مع الحبيب المصطفى ﷺ : تعرفوا على الله في الرخاء
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
298ـ تعرفوا على الله في الرخاء
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُرَبِّي الأُمَّةَ عَلَى مُرَاقَبَةِ اللهِ تعالى، وَيَغْرِسُ في نُفُوسِهِمُ الاعْتِمَادَ وَالتَّوَكُّلَ عَلَى اللهِ تعالى، وَعَلَى أَنَّ الفَاعِلَ الحَقِيقِيَّ في الوُجُودِ كُلِّهِ إِنَّمَا هُوَ اللهُ تعالى.
روى الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً فَقَالَ: «يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِـشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِــشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَـضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ، وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».
وفي رواية للحاكم قَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْخَلَائِقَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَعْطُوكَ شَيْئَاً لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُعْطِيَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا أَنْ يَصْرِفُوا عَنْكَ شَيْئَاً أَرَادَ اللهُ أَنْ يُصِيبَكَ بِهِ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ، فَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرَاً، وَاعْلَمْ أَنَّ الْقَلَمَ قَدْ جَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ».
تَوْجِيهَاتٌ عَظِيمَةٌ، وَمَبَادِئُ قَوِيمَةٌ، يَغرِسُهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في نَفْسِ هَذَا الغُلَامِ النَّاشِئِ، لِأَنَّهُ هُوَ العُمْدَةُ في المُسْتَقْبَلِ.
تَعَرَّفُوا عَلَى اللهِ في الرَّخَاءِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: تَعَرَّفُوا عَلَى اللهِ تعالى في الرَّخَاءِ، وَذَلِكَ بِتَقْدِيمِ العَمَلِ الصَّالِحِ بَعْدَ الإِيمَانِ، وَاجْعَلُوا ذَلِكَ رَصِيدَاً لَكُمْ عِنْدَ اللهِ تعالى ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرَاً وَأَعْظَمَ أَجْرَاً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَهَا تَقَلُّبَاتٌ، وَمِنَ المُحَالِ دَوَامُ الحَالِ، كَمْ مَضَى مِنْ عُمُرِ الحَيَاةِ، وَكَمْ سَلَفَ مِنَ العُصُورِ، وَكَمْ تَقَلَّبَ مِنَ الدُّهُورِ، أُمَمٌ عَلَى إِثْرِهَا أُمَمٌ، وَأَجْيَالٌ تَعْقُبُهَا أَجيَالٌ، وَرِجَالٌ عَلَى إِثْرِ رِجَالٍ، أُمُورٌ تُدَارُ، وَاللهُ تعالى يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَنْ تَفَطَّنَ لِنَفْسِهِ، وَلَمْ يَغْفُلْ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّهُ يَسْتَغِلُّ أَيَّامَ رَخَائِهِ في طَاعَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وفي القُرُبَاتِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى مَا خَلَقَنَا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا إِلَّا للاخْتِبَارِ وَالابْتِلَاءِ.
فَمَنْ عَرَفَ اللهَ تعالى في الرَّخَاءِ عَرَفَهُ اللهُ تعالى في الشِّدَّةِ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَنُوحَاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلَّاً آتَيْنَا حُكْمَاً وَعِلْمَاً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ * وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ * وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلَاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ * وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبَاً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ * وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدَاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبَاً وَرَهَبَاً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ، وَلَا يَمَلُّونَ مِنْهَا، كَانُوا مُتَّصِلِينَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ في أَيَّامِ الرَّخَاءِ، فَعَرَفَهُمُ اللهُ تعالى في الشَّدَائِدِ وَالمِحَنِ، وَاسْتَجَابَ لِدَعَوَاتِهِمْ.
المُسَارَعَةُ إلى الخَيْرَاتِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عِنْدَمَا غَرَسَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في نُفُوسِ النَّاشِئَةِ: «تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ» دَفَعَهُمْ بِذَلِكَ إلى المُسَارَعَةِ إلى الخَيْرَاتِ، لِأَنَّ العُمُرَ قَصِيرٌ، وَالأَجَلَ قَرِيبٌ، وَلَا يَدْرِي العَبْدُ مَاذَا خَبَّأَ لَهُ القَدَرُ.
مَنْ غُرِسَ في قَلْبِهِ: «تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ» سَارَعَ إلى الخَيْرَاتِ، وَفَهِمَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالمُتَّقِينَ﴾. وَاسْتَجَابَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾. وَتَدَبَّرَ قَوْلَ اللهِ حِكَايَةً عَنْ سَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾.
مَنْ غُرِسَ في قَلْبِهِ: «تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ» أَسْرَعَ إلى الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، لِأَنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ مِنْ حَوَادِثَ، وَمِنْ مَرَضٍ، أَو فِتْنَةٍ، أَو أَجَلٍ، روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنَاً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنَاً وَيُمْسِي كَافِرَاً، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنَاً وَيُصْبِحُ كَافِرَاً، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا».
وروى أبو داود والحاكم عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ، إِلَّا فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ».
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الفَاعِلُ الحَقِيقِيُّ في الكَوْنِ إِنَّمَا هُوَ اللهُ تعالى، وَالسَّعِيدُ مَنْ تَعَرَّفَ عَلَى اللهِ تعالى في الرَّخَاءِ، السَّعِيدُ مَنْ أَقْبَلَ عَلَى اللهِ تعالى، لِأَنَّ الدُّنْيَا لَهَا تَقَلُّبَاتٌ، فَالسَّعِيدُ مَنْ جَعَلَ لَهُ رَصِيدَاً عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
يَقُولُ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وَإِقْبَالَاً، وَإِنَّ لِلْقُلُوبِ فَتْرَةً وَإِدْبَارَاً، فَاغْتَنِمُوهَا عِنْدَ شَهْوَتِهَا وَإِقْبَالِهَا، وَدَعُوهَا عِنْدَ فَتْرَتِهَا وَإِدْبَارِهَا.
وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:
إِذَا هَـبَّـتْ رِيَـاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا *** فَـإِنَّ لِـكُـلِّ خَـافِـقَةٍ سُكُونُ
وَلَا تَغْفُلْ عَنِ الإِحْسَانِ فِيهَا *** فَمَا تَدْرِي السُّكُونُ مَتَى يَكُونُ
وَإِنْ دَرَّتْ نِيَاقُك فَـاحْـتَلِبْهَا *** فَمَا تَدْرِي الْفَصِيلُ لِمَنْ يَـكُونُ
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِمَا يُرْضِيكَ عَنَّا. آمين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
298ـ تعرفوا على الله في الرخاء
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُرَبِّي الأُمَّةَ عَلَى مُرَاقَبَةِ اللهِ تعالى، وَيَغْرِسُ في نُفُوسِهِمُ الاعْتِمَادَ وَالتَّوَكُّلَ عَلَى اللهِ تعالى، وَعَلَى أَنَّ الفَاعِلَ الحَقِيقِيَّ في الوُجُودِ كُلِّهِ إِنَّمَا هُوَ اللهُ تعالى.
روى الترمذي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَاً فَقَالَ: «يَا غُلَامُ، إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِـشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِــشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَـضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ، وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».
وفي رواية للحاكم قَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْخَلَائِقَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَعْطُوكَ شَيْئَاً لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُعْطِيَكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا أَنْ يَصْرِفُوا عَنْكَ شَيْئَاً أَرَادَ اللهُ أَنْ يُصِيبَكَ بِهِ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ، فَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرَاً، وَاعْلَمْ أَنَّ الْقَلَمَ قَدْ جَرَى بِمَا هُوَ كَائِنٌ».
تَوْجِيهَاتٌ عَظِيمَةٌ، وَمَبَادِئُ قَوِيمَةٌ، يَغرِسُهَا سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في نَفْسِ هَذَا الغُلَامِ النَّاشِئِ، لِأَنَّهُ هُوَ العُمْدَةُ في المُسْتَقْبَلِ.
تَعَرَّفُوا عَلَى اللهِ في الرَّخَاءِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: تَعَرَّفُوا عَلَى اللهِ تعالى في الرَّخَاءِ، وَذَلِكَ بِتَقْدِيمِ العَمَلِ الصَّالِحِ بَعْدَ الإِيمَانِ، وَاجْعَلُوا ذَلِكَ رَصِيدَاً لَكُمْ عِنْدَ اللهِ تعالى ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرَاً وَأَعْظَمَ أَجْرَاً وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.
الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَهَا تَقَلُّبَاتٌ، وَمِنَ المُحَالِ دَوَامُ الحَالِ، كَمْ مَضَى مِنْ عُمُرِ الحَيَاةِ، وَكَمْ سَلَفَ مِنَ العُصُورِ، وَكَمْ تَقَلَّبَ مِنَ الدُّهُورِ، أُمَمٌ عَلَى إِثْرِهَا أُمَمٌ، وَأَجْيَالٌ تَعْقُبُهَا أَجيَالٌ، وَرِجَالٌ عَلَى إِثْرِ رِجَالٍ، أُمُورٌ تُدَارُ، وَاللهُ تعالى يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَنْ تَفَطَّنَ لِنَفْسِهِ، وَلَمْ يَغْفُلْ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِنَّهُ يَسْتَغِلُّ أَيَّامَ رَخَائِهِ في طَاعَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وفي القُرُبَاتِ، لِأَنَّ اللهَ تعالى مَا خَلَقَنَا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا إِلَّا للاخْتِبَارِ وَالابْتِلَاءِ.
فَمَنْ عَرَفَ اللهَ تعالى في الرَّخَاءِ عَرَفَهُ اللهُ تعالى في الشِّدَّةِ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وَنُوحَاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلَّاً آتَيْنَا حُكْمَاً وَعِلْمَاً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ * وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ * وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلَاً دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ * وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ * وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبَاً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ * وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدَاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبَاً وَرَهَبَاً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: لَقَدْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ، وَلَا يَمَلُّونَ مِنْهَا، كَانُوا مُتَّصِلِينَ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ في أَيَّامِ الرَّخَاءِ، فَعَرَفَهُمُ اللهُ تعالى في الشَّدَائِدِ وَالمِحَنِ، وَاسْتَجَابَ لِدَعَوَاتِهِمْ.
المُسَارَعَةُ إلى الخَيْرَاتِ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: عِنْدَمَا غَرَسَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في نُفُوسِ النَّاشِئَةِ: «تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ» دَفَعَهُمْ بِذَلِكَ إلى المُسَارَعَةِ إلى الخَيْرَاتِ، لِأَنَّ العُمُرَ قَصِيرٌ، وَالأَجَلَ قَرِيبٌ، وَلَا يَدْرِي العَبْدُ مَاذَا خَبَّأَ لَهُ القَدَرُ.
مَنْ غُرِسَ في قَلْبِهِ: «تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ» سَارَعَ إلى الخَيْرَاتِ، وَفَهِمَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالمُتَّقِينَ﴾. وَاسْتَجَابَ لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾. وَتَدَبَّرَ قَوْلَ اللهِ حِكَايَةً عَنْ سَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى﴾.
مَنْ غُرِسَ في قَلْبِهِ: «تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ» أَسْرَعَ إلى الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، لِأَنَّهُ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ مِنْ حَوَادِثَ، وَمِنْ مَرَضٍ، أَو فِتْنَةٍ، أَو أَجَلٍ، روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنَاً كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنَاً وَيُمْسِي كَافِرَاً، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنَاً وَيُصْبِحُ كَافِرَاً، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا».
وروى أبو داود والحاكم عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «التُّؤَدَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ خَيْرٌ، إِلَّا فِي عَمَلِ الْآخِرَةِ».
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: الفَاعِلُ الحَقِيقِيُّ في الكَوْنِ إِنَّمَا هُوَ اللهُ تعالى، وَالسَّعِيدُ مَنْ تَعَرَّفَ عَلَى اللهِ تعالى في الرَّخَاءِ، السَّعِيدُ مَنْ أَقْبَلَ عَلَى اللهِ تعالى، لِأَنَّ الدُّنْيَا لَهَا تَقَلُّبَاتٌ، فَالسَّعِيدُ مَنْ جَعَلَ لَهُ رَصِيدَاً عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
يَقُولُ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ لِلْقُلُوبِ شَهْوَةً وَإِقْبَالَاً، وَإِنَّ لِلْقُلُوبِ فَتْرَةً وَإِدْبَارَاً، فَاغْتَنِمُوهَا عِنْدَ شَهْوَتِهَا وَإِقْبَالِهَا، وَدَعُوهَا عِنْدَ فَتْرَتِهَا وَإِدْبَارِهَا.
وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:
إِذَا هَـبَّـتْ رِيَـاحُكَ فَاغْتَنِمْهَا *** فَـإِنَّ لِـكُـلِّ خَـافِـقَةٍ سُكُونُ
وَلَا تَغْفُلْ عَنِ الإِحْسَانِ فِيهَا *** فَمَا تَدْرِي السُّكُونُ مَتَى يَكُونُ
وَإِنْ دَرَّتْ نِيَاقُك فَـاحْـتَلِبْهَا *** فَمَا تَدْرِي الْفَصِيلُ لِمَنْ يَـكُونُ
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِمَا يُرْضِيكَ عَنَّا. آمين.
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin