..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4)

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4) Empty كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي ـ خطبة كتاب الكهف والرقيم (4)

    مُساهمة من طرف Admin 16/10/2020, 10:22

    جعل لاسم الخلق محلّا مّن ذاته لا تتعدّاه لذاته ولا يتعدّاه

    ثم قال رضي الله عنه : جعل لاسم الخلق محلّا مّن ذاته لا تتعدّاه لذاته ولا يتعدّاه ، ورسم لاسم الحقّ حكما من ذاته لا يفيدك سواه ، وحكم لألوهيّته جمعها فلم يك مرمى لّعزّة وّراء الله ، لألوهيّته الحيطة بأحديّته ، ولأحديّته السّلطنة على واحديّته في ترتيباته .

    اعلم أن الحقّ - سبحانه - ليس له محل سوى علمه ، وبواسطة علمه علمته مخلوقاته ، ثم تفاوت على العالمين بحسب مراتبهم عنده - تعالى - ووسع قوابلهم وتزكيتها وتطهيرها من شوب الأكدار ولوث الأغيار .

    فأفضل علم وأزكاها وأفخره وأنماه هو علم التوحيد المخصوص بالأمة المحمدية ، وقولي : المخصوص بالأمة المحمدية ، لأنهم وحّدوا الحق - سبحانه وتعالى - على الإطلاق ، ولم يقيّدوه بمظهر دون مظهر ، بخلاف غيرهم من الأمم ، لأنّ منهم :

    من جعله ثالث ثلاثة .

    ومنهم من جعل معه شريكا .

    ومنهم من قال بالصاحبة والولد .

    وعلى الحقيقة لم يقم بالتوحيد الصرف سوى الأمة المحمدية ، وقد جمع الله لهم ذلك التوحيد في آية من كتابه العزيز وهي قوله تعالى :"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " نزّه

    "وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" شبّه ،

    فلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ تنزيه ،وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ تشبيه . سورة الشورى: الآية 11

    والتوحيد هو أن تشهد : تشبيه الحق عين تنزيهه وتنزيهه عين تشبيهه .

    هذا على أن الكاف فيكَمِ ثْلِهِ زائدة ، وإذا كانت على بابها فيكون فلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ تشبيه [ تشبيها ] ،وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ تنزيه [ تنزيها ] ، لأنه يسمع لا بسمع ، ويبصر لا ببصر ، على أنه يسمع بسمع ، ويبصر ببصر ، لكن بصره عين سمعه ، وسمعه عين بصره ، لأنه بذاته يسمع ، وبذاته يبصر ، فيسمع بما به يبصر وهي ذاته ، ويبصر بما به يسمع وهو ذاته ، وذاته هي المنزهة فافهم .

    ثم هم في ذلك التوحيد متفاوتون :

    فمنهم : من وحده في أفعاله .

    ومنهم : من وحده في أسمائه .

    ومنهم : من وحده في ذاته وهو أعلى مقامات التوحيد ، وأهله هم المشار إليهم في الحديث بقوله عليه الصلاة والسلام : “ علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل “ ، وهم العلماء بالله تعالى .

    وسنبين إن شاء الله تعالى بأن هذه المراتب الثلاثة في توحيد الأفعال ، والأسماء ، والصفات ، وأسماء الذات - ويعبر عنها تارة بعبارة التوحيد ، وتارة بعبارة الفناء ، ولا فرق بين التوحيد والفناء إلا من حيث اللفظ لا من حيث المعنى ، فإذا عبر عن مقامات التوحيد فهي عبارة عن مقامات الفناء ، وإذا عبر عن مقامات الفناء فهي عبارة عن مقامات التوحيد ، فالموحد لله في الأفعال هو الفاني عن الأفعال يعني عن شهود الأفعال لغير الله تعالى - عند قوله رضي الله عنه : مركز كنه الحقائق والتوحيد بيانا شافيا كما يشاء ،ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ”. سورة الحديد: الآية 21 ، وسورة الجمعة: الآية 4 .

    ثم اعلم أن غاية علم العلماء بالله أن يعلموا أن الله واحد لا شريك له ، فرد لا ضد له ، إلى آخر ما تعرف به إلينا من أسمائه وصفاته الدالة عليه به ، فإذا لم يدركوا من المعلوم إلا العلم ، وعلمهم قائم بعلمه ، ولا يلزم من إدراك العلم إدراك المعلوم ، فلهذا قال المصنف - قدس سره - فجعل

    ( 1 ) أي الحق لاسم الخلق

    ( 2 ) أي للحقيقة المسماة بالخلقية محلا من ذاته

    ( 3 ) وهو علمه لتعلمه به ، فما علمته إذا إلا به ، فإذا كان علم العلماء بالله ما فهمت فما بالك بمن عداهم فمن باب أولى .



    ورسم لاسم الحق حكما

    وقوله : ورسم لاسم الحق حكما ، أي معنى من ذاته - تعالى - لا يفيدك سواه

    أي سوى ذلك المعنى كما للخلق معرفة بواسطة علمه لا تتعداه ، أي الخلق كذلك أيضا جعل لاسم الحق - وهو الخلق المخلوق به المعبر عنه في الاصطلاح بالإنسان الكامل

    الذي هو الحقيقة المحمدية البارزة من كنز غيب الأحدية - لا يفيدك في معرفة الله - تعالى - سواه أي سوى محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - في إتباعك إيّاه بما جاء به من جميع الكمالات .

    ولله درّ من قال :فأنت باب الله أي امرئ * أتاه من غيرك لا يدخل



    وحكم للألوهية جمعها فلم يك مرمى لعزة وراء الله

    قوله : وحكم للألوهية جمعها فلم يك مرمى لعزة وراء الله ، أي وحكم للألوهية بالشمول لما اختصّ بالحق المخلوق به ، والألوهية هي المتجلى بها على الحقيقة المحمدية ، فمحمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم هو الجامع لما اشتملته الألوهية ، وهي صفة الاسم الله ، وليس وراء الاسم الله مرمى لرام ، إذ ليس بعده إلا الظلمة المحضة ، وهو نور تلك الظلمة كما مرّ بيانه .



    لألوهيته الحيطة بأحديته ، ولأحديته السلطنة

    وقوله : لألوهيته الحيطة بأحديته ، ولأحديته السلطنة على واحديته في ترتيباته .

    اعلم أن الألوهية كما مرّ معك من كونها أعم مراتب الذات ، واسما لمرتبة جميع المراتب ، والمعطية لكل مرتبة حقها ، فهي التي أعطت للأحدية حكمها ، وحكمها السلطنة على واحديتها ، لأن الأحدية ذات محض ، والواحدية منشأ الكثرة وحضرة الجمع والوجود من حيث الترتيب الإلهي ، فإن الأحدية أخص مراتب الذات للذات ، والألوهية أعم مراتب الذات للذات ، والأخص وجه في الأعم .

    فمن ثم عبّر - قدس سره - بأن الألوهية التي هي أعم مراتب الذات للذات لها الحيطة - يعني الشمول - على الأحدية التي هي أخص مراتب الذات للذات .

    ومن خصوصيات الأحدية سلطنتها على الواحدية ، فالواحدية من حيث أنها اسم لمرتبة الجمع - وهي الأسماء والصفات الظاهرة فيها بحكم الوحدة - والوجود - وهو الذات المندمجة فيها الأسماء والصفات - ، وهذا الوجود هو الأحدية ، وهذه الأحدية هي ذلك الوجود ، فكانت لها السلطنة على الواحدية من حيث ظهور الذات في الأسماء والصفات ، وذلك الظهور هو [ الواحدية ] المعبّر عنها بحضرة الجمع والوجود :وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ" وهو يهدي من يشاء ، كيف يشاء ، على أي حال شاء إلى ذلك الشهود .



    تعرّف إلى كلّ موجود بحسب المرتبة الّتي أبرزه فيها من غيبه

    ثم قال رضي الله عنه : تعرّف إلى كلّ موجود بحسب المرتبة الّتي أبرزه فيها من غيبه ، وما عرّفه إلّا نفسه في جماله ، ورتّبه في جميع مكنوناته .

    اعلم أن التعرف الإلهي واقع لكل موجود ، لأن الوجود الذي للموجودات هو لله - سبحانه وتعالى - بطريق الأصالة وللمخلوق بطريق التبعية .

    ومن ذلك الوجود الحقي المعبر عنه - من باب المجاز - بالوجود الخلقي عرف الحق سبحانه وتعالى .

    ثم ذلك الوجود يكون له التعرف الإلهي حسب رتبة ذلك الموجود عند الله تعالى .

    ولا أفضل من رتبة الإنسان بدليل :وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ”. سورة الإسراء: الآية 70 .

    فمن ثمّ كان مرآة للحق - تعالى - ، وذاك لكمال خلقته ، لأنه خلقه على الصورة ، وكان تأخر آدم - عليه السلام - في آخر مراتب الوجود ، ليكمل له الشهود بأخذه ما له من جميع المراتب الوجودية المتقدمة عليه في الظاهر عناية من الله - تعالى - ليكون أكمل موجوداته ، فإنه المتقدم من حيث أصله المعبر عنه بالعقل الأول ، وبالقلم الأعلى ، وبالروح المحمدية ، وبحقيقة : “ روح نبيك يا جابر “ .



    ولهذا عبّر بقوله : - قدس سره - من غيبه ، يعني تعرف الحق إلى كل موجود وجد لا يكون إلا بحسب المرتبة التي أبرزه أي ألحق فيها أي في المرتبة من غيبه ، وهو الكنز المخفي الذي ظهر من غيب الأحدية ، فغيب الأحدية هو الحقيقة المحمدية - صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم - التي هي حقيقة النشأة الآدمية .

    فتأخر آدم - عليه الصلاة والسلام - في الوجود الظاهر لكون أصله هو المقدم الظاهر ، فحاز الأولية بأصله ، وشرف الآخرة بفرعه .

    فمحمد أصل آدم من حيث الباطن ، وآدم أصل محمد من حيث الظاهر ، فآدم فرع محمد ، ومحمد فرع آدم ، وذلك الأصل هو عين الفرع ، وهذا الفرع هو عين الأصل ، ولم يكن ذلك لغيره - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - ، وذلك لتعلم أنه هو الظاهر والباطن ، كما صرح بذلك في الحديث بقوله : “ نحن الآخرون الأولون “ .

    فهو في كل ذرة من ذرات الوجود ، وهو الجمال المشهود البارز في تلك المراتب بحكمة الملك المعبود .

    ومن ثمّ :وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها” . سورة البقرة: الآية 31

    لوسع قابليته المعبر عنها بحقيقة محمديته .

    ومحمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - حق من حيث باطنه ، عبد من حيث ظاهره .

    والحق في جميع مخلوقاته من غير حلول باطن من حيث ظهور الخلق ، ظاهر من حيث بطون الخلق .



    وما عرفه إلا نفسه

    فلذا قال - قدس سره - : وما عرفه إلا نفسه ، لأن قيام الموجودات بموجدها - وهو الله تعالى - تعرف كل مخلوق خالقه بذلك الوجه الإلهي الذي قام به ناسوت الخلقية ، فإذا ما عرف الله إلا الله .

    ورتب الحق في قوله : فرتبه من الترتيب ، وهو جعل الشيء مرتبا شيئا فشيئا - ذلك الجمال الإلهي في جميع مكنوناته - بنون بعد الكاف - .

    والمراد بالجمال الرحمة ، فإن الحق - سبحانه وتعالى - إنما أوجد الخلق بالرحمة ، والرحمة في ذوات المرحومين رحمة غير مشهودة ، وهي اللطف الخفي الذي خفي إدراكه عن غير الله تعالى .

    وترتيب الحق إياه بحسب ظهوره في المراتب المعبر عنها بمراتب الوجود .

    وتلك المراتب : منها ما يعبر عنه بالتنزلات الإلهية الحقية .

    ومنها ما يعبر عنه بالتنزلات الإلهية الخلقية .

    فأول التنزلات الإلهية الحقية التجلي الأول المعبر عنه بالأحدية .

    والأحدية هي الذات الساذج ، لكن الأحدية بمقتضى التعالي .

    وتلك صرافة الذات لا تقتضي تعال ولا تدان .

    تعالى الله أن يتعالى عن تدان ، أو يتدانى عن تعال فافهم .

    وآخر التنزلات الإلهية الحقية الأسماء الفعلية ، وما بعدها إلا عالم الإمكان ، وهو برزخ بين التنزلات الإلهية الحقية والتنزلات الإلهية الخلقية .

    فأول التنزلات الإلهية الخلقية العقل الأول ، وآخرها الإنسان ، فبه افتتح الحق الوجود ، وبه اختتمه ، وسيأتي تفصيل المراتب - إن شاء الله تعالى - عند ذكرها .



    فرتبه في جميع مكوّناته

    وإن أريد بقوله : فرتبه في جميع مكوّناته بإسقاط النون بعد الكاف ، جمع كائنة وهي مخلوقاته - فالمعنى أيضا صالح من حيث أنا عبرنا بأن الجمال الحقي المرتب هو رحمته ، والرحمة لا تكون إلا على مرحوم عليه وهو المخلوق فافهم ، والله ورسوله بحقيقة الأمر أعلم .



    أحمده حمده لنفسه من خلف سرادق غيبه الأنهى

    ثم قال قدس سره : أحمده حمده لنفسه من خلف سرادق غيبه الأنهى ، وأثني عليه بلسان جماله الأكمل الأبهى ، فهو كما أثنى على نفسه لديه ، إذ كنت لا أحصي ثناء عليه .

    اعلم أن حمد الله - سبحانه وتعالى - نفسه هو الحمد اللائق به - تعالى - ،

    فلذلك قال - قدس سره - : أحمده حمده لنفسه ، أعني أطلب الحمد من الله أن يقوم بحمده المطلوب مني له عنه ، وفي هذا إشارة إلى أن الحق يكون خليفة عن عبده فيما أنعم به عليه .

    ومن جملة إنعاماته عليه تأهيله له ترجمة هذا الكتاب المبيّن فيه أسرار افتتاح الوجود وهي بسم اللّه الرّحمن الرّحيم .

    وخلافة الحق - تعالى - عن عبده واقعة بدليل :"وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى" سورة الأنفال ( 8 ) : الآية 17 ..

    هذا في حق نبيه - عليه السلام - ، ولخلفاء الرسول ما للرسول .

    لكن خلافة الحق عن الرسول بطريق الأصالة في حق الرسول وبطريق التبعية في حق خلفائه .

    والعبد أيضا يكون خليفة عن الله بدليل :إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ يعني في حقائق أسمائي خَلِيفَةً" ،

    وفسرت الأرض بحقائق الأسماء من باب الإشارة ، كما قال تعالى :إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ

    وهي حقائق الأسماء والصفات التي الموجودات مؤثرات آثارها .

    وليست لحقائقها نهاية كما قال تعالى :قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً" ، لأنه القائل للشيء إذا أرادهكُنْ فَيَكُونُ” 4 “ ، وهو دائم متكلم أزلا وأبدا .

    ومن ثمّ قال من قال : “ أن العالم كله في تجل لأنه أثر أسمائه وصفاته “ ، وأسماؤه وصفاته في تجلّ ، فالتجلي في حق العالم الزيادة والتجلي في أسمائه وصفاته إن أريد به شدة الظهور ساغ له ذلك وإلا فلا ، تعالى اللّه عن الزيادة والنقصان فافهم .



    ثم نقول في قوله : أحمده حمده لنفسه ،أي أحمده حمدا كاملا شاملا لجميع حمد الحامدات ، المسبحة بحمده بجميع ألسنتها المتعددة - وهي التي لا تفقهها على التفصيل - لعدم جواز ذلك للمخلوق ، وغير معدوم جوازه لله رب العالمين - وهو حقيقة ذاتك الذي قام به ناسوتيّتك .



    ويكون ذلك الحمد اللائق به - تعالى - من خلف سرادق غيبه الأنهى ( 1 ) أي من خلف حجب الأكوان ، وهي المشار إليها في الحديث بقوله عليه الصلاة والسلام : “ إن لله سبعين ألف حجاب من نور - وفي رواية من نار ، وفي رواية حجابة النور - لو كشفه لاحترقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه “ .



    فقوله : “ إن لله سبعين ألف حجاب من نور “ ليس المراد به الحصر ، بل مرتبة السبعة والسبعين في لغة العرب توضع لتضعيف الأعداد ، والحجب النورانية هنا كناية عن الأسماء والصفات ، والنارية كناية عن المخلوقات ، فاحتجب عن الحقائق الخلقية بالحقائق الإلهية .

    ولهذا معنى آخر أعلى من الأول ، وهو أنك قد علمت مما مضى بأن الذات الواجب الوجود ليس لها بأيدينا اسم ولا صفة ، لأن الصفة للتخصيص ، والاسم للعلمية عن النكرة ، وهي ليس واقع عليها لا تخصيص ولا علمية ، لأن التخصيص فيها ، فهو غير مخصص لها ، إذا التخصيص مرتبة من المراتب ، وإن شئت قلت حضرة من الحضرات ، وهي شاملة لكل مرتبة وحضرة ، لأنها - كما مر - حضرة الحضرات وجمعها وفرقها ، فإذا احتجبت عن أسمائها بكنهها ، واحتجبت عن مخلوقاتها بما احتجبت عنها ، وهي الأسماء والصفات .



    والسبحات كناية عن الأشعة ، والوجه كناية عن الذات ، [ و ] الحجاب والاحتجاب المنزه عنهما الواقعان في الحديث من النور والنار لمّا كانا في الغالب يمنعان من التعرف إليهما وإنما يرى منهما شعاعهما الصغير اسمهما لا عينهما ، فافهم سرّ ما أراد من قوله : خلف سرادق غيبه الأنهى جمع سرادقة وهي الحجاب .

    يعني يكون حمدي لله - تعالى - من حيث حمده نفسه ، يعني يكون حمدي لله حمده الذي حمد به نفسه - الذي لم يشهد ذلك الحمد لسواه - فهو الحامد من حيثي ، والمحمود من حيثه .



    أثنى عليه بلسان جماله الأكمل الأبهى

    وقوله : أثنى عليه بلسان جماله الأكمل الأبهى .

    أي وأثني عليه بما أثنى به على نفسه ، وثناؤه - سبحانه وتعالى - على نفسه أي على ذاته - ذات العظمة والكبرياء - هو علمه استحقاقها العظمة والكبرياء وعدم نهايتها في سرادق عزتها ، فطلب من الله - تعالى - ثناء الله على ذاته الجميلة بجماله ، أي يكون في حال الثناء عني بصفة جمالك الذي هو عين جلالك ، الجامع لهما كمالك ، متأسيا بأفضل الكائنات وسيد الموجودات ، حيث عبّر عن نفسه في هذا المقام بقوله عليه الصلاة والسلام : “ لا أحصي ثناء - أي من قبلي - عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك “ أي عنّي ، فما أعرفه - رضي الله عنه - بربه .



    وأستمد من الجناب الأعظم غيب غيب الجمع الأبهم

    ثم قال قدس سره : وأستمد من الجناب الأعظم غيب غيب الجمع الأبهم ، نقطة عين الحرف المعجم .

    أي والمهمل ، فاكتفى بذكر مقابله كما في :"سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ" سورة النحل: الآية 81 . أي والبرد .

    والمراد : أطلب الفيض الإلهي بالوساطة المحمدية كما قال تعالى ":وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" سورة البقرة: الآية 189.وهو باب الله ، فأي امرئ أتاه من غيره لا يدخل .

    "" البيت : فأنت باب الله أي امرء ..... أتاه من غيرك لا يدخل"

    ومن ثمّ وصف جنابه بالأعظمية المبهمة في غيب الغيب ، وغيب الغيب هو الذي لا يدرك رؤياه لا دنيا ولا أخرى .

    ومن ثمّ كان - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - مبهما ، يعني أن قدر الرسول - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - الظاهر في الوجود ، ونشره الفائح في الآفاق عطره ، والذي

    عبق الأكوان سرّه وجهره ، بالنسبة إلى ما هو مبهم على الخلق أمره أضعاف أضعاف ما ظهر به وشاع في العالم ذكره .

    وذلك لكون الكمال البطوني أكمل من الكمال الظهوري ، فبقدر كمال البطون أعطي كمالا بطونيا ، وبقدر كمال الظهور أعطي كمالا ظهوريا ، فلبارقة هذا الكلام عبّر بقوله عليه الصلاة والسلام : “ إني لست كأحدكم “ الحديث.



    نقطة عين الحرف المعجم

    وقوله : نقطة عين الحرف المعجم فأنت باب الله أي امرء، فخص المعجم دون المهمل مع أنه عين كل منهما لنكتة ، وهي أن المهمل إذا برز من يد الكاتب لا يبرز إلا كاملا ، لعدم احتياجه إلى علامة ، لأن إهماله علامة ، فعدم العلامة بين أهل العلامة علامة ، والمعجم إذا برز من يد الكاتب يبرز ناقصا ، ولا يكمل إلا بنفخ روحه فيه ، وهي علامته المعبر عنها بالنقطة .

    وفي كون الحروف منقسمة بين كامل وناقص إشارة ، وتلك الإشارة هي :

    أن الوجود منقسم قسمين :

    وجود حقي كمالي .

    ووجود خلقي نقصي .

    وهو - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - حقيقة الحق والخلق .

    والخلق هي الحروف العاليات في قول الإمام الأكبر لمّا قال :

    كنا حروفا عاليات لم نقل ..... متنقلات في ذرى أعلى القلل

    "" الأشعار منسوبة إلى الشيخ الأكبر ابن العربي ولها شروح وباقيها :

    أنا أنت فيه ونحن أنت وأنت هو ...... والكل في هو هو فسل عمن وصل .المحقق"".



    والحروف العاليات هي الأعيان ، والأعيان هي ذوات الأناسي ، وذوات الأناسي هي حقائقهم ، وحقائقهم فرع حقيقة الرسول ، فمن حيث الأعيان المعلومة للعلم [ للعالم ] كان للخلق مرتبة الكمال بحقها لا بها ، ومن حيث مراتبهم جعل لهم النقص بأنفسهم لا بربهم ، وهو - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - جامع لما انفرد به الحق ولما انفرد به الخلق ، فهو برزخ البرازخ .



    فلذا قال - قدس سره - : وأستمد من غيب غيب الجمع ، أي اطلب ميراثا محمديا من حيث باطنه - عليه الصلاة والسلام - ، لأن العلم الذي أنا بصدد إبرازه في هذا الكتاب هو من العلوم الباطنة ، فيكون استمدادها باطنا في ظهر شهادة ، لأنه لا يبرز من ذلك الغيب شيء إلا كان شهاديا ، لكنه بالنسبة إلى غيره باق في بطونه ، وسيأتي ذكر النقطة في بابها إن شاء الله تعالى ، والله أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمآب .



    محمد صلى الله عليه وسلم سيد العرب والعجم

    ثم قال رضي الله عنه : محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - سيد العرب - أي المعروفة من صفاته - والعجم .

    يعني أستمد من الجناب الأعظم ، غيب غيب الجمع الأبهم ، نقطة عين الحرف المعجم ، - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - سيد العرب ، وهم الذين أعربوا عن حقائق التوحيد ، أي أبانوا معالم الهدى عن مسالك الردى ، وهؤلاء هم المسحوقون الممحوقون ، فبالسحق حصل لهم الفناء ، وبالمحق حصل لهم الفناء عن الفناء ، فالفناء عن العبد بربه ، وفناء الفناء عن ربه ، ليشهد سرّ ربه ،

    وذلك هو سرّ الربوبية المعبّر عنه بقول سهل بن عبد الله - قدس سره - : “ إن للربوبية سرا لو ظهر لبطلت الربوبية “ .

    ومعنى هذا الكلام : أنك إذا قلت رب فالرب يقتضي مربوبا ، والمربوب عرف ربه معرفة مجازية ، لأن الرب باطنه ، ولم يشهد ما في باطنه بل هو مع ما ظهر منه ، فاحتجب ربه عنه به ،

    واحتجب هو عن ربه بمربوبيته القائمة بربها ،

    فإذا حصل له الفناء ثم الفناء عن الفناء بقي بربه ، فصار حقا بعد أن كان خلقا ، يعني صار مشهده حقيا بعد أن كان مشهده خلقيا ، لا أن الرب صار عبدا والعبد صار ربا ، حاشا وكلا .

    وإلى هذا المعنى أشار الشيخ الأكبر - قدس سره - في بعض أبياته حيث يقول :

    الرب حق والعبد حق ..... يا ليت شعري من المكلف

    إن قلت عبد فذاك ميت ..... أو قلت رب أنى يكلف .



    قوله : “ الرب حق “ أي لا شك في حقية الرب ، “ والعبد حق “ لرب هو حق ، فتمنى منك أن تشعره أي تخبره “ من المكلف “ منهما ؟

    فقل له : المكلف منهما هو العبد الذي هو حق لرب هو حق .

    ثم أراد أن يختبرك فشبه عليك بقوله : “ إن قلت عبد فذاك - العبد - ميت “ فكيف يكلّف بعبادة الرب ؟ ، “

    أو قلت رب “ فحاشا الرب أن يكلف ؟ ،

    فقل له : قيام العبد بربه هو عبادته ، لأن العبادة هنا بمعنى المعرفة على حدوَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"

    يعني ليعرفون ، وموت العبد هنا بمعنى جهله ، والجاهل في حيز الأموات كما قال تعالى :أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ- بالعلم -وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً- وهو العقل -يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ” .

    يعني يعقل به العلميات التي خلقت لأجله .

    فحصل من كلامه أن مراده - والله اعلم بمراده - أن المكلف بمعرفة الرب عبد ، وذلك العبد جاهل عن معرفة الرب بنفسه ، لا أنه جاهل بمعرفة الرب يعني بتعريف الرب له - وهو العلم الذي أوجده الرب للعبد بأن يعرفه به - فأحياه من موت جهله بحياة علمه ، فكلفه بعبادته فقبل التكليف ، فإذن المكلف عبد لا رب .

    وإلى مقامات الفناء الثلاثة أشار القائل بقوله :يا ربة العود خذي في الغناء * وحركي من صوته ما ونا

    فإن مسود قميص الدجى .... لوّنه الصبح بما لوّنا

    قد تاب أقوام كثير وما .... تاب من التوبة إلا أنا

    وهو كقول الآخر :

    تاب من الذنب أناس وما .... تاب من التوبة إلا أنا

    وآية من هذا مقامه من كتاب الله عز وجل قوله تعالى :وَتُوبُوا اى جميعا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

    ومن جملة المؤمنين التائبون ، وقد أمرهم بأن يتوبوا ، فتوبتهم إذا عن التوبة ، وهي الفناء عن الفناء ، فلما فنوا عن الفناء ، وبقوا بربهم بعد الفناء لديه ، ردّوا إلى الخلق ليهدوهم إليه ، فبهم رد الشوارد ، وتقريب الأباعد ، المقتدى بهم في هذا الطريق ، والمعول عليهم في علم هذا الفريق ، المكنى عنه بعلم التحقيق .

    وأما العجم فهم الذين أعجموا عن إبانة المعالم للسالك ، وبقي كل منهم في سحقه ومحقه هالك :

    فمنهم من حيرّهم الجمال .

    ومنهم من ألجمه الجلال .

    ومنهم من غرقت سفينته في بحر الكمال .

    فهم الذين لم يؤذن لهم فيما أذن لإخوانهم ، ولم يرجعوا إلى ترجمانهم ، فهم الغائبون عن أنفسهم ، والمباينون لأبناء جنسهم ، قد ستروا بخمار الأحدية عن الحقائق الخلقية .

    فخصّ - رضي الله عنه - سيادة الرسول - عليه الصلاة والسلام - عليهم دون غيرهم ، لأفضليتهم على من سواهم ، وتقدمهم على من عداهم ، فالبقية إليهم يستندون ، ومن مددهم يستمدون ، فسيادته عليهم إذا من باب أولى ، وهو أجدر بذاك وأحرى ، سنذكر في الكل - إن شاء الله - حيث ينتهوا إلى الفناء وفناء الفناء - المعبر عنهما بالسحق والمحق - وبقائهم بحقهم بعد فنا خلقهم ، ونذكر تنزلهم بعد عروجهم من غيب الأحدية إلى آخر التنزلات عند قوله - رضي الله عنه - : فأشهدني الحق سبحانه وتعالى اتصاف نبيه محمد - صلى الله عليه و [ آله ] وسلم - بالسبعة الأوصاف النفسية حسب الاستطاعة ، فإن هذا البحر لا ساحل له ،

    والله أسأله الإعانة ، وإليه لا منه الإستكانة ، وهو حسبي ونعم الرب ربي .




      الوقت/التاريخ الآن هو 22/11/2024, 19:14