أشار أيضا بقوله - رضي الله عنه - :
وجاء بأسرار الجميع مفيضها * علينا لهم ختما على غير فترة
وما منهم إلا وقد كان داعيا * به قومه للحق عن تبعية
فعالمنا منهم نبي ومن دعا * إلى الحق منا قام بالرسلية
وعارفنا في وقتنا الأحمدي من * أولى العزم منهم آخذ بالعزيمة
وما كان منهم معجزا صار بعده * كرامة صديق له أو خليفة
ولما كان لمحمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - الشرف التام ، والفضل العام على كل الأنام ، كان قابليته أفضل حرف الحقائق ، وأكمل عين أعيان الخلائق ، من حيث أن تلك الأعيان معلومة علم الخالق ، وهو الألف الذي ألّف بين أعيان الممكنات ، وهداها إلى السبل البينات .
ولنتكلم على حقيقة الألف - كما سبق الوعد به - حسب الاستطاعة فنقول :
اعلم - أيدك الله بروح منه ، ولا أخلانا ولا أخلاك من فيض عنه - أن الحرف عبارة عن تعينك في العلم الإلهي ، ولهذا سميت الموجودات - باعتبار تعينها في علم الله - حروفا عاليات ، لأن الحرف أصل الكلمة ، والصور العلمية كلمات الله ، فكل موجود كلمة باعتبار ظهوره ، وحرف باعتبار بطونه .
وإنما سميت الأعيان الثابتة ثابتة ، لأنها معلومة العلم الذاتي ، والعلم الذاتي ثابت ، وليست تلك الأعيان الثابتة بغير [ بعين ] في العلم ، لأنه لاحق بالذات في كل ما لا يجوز عليها وما يجوز علما ، وليس في الذات أمر زائد عليها ، فلزم أنه ليس في العلم شيء زائد عليه .
لأن المعلوم للعلم ليس بحالّ في العلم ، ولا متحيز فيه ، وإنما في العلم من المعلوم صورته ، وليست تلك الصورة بأمر زائد على ذات العالم بالعلم ، فإذا ليس في علم الحق إلا ذاته ، لأنه محلّها ، إذ ليس لذات الحق محل سوى علمه سبحانه وتعالى .
ونسبة تلك المعلومات المتكثرة من الذات المتوحدة نسبة الأمواج المتعددة من الحقيقة البحرية الأحدية بالذات ، فالأمواج المرئية من البحر ترى في رأي العين أنه غير البحر باعتبار صورها المتنوعة ، وليست في الحقيقة بغير للبحر ، بل هي عين البحر ، لأن الأمواج المتعددة المتكثرة حقيقتها أحدية البحر الشامل لها من جميع أطرافها ، فإن
تحرك ذلك البحر فهو الأمواج ، وإن سكن لا موج ولا عدد ، فكل موجة منفصلة عن الأخرى باعتبار أنها غيرها ، وهي عين الأخرى باعتبار أن البحر عين الجميع ، وهي أعني الموجة غير البحر باعتبار تعينها ، وتسميها باسم مخصوص ونعت مخصوص مغاير لصفات البحر - من الشمول والإحاطة التي هي للبحر دون كل موجة - ، ولا شك أنها أيضا عينه باعتبار الأصالة والحقيقة .
فهذه الأمواج هي الحروف العاليات التي هي عبارة عن تعين الحق بصورة معلوماته في علمه ، إذ ليس علمه محلا لغيره ، فلا يوجد في علمه إلا عينه ، فبهذا الاعتبار ليس الوجود إلا عينه .
فعلم أن نسبة الأعيان الثابتة من الأشخاص الموجودة نسبة المعاني من الألفاظ ، وظهر بسبب تلك الأعيان بالحروف العاليات وتسمية الموجودات بالكلمات .
وتحقق أن نسبة إيجاد الحق للموجودات على صور أعيانها الثابتة في علمه كنسبة الشأن الإلهي المقتضي لإيجاد ذلك المخلوق .
وتخصيص الكلمة لذلك بحمل ذلك المعنى على وضع مخصوص من التفصيل والإجمال ، أو التصريح أو الكناية ، أو غير ذلك من أقسام أنواع الكلام ، هو مثال إبرازه لكل موجود من أفراد الموجودات على ما هو عليه ذلك الموجود من الصورة ، والحد ، والكمال والنقص ، والظهور والخفاء ، إلى غير ذلك من أحوال الموجودات وهيأتها .
وأما الإرادة التي هي للمتكلم في إخراج تلك الكلمة ، هي مثال الإرادة الإلهية المتوجهة لإبراز تلك العين الثابتة في العلم إلى العالم الكون [ الكوني ، عالم الكون ] .
وأما الهواء الخارج من الفم بالحرف إلى مخارجه ، فهو مثال القدرة المطلقة بإيجاد ذلك الموجود .
وأما نظم الحرف مع الحرف حتى تصير كلمة ، فذلك مثال قوله - تعالى - للشيء المعين في العلم :كُنْ فَيَكُونُ” 1 “ ذلك الشيء بواسطة الإرادة والقدرة .
فبهذه الاعتبارات سميت الموجودات كلمات الله ، والكلام صفة المتكلم ، والصفة ليست عين الذات ولا غيرها ، فالموجودات كلها ليست عين الذات باعتبار ، ولا هي غير الذات باعتبار فافهم .
وقولنا : “ أن الصفة ليست عين الذات ولا غيرها “ من باب المجاز لا من باب الحقيقة ، فهي من حيث الحقيقة عين لا غير .
ولمّا كان الحق متجليا في موجوداته بالذات - وما هو إلا ظهور الوحدة المطلقة في الكثرة الاعتبارية - جعل الألف الإنساني بارزا في أعيان بقية الحروف الرقمية ، فما ثمّ حرف إلا والألف عنه [ فيه ] باطنا وظاهرا .
إما من حيث الباطن ، فإن كل حرف لا بد من وجود الألف في بسائطه أو بسائط بسائطه ، هذا لا يخل أبدا ، فقرب ذلك الحرف من مقام المرتبة الإلهية بقدر ما يتكرر وجود الألف فيه وفي بسائطه ، ولا تكرار بل يتعدد [ تتعدد ] تجليات الألف بمعنى حكمه ، فبهذا الاعتبار نقول أن الباء أشرف من الجيم ، لأن الألف موجود في بسائط الباء ، فنقول في تهجية الباء : باء وألف ، فالألف ظاهرة فيه أشد من ظهورها في الجيم ، فإن الألف إنما هو موجود في بسائط بسائطه فنقول فيه : جيم وياء وميم ، والياء من بسائطه الألف وهي من بسائط الجيم ، فالياء بهذا الاعتبار واسطة بين الألف والجيم ، وهكذا اعتبار جميع الحروف ، فحينئذ ظهر لك بما قررناه من كون الألف بارزا في الحروف من حيث باطنها ، وسوف أبين لك ظهور الألف فيها من حيث ظاهرها .
فاعلم أن كل الحروف ألفات ، فالباء الموحدة ألف مبسوطة ، والجيم ألف معوج الوسط محني الطرفين ، والدال ألف محني الطرفين ، وهكذا اعتبار كل حرف من الحروف . فما ثم إلا الألف الظاهرة بأعيان الحروف ، ولهذا كان الألف مظهر الأحدية ، والأحدية عبارة عن تجل ذاتي تضمحل فيه كل كثرة وجودية - كانت كأعيان الممكنات - أو حكمية كالأسماء والصفات ، فلا يبقى فيها ظهور لشيء بوجه من الوجوه ، بل هي عبارة عن حضرة سقوط الاعتبارات في الصرافة الذاتية المطلقة - على ما هو عليه حكم الإطلاق والصرافة في جميع الوجود - .
فالحروف مضمحلة في عين الألف ، فإذا برز حرف من الحروف بطن الألف فيه - كما بطنت الأحدية في كثرة الموجودات - ، فليس إلا ظهور الكثرة ببطون الأحدية ، أو ظهور الأحدية ببطون الكثرة ، فكان المجلى العمائي عبارة عن ظهور الأحدية وبطون الكثرة ، وكان المجلى الوجودي عبارة عن ظهور الكثرة وبطون الأحدية ، ولا ينتهي الدور ، فيرجع الأمر كأوله ، فالأول هو عبارة عن الأحدية ، ولذلك قال المحققون : “ أن الألف للذات “ أي مظهرها .
ولمّا كان الإنسان عين الذات ، جامعا لجميع الكمالات ، وكانت حقيقة الإنسان حاوية لضدي صفات الحق وصفات الخلق على التمام والكمال ، قال المحققون : “ أنه الألف “ لمناسبة الإنسان لكل حقيقة من حقائق الوجود - حقيا كان أو خلقيا - .
فالإنسان من حيث الجملة هو التجلي الذاتي ، كما أن الألف من حيث هو مجلى النقطة - لما تقدم ذكره - .
فتجلي الحق في الألف تجل ذاتي ، والإنسان بين سائر الموجودات كالألف بين سائر الحروف ، وكالذات بالنسبة إلى الصفات .
فإذا فهمت هذا فاعلم أنك الأصل ، فاعرف من أنت ، وميّز حقائق الوجود منك ، ودقائقه ورقائقه ، فكل ما في الكون فيك ولا عكس .
ويكفي من الكلام على حقيقة الألف بهذا القدر تنبيها ، يعلم به الواقف عليه ما لهذا الحرف من الشرف والفضل ، إذا حقيقته كما هي لا يحصرها حد ، ولو حصرها حد لحصر ما هو مظهره ، وذلك مستحيل غير ممكن ،"وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ" .
فمن الحروف ما يكون النقطة فوقه ويكون هو تحتها
ثم قال رضي الله عنه : فمن الحروف ما يكون النقطة فوقه ويكون هو تحتها ، وهو مقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله “ ،
ومن الحروف ما يكون النقطة تحته ، وهو مقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله بعده “ ،
ومن الحروف ما تكون النقطة في وسطه - كالنقطة البيضاء في قلب الميم ، والواو ، وأمثالها - فإنها محلّ : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه “ ،
ولهذا تجوّف ، لأنه ظهر في جوفه شيء غيره ، فدائرة رأس الميم “ ما رأيت شيئا “ ونقطة البيضاء محلّ “ إلا ورأيت الله فيه “ ، والألف محلّ :إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ” “ سورة الفتح: الآية 10
قيل في معنى “ إنما “ بمنزلة “ ما “ وتقديره : إن الذين يبايعونك ما يبايعون إلا الله ، ومن المعلوم أن محمدا - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بويع ، فشهد الله لنفسه إنما بويع إلا لله ، فكأنه يقول : ما أنت عبد بويعت ، إنما أنت الله بايعت ، لأنهم يبايعون الله على الحقيقة ، وهذا معنى الخلافة ، ألا ترى إلى رسول الله - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - أو رسول الملك كيف يصح له أن يقول لمن يخالفه :
إنما خالفت الملك ، وكذلك الملك يقول لمن أرسل إليهم : لا تظنوه فلانا إنما هو أنا ، تحريصا لهم على الطاعة .
قوله : فمن الحروف ( 1 ) الخ ، أشار إلى بروز النقطة في تعينها :
[ المرتبة الأولى ] : تارة تختص بالفوقية .
[ المرتبة الثانية ] : وتارة بالتحتية ، يعني بفوقية الحرف وبتحتيته .
[ المرتبة الثالثة ] : وتارة في وسطه ، أي وسط الموجف وهي - أي التي ظهرت بنقطة في وسطه - أحد عشر حرفا مع العين والغين إذا تقدمهما حرف .
وبقي مرتبة رابعة : وهي ظهور النقطة في عين الحرف ، ولم يذكرها ههنا وقد ذكرها في غير هذا الكتاب ، ولعله أراد بعدم ذكر المرتبة الرابعة تصريحا ، حيث أن النقطة بارزة في عين كل حرف .
فقد وجدت النقطة في عين الأحرف التي ظهرت النقطة تارة فوقها كالتاء ، والثاء ، والخاء ، والذال ، والزاي ، والشين ، والضاء ، والضاد ، والظاء ، والغين ، والفاء ، والقاف ، والنون .
وكالباء ، والجيم والياء التي ظهرت النقطة تحتها .
وكالصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين إذا تقدمهما حرف “ 1 “ والفاء والقاف والميم والواو والهاء التي ظهرت النقطة في وسطها .
فجميع تلك الحروف النقطة ظاهرة فيها - أي في عينها - ، وأتينا نحن بالمرتبة الرابعة
هنا لنتكلم على ما شاهده الصديق الأكبر ، والإمام الأعظم الأفخر ، السابق في حلبة التوفيق ، الفائز بالأكملية في كل خلق أنيق ، أمير المؤمنين أبو بكر الصديق حيث قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله" ،
وما شاهده القطب الأكبر ، والكبريت الأحمر ، والعلم الأخضر ، الذي هدم أركان الباطل وللحق عمّر ، أبو حفص أمير المؤمنين عمر
حيث قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه “،
وما شاهده جامع القرآن ، وسيد الأقران ، والشهيد المظلوم ، ذو النورين أمير المؤمنين عثمان بن عفان حيث قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله بعده “ ،
وما شاهده الولي الأعظم ، والصهر الذي هو الأخ وابن العم ، قطب ملاك التحقيق ، وفلك درجات القربة والتصديق ، المتصّف بالأوصاف السنية ، شيخ مشايخ الصوفية ، الأستاذ المرشد للطالب ، أمير المؤمنين أبى الحسن علي بن أبي طالب حيث قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله معه “ ، رضي الله - تعالى - عنهم أجمعين ،
وعن بقية العشرة الكرام البررة ، وعن كافة الآل والأصحاب ، ومن في مقامهم من الأولياء ، والأقطاب ، والأفراد ، والأنجاب ، السابقين إلى بحبوحة ذلك الجناب ، واللاحقين بهم في الصورة أو في المعنى إلى يوم المآب ، وشرّف وعظّم ، ثم صلّى وسلّم .
أما قول الصديق رضي الله عنه : “ ما رأيت شيئا - أي من الأشياء - إلا ورأيت الله قبله “ ، فهو يشهد الحق قبل الخلق ، و [ بالحق ] يشهد الخلق يعني بالحق المخلوق به ، المعبر عنه في الاصطلاح بالإنسان الكامل - وهو الحقيقة المحمدية - ، وذاك لاندماج الصديق - رضي الله عنه - في الحقيقة المحمدية اندماجا كليا ، إذ مرتبة الصديق - رضي الله عنه - من النبي - صلى الله عليه و آله وسلم - مرتبة الفرع من أصله ، والفرع لا يرى أولا إلا أصله ،
فمن ثم قال المصنف قدس سره : إن ظهور النقطة فوق الحرف إشارة إلى مقام ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله وهذا هو المشهود [ الشهود ] المعبر عنه في الاصطلاح بالكشف الأعظم ، ويعبّر عنه أيضا بمطالعة الجمال الإلهي ،
فشهد الصديق - رضي الله عنه - في هذا المقام الشهودي شهود الحق بالحق في المظاهر الحقية والمظاهر الخلقية ، يعني أنه شهد الحق أولا في صفاته ، ثم شهده في أثرها –
أي في أثر صفات الحق تعالى - ، فهذا هو شهود الذات في الأسماء والصفات ، ومن كان يشهد الذات في الأسماء والصفات فلا يخفى عليه شهود الأسماء والصفات في الذات ، وشهود الصفات في الأثر والمؤثرات جميعا ، وذلك أثر ما قال تعالى : “ فإذا أحببته كنت سمعه وبصره “ الحديث .
ومن ثم قال - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - - : “ ما فضلكم أبو بكر بصوم ولا صلاة ، ولكن بشيء وقر في صدره “ .
مع أن الصوم إذا حملناه من باب الإشارة على الإمساك عن السوى ، وحملنا الصلاة على الوصلة الخاصة ، كما قيل في حقه - عليه الصلاة والسلام - في ليلة الإسراء : “ قف إن ربك يصلي “
كان ذلك في حق الصديق أعظم الفخار ، لكن لمّا كان ما هو في قلبه المعبّر عنه بعرش الله كما جاء : “ قلب المؤمن عرش الله “ والعرش هو محل الاستواء لحضرة الملك ما لا يعبر عنه في هذه الدار بتعبير ، لعدم وسع قابلية الكون
قال - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - : “ ما فضلكم “ الخ ، أي وإن شاركه غيره في القيام بالصوم والصلاة ، فقد فضل من شاركه بما ليس للمشارك قدرة على الوصول إليه ، يعني على ما وقر في قلب الصديق ،
وفي ذلك من أبهر معجزاته - عليه الصلاة والسلام - فيما أخبر به عن غيب كما [ ما في ] صدر الصديق ، فهو يشاهد ما في الصدور كما يشاهد ما في الأمور الخارجة في الظهور ، لأنه نُورٌ عَلى نُورٍ لا يحجبه شيء للطافته . سورة النور : الآية 35 .
ومن ثم قيل : أن محمدا - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - عبد من حيث ظاهره ، ورب من حيث باطنه ، والرب هو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .
وفي تنبيهه - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بقوله : “ ما فضلكم “ الخ إعلان لنا بعظيم شرف الصديق - رضي الله عنه - ، ويكون من جملة ما لزمنا الإيمان به كما قال تعالى :وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” 1 “
فانظر ما أحدث بروز النقطة فوق الحرف من المعارف التي أشارت إلى شهود الحق قبل الخلق ، لتعلم أن ليس وضع النقطة - فيما وضعت فيه - بحسب بروزها فوق الأحرف إلا لسرّ لو أطلعك الله عليه لكنت وارثا لمقام الصديقية الكبرى .
فعدد النقطة التي فوق الأحرف ثمانية عشر نقطة عدد العوالم الثمانية عشر ، وفي هذا سر عظيم لو فهمته ، وذاك أن الوجود له مراتب أربعون تسمى بمراتب الوجود :
فمنها ما هو حق صرف .
وما هو خلق صرف .
وما هو بين وجهين : يعني بين ما هو حق من وجه وخلق من وجه .
فالحق الصرف من مراتب الوجود أحد عشر مرتبة :
المرتبة الأولى : الذات الساذج ، والحادية عشر مرتبة تجلي الأفعال .
والخلق الصرف من مراتب الوجود :
أولها المرتبة الثالثة والعشرون ولها الفلك الأطلس ، وآخرها الإنسان .
وما بين الحق الصرف والخلق الصرف أحد عشر مرتبة :
أولها : المرتبة الثانية عشر وهي مرتبة عالم الإمكان المعبر عنها بالبرزخ ، وآخرها المرتبة الثانية والعشرون المعبر عنها بمرتبة المركبات .
12/9/2024, 18:39 من طرف Admin
» كتاب اللطف الخفي في شرح رباعيات الجعفي - الشيخ عبد العزيز الجعفي الشاذلي
12/9/2024, 18:25 من طرف Admin
» كتاب: نقض كتاب تثليث الوحدانية للإمام أحمد القرطبي
12/9/2024, 18:23 من طرف Admin
» كتاب: الشيخ سيدي محمد الصوفي كما رأيته و عرفته تأليف تلميذه الأستاذ عتو عياد
12/9/2024, 18:21 من طرف Admin
» كتاب تجلّيّات السَّادات ، مخطوط نادر جدا للشيخ محمد وفا الشاذلي
12/9/2024, 18:15 من طرف Admin
» كتاب: النسوة الصوفية و حِكمهن ـ قطفها أحمد بن أشموني
12/9/2024, 18:13 من طرف Admin
» كتاب: مرآة العرفان و لبه شرح رسالة من عرف نفسه فقد عرف ربه ـ ابن عربي
12/9/2024, 18:09 من طرف Admin
» كتاب: إتحاف أهل العناية الربانية في اتحاد طرق أهل الله وإن تعددت مظاهرها - للشيخ فتح الله بناني
12/9/2024, 18:06 من طرف Admin
» كتاب: مجموع الرسائل الرحمانية ـ سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري
12/9/2024, 18:04 من طرف Admin
» كتاب: المواقف الإلهية للشيخ قضيب البان و يليه رسالة تحفة الروح و الأنس ورسالة الأذكار الموصلة إلى حضرة الأنوار للبلاسي
12/9/2024, 18:00 من طرف Admin
» كتاب: مجالس شيخ الإسلام سيدي عبد القادر الجيلاني المسماة جلاء الخواطر
12/9/2024, 17:55 من طرف Admin
» كتاب: كيف أحفظ القرآن الكريم ـ للشيخ السيد البلقاسي
12/9/2024, 14:40 من طرف Admin
» كتاب: الإشارات الإلهية إلي المباحث الأصولية تفسير القرآن العظيم ـ للإمام سليمان الصرصري
12/9/2024, 14:20 من طرف Admin
» كتاب: تربيع المراتب و الأصول .. نتائج أفكار الفحول من أرباب الوصول للشيخ إبراهيم البثنوي
11/9/2024, 18:44 من طرف Admin
» كتاب: الوصول إلى معاني وأسرار القول المقبول ـ للشيخ عبد القادر بن طه دحاح البوزيدي
11/9/2024, 18:42 من طرف Admin