..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 18:39 من طرف Admin

»  كتاب اللطف الخفي في شرح رباعيات الجعفي - الشيخ عبد العزيز الجعفي الشاذلي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 18:25 من طرف Admin

» كتاب: نقض كتاب تثليث الوحدانية للإمام أحمد القرطبي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 18:23 من طرف Admin

» كتاب: الشيخ سيدي محمد الصوفي كما رأيته و عرفته تأليف تلميذه الأستاذ عتو عياد
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 18:21 من طرف Admin

» كتاب تجلّيّات السَّادات ، مخطوط نادر جدا للشيخ محمد وفا الشاذلي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 18:15 من طرف Admin

» كتاب: النسوة الصوفية و حِكمهن ـ قطفها أحمد بن أشموني
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 18:13 من طرف Admin

» كتاب: مرآة العرفان و لبه شرح رسالة من عرف نفسه فقد عرف ربه ـ ابن عربي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 18:09 من طرف Admin

» كتاب: إتحاف أهل العناية الربانية في اتحاد طرق أهل الله وإن تعددت مظاهرها - للشيخ فتح الله بناني
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 18:06 من طرف Admin

» كتاب: مجموع الرسائل الرحمانية ـ سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 18:04 من طرف Admin

» كتاب: المواقف الإلهية للشيخ قضيب البان و يليه رسالة تحفة الروح و الأنس ورسالة الأذكار الموصلة إلى حضرة الأنوار للبلاسي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 18:00 من طرف Admin

» كتاب: مجالس شيخ الإسلام سيدي عبد القادر الجيلاني المسماة جلاء الخواطر
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 17:55 من طرف Admin

» كتاب: كيف أحفظ القرآن الكريم ـ للشيخ السيد البلقاسي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 14:40 من طرف Admin

» كتاب: الإشارات الإلهية إلي المباحث الأصولية تفسير القرآن العظيم ـ للإمام سليمان الصرصري
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty12/9/2024, 14:20 من طرف Admin

» كتاب: تربيع المراتب و الأصول .. نتائج أفكار الفحول من أرباب الوصول للشيخ إبراهيم البثنوي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty11/9/2024, 18:44 من طرف Admin

» كتاب: الوصول إلى معاني وأسرار القول المقبول ـ للشيخ عبد القادر بن طه دحاح البوزيدي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty11/9/2024, 18:42 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3)

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68406
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3) Empty كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (1) النقطة أول كل سورة من القرآن (3)

    مُساهمة من طرف Admin 16/10/2020, 09:59


    أشار أيضا بقوله - رضي الله عنه - :

    وجاء بأسرار الجميع مفيضها * علينا لهم ختما على غير فترة

    وما منهم إلا وقد كان داعيا * به قومه للحق عن تبعية

    فعالمنا منهم نبي ومن دعا * إلى الحق منا قام بالرسلية

    وعارفنا في وقتنا الأحمدي من * أولى العزم منهم آخذ بالعزيمة

    وما كان منهم معجزا صار بعده * كرامة صديق له أو خليفة


    ولما كان لمحمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - الشرف التام ، والفضل العام على كل الأنام ، كان قابليته أفضل حرف الحقائق ، وأكمل عين أعيان الخلائق ، من حيث أن تلك الأعيان معلومة علم الخالق ، وهو الألف الذي ألّف بين أعيان الممكنات ، وهداها إلى السبل البينات .

    ولنتكلم على حقيقة الألف - كما سبق الوعد به - حسب الاستطاعة فنقول :


    اعلم - أيدك الله بروح منه ، ولا أخلانا ولا أخلاك من فيض عنه - أن الحرف عبارة عن تعينك في العلم الإلهي ، ولهذا سميت الموجودات - باعتبار تعينها في علم الله - حروفا عاليات ، لأن الحرف أصل الكلمة ، والصور العلمية كلمات الله ، فكل موجود كلمة باعتبار ظهوره ، وحرف باعتبار بطونه .

    وإنما سميت الأعيان الثابتة ثابتة ، لأنها معلومة العلم الذاتي ، والعلم الذاتي ثابت ، وليست تلك الأعيان الثابتة بغير [ بعين ] في العلم ، لأنه لاحق بالذات في كل ما لا يجوز عليها وما يجوز علما ، وليس في الذات أمر زائد عليها ، فلزم أنه ليس في العلم شيء زائد عليه .


    لأن المعلوم للعلم ليس بحالّ في العلم ، ولا متحيز فيه ، وإنما في العلم من المعلوم صورته ، وليست تلك الصورة بأمر زائد على ذات العالم بالعلم ، فإذا ليس في علم الحق إلا ذاته ، لأنه محلّها ، إذ ليس لذات الحق محل سوى علمه سبحانه وتعالى .

    ونسبة تلك المعلومات المتكثرة من الذات المتوحدة نسبة الأمواج المتعددة من الحقيقة البحرية الأحدية بالذات ، فالأمواج المرئية من البحر ترى في رأي العين أنه غير البحر باعتبار صورها المتنوعة ، وليست في الحقيقة بغير للبحر ، بل هي عين البحر ، لأن الأمواج المتعددة المتكثرة حقيقتها أحدية البحر الشامل لها من جميع أطرافها ، فإن


    تحرك ذلك البحر فهو الأمواج ، وإن سكن لا موج ولا عدد ، فكل موجة منفصلة عن الأخرى باعتبار أنها غيرها ، وهي عين الأخرى باعتبار أن البحر عين الجميع ، وهي أعني الموجة غير البحر باعتبار تعينها ، وتسميها باسم مخصوص ونعت مخصوص مغاير لصفات البحر - من الشمول والإحاطة التي هي للبحر دون كل موجة - ، ولا شك أنها أيضا عينه باعتبار الأصالة والحقيقة .


    فهذه الأمواج هي الحروف العاليات التي هي عبارة عن تعين الحق بصورة معلوماته في علمه ، إذ ليس علمه محلا لغيره ، فلا يوجد في علمه إلا عينه ، فبهذا الاعتبار ليس الوجود إلا عينه .

    فعلم أن نسبة الأعيان الثابتة من الأشخاص الموجودة نسبة المعاني من الألفاظ ، وظهر بسبب تلك الأعيان بالحروف العاليات وتسمية الموجودات بالكلمات .

    وتحقق أن نسبة إيجاد الحق للموجودات على صور أعيانها الثابتة في علمه كنسبة الشأن الإلهي المقتضي لإيجاد ذلك المخلوق .


    وتخصيص الكلمة لذلك بحمل ذلك المعنى على وضع مخصوص من التفصيل والإجمال ، أو التصريح أو الكناية ، أو غير ذلك من أقسام أنواع الكلام ، هو مثال إبرازه لكل موجود من أفراد الموجودات على ما هو عليه ذلك الموجود من الصورة ، والحد ، والكمال والنقص ، والظهور والخفاء ، إلى غير ذلك من أحوال الموجودات وهيأتها .

    وأما الإرادة التي هي للمتكلم في إخراج تلك الكلمة ، هي مثال الإرادة الإلهية المتوجهة لإبراز تلك العين الثابتة في العلم إلى العالم الكون [ الكوني ، عالم الكون ] .


    وأما الهواء الخارج من الفم بالحرف إلى مخارجه ، فهو مثال القدرة المطلقة بإيجاد ذلك الموجود .

    وأما نظم الحرف مع الحرف حتى تصير كلمة ، فذلك مثال قوله - تعالى - للشيء المعين في العلم :كُنْ فَيَكُونُ” 1 “ ذلك الشيء بواسطة الإرادة والقدرة .

    فبهذه الاعتبارات سميت الموجودات كلمات الله ، والكلام صفة المتكلم ، والصفة ليست عين الذات ولا غيرها ، فالموجودات كلها ليست عين الذات باعتبار ، ولا هي غير الذات باعتبار فافهم .


    وقولنا : “ أن الصفة ليست عين الذات ولا غيرها “ من باب المجاز لا من باب الحقيقة ، فهي من حيث الحقيقة عين لا غير .

    ولمّا كان الحق متجليا في موجوداته بالذات - وما هو إلا ظهور الوحدة المطلقة في الكثرة الاعتبارية - جعل الألف الإنساني بارزا في أعيان بقية الحروف الرقمية ، فما ثمّ حرف إلا والألف عنه [ فيه ] باطنا وظاهرا .


    إما من حيث الباطن ، فإن كل حرف لا بد من وجود الألف في بسائطه أو بسائط بسائطه ، هذا لا يخل أبدا ، فقرب ذلك الحرف من مقام المرتبة الإلهية بقدر ما يتكرر وجود الألف فيه وفي بسائطه ، ولا تكرار بل يتعدد [ تتعدد ] تجليات الألف بمعنى حكمه ، فبهذا الاعتبار نقول أن الباء أشرف من الجيم ، لأن الألف موجود في بسائط الباء ، فنقول في تهجية الباء : باء وألف ، فالألف ظاهرة فيه أشد من ظهورها في الجيم ، فإن الألف إنما هو موجود في بسائط بسائطه فنقول فيه : جيم وياء وميم ، والياء من بسائطه الألف وهي من بسائط الجيم ، فالياء بهذا الاعتبار واسطة بين الألف والجيم ، وهكذا اعتبار جميع الحروف ، فحينئذ ظهر لك بما قررناه من كون الألف بارزا في الحروف من حيث باطنها ، وسوف أبين لك ظهور الألف فيها من حيث ظاهرها .


    فاعلم أن كل الحروف ألفات ، فالباء الموحدة ألف مبسوطة ، والجيم ألف معوج الوسط محني الطرفين ، والدال ألف محني الطرفين ، وهكذا اعتبار كل حرف من الحروف . فما ثم إلا الألف الظاهرة بأعيان الحروف ، ولهذا كان الألف مظهر الأحدية ، والأحدية عبارة عن تجل ذاتي تضمحل فيه كل كثرة وجودية - كانت كأعيان الممكنات - أو حكمية كالأسماء والصفات ، فلا يبقى فيها ظهور لشيء بوجه من الوجوه ، بل هي عبارة عن حضرة سقوط الاعتبارات في الصرافة الذاتية المطلقة - على ما هو عليه حكم الإطلاق والصرافة في جميع الوجود - .


    فالحروف مضمحلة في عين الألف ، فإذا برز حرف من الحروف بطن الألف فيه - كما بطنت الأحدية في كثرة الموجودات - ، فليس إلا ظهور الكثرة ببطون الأحدية ، أو ظهور الأحدية ببطون الكثرة ، فكان المجلى العمائي عبارة عن ظهور الأحدية وبطون الكثرة ، وكان المجلى الوجودي عبارة عن ظهور الكثرة وبطون الأحدية ، ولا ينتهي الدور ، فيرجع الأمر كأوله ، فالأول هو عبارة عن الأحدية ، ولذلك قال المحققون : “ أن الألف للذات “ أي مظهرها .


    ولمّا كان الإنسان عين الذات ، جامعا لجميع الكمالات ، وكانت حقيقة الإنسان حاوية لضدي صفات الحق وصفات الخلق على التمام والكمال ، قال المحققون : “ أنه الألف “ لمناسبة الإنسان لكل حقيقة من حقائق الوجود - حقيا كان أو خلقيا - .

    فالإنسان من حيث الجملة هو التجلي الذاتي ، كما أن الألف من حيث هو مجلى النقطة - لما تقدم ذكره - .

    فتجلي الحق في الألف تجل ذاتي ، والإنسان بين سائر الموجودات كالألف بين سائر الحروف ، وكالذات بالنسبة إلى الصفات .

    فإذا فهمت هذا فاعلم أنك الأصل ، فاعرف من أنت ، وميّز حقائق الوجود منك ، ودقائقه ورقائقه ، فكل ما في الكون فيك ولا عكس .


    ويكفي من الكلام على حقيقة الألف بهذا القدر تنبيها ، يعلم به الواقف عليه ما لهذا الحرف من الشرف والفضل ، إذا حقيقته كما هي لا يحصرها حد ، ولو حصرها حد لحصر ما هو مظهره ، وذلك مستحيل غير ممكن ،"وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ" .


    فمن الحروف ما يكون النقطة فوقه ويكون هو تحتها

    ثم قال رضي الله عنه : فمن الحروف ما يكون النقطة فوقه ويكون هو تحتها ، وهو مقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله “ ،

    ومن الحروف ما يكون النقطة تحته ، وهو مقام : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله بعده “ ،

    ومن الحروف ما تكون النقطة في وسطه - كالنقطة البيضاء في قلب الميم ، والواو ، وأمثالها - فإنها محلّ : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه “ ،

    ولهذا تجوّف ، لأنه ظهر في جوفه شيء غيره ، فدائرة رأس الميم “ ما رأيت شيئا “ ونقطة البيضاء محلّ “ إلا ورأيت الله فيه “ ، والألف محلّ :إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ” “ سورة الفتح: الآية 10


    قيل في معنى “ إنما “ بمنزلة “ ما “ وتقديره : إن الذين يبايعونك ما يبايعون إلا الله ، ومن المعلوم أن محمدا - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بويع ، فشهد الله لنفسه إنما بويع إلا لله ، فكأنه يقول : ما أنت عبد بويعت ، إنما أنت الله بايعت ، لأنهم يبايعون الله على الحقيقة ، وهذا معنى الخلافة ، ألا ترى إلى رسول الله - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - أو رسول الملك كيف يصح له أن يقول لمن يخالفه :


    إنما خالفت الملك ، وكذلك الملك يقول لمن أرسل إليهم : لا تظنوه فلانا إنما هو أنا ، تحريصا لهم على الطاعة .

    قوله : فمن الحروف ( 1 ) الخ ، أشار إلى بروز النقطة في تعينها :

    [ المرتبة الأولى ] : تارة تختص بالفوقية .

    [ المرتبة الثانية ] : وتارة بالتحتية ، يعني بفوقية الحرف وبتحتيته .

    [ المرتبة الثالثة ] : وتارة في وسطه ، أي وسط الموجف وهي - أي التي ظهرت بنقطة في وسطه - أحد عشر حرفا مع العين والغين إذا تقدمهما حرف .

    وبقي مرتبة رابعة : وهي ظهور النقطة في عين الحرف ، ولم يذكرها ههنا وقد ذكرها في غير هذا الكتاب ، ولعله أراد بعدم ذكر المرتبة الرابعة تصريحا ، حيث أن النقطة بارزة في عين كل حرف .


    فقد وجدت النقطة في عين الأحرف التي ظهرت النقطة تارة فوقها كالتاء ، والثاء ، والخاء ، والذال ، والزاي ، والشين ، والضاء ، والضاد ، والظاء ، والغين ، والفاء ، والقاف ، والنون .

    وكالباء ، والجيم والياء التي ظهرت النقطة تحتها .

    وكالصاد والضاد والطاء والظاء والعين والغين إذا تقدمهما حرف “ 1 “ والفاء والقاف والميم والواو والهاء التي ظهرت النقطة في وسطها .

    فجميع تلك الحروف النقطة ظاهرة فيها - أي في عينها - ، وأتينا نحن بالمرتبة الرابعة


    هنا لنتكلم على ما شاهده الصديق الأكبر ، والإمام الأعظم الأفخر ، السابق في حلبة التوفيق ، الفائز بالأكملية في كل خلق أنيق ، أمير المؤمنين أبو بكر الصديق حيث قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله" ،


    وما شاهده القطب الأكبر ، والكبريت الأحمر ، والعلم الأخضر ، الذي هدم أركان الباطل وللحق عمّر ، أبو حفص أمير المؤمنين عمر

    حيث قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله فيه “،

    وما شاهده جامع القرآن ، وسيد الأقران ، والشهيد المظلوم ، ذو النورين أمير المؤمنين عثمان بن عفان حيث قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله بعده “ ،

    وما شاهده الولي الأعظم ، والصهر الذي هو الأخ وابن العم ، قطب ملاك التحقيق ، وفلك درجات القربة والتصديق ، المتصّف بالأوصاف السنية ، شيخ مشايخ الصوفية ، الأستاذ المرشد للطالب ، أمير المؤمنين أبى الحسن علي بن أبي طالب حيث قال : “ ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله معه “ ، رضي الله - تعالى - عنهم أجمعين ،

    وعن بقية العشرة الكرام البررة ، وعن كافة الآل والأصحاب ، ومن في مقامهم من الأولياء ، والأقطاب ، والأفراد ، والأنجاب ، السابقين إلى بحبوحة ذلك الجناب ، واللاحقين بهم في الصورة أو في المعنى إلى يوم المآب ، وشرّف وعظّم ، ثم صلّى وسلّم .

    أما قول الصديق رضي الله عنه : “ ما رأيت شيئا - أي من الأشياء - إلا ورأيت الله قبله “ ، فهو يشهد الحق قبل الخلق ، و [ بالحق ] يشهد الخلق يعني بالحق المخلوق به ، المعبر عنه في الاصطلاح بالإنسان الكامل - وهو الحقيقة المحمدية - ، وذاك لاندماج الصديق - رضي الله عنه - في الحقيقة المحمدية اندماجا كليا ، إذ مرتبة الصديق - رضي الله عنه - من النبي - صلى الله عليه و آله وسلم - مرتبة الفرع من أصله ، والفرع لا يرى أولا إلا أصله ،


    فمن ثم قال المصنف قدس سره : إن ظهور النقطة فوق الحرف إشارة إلى مقام ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله وهذا هو المشهود [ الشهود ] المعبر عنه في الاصطلاح بالكشف الأعظم ، ويعبّر عنه أيضا بمطالعة الجمال الإلهي ،

    فشهد الصديق - رضي الله عنه - في هذا المقام الشهودي شهود الحق بالحق في المظاهر الحقية والمظاهر الخلقية ، يعني أنه شهد الحق أولا في صفاته ، ثم شهده في أثرها –

    أي في أثر صفات الحق تعالى - ، فهذا هو شهود الذات في الأسماء والصفات ، ومن كان يشهد الذات في الأسماء والصفات فلا يخفى عليه شهود الأسماء والصفات في الذات ، وشهود الصفات في الأثر والمؤثرات جميعا ، وذلك أثر ما قال تعالى : “ فإذا أحببته كنت سمعه وبصره “ الحديث .


    ومن ثم قال - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - - : “ ما فضلكم أبو بكر بصوم ولا صلاة ، ولكن بشيء وقر في صدره “ .

    مع أن الصوم إذا حملناه من باب الإشارة على الإمساك عن السوى ، وحملنا الصلاة على الوصلة الخاصة ، كما قيل في حقه - عليه الصلاة والسلام - في ليلة الإسراء : “ قف إن ربك يصلي “

    كان ذلك في حق الصديق أعظم الفخار ، لكن لمّا كان ما هو في قلبه المعبّر عنه بعرش الله كما جاء : “ قلب المؤمن عرش الله “ والعرش هو محل الاستواء لحضرة الملك ما لا يعبر عنه في هذه الدار بتعبير ، لعدم وسع قابلية الكون


    قال - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - : “ ما فضلكم “ الخ ، أي وإن شاركه غيره في القيام بالصوم والصلاة ، فقد فضل من شاركه بما ليس للمشارك قدرة على الوصول إليه ، يعني على ما وقر في قلب الصديق ،

    وفي ذلك من أبهر معجزاته - عليه الصلاة والسلام - فيما أخبر به عن غيب كما [ ما في ] صدر الصديق ، فهو يشاهد ما في الصدور كما يشاهد ما في الأمور الخارجة في الظهور ، لأنه نُورٌ عَلى نُورٍ لا يحجبه شيء للطافته . سورة النور : الآية 35 .

    ومن ثم قيل : أن محمدا - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - عبد من حيث ظاهره ، ورب من حيث باطنه ، والرب هو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء .


    وفي تنبيهه - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بقوله : “ ما فضلكم “ الخ إعلان لنا بعظيم شرف الصديق - رضي الله عنه - ، ويكون من جملة ما لزمنا الإيمان به كما قال تعالى :وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” 1 “


    فانظر ما أحدث بروز النقطة فوق الحرف من المعارف التي أشارت إلى شهود الحق قبل الخلق ، لتعلم أن ليس وضع النقطة - فيما وضعت فيه - بحسب بروزها فوق الأحرف إلا لسرّ لو أطلعك الله عليه لكنت وارثا لمقام الصديقية الكبرى .

    فعدد النقطة التي فوق الأحرف ثمانية عشر نقطة عدد العوالم الثمانية عشر ، وفي هذا سر عظيم لو فهمته ، وذاك أن الوجود له مراتب أربعون تسمى بمراتب الوجود :

    فمنها ما هو حق صرف .

    وما هو خلق صرف .

    وما هو بين وجهين : يعني بين ما هو حق من وجه وخلق من وجه .

    فالحق الصرف من مراتب الوجود أحد عشر مرتبة :


    المرتبة الأولى : الذات الساذج ، والحادية عشر مرتبة تجلي الأفعال .

    والخلق الصرف من مراتب الوجود :

    أولها المرتبة الثالثة والعشرون ولها الفلك الأطلس ، وآخرها الإنسان .

    وما بين الحق الصرف والخلق الصرف أحد عشر مرتبة :

    أولها : المرتبة الثانية عشر وهي مرتبة عالم الإمكان المعبر عنها بالبرزخ ، وآخرها المرتبة الثانية والعشرون المعبر عنها بمرتبة المركبات .


      الوقت/التاريخ الآن هو 22/9/2024, 06:42