من كتاب: كتاب شرح التائية الكبرى نظم السلوك سلطان العاشقين ابن الفارض ـ شرح الابيات 61 - 70

كتاب شرح التائية الكبرى نظم السلوك سلطان العاشقين ابن الفارض للشيخ داوود ابن محمود ابن محمد القيصري

شرح الابيات 61 - 70 قصيدة التائية الكبرى
61 - وأين الصفا؟ هيهات من عیش عاشق … وجنة عدن، بالمكاره، حفت
61 - أي: وأين يكون الصفا هیهات وبعد من عيش العاشق، والحال أن الجنة محفوفة بالمكاره (كما قال عليه الصلاة والسلام : "حفت الجنة بالمكاره".رواه البخاري ومسلم.


62 - ولي نفس حر، لو بذلت لها، على …. تسليك، ما فوق المنى ما تسلت
62 - ثم أشار إلى ثباته في المحبة وعدم تسليه عنها، بقوله : أي : ولي نفس حرة غير مقيدة بالقيود الكونية ، لو بذلت لها كل ما في العالم من الطيبات التي تتمناها النفس وما فوقها "مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" أنها "أن" تتسلى منك بترك محبتك ما تسلت.
" ويقال تسليك: يرید سلوانك، أي التناسي والإغفال."


63 - ولو أبعدت بالصد والهجر و القلی …. وقطع الرجا، عن خلتي، ما تخلت
63 - أي : ولو أبعدتها بالصدود والمحن وبلايا الهجر والفلا وقطع رجائها عن خلتها ما تخلت عنك.


64 - وعن مذهبي، في الحب، مالي مذهب …. وإن ملت يوما عنه فارقت ملتي
64 - أي : وعن مذهبي وطريقتي في حبك ليس لي ذهاب ، وإن ملت يوما عن حبك فارقت ديني وعقيدتي.
" المذهب: أي الطريقة والمعتقد، الملة : الشريعة في الدين ".


65 - ولو خطرت لي، في سواك إرادة …. على خاطري، سهوا، قضیت بردتي
65 - أي: ولو خطرت في قلبي إرادة غيرك سهوا، فضلا عن أن تكون قصدا ، ح?مت بإرتدادي عن ديني و خروجي عن زمرة العاشقين.


66 - لك الحكم في أمري فما شئت فاصنعي … فلم تك إلا فيك لا عنك، رغبتي
66 - أي: لك الحكم في أمري لا لي، إذ ليس لي شيء أحكم عليه، فالذي شئت فاصنعي، فإن رغبتي ثم تك إلا فيك لا عنك.


67 - ومحكم عهد، لم يخامره بيننا ... تخيل نسخ، وهو خير ألية
67 - أي: أقسم بحب محكم بيننا الذي لم يخالطه تخیل نسخ وإبطال، أي : لم يتغير ولم يتبدل، والحال أن هذا القسم عندي خير قسم.
"العهد المحكم : الوثيق . لم يخامره: لم يداخله . النسخ: مصدر نسخ العهد: أبطله. الألية : العهد والقسم من ألى. والإيلاء : القسم والحلف. "


68 - وأخذك ميثاق الولا حيث لم ابن … بمظهر لبس النفس، في فيء طينتي
68 - أي: وأقسم بالعهد السابق الذي لم يتغير من وقت وقع عهدي فيه ، وأقسم بلا حق عقد مع نبيه صلى الله عليه وسلم أي: عقد جل عن الانحلال بالفترة والفطرة .


69 - وسابق عهد لم يحل مذ عهدته، ... ولاحق عقد، جل عن حل فترة
69 - أي : وأقسم بأخذك ميثاق المحبة والولاء في يوم «ألست بربكم أن لا نعبد غيرك ولا نحب إلا لك .
كما قال رب العزة : "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه" [الإسراء: الآية 23] حيث لم أبن "أظهر"، أي في مقام لم أظهر فيه بهذه الصورة العنصرية .
ولما كان البدن مظهرا لصفات النفس قال : بمظهره ولكونه كاللباس الساتر إياها عبر عنه بلبس النفس، ولكونه ظلمانيا ودليلا على جوهر النفس قائما بها جعله ظلا. " لم يحل : لم يتحول، لم يتبدل. جل: تنزه."


70 - ومطلع أنوار بطلعتك، التي ... لبهجتها، كل البدور استسرت
70 - أي: وأقسم بطلوع أنوار ?ائنة في وجهك الباقي وطلعتك التي لأجل طلوع أنوارها الكاملة وإشراقها، كل البدور استسرت واختفت .
"استسرت من سرى و الساري ".