مع الحبيب المصطفى: «كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟»
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
86ـ «كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟»
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فيا أيُّها الإخوةُ الكرام: لقد أُصيبَتْ بَعضُ النُّفوسِ الضَّعيفَةِ في هذهِ الأزمَةِ التي تَمُرُّ على بَلَدِنا هذا باليأسِ والقُنوطِ والإحباطِ وفِقدانِ الثِّقَةِ والأمَلِ.
ولكن شاءَ ربُّنا عزَّ وجلَّ أن يَجعَلَ لنا في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا مَحَطَّاتٍ في بَعضِ الأزمِنَةِ لِتَقوِيَةِ الإيمانِ، وذلكَ من خِلالِ أيَّامِ الله تعالى التي قالَ اللهُ تعالى فيها: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله﴾. ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله التي مَرَّتْ على الصَّفْوَةِ من خَلقِ الله عزَّ وجلَّ، وخاصَّةً على صَفْوَةِ الصَّفْوَةِ منهَم سيِّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
من هذهِ الأيَّامِ التي هيَ من أيَّامِ الله تعالى يَومُ الهِجرَةِ الذي بِذِكرِهِ يَقوى إيمانُ العَبدِ المُؤمِنِ، ويَتَحَلَّى بِذِكرِهِ بالصَّبرِ الجَميلِ، ويَتَعَلَّمُ من خِلالِهِ بأنَّ من تَوَكَّلَ على الله تعالى هَداهُ، ومن لاذَ به كَفاهُ، قال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾.
يَومُ الهِجرَةِ يُجَدِّدُ الإيمانَ في نُفوسِ المُؤمِنينَ، ويَبعَثُ في نُفوسِهِمُ اليَقينَ، ويَشُدُّ عَزيمَتَهُم، ويَجعَلُهُم يَعيشونَ بالأمَلِ وهُم في وَسَطِ الألَمِ، ويَجعَلُهُم يَعيشونَ في النُّورِ وهُم في وَسَطِ الظُّلُماتِ، ويَجعَلُهُم يَعيشونَ بأمَلِ اليُسرِ القَريبِ وهُم في وَسَطِ العُسرِ، لأنَّ اللهَ تعالى قالَ: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾.
«كَيفَ بِكَ إذا لَبِستَ سِوارَيْ كِسرَى؟»:
أيُّها الإخوة الكرام: تَعالَوا لِنَقِفَ معَ هِجرَةِ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِنَتَعَلَّمَ دَرساً من دُروسِ هذهِ الهِجرَةِ العَظيمَةِ، ألا وهوَ الثِّقَةُ بالله تعالى، وأنَّ بَعدَ الشِّدَّةِ الفَرَجَ، وبَعدَ المِحنَةِ مِنحَةً.
روى الإمام البُخاري عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أنَّ سُراقَةَ قالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ فَقَالَ: يَا سُرَاقَةُ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفاً أَسْوِدَةً ـ أشخاصاً ـ بِالسَّاحِلِ أُرَاهَا مُحَمَّداً وَأَصْحَابَهُ.
قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ.
فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلَاناً وَفُلَاناً انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا ـ أي: في نَظَرِنا مُعايَنَةً ـ؛ ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ ـ رابِيَةٍ مُرتَفِعَةٍ ـ فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ ـ خَلفِهِ ـ، فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ ـ الحَديدُ الذي في الرُّمحِ ـ الْأَرْضَ وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي ـ أسرَعْتُ بها السَّيْرَ ـ حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إِلَى كِنَانَتِي ـ جُعبَتي ـ فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الْأَزْلَامَ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا أَضُرُّهُمْ أَمْ لَا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي وَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ تُقَرِّبُ بِي، حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ فَخَرَرْتُ عَنْهَا، ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا لِأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالْأَزْلَامِ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ فَنَادَيْتُهُمْ بِالْأَمَانِ فَوَقَفُوا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِن الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ؛ وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِم الزَّادَ وَالْمَتَاعَ.
فَلَمْ يَرْزَآنِي ـ لم يُنقِصَاني مِمَّا مَعِيَ شَيئاً ـ وَلَمْ يَسْأَلَانِي إِلَّا أَنْ قَالَ: أَخْفِ عَنَّا.
فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ أَمْنٍ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وفي روايةٍ قالَ لهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كَيفَ بِكَ إذا لَبِستَ سِوارَيْ كِسرَى؟» (كتاب أسد الغابة).
وفي روايةٍ للبيهقي قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِسُراقَةَ وَنَظَرَ إلى ذِراعَيهِ: «كَأنِّي بِكَ قَد لَبِستَ سِوارَيْ كِسْرَى».
أيُّها الإخوة الكرام: هل تَنَبَّهنا إلى الأمَلِ والتَّفاؤُلِ الذي يَعيشُهُ سيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في وَسَطِ أزمَةِ الهِجرَةِ؟
سيِّدُ الخَلقِ وحَبيبُ الحَقِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُطارَدٌ ومُشَرَّدٌ يُبَشِّرُ سُراقَةَ بأنَّهُ يُسَوَّرُ بِسِوارَيْ كِسرَى ذاكَ الرُّجُلِ الذي بِذِكرِهِ تَرتَعِدُ الفَرائِصُ خَوفاً منهُ.
يَا صَاحِبَ الهَمِّ إنَّ الهَمَّ مُنفَرِجٌ *** أَبـشِرْ بِـخَـيرٍ فـإنَّ الـفَـارِجَ اللهُ
إذا بُليتَ فَـثِقْ بالله وارضَ بـه *** إنَّ الذي يَكشِفُ البَلوَى هوَ اللهُ
ولكنْ: ﴿خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾. ولكنْ: ﴿وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً﴾. ولكنْ: «وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» كما قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. رواه الإمام البخاري عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
أيُّها الإخوة الكرام: الثِّمارُ لا تُؤكَلُ قَبلَ نُضجِها، والطَّعامُ لا يُؤكَلُ قَبلَ نُضجِهِ، فلا بُدَّ من الصَّبرِ، وكونوا على يَقينٍ بأنَّ الشِّدَّةَ لن تَدومَ، ولكنْ: ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾. والحَبلُ إذا اشتَدَّ انقَطَعَ.
هل لَبِسَ سُراقَةُ سِوارَيْ كِسرَى؟:
أيُّها الإخوة الكرام: هل لَبِسَ سُراقَةُ سِوارَيْ كِسرَى؟
الجَوابُ: نَعَم؛ ولكن: مَتى؟
لقد خَرَجَ سيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من الدُّنيا ولم يَلبَسْ سُراقَةُ سِوارَيْ كِسرى، وخَرَجَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنهُ من الدُّنيا ولم يَلبَسْ سُراقَةُ سِوارَيْ كِسرى، فهل شَكَّ سُراقَةُ في وَعْدِ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟ لا وَرَبِّ الكَعبَةِ.
الأمرُ يَحتاجُ إلى صَبرٍ جَميلٍ، ويَحتاجُ إلى مُصابَرَةٍ، لأنَّ اللهَ تعالى يَعلَمُ ونَحنُ لا نَعلَمُ، واللهُ تعالى غالِبٌ على أمرِهِ.
خَرَجَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنهُ من الدُّنيا، وصارَ الفاروقُ رَضِيَ اللهُ عنهُ أميراً للمُؤمِنينَ، وفي زَمَنِهِ تَحَقَّقَتْ بِشارَةُ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
روى البيهقي عن الرَّبيعِ بنِ سُلَيمانَ، عن الشَّافِعِيَّ، عن غَيرَ وَاحِدٍ من أهلِ العِلمِ، أنَّهُ لمَّا قَدِمَ على عُمَرَ بنِ الخطَّابِ بما أُصيبَ العِراقُ قالَ لهُ صَاحِبُ بَيتِ المالِ: أنا أُدخِلُهُ بَيتَ المالَ.
قال: لا وَرَبِّ الكَعبَةِ، لا يُؤوَى تَحتَ سَقفِ بَيتٍ حتَّى أُقَسِّمَهُ، فَأَمَرَ به، فَوُضِعَ في المسجِدِ، وَوُضِعَتْ عليه الأنطاعُ، وحَرَسَهُ رِجالٌ من المهاجرينَ والأنصارِ.
فلمَّا أصبحَ غَدا مَعَهُ العَبَّاسُ بنُ عَبدِ المطَّلِبِ وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ، أَخَذَ بِيَدِ أحَدِهِما، أو أحَدُهُما أَخَذَ بِيَدِهِ، فلمَّا رَأَوهُ كَشَفوا الأنطاعَ عن الأموالِ، فَرَأى مَنظراً لم يَرَ مِثلَهُ، رَأى الذَّهَبَ فيه، والياقوتَ، والزَّبَرْجَدَ، واللُّؤلُؤَ يَتَلَألَأُ، فَبَكى.
فقالَ لهُ أحَدُهُما: إنَّهُ والله ما هُوَ بِيَومِ بُكاءٍ، ولكنَّهُ يَومُ شُكرٍ وسُرورٍ.
فقالَ: إنِّي والله ما ذَهَبتُ حَيثُ ذَهَبتُ، ولكنَّهُ ما كَثُرَ هذا في قَومٍ قَطُّ إلا وَقَعَ بَأسُهُم بَينَهُم.
ثمَّ أقبَلَ على القِبلَةِ، ورَفَعَ يَدَيهِ إلى السَّماءِ وقالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ أن أكونَ مُستَدرَجاً، فإنِّي أَسمَعُكَ تَقولُ: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُون﴾.
ثمَّ قالَ: أينَ سُراقَةُ بنُ جُعشُم، فَأُتِيَ بأشعَرِ الذِّراعَينِ دَقيقِهِما، فأعطاهُ سِوارَيْ كِسْرَى.
فقالَ: اِلبِسْهُما، فَفَعَلَ.
فقالَ: قُلْ: اللهُ أكبَرُ.
قالَ: اللهُ أكبَرُ.
قال: قُلْ: الحَمدُ لله الذي سَلَبَهُما كِسْرَى بنَ هُرمُزَ وألبَسَهُما سُراقَةَ بنَ جُعشُم، أعرابِيَّاً من بَني مُدلِجٍ، وَجَعَلَ يَقلِبُ بَعضَ ذلكَ بَعضاً.
فقالَ: إنَّ الذي أدَّى هذا لَأمينٌ.
فقالَ لهُ رَجُلٌ: أنا أُخبِرُكَ، أنتَ أَمينُ الله، وهُم يُؤَدُّونَ إلَيكَ ما أدَّيتَ إلى الله، فإذا رَفَعتَ رَفَعوا.
قالَ: صَدَقتَ، ثمَّ فَرَّقَهُ.
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: جَدِّدوا إيمانَكُم بالإكثارِ من قَولِ: لا إلهَ إلا اللهُ؛ وكونوا على يَقينٍ بأنَّ الأُمورَ بِيَدِ الله تعالى يُقَلِّبُها كيفَ يَشاءُ، وأنَّ هذهِ الأزمَةَ لا يَكشِفُها إلا اللهُ تعالى، فَلْنَصطَلِحْ معَ الله تعالى، ولنَكُنْ من الوَقَّافينَ عِندَ حُدودِ الله تعالى، ولا نَجعَلْ لليَأسِ والقُنوطِ والإحباطِ وفِقدانِ الثِّقَةِ والأمَلِ طَريقاً إلى قُلوبِنا ما دامَ اللهُ تعالى على كُلِّ شَيءٍ قَديراً.
نَسألُ اللهَ تعالى أن يُعَجِّلَ بالفَرَجِ عنَّا. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
86ـ «كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟»
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فيا أيُّها الإخوةُ الكرام: لقد أُصيبَتْ بَعضُ النُّفوسِ الضَّعيفَةِ في هذهِ الأزمَةِ التي تَمُرُّ على بَلَدِنا هذا باليأسِ والقُنوطِ والإحباطِ وفِقدانِ الثِّقَةِ والأمَلِ.
ولكن شاءَ ربُّنا عزَّ وجلَّ أن يَجعَلَ لنا في هذهِ الحَياةِ الدُّنيا مَحَطَّاتٍ في بَعضِ الأزمِنَةِ لِتَقوِيَةِ الإيمانِ، وذلكَ من خِلالِ أيَّامِ الله تعالى التي قالَ اللهُ تعالى فيها: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله﴾. ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله التي مَرَّتْ على الصَّفْوَةِ من خَلقِ الله عزَّ وجلَّ، وخاصَّةً على صَفْوَةِ الصَّفْوَةِ منهَم سيِّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
من هذهِ الأيَّامِ التي هيَ من أيَّامِ الله تعالى يَومُ الهِجرَةِ الذي بِذِكرِهِ يَقوى إيمانُ العَبدِ المُؤمِنِ، ويَتَحَلَّى بِذِكرِهِ بالصَّبرِ الجَميلِ، ويَتَعَلَّمُ من خِلالِهِ بأنَّ من تَوَكَّلَ على الله تعالى هَداهُ، ومن لاذَ به كَفاهُ، قال تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾.
يَومُ الهِجرَةِ يُجَدِّدُ الإيمانَ في نُفوسِ المُؤمِنينَ، ويَبعَثُ في نُفوسِهِمُ اليَقينَ، ويَشُدُّ عَزيمَتَهُم، ويَجعَلُهُم يَعيشونَ بالأمَلِ وهُم في وَسَطِ الألَمِ، ويَجعَلُهُم يَعيشونَ في النُّورِ وهُم في وَسَطِ الظُّلُماتِ، ويَجعَلُهُم يَعيشونَ بأمَلِ اليُسرِ القَريبِ وهُم في وَسَطِ العُسرِ، لأنَّ اللهَ تعالى قالَ: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً﴾.
«كَيفَ بِكَ إذا لَبِستَ سِوارَيْ كِسرَى؟»:
أيُّها الإخوة الكرام: تَعالَوا لِنَقِفَ معَ هِجرَةِ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِنَتَعَلَّمَ دَرساً من دُروسِ هذهِ الهِجرَةِ العَظيمَةِ، ألا وهوَ الثِّقَةُ بالله تعالى، وأنَّ بَعدَ الشِّدَّةِ الفَرَجَ، وبَعدَ المِحنَةِ مِنحَةً.
روى الإمام البُخاري عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أنَّ سُراقَةَ قالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهُمْ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ جُلُوسٌ فَقَالَ: يَا سُرَاقَةُ، إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ آنِفاً أَسْوِدَةً ـ أشخاصاً ـ بِالسَّاحِلِ أُرَاهَا مُحَمَّداً وَأَصْحَابَهُ.
قَالَ سُرَاقَةُ: فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ.
فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلَاناً وَفُلَاناً انْطَلَقُوا بِأَعْيُنِنَا ـ أي: في نَظَرِنا مُعايَنَةً ـ؛ ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ فَدَخَلْتُ فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تَخْرُجَ بِفَرَسِي وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ ـ رابِيَةٍ مُرتَفِعَةٍ ـ فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ ـ خَلفِهِ ـ، فَحَطَطْتُ بِزُجِّهِ ـ الحَديدُ الذي في الرُّمحِ ـ الْأَرْضَ وَخَفَضْتُ عَالِيَهُ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي ـ أسرَعْتُ بها السَّيْرَ ـ حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُمْ، فَعَثَرَتْ بِي فَرَسِي فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ يَدِي إِلَى كِنَانَتِي ـ جُعبَتي ـ فَاسْتَخْرَجْتُ مِنْهَا الْأَزْلَامَ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا أَضُرُّهُمْ أَمْ لَا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي وَعَصَيْتُ الْأَزْلَامَ تُقَرِّبُ بِي، حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ لَا يَلْتَفِتُ وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ فَخَرَرْتُ عَنْهَا، ثُمَّ زَجَرْتُهَا فَنَهَضَتْ، فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا لِأَثَرِ يَدَيْهَا عُثَانٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ مِثْلُ الدُّخَانِ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالْأَزْلَامِ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ فَنَادَيْتُهُمْ بِالْأَمَانِ فَوَقَفُوا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ وَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مَا لَقِيتُ مِن الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَنْ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ؛ وَأَخْبَرْتُهُمْ أَخْبَارَ مَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِم الزَّادَ وَالْمَتَاعَ.
فَلَمْ يَرْزَآنِي ـ لم يُنقِصَاني مِمَّا مَعِيَ شَيئاً ـ وَلَمْ يَسْأَلَانِي إِلَّا أَنْ قَالَ: أَخْفِ عَنَّا.
فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ أَمْنٍ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ فَكَتَبَ فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدِيمٍ، ثُمَّ مَضَى رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
وفي روايةٍ قالَ لهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «كَيفَ بِكَ إذا لَبِستَ سِوارَيْ كِسرَى؟» (كتاب أسد الغابة).
وفي روايةٍ للبيهقي قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لِسُراقَةَ وَنَظَرَ إلى ذِراعَيهِ: «كَأنِّي بِكَ قَد لَبِستَ سِوارَيْ كِسْرَى».
أيُّها الإخوة الكرام: هل تَنَبَّهنا إلى الأمَلِ والتَّفاؤُلِ الذي يَعيشُهُ سيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في وَسَطِ أزمَةِ الهِجرَةِ؟
سيِّدُ الخَلقِ وحَبيبُ الحَقِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مُطارَدٌ ومُشَرَّدٌ يُبَشِّرُ سُراقَةَ بأنَّهُ يُسَوَّرُ بِسِوارَيْ كِسرَى ذاكَ الرُّجُلِ الذي بِذِكرِهِ تَرتَعِدُ الفَرائِصُ خَوفاً منهُ.
يَا صَاحِبَ الهَمِّ إنَّ الهَمَّ مُنفَرِجٌ *** أَبـشِرْ بِـخَـيرٍ فـإنَّ الـفَـارِجَ اللهُ
إذا بُليتَ فَـثِقْ بالله وارضَ بـه *** إنَّ الذي يَكشِفُ البَلوَى هوَ اللهُ
ولكنْ: ﴿خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾. ولكنْ: ﴿وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً﴾. ولكنْ: «وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ» كما قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. رواه الإمام البخاري عَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
أيُّها الإخوة الكرام: الثِّمارُ لا تُؤكَلُ قَبلَ نُضجِها، والطَّعامُ لا يُؤكَلُ قَبلَ نُضجِهِ، فلا بُدَّ من الصَّبرِ، وكونوا على يَقينٍ بأنَّ الشِّدَّةَ لن تَدومَ، ولكنْ: ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾. والحَبلُ إذا اشتَدَّ انقَطَعَ.
هل لَبِسَ سُراقَةُ سِوارَيْ كِسرَى؟:
أيُّها الإخوة الكرام: هل لَبِسَ سُراقَةُ سِوارَيْ كِسرَى؟
الجَوابُ: نَعَم؛ ولكن: مَتى؟
لقد خَرَجَ سيِّدُنا رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من الدُّنيا ولم يَلبَسْ سُراقَةُ سِوارَيْ كِسرى، وخَرَجَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنهُ من الدُّنيا ولم يَلبَسْ سُراقَةُ سِوارَيْ كِسرى، فهل شَكَّ سُراقَةُ في وَعْدِ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟ لا وَرَبِّ الكَعبَةِ.
الأمرُ يَحتاجُ إلى صَبرٍ جَميلٍ، ويَحتاجُ إلى مُصابَرَةٍ، لأنَّ اللهَ تعالى يَعلَمُ ونَحنُ لا نَعلَمُ، واللهُ تعالى غالِبٌ على أمرِهِ.
خَرَجَ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنهُ من الدُّنيا، وصارَ الفاروقُ رَضِيَ اللهُ عنهُ أميراً للمُؤمِنينَ، وفي زَمَنِهِ تَحَقَّقَتْ بِشارَةُ سيِّدِنا رَسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
روى البيهقي عن الرَّبيعِ بنِ سُلَيمانَ، عن الشَّافِعِيَّ، عن غَيرَ وَاحِدٍ من أهلِ العِلمِ، أنَّهُ لمَّا قَدِمَ على عُمَرَ بنِ الخطَّابِ بما أُصيبَ العِراقُ قالَ لهُ صَاحِبُ بَيتِ المالِ: أنا أُدخِلُهُ بَيتَ المالَ.
قال: لا وَرَبِّ الكَعبَةِ، لا يُؤوَى تَحتَ سَقفِ بَيتٍ حتَّى أُقَسِّمَهُ، فَأَمَرَ به، فَوُضِعَ في المسجِدِ، وَوُضِعَتْ عليه الأنطاعُ، وحَرَسَهُ رِجالٌ من المهاجرينَ والأنصارِ.
فلمَّا أصبحَ غَدا مَعَهُ العَبَّاسُ بنُ عَبدِ المطَّلِبِ وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ، أَخَذَ بِيَدِ أحَدِهِما، أو أحَدُهُما أَخَذَ بِيَدِهِ، فلمَّا رَأَوهُ كَشَفوا الأنطاعَ عن الأموالِ، فَرَأى مَنظراً لم يَرَ مِثلَهُ، رَأى الذَّهَبَ فيه، والياقوتَ، والزَّبَرْجَدَ، واللُّؤلُؤَ يَتَلَألَأُ، فَبَكى.
فقالَ لهُ أحَدُهُما: إنَّهُ والله ما هُوَ بِيَومِ بُكاءٍ، ولكنَّهُ يَومُ شُكرٍ وسُرورٍ.
فقالَ: إنِّي والله ما ذَهَبتُ حَيثُ ذَهَبتُ، ولكنَّهُ ما كَثُرَ هذا في قَومٍ قَطُّ إلا وَقَعَ بَأسُهُم بَينَهُم.
ثمَّ أقبَلَ على القِبلَةِ، ورَفَعَ يَدَيهِ إلى السَّماءِ وقالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ أن أكونَ مُستَدرَجاً، فإنِّي أَسمَعُكَ تَقولُ: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُون﴾.
ثمَّ قالَ: أينَ سُراقَةُ بنُ جُعشُم، فَأُتِيَ بأشعَرِ الذِّراعَينِ دَقيقِهِما، فأعطاهُ سِوارَيْ كِسْرَى.
فقالَ: اِلبِسْهُما، فَفَعَلَ.
فقالَ: قُلْ: اللهُ أكبَرُ.
قالَ: اللهُ أكبَرُ.
قال: قُلْ: الحَمدُ لله الذي سَلَبَهُما كِسْرَى بنَ هُرمُزَ وألبَسَهُما سُراقَةَ بنَ جُعشُم، أعرابِيَّاً من بَني مُدلِجٍ، وَجَعَلَ يَقلِبُ بَعضَ ذلكَ بَعضاً.
فقالَ: إنَّ الذي أدَّى هذا لَأمينٌ.
فقالَ لهُ رَجُلٌ: أنا أُخبِرُكَ، أنتَ أَمينُ الله، وهُم يُؤَدُّونَ إلَيكَ ما أدَّيتَ إلى الله، فإذا رَفَعتَ رَفَعوا.
قالَ: صَدَقتَ، ثمَّ فَرَّقَهُ.
خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:
أيُّها الإخوة الكرام: جَدِّدوا إيمانَكُم بالإكثارِ من قَولِ: لا إلهَ إلا اللهُ؛ وكونوا على يَقينٍ بأنَّ الأُمورَ بِيَدِ الله تعالى يُقَلِّبُها كيفَ يَشاءُ، وأنَّ هذهِ الأزمَةَ لا يَكشِفُها إلا اللهُ تعالى، فَلْنَصطَلِحْ معَ الله تعالى، ولنَكُنْ من الوَقَّافينَ عِندَ حُدودِ الله تعالى، ولا نَجعَلْ لليَأسِ والقُنوطِ والإحباطِ وفِقدانِ الثِّقَةِ والأمَلِ طَريقاً إلى قُلوبِنا ما دامَ اللهُ تعالى على كُلِّ شَيءٍ قَديراً.
نَسألُ اللهَ تعالى أن يُعَجِّلَ بالفَرَجِ عنَّا. آمين.
وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.
أمس في 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
أمس في 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
أمس في 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
أمس في 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
أمس في 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
أمس في 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin