المجلس السابع والخمسون أشد عقوبات الله عز وجل لعبده في الدنيا طلبه ما لم يقسم له
وقال رضي الله عنه بكرة الجمعة في المدرسة الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمس وأربعين وخمسمائة بعد كلام :
یا غلمان تصدقوا علي بذرة من الصدق أنتم في حل من أموالكم وما في بيوتكم ، ما أريد منكم إلا الصدق والإخلاص ونفع ذلك لكم.
أريدكم لكم لا لي ، قيدوا ألفاظ ألسنتكم الظاهرة والباطنة فإن عليكم رقباء الملائكة يراقبون ظواهركم والحق عز وجل يراقب بواطنكم .
يا من يبني القصور والدور ويذهب عمره في عمارة الدنيا لا تبن شيئا بغير نية صالحة .
فأساس البناء في الدنيا النية الصالحة لا يكون بناؤك بنفسك وهواك .
الجاهل يبني في الدنيا بنفسه وهواه وطبعه وعادته من غير أمر الحكم وموافقة قضاء الله عز وجل وفعله.
فلا جرم لا تصح له قرينة صالحة ولا يتهنا ما بناه ويسكنه غيره .
ويقال له يوم القيامة لم بنيت ومن أين أنفقت ولم أنفقت ؟
يحاسب على الجميع.؟!
اطلب الرضا والموافقة واقنع بقسمك ولا تطلب ما لم يقسم لك .
عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال : " أشد عقوبات الله عز وجل لعبده في الدنيا طلبه ما لم يقسم له".
قال رضي الله تعالى عنه : تجيء إلى وما عندك حسن ظن في فكيف تفلح بكلامي .
(ويحك) تدعي أنك مسلم وأنت معترض على الله عز وجل وعلى الصالحين من عباده كذبت في دعواك.
الإسلام مشتق من الاستسلام لقضاء الله عز وجل وقدره والرضا بأفعاله.
مع حفظ حدود ?تابه وسنة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم .
فحينئذ يصح لك الإسلام ، شؤم طول الأمل هو الذي يوقعك في معاصي الله عز وجل ومخالفته .
متى ما قصرت أملك جاءك الخير فتمسك به إن أردت الفلاح أي شيء جاء به القدر أخذه من يده ورضي به مع موافقة الشرع ورضاه عنه .
لا نفس له ولا هوى ولا طبع له ولا شیطان أعني أنه قد أعين عليهم لا أنهم قد انعدموا من كل وجه .
ليس لنا معصوم بعد ذهاب الأنبياء عليهم السلام نفسه مطمئنة وهواه مغلوب وثائرة طبعه محمودة وشيطانه حابس .
ما يقع بيده منه شيء يطوف عليه لا يجده التوكل ليس فيه وقوف مع سبب والتوحيد ليس فيه رؤ ية الضر والنفع من أحد.
أنت نفس كلية هوى كلي عادة كلية ما عندك من التوكل والتوحيد خیر مرارة ثم حلاوة ثم كسر ثم جبر ثم موت ثم حياة دائمة .
ذل ثم عز فقر ثم غنی انعدام ثم إيجاد به لا بك إن صبرت على هذا صح لك ما تريد من الحق عز وجل وإلا فها يصح لك شيء .
كل ما أشغلك عن الله عز وجل فهو عليك مشئوم وإن كان الصوم والصلاة بعد أداء الفرائض والسنة إذا أديت الفرض من الصوم ثم أشغلك بعد ذلك الجوع والعطش في صوم النافلة عن حضور قلبك بين يدي الحق عز وجل والمراقبة له وطيبة العيش به ومعه الدائرة على صحبته والقرب منه .
أنت عبد الحجاب عبد الخلق ونفسك وهواك العارف قائم مع الله عز وجل تحت لواء قربه مع علمه وسره ويدور مع قضائه وقدره .
وإذا عجز دور بلا تدوير منه حرك بلا تحريك منه سكن بلا تسكين منه يصير من جملة الذين قال الله في حقهم : "ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال" .
لما جاء العجز منهم حركوا الحركة مع القدرة والسكون والتسليم عند العجز.
الحركة عند وجودك والسكون عند فقدك الحركة في الحكم والسكون في العلم إنما تصح نفسك بعد خروجك من النفس والهوى والطبع والخلق في الجملة.
لا تتقيد بالخلق فيها يملك ضرك ولا نفعك ولا رزقك غير ربك عز وجل ، كن أبدا في طاعته وأمره ونهيه لا يبقى بيدك شيء سوى الله عز وجل فتصير أغني الخلق وأعزهم فتصير كآدم عليه السلام يأمر الأشياء بالسجود له وهذا من وراء عقول الخلق العوام منهم
وكثير من الخواص فهو ذرة آدم ومن جملة لبه یا قليل العلم نفعه ثم اعتزل القوم تفقهوا ثم اعتزلوا عن الخلق بقلوبهم ظواهرهم مع الخلق لإصلاحهم وبواطنهم مع الحق عز وجل في خدمته وصحبته .
فهم كاتبون تائبون كائنون مع الخلق في الحكم و ناؤون عنهم بقلوبهم قلوبهم نائية معتزلة عن الأشياء جميعا شغلهم في الظاهر أحكام الحكم كلها تدنس ثوبهم غسلوه وطيبوه وبخروه ?لا تخرق منه شيء .
رقعوه وخيطوه هم رؤوس الخلق ذرة منهم كالجبال الرواسي قلوبهم مع ربهم عز وجل مستطرحون بين يديه مراقبون له غائصون في علمه .
اللهم اجعل غذاءنا ذكرك وغنانا قربك آمين .
أنت ميت القلب وصحبتك أيضا لموتى القلوب ، عليك بالأحياء النجباء البدلاء أنت قبر تأتي قبرا مثلك ميت تأتي ميتا مثلك أنت زمن يقودك زمن مثلك ، أعمي يقودك أعمى مثلك .
اصحب المؤمنين الموقنين الصالحين واصبر على كلامهم وقبله واعمل به وقد أفلحت ، اسمع قول الشيوخ واعمل به واحترمهم إن أردت الفلاح كان لي شيخ كلما أشكل علي وخطر بقلبي يحدثني به ولا يحوجني إلى الكلام فكان ذلك لاحترامي وحسن أدبي معه ما صحبت قط الشيوخ إلا بالاحترام وحسن الأدب .
الصوفي لا يكون بخيلا لأنه ما بقي له شيء يبخل به وقد ادعى ترك الكل إن أعطى شيئا أخذه لغيره لا له قد صفا قلبه عن الموجودات والمصورات .
إنما يبخل من له مال . والصوفي قد صارت الأشياء لغيره فكيف يبخل بمال غيره لا عدو له ولا صديق ولا التفات له إلى سماع الحمد والذم لا يرى العطاء والمنع والضر والنفع من غير الله عز وجل لا يفرح بالحياة ولا يغم بالموت موته سخط ربه عز وجل عليه وحياته رضاه عنه .
وحشته في الجلوة وأنسه في الخلوة ، طعامه ذكر ربه عز وجل وشرابه من شراب الأنس به ، لا جرم لا يكون بخيلا بحطام الدنيا وما فيها لأنه عنده غني عن الجميع .
وقال رضي الله عنه بكرة الجمعة في المدرسة الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة خمس وأربعين وخمسمائة بعد كلام :
یا غلمان تصدقوا علي بذرة من الصدق أنتم في حل من أموالكم وما في بيوتكم ، ما أريد منكم إلا الصدق والإخلاص ونفع ذلك لكم.
أريدكم لكم لا لي ، قيدوا ألفاظ ألسنتكم الظاهرة والباطنة فإن عليكم رقباء الملائكة يراقبون ظواهركم والحق عز وجل يراقب بواطنكم .
يا من يبني القصور والدور ويذهب عمره في عمارة الدنيا لا تبن شيئا بغير نية صالحة .
فأساس البناء في الدنيا النية الصالحة لا يكون بناؤك بنفسك وهواك .
الجاهل يبني في الدنيا بنفسه وهواه وطبعه وعادته من غير أمر الحكم وموافقة قضاء الله عز وجل وفعله.
فلا جرم لا تصح له قرينة صالحة ولا يتهنا ما بناه ويسكنه غيره .
ويقال له يوم القيامة لم بنيت ومن أين أنفقت ولم أنفقت ؟
يحاسب على الجميع.؟!
اطلب الرضا والموافقة واقنع بقسمك ولا تطلب ما لم يقسم لك .
عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه قال : " أشد عقوبات الله عز وجل لعبده في الدنيا طلبه ما لم يقسم له".
قال رضي الله تعالى عنه : تجيء إلى وما عندك حسن ظن في فكيف تفلح بكلامي .
(ويحك) تدعي أنك مسلم وأنت معترض على الله عز وجل وعلى الصالحين من عباده كذبت في دعواك.
الإسلام مشتق من الاستسلام لقضاء الله عز وجل وقدره والرضا بأفعاله.
مع حفظ حدود ?تابه وسنة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم .
فحينئذ يصح لك الإسلام ، شؤم طول الأمل هو الذي يوقعك في معاصي الله عز وجل ومخالفته .
متى ما قصرت أملك جاءك الخير فتمسك به إن أردت الفلاح أي شيء جاء به القدر أخذه من يده ورضي به مع موافقة الشرع ورضاه عنه .
لا نفس له ولا هوى ولا طبع له ولا شیطان أعني أنه قد أعين عليهم لا أنهم قد انعدموا من كل وجه .
ليس لنا معصوم بعد ذهاب الأنبياء عليهم السلام نفسه مطمئنة وهواه مغلوب وثائرة طبعه محمودة وشيطانه حابس .
ما يقع بيده منه شيء يطوف عليه لا يجده التوكل ليس فيه وقوف مع سبب والتوحيد ليس فيه رؤ ية الضر والنفع من أحد.
أنت نفس كلية هوى كلي عادة كلية ما عندك من التوكل والتوحيد خیر مرارة ثم حلاوة ثم كسر ثم جبر ثم موت ثم حياة دائمة .
ذل ثم عز فقر ثم غنی انعدام ثم إيجاد به لا بك إن صبرت على هذا صح لك ما تريد من الحق عز وجل وإلا فها يصح لك شيء .
كل ما أشغلك عن الله عز وجل فهو عليك مشئوم وإن كان الصوم والصلاة بعد أداء الفرائض والسنة إذا أديت الفرض من الصوم ثم أشغلك بعد ذلك الجوع والعطش في صوم النافلة عن حضور قلبك بين يدي الحق عز وجل والمراقبة له وطيبة العيش به ومعه الدائرة على صحبته والقرب منه .
أنت عبد الحجاب عبد الخلق ونفسك وهواك العارف قائم مع الله عز وجل تحت لواء قربه مع علمه وسره ويدور مع قضائه وقدره .
وإذا عجز دور بلا تدوير منه حرك بلا تحريك منه سكن بلا تسكين منه يصير من جملة الذين قال الله في حقهم : "ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال" .
لما جاء العجز منهم حركوا الحركة مع القدرة والسكون والتسليم عند العجز.
الحركة عند وجودك والسكون عند فقدك الحركة في الحكم والسكون في العلم إنما تصح نفسك بعد خروجك من النفس والهوى والطبع والخلق في الجملة.
لا تتقيد بالخلق فيها يملك ضرك ولا نفعك ولا رزقك غير ربك عز وجل ، كن أبدا في طاعته وأمره ونهيه لا يبقى بيدك شيء سوى الله عز وجل فتصير أغني الخلق وأعزهم فتصير كآدم عليه السلام يأمر الأشياء بالسجود له وهذا من وراء عقول الخلق العوام منهم
وكثير من الخواص فهو ذرة آدم ومن جملة لبه یا قليل العلم نفعه ثم اعتزل القوم تفقهوا ثم اعتزلوا عن الخلق بقلوبهم ظواهرهم مع الخلق لإصلاحهم وبواطنهم مع الحق عز وجل في خدمته وصحبته .
فهم كاتبون تائبون كائنون مع الخلق في الحكم و ناؤون عنهم بقلوبهم قلوبهم نائية معتزلة عن الأشياء جميعا شغلهم في الظاهر أحكام الحكم كلها تدنس ثوبهم غسلوه وطيبوه وبخروه ?لا تخرق منه شيء .
رقعوه وخيطوه هم رؤوس الخلق ذرة منهم كالجبال الرواسي قلوبهم مع ربهم عز وجل مستطرحون بين يديه مراقبون له غائصون في علمه .
اللهم اجعل غذاءنا ذكرك وغنانا قربك آمين .
أنت ميت القلب وصحبتك أيضا لموتى القلوب ، عليك بالأحياء النجباء البدلاء أنت قبر تأتي قبرا مثلك ميت تأتي ميتا مثلك أنت زمن يقودك زمن مثلك ، أعمي يقودك أعمى مثلك .
اصحب المؤمنين الموقنين الصالحين واصبر على كلامهم وقبله واعمل به وقد أفلحت ، اسمع قول الشيوخ واعمل به واحترمهم إن أردت الفلاح كان لي شيخ كلما أشكل علي وخطر بقلبي يحدثني به ولا يحوجني إلى الكلام فكان ذلك لاحترامي وحسن أدبي معه ما صحبت قط الشيوخ إلا بالاحترام وحسن الأدب .
الصوفي لا يكون بخيلا لأنه ما بقي له شيء يبخل به وقد ادعى ترك الكل إن أعطى شيئا أخذه لغيره لا له قد صفا قلبه عن الموجودات والمصورات .
إنما يبخل من له مال . والصوفي قد صارت الأشياء لغيره فكيف يبخل بمال غيره لا عدو له ولا صديق ولا التفات له إلى سماع الحمد والذم لا يرى العطاء والمنع والضر والنفع من غير الله عز وجل لا يفرح بالحياة ولا يغم بالموت موته سخط ربه عز وجل عليه وحياته رضاه عنه .
وحشته في الجلوة وأنسه في الخلوة ، طعامه ذكر ربه عز وجل وشرابه من شراب الأنس به ، لا جرم لا يكون بخيلا بحطام الدنيا وما فيها لأنه عنده غني عن الجميع .
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin