..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب أخبار وحكايات لأبي الحسن محمد بن الفيض الغساني
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty25/11/2024, 17:11 من طرف Admin

» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty25/11/2024, 17:02 من طرف Admin

» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty25/11/2024, 16:27 من طرف Admin

» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty25/11/2024, 15:41 من طرف Admin

» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty25/11/2024, 15:03 من طرف Admin

» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty25/11/2024, 14:58 من طرف Admin

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68544
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ  وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان Empty كتاب: مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟ ـ أحمد شريف النعسان

    مُساهمة من طرف Admin 2/10/2020, 08:59

    وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟
    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم



    مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

    16ـ وهل خياركم إلا أولاد المشركين؟

    مقدمة الكلمة:

    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

    الغَدرُ صِفَةٌ ذَميمَةٌ، وخُلُقٌ مَرذُولٌ، والغادِرُ يُرفَعُ له يومَ القِيامَةِ لِواءٌ ويُفضَحُ على رُؤوسِ الأشهادِ، جزاءً وِفاقاً على ما كانَ يَحمِلُ في صَدرِهِ من السُّوءِ.

    وإذا كانَ الغَدرُ لا يَليقُ بالإنسانِ المسلِمِ عامَّةً، فهوَ لا يَليقُ بصاحِبِ الوِلايَةِ العامَّةِ من بابِ أولى وأولى، لأنَّ خَطَرَهُ عَظيمٌ، وغَدرَهُ يَتَعَدَّى ضَرَرُهُ إلى خَلقٍ كثيرينَ، لأنَّهُ غيرُ مُضطرٍّ إلى الغَدرِ.

    ولا شَكَّ أنَّ الفقيرَ الكذَّابَ مُبغَضٌ عندَ الله، ولكنَّ الذي هوَ أشدُّ منهُ بُغضاً الملكُ الكذَّابُ، لأنَّهُ ليسَ في حاجةٍ إلى الكَذِبِ، كذلكَ الكِبرُ من الغنيِّ مُبغَضٌ، لكنَّهُ يكونُ أشدُّ بُغضاً من الفقيرِ.

    روى الطبراني عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ : «ثَلاثَةٌ يُبْغِضُهُمُ اللهُ: مَلِكٌ كَذَّابٌ، وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ، وَغَنِيٌّ بِخَيْلٌ».

    وقد وَرَدَ في الأثرِ أنَّ الله تعالى يقول: أُحِبُّ ثَلاثاً وحُبِّي لِثَلَاثٍ أشَدُّ، أُحِبُّ الطَّائِعِينَ، وحُبِّيَ لِلشَّابِ الطَّائِعِ أَشَدُّ، وأُحِبُّ الكُرَمَاءَ، وحُبِّيَ للفَقِيرِ الكَرِيمِ أَشَدُّ، وأُحِبُّ المُتَوَاضِعِينَ، وحُبِّيَ لِلغَنِيِّ المُتَواضِعِ أَشَدُّ، وأَكرَهُ ثَلاثاً، وكُرهِي لِثَلاثٍ أَشَدُّ أَكرَهُ العُصَاةَ، وكُرهِي للشَّيخِ العَاصِي أَشَدُّ، وأَكرَهُ المتكبرين وكُرهِي للفقير المتكبر أَشَدُّ وأَكرَهُ البُخَلَاءَ وكُرهِي للغَنِيِّ البَخِيلِ أَشَدُّ.

    التَّحذيرُ من الغَدرِ:

    أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: لقد حذَّرَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الأمَّةَ من الغَدرِ بأحاديثَ، منها:

    أولاً: روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرْفَعُ لَهُ بِقَدْرِ غَدْرِهِ، أَلَا وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ غَدْراً مِنْ أَمِيرِ عَامَّةٍ».

    ثانياً: روى الشيخان عَن الْحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».

    ثالثاً: روى الإمام البخاري عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْغَادِرَ يُنْصَبُ لَهُ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ».

    رابعاً: روى الإمام مسلم عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا جَمَعَ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ، فَقِيلَ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ».

    الكَاملُ منَ الخَلقِ لا يَغدِرُ إن غَدَرَ به أعداؤُهُ:

    أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: لقد بَلَغَت رحمَةُ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِغَيرِ المسلمينَ أنَّهُ حَرَّمَ الغَدرَ بِهِم، ولو كانَ هذا في زمانِ الحَربِ، ولم يُؤثَر عن سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ غَدَرَ قطُّ، بل كانَ مِثالَ الوفاءِ الدَّائِمِ، فإن غَدَرَ به أعداؤُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ لم يَغدِر بِهِم، حتَّى شَهِدَ له بذلكَ الأعداءُ قبلَ الأصحابِ والأصدقاءِ.

    فَهذا هِرَقلُ عظيمُ الرُّومِ سألَ أبا سُفيانَ عن سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ـ وكانَ هذا بعدَ صُلحِ الحُديبية ـ فقالَ له: فَهَلْ يَغْدِرُ؟

    قُلْتُ: لَا وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ لَا نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا، قَالَ: وَلَمْ تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئاً غَيْرُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ.

    ثمَّ قال: فقالَ هِرَقل: وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ، فَذَكَرْتَ أَنْ لَا، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ .

    ثمَّ قال: فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقَّاً فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ لَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ، فَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ ـ أَصِلُ إليهِ ـ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءَهُ ـ تَكَلَّفْتُ الْوُصُولَ إِلَيْهِ ـ وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيهِ ـ مُبَالَغَةٌ فِي الْعُبُودِيَّةِ لَهُ وَالْخِدْمَةِ ـ. رواه الإمام البخاري عن ابن عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما.

    وَصِيَّتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِعَدَمِ الغَدرِ:

    أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: من رحمَةِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ كانَ حريصاً على أن يَغرِسَ في نُفوسِ الصَّحابَةِ رَضِيَ اللهُ عنهُم خُلُقَ الوفاءِ ويُحذِّرُهُم منَ الغَدْرِ في وقتِ الحَربِ، فكانَ يُوَدِّعُ سَراياهُ مُوصِياً إيَّاهُم بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اخْرُجُوا بِسْمِ الله، تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله مَنْ كَفَرَ بالله، لَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ وَلَا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ» رواه الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ. هذا أولاً.

    ثانياً: أخرج الحاكم عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما، أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أمَرَ بِلالاً أن يَدفَعَ إلى ابنِ عَوفٍ اللِّواءَ، فَحَمِدَ الله وصَلَّى على النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قال: «خُذ ابنَ عَوفٍ، فاغزُوا جميعاً في سبيلِ الله، فَقاتِلوا من كَفَرَ بالله، لا تَغلُوا، ولا تَغدِروا، ولا تُمَثِّلوا، ولا تَقتُلوا وليداً، فهذا عَهدُ الله وسِيرَةُ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».

    ثالثاً: لقد كانَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَغضَبُ أشدَّ الغَضَبِ إذا أخطَأَ المسلمونَ في حُروبِهِم مع عَدُوِّهِم، أو قَتَلوا أطفالاً صِغاراً، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَقَاتَلُوا الْمُشْرِكِينَ، فَأَفْضَى بِهِم الْقَتْلُ إِلَى الذُّرِّيَّةِ، فَلَمَّا جَاؤُوا قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا حَمَلَكُمْ عَلَى قَتْلِ الذُّرِّيَّةِ؟» قَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِنَّمَا كَانُوا أَوْلَادَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: «أَوَهَلْ خِيَارُكُمْ إِلَّا أَوْلَادُ الْمُشْرِكِينَ؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا مِنْ نَسَمَةٍ تُولَدُ إِلَّا عَلَى الْفِطْرَةِ حَتَّى يُعْرِبَ عَنْهَا لِسَانُهَا».

    رابعاً: بل لقد بَلَغَت رحمَةُ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في القِتالِ أنَّهُ كانَ يَعذِرُ أولئِكَ الذينَ أُكرِهوا على القِتالِ، روى البيهقي عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قال يومَ بدرٍ: «إنِّي قد عَرَفتُ أنَّ ناساً من بني هاشِمٍ وغَيرِهم قد أُخرِجُوا كُرهاً لا حاجَةَ لهم بِقِتالِنا، فمن لَقِيَ منكُم أحَداً من بني هاشِمٍ فلا يَقتُلْهُ، ومن لَقِيَ أبا البَختِريِّ بنَ هِشامٍ فلا يَقتُلْهُ، ومن لَقِيَ العبَّاسَ بنَ عبدِ المطَّلِبِ فلا يَقتُلْهُ، فإنَّهُ إنَّما أُخرِجَ مُستَكرَهاً».

    ثأثُّرُ الصَّحابةِ الكِرامِ بتوجيهِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ:

    أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: وهذا ما غُرِسَ في نُفوسِ الصَّحابَةِ الكِرامِ رَضِيَ اللهُ عنهُم، فهذا الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنهُ يقولُ لأسامةَ بنِ زَيدٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: لا تَخونُوا، ولا تَغدِروا، ولا تَغُلُّوا، ولا تُمَثِّلوا، ولا تَقتُلوا طِفلاً ولا شَيخاً كبيراً ولا امرأةً، ولا تَعقِروا نَخلاً ولا تَحرِقوهُ، ولا تَقطَعوا شَجَرَةً مُثمِرَةً، ولا تَذبَحوا شاةً ولا بَقَرَةً ولا بَعيراً إلا لمأكَلَةٍ، وسَوفَ تَمُرُّونَ بأقوامٍ قد فَرَّغوا أنفُسَهُم في الصَّوامِعِ فَدَعوهُم وما فَرَّغوا أنفُسَهُم له، وسَوفَ تَقدُمونَ على قَومٍ قد فَحَصوا أوساطَ رُؤوسِهِم وتَرَكوا حَولَها مِثلَ العَصائِبِ فاخفُقوهُم بالسَّيفِ خَفقاً. اندَفِعوا بِسمِ الله.

    أحكامٌ إنسانِيَّةٌ سَبَقَت القانونَ الدُّوَليَّ المعاصِرَ الكَذَّابَ بِمِئاتِ السِّنينَ.

    أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: لقد تَرَسَّخَت قِيمةُ الوفاءِ في نُفوسِ الأصحابِ الكِرامِ رَضِيَ اللهُ عنهُم، حتَّى إنَّ سيِدَنا عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنهُ بَلَغَهُ في وِلايَتِهِ أنَّ بعضَ المجاهِدينَ قالَ لِمحارِبٍ من الفُرسِ: لا تَخَف، ثمَّ قَتَلَهُ.

    فَكَتَبَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنهُ إلى عامِلِ الجَيشِ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالاً مِنْكُمْ يَطْلُبُونَ الْعِلْجَ (الكافِرَ)حَتَّى إِذَا أَسْنَدَ فِي الْجَبَلِ وَامْتَنَعَ، يَقُولُ: لَا تَخَفْ، فَإِذَا أَدْرَكَهُ قَتَلَهُ، وَإِنِّي وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا أَعْلَمُ مَكَانَ وَاحِدٍ فَعَلَ ذَلِكَ إِلَّا ضَرَبْتُ عُنُقَهُ.

    خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

    أيُّهَا الإخوَةُ الكرام: سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صاحِبُ وفاءٍ، ويَكرَهُ الغَدرَ ويَبرَأُ من الغادِرِ ولو كانَ مُسلماً، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الطبراني في الكبير عَنْ عَمْرِو بن الْحَمِقِ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قالَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَمَّنَ رَجُلاً عَلَى دَمِهِ، فَقَتَلَهُ، فَأَنَا بَرِيءٌ مِنَ الْقَاتِلِ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِراً».

    هذا هوَ سيِّدُنا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وهذا هوَ شَرعُهُ الحَنيفُ، وهذهِ هيَ أخلاقُهُ.

    اللَّهُمَّ وَفِّقنا للتَّخَلُّقِ بأخلاقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. آمين.

    وصَلَّى اللهُ عَلَى سيِّدِنا محمَّدٍ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ. وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون * وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِين * وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِين.


      الوقت/التاريخ الآن هو 27/11/2024, 02:40