يعلم [ ولا نعلم ] بأن في الوجود شيئا فوق العرش إلا الرحمن ، فلو كان الإنسان هو الجسم الكلي لكان اللوح المعبر عنه بالنفس الكلي فوقه ، ولا علم أن فوق العرش سوى الرحمن المعبر عنه ، فإذا لا يقال في الأمر أنه الجسم الكلي “ .

    ""من قوله : اعلم أن العرش إلى هنا اقتباس من الإنسان الكامل : الباب الخامس والأربعون في العرش – المحقق""

    قال المصنف في الإنسان الكامل : “ فهذا حكم بأن اللوح فوق العرش ، يعني لو كان العرش هو الجسم الكل ، وهو خلاف الإجماع ، على أنه من قال من أصحابنا الصوفية :

    أن العرش هو الجسم الكلي لا يخالفنا ، لأنه ، فوق اللوح ، وقد عبر عنه بالنفس الكلي ، ولا شك أن مرتبة النفس أعلى من مرتبة الجسم

    "" الإنسان الكامل : الباب الخامس والأربعون : في العرش""

    قلت : ولا شك أن مرتبة العرش أعلى من مرتبة النفس الكلي ، وليس فوق العرش أحد إلا الرحمن .

    واعلم أن إسراء الحق - سبحانه وتعالى - بعبده - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بجسمه الشريف العالي المنيف إلى المكانة العظمى والمجلى الأسمى ، حتى بلغ من

    تلك المكانة خلف السدرة التي هي غاية عروج كل مخلوق ، وما بعدها إلا المكانة المختصة بالحق ، ومن ثم أنه سمع صريف الأقلام أي صوتها ، لأن تلك المكانة لا يمكن أن تقبل شيئا غير السماع ، ومن ثم أن جبرئيل - عليه السلام - قال للنبي - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - لمّا وصل إلى السدرة : “ لو تقدمت شبرا لاحترقت “ ، فكان ذلك عين :وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ” 1 “ فزج بأفضل الكائنات - عليه الصلاة والسلام - في حجب النور ، فمن ثم كان نورا على نور ، فرأى من آيات ربه الكبرى ، وشاهد ما لم يبرز في الأولى والأخرى .

    فتعلمت بذلك - هداك الله لمعرفته - أن الرحمن هو محمد ، وأن محمد هو الرحمن .

    فإن قلت :الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى” 2 “ علم من أريد بذلك ، فافهم والله ورسوله أعلم .



    فالألف فله عليهم الزيادة

    ثم قال رضي الله عنه : فالألف - ولو كانت بقية الحروف المهملة مثله ، والنقطة ظاهرة فيهم بذاتها لظهورها في الألف - فله عليهم الزيادة ، لأنه ما بعد عن النقطة إلا بدرجة واحدة ، لأن النقطتين إذا تركبتا صارتا ألفا محدبا .

    فللألف بعد واحد وهو الطول ، إذ الأبعاد ثلاثة وهو طول وعرض وعمق أو سمك ، وبقية الحروف تجتمع فيها أكثر من بعد : كالجيم فإن في رأسه الطول وفي تعريقته السمك .

    وكالكاف فإن في رأسه الطول ، وفي الوصل بين رأسه وتعريقته الأولى إنما عرض ، وفي الحائل بين التعريقتين سمك ، فهذا فيه ثلاثة أبعاد .

    ولا بد في كل حرف - غير الألف - أن يكون فيه بعدان أو ثلاثة ، فالألف أقرب إلى النقطة ، لأنها لا بعد لها .

    فنسبة الألف بين الأحرف المهملة نسبة محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بين الأنبياء والورثة الكمل ، فلهذا قدّم الألف على سائر الحروف فافهم وتأمل .

    قوله رضي الله عنه : فالألف ولو كانت بقية الحروف المهملة مثله والنقطة ظاهرة فيهم ( 1 ) الخ ، فاعلم أن الألف له الزيادة على الحروف المهملة التي شابهته في

    ظهور النقطة في أعيانها ، لأن كل حرف مهمل تظهر النقطة في عينه ، لكن ظهورها في عين الألف بمظاهر التي لا بد أن تظهر بها من جميع شؤونها ، ومن جملة تلك الشؤون ظهور النقطة في عين كل حرف مهمل بكمالها - أي كمال النقطة - على وسع قابلية كمال ذلك الحرف المهمل .

    وقابلية كل حرف مهمل بالنسبة إلى قابلية الألف جزئية ، وقابليته كلية ، فجميع القوابل القابلة في الأحرف المهملة وجه من وجوه قابلية الألف ، لأنها موجودة فيه ومنه وبه :

    أما “ فيه “ فإنها باطنة فيه كبطون العلوم في العقل الأول .

    وأما “ منه “ فإن أول حرف تعين بعد الألف هو الباء المعبر عنها بالنفس الكلية ، وتلك العلوم الباطنة في العقل الأول ظاهرة في النفس الكلية بالتفصيل .

    وأما “ به “ فإنه لولاه لما ظهرت النفس الكلية التي لم تظهر تلك العلوم إلا بها .

    فالألف هو مدار الكل والجزء باعتبار ما علمت منه على الوجه الذي بيناه ، فهو برزخ البرازخ ، لأنه في الاصطلاح يشار به إلى الأحدية ، والأحدية برزخ بين البطون والظهور ، أعني بين البطون الذاتي - المعبر عنه بالسذاجة الصرفة - وبين الظهور الواحدي - المعبر عنه بالواحدية - ، والبرزخ ما قابل الطرفين بذاته .

    فالأحدية من حيث لها وجه إلى البطون الذاتي باطنة ، ومن حيث لها وجه إلى الظهور الصفاتي ظاهرة .

    كذلك الألف فإنه برزخ بين النقطة والباء ، لأن أول بارز من النقطة الألف ، لأنها لا بعد لها ، وهو له بعد واحد ، والباء لها بعدان ، وغيرها لا بد أن يكون فيه بعدان أو ثلاثة .

    فبرزخية الألف بين النقطة والباء كونه لم يبعد منها إلا بعدا واحدا وهو الطول ، لأن النقطتين إذا تركبتا صارتا ألفا ، فيصدق عليهما إذا من الأبعاد الطول . والنقطة الواحدة غير جائز عليها شيء من الأبعاد ، فمن ثم قيل في النقطتين : “ إذا تركبتا صارتا ألفا “ بهذا الاعتبار ، لا الألف الذي هو في اصطلاح الكتابة فافهم .



    ولمّا كان الألف له الكمال الظهوري والبطوني ، وحمل جميع الكمالات والحقائق ، ومنه برزت الرقائق ، وعرفت الدقائق ، وأنيرت الطرائق ، وانقطعت دونه العلائق ، وعرفت به الخالق والخلائق ، كان نسبته بين الأحرف المهملة نسبة محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بين الأنبياء - عليه وعليهم الصلاة والسلام - إذ هو المتبوع المطلق ، وغيره المتبوع المقيد ، وكل متبوع مقيد تابع للمتبوع المطلق ، وكل تابع للمتبوع المقيد تابع للمتبوع المطلق بالاستلزام ، فالمتبوع المقيد متبوع من وجه ، تابع من وجه .

    لأن من كان تقدمه عليه - صلى الله وسلم عليه - من الأنبياء والمرسلين من حيث الوجود العنصري كان نائبا عنه في الباطن ، ومن تأخر عنه أي عن وجوده العنصري كسادتنا الكمل - رضي الله عنهم - كان نائبا عنه في الباطن والظاهر .

    ومن ثم قال سيدي عبد القادر الجيلاني - قدس سره العزيز - : “ معاشر الأنبياء أوتيتم اللقب ، وأوتينا ما لم تؤتوه “ .

    وقال الشيخ أبو الغيث بن جميل - قدس سره المثيل - : “ خضنا بحرا وقف الأنبياء على ساحله “ .

    فقول الوارث الأول : “ معاشر الأنبياء أوتيتم اللقب “ وهو النبوة - أي نبوة التشريع - كما دعوا إلى الله - تعالى - على بصيرة بحكم الاستقلال عن محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - .

    وقوله : “ وأوتينا ما لم تؤتوه “ يعني أنا متعبدون بما جاء به محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - مما لم يكن لنبي قبله به علم ، إذ شرعه حاو لجميع من قبله ، وزاده الله عليهم بخصائص لم تكن لأحد قبله ، كما وردت الأحاديث بذلك كقوله - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - : “ أعطيت خمسا - وفي رواية ستا - لم يعطهن أحد قبلي : نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ، وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لنبي قبلي ، وبعثت إلى الناس كافة وكان النبي يبعث إلى قومة ، وأعطيت الشفاعة - وفي رواية : وأوتيت جوامع الكلم ، وفي رواية : وختم بي النبيون ، وفي رواية : فأنا أول من تنشق عنه الأرض “ .

    وعن العرباض بن سارية قال سمعت النبي - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - يقول : “ أنا عبد الله وخاتم النبيين وأن آدم لمنجدل في طينته ، ودعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى بن مريم “ ، يعني : وأنا دعوة إبراهيم ، وبشارة عيسى عليه وعليهم الصلاة والسلام .

    وحكى أبو محمد المكي وأبو الليث السمرقندي : “ أن آدم عند معصيته قال :

    اللهم بحق محمد اغفر لي خطيئتي “ ، وفي رواية : “ لما دعى به آدم فقال له الله : من أين عرفت محمدا - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - ؟ ، فقال آدم : لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك ، فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله ، محمد رسول الله - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - ، فعلمت أنه ليس أحد أعظم قدرا عندك ممن جعلت اسمه مع اسمك ، فأوحى الله إليه أنه : وعزتي وجلالي لآخر النبيين من ذريتك ، ولو لاه ما خلقتك “



    وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : “ قال رسول الله - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - - : إن الله قسم الخلق قسمين : فجعلني من خيرهم قسما ، فذلك قوله :وَأَصْحابُ الْيَمِينِوَأَصْحابُ الشِّمالِ” 1 “ فأنا من اليمين ، وأنا خير أصحاب اليمين .

    "" إشارة إلى الآيات 27 إلى 46 من سورة الواقعة ( ) :وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ( 27 ) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ( 28 ) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ ( 29 ) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ( 30 ) وَماءٍ مَسْكُوبٍ ( 31 ) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ( 32 ) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ( 33 ) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ ( 34 ) إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً ( 35 ) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً ( 36 ) عُرُباً أَتْراباً ( 37 ) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ ( 38 ) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ( 39 ) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ ( 40 ) وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ ( 41 ) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ( 42 ) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ( 43 ) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ ( 44 ) إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ ( 45 ) وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ. ""

    ثم جعل القسمين ثلاثا : فجعلني في خيرها ثلاثا ، فذلك قوله :فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ( 8 ) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ( 9 ) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ. سورة الواقعة ( 56 ) : الآيات 8 إلى 10 . فأنا من السابقين ، وأنا خير السابقين .

    ثم جعل الأ ثلاث قبائل ، فجعلني من خيرها قبيلة ، فذلك قوله تعالى :وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا” 3 “ الآية ، فأنا أتقى ولد آدم ، وأكرمهم على الله ولا فخر .

    ثم جعل القبائل بيوتا : فجعلني من خيرها بيتا ، فذلك قوله تعالى :إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً” 4 “

    وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : “ قالوا : يا رسول الله ! متى وجبت لك النبوة ؟ ، قال : وآدم بين الروح والجسد “ .

    وفي حديث أنس : “ أنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر “ .

    وفي حديث ابن عباس : “ أنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر “ .

    وعن عائشة - رضي الله عنها - عنه - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - أنه قال :

    “ أتاني جبرائيل فقال : قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - ، ولم أر بني أب أفضل من بني هاشم “ .

    وعن أنس - رضي الله عنه - : “ أن النبي - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - أتي بالبراق ليلة أسري به ، فاستصعب عليه ، فقال جبرائيل عليه السلام : أفبمحمد تفعل هذا ؟ ! فما ركبك أحد أكرم على الله منه ، فارفض عرقا “ .

    وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - قال :

    “ ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أني أكثرهم تابعا يوم القيامة “ ، ورجاؤه محقق - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - - .

    فعلم من جوامع كلمه - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - أنه الأول الآخر ، والظاهر الباطن ، ومن ثمّ قال الوارث الثاني : “ خضنا بحرا وقف الأنبياء على ساحله “ يريد بذلك أنه خاض بحر اللحوق المحمدي بالاتباع فيما جاء به محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - .

    وهذا حال الورثة المحمديين ، بخلاف الأنبياء فإنهم من أول قدم وضعوه إنما وضعوه على ساحل البحر المحمدي ، والورثة لا يصلون إلى الساحل إلا بعد الخوضات . فافهم .

    فمن ثمّ كان مقام قاب قوسين مقام الكمّل من الأنبياء وخاصته ، يعني أنهم ورثوا مقام قاب قوسين من محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - وخاصته ، أو [ الله ] الذي لم يشاركه فيه أحد سواه .

    فيفاض على قوابل الأنبياء والمرسلين والورثة الكمل المحمديين من مقامأَوْ أَدْنىإلى مقامقابَ قَوْسَيْنِ.

    ""- إشارة إلى سورة النجم ( 53 ) : الآية 9 وكاملها :فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى.""


    ومن ثمّ قال شرف الدين عمر بن الفارض - قدس سره - في تائيته :

    ولي من مفيض الجمع عند سلامه * علي بأو أدنى إشارة نسبتي

    وإلى حال جمعيته ، ونيابة من قبله من الأنبياء عنه - عليه وعليهم الصلاة والسلام - وإلى حال الورثة المحمديين الذين قال فيهم عليه الصلاة والسلام : “ علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل “


      الوقت/التاريخ الآن هو 24/11/2024, 08:08