1- مقتطفات من حياة الإمام عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى
مقتطفات من كتاب العهود المحمدية للشعراني
مقدمة الدرس:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فيا أيها الإخوة الكرام:
قبل الشروع في أخذ مقتطفات من كتاب العهود المحمَّدية لسيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى، أحببت أن أقف مع ترجمةٍ عن هذا الإمام الكبير رحمه الله تعالى.
الشعراني هو: الإمام العامل العابد الزاهد الفقيه الأصولي المحدث الصوفي المربي العارف المسلك أبو المواهب عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى، وهو من ذريَّة السيد محمد بن الحنفية رضي الله عنه.
ولد رحمه الله تعالى بمصر ببلدة قَلَقْشندة عام 898 للهجرة، وهي بلد أمه، ثم انتقل إلى قرية أبيه ساقية أبي شعرة، وإليها نسبته.
توفي والده وهو طفل، ومع ذلك ظهرت فيه علامة النجابة فحفظ القرآن العظيم، ومتن أبي شجاع (مختصر في الفقه)، والآجرومية (مختصر في النحو)، وهو ابن سبع سنين أو ثمان، ثم انتقل إلى القاهرة سنة 911 هجري ، فقطن جامع الغمري وجدَّ واجتهد ، حتى حفظ متون الكتب الشرعية وآلاتها ، ولبث فيه 17 عاماً يتعلَّم ويُعلِّم، ويتهجَّد ويتعبَّد، وهو في هذه المدة كان رحمه الله يعرض المتون الشرعية التي حفظها على أكابر علماء ذلك العصر وصفوتهم، كالإمام السيوطي، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وناصر الدين اللقاني.
درس الشعراني على هؤلاء الأعلام وغيرهم من خيرة علماء ذلك العصر الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية بشتى فنونها وعلومها، في الأصول والفقه والتصوف والحديث والتفسير والأدب واللغة.
درس عليهم دراسة فهم وتذوُّق بروح المجتهد المؤمن المحبِّ، بروح الطالب المثالي الذي ينشد الحق فلا يتعصَّب لمذهب من غير دليل، والذي يجلُّ أئمة الإسلام ورجال الفكر فيه، فلا يسارع إلى تخطئة أحدهم، ولا يبادر إلى الاعتراض عليه، لإيمانه بأن علماء الإسلام وأئمته على هدىً من ربهم وبصيرة من نور علمهم.
ثم أقبل على الاشتغال بالطريق، فجاهد نفسه مدة، وقطع العلائق الدنيوية ، ثم أخذ عن مشايخ الطرق، فصحب الشيخ علي الخواص، والمرصفي، والشناوي، وتسلَّك بهم، ثم تصدى التصنيف، فألَّف كتباً كثيرة، قال النجم الغزي في الكواكب السيارة: وكتبه كلُّها نافعة، وقد دلَّت كتبه على أنه اجتمع بكثير من العلماء والأولياء والصالحين.
وكان رحمه الله مواظباً على السنة مبالغاً في الورع، مؤثراً ذوي الفاقة على نفسه، متحملاً الأذى، موزِّعاً أوقاته على العبادة، مابين تصنيف وتسليك وإفادة.
وكان رحمه الله تعالى يحيي ليلة الجمعة بالصلاة على الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكان عظيم الهيبة، وافر الجاه والحرمة، تأتي بابه الأمراء، ولم يزل رحمه الله تعالى عابداً زاهداً متقرباً إلى الله تعالى بأنواع القربات والطاعات، إلى أن نقله الله تعالى إلى دار كرامته راضياً مرضياً، إن شاء الله تعالى.
ويقول أحد العلماء المختصين في دراسات التصوف الإسلامي:
إن الشعراني كان من الناحية العلمية والنظرية صوفياً من الطراز الأول، وكان في الوقت نفسه كاتباً بارزاً أصيلاً في ميدان الفقه وأصوله، وكان مصلحاً يكاد الإسلام لا يعرف له نظيراً، وإن كتبه التي تجاوزت السبعين عدّاً، من بينها أربعة وعشرين كتاباً تعتبر ابتكاراً محضاً أصيلاً لم يُسبَق إليه أبداً ولم يعالج فكرتها أحد قبله.
ولذلك فقد جاء الشعراني مكافحاً مصلحاً ومرشداً هادياً، فقد حرَّر التصوف من الأساطير والبدع، وجلَّاه محمدياً قرآنياً. وحرَّر الفقه من جموده وتزمُّته، فكان الأصوليَّ الألمعيَّ الذي مزج الفقه بحرارة الإيمان فأنقذه من الجفوة والجفاف، وحبّبه إلى الناس يوم جعله لا مجرَّد أحكام شرعية فحسب، بل حقائق روحية مشرقة.
وحرّر علم الكلام ـ التوحيد ـ من نزوات المجسِّدين، و أهواء المجادلين، و أعاده إلى نوره ورونقه الإيماني الذي عَرَفَه واهتدى به الصدرُ الأول والتابعون رضي الله عنهم.
وأنقذ الأمة الإسلامية من الجدل والحوار والجري وراء الأوهام والخيالات، وردَّها إلى النبع الصافي في العمل الخالص لوجه الله.
ولم يُنْسِهِ جهادُه الديني زعامتَه الإصلاحية، فكان المصلحَ الاجتماعي، المدافعَ عن الفقير والمسكين والضعيف. ولقد ظلَّ الشعراني إلى أخر نفَس له في الحياة مجاهداً لا تلين له قناة، ولا تخفض له راية، ولا تزلزله أحداث، ولا ترهبه قوة. إنه مجاهد في سبيل الله فلا يخشى سواه، شعاره دائماً كلمته الخالدة : (لو انفضَّ الناس جميعاً من حولي واهتزت شعرة مني فقد كفرت بالله).
من مؤلـفاتـه:
1) لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية .
2) الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية .
3) المنن الكبرى .
4) البحر المورود في المواثيق والعهود .
5) الطبقات الكبرى .
6) اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر .
7) الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر .
البدر المنير(في الحديث).
9) تنبيه المغترين في آداب الدين .
10) درَّة الغواص من فتاوى الشيخ علي الخواص.
11) مشارق الأنوار .
12) لطائف المنن والأخلاق.
13) الدرر الكبرى .
14) الدرر المنثورة في زبد العلوم المشهورة.
15) المنح السنية على الوصية المتبولية
من أقواله القيمـة :
1. إن الطاعة إذا لم تكن خالصة فإنها تورث صاحبها الجفاء وقساوة القلب.
2. لا يتجسَّس على العورات إلا فاسق ، فإن القلب المطهَّر من السوء لا يظن في الناس إلا خيراً.
3. دوروا مع الشرع كيف كان.
4. إياك يا أخي! إذا عرفت العلم أن تتخذه سلاحاً تقاتل به كُلَّ من له عليك حق، فإن ذلك حقٌ أُريد به باطل.
5. اعلم يا أخي! أن كل ما حصل لك بواسطة مجالسته إثمٌ، فهو جليس سوء.
6. اعلم يا أخي! أنه كلما كثر علم العبد كثر حسابه، وكذلك القول في المال والعمر ، فيُسأل العالم عن كل مسألة تعلَّمها هل عمل بها أم لا، وعن كل درهم اكتسبه هل فتش عليه من حيث الحل أم لا، وهكذا.
7. ينبغي إكثار مطالعة كتب الفقه، عكس ما عليه المتصوفة الذين لاحت لهم بارقة الطريق فمنعوا مطالعتها، وقالوا: إنها حجاب، جهلاً منهم.
8. أن لا نخلي نفوسنا من مجالسة العلماء ولو كنَّا علماء، فربما أعطاهم الله من العلم ما لم يعطنا، لقد سمعت بعضهم يقول لما لمته على عدم التردد للعلماء: والله لو علمت أن أحداً في مصر عنده علم زائد على ما عندي لخدمت نعاله، ولكن بحمد الله قد أعطانا الله تعالى من العلم ما أغنانا به عن الناس.
وهذا كله جهل لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قال إني عالم فهو جاهل) رواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، وفي قصة موسى مع الخضر عليهما السلام كفاية لكل معتبر.
فاجتمع يا أخي في كل قليل على العلماء واغتنم فوائدهم، ولاتكن من الغافلين عنهم فتحرم بركة أهل عصرك كلهم، لكونك رأيت نفسك أعلى منهم أو مساوياً لهم ، فإن الإمدادات الإلهية من علم أو غيره، حكمها حكم الماء، والماء لا يجري إلا في السفليات، فمن رأى نفسه أعلى من أقرانه لم يصعد له منهم مدد، ومن رأى نفسه مساوياً لهم فمددهم واقف عنه كالحوضين المتساويين، فما بقي الخير كله إلا في شهود العبد أنه دون كل جليس من المسلمين، لينحدر له المدد منهم (والله عليم حكيم).
توفي رحمه الله تعالى سنة 973 للهجرة، ودفن في مصر بمسجد عرف باسمه في باب الشعرية بالقاهرة.
هذه نبذة يسيرة عن حياته رحمه الله تعالى، وسوف نبدأ في الدرس القادم إن أحيانا الله تعالى بكتابه العهود المحمدية ونقتطف منها بعض كلماته، سائلين المولى عز وجل أن يوفِّقنا لمتابعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالأقوال والأفعال والأخلاق والأحوال مع كمال الإخلاص آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. سبحان ربك رب العزة عمَّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
مقتطفات من كتاب العهود المحمدية للشعراني
مقدمة الدرس:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فيا أيها الإخوة الكرام:
قبل الشروع في أخذ مقتطفات من كتاب العهود المحمَّدية لسيدي الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى، أحببت أن أقف مع ترجمةٍ عن هذا الإمام الكبير رحمه الله تعالى.
الشعراني هو: الإمام العامل العابد الزاهد الفقيه الأصولي المحدث الصوفي المربي العارف المسلك أبو المواهب عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى، وهو من ذريَّة السيد محمد بن الحنفية رضي الله عنه.
ولد رحمه الله تعالى بمصر ببلدة قَلَقْشندة عام 898 للهجرة، وهي بلد أمه، ثم انتقل إلى قرية أبيه ساقية أبي شعرة، وإليها نسبته.
توفي والده وهو طفل، ومع ذلك ظهرت فيه علامة النجابة فحفظ القرآن العظيم، ومتن أبي شجاع (مختصر في الفقه)، والآجرومية (مختصر في النحو)، وهو ابن سبع سنين أو ثمان، ثم انتقل إلى القاهرة سنة 911 هجري ، فقطن جامع الغمري وجدَّ واجتهد ، حتى حفظ متون الكتب الشرعية وآلاتها ، ولبث فيه 17 عاماً يتعلَّم ويُعلِّم، ويتهجَّد ويتعبَّد، وهو في هذه المدة كان رحمه الله يعرض المتون الشرعية التي حفظها على أكابر علماء ذلك العصر وصفوتهم، كالإمام السيوطي، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وناصر الدين اللقاني.
درس الشعراني على هؤلاء الأعلام وغيرهم من خيرة علماء ذلك العصر الثقافة الإسلامية والعلوم الشرعية بشتى فنونها وعلومها، في الأصول والفقه والتصوف والحديث والتفسير والأدب واللغة.
درس عليهم دراسة فهم وتذوُّق بروح المجتهد المؤمن المحبِّ، بروح الطالب المثالي الذي ينشد الحق فلا يتعصَّب لمذهب من غير دليل، والذي يجلُّ أئمة الإسلام ورجال الفكر فيه، فلا يسارع إلى تخطئة أحدهم، ولا يبادر إلى الاعتراض عليه، لإيمانه بأن علماء الإسلام وأئمته على هدىً من ربهم وبصيرة من نور علمهم.
ثم أقبل على الاشتغال بالطريق، فجاهد نفسه مدة، وقطع العلائق الدنيوية ، ثم أخذ عن مشايخ الطرق، فصحب الشيخ علي الخواص، والمرصفي، والشناوي، وتسلَّك بهم، ثم تصدى التصنيف، فألَّف كتباً كثيرة، قال النجم الغزي في الكواكب السيارة: وكتبه كلُّها نافعة، وقد دلَّت كتبه على أنه اجتمع بكثير من العلماء والأولياء والصالحين.
وكان رحمه الله مواظباً على السنة مبالغاً في الورع، مؤثراً ذوي الفاقة على نفسه، متحملاً الأذى، موزِّعاً أوقاته على العبادة، مابين تصنيف وتسليك وإفادة.
وكان رحمه الله تعالى يحيي ليلة الجمعة بالصلاة على الحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكان عظيم الهيبة، وافر الجاه والحرمة، تأتي بابه الأمراء، ولم يزل رحمه الله تعالى عابداً زاهداً متقرباً إلى الله تعالى بأنواع القربات والطاعات، إلى أن نقله الله تعالى إلى دار كرامته راضياً مرضياً، إن شاء الله تعالى.
ويقول أحد العلماء المختصين في دراسات التصوف الإسلامي:
إن الشعراني كان من الناحية العلمية والنظرية صوفياً من الطراز الأول، وكان في الوقت نفسه كاتباً بارزاً أصيلاً في ميدان الفقه وأصوله، وكان مصلحاً يكاد الإسلام لا يعرف له نظيراً، وإن كتبه التي تجاوزت السبعين عدّاً، من بينها أربعة وعشرين كتاباً تعتبر ابتكاراً محضاً أصيلاً لم يُسبَق إليه أبداً ولم يعالج فكرتها أحد قبله.
ولذلك فقد جاء الشعراني مكافحاً مصلحاً ومرشداً هادياً، فقد حرَّر التصوف من الأساطير والبدع، وجلَّاه محمدياً قرآنياً. وحرَّر الفقه من جموده وتزمُّته، فكان الأصوليَّ الألمعيَّ الذي مزج الفقه بحرارة الإيمان فأنقذه من الجفوة والجفاف، وحبّبه إلى الناس يوم جعله لا مجرَّد أحكام شرعية فحسب، بل حقائق روحية مشرقة.
وحرّر علم الكلام ـ التوحيد ـ من نزوات المجسِّدين، و أهواء المجادلين، و أعاده إلى نوره ورونقه الإيماني الذي عَرَفَه واهتدى به الصدرُ الأول والتابعون رضي الله عنهم.
وأنقذ الأمة الإسلامية من الجدل والحوار والجري وراء الأوهام والخيالات، وردَّها إلى النبع الصافي في العمل الخالص لوجه الله.
ولم يُنْسِهِ جهادُه الديني زعامتَه الإصلاحية، فكان المصلحَ الاجتماعي، المدافعَ عن الفقير والمسكين والضعيف. ولقد ظلَّ الشعراني إلى أخر نفَس له في الحياة مجاهداً لا تلين له قناة، ولا تخفض له راية، ولا تزلزله أحداث، ولا ترهبه قوة. إنه مجاهد في سبيل الله فلا يخشى سواه، شعاره دائماً كلمته الخالدة : (لو انفضَّ الناس جميعاً من حولي واهتزت شعرة مني فقد كفرت بالله).
من مؤلـفاتـه:
1) لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية .
2) الأنوار القدسية في بيان آداب العبودية .
3) المنن الكبرى .
4) البحر المورود في المواثيق والعهود .
5) الطبقات الكبرى .
6) اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر .
7) الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر .
البدر المنير(في الحديث).
9) تنبيه المغترين في آداب الدين .
10) درَّة الغواص من فتاوى الشيخ علي الخواص.
11) مشارق الأنوار .
12) لطائف المنن والأخلاق.
13) الدرر الكبرى .
14) الدرر المنثورة في زبد العلوم المشهورة.
15) المنح السنية على الوصية المتبولية
من أقواله القيمـة :
1. إن الطاعة إذا لم تكن خالصة فإنها تورث صاحبها الجفاء وقساوة القلب.
2. لا يتجسَّس على العورات إلا فاسق ، فإن القلب المطهَّر من السوء لا يظن في الناس إلا خيراً.
3. دوروا مع الشرع كيف كان.
4. إياك يا أخي! إذا عرفت العلم أن تتخذه سلاحاً تقاتل به كُلَّ من له عليك حق، فإن ذلك حقٌ أُريد به باطل.
5. اعلم يا أخي! أن كل ما حصل لك بواسطة مجالسته إثمٌ، فهو جليس سوء.
6. اعلم يا أخي! أنه كلما كثر علم العبد كثر حسابه، وكذلك القول في المال والعمر ، فيُسأل العالم عن كل مسألة تعلَّمها هل عمل بها أم لا، وعن كل درهم اكتسبه هل فتش عليه من حيث الحل أم لا، وهكذا.
7. ينبغي إكثار مطالعة كتب الفقه، عكس ما عليه المتصوفة الذين لاحت لهم بارقة الطريق فمنعوا مطالعتها، وقالوا: إنها حجاب، جهلاً منهم.
8. أن لا نخلي نفوسنا من مجالسة العلماء ولو كنَّا علماء، فربما أعطاهم الله من العلم ما لم يعطنا، لقد سمعت بعضهم يقول لما لمته على عدم التردد للعلماء: والله لو علمت أن أحداً في مصر عنده علم زائد على ما عندي لخدمت نعاله، ولكن بحمد الله قد أعطانا الله تعالى من العلم ما أغنانا به عن الناس.
وهذا كله جهل لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قال إني عالم فهو جاهل) رواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، وفي قصة موسى مع الخضر عليهما السلام كفاية لكل معتبر.
فاجتمع يا أخي في كل قليل على العلماء واغتنم فوائدهم، ولاتكن من الغافلين عنهم فتحرم بركة أهل عصرك كلهم، لكونك رأيت نفسك أعلى منهم أو مساوياً لهم ، فإن الإمدادات الإلهية من علم أو غيره، حكمها حكم الماء، والماء لا يجري إلا في السفليات، فمن رأى نفسه أعلى من أقرانه لم يصعد له منهم مدد، ومن رأى نفسه مساوياً لهم فمددهم واقف عنه كالحوضين المتساويين، فما بقي الخير كله إلا في شهود العبد أنه دون كل جليس من المسلمين، لينحدر له المدد منهم (والله عليم حكيم).
توفي رحمه الله تعالى سنة 973 للهجرة، ودفن في مصر بمسجد عرف باسمه في باب الشعرية بالقاهرة.
هذه نبذة يسيرة عن حياته رحمه الله تعالى، وسوف نبدأ في الدرس القادم إن أحيانا الله تعالى بكتابه العهود المحمدية ونقتطف منها بعض كلماته، سائلين المولى عز وجل أن يوفِّقنا لمتابعة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالأقوال والأفعال والأخلاق والأحوال مع كمال الإخلاص آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. سبحان ربك رب العزة عمَّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
10/11/2024, 21:08 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الرابعة: قوانين الميراث تفضل الرجال على النساء ـ د.نضير خان
10/11/2024, 21:05 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثالثة: شهادة المرأة لا تساوي سوى نصف رجل ـ د.نضير خان
10/11/2024, 21:02 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثانية: المرأة لا تستطيع الطلاق ـ د.نضير خان
10/11/2024, 20:59 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الأولى: الإسلام يوجه الرجال لضرب زوجاتهم ـ د.نضير خان
10/11/2024, 20:54 من طرف Admin
» كتاب: المرأة في المنظور الإسلامي ـ إعداد لجنة من الباحثين
10/11/2024, 20:05 من طرف Admin
» كتاب: (درة العشاق) محمد صلى الله عليه وسلم ـ الشّاعر غازي الجَمـل
9/11/2024, 17:10 من طرف Admin
» كتاب: الحب في الله ـ محمد غازي الجمل
9/11/2024, 17:04 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الأول ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:59 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الثاني ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:57 من طرف Admin
» كتاب : الفتن ـ نعيم بن حماد المروزي
7/11/2024, 09:30 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (1) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:12 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (2) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:10 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (3) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:06 من طرف Admin
» كتاب: تحفة المشتاق: أربعون حديثا في التزكية والأخلاق ـ محب الدين علي بن محمود بن تقي المصري
19/10/2024, 11:00 من طرف Admin