يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
88ـ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فيا أيُّها الإخوةُ الكرام: إنَّ رَبَّنا عزَّ وجلَّ حَذَّرَنا من أن نُخدَعَ بهذهِ الحَياةِ الدُّنيا، وأن نَنخَدِعَ بِنَعيمِها ومَلَذَّاتِها، حَذَّرَنا من ذلكَ لأنَّها مَتاعُ الغُرورِ، مَتاعٌ زائِلٌ ولا بُدَّ، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بالله الْغَرُور﴾.
وأخبَرَنا عن حالِ الدُّنيا فقال: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ﴾.
هذا حالُ النَّاسِ في الحَياةِ الدُّنيا، هيَ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ، هذا حالُ المُنخَدِعينَ بها الذينَ غَرَّتْهُم هذهِ الحَياةُ الدُّنيا حتَّى أنسَتْهُم ذِكرَ الله تعالى، وصَدَّتْهُم عمَّا لأجلِهِ خُلِقوا.
هذهِ الحَياةُ الدُّنيا أخبَرَنا اللهُ عزَّ وجلَّ عن حالِ الإنسانِ فيها، فقال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَد﴾. فهي دُنيا لا تَدومُ لكَ على كُلِّ حالٍ، ما بَينَ فَقرٍ وغِنى، وما بَينَ عافِيَةٍ وبَلاءٍ، وما بَينَ مَرَضٍ وصِحَّةٍ، وما بَينَ عِزٍّ وذُلٍّ، وما بَينَ خَفضٍ ورَفعٍ، وما بَينَ أمنٍ وخَوفٍ، وما بَينَ عَطاءٍ ومَنعٍ، قال تعالى: ﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾.
لكنَّ المُؤمَنَ حَقَّاً يَتَبَصَّرُ فيها، ويَعلَمُ ما لأجلِهِ خُلِقَ، ويَهتَمُّ بما أوجَبَ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيهِ عِلماً وعَمَلاً، ويَتَذَكَّرُ قَولَهُ تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُون﴾. فَيُحَقِّقُ العُبودِيَّةَ لله تعالى، ويُعَمِّرُ هذهِ الدُّنيا بِطَاعَةِ الله تعالى، ويَستَعينُ بما نالَهُ فيها من خَيرٍ على ما يُقَرِّبُهُ إلى الله تعالى، ويَعلَمُ أنَّ الدُّنيا دارُ عَمَلٍ، وأنَّ الآخِرَةَ دارُ جَزاءٍ، فهوَ يَتَزَوَّدُ من حَياتِهِ لآخِرَتِهِ، وخَيرُ الزَّادِ للآخِرَةِ هوَ التَّقوى.
الخَلاصُ من الهُمومِ العَظيمَةِ:
أيُّها الإخوة الكرام: تَمُرُّ بنا في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا مِحَنٌ قاسِيَةٌ، ورزايا عَظيمَةٌ، ومَصائِبُ كَبيرَةٌ، وهُمومٌ وأحزانٌ قد تَقُضُّ المَضاجِعَ، ولا يُخَلِّصُ العَبدَ المُؤمِنَ من تِلكُمُ الأهوالِ العَظيمَةِ إلا اللُّجوءُ إلى الله تعالى.
أيُّها الإخوة الكرام: جَميعُ المَصائِبِ والبَلايا والمِحَنِ والرَّزايا لا يَرفَعُها إلا اللهُ تعالى، قال تعالى: ﴿لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ الله كَاشِفَة﴾. لذلكَ لا بُدَّ من الالتِجاءِ والتَّضَرُّعِ إلى الله تعالى معَ الأخْذِ بالأسبابِ التي أَذِنَ اللهُ تعالى فيها وشَرَعَ.
يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾. فَرَبُّنا هوَ الذي يَكشِفُ البَلاءَ، ورَبُّنا عزَّ وجلَّ هوَ الذي يَرفَعُ البَلاءَ، قال تعالى: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم﴾.
أيُّها الإخوة الكرام: نُعاني من هُمومِ هذهِ الحَياةِ الدُّنيا التي أعيانا التَّخَلُّصُ منها بِحَولِنا وقُوَّتِنا وقُدرَتِنا، ولم يَبقَ لَدَينا إلا أن نَلجَأَ إلى الله تعالى، ونَطرَحَ بَينَ يَدَي مولانا حَوائِجَنا، ونَسألَهُ من فَضْلِهِ وكَرَمِهِ، لأنَّهُ هوَ القائِلُ: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون﴾. فلا مَلاذَ من الله إلا إلَيهِ، ولا مَلجَأَ من الله إلا إلَيهِ، هوَ الذي يَبتَلي عِبادَهُ بما شاءَ، وهوَ الذي يَرفَعُ البَلاءَ متى شاءَ.
الهَمُّ والحُزنُ لا يَرُدُّ مَكروهاً:
أيُّها الإخوة الكرام: الهَمُّ والحُزنُ لا يَرُدُّ مَكروهاً عن العَبدِ، ولا يَرفَعُ واقِعاً، إنَّ الذي يَرُدُّ المَكروهَ إنَّما هوَ اللهُ تعالى، لذلكَ وَجَبَ عَلَينا في ساعاتِ الأزمَةِ والشِّدَّةِ والبَلاءِ والمَكارِهِ أن نَلجَأَ إلى الله تعالى، ونَدعُوَهُ آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ، وأن نَتَحيَّنَ الأوقاتِ التي يُستَجَابُ فيها الدعاءُ، والتي من جُملتِهَا:
أولاً: وقتُ السَّحَرِ:
ففي اللَّيلِ ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ يَسألُ اللهَ تعالى من خَيرَيِ الدُّنيا والآخِرَةِ إلا أعطاهُ إيَّاهُ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟».
وروى الإمام البخاري عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَعَارَّ مِن اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لله، وَسُبْحَانَ الله، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ».
ثانياً: يومُ الجُمعَةِ:
وفي يَومِ الجُمُعَةِ ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ يَسألُ اللهَ تعالى من خَيرَيِ الدُّنيا والآخِرَةِ إلا أعطِيَ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسأَلُ اللهَ خَيْراً إِلَّا أَعْطَاهُ» وَقَالَ بِيَدِهِ، وَوَضَعَ أُنْمُلَتَهُ عَلَى بَطْنِ الْوُسْطَى وَالْخِنْصِرِ. قُلْنَا: يُزَهِّدُهَا.
وفي رواية الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً مَا دَعَا اللهَ فِيهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِشَيْءٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ».
ثالثاً: بينَ الأذانَ والإِقَامَةِ:
وما بَينَ الأذانِ والإقامَةِ الدُّعاءُ لا يُرَدُّ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الدُّعَاءَ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ».
مِن هَديِ سيِّدِنَا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِكَشفِ الهَمِّ والغَمِّ والكَربِ:
أيُّها الإخوة الكرام: من هدي سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِكَشفِ الهَمِّ والغَمِّ والكَربِ:
أولاً: روى الشيخَان عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ».
ثانياً: روى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ».
ثالثاً: روى النسائي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: لَقَّنَنِي رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ، وَأَمَرَنِي إِنْ نَزَلَ بي كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ أَنْ أَقُولَهُنَّ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْكَرِيمُ الْحَلِيمُ، سُبْحَانَهُ، وَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ».
رابعاً: روى الإمام أحمد وأبو داود عن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قال رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».
خامساً: روى أبو داود وابن ماجه عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عنها قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ، أَوْ فِي الْكَرْبِ: اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً».
سادساً: روى ابنُ السُنِّيِّ عن قَتادَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قال رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَن قَرَأَ آيَةَ الكُرسِيِّ وخَواتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ عِندَ الكَربِ، أغَاثَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ» وهوَ حَديثٌ ضَعيفٌ.
سابعاً: روى الحاكم بإسنادٍ صَحيحٍ والترمذي عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِن الظَّالِمِينَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ».
وفي رواية ابنِ السنِّيِّ عن سَعدِ بنِ أبي وقَّاص رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: سَمِعتُ رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقولُ: «إنِّي لَأعلَمُ كَلِمَةً لا يَقولُها مَكروبٌ إلا فُرِّجَ عنهُ، كَلِمَةَ أخي يونس صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين».
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: يا أصحابَ الهُمومِ والغُمومِ والأحزانِ والكُروبِ، عليَّ وعَليكُم بتقوى الله عزَّ وجل والرُجوعِ إليهِ مَعَ التزامِ هذهِ الدَعَواتِ الشَّرِيفَةِ التي عَلَّمَنَا إيَّاهَا سَيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، اللهمَّ وَفِّقنَا لذلِك وفَرِّجْ عنَّا ما نَحنُ فيهِ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
88ـ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فيا أيُّها الإخوةُ الكرام: إنَّ رَبَّنا عزَّ وجلَّ حَذَّرَنا من أن نُخدَعَ بهذهِ الحَياةِ الدُّنيا، وأن نَنخَدِعَ بِنَعيمِها ومَلَذَّاتِها، حَذَّرَنا من ذلكَ لأنَّها مَتاعُ الغُرورِ، مَتاعٌ زائِلٌ ولا بُدَّ، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بالله الْغَرُور﴾.
وأخبَرَنا عن حالِ الدُّنيا فقال: ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ﴾.
هذا حالُ النَّاسِ في الحَياةِ الدُّنيا، هيَ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ، هذا حالُ المُنخَدِعينَ بها الذينَ غَرَّتْهُم هذهِ الحَياةُ الدُّنيا حتَّى أنسَتْهُم ذِكرَ الله تعالى، وصَدَّتْهُم عمَّا لأجلِهِ خُلِقوا.
هذهِ الحَياةُ الدُّنيا أخبَرَنا اللهُ عزَّ وجلَّ عن حالِ الإنسانِ فيها، فقال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَد﴾. فهي دُنيا لا تَدومُ لكَ على كُلِّ حالٍ، ما بَينَ فَقرٍ وغِنى، وما بَينَ عافِيَةٍ وبَلاءٍ، وما بَينَ مَرَضٍ وصِحَّةٍ، وما بَينَ عِزٍّ وذُلٍّ، وما بَينَ خَفضٍ ورَفعٍ، وما بَينَ أمنٍ وخَوفٍ، وما بَينَ عَطاءٍ ومَنعٍ، قال تعالى: ﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾.
لكنَّ المُؤمَنَ حَقَّاً يَتَبَصَّرُ فيها، ويَعلَمُ ما لأجلِهِ خُلِقَ، ويَهتَمُّ بما أوجَبَ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيهِ عِلماً وعَمَلاً، ويَتَذَكَّرُ قَولَهُ تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُون﴾. فَيُحَقِّقُ العُبودِيَّةَ لله تعالى، ويُعَمِّرُ هذهِ الدُّنيا بِطَاعَةِ الله تعالى، ويَستَعينُ بما نالَهُ فيها من خَيرٍ على ما يُقَرِّبُهُ إلى الله تعالى، ويَعلَمُ أنَّ الدُّنيا دارُ عَمَلٍ، وأنَّ الآخِرَةَ دارُ جَزاءٍ، فهوَ يَتَزَوَّدُ من حَياتِهِ لآخِرَتِهِ، وخَيرُ الزَّادِ للآخِرَةِ هوَ التَّقوى.
الخَلاصُ من الهُمومِ العَظيمَةِ:
أيُّها الإخوة الكرام: تَمُرُّ بنا في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا مِحَنٌ قاسِيَةٌ، ورزايا عَظيمَةٌ، ومَصائِبُ كَبيرَةٌ، وهُمومٌ وأحزانٌ قد تَقُضُّ المَضاجِعَ، ولا يُخَلِّصُ العَبدَ المُؤمِنَ من تِلكُمُ الأهوالِ العَظيمَةِ إلا اللُّجوءُ إلى الله تعالى.
أيُّها الإخوة الكرام: جَميعُ المَصائِبِ والبَلايا والمِحَنِ والرَّزايا لا يَرفَعُها إلا اللهُ تعالى، قال تعالى: ﴿لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ الله كَاشِفَة﴾. لذلكَ لا بُدَّ من الالتِجاءِ والتَّضَرُّعِ إلى الله تعالى معَ الأخْذِ بالأسبابِ التي أَذِنَ اللهُ تعالى فيها وشَرَعَ.
يَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾. فَرَبُّنا هوَ الذي يَكشِفُ البَلاءَ، ورَبُّنا عزَّ وجلَّ هوَ الذي يَرفَعُ البَلاءَ، قال تعالى: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم﴾.
أيُّها الإخوة الكرام: نُعاني من هُمومِ هذهِ الحَياةِ الدُّنيا التي أعيانا التَّخَلُّصُ منها بِحَولِنا وقُوَّتِنا وقُدرَتِنا، ولم يَبقَ لَدَينا إلا أن نَلجَأَ إلى الله تعالى، ونَطرَحَ بَينَ يَدَي مولانا حَوائِجَنا، ونَسألَهُ من فَضْلِهِ وكَرَمِهِ، لأنَّهُ هوَ القائِلُ: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون﴾. فلا مَلاذَ من الله إلا إلَيهِ، ولا مَلجَأَ من الله إلا إلَيهِ، هوَ الذي يَبتَلي عِبادَهُ بما شاءَ، وهوَ الذي يَرفَعُ البَلاءَ متى شاءَ.
الهَمُّ والحُزنُ لا يَرُدُّ مَكروهاً:
أيُّها الإخوة الكرام: الهَمُّ والحُزنُ لا يَرُدُّ مَكروهاً عن العَبدِ، ولا يَرفَعُ واقِعاً، إنَّ الذي يَرُدُّ المَكروهَ إنَّما هوَ اللهُ تعالى، لذلكَ وَجَبَ عَلَينا في ساعاتِ الأزمَةِ والشِّدَّةِ والبَلاءِ والمَكارِهِ أن نَلجَأَ إلى الله تعالى، ونَدعُوَهُ آناءَ اللَّيلِ وأطرافَ النَّهارِ، وأن نَتَحيَّنَ الأوقاتِ التي يُستَجَابُ فيها الدعاءُ، والتي من جُملتِهَا:
أولاً: وقتُ السَّحَرِ:
ففي اللَّيلِ ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ يَسألُ اللهَ تعالى من خَيرَيِ الدُّنيا والآخِرَةِ إلا أعطاهُ إيَّاهُ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟».
وروى الإمام البخاري عن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَعَارَّ مِن اللَّيْلِ فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لله، وَسُبْحَانَ الله، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بالله، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ».
ثانياً: يومُ الجُمعَةِ:
وفي يَومِ الجُمُعَةِ ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبدٌ مُسلِمٌ يَسألُ اللهَ تعالى من خَيرَيِ الدُّنيا والآخِرَةِ إلا أعطِيَ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسأَلُ اللهَ خَيْراً إِلَّا أَعْطَاهُ» وَقَالَ بِيَدِهِ، وَوَضَعَ أُنْمُلَتَهُ عَلَى بَطْنِ الْوُسْطَى وَالْخِنْصِرِ. قُلْنَا: يُزَهِّدُهَا.
وفي رواية الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً مَا دَعَا اللهَ فِيهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِشَيْءٍ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ».
ثالثاً: بينَ الأذانَ والإِقَامَةِ:
وما بَينَ الأذانِ والإقامَةِ الدُّعاءُ لا يُرَدُّ، كما جاءَ في الحَديثِ الشَّريفِ الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الدُّعَاءَ لَا يُرَدُّ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ».
مِن هَديِ سيِّدِنَا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِكَشفِ الهَمِّ والغَمِّ والكَربِ:
أيُّها الإخوة الكرام: من هدي سيدنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِكَشفِ الهَمِّ والغَمِّ والكَربِ:
أولاً: روى الشيخَان عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ».
ثانياً: روى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ قَالَ: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ».
ثالثاً: روى النسائي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: لَقَّنَنِي رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ، وَأَمَرَنِي إِنْ نَزَلَ بي كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ أَنْ أَقُولَهُنَّ: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الْكَرِيمُ الْحَلِيمُ، سُبْحَانَهُ، وَتَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ».
رابعاً: روى الإمام أحمد وأبو داود عن أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قال رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».
خامساً: روى أبو داود وابن ماجه عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللهُ عنها قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ، أَوْ فِي الْكَرْبِ: اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً».
سادساً: روى ابنُ السُنِّيِّ عن قَتادَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قال رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَن قَرَأَ آيَةَ الكُرسِيِّ وخَواتِيمَ سُورَةِ البَقَرَةِ عِندَ الكَربِ، أغَاثَهُ اللهُ عزَّ وجلَّ» وهوَ حَديثٌ ضَعيفٌ.
سابعاً: روى الحاكم بإسنادٍ صَحيحٍ والترمذي عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِن الظَّالِمِينَ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ».
وفي رواية ابنِ السنِّيِّ عن سَعدِ بنِ أبي وقَّاص رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: سَمِعتُ رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقولُ: «إنِّي لَأعلَمُ كَلِمَةً لا يَقولُها مَكروبٌ إلا فُرِّجَ عنهُ، كَلِمَةَ أخي يونس صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِين».
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: يا أصحابَ الهُمومِ والغُمومِ والأحزانِ والكُروبِ، عليَّ وعَليكُم بتقوى الله عزَّ وجل والرُجوعِ إليهِ مَعَ التزامِ هذهِ الدَعَواتِ الشَّرِيفَةِ التي عَلَّمَنَا إيَّاهَا سَيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، اللهمَّ وَفِّقنَا لذلِك وفَرِّجْ عنَّا ما نَحنُ فيهِ. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin