الرسالة (91)
"العبادة في عاشوراء": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني:-
بسم الله الرّحمن الرّحيم. الحمد لله وكفى، ((وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى)).
أمّا بعدُ: فقال تعالى: ((ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ))، ومن ذلك شهر محرم الحرام، وبما فيه من آثار الهجرة النبوية العظمى، وبما في التاسع والعاشر منه، كيوم عاشوراء المبارك الذي نتوجه به للتقرب إلى الله ـ عزَّ وجلَّ؛ بصيامه، والدعاء لهذه الأمة المرحومة؛ ومن ذلك ما روي عن الحَكم بن الأعرج ـ رضي الله عنه ـ قال: انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا»، قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَصُومُهُ قَالَ: «نَعَمْ»، رواه الخمسة إلا البخاري، وفي أخرى لابن عباس ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال: صَامَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِع)) قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه مسلم وأبو داود، وفي رواية أخرى له: «أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ يَوْمُ عَاشِرٍ». رواه الترمذي وصححه.
وعن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)). رواه الخمسة إلا البخاري.
ـ فالسنة صيام التاسع والعاشر، وبها تمام السنة ـ بفضل الله ورحمته؛ وورد في مسند أحمد عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: ((صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا))، وفي رواية البيهقي: ((صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا))، وهذا لعظيم المخالفة لليهود، ومزيد في العبادة؛ ويمثل هذا؛ بين الرضا والرحمة والمغفرة؛ كما قال الصديق أبو بكر ـ رضي الله عنه: أول وقت الصلاة رضوان الله، ووسط الوقت رحمة الله، وآخر الوقت عفو الله، ثم قال: رضوان الله أحب إلي من عفو الله. وهذا يؤذن بأن إيقاع الصلاة آخر الوقت فيه شيء ما من الغفلة؛ لأن العفو يقتضي أن يكون وقع شيء يعفى عنه.
ـ وعلى هذا من صام العاشر دون التاسع فقد فقدَ جزءاً من السنة؛ فكأنه دخل برجاء العفو، ومن صامهما معاً، فقد دخل بالسنة والرحمة الإلهية، ومن صام الحادي عشر، فقد أخذ بأحوط السنة، وأحوط المخالفة لليهود؛ فدخل في رضوان الله تعالى.
ـ وفي هذا العام نصوم بتوفيق الله يوم الثلاثاء والأربعاء والخميس.
ـ ووسعوا على عوائلكم فيهن ـ فهو من السنة كذلك، والحمد لله على ذلك.
اللَّهم؛ وفقنا للإتباع، ونعوذ بك من الابتداع، وتقبل اللَّهم صيامنا ودعاءنا، واجعل اللَهم قصدنا خالصاً لوجهك الكريم، وارحمنا وأمة خاتم النبيين ـ صلى الله عليه وعليهم أجمعين ـ رحمة الدارين. آمين . والحمد لله ربّ العالمين.
ابنه وخادمه محمّد
"العبادة في عاشوراء": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني:-
بسم الله الرّحمن الرّحيم. الحمد لله وكفى، ((وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى)).
أمّا بعدُ: فقال تعالى: ((ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ))، ومن ذلك شهر محرم الحرام، وبما فيه من آثار الهجرة النبوية العظمى، وبما في التاسع والعاشر منه، كيوم عاشوراء المبارك الذي نتوجه به للتقرب إلى الله ـ عزَّ وجلَّ؛ بصيامه، والدعاء لهذه الأمة المرحومة؛ ومن ذلك ما روي عن الحَكم بن الأعرج ـ رضي الله عنه ـ قال: انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِي زَمْزَمَ، فَقُلْتُ لَهُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «إِذَا رَأَيْتَ هِلَالَ الْمُحَرَّمِ فَاعْدُدْ، وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا»، قُلْتُ: هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَصُومُهُ قَالَ: «نَعَمْ»، رواه الخمسة إلا البخاري، وفي أخرى لابن عباس ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال: صَامَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِع)) قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه مسلم وأبو داود، وفي رواية أخرى له: «أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَوْمِ عَاشُورَاءَ يَوْمُ عَاشِرٍ». رواه الترمذي وصححه.
وعن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ)). رواه الخمسة إلا البخاري.
ـ فالسنة صيام التاسع والعاشر، وبها تمام السنة ـ بفضل الله ورحمته؛ وورد في مسند أحمد عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: ((صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا))، وفي رواية البيهقي: ((صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا))، وهذا لعظيم المخالفة لليهود، ومزيد في العبادة؛ ويمثل هذا؛ بين الرضا والرحمة والمغفرة؛ كما قال الصديق أبو بكر ـ رضي الله عنه: أول وقت الصلاة رضوان الله، ووسط الوقت رحمة الله، وآخر الوقت عفو الله، ثم قال: رضوان الله أحب إلي من عفو الله. وهذا يؤذن بأن إيقاع الصلاة آخر الوقت فيه شيء ما من الغفلة؛ لأن العفو يقتضي أن يكون وقع شيء يعفى عنه.
ـ وعلى هذا من صام العاشر دون التاسع فقد فقدَ جزءاً من السنة؛ فكأنه دخل برجاء العفو، ومن صامهما معاً، فقد دخل بالسنة والرحمة الإلهية، ومن صام الحادي عشر، فقد أخذ بأحوط السنة، وأحوط المخالفة لليهود؛ فدخل في رضوان الله تعالى.
ـ وفي هذا العام نصوم بتوفيق الله يوم الثلاثاء والأربعاء والخميس.
ـ ووسعوا على عوائلكم فيهن ـ فهو من السنة كذلك، والحمد لله على ذلك.
اللَّهم؛ وفقنا للإتباع، ونعوذ بك من الابتداع، وتقبل اللَّهم صيامنا ودعاءنا، واجعل اللَهم قصدنا خالصاً لوجهك الكريم، وارحمنا وأمة خاتم النبيين ـ صلى الله عليه وعليهم أجمعين ـ رحمة الدارين. آمين . والحمد لله ربّ العالمين.
ابنه وخادمه محمّد
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin