"الكون الحقيقي": لحضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني:-
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله وكفى، {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}، والصّلاة والسّلام على نبيه المجتبى، وعلى آله وأصحابه أهل الصدق والصفا والوفا.
أمّا بعد: فقال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِين}، أي: ليرى إبراهيم ـ عليه السّلام ـ ببصيرته ما اشتملت عليه من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة، ليكون على الإيقان بما يحصل له من الأدلة، والعلم التام بجميع المطالب من عظيم العجائب وبدائع دلالة الربوبية وصنائعها؛ فرأى الخليل ـ عليه السّلام ـ الملكوت استدلالاً بالخلق على الحق ـ جلَّ وعلا، فلما كُشف له تبرأ عن الكل إجمالاً؛ فقال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
"أي سادة": الكون كونان؛ كون ظاهر زائل، وكون حقيقي باقي.
ـ فالكون الظاهر: هو الكون الذي نعيش فيه ونراه؛ وهو كالخيال بفنائه، لولا حقائق الشرع الحنيف فيه، والتعلق بالكون الظاهر أتعاب، وهموم، وموت، وحسابه على ما فُرط فيه بجنب الله ـ عزَّ وجلَّ.
"أي إخوتي": كل متغير زائل، فسبحان الذي يغير ولا يتغير ـ جلَّ من له البقاء، فهو الحي الذي قامت به الحياة، وهو القيوم القائم بذاته لذاته، لا يحتاج إلى محل ولا مخصص ـ جلَّ جلاله، وعمَّ فضله ونواله.
والكون الحقيقي؛ بالله ورسوله ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وما يرتبط بهما ويتصل؛ "ديناً وروحاً ودعوةً"؛ وبذلك حياة الأنس والكمال، فهي: الحياة الحقيقية الأبدية، ببقاء الملك الحق المبين ـ جلَّ وعلا، وفيض نعمائه الظاهرة والباطنة التي لا تُحصى ولا تنتهي. اللّهم؛ أفض علينا من نعمائك الظاهرة والباطنة، وتولنا بما يرضيك عنا، يا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين، ويا أجود الأجودين. آمينَ آمين آمين. والحمد لله ربّ العالمين.
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}، {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ . وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
ابنه وخادمه محمّد
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله وكفى، {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى}، والصّلاة والسّلام على نبيه المجتبى، وعلى آله وأصحابه أهل الصدق والصفا والوفا.
أمّا بعد: فقال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِين}، أي: ليرى إبراهيم ـ عليه السّلام ـ ببصيرته ما اشتملت عليه من الأدلة القاطعة، والبراهين الساطعة، ليكون على الإيقان بما يحصل له من الأدلة، والعلم التام بجميع المطالب من عظيم العجائب وبدائع دلالة الربوبية وصنائعها؛ فرأى الخليل ـ عليه السّلام ـ الملكوت استدلالاً بالخلق على الحق ـ جلَّ وعلا، فلما كُشف له تبرأ عن الكل إجمالاً؛ فقال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
"أي سادة": الكون كونان؛ كون ظاهر زائل، وكون حقيقي باقي.
ـ فالكون الظاهر: هو الكون الذي نعيش فيه ونراه؛ وهو كالخيال بفنائه، لولا حقائق الشرع الحنيف فيه، والتعلق بالكون الظاهر أتعاب، وهموم، وموت، وحسابه على ما فُرط فيه بجنب الله ـ عزَّ وجلَّ.
"أي إخوتي": كل متغير زائل، فسبحان الذي يغير ولا يتغير ـ جلَّ من له البقاء، فهو الحي الذي قامت به الحياة، وهو القيوم القائم بذاته لذاته، لا يحتاج إلى محل ولا مخصص ـ جلَّ جلاله، وعمَّ فضله ونواله.
والكون الحقيقي؛ بالله ورسوله ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وما يرتبط بهما ويتصل؛ "ديناً وروحاً ودعوةً"؛ وبذلك حياة الأنس والكمال، فهي: الحياة الحقيقية الأبدية، ببقاء الملك الحق المبين ـ جلَّ وعلا، وفيض نعمائه الظاهرة والباطنة التي لا تُحصى ولا تنتهي. اللّهم؛ أفض علينا من نعمائك الظاهرة والباطنة، وتولنا بما يرضيك عنا، يا أرحم الراحمين، ويا أكرم الأكرمين، ويا أجود الأجودين. آمينَ آمين آمين. والحمد لله ربّ العالمين.
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}، {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}، {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ . وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
ابنه وخادمه محمّد
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin
» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
18/11/2024, 22:41 من طرف Admin
» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
18/11/2024, 22:34 من طرف Admin
» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:23 من طرف Admin
» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
18/11/2024, 22:21 من طرف Admin
» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
18/11/2024, 21:50 من طرف Admin
» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
18/11/2024, 21:38 من طرف Admin