المجلس الثامن عشر
وقال رضى الله عنه بكرة الأحد بالرباط سادس عشر في القعدة سنة خمس وأربعين وخمسمائة بعد كلام :
قد أخبرك الله عز وجل بجهاديين : ظاهر وباطن
فالباطن :
جهاد النفس والهوى والطبع والشيطان والتوبة عن المعاصى والزلات والثبات عليها وترك الشهوات المحرمات.
والظاهر :
جهاد الكفار المعاندين له ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومقاساة سيوفهم ورماحهم وسهامهم يقتلون ويقتلون .
فالجهاد الباطن أصعب من الجهاد الظاهر ، لانه شئ ملازم متكرر , وكيف لا يكون اصعب من الجهاد الظاهر وهو قطع مألوفات النفس من المحرمات وهجرانها وامتثال أوامر الشرع والانتهاء عن نهيه .
فمن امتثل أمر الله عز وجل في الجهادين حصلت له المجازاة دنيا وآخرة , الجراحات في جسد الشهيد كالفصد في يد أحدكم لا الم لها عنده ، والموت في حق المجاهد لنفسه التائب من ذنوبه كشرب العطشاء للماء البارد .
يا قوم ما نكلفكم بشئ إلا ونعطيكم خيرا منه , المراد كل لحظة له أمر ونهى يخصه من حيث قلبه ، بخلاف بقية الخلق بخلاف المنافقين
أعداء الله عز وجل ورسوله بجهلهم بالحق عز وجل وعداوتهم له يدخلون النار ، وكيف لا يدخلونها وقد كانوا في الدنيا يخالفون الحق عز وجل.
ويوافقون نفوسهم وأهويتهم وطباعهم وعاداتهم وشياطينهم ويؤثرون دنياهم على اخراهم ، كيف لا يدخلون النار وقد سمعوا هذا القرآن ولم يؤمنوا به ولم يعملوا باوامره وينتهوا عن نواهيه .
يا قوم آمنوا بهذا القرآن واعملوا به وأخلصوا في أعمالكم ، لا تراءوا ولا تنافقوا في أعمالكم ولا تطلبوا الحمد من الخلق والأعواض عليها منهم ، آحاد أفراد من الخلق يؤمنون بهذا القرآن يعلمون به لوجه الله عز وجل , ولهذا قل المخلصون وكثر المنافقون .
ما كسلكم في طاعة الله عز وجل وأقواكم في طاعة عدوه وعدوكم الشيطان الرجيم ، القوم يتمنون أن لا يخلوا من تكاليف الحق عز وجل , قد علموا أن في الصبر على تكاليفه وأقفيته وآقداره خيرا كثيرا دنيا وآخرة .
يوافقونه في تصاريفه وتقاليبه :
تارة في الصبر وتارة في الشكر .
تارة في القرب وتارة في البعد .
تارة في التعب وتارة في الراحة .
تارة في الغنى وتارة في الفقر .
تارة في العافية وتارة في المرض .
كل أمنيتهم حفظ قلوبهم مع الحق عز وجل .
هذا هو أهم الأشياء إليهم يتمنون سلامتهم وسلامة الخلق مع الخالق عز وجل ما يزالون يسألون الحق عز وجل في مصالح الخلق .
يا غلام كن صحيحا تكن فصيحا . كن صحيحا في الحكم تكن فصيحا في العلم , كن صحيحا في السر تكن فصيحا في العلانية , كل الملامة في طاعة الحق عز وجل .
وهى امتثال جميع ما أمر به والانتهاء عن جميع ما نهى عنه والصبر على جميع ما قضى به , من استجاب لله عز وجل أجابه ، ومن أطاعه طوع له جميع خلقه .
يا قوم اقبلوا مني فإني ناصح لكم , أنا ناحية عني وعنكم في جميع ما أنا فيه , أنا ناحية عنه أتفرج على فعل الله عز وجل في وفيكم ، لا
تتهموني فإنى أريد لكم ما أريد لنفسى .
قال النبى صلى الله عليه وسلم :
"لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يريد لأخيه المسلم ما يريده لنفسه "
هذا قول أميرنا ورئيسنا وكبيرنا وقائدنا وسفيرنا وشفيعنا ، مقدم النبيين والمرسلين والصديقين من زمان آدم عليه السلام إلى يوم القيامة .
قد نفى كمال الإيمان عمن لا يحب لأخيه المسلم مثل ما يحب لنفسه .
اذا أحببت لنفسك أطايب الأطعمة واحسن الكسوة وأطيب المنازل وأحسن الوجوه وكثرة الأموال وأحببت لأخيك المسلم بالضد من ذلك فقد كذبت في دعواك كمال الايمان .
يا قليل التدبير لك جار فقير ، ولك أهل فقراء ولك مال عليه زكاة ، ولك ربح كل يوم ربح فوق ربح .
ومعك قدر يزيد على قدر حاجتك اليه ، فمنعك لهم عن العطاء هو الرضا بما هم فيه من الفقر .
ولكن اذا كان نفسك وهواك وشيطانك وراءك فلا جرم لا يسهل عليك فعل الخير .
معك قوة حرص وكثرة أمل وحب الدنيا وقلة تقوى وإيمان .
أنت مشرك بك وبمالك وبالخلق وما عندك خير ، من كثرت رغبته في الدنيا واشتد حرصه عليها ونسى الموت ولقاء الحق عز وجل ولم يفرق بين الحلال والحرام فقد تشبه بالكفار الذين قالوا :
"ما هى إلا حياتنا الدنيا نموت نؤمينا وما يهلكنا إلا الدهر" .
كأنك واحد منهم ولكن قد تحليت بالإسلام وقد حقنت دمك بالشهادتين ، ووافقت المسلمين في الصلاة والصيام عادة لا عبادة ؟
تظهر للناس أنك تقي وقلبك فاجر وما ينفعك ذلك .
يا قوم أيش ينفعكم الجوع والعطش بالنهار و الافطار على الحرام بالليل ، تصومون بالنهار وتعصون بالليل .
يا أكلة الحرام أنتم تمنعون نفوسكم شرب الماء بالنهار ثم تفطرون على دماء المسلمين ، ومنكم من يصوم بالنهار ويفسق بالليل .
عن النبي صلى الله تعالى عليه وملم أنه قال :
"لا تخذل أمتى ما عظموا شهر رمضآن " .
تعظيمه التقوى فيه وأن تصومه لوجه الله مع حفظ حدود الشرع .
يا غلام صم وإذا أفطرت واس الفقراء بشئ من افطارك ، لا تأكل وحدك فإن من أكل وحده ولم يطعم يخاف عليه من الفقروالكدية .
يا قوم تشبعون وجيرانكم جياع ، وتدعون أنكم مؤمنون ، ما صح إيمانكم يكون بين يدي احدكم طعام كثير يفضل عنه وعن أهله ويقف السائل على بابه و يرد خائبا عن قريب تصير خبرك عن قريب تصير مثله وترد كما رددته مع القدرة على عطائه .
ويحك هلا قمت وأخذت ما بين يديك وأعطيته تجمع بين الحالين ، التواضع في قيامك والعطاء من مالك ، نبينا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم .
كان يعطي السائل بيده ويعلف ناقته , ويحلب شاته ، ويخيط قميصه .
كيف تدعون متابعته وأنتم غافلون له في أقواله وأفعاله ، وأنتم في دعوى عريضة بلا بينة ؟
يقال في المثل إما أن تكون يهوديا خالصا وإلا فلا تتولع بالتوراة .
وهكذا أقول لك إ ما انك تاتى بشرائط الإسلام ، وإلا فلا تقل أنا مسلم .
عليكم بشرائط الإسلام ، عليكم بحقيقة الإسلام ، وهزي الاستسلام بين يدي الحق عز وجل .
واس الخلق اليوم حتى يواسيك الحق عز وجل غدا برحمته .
ارحم من في الأرض حتى يرحمك من في السماء ، وقال بعد كلام ما دمت قائما مع نفسك لا تصل إلى هذا المقام .
ما دمت توصل إليها حظوظها فأنت في قيدها .
وفها حقها وامنعها حظها ، بإيصال الحق إليها بقاؤها . وبإيصال الحظ إليها هلاكها .
حقها ما لا بد منه من الطعام واللباس والشراب وموضع تسكن فيه .
وحظها اللذات والشهوات خذ حقها من يد الشرع . وكل حظها الي القدر والسابقة في علم الله عز وجل اطعمها المباح لا الحرام .
اقعد على باب الشرع وألزمها بخدمته وقد افلحت أما سمعت قول الله عز وجل
"ومن آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"
اقنع باليسير ووطن نفسك عليه , نهان جاء الكثير من يد السابقة والعلم كنت فيه ، إذا قنعت باليسير ما تهلك نفسك ولا يفوتها ما قسم لها .
كان الحسن البصري رحمة الله عليه يقول :
يكفي المؤمن ما يكفي العنيزة كف من حشف وشربة ماء المؤمن يتقوت والمنافق يتمتع .
المؤمن يتقوت لسانه في الطريق ما وصل إلي المنزل قد علم أن له في المنزل كل ما يحتاج إليه . والمنافق لا منزل له لا مقصد له .
ما كثر تفريطكم في الأيام والشهور ؟
تقطعون الأعمار بلا نفع ؟
أراكم لا تفرطون في دنيكم وتفرطون في أديانكم اعكسوا تصيبوا ؟
الدنيا ما بقيت على أحد ، وهكذا لا تبقى عليكم .
يا قوم أمعك توقيع من الحق عز وجل بالحياة ، ما أقل تدبيركم ، من يعمر دنيا غيره بخراب آخرته ، يجمع الدنيا لغيره بتفرق دينه .
يوقع بينه وبين الحق عز وجل وسخطه عليه لرضا مخلوق مثلا .
لو علم وتيقن أنه ميت عن قريب حاضر بين يدي الحق عز وجل وأنه محاسب على جميع تصرفاته لأقصر عن كثير من أعماله .
عن لقمان الحكيم رحمه الله عليه أنه قال لابنه :
يا بني كما تمرض ولا تدري كيف تمرض هكذا تموت ولا تدري كيف تموت.
أحذركم وأنهاكم ولا تحذرون ولا تنتهون يا غائبين عن الخير مشغولين بالدنيا عن قريب تشب عليكم الدنيا تخنقكم ولا ينفعكم ما جمعتموه من يدها ولا ما تلذذتم بها بل يكون جميع ذلك وبالا عليكم .
يا غلام عليك بالاحتمال وقطع الشر للكلمات أخوات اذا كلمك واحد منهم كلمة ثم أجبته عنها جاءت أخواتها ثم يحضر الشر بينكما.
آحاد أفراد من الخلق يؤهلون لدعوة الخلق إلى باب الحق عز وجل وهم حجة عليهم ان لم يقبلوا منهم هم نعمة على المؤمنين نقمة على المنافقين أعداء دين الله عز وجل .
الله طيبنا بالتوحيد ؟
وبخرنا بالفناء عن الخلق وما سواك في الجملة .
لما موحدين يا مشركين ليس بيد أحد من الخلق شئ الكل عجزت الملوك والمماليك والسلاطين والأغنياء والفقراء كلهم إسراء قدر الله عز وجل , قلوبهم بيده يقلبها كيف يشاء .
"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" .
لا تمسنوا نفوسكم فإنها تأكلكم ، كمن يأخذ كلبا ضاريا فيربيه ويسمنه ويخلو معه فلا جرم ياكله . لا تطلقوا أعنة النفوس وتحذوا سككينها فإنها ترمى بكم في أودية الهلاك وتخدعكم .
اقطعوا موادها ولا تطلقوها في شهواتها , اللهم أعنا على نفوسنا .
وقال رضى الله عنه بكرة الأحد بالرباط سادس عشر في القعدة سنة خمس وأربعين وخمسمائة بعد كلام :
قد أخبرك الله عز وجل بجهاديين : ظاهر وباطن
فالباطن :
جهاد النفس والهوى والطبع والشيطان والتوبة عن المعاصى والزلات والثبات عليها وترك الشهوات المحرمات.
والظاهر :
جهاد الكفار المعاندين له ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومقاساة سيوفهم ورماحهم وسهامهم يقتلون ويقتلون .
فالجهاد الباطن أصعب من الجهاد الظاهر ، لانه شئ ملازم متكرر , وكيف لا يكون اصعب من الجهاد الظاهر وهو قطع مألوفات النفس من المحرمات وهجرانها وامتثال أوامر الشرع والانتهاء عن نهيه .
فمن امتثل أمر الله عز وجل في الجهادين حصلت له المجازاة دنيا وآخرة , الجراحات في جسد الشهيد كالفصد في يد أحدكم لا الم لها عنده ، والموت في حق المجاهد لنفسه التائب من ذنوبه كشرب العطشاء للماء البارد .
يا قوم ما نكلفكم بشئ إلا ونعطيكم خيرا منه , المراد كل لحظة له أمر ونهى يخصه من حيث قلبه ، بخلاف بقية الخلق بخلاف المنافقين
أعداء الله عز وجل ورسوله بجهلهم بالحق عز وجل وعداوتهم له يدخلون النار ، وكيف لا يدخلونها وقد كانوا في الدنيا يخالفون الحق عز وجل.
ويوافقون نفوسهم وأهويتهم وطباعهم وعاداتهم وشياطينهم ويؤثرون دنياهم على اخراهم ، كيف لا يدخلون النار وقد سمعوا هذا القرآن ولم يؤمنوا به ولم يعملوا باوامره وينتهوا عن نواهيه .
يا قوم آمنوا بهذا القرآن واعملوا به وأخلصوا في أعمالكم ، لا تراءوا ولا تنافقوا في أعمالكم ولا تطلبوا الحمد من الخلق والأعواض عليها منهم ، آحاد أفراد من الخلق يؤمنون بهذا القرآن يعلمون به لوجه الله عز وجل , ولهذا قل المخلصون وكثر المنافقون .
ما كسلكم في طاعة الله عز وجل وأقواكم في طاعة عدوه وعدوكم الشيطان الرجيم ، القوم يتمنون أن لا يخلوا من تكاليف الحق عز وجل , قد علموا أن في الصبر على تكاليفه وأقفيته وآقداره خيرا كثيرا دنيا وآخرة .
يوافقونه في تصاريفه وتقاليبه :
تارة في الصبر وتارة في الشكر .
تارة في القرب وتارة في البعد .
تارة في التعب وتارة في الراحة .
تارة في الغنى وتارة في الفقر .
تارة في العافية وتارة في المرض .
كل أمنيتهم حفظ قلوبهم مع الحق عز وجل .
هذا هو أهم الأشياء إليهم يتمنون سلامتهم وسلامة الخلق مع الخالق عز وجل ما يزالون يسألون الحق عز وجل في مصالح الخلق .
يا غلام كن صحيحا تكن فصيحا . كن صحيحا في الحكم تكن فصيحا في العلم , كن صحيحا في السر تكن فصيحا في العلانية , كل الملامة في طاعة الحق عز وجل .
وهى امتثال جميع ما أمر به والانتهاء عن جميع ما نهى عنه والصبر على جميع ما قضى به , من استجاب لله عز وجل أجابه ، ومن أطاعه طوع له جميع خلقه .
يا قوم اقبلوا مني فإني ناصح لكم , أنا ناحية عني وعنكم في جميع ما أنا فيه , أنا ناحية عنه أتفرج على فعل الله عز وجل في وفيكم ، لا
تتهموني فإنى أريد لكم ما أريد لنفسى .
قال النبى صلى الله عليه وسلم :
"لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يريد لأخيه المسلم ما يريده لنفسه "
هذا قول أميرنا ورئيسنا وكبيرنا وقائدنا وسفيرنا وشفيعنا ، مقدم النبيين والمرسلين والصديقين من زمان آدم عليه السلام إلى يوم القيامة .
قد نفى كمال الإيمان عمن لا يحب لأخيه المسلم مثل ما يحب لنفسه .
اذا أحببت لنفسك أطايب الأطعمة واحسن الكسوة وأطيب المنازل وأحسن الوجوه وكثرة الأموال وأحببت لأخيك المسلم بالضد من ذلك فقد كذبت في دعواك كمال الايمان .
يا قليل التدبير لك جار فقير ، ولك أهل فقراء ولك مال عليه زكاة ، ولك ربح كل يوم ربح فوق ربح .
ومعك قدر يزيد على قدر حاجتك اليه ، فمنعك لهم عن العطاء هو الرضا بما هم فيه من الفقر .
ولكن اذا كان نفسك وهواك وشيطانك وراءك فلا جرم لا يسهل عليك فعل الخير .
معك قوة حرص وكثرة أمل وحب الدنيا وقلة تقوى وإيمان .
أنت مشرك بك وبمالك وبالخلق وما عندك خير ، من كثرت رغبته في الدنيا واشتد حرصه عليها ونسى الموت ولقاء الحق عز وجل ولم يفرق بين الحلال والحرام فقد تشبه بالكفار الذين قالوا :
"ما هى إلا حياتنا الدنيا نموت نؤمينا وما يهلكنا إلا الدهر" .
كأنك واحد منهم ولكن قد تحليت بالإسلام وقد حقنت دمك بالشهادتين ، ووافقت المسلمين في الصلاة والصيام عادة لا عبادة ؟
تظهر للناس أنك تقي وقلبك فاجر وما ينفعك ذلك .
يا قوم أيش ينفعكم الجوع والعطش بالنهار و الافطار على الحرام بالليل ، تصومون بالنهار وتعصون بالليل .
يا أكلة الحرام أنتم تمنعون نفوسكم شرب الماء بالنهار ثم تفطرون على دماء المسلمين ، ومنكم من يصوم بالنهار ويفسق بالليل .
عن النبي صلى الله تعالى عليه وملم أنه قال :
"لا تخذل أمتى ما عظموا شهر رمضآن " .
تعظيمه التقوى فيه وأن تصومه لوجه الله مع حفظ حدود الشرع .
يا غلام صم وإذا أفطرت واس الفقراء بشئ من افطارك ، لا تأكل وحدك فإن من أكل وحده ولم يطعم يخاف عليه من الفقروالكدية .
يا قوم تشبعون وجيرانكم جياع ، وتدعون أنكم مؤمنون ، ما صح إيمانكم يكون بين يدي احدكم طعام كثير يفضل عنه وعن أهله ويقف السائل على بابه و يرد خائبا عن قريب تصير خبرك عن قريب تصير مثله وترد كما رددته مع القدرة على عطائه .
ويحك هلا قمت وأخذت ما بين يديك وأعطيته تجمع بين الحالين ، التواضع في قيامك والعطاء من مالك ، نبينا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم .
كان يعطي السائل بيده ويعلف ناقته , ويحلب شاته ، ويخيط قميصه .
كيف تدعون متابعته وأنتم غافلون له في أقواله وأفعاله ، وأنتم في دعوى عريضة بلا بينة ؟
يقال في المثل إما أن تكون يهوديا خالصا وإلا فلا تتولع بالتوراة .
وهكذا أقول لك إ ما انك تاتى بشرائط الإسلام ، وإلا فلا تقل أنا مسلم .
عليكم بشرائط الإسلام ، عليكم بحقيقة الإسلام ، وهزي الاستسلام بين يدي الحق عز وجل .
واس الخلق اليوم حتى يواسيك الحق عز وجل غدا برحمته .
ارحم من في الأرض حتى يرحمك من في السماء ، وقال بعد كلام ما دمت قائما مع نفسك لا تصل إلى هذا المقام .
ما دمت توصل إليها حظوظها فأنت في قيدها .
وفها حقها وامنعها حظها ، بإيصال الحق إليها بقاؤها . وبإيصال الحظ إليها هلاكها .
حقها ما لا بد منه من الطعام واللباس والشراب وموضع تسكن فيه .
وحظها اللذات والشهوات خذ حقها من يد الشرع . وكل حظها الي القدر والسابقة في علم الله عز وجل اطعمها المباح لا الحرام .
اقعد على باب الشرع وألزمها بخدمته وقد افلحت أما سمعت قول الله عز وجل
"ومن آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"
اقنع باليسير ووطن نفسك عليه , نهان جاء الكثير من يد السابقة والعلم كنت فيه ، إذا قنعت باليسير ما تهلك نفسك ولا يفوتها ما قسم لها .
كان الحسن البصري رحمة الله عليه يقول :
يكفي المؤمن ما يكفي العنيزة كف من حشف وشربة ماء المؤمن يتقوت والمنافق يتمتع .
المؤمن يتقوت لسانه في الطريق ما وصل إلي المنزل قد علم أن له في المنزل كل ما يحتاج إليه . والمنافق لا منزل له لا مقصد له .
ما كثر تفريطكم في الأيام والشهور ؟
تقطعون الأعمار بلا نفع ؟
أراكم لا تفرطون في دنيكم وتفرطون في أديانكم اعكسوا تصيبوا ؟
الدنيا ما بقيت على أحد ، وهكذا لا تبقى عليكم .
يا قوم أمعك توقيع من الحق عز وجل بالحياة ، ما أقل تدبيركم ، من يعمر دنيا غيره بخراب آخرته ، يجمع الدنيا لغيره بتفرق دينه .
يوقع بينه وبين الحق عز وجل وسخطه عليه لرضا مخلوق مثلا .
لو علم وتيقن أنه ميت عن قريب حاضر بين يدي الحق عز وجل وأنه محاسب على جميع تصرفاته لأقصر عن كثير من أعماله .
عن لقمان الحكيم رحمه الله عليه أنه قال لابنه :
يا بني كما تمرض ولا تدري كيف تمرض هكذا تموت ولا تدري كيف تموت.
أحذركم وأنهاكم ولا تحذرون ولا تنتهون يا غائبين عن الخير مشغولين بالدنيا عن قريب تشب عليكم الدنيا تخنقكم ولا ينفعكم ما جمعتموه من يدها ولا ما تلذذتم بها بل يكون جميع ذلك وبالا عليكم .
يا غلام عليك بالاحتمال وقطع الشر للكلمات أخوات اذا كلمك واحد منهم كلمة ثم أجبته عنها جاءت أخواتها ثم يحضر الشر بينكما.
آحاد أفراد من الخلق يؤهلون لدعوة الخلق إلى باب الحق عز وجل وهم حجة عليهم ان لم يقبلوا منهم هم نعمة على المؤمنين نقمة على المنافقين أعداء دين الله عز وجل .
الله طيبنا بالتوحيد ؟
وبخرنا بالفناء عن الخلق وما سواك في الجملة .
لما موحدين يا مشركين ليس بيد أحد من الخلق شئ الكل عجزت الملوك والمماليك والسلاطين والأغنياء والفقراء كلهم إسراء قدر الله عز وجل , قلوبهم بيده يقلبها كيف يشاء .
"ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" .
لا تمسنوا نفوسكم فإنها تأكلكم ، كمن يأخذ كلبا ضاريا فيربيه ويسمنه ويخلو معه فلا جرم ياكله . لا تطلقوا أعنة النفوس وتحذوا سككينها فإنها ترمى بكم في أودية الهلاك وتخدعكم .
اقطعوا موادها ولا تطلقوها في شهواتها , اللهم أعنا على نفوسنا .
أمس في 20:03 من طرف Admin
» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
أمس في 20:02 من طرف Admin
» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
أمس في 19:34 من طرف Admin
» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
أمس في 19:31 من طرف Admin
» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:28 من طرف Admin
» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:26 من طرف Admin
» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
أمس في 19:24 من طرف Admin
» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
أمس في 19:21 من طرف Admin
» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
أمس في 19:19 من طرف Admin
» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
أمس في 19:17 من طرف Admin
» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
أمس في 19:14 من طرف Admin
» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
أمس في 19:12 من طرف Admin