الجزء الأول
محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1
[ مقدمة التحقيق ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم
ترجمة
[ 1 ]نسبه
هو محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد اللّه الحاتمي من ولد عبد اللّه بن حاتم أخي عديّ بن حاتم من قبيلة طيّ مهد النبوغ والتفوق العقلي في جاهليّتها وإسلامها . يكنى أبا بكر ويلقب بمحيي الدين ، ويعرف بالحاتمي وبابن العربي لدى أهل المشرق تفريقا بينه وبين القاضي أبي بكر بن العربي .مولده ونشأته :
ولد في يوم الاثنين السابع عشر من رمضان عام خمسمائة وستين هجرية الموافق 28 يولية سنة ألف ومائة وخمس وستين ميلادية في مدينة “ مرسية “ بالأندلس ، وهي مدينة أنشأها المسلمون في عهد بني أمية . وكان أبوه علي بن محمد من أئمة الفقه والحديث ، ومن أعلام الزهد والتقوى والتصوف . وكان جده أحد قضاة الأندلس وعلمائها ، فنشأ نشأة تقيّة ورعة نقيّة من جميع الشوائب الشائبة . وهكذا درج محيي الدين في جو عامر بنور التقوى ، فيه سباق حر مشرق نحو الشرفات العليا للإيمان ، وفيه عزمات لرجال أقوياء ينشدون نصرا وفوزا في محاريب الهدى والطاعة .
وانتقل والده إلى إشبيلية ، وحاكمها إذ ذاك السلطان محمد بن سعد ، وهي عاصمة من عواصم الحضارة والعلم في الأندلس ، وفيها شب محيي الدين ودرج . وما كاد لسانه يبين حتى دفع به والده إلى أبي بكر بن خلف عميد الفقهاء ، فقرأ عليه القرآن الكريم بالسبع في كتاب “ الكافي “ ، فما أتم العاشرة من عمره حتى كان مبرزا في القراءات ملهما في المعاني والإشارات . ثم أسلمه والده إلى طائفة من رجال الحديث والفقه ، يذكرهم لنا الإمام شمس الدين بن مسدي في روايته عن محيي الدين فيقول واصفا متحدثا عن أساتذته الأول : “ كان جميل الجملة والتفصيل ، محصلا لفنون العلم أخص تحصيل ، وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق ، والتقدم الذي لا يسبق ، سمع في بلاده في شبابه الباكر من ابن زرقون ، والحافظ ابن الجد ، وأبي الوليد الحضرمي ، والشيخ أبي الحسن بن نصر “ .
.................................................
[ 1 ] . مقتبسة من بحث للدكتور محمد غلاب بعنوان “ المعرفة عند محيي الدين بن عربي “ ضمن “ الكتاب التذكاري لمحيي الدين بن عربي في الذكرى المئوية الثامنة لميلاده “ الصادر عن الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر 1969 م .
“ 4 “
ثم لا يذكر لنا التاريخ بعد ذلك شيئا ذا بال عن شباب محيي الدين ، ولا عن شيوخه ، ومقدار ما حصل من العلوم والفنون ؛ وإنما هو يحدثنا أنه مرض في شبابه مرضا شديدا .
وفي أثناء شدة الحمى رأى في المنام أنه محوط بعدد ضخم من قوى الشر ، مسلحين يريدون الفتك به . وبغتة رأى شخصا جميلا قويا مشرق الوجه ، حمل على هذه الأرواح الشريرة ففرّقها شذر مذر ، ولم يبق منها أي أثر ، فيسأله محيي الدين من أنت ؟ فقال له أنا سورة يس .
وعلى أثر هذا استيقظ فرأى والده جالسا إلى وسادته يتلو عند رأسه سورة يس . ثم لم يلبث أن برئ من مرضه ، وألقي في روعه أنه معدّ للحياة الروحية ، وآمن بوجوب سيره فيها إلى نهايتها ففعل .
وفي طليعة هذا الشباب المزهر بفضل ثروة أسرته تزوج بفتاة تعتبر مثالا في الكمال الروحي والجمال الظاهري وحسن الخلق ، فساهمت معه في تصفية حياته الروحية ، بل كانت أحد دوافعه إلى الإمعان فيها .
وفي هذه الأثناء كان يتردد على إحدى مدارس الأندلس التي تعلم سرا مذهب الأمبيذوقلية المحدثة المفعمة بالرموز والتأويلات الموروثة عن الفيثاغورية والأورفيوسية والفطرية الهندية . وكانت هذه المدرسة هي الوحيدة التي تدرس لتلاميذها المبادئ الخفية والتعاليم الرمزية منذ عهد ابن مسرة المتوفى بقرطبة في سنة 319 هـ - 931 م والذي لم يعرف المستشرقون مؤلفاته إلّا عن طريق محيي الدين . وكان أشهر أساتذة تلك المدرسة في ذلك القرن ابن العريف المتوفى في سنة 1141 م فلم يره محيي الدين ، ولكنه تتلمذ على منتجاته وعلى رواية تلميذه المباشر وصديق محيي الدين الوفي أبي عبد اللّه الغزال .
ومما لا ريب فيه أن استعداده الفطري ونشأته في هذه البيئة التقية ، واختلافه إلى تلك المدرسة الرمزية ، كل ذلك قد تضافر على إبراز هذه الناحية الروحية عنده في سن مبكرة وعلى صورة ناصعة لا تتيسر للكثيرين ممن تشوب حياتهم الأولى شوائب الغرائز والنزوات . فلم يكد يختم الحلقة الثانية من عمره حتى كان قد انغمس في أنوار الكشف والإلهام ، ولم يشارف العشرين حتى أعلن أنه جعل يسير في الطريق الروحاني بخطوات واسعة ثابتة ، وأنه بدأ يطلع على أسرار الحياة الصوفية ، وأن عددا من الخفايا الكونية قد تكشف أمامه ، وأن حياته منذ ذلك العهد المبكر لم تعد سوى سلسلة من البحث المتواصل عما يحقق الكمال لتلك الاستعدادات الفطرية التي تنير أضواؤها جوانب عقله وقلبه . ولم يزل عاكفا على ذلك النشاط الروحاني حتى ظفر بأكبر قدر ممكن من الأسرار . ولم تكن آماله في التغلغل إلى تلك الأسرار وبحوثه عن وسائلها الضرورية تقف عند حد ، لأنه أيقن منذ نعومة أظفاره بأنه مؤمن بمبادئ عقيدة حقيقية أزلية مرت بجميع الأزمان الكونية ، وطافت بكل الأجناس البشرية متممة ما فيها من نقص وقصور ، وأنها جمعت كل الروحانيات في الوحدة الفطرية التي تتمثل من حين إلى آخر في صور تنسكية رفيعة تبدو
“ 5 “
على مسرح الإنسانية ردحا من الزمن ثم تختفي ، ولا يدرك حقيقتها إلا القليلون .
وأكثر من ذلك أنه حين كان لا يزال في قرطبة قد تكشف له من أقطاب العصور البائدة عدد من حكماء الهند وفارس والإغريق كفيثاغورس ، وأمبيذوقليس ، وأفلاطون ومن إليهم ممن ألقيت على كواهلهم مسؤولية القطبية الروحية في عصورهم المتعاقبة قبل ظهور الإسلام . وهذا هو السبب في أنه قد شغف بأن يطلع على جميع الدرجات التنسكية في كل الأديان والمذاهب عن طريق أرواح رجالها الحقيقيين بهيئة مباشرة ، وبصورة مؤسسة على الشرف العلمي الذي يحمل الباحث النزيه على الاعتماد عليه دون أدنى تردد أو ارتياب .
غير أن هذه السكينة الروحانية التي بدأت لدى هذا الشاب مبكرة والتي كانت ثمارها فيما بعد تتمثل في تلك المعرفة التي أشرنا إليها آنفا ، لم تدم طويلا على حالة واحدة ، إذ أنه لم يلبث أن تبين أول الأمر بالإلهام ، ثم عن طريق الكشف الجلي أنه لم يعد له بدّ - في تلك البيئة المغربية إذ ذاك - من أحد أمرين : إما أن يجاري التيار العام الذي كان يحدق به إحداق السوار بالمعصم ، وهو أن يتقيد في جميع أفكاره وتعقلاته وأحاسيسه ومشاعره وحركاته وسكناته بحرفية الدين التي لا روح فيها ولا حياة ولا سرّ ولا رمز ولا تأويل وبهذا تختفي شخصيته الحقيقية وتفشل رسالته الطبيعية ، وهذا شيء لا يستطيعه بأي حال ، وإما أن يسير على فطرته وحسب تكوين عقله وقلبه فيصطدم في كل خطوة من خطواته مع أهل الحل والعقد في البلاد . وقد حدث ذلك فعلا حيث احتدمت بينه وبين بعض الأمراء الموحدين مجادلات عنيفة ، وحيكت حوله دسائس قوية اتهمته بإحداث اضطراب في سياسة الدولة .
وإذ ذاك رأى في حالة اليقظة أنه أمام العرش الإلهي المحمول على أعمدة من لهب متفجر ، ورأى طائرا جميلا بديع الصنع يحلق حول العرش ويصدر إليه الأمر بأن يرتحل إلى الشرق وينبئه بأنه سيكون هو مرشده السماوي ، وبأن رفيقا من البشر يدعى فلانا ينتظره في مدينة فاس ، وأن هذا الأخير قد أمر هو أيضا بهذه الرحلة إلى الشرق ، ولكنه يجب ألا يرتحل قبل أن يجيء إليه رفيق من الأندلس ، فيفعل ما أمر به ويرتحل بصحبة هذا الرفيق .
وفيما بين سنتي 597 ، 620 هـ - 1200 ، 1223 م يبدأ رحلاته الطويلة المتعددة إلى بلاد الشرق فيتجه في سنة 1201 م إلى مكة فيستقبله فيها شيخ إيراني وقور جليل عريق المتحد ممتاز في العقل والعلم والخلق والصلاح . وفي هذه الأسرة التقية يلتقي بفتاة تدعى “ نظاما “ وهي ابنة ذلك الشيخ ، وقد حبتها السماء بنصيب موفور من المحاسن الجسميّة ، والميزات الروحانية الفائقة ، فاتخذ منها محيي الدين رمزا ظاهريا للحكمة الخالدة ، وأنشأ في تصوير هذه الرموز قصائد سجلها في ديوان ألفه في ذلك الحين .
وفي هذه البيئة النقية المختارة له من قبل سطعت مواهبه العقلية والروحية ، وتركزت
“ 6 “
حياته الصوفية ، وجعلت تصعد في معارج القدس شيئا فشيئا حتى بلغت شأوا عظيما .
ومن ذلك أنه في إحدى طوفاته التأملية والبدنيّة بالكعبة يلتقي من جديد بمرشده السماوي الذي أمره سالفا بالهجرة من الأندلس والمغرب إلى الأصقاع الشرقية ، فيتلقى منه الأمر أيضا بتأليف كتابه الجامع الخالد « الفتوحات المكية » الذي ضمنه أكثر وأهم آرائه الصوفية والعقلية ومبادئه الروحية ، والذي لا يتطاول إلى قمته في عصره أي كتاب آخر فيما نعلم من إنتاج هذا الصنف من المتنسكين .
وفي سنة 1204 م يرتحل إلى الموصل حيث تجتذبه تعاليم الصوفي الكبير علي بن عبد اللّه بن جامع الذي تلقى لبس الخرقة عن الخضر مباشرة ، ثم ألبس محيي الدين إياها بدوره .
وفي سنة 1206 م نلتقي به في القاهرة مع فريق من الصوفية الذين يطبقون حياة تنسكية قوية محافظة . وهنا يظهر له رائد سماوي يأمره بإدخال شيء من الكمال على مذهبه ، ولكنه لا يكاد يفعل حتى يتنمر له عدد من الفقهاء يحيكون حوله وحول أصحابه شباكا من الدسائس تهدّد اطمئنانهم بل حياتهم ، ولولا نفوذ أحد أصدقائه لوقع في ذلك الخطر ، ولكنه لحسن حظه يستطيع أن ينجو بنفسه ويفر إلى مكة في سنة 1207 م فيلتقي فيها بأصدقائه القدماء الأوفياء ، ويقيم بينهم في هدوء وسكينة نحو ثلاثة أعوام ، ثم يرتحل إلى قونية بتركيا حيث يتلقاه أميرها السلجوقي باحتفال بهيج .
وهناك يتزوج بوالدة صدر الدين القونيوي ، وهو أحد تلاميذه المفضلين ثم لا يلبث أن يرتحل إلى أرمينيا ، ومنها إلى شاطئ الفرات .
وفي سنة 1211 م نلتقي به في بغداد حيث يتصل بالصوفي المعروف شهاب الدين عمر السهروردي .
وفي سنة 1214 م يعود إلى مكة ولا يكاد يستقر فيها حتى يجد أن عددا من فقهائها المنافقين الدساسين قد جعلوا يشوهون سمعته ويرمونه بأن قصائده التي نشرها في ديوانه الرمزي منذ ثلاثة عشر عاما كانت تصور غرامه المادي الواقعي بالفتاة « نظام » ابنة صديقه الشيخ الإيراني التي أشرنا آنفا إلى أنه اتخذ منها رمزا نقيا للحكمة الخالدة . وعندما تبيّن هذه التهمة الرخيصة وعرف مصادرها الحقيقية حمل عليها وعلى واضعيها حملة قوية كشفت زيفها للجميع بصورة جعلت القائمين بها يعترفون بأخطائهم ويعتذرون إليه عنها .
وبعد ذلك يرتحل إلى حلب فيقيم بها ردحا من الزمن معززا مكرما من أميرها .
وأخيرا يلقي عصا التسيار في دمشق في سنة 1223 م حيث كان أميرها أحد تلاميذه المؤمنين بعلمه ونقائه ويظل بها يؤلف ويعلم ، ويخرج التلاميذ والمريدين يحوطه الهدوء وتحف به السكينة حتى يتوفى بها في 28 ربيع الثاني من سنة 638 ه - الموافق 16 نوفمبر من سنة 1240 م .
“ 7 “
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ *
[ مقدمة المؤلف ]
الحمد للّه الذي أطلع شمس الفوائد في محاضرة الأبرار ، وجعل نظام القلائد في مسامرة الأخيار ، وأودع الفرائد في مجاورة الأحرار ، وأوضح الحكم في مجارات الحكماء ، وأبان جوامع الكلم في مبارات العلماء ، وضمن الأسرار في مطارحة الأحبّاء ، وأرسل الأرواح في مخادنة الأودّاء ، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وسلم .
أما بعد ، فإني أودعت في هذا الكتاب الذي سمّيته محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار ، ضروبا من الآداب وفنونا من المواعظ والأمثال والحكايات النادرة ، والأخبار السائرة ، وسير الأولين من الأنبياء صلوات اللّه وسلامه عليهم والأمم ، وأخبار ملوك العرب والعجم ، ومكارم الأخلاق ، وعجائب الاتفاق ، وما رويناه من الأحاديث النبوية في ابتداء هذا الأمر وإنشاء العالم وترتيبه وما أودع اللّه من عجائب الصنع وبديع الحكمة ، وسردت فيه نبذا من الإنسان وفنونا من مكارم ذوي الأحساب ، وحكايات مضحكة مسلّية ما لم تكن للدّين مفسدة مما تستريح النفوس إليها عند إيرادها مما لا أجر فيه ولا وزر .
ونزّهت كتابي هذا عن كل هجاء ومثلبة ، وضمّنته كل ثناء ومنقبة ، وإذا كانت الحكاية المضحكة في رجل معتبر مشهور من أهل الدين أو العلم لهفوة صدرت منه ضحك لها الحاضرون ، أو فعلة بدت منهم من غير قصد منه إليها فأذكرها لما فيها من الراحة للنفس ، ولا أسمّي الشخص الذي ظهر عليه ذلك حتى تتوفر حرمته ، ولا تزدري لقدره من بعد شهرته وتعظيمه .
وكذلك سكتّ في كتابي هذا عما شجر بين الصحابة رضي اللّه عنهم ، لما يتطرق للنفوس من الترجيح والتجريح ، وغاية ما أذكر لضرورة ثناء ومنقبة ومحمدة ومثلبة ، يتخللها شيء من ذكر مثالب أقوال فيها فأسمعه ما يكره ، ولا أذكر ما قال حتى لا أذكر الغيبة ، ولا أفوه بما فيه ريبة .
“ 8 “
فمدار هذا الكتاب على هذا الفن وما شاكله ، وفيه أقول محاضرة الأبرار خير كتاب ، لبّ اللباب ، ونزهة الألباب ، جمعت فنون حقائق ودقائق ، ولطائف من نزهة الآداب ، وعوارف وخلائف ، ومكارم تعزى لقوم من ذوي الأحساب ، وعجائب ومواعظ فيها ، وقد ضمّنتها نبذا من الأنساب .
شعر :
عذراء قد كشف البيان قناعها * كالبدر أسفر من قناع سحاب
فصل
فيما ذكره الناس في شرف مجالسة الكتب دون الناس ، وما في ذلك من السلامة في الدين ، أنشد أبو الحسن بن جابر الزيّات :
كتاب اللّه أصدق كل قيل * رواه المصطفى عن جبرائيل
عن اللوح المحيط بكل شيء * عن القلم الرفيع عن الجليل
قال بعضهم : الكتاب نعم الذخر والعقدة ، والجليس والعمدة ، ونعم النشرة والنزهة ، ونعم المشتغل والحرفة ، ونعم الأنيس بساعة الوحدة ، ونعم المعرفة ببلاد الغربة ، ونعم القربة والدخيل ، ونعم الوزير والنزيل .
شعر :
احضر بنفسك في مجارات الهوى * واحضر بقلبك في مبارات النهى
وانثر من العلم النفيس نفائسا * من لؤلؤ التوحيد من سلك النّها
وأبرز لنا من خلف أردية الصّبا * رعبوبة من دون أخمصها السّها
لو أنها برزت لأشمط راهب * فات العباد عبادة لو أنّها
ودعته تطلب منه ما خلقت له * متذكرا نهي المسيح لما انتهى
طوعا وكرها ما يجاب لأنها * تدعو فتسمع بالأسنّة والنّهى
فاعكف على هذا الكتاب مقدسا * للّه جلّ ثناؤه ومنزّها
وانظر بعقلك فيه نظرة ناصح * فطن تجده مذكّرا ومنبّها
وانثر عليه لآلئا من عقده * يعصمه ذاك النثر أن يتألّها
وإذا رأيت مشمّرا في سيره * حكم الوني في عزمه فتولّها
قال بعضهم : الكتاب وعاء ملآن علما وظرفا حشي ظرفا ، وإناء حشي مزاحا ، إن
“ 9 “
شئت كان أعيا بأقل ، وإن شئت كان أبلغ من سحبان وائل ، وإن شئت سردت نوادره ، وشجتك مواعظه .
ومما حدّثني فيما يرجع في قول الشعر إليه شيخنا أبو عبد اللّه محمد بن سعيد عن شيخه أبي محمد بن عبد اللّه بن عبدون الكاتب قال : حملني أبي إلى الأستاذ لأنظر عليه شيئا من كتب الأدب ، وكنت قد بدأت قول الشعر قليلا قال : فأراد الأستاذ امتحاني في ذلك ، وتعرض لتقبيح الشعر ، فقال لي : يا ولدي ، بلغني أنك تكتب على صغرك ، فقلت :
هو كما قيل لك ، فقال : أجز الشعر خطة خسف ، فقلت : لكل طالب عرف للشيخ عيبة عيب ، وللفتى طرف ظرف ، فاستحسنه الشيخ .
حدّثني أبو جعفر بن يحيى بقرطبة قال عبد اللّه بن عبد العزيز بن عبد اللّه ابن سيدي عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه ، وقد سأله بعض أصحابه ، وكان لا يجالس الناس ولا يرى إلا وفي يده كتاب ، فقال في ذلك : لم أر آنس من كتاب ، ولا أسلم من الوحدة .
وقال بعضهم : ما رأيت بستانا يحمل في ردن ، وروضة تنقل في حجر ينطق عن الموتى ، ويترجم عن الأحياء ، من الكتاب لك بمؤنس لا ينام إلا بنومك ، ولا ينطق إلا بما تهوى ، آمن من الأرض ، وأكتم للسر من صاحب السر ، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة ، ولا أعلم جارا أبرّ ، ولا خليطا أنصف ، ولا رفيقا أطوع ، ولا معلّم أخضع ، ولا صاحب أظهر كفاية وعناية ، ولا أقل إبراما وإملالا ، ولا أبعد من مرا ، ولا أترك لشعب ، ولا أزهد في جدال ولا أكفّ عن قتال من كتاب .
ودخلت على بعض من مشايخي وقد جلس في حضيره من كتبه وقال : إذا أردت محادثة الحق أحدّث المصحف ، فلا أزال أناجيه ويناجيني ، وإذا أردت محادثة الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، أخذت كتاب حديث وكذلك كل من أردت مناجاته من الأولين والآخرين ، ثم إني أجالس من لا ينم بمجلسي ولا ينقل حديثي ، ثم أنشدني لبعضهم :
لنا جلساء لا نملّ حديثهم * ألبّاء مأمومون غيبا ومشهدا
إذا ما خلونا كان خير حديثهم * معينا على نفي الهموم مؤيّدا
يفيدوننا من عندهم علم من مضى * وعقلا وتأديبا ورأيا مسدّدا
فلا ريبة تخشى ولا سوء عشرة * ولا تتقي منهم لسانا ولا يدا
فإن قلت أمواتا فلست بكاذب * وإن قلت أحياء فلست مقيدا
وقال لي بعض الأدباء : قال مصعب بن الزبير : إن الناس يتحرفون بأحسن ما يحفظون ، ويحفظون أحسن ما يكتبون ، ويكتبون أحسن ما يسمعون ، فإذا أخذت الأدب
“ 10 “
فخذه من أفواه الرجال فإنك لا تسمع إلا مختارا ، ولؤلؤا منثورا .
ولنا فيه شعر :
سميري لا ينام ولا ينمّ * حفيظ للذي يلقى كتوم
وأهدى بعض الكتّاب إلى صديق له دفترا وكتب إليه : هديتي هذه أعزك اللّه ، تزكو على الإنفاق ، وتربو على الكد ، لا يفسدها العوا ، ولا يخلقها كثرة التقليب ، وهي أنس في الليل والنهار ، والسفر والحضر ، تصلح للدنيا والآخرة ، وتؤنس في الخلوة ، وتمنع في الوحدة ، مسامر مساعد ، ومحدّث مطاوع ، ونديم صديق .
قال الجاحظ : لا أعلم ما جاء في حداثة سنّه ، ولا قرب ميلاده ، ورخص ثمنه ، وإمكان وجوده يجمع بين السّير العجيبة ، والعلوم الغريبة ، ومن آثار العقول الصحيحة ، ومحمود الأذهان اللطيفة ، ومن الحكم الرفيعة ، والمذاهب القديمة ، والتجارب الحكيمة ، والأخبار عن القرون الماضية ، والبلاد النازحة ، والأمثال السائرة ، والأمم البائدة ما تجمعه كتاب ، ومن لك بزائر إن شئت كانت زيارته غبّا ، وورده جما ، وإن شئت لزمك لزوم الظل ، وكان منك كمكان بعضك .
شعر :
أما لو أعي كلما أسمع * وأحفظ من ذاك ما أجمع
ولم أستفد غير ما قد جمع * ت لقيل هو العالم المصقع
ولكنّ نفسي إلى كلّ عالم * من العلم تسمعه فتنزع
فلا أنا أحفظ ما قد جمع * ت ولا أنا من جمعه أشبع
ومن يك في علمه هكذا * يكن دهره القهقرى يرجع
يضيع من المال ما قد جمع * ت وعلمك في الكتب مستودع
إذا لم تكن حافظا واعيا * فجمعك للكتب لا ينفع
قال الزهري : إذا سمعت أدبا فاكتبه ولو في حائط . وقال لقمان لابنه : يا بنيّ ، نافس في طلب العلم ، فإنه ميراث غير مسلوب ، وقرين غير مغلوب .
ورأيت شيخنا أبا عبد اللّه بن القسوم المالكيّ الصالح العالم ، وهو على كبر سنه يشتري ورقا ، فسألته عن ذلك مع شغله بالعبادة ؟ فقال لي : أوصاني شيخي أبو عبد اللّه بن المجاهد فقال لي : إن استطعت أن لا تموت إلا وأنت طالب تكتب العلم والأدب فافعل .
وروينا مثل ذلك عن المأمون قال له منصور بن المهدي : أيحسن بنا طلب العلم
“ 11 “
والأدب ؟ قال : واللّه لأن أموت طالبا للعلم أخيرا من أن أعيش قانعا بالجهل . قال : وإلى متى يحسن بي ذلك ؟ قال : ما حسنت الحياة بك . وأنشدني أبو عبد اللّه بن عبد الرحمن في ذلك :
كتابي فيه بستاني وراحي * ومنه سمير نفسي والنديم
يسالمني وكلّ الناس حرب * ويسلّيني إذا عرت الهموم
ويحيي لي تصفح صفحتيه * كرام الناس إذ فقد الكريم
إذا عوج عليّ طريق أمري * فلي فيه طريق مستقيم
وكلّما سطّرته في كتابي هذا فمنه ما شاهدته ، أو حدثني من شاهده ، ومنه ما نقلته من كتب مشهورة رويتها سماعا أو قراءة ، أو مداولة ، أو كتابة ، مثل كتاب : الامتناع والمؤانسة ، للفاضل الأديب النحرير أبي حيان التوحيدي رحمه اللّه تعالى .
وكتاب المجالسة ، لأحمد بن مروان المالكي الدينوري رحمه اللّه تعالى . وكتاب بهجة الأسرار ، للإمام ابن جهضم رحمه اللّه تعالى .
وكتاب مناقب الأبرار ، للإمام تاج الإسلام أبي عبد اللّه الحسين بن نصر بن محمد بن خميس رحمه اللّه تعالى .
وكتاب المبتدأ ، لإسحاق بن بشر القرشي رحمه اللّه تعالى . وكتاب حلية الأولياء ، لأبي نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ رحمه اللّه تعالى .
وكتاب دلائل النبوة ، لأبي بكر أحمد بن عبد اللّه رحمه اللّه تعالى . وكتاب السيرة ، للشيخ الإمام الحافظ محمد بن إسحاق المطّلبي رحمه اللّه تعالى .
وكتاب السيرة ، للإمام أبي عبد اللّه محمد بن عبد الملك بن هشام رحمه اللّه تعالى .
وكتاب صفوة الصفوة ، للإمام الحافظ الواعظ أبي الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزيّ رحمه اللّه تعالى .
وكتاب مسند الشهاب ، للإمام الفاضل محمد بن سلامة القضاعيّ رحمه اللّه تعالى .
وكتاب مقامات الأولياء ، للإمام أبي عبد الرحمن السلميّ الصوفي رحمه اللّه تعالى .
وكتاب الرسالة الصوفية ، للإمام الصوفي المذكور عبد الكريم ، من هوازن القشيريّ رحمه اللّه تعالى .
وكتاب مثير الغرام الساكن ، لأبي الفرح عبد الرحمن بن عليّ بن محمد الجوزي رحمه اللّه تعالى .
“ 12 “
وكتاب المسند ، للأزرقي في مكة ، لأبي الوليد محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو القضاعي الأزرقي رحمه اللّه تعالى . وكتاب المسند الكبير ، للإمام الحافظ أحمد بن حنبل رضي اللّه عنه .
وكتاب السنن ، للإمام أبي داود سليمان بن أشعب السجستاني . وكتاب الترمذي ، لأبي عيسى محمد بن عيسى الحافظ . وكتاب الصحيح ، للإمام أبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيريّ . وكتاب للإمام أبي عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي رحمه اللّه تعالى .
وكتاب العزلة ، لأبي سليمان أحمد بن إبراهيم بن الخطّاب الخطابي . وكتاب طبقات الصوفية ، للشيخ الإمام العارف أبي عبد الرحمن السلمي وكتاب شرح السنّة ، للإمام سيدي أبي محمد الحسين بن محمد البغوي رحمه اللّه تعالى .
وكتاب مسند الإمام عبد اللّه بن حميد محمد بن إسماعيل البخاري رحمه اللّه تعالى .
وكتاب ريحانة العاشق ، للأديب الجليل أبي القاسم المسور . وكتاب الأمالي ، لأبي المعالي البغدادي نزيل قرطبة .
وكتاب روضة الأنس ، لشيخنا الضرير أبي زيد السهيلي المالكي الإمام رحمه اللّه تعالى .
وكتاب الكامل ، للأديب اللغوي أبي العباس المبرّد رحمه اللّه تعالى . وكتاب زهرة الأدب ، للحضري رحمه اللّه تعالى .
وكتاب المحاسن والأضداد ، لأبي عثمان عمرو بن عمر الجاحظ رحمه اللّه تعالى .
وكتاب معاناة العقل ، للمهذب ثابت بن عنيني الحلوي قرأه علينا بالموصل . وكتاب الحماسة ، لأبي تمام . والحماسة الحلوية ، وهي من مؤلفها وقرأه علينا .
وكتاب النور ، للأديب الفاضل . وكتاب درجات التائبين ومقامات القاصدين ، للهرويّ . وكتاب الفردوس ، لأبي شجاع سبرويه بن شهرويه الهمداني الديلمي رحمه اللّه تعالى . وكتاب اللمعة لأبي عبد اللّه محمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الكريم التهمي الفاسي ، سمعناه منه .
إلى غير ذلك من الكتب المشهورة ، والكراريس ، والمفاريد ، والأجزاء الغريبة ، التي لا تحصى كثرة ، وجعلته مجالس .
“ 13 “
وقد قدّمت في صدر هذا الكتاب أسانيد إلى الذين أقول عنهم ، وروينا من حديث فلان متصلا وقد أسوق إسناد ذلك المذكور إلى الخبر وقد لا أسوقه على حسب ما يتفق ، وأودعته أيضا مما لنا من منظوم في فنون مختلفة من أدب ونسيب ، ومعرفة وحكمة ، ومفاخرة بحسب وحماسة ، وغير ذلك مما تقف عليه إن شاء اللّه تعالى ، واللّه أعلم وبه أستعين .ذكر الأسانيد المتصلة إلى الدين
أقول فيهم : روينا عن فلان . فمن ذلك إذا قلت : روينا من حديث ابن إسحاق ، فهو ما حدثنا محمد بن موسى القرطي عن المبارك بن علي بن الحسين ، عن أبي القاسم هبة اللّه بن أحمد بن عمر ، عن محمد بن علي العشاريّ ، عن أحمد بن محمد بن أبي موسى بن إبراهيم العمد ، عن محمد بن عبد اللّه بن أحمد ، عن أحمد بن محمد بن الوليد ، عن سعد بن سالم ، عن عثمان بن ساج ، عن محمد بن إسحاق المطلبي .
وإذا قلت : روينا من حديث ابن الأشعث ، فهو ما حدّثناه نصر بن أبي الفرج بن علي الحضري ، عن أبي جعفر محمد بن عليّ بن محمد بن أحمد التلمساني ، عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، عن أبي عمرو القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي البصري ، عن أبي محمد بن أحمد بن عمر اللؤلؤي ، عن أبي داود بن الأشعث .
وإذا قلت : روينا من حديث ابن هشام ، فهو ما حدّثنا به عبد الواحد بن إسماعيل ، عن أبي حفص عمر بن عبد الحميد بن عمر بن الحسين بن عمر بن أحمد القرشي الدارمي ، ثم الرياشي إجازة ، قال : حدثنا أبو محمد عبد المعطي بن المسافر بالإسكندرية قال : ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبّال ، ابنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر النحاس ، ابنا عبد اللّه بن جعفر بن الورديّ ، عن أبي محمد بن عبد الرحيم بن عبد اللّه البرقيّ ، عن ابن محمد عبد الملك بن هشام .
وإذا قلت : روينا من حديث مروان فهو ما حدثنا به عبد الرحمن بن علي قال : ثنا عبد الوهاب بن جعفر بن أحمد بن عبد العزيز بن الحسين الضراب ، عن أبيه عن أحمد بن مروان .
وإذا قلت : روينا من حديث المالكي ، فهو ما ثنا به أبو بكر بن أبي الفتح السجستاني ، عن محمد بن أحمد بن حمدان ، عن أبي الحسين عليّ بن الحسين بن عمر
“ 14 “
الموصلي الفرّا ، عن عبد العزيز بن الحسين بن إسماعيل بن محمد الضرّاب ، عن أبيه ، عن أحمد بن مروان المالكي .
وإذا قلت : روينا من حديث عبد الملك ، فهو ما حدثنا به القاضي أبو عبد اللّه محمد بن زرقون ، عن سفيان بن العاص ، عن أبي الوليد بن سعيد الكتاني الوقسي أبي عمر بن أحمد بن محمد الطلمنكي ، عن ابن عون اللّه عن أبي الورد ، عن البرقي ، عن عبد الملك بن هشام .
وإذا قلت : روينا من حديث الدينوري ، فهو ما ثنا به يونس بن يحيى ، عن أبي بكر محمد بن أبي منصور ، عن أبي ظاهر بن الصقر ، عن هبة اللّه بن إبراهيم الصرف ، عن الحسن بن إسماعيل الضراب ، عن أحمد بن مروان المالكي الدينوري .
وإذا قلت : روينا من حديث إسحاق بن بشر ، فهو ما ثنا به عبد الواحد بن إسماعيل عن عمر بن عبد الحميد ، عن أبي الماضي عطية بن علي الفهري ، عن أبي عبد اللّه محمد بن أحمد الرازي ، عن أبي عبد اللّه الحسن بن يحيى بن عبد الرحمن التميميّ الحكّاك ، عن أبي القاسم عبيد اللّه بن محمد بن أحمد بن جعفر السقطي ، عن أبي بكر أحمد بن السندي بن الحسن الحداد ، عن أبي محمد الحسن بن علوية القطّان ، عن إسماعيل بن عيسى القطاطر ، عن إسحاق بن بشر القرشي .
وإذا قلت : روينا عن أبي نعيم ، فهو ما ثنا به أحمد بن محمد بن أحمد ، عن القاشاني ، عن أبي نعيم .
وإذا قلت : روينا من حديث أحمد بن عبد اللّه ، فهو ما ثنا به محمد بن أبي الفتح السحري ، عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الأنصاري ، عن سعد الخير محمد بن سهل ، عن أبي سعد بن محمد بن محمد بن محمد المطرز ، عن أحمد بن عبد اللّه .
وإذا قلت : روينا من حديث القشيريّ ، فهو ما ثنا به محمد بن محمد بن محمد ، عن أبي سعد هبة اللّه بن عبد الواحد بن عبد الكريم ، عن جده عبد الكريم بن هوازن القشيري .
وإذا قلت : روينا من حديث السلمي ، فهو ما ثنا به أحمد بن محمد ، عن محمد بن الفضل الثقفيّ ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، وممّا ثنا به أيضا أحمد بن أبي منصور ، عن أبي سعد محمد بن أبي بكر يعرف بخيّاط الصوفي ، عن أبي بكر علي بن خلف ، عن أبي عبد الرحمن السلمي .
“ 15 “
وإذا قلت : روينا من حديث مسلم ، فهو ما ثنا به جمال الدين الخراساني بمقصورة الخضر ، بغربي جامع دمشق ، عن محمد بن الفضل الغراوي ، عن عبد الغافر الفارسي ، عن محمد بن عيسى بن عمر بن الجلوديّ ، عن إبراهيم بن محمد بن سفيان المروزيّ ، عن مسلم بن الحجاج القشيري .
وإذا قلت : روينا من حديث أحمد بن الحسين ، فهو ما ثنا به أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني ، عن محمد بن الفضل الغراوي عن أحمد بن الحسين البيهقي .
وإذا قلت : روينا من حديث أبي بكر أحمد بن الحسين ، فهو ما ثنا به ناصر بن عبد اللّه بن عبد الرحمن العطار بمكة ، عن مبارك بن علي بن الحسين الطبّاخ ، عن أبي عبد اللّه بن الحسين بن محمد بن الحسين ، عن جده أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي .
وإذا قلت : روينا من حديث ابن باكويه ، فهو ما حدثنا به عبد الرحمن عن أبي بكر الصوفي ، عن أبي سعيد الخدريّ ، عن ابن باكويه الشيرازي .
وإذا قلت : روينا من حديث الترمذي ، فهو ما ثنا به المكين بن شجاع الزاهد بن رستم الأصفهاني البزار بمكة ، عن الكرخي ، عن العزرجي ، عن المحبوبي ، عن أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي .
وإذا قلت : روينا من حديث البخاري ، فهو ما ثنا به عبد الجليل الشريحاني ويونس بن يحيى في آخرين ، عن أبي الوقت ، عن الداووي ، عن الحموي ، عن الغريري ، عن محمد بن إسماعيل البخاري .
وإذا قلت : روينا من حديث القضاعي ، فهو ما ثناه كتابة ، أبو القاسم هبة اللّه بن علي بن مسعود الأنصاري سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ، عن أبي عبد اللّه محمد بن بركات بن هلال السعيدي القضاعي محمد بن سلام .
وإذا قلت : روينا من حديث محمد بن سلامة ، فهو ما ثنا به محمد بن يحيى ، عن محمد بن أبي منصور ، عن أبي عبد اللّه الحميدي ، عن محمد بن سلامة ، وهو القضاعي .
وإذا قلت : روينا من حديث الحميدي ، فهو ما ثنا به أبو الثناء محمود بن المظفّر ، عن محمد بن نصر بن خميس ، عن أبي عبد اللّه الحميدي .
وإذا قلت : روينا من حديث أبي داود ، فهو ما ثنا به أحمد بن منصور عن ابن طالب محمد بن عبد الرحمن ، عن الحاكم بن الحسين أحمد بن عبد الرحيم ، عن الحسن بن
“ 16 “
عليّ السمرقندي ، عن ابن داسته ، عن أبي داود بن الأشعث السجستاني .
وإذا قلت : روينا من حديث أحمد بن حنبل ، فهو ما ثنا به عبد الرحمن بن عليّ في آخرين ، عن هبة اللّه بن محمد ، عن الحسن بن عليّ بن أبي بكر بن مالك ، عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه حنبل .
وإذا قلت : روينا من حديث الخطابي ، فهو ما ثناه البرهان إسماعيل بن يوسف الأنصاري ، ثم الأبري من بلاد الأندلس ، عن محمد بن أبي المعالي عبد اللّه بن موهوب بن جامع ، عن عبدون البغدادي الصوفي يعرف بابن نبا ، عن ياسر عبد الوهاب بن هبة اللّه بن أبي حية ، عن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي ، عن القاسم إسماعيل بن مسعد الإسماعيلي الجرجاني ، عن أبي عمر محمد بن عبد اللّه الزنجاني ، عن أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي .
وإذا قلت : روينا من حديث ابن جهظب ما كتب به الثناء عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر بن ظفر ، عن جعفر بن أحمد عبد العزيز بن علي ، عن أبي الحسن بن جهظب الصوفي .
وإذا قلت : روينا من حديث أبي الوليد ، فهو ما ثنا به ناصر بن عبد اللّه بن عبد الرحمن العطار ، عن محمد بن أبي بكر الطوسي ، عن عبد الرحمن بن ديلم النسائي ، وعبد الرحمن بن علي الطبري ، عن الحسن بن خلف الشامي ، عن أبيه عن الحسن بن أحمد أبي فراس ، عن محمد بن نافع الخزاعي ، وأبي بكر بن عبد المؤمن ، عن إسحاق بن محمد الخزاعي ، عن أبي الوليد محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق بن عمرو ، والغاني .
وإذا قلت : روينا من حديث ابن أبي الدنيا ، فهو ما ثنا يونس بن يحيى ، عن يحيى بن إبراهيم الثلاماسي ، عن أبيه ، عن أبي نصر أحمد بن محمد القاري ، عن أبي بكر بن عبد اللّه البزار ، عن أبي جعفر بن عبد اللّه بن إسماعيل الهاشمي ، عن ابن أبي الدنيا .
وإذا قلت : روينا من حديث أبي عبد اللّه ، فهو ما ثنا به محمد بن محمد بن محمد ، عن أبي الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن ، عن عبد الرحمن السلمي .
وإذا قلت : روينا من حديث محمد بن إسماعيل ، فهو ما ثناه عن بشاه بن محمد بن أبي المعالي كتابة ، عن محمد بن عمر الصيدلاني ، عن الغراوي ، عن الجباري ، والحفصي الكشمهيني ، عن محمد بن إسماعيل البخاري .
“ 17 “
وإذا قلت : روينا من حديث ابن الحجاج ، فهو ما ثناه بشاه بن محمد بن أبي المعالي كتابة ، عن محمد بن الحسن العباسي ، عن عمر بن سعدويه عبد الغافر الفارسي ، عن الجلودي ، عن مسلم بن الحجاج .
وإذا قلت : روينا من حديث الجعفي ، فهو ما ثناه عن بشاه بن محمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن أبي المحاسن الترمذي ، عن العيار ، عن أبي علي بن الشوية ، عن الغريري ، عن محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري .
وإذا قلت : روينا من حديث الأزرقي ، فهو ما ثناه محمد بن إسماعيل ، عن أبي الحسن علي بن الحسين بن علي التميمي الريحاني المالكي ، عن عبد الرحمن بن علي الشيباني الطبري ، عن الحسن بن خلف الشامي ، عن أبيه ، عن أبي فراس عن محمد بن نافع ، عن إسحاق بن محمد الخزاعي ، عن أبي الوليد محمود بن عبد اللّه الأزرقي .
وإذا قلت : روينا من حديث ابن سورة ، فهو ما ثناه عبد الحميد بن محمد بن علي بن أبي الرشيد القزويني كتابة ، عن أبي الحسن علي بن حمزة ، وأبي محمد عبد الواسع بن الموفق ، وأبي مثا بن عبد الصبور بن عبد السلام التاجر ، ثلاثتهم عن أبي عامر محمود بن القسم الأزدي ، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد اللّه بن عبد الجراح ، عن أبي العباس محمد بن أحمد بن محمود المحبوبي التاجر ، عن أبي عيسى الترمذي الحافظ .
وإذا قلت : روينا من حديث الهاشمي ، فهو ما ثناه عبد الحميد بن محمد بن علي بن أبي الرشيد القزويني كتابة ، عن أبي ظاهر صاعد بن سعيد الطوسي أبي الفتيان عمر بن عبد الكريم بن علي أبي علي الحسن بن علي الرازي الهاشمي ، وهو أبو الحسن زيد بن عبد اللّه بن مسعود المعروف برفاعة .
وإذا قلت : روينا من حديث ابن الخطابي ، فهو ما حدثنا أبو النجيب حيدر القزويني كتابة ، عن محمود بن عمر بن أحمد بن عبد اللّه الساري ، عن أبي المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد ، عن أبي منصور محمد بن أحمد البلخي ، عن أبي خطاب الخطابي .
وإذا قلت : روينا من حديث ابن ودعان ، فهو ما ثناه محمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الكريم التميمي الفارسي ، عن أبي الطاهر محمد بن أحمد السيقلي الأصفهاني ، عن أبي نصر محمد بن علي بن عبد اللّه بن أحمد بن صالح بن سليمان بن ودعان حاكم الموصل .
“ 18 “
وإذا قلت : روينا من حديث ابن ماجة ، فهو ما ثناه أبو الحسن علي بن عبيد بن الحسين الرازي ، عن أبي سعيد عبد الرحمن بن أبي القسم ، علي بن منصور ، محمد بن الحسن ، علي بن طلحة ، القسم بن أبي المنذر ، عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة ، عن محمد بن زيد بن ماجة .
وإذا قلت : روينا من حديث البغوي ، فهو ما حدثنا أحمد بن أبي منصور الخولي كتابة ، عن أبي الحسن علي بن الحسن بن علي الفاسي ، وعلي بن أبي عبد اللّه البامجي ، قالا : ثنا أبو محمد الحسن بن مسعود البغوي .
وإذا قلت : روينا من حديث ابن أبي عرفة ، فهو ما ثناه أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحضرمي ، عن أبي القسم يحيى بن ثابت بن بندار بن القاسم عبيد اللّه بن أحمد بن عثمان الصيرفي ، ويعرف بابن السوادي ، عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد الساداني بن حرب بن مهران البزار ، عن أبي عبد اللّه بن إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي النحوي .
وإذا قلت : روينا من حديث مالك بن أنس ، فهو ما ثنا به محمد بن إسماعيل وغيره ، عن أبي عبد اللّه محمد بن أبي بكر الطوسي ، وعن أبي الحسن علي بن الحسن بن علي التميمي ، كلاهما عن عبد الرحمن بن علي الطبري ، عن الحسن بن خلف ، عن أبيه ، عن الحسن أحمد بن إبراهيم ، عن محمد بن نافع بن محمد بن الخزاعي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن إسحاق المالكي ، عن أحمد بن مالك الحضرمي ، عن سعد بن سالم القداح ، عن مالك بن أنس .
وإذا قلت : روينا من حديث الرملي ، فهو ما ثناه محمد بن القسم قراءة على الجاحظ السلفي ، وثناه السلفي إجازة ، عن أبي الحسين أحمد بن محمد المقري ، عن أبي إسحاق بن إبراهيم بن سعيد بن عبد اللّه الحبال ، على العباسي منير بن أحمد بن الحسن أحمد بن علي بن منير الخشاب ، عن أبي الحسن بن علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي ، عن أبي العباس الوليد بن حماد الرملي .
وإذا قلت : روينا من حديث ابن حبّان ، فهو ما ثناه أبو محمد إسحاق بن يوسف بن علي ، عن المطهر بن علي بن عبيد اللّه الفاسي ، عن أبي ذر محمد بن إبراهيم بن غازي الصالحاني الأصفهاني ، عن أبي محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حبان المعروف ، كنّي بأبي الشيخ .
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin