..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4 Empty كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 4

    مُساهمة من طرف Admin 15/11/2021, 15:03

    الشيخ الأكبر محيي الدين محمد بن علي ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
    الجزء الرابع
    محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1
    “ 58 “

    أمية ، وغلب على كل ناحية من الأندلس أميرها ، وصار بعضها لرجل من بني الحسن رضي اللّه عنه يلقب بالمأمون .خلافة أبي العباس السفاح
    واسمه عبد اللّه بن محمد بن علي بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب . وأمه ريطة بنت عبيد اللّه بن عبد المدان الحارثي .
    بويع بالكوفة يوم الخميس بيعة الخاصة ، ومن غد يوم الجمعة بيعة العامة ، لثلاث ليال خلت من ربيع الأول سنة اثنين وثلاثين ومائة . نقش خاتمه : اللّه ثقة عبد اللّه وبه يؤمن .
    حاجبه مولاه أبو غسان ، وزيره وكاتبه أبو الجهم ، صاحب شرطته عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي ، أصحاب مشورته أخوه أبو جعفر المنصور ، وأبو مسلم ، وقحطبة بن شبيب ، والحسن وحميد ابنا قحطبة ، على الحرب .
    مات بالجدري بالأنبار من مدينته التي بناها وسمّاها الهاشمية ، وكانت وفاته يوم الأحد لثلاث عشر خلت من ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة ، وقد بلغ ثلاثا وثلاثين سنة .
    وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر . عهد إلى أخيه أبي جعفر المنصور . وكان قاضيه ابن أبي ليلى .خلافة أبي جعفر المنصور
    واسمه عبد اللّه بن محمد بن عليّ بن عبد اللّه بن العباس بن عبد المطلب . وأمه سلامة بنت بشير البربرية . قدم من مكة إلى بغداد ، وقد أخذت له البيعة . نقش خاتمه : اتق اللّه فإنك ترد فتعلم .
    حاجبه عيسى بن نجيح ، وزيره سليمان بن مخلد الأهوازي . مات ببئر ميمون خارج مكة محرما من وجع البطن ، ودفن على باب الشغب بالحجون ، وقد بلغ أربعا وستين سنة ، وكنت خلافته اثنين وعشرين سنة إلا سبعة أيام .
    وكانت بيعته سنة ست وثلاثين ومائة ، ومات سنة ثمان وخمسين ومائة . وعهد إلى ابنه المهدي في السادس من ذي الحجة . وكانت ولايته في ذي الحجة .



    “ 59 “

    خلافة المهدي محمد بن جعفر المنصور
    وأمه أم موسى بنت منصور بن يزيد الحميريّ . بويع بعهد من أبيه له سنة ثمان وخمسين ومائة .
    ومات سنة تسع وستين ومائة من المحرّم ، وصلى عليه ولده الرشيد . وقد بلغ ثلاثا وأربعين سنة ، فكانت ولايته عشر سنين وشهرا ونصفا .
    نقش خاتمه : حسبي اللّه ، حاجبه الربيع بن يونس ، قاضيه عبد اللّه بن علاقة وعاقبة بن يزيد ، كاتبه أبو الجهم والفضل بن الربيع وسلامة الأبرش .خلافة أبي موسى الهادي بن محمد المهدي
    وأمه الخيزران مولدة جرش ، وهي بنت عطاء مولى أبيه ، وهي أم الخلفاء . بويع بعهد من أبيه سنة تسع وستين ومائة ، ومات سنة سبعين ومائة .
    وقد بلغ خمسة وعشرين سنة ونصف ، وصلى عليه أخوه هارون ، فكانت خلافته سنة وشهرا وثلاثة وعشرين يوما .
    نقش خاتمه : موسى يؤمن باللّه . قاضيه بالجانب الغربي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم ، وبالجانب الشرقي سعيد بن عبد الرحمن الجمحي .
    حاجبه الفضل بن الربيع ، كاتبه ووزيره إبراهيم بن المهدي والربيع بن يونس ثم عمر بن الربيع .خلافة أبي جعفر هارون الرشيد بن محمد المهدي
    وأمه الخيزران . نقش خاتمه : العظمة والقدرة للّه عز وجل . وزيره جعفر بن يحيى بن برمك ، حاجبه قيس بن ميمون ، ثم حاجبه محمد بن خالد بن برمك .
    بلغ عمره أربعا وأربعين سنة وخمسة أشهر ، وولي سنة سبعين ومائة ، وذلك ليلة الجمعة لأربع عشرة خلت من ربيع الأول . وفي هذه الليلة ولد المأمون ، وكان خليفة .
    وتوفي موسى الهادي ومات سنة ثلاث وتسعين ومائة ، ليلة السبت لثلاث خلون من جمادى الآخرة ، وصلى عليه ابن صالح .
    وكانت خلافته بعد أخيه ثلاثا وعشرين سنة وشهرا وثمانية أيام .



    “ 60 “

    قضاته : نوح بن دراج ، وحفص بن غياث ، والحسين بن الحسن العوفي ، وعون بن عبد اللّه المسعودي ، ومحمد بن سماعة ، وشريك بن عبد اللّه ، وعلي بن حرملة .خلافة أبي عبد اللّه محمد الأمين بن هارون الرشيد
    وأمه زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور . نقش خاتمه : لكل عمل ثواب .
    حاجبه الفضل بن الربيع ، وزيره إبراهيم بن المهدي .
    قتله طاهر بن الحسين في قصة طويلة ببغداد ، ودفن بها في سنة ثمان وتسعين ومائة ، وقد بلغ سبعا وعشرين سنة .
    وكانت بيعته سنة ثلاث وتسعين ومائة ، فكانت خلافته أربع سنين وسبعة أشهر وثلاثة وعشرين يوما . قاضيه إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، وأبو البحتري وهب بن وهب ، ومحمد بن سماعة .
    ولم يكن في الخلفاء من أمّه هاشمية سوى علي بن أبي طالب والحسن والحسين والأمين هذا .خلافة أبي العباس عبد اللّه المأمون بن هارون الرشيد
    وأمه من أهل البادية . نقش خاتمه : الموت حق . كاتبه أحمد بن أبي خالد الأحول وأحمد بن يوسف ، وزيره الحسن بن سهل والفضل بن سهل ذو الرئاستين ، حاجبه مولاه رشيد .
    مات بطرطوس سنة ثمان عشرة ومائتين ، وبويع سنة ثمان وتسعين ومائة . بلغ عمره ثمانية وأربعين سنة .
    كانت خلافته عشرين سنة وخمسة أشهر وأحد وعشرين يوما . قاضيه محمد بن عمر الواقدي ، ثم محمد بن عبد الرحمن المخزومي ، ثم بشر بن الوليد ، ثم يحيى بن أكثم .خلافة أبي إسحاق محمد المعتصم بن هارون الرشيد
    أمه مارية بنت شبيب . نقش خاتمه : سل اللّه يعطيك ، وقيل : اللّه ثقة أبي إسحاق بن الرشيد وبه يؤمن .



    “ 61 “

    حاجبه مولاه وصيف التركي ، وزيره الفضل بن مروان ، وأحمد بن عمارة ، ومحمد بن عبد الملك الزيات .
    بويع سنة ثمان وعشرة ومائتين بسرّ من رأى . مات بقصره الخاقاني ، ودفن بها سنة سبع وعشرين ومائتين ، وقد بلغ ثمانية وأربعين سنة . وكانت خلافته ثمان سنين وثمانية أشهر ويومين .
    قاضيه شعيب بن سهل بن محمد بن سماعة ، وعبد اللّه بن غالب ، وأحمد بن داود الأباري ، وقاضي القضاة جعفر بن عيسى من ولد الحسن البصري .خلافة أبي جعفر هارون الواثق بن محمد المعتصم
    أمه مولدة ، يقال لها : قراطيس . نقش خاتمه : لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه . حاجبه إيتاخ التركي ثم وصيف ، مولاه أحمد بن عمارة . قاضيه أحمد بن داود ، وزيره محمد بن عبد الملك الزيات .
    بويع يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين ، وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر وستة أيام بسرّ من رأى ، وقد بلغ عمره ستا وثلاثين سنة .
    وكان موته سنة ثلاث وثلاثين ومائتين لست بقين من ذي الحجة سنة اثنين وثلاثين .خلافة أبي الفضل جعفر المتوكل بن محمد المعتصم
    وأمه خوارزمية ، يقال لها : شجاع . نقش خاتمه : المتوكل على اللّه . وزيره عبيد اللّه بن يحيى بن خاقان ومحمد بن عبد الملك الزيات ومحمد بن الفضل الجرجاني ، قاضيه يحيى بن أكثم وجعفر بن محمد البرجي وجعفر بن عبد اللّه بن جعفر بن سليمان العباسي ، حاجبه زرافة ووصيف وغيرهما . قتل بسرّ من رأى ودفن بها ، وقد بلغ ثلاثا وأربعين سنة . كانت خلافته أربع عشرة سنة وتسعة أشهر وتسعة أيام . بويع لست بقين من ذي الحجة سنة اثنين وثلاثين ومائتين .
    وقتل ليلة الأربعاء لثلاث خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين .خلافة أبي جعفر محمد المنتصر بن جعفر المتوكل
    وأمه رومية ، يقال لها : حبشية . نقش خاتمه : محمد بن جعفر . مات بسرّ من رأى



    “ 62 “

    بوجع ذات الجنب ، وقد بلغ عمره أربعا وعشرين سنة وإحدى عشر شهرا وخمسة أيام . كانت خلافته ستة أشهر ويومين . بويع يوم الأربعاء لست خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين ، وتوفي ليلة السبت لعشر خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين ، وصلى عليه المستعين . وقيل : نقش خاتمه : يؤتى الحذر من مأمنه .
    وقيل : أنا من آل محمد ، اللّه وليّي ومحمد . حاجبه وصيف ومرزبان وغيرهما ، قاضيه جعفر الهاشمي .خلافة أبي العباس المستعين أحمد بن المعتصم
    وأمه سقلابية ، يقال لها : محارفة . نقش خاتمه : أحمد بن محمد . حاجبه قامس ، كاتبه أحمد بن الخصيب ، بلغ عمره سبعا وأربعين سنة . كانت خلافته ثلاث سنين وتسعة أيام . بويع له يوم الاثنين لأربع خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومائتين . خلع نفسه لأربع خلون من المحرم سنة اثنين وخمسين ومائتين . وفي هذه السنة قتل قاضيه أحمد بن أبي الشوارب ، وقيل : محمد بن وزير الواسطي .خلافة أبي عبد اللّه المعتز الزبير بن جعفر المتوكل
    أمه فتيحة . نقش خاتمه : الزبير بن جعفر . حاجبه صالح بن وصيف ، وزيره أحمد بن إسرائيل ، قتله حاجبه صالح بسرّ من رأى وطرحه في دجلة ، وقد بلغ سبعا وأربعين سنة . خلافته أربع سنين وستة أشهر ونصف . بويع له ببغداد سنة اثنين وخمسين ومائتين . قال بعضهم : ثم خلع نفسه مكرها لثلاث بقين من رجب سنة خمس ومائتين ، واختلف في كيفية موته . قاضيه الحسن بن أبي الشوارب .خلافة أبي جعفر المهتدي بن هارون الواثق
    أمه أم ولد ، يقال لها : قرب . نقش خاتمه : المهتدي باللّه يثق . حاجبه صالح بن داود . قتله خير بك التركي وشرب دمه ، ودفن بسرّ من رأى وقد بلغ اثنين وأربعين سنة .
    وكانت خلافته سنة واحدة إلا ثلاثة عشر يوما . بويع لثلاث بقين من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين . وحبس في رجب سنة خمس ، وقيل : سنة ست وخمسين .



    “ 63 “

    وأمه رومية ، يقال لها : فينان . وكان القائم بأمر المملكة أخوه أبو أحمد طلحة الموفق . ووزيره إسماعيل بن بلال ، حاجبه خفيف السمرقندي . سقي شربة فمات ، ودفن ببغداد ، وقد بلغ اثنين وخمسين سنة . كانت خلافته ثلاثا وعشرين سنة ويومين . بويع لأربع عشرة ليلة خلت من رجب سنة ست وخمسين ومائتين ، وتوفي ببغداد ليلة الاثنين لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة تسع وتسعين ومائتين . قاضيه الحسن بن أبي الشوارب ، ثم أخوه علي بن محمد .

    خلافة أبي العباس أحمد المعتضد بن طلحة الموفق بن جعفر المتوكل
    وأمه رومية ، يقال لها : ضرار ، ثم سمّاها الموفق : الخفير . وزيره عبيد اللّه بن سليمان ، حاجبه صالح الأمين . نقش خاتمه : توكل تكف . صاحب شرطته مؤنس الفحل .
    بلغ عمره إحدى وأربعين سنة . كانت خلافته تسع سنين وسبعة أشهر وثلاثة أيام . ولّي سنة ثمانين ومائتين ، ومات سنة تسع وثمانين ومائتين .

    خلافة أبي محمد علي المقتفي بن أحمد المعتضد
    وأمه رومية ، يقال لها : نشيج . كان أمير الرقة . أخذ له البيعة ببغداد القاسم بن عبد اللّه ، وكتب إليه بذلك ، فانحدر من الرقة . نقش خاتمه : علي بن المعتضد . حاجبه مولاه سوسن ، وزيره القاسم بن عبد اللّه ، قاضيه أبو حازم ، ثم يوسف ، ثم يعقوب ، ثم أبو عمر ، ثم علي بن أبي الشوارب . وقد بلغ عمره ثلاثا وستين سنة وعشرين يوما . كانت بيعته لسبع بقين من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين ، ومات سنة خمس وتسعين ومائتين لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة . كانت خلافته ست سنين وستة أشهر وعشرين يوما .

    خلافة أبي الفضل جعفر المقتدر بن أحمد المعتضد
    وأمه رومية ، يقال لها : شعب . نقش خاتمه : جعفر يثق باللّه . وزيره العباس بن الحسن ، واستوزر جماعة منهم الفضل بن جعفر بن المهدي بن الفرات المعروف بابن الخيزرانة ، حاجبه نصر القسوري . قتله يونس الخادم مولاه خارج بغداد ، ودفن ببغداد ،



    “ 64 “

    وقد بلغ عمره سبعا وثلاثين سنة إلا سبعة أيام ، وكانت خلافته خمسا وعشرين سنة إلا سبعة عشر يوما . كانت بيعته في ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين ، وقتل في شوال سنة عشرين وثلاثمائة . عمره يوم بويع له ثلاثة عشر سنة . قضاته جماعة منهم : يوسف بن يعقوب ، وابنه عمر محمد بن يوسف ، وعبد اللّه بن أبي الشوارب وغيرهم .

    خلافة أبي منصور محمد القاهر بن أحمد المعتضد
    أمه مولدة ، يقال لها : فنون . وزيره أحمد بن عبيد اللّه الحصيني . حاجبه مولاه .
    نقش خاتمه : يا أملي اختم بخير عملي . قبض عليه ، وكحل حتى عمي ، وخلع من الخلافة ، وقد بلغ عمره خمسا وثلاثين سنة . وكانت خلافته سنة ونصف وثمانية أيام . بويع له يوم الخميس لليلتين بقيتا من شوال سنة عشرين وثلاثمائة . قاضيه عمر بن محمد بن يوسف . وكان من وزرائه أبو علي بن مقلة .

    خلافة أبي العباس محمد الراضي بن جعفر المقتدر
    أمه رومية ، يقال لها : ظلوم . نقش خاتمه : منّ بالرضا . وزيره أبو علي محمد بن علي بن مقلة وجماعة غيره .
    حاجبه مولاه ذكي الرومي ، صاحب شرطته لؤلؤ . مات ودفن ببغداد ، وقد بلغ عمره ثلاثا وثلاثين سنة وعشرة أشهر وتسعة أيام . بويع له يوم الأربعاء لست خلون من جمادى الأولى سنة اثنين وعشرين وثلاثمائة ، وتوفي ليلة السبت لستة عشر ليلة خلت من ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة . قاضيه عمر بن محمد بن يوسف ، وأبوه يوسف بن عمر . وفي أيام الراضي مات مجاهدا في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ، ومولده سنة خمس وأربعين ومائتين ، رحمه اللّه .

    خلافة أبي إسحاق إبراهيم المتقي بن جعفر المقتدر
    أمه رومية ، يقال لها : حلوب . بويع بعد أخيه الراضي بسبعة أيام . نقش خاتمه :
    كفى باللّه معينا . وزيره محمد بن أحمد بن ميمون ، والقائم بأمره سعيد بن شكلي ، حاجبه سلامة أخو نجح . قبض عليه بودون التركي ، وكحل عينيه حتى عميا ، وخلعه من الخلافة ، وقد بلغ أربعا وثلاثين سنة ، وكانت خلافته ثلاث سنين وأحد عشر يوما أو يومين . وكان



    “ 65 “

    بويع يوم الأربعاء لعشر بقين من ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، وخلع يوم السبت لعشر بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وتوفي في خلافة المطيع في شعبان سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ، وعمره إذ ذاك ستون سنة . قاضيه أبو نصر يوسف بن عمر وغيره .

    خلافة أبي القاسم عبد اللّه المستكفي بن علي المكتفي
    أمه رومية ، يقال لها : غصن . وزيره أبو الفرج محمد بن علي السامري ، حاجبه أحمد بن خاقان . نقش خاتمه : عبد اللّه بن المكتفي . قبض عليه ، وكحل حتى عمي ، وخلع من الخلافة ، وقد بلغ ستا وأربعين سنة ، وكانت خلافته سنة واحدة وأربعة أشهر وأربعة عشر يوما . بويع له لعشر بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، ومات في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة .

    خلافة أبي القاسم الفضل المطيع للّه بن جعفر المقتدر
    بويع يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الآخر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة . وأمه سقلابية ، يقال لها : مشقلة . نقش خاتمه : باللّه المطيع للّه . وزيره محمد بن يحيى بن شيراز ، أخو القائم بأمر مملكته أبو الحسين أحمد بن بويه الديلمي معز الدولة الأقطع ، ثم وزر له المهلّبي . حاجبه عبد الواحد بن عمرو الشرابي . ولّي تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر وأحد عشر يوما ، ثم فلج ، فخلع نفسه غير مستكره ، وولّى ابنه المطيع للّه ، ومات لثمان بقين من المحرم سنة أربع وستين وثلاثمائة ، وله ثلاث وستون سنة . قاضيه محمد بن أبي الشوارب وغيره .

    خلافة المطيع للّه واسمه عبد الكريم ويكنى أبا بكر
    بايعه أبوه المطيع بعد أن خلع نفسه غير مستكره يوم الأربعاء ، ثالث عشر من ذي القعدة ، سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ، وقبض عليه بهاء الدولة أبو نصر بن عضد الدولة يوم السبت لاثني عشر ليلة خلت من شعبان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، وخلع نفسه بعد أن بويع للقادر . وكانت خلافته تسعة عشر سنة وتسعة عشر شهرا وتسعة أيام . ومات يوم الثلاثاء سلخ رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ، ودفن بالرصافة .



    “ 66 “

    خلافة القادر باللّه أحمد بن إسحاق بن جعفر المقتدر ويكنّى أبا العباس
    وهو ابن عم المطيع ، بويع له يوم السبت لاثني عشرة ليلة خلت من رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة ، ومات في الحادي عشر من ذي الحجة ، سنة اثنين وعشرين وأربعمائة ، وله ستة وثمانون سنة .
    وكانت خلافته إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر .

    خلافة القائم بأمر اللّه
    وهو ابن القادر ، واسمه عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق بن جعفر المقتدر . أمه بدر الدّجى . ولد عبد اللّه القائم هذا يوم الخميس ، ثامن عشر ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة .
    بويع له بالخلافة في ذي الحجة سنة اثنين وعشرين وأربعمائة ، وكان سنّه يومئذ إحدى وثلاثون سنة ، وكان والده قد عهد له في حياته .
    وتوفي القائم يوم الخميس ثاني عشر ، وقيل : ثالث عشر من شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة . وكانت خلافته أربعا وأربعين سنة وثمانية أشهر .

    خلافة المقتدي بن القائم باللّه
    واسمه المقتدي بأمر اللّه عبد اللّه بن محمد القائم بأمر اللّه ، ويكنى أبا القاسم . بويع له بالخلافة يوم الخميس ثالث عشر شعبان من سنة سبع وستين وأربعمائة ، وله يومئذ تسع سنين ، وكان والده أبو العباس بن القائم عهد إليه . توفي المقتدي ببغداد في المحرم سنة سبع وثمانين وأربعمائة ليلة السبت ، فكانت خلافته عشرين سنة وأربعة أشهر وثمانية عشر يوما .

    خلافة المستظهر بن المقتدي ، واسم المستظهر أحمد بن عبد اللّه
    ويكنى أبا العباس . بويع له بالخلافة يوم الثلاثاء من المحرم سنة سبع وثمانين وأربعمائة بين الظهر والعصر ، وصلى بالناس الظهر ، ثم صلى عليه ابنه المقتدي . وكان سن المستظهر يوم بويع له ودفن أبوه ست عشر سنة وشهرين وتسعة عشر يوما ، لأن مولده كان يوم السبت لعشرين من شوال سنة سبعين وأربعمائة .



    “ 67 “

    خلافة المسترشد باللّه واسمه الفضل بن أحمد ويكنى أبا المنصور
    بويع له بالخلافة يوم الخميس رابع عشر من ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، وكان له سبع وعشرون سنة ، لأن مولده كان ليلة الأربعاء رابع ربيع الأول سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، ثم ولي بعده ابنه الراشد باللّه .

    خلافة الراشد باللّه بن المسترشد
    واسمه منصور بن الفضل بن أحمد ، ويكنى أبا العباس . بويع له في ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة . ثم ولي بعده عمه المقتفي لأمر اللّه .

    خلافة المقتفي لأمر اللّه
    واسمه محمد ، ويكنى أبا عبد اللّه ، وهم عم الراشد . بويع له بالخلافة يوم الأربعاء الثامن عشر من ذي القعدة سنة ثلاثين وخمسمائة .

    خلافة المستنجد باللّه بن المقتفي
    واسمه يوسف ، ويكنى أبا المظفر . بويع له يوم الاثنين ثالث ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمسمائة . حدثنا عبد الرحمن بن علي كتابة قال : حدثني أبو المظفر الوزير قال : حدثني أمير المؤمنين المستغني باللّه قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المنام منذ خمس عشر سنة ، فقال لي : « يبقى أبوك في الخلافة خمس عشر سنة » . فكان كما قال . قلت : وفي زمان هذا الخليفة ولدت أنا بمرسية ، في دولة السلطان أبي عبد اللّه محمد بن سعد بن مرديس بالأندلس ، فكنت أسمع الخطيب يوم الجمعة يخطب بالمسجد باسم المستنجد باللّه .
    ثم ولي بعده ولده المستغني باللّه .

    خلافة المستغني باللّه
    واسمه الحسن بن يوسف بن محمد . بويع له البيعة العامة في يوم الأحد تاسع ربيع الأول سنة ستة وستين وخمسمائة ، وخطب له السلطان بمرسية بالأندلس .



    “ 68 “

    خلافة سيدنا ومولانا الناصر لدين اللّه
    أمير المؤمنين أبي العباس أحمد ابن الإمام الحسن ابن الإمام يوسف ابن الإمام محمد . بويع له في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمسمائة .
    ونحن اليوم في شوال سنة إحدى عشر وستمائة ، أبقى اللّه عمر سيدنا ومولانا أمير المؤمنين ، وكان قد عقد لولده أبي نصر محمد ، ثم إنه استقال منه ، فأقاله أمير المؤمنين وأشهد على نفسه بالخلع من ولاية العهد لعجزه عنها ، ونزع اسمه من الخطبة وذلك سنة إحدى وستمائة . أخبرني بذلك الثقات وأنا بالموصل ، ولم يبق له اسم في الخطبة بعد الخلع في جميع البلاد إلا بلاد يونان ، فإنه بقي ذكره بعد الخلع قريبا من سنة ، لأنه أبى السلطان كيخسرو بن قليج أرسلان بن مسعود أن يزيل اسمه بالاستفاضة من غير أمر من الديوان ، فلما أتى الأمر إليه أزال ذكره . يبقي اللّه عمر سيدنا أمير المؤمنين ويؤيده ويرشده لمصالح نفسه ومصالح المؤمنين ورعيته ، آمنين بعزّته . وتوفي آخر شهر رمضان سنة اثنين وعشرين وستمائة ، وولى ابنه محمد الظاهر في أمر اللّه الذي كان قد خلع نفسه ، وتوفي في رجب سنة ثلاث وعشرين وستمائة ، وكانت خلافته تسعة أشهر ، وولى بعده ابنه المستنصر أبو جعفر المنصور ، ويعرف بالقاضي ، أدام اللّه بقاه ، وهو الخليفة الآن حين تقييدي هذا .
    روينا عن الحميدي ، عن محمد بن سلامة القضاعي ، عن منصور بن النعمان ، عن أبي مسلم الكاتب ، عن محمد بن الحسين ، عن ابن دريد ، عن الحسن بن الخضر ، عن رجل من أهل بغداد ، عن المذكر أبي هشام ، قال : أردت البصرة فجئت إلى سفينة أكتريها وفيها رجل ومعه جارية . فقال الرجل : ليس هنا موضع . فسألته الجارية أن يحملني ، فحملني . فلما سرنا دعا الرجل بالغداء ، ثم قال : انزلوا ذلك الفقير ليتغدى . فأنزلت على أنني مسكين ، فلما تغدينا قال : يا جارية ، هاتي شرابك ، فشرب وأمرها أن تسقيني ، فقلت : رحمك اللّه ، إن للضيف حقا ، فتركني . فلما دبّ فيه النبيذ ، قال : يا جارية ، هاتي العود ، وهاتي ما عندك .
    فأخذت العود ثم غنّت تقول :
    وكنا كغصني بانة ليس واحد * يزول من الخلّان عن رأي واحد
    تبدّل بي خلا فخاللت غيره * وخالفته لما أراد تباعدي
    فلو أن كفّي لم تردني أبيتها * ولم يصطحبها بعد ذلك ساعدي
    ألا قبّح الرحمن كل مماذق * يكون أخا في الخفض لا في الشدائد
    ثم التفت إلي وقال : أتحسن مثل هذا ؟
    فقلت : أحسن خيرا منه ،
    فقرأت : إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ ، فجعل يبكي ، فلما انتهيت إلى



    “ 69 “

    قوله تعالى : وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ، قال : يا جارية ، اذهبي فأنت حرة لوجه اللّه تعالى ، وألقى ما معه من الشراب في الماء ، وكسر العود ، ثم دنا إلي واعتنقني ، وقال : أترى اللّه يقبل توبتي ؟ فقلت : إن اللّه يحب التوابين ويحب المتطهرين ، قال : فآخيته بعد ذلك أربعين سنة حتى مات قبلي ، فرأيته في المنام فقلت : إلام صرت بعدي ؟ فقال : إلى الجنة ، فقلت : يا أخي ، بم صرت إلى الجنة ؟ قال : بقراءتك عليّ : وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ .
    وذكر صاحب كتاب « أخبار الزمان » أن أبا بكر رضي اللّه عنه ، لما توفي غسّلته زوجته أسماء بنت عميس ، وصلى عليه عمر رضي اللّه عنهما ، وحمل على سرير رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وهو سرير عائشة رضي اللّه عنها ، وكان من خشبتين ساجا منسوجا بالليف ، وبيع في ميراث عائشة رضي اللّه عنها بأربعة آلاف درهم ، فاشتراه مولى لمعاوية وجعله للمسلمين ، ويقال :
    إنه بالمدينة . ودفن أبو بكر رضي اللّه عنه في حجرة عائشة ، ورأسه قبالة كتفي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وفي خلافته فتحت بصرى صلحا ، وهي أول مدينة فتحت بالشام . ومات أبو قحافة بعد موت ابنه أبي بكر بسنة ، وقيل : سبعة أشهر ، وذلك في سنة أربع عشرة سنة ، ولم يولّ الخلافة من أبيه حيّ غير أبي بكر ومن ذكرنا من خلفاء بني العباس ممن خلع نفسه لعذر وولى ابنه كالمطيع للّه .
    ومن أولاد أبي بكر الصدّيق : عبد اللّه وأسماء لأم واحدة ، وهي من بني عامر ابن لؤي . ومن أولاده أيضا : عبد الرحمن وعائشة لأم واحدة ، وهي أم رومان . ومن أولاده أيضا : محمد وأميمة من أسماء بنت عميس .
    ذكر أهل التاريخ أن شريحا القاضي أقام خمسا وسبعين سنة في القضاء إلى أيام الحجاج ، تعطل منها ثلاث سنين ، امتنع من الحكم زمن فتنته .
    ولما ولّي الحجاج الكوفة استعفاه فأعفاه . ومات سنة سبع وثمانين وله مائة سنة ، وقيل : مائة وعشرون سنة ، وقيل : مات سنة تسع وسبعين . ومات في خلافة عثمان العباس بن عبد المطلب في سنة اثنين وثلاثين وله ثمانون سنة . ويقال : إنه لم ير بنو أب أبعد قبورا من بنيه : عبد اللّه بن عباس بالطائف ، والفضل بالشام ، وعبيد اللّه بالمدينة ، وقثم بسمرقند ، وسعد بإفريقية . ومات عبد الرحمن بن عوف في سنة واحدة مع العباس ، وكان سنّ عبد الرحمن خمسا وخمسين سنة ، وأوصى من ماله لكل رجل بقي من أهل بدر بأربعمائة دينار ، فكانوا يومئذ مائة رجل ، فقسمت تركته على ستة عشر سهما ، فكان كل سهم ثمانين ألف دينار .
    وكان لعلي بن أبي طالب رضي اللّه عنه أربعة عشر ولدا ذكورا وثمانية إناث ، أعقب



    “ 70 “

    من أولاده : الحسن ، والحسين ، ومحمد ابن الحنفية ، وعمر ، والعباس .
    وكان لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه من الأولاد : عبد اللّه ، وحفصة ، وعبيد اللّه ، وعاصم ، وفاطمة ، وزيد ، وأبو شحمة واسمه عبد الرحمن وهو الذي حدّ في الشراب فمات .
    والذي حفظت من أولاد عثمان بن عفان رضي اللّه عنه : عبد اللّه الأكبر وعبد اللّه الأصغر من رقية ، وعمر ، وأبان ، وخالد ، وعمر ، وسعيد ، ومغيرة ، وأم سعيد ، وأم أبان ، وعائشة ، وأم عمر ، وغيرهم .
    والمحفوظ لي من أولاد الحسين رضي اللّه عنه : زيد ، والحسن ، وعلي زين العابدين ، وعمر ، والحسين الأشرم ، والقاسم ، وأبو بكر ، وطلحة ، وعبد اللّه ، وعبد الرحمن ، وغيرهم . وأولاد معاوية بن أبي سفيان : عبد الرحمن ، يزيد ، عبد اللّه ، هند ، رملة ، صفية ، عائشة .
    وأولاد يزيد بن معاوية : معاوية ، عبد اللّه الأكبر ، عبد الرحمن الأصغر ، عمير ، عبد الرحمن ، عتبة الأعور ، يزيد ، محمد ، أبو بكر ، حرب ، عبد اللّه أصغر الأصاغر ، وغيرهم . ولم يكن لمعاوية بن يزيد عقب .
    وأولاد عبد اللّه بن الزبير رضي اللّه عنهم : حمزة ، وعبد اللّه ، وحبيب ، وثابت ، وعبّاد ، وقيس ، وموسى ، وغيرهم .
    وأولاد مروان بن الحكم : عبد الملك ، معاوية ، أم عمرو ، عبيد اللّه ، عبد اللّه ، أبان ، داود ، عبد العزيز ، عبد الرحمن ، أم عثمان عمرة ، أم عمرو ، بشر ، محمد .
    وأولاد عبد الملك بن مروان : الوليد ، سليمان ، مروان الأكبر ، يزيد ، مروان ، معاوية ، هشام ، بكار ، الحكم ، عبد اللّه ، مسلمة ، المنذر ، عتبة ، محمد ، سعيد ، الحجاج ، قبيصة .
    وأولاد الوليد بن عبد الملك : يزيد ، إبراهيم ، العباس ، عمر ، فخذ بني مروان ، وعمر ، وعبد العزيز ، وبشر ، وغيرهم .موعظة أبي بكر الصدّيق رضي اللّه عنه
    حدثني يونس بن يحيى ، عن محمد بن أبي منصور ، عن حفص بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن أبي بكر بن مالك ، عن عبد اللّه بن أحمد . حدثني أبي ، عن الوليد بن



    “ 71 “

    مسلم ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، أن أبا بكر الصدّيق رضي اللّه عنه ، كان يقول في خطبته : أين القضاة الحسنة وجوههم ، المعجبون بشأنهم ؟ أين الملوك الذين بنوا المدائن وحصّنوها بالحيطان ؟ أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب ؟ قد تضعضع بهم الدهر ، فأصبحوا في ظلمات القبور ، الوحا الوحا ، النجا النجا .

    وروينا من حديث ابن أبي الدنيا ، حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا سفيان بن عيينة ، عن جعفر بن برقان ، عن ثابت بن الحجاج ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه :
    حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، فإنه أهون عليكم من الحساب غدا ، قبل أن تحاسبوا أنفسكم اليوم ، وتزينوا للعرض الأكبر ، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية .
    وحدثنا يونس بن علي ، عن أبي الحسن بن بشر ، أنه قال : حدثنا الحسين بن صفوان ، ثنا أبو بكر القرشي ، عن أبي نصر التمار ، عن بقية بن الوليد ، عن إبراهيم بن أدهم ، عن عبد اللّه الخراساني ، قال : قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه : من اتقى اللّه لم يشف غيظه ، ومن خاف اللّه لم يفعل ما يريد ، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون .

    حدثنا يونس ، ثنا عبد الوهاب ، أن المبارك بن عبد الجبار ، قال : أخبرنا أحمد بن علي النويري ، قال : أنا عمر بن ثابت ، قال : أنا علي بن محمد بن أبي قيس ، ثنا أبو بكر القرشي ، عن عبد الرحمن بن صالح العتكي ، عن يونس بن بكير ، عن عتبة بن أبي الأزهر ، عن يحيى بن عقيل ، قال : قال علي بن أبي طالب لعمر رضي اللّه عنهما : إن أردت أن تلحق بصاحبيك فاقصر الأمل ، وكل دون الشبع ، وارقع القميص ، والبس الإزار ، واخصف النعل ، تلحق بهما .
    وروينا من حديث أبي زهير نعيم قال : ثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا أبو يزيد القراطيسي ، ثنا حجاج بن إبراهيم ، عن مروان ، عن معاوية ، عن محمد بن سوقة ،
    قال :
    أتيت نعيم بن أبي هند ، فأخرج لي صحيفة ، فإذا فيها : من أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، إلى عمر بن الخطاب : سلام عليك ، أما بعد ، فإنا عهدناك ، وشأن نفسك لك مهم ، فأصبحت وقد ولّيت أمر هذه الأمة ، أحمرها ، وأسودها ،
    يجلس يين يديك :
    الشريف ، والوضيع ، والصديق ، والعدو ، ولكلّ حصة من العدل ، فانظر كيف أنت عند ذلك يا عمر ، وإنا نحذرك يوما تصفرّ فيه الوجوه ، وتجب له القلوب ، وتنقطع فيه الحجج بحجة ملك ، قهرهم بجبروته ، والخلق داخرون له ، يرجون رحمته ، ويخافون عقابه ، وإنا كنا نحدّث أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر زمانها ، أن نكون أخوان العلانية أعداء



    “ 72 “

    السريرة ، وإنا نعوذ باللّه أن ننزل كتابنا منك سوى المنزل الذي نزل من قلوبنا ، وإنما كتبنا به نصيحة لك والسلام .
    وكتب إليهما عمر رضي اللّه عنهما : من عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ، سلام اللّه عليكما . أما بعد ، فإنكما كتبتما إليّ تذكّراني أنكما عهدتماني وأمر نفسي إلي مهم ، وإني أصبحت وقد ولّيت أمر هذه الأمة ، وذكر كلاما . ثم قال : فإنه لا حول ولا قوة عند ذلك لعمر إلا باللّه ، وذكرتما أنكما كتبتما نصيحة لي وقد صدقتما ، فلا تدعا الكتاب إلي فإنه لا غنى لي عنكما ، والسلام عليكما .
    وروينا من حديث مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : خرجت مع عمر إلى السوق فلحقته امرأة شابة ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، هلك زوجي ، وترك صبية صغارا ، واللّه ما ينضجون كراعا ، ولا لهم زرع ، ولا درع ، وخشيت عليهم الطمع ، فأنا ابنة خفاف بن أغام الغفاري ، وقد شهد أبي الحديبية مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم . فوقف معها عمر ، ولم يمض ، وقال : مرحبا بنسب قريب . ثم انصرف إلى بعير كان مربوطا إلى الدار ، فحمل عليه غرارتين ، ملأهما طعاما ، وجعل بينهما نفقة وثيابا ، ثم ناولها خطامه ، وقال : اقتاديه ، فلن يفنى هذا حتى يأتيكم اللّه بخير .
    وروينا من حديث أبي نعيم محمد بن معمر ، ثنا أبو شعيب الحرّاني ، ثنا يحيى بن عبد اللّه ، ثنا الأوزاعي ، أن عمر بن الخطاب خرج في سواد الليل ، فرآه طلحة ، فذهب عمر ، فدخل بيتا ، ثم دخل بيتا آخر ، فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت ، فإذا عجوز عمياء مقعدة ، فقال لها : ما بال هذا الرجل يأتيك ؟ قالت : إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا ، يأتيني بما يصلحني ، ويخرج عني الأذى . فقال طلحة : ثكلتك أمك يا طلحة ، لعثرات عمر تتبع ؟
    ومن مواعظ عثمان بن عفان رضي اللّه عنه
    ما روينا من حديث أبي بكر بن أبي الدنيا ، قال : كتب إليّ أبو عبد اللّه محمد بن خلف التيمي ، قال : حدثنا شعيب بن إبراهيم ، عن سيف بن عمر ، عن يزيد بن عثمان ،
    قال : آخر خطبة خطبها عثمان :
    « أيها الناس ، إن اللّه إنما أعطاكم الدنيا ، لتطلبوا بها الآخرة ، فلم يعطكموها لتركنوا إليها . إن الدنيا تفنى ، والآخرة تبقى . لا تبطرنكم الفانية ، ولا تشغلنكم عن الباقية . آثروا ما يبقى على ما يفنى ، فإن الدنيا منقطعة ، وإن المصير إلى اللّه . اتقوا اللّه ، فإن تقواه جنة من



    “ 73 “

    بأسه ، ووسيلة عنده ، واحذروا من اللّه الغيرة ، والزموا جماعتكم ، لا تصيروا أخدانا ، واذكروا نعمة اللّه عليكم ، إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم ، فأصبحتم بنعمته إخوانا “ .موعظة سهل بن عمر الحارث بن هشام وزياد بن حنظلة لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه
    حدثنا يوسف بن علي ، ثنا محمد بن الحسين ، أنا أبو الحسن بن النقود ، أنا أبو ظاهر المخلص ، انا أحمد بن عبد اللّه بن يوسف ، انا السّري بن يحيى ، انا شعيب بن إبراهيم التيمي ، أنا سيف بن عمرو ، عن زهرة ، عن أبي سلمة ، وعن عبد اللّه بن سعيد ، قالا : وعظ سهل بن عمرو عمر بن الخطاب ، فقال : يا عمر ، إنه من ابتلي بالسلطان فقد ابتلي ببلاء عظيم ، وأي بلاء يا عمر أشد من بلاء سلط فيه لسان الوالي وفعله ، فإن هو ذكر لم يذكر ، وإن هو غفل أخذ بغفلته ، فإن أذنب أسلمته ذنوبه إلى الموت الذي ليس منه فوت ، وليس منه مردّ ، ولا بعده مستعتب .موعظة الحارث بن هشام
    قال : إن حقا على كل مسلم النصيحة لك يا عمر ، والاجتهاد في أداء حقك ، ولهم عليك بمثل الذي لك عليهم ، لما أفضى اللّه عز وجل إليك من هذا الأمر العظيم الذي توليته من أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، أسودها وأحمرها .
    عليك بتقوى اللّه عز وجل في سريرتك وعلانيتك ، والاعتصام بما شرع اللّه ، واعلم أن كل راع مسؤول عن رعيته ، وكل مؤتمن مسؤول عن أمانته ، والمحسن إن أخطأ بالإحسان ممن أحسن إليه ، فاعتصم بما تعرف من أمر اللّه ، ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل اللّه .
    فأجزاهما عمر ، وقال : هداكما اللّه عز وجل ، وأعانكما ، وصحبكما ، عليكما بتقوى اللّه في أمركما كله ، فإن اللّه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون .
    قال : ووعظ زياد بن حنظلة عمر رضي اللّه عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، احذر ممن إن أكرمته أهانك ، وإن أهنته أكرمك .
    قال عمر : من هذا ؟ قال : جسدك ، إن أنت تابعت بطنك وبشرك فيما يريدان منك فضحاك وأهاناك في الدنيا والآخرة ، وإن أنت أهنتهما وعصيتهما وقويت عليهما وأتياك في الدنيا وأنجياك في الآخرة .


    “ 74 “

    موعظة عتبة بن غزوان
    وكان من أهل بدر . قال خالد بن عمير : خطب ابن غزوان ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإن الدنيا قد أذنت بصرم ، وولّت جدا ، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يقضي بها صاحبها ، وأنتم منقلبون منها إلى دار لا زوال لها ، فانتقلوا بخير ما يحضركم ، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما ، ما يدرك لها قعرا . واللّه لتملأن فتعجبتم ، واللّه لقد ذكر لنا أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين عاما ، وليأتينّ عليها كغطيط الزحام . ولقد رأيتني وأنا سابع سبعة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى فرحت أشداقنا . وإني التقطت بردة ، فشققتها بيني وبين سعد ، فاتزر بنصفها ، واتزرت بنصفها ، فما أصبح منا اليوم أحد حيا إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار . وإني أعوذ باللّه أن أكون في نفسي عظيما ، وعند اللّه صغيرا ، فإنها لم تكن قطّ نبوّة ، إلا تناسخت حتى يكون عاقبتها ملكا ، وستبلون أو ستجربون الأمراء بعدنا .
    روينا من حديث أحمد بن حنبل ، عن شهر بن أسد ، عن سليمان بن المغيرة ، ثنا حميد يعني ابن هلال ، عن خالد بن عمير . وهذا الحديث انفرد بإخراجه مسلم .
    وروينا من حديث الحميدي ، أنا أبو محمد بن علي بن أحمد بن سعيد ، أخبرنا أبو عبد اللّه بن ربيع ، حدثنا أبو علي إسماعيل بن القاسم ، عن أبي بكر بن دريد ، عن الحسن بن خضر ، عن حماد بن إسحاق الموصلي ، قال : سمعت أبي يقول : قال رجل من العجم لملك كان في دهره : أوصيك بأربع خلال ترضي بهن ربك ، وتصلح بهن رعيتك : لا يغرّنك المرتقى السهل إذا كان المنحدر وعرا ، ولا تعدنّ عدة ليس في نيتك وفاؤها ، واعلم أن للّه نقمات ، فكن على حذر ، واعلم أن للأعمال جزاء ، فاتّق العواقب .
    روينا أن بعض الملوك اتخذ كاتبا مجوسيا ، ووزيرا نصرانيا ، وحاجبا يهوديا ، فأذلوا المسلمين ، فوقفت لهم امرأة حسيبة في نازلة فما رفعوها عنها ، وأهانوها ، فتعرضت للملك يوم ركوبه ، فقالت له : أيها الملك ، سألتك بالذي أعز المجوسية بكتابك ، والنصرانية بوزارتك ، واليهودية بحجابتك ، وأذل الإسلام بك ، إلا ما نظرت في أمري .

    فتنبّه الملك ، وسأل عن شأنها ، وقضى حاجتها ، وتاب إلى اللّه من فعله ذلك ، واستعمل في تلك المناصب قوما من المسلمين ، وأخرج هؤلائك عنها . فجزاها اللّه من امرأة عن المسلمين خيرا .

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 17:48