..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: تنبيه السالكين إلى غرور المتشيخين للشيخ حسن حلمي الدغستاني
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 20:03 من طرف Admin

» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 20:02 من طرف Admin

» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:42 من طرف Admin

» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:39 من طرف Admin

» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:37 من طرف Admin

» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:34 من طرف Admin

» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:31 من طرف Admin

» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:28 من طرف Admin

» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:26 من طرف Admin

» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:24 من طرف Admin

» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:21 من طرف Admin

» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:19 من طرف Admin

» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:17 من طرف Admin

» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:14 من طرف Admin

» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Emptyأمس في 19:12 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68443
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4 Empty 15 - كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي ـ ج4

    مُساهمة من طرف Admin 14/10/2020, 14:25

    إنك كنت جنسي وأصلي وصاحب قرباي ! إنك كنت النور الذي ينبعث من شمع عقيدتي !

    3985 - فأنا عبد لذلك السراج الذي يبحث عن العين ، ذلك السراج الذي اقتبس النور منه سراجك .
    إني عبد لأمواج ذلك البحر من النور ، الذي دفع مثل هذا الجوهر إلى الظهور .
    فلتعرض عليّ الشهادة ، فإني قد رأيتك مفخرة الزمان “ .
    واتجه نحو الدين بمحبة واشتياق قرابة خمسين من ذوي قرباه وقومه .
    فعليّ - بسيف حلمه - قد اشترى من السيف كثيراً من الرقاب ، لكثير من الخلق .

    3990 - وإن سيف الحلم لأحدّ من سيف الحديد ! بل إنه لأقدر على تحصيل الظفر من مائة جيش ! فوا أسفاه أن لقمة أو لقمتين قد أكلتا . فتجمد من تناولهما جيشان الفكر .
    إن حبة من القمح قد كسفت شمس آدم كما أن ( سقوط ) الذنب “ 1 “ يكون خسوفاً لا لتماع البدر .
    فتأمل لطف القلب ، وكيف يصير ، بَدْرُه بقبضة من الطين مقتطع النور كأنه أنجم الثور “ 2 “ .
    فحينما كان الخبز معنوياً ، كان تناوله نافعاً ، ولكنه حين أصبح صورياً أثار الجحود !
    ...............................................................
    ( 1 ) عقدة الذنب وعقدة الرأس هما النقطتان اللتان يتلاقى عندهما مدار كل من الشمس والقمر . ويحدث الكسوف والخسوف عند أية نقطة من هاتين النقطتين .
    ( 2 ) مجموعة من النجوم الصغيرة تبدو وهي مجتمعة على صورة الثور ، وتمثل منزلا من منازل القمر . فمعنى البيت أن المطامع المادية تبدد نور القلب فتجعله يبدو مشتتاً كنور الأنجم الصغيرة المبعثرة بعد أن كان كالبدر مجتمع النور .



    “ 461 “

    3995 - فهو مثل الأشواك الخضراء التي تأكلها الجمال ، فتجد في تناولها مائة نفع ولذة .
    فإذا ما ذهبت خضرتها وجفت ، فإن الجمال حين تأكلها في الصحراء ، تمزق أفواهها وأشداقها .
    فوا أسفاه أن هذا الورد المغذي “ 1 “ قد أصبح سكيناً .
    فالخبز - حينما كان معنوياً - كان شبيهاً بذلك الشواك الأخضر .
    فلما أصبح صورياً فإنه الآن يابس غليظ ! وأنت على تلك العادة : فكما كنت قد أكلته من قبل ، أيها الكائن الرقيق !

    4000 - فإنك تأكل اليوم ذلك اليابس ، ( وفي أنفك ) ذات الرائحة ، بعد بعد أن امتزج المعنى بالتراب .
    لقد أصبح ( خبزك ) مختلطاً بالتراب ، يابساً ، يمزق اللحم ، فلتعف الآن عن ذلك العشب ( اليابس ) ، أيها الجمل ! إن الكلام يجيء وهو شديد التلوث بالتراب ! وها قد تعكر الماء ، فلتغلقن فوهة البئر .
    حتى يعيده اللَّه ماء صافياً عذباً . وإن الذي عكره ليجعلنه صافياً .
    والصبر هو الذي يحقق الأمل ، لا التسرع . فكن صابراً ، واللَّه أعلم بالصواب .

    (تمت ترجمة الكتاب الأول من المثنوي)
    ...............................................................
    ( 1 ) يقصد الشوك الأخضر الذي كان طعاماً سائغاً نافعاً للإبل .

    * * *
    شرح كيف بصق أحد الخصوم في وجه علّي كرّم اللَّه وجهه

    ( 3721 ) يبدأ الشاعر هنا سرد قصة معروفة عن علي بن أبي طالب ، خلاصتها أنه كان ينازل أحد الرجال ، وتغلّب عليه فطرحه أرضاً ثم جثم على صدره ليقتله ، فبصق الرجل في وجه عليّ . وإذ ذلك ألقى عليّ بالسيف من يده وأعرض عن قتله . فلما سُل في ذلك ، قال إنه فعل ذلك لأنه خشي أن يكون من أسباب هذا القتل غضبه لأن الخصم قد بصق في وجهه . وهو لم يُرد قتله لهوى في نفسه ، وإنما كان ذلك من أجل مرضاة اللَّه .
    وقد ذكر نيكولسون بعض المصادر التي وردت بها هذه القصة ، ومنها رسالة القشيري ، وكتاب الفخري . ( انظر تعليقاته على الجزاء الأول ، ص 213 ) .
    وقد أضفى جلال الدين على القصة من فنّه ما جعلها حافلة بألوان رائعة من الحكمة ، وعلى عادته ، جعل من حكاية صغيرة ، عملًا أدبياً ينبض بالحياة .


    ( 3729 ) ما الذي تجلى لك من صور الغيب ، فسكن غضبك بهذه السرعة ؟


    ( 3740 ) قال الرسول هذا الحديث ، ناهياً أصحابه عن مواصلة الصوم ( انظر الحديث في تعليقنا على هذا البيت مع ترجمته ) . وقد روي الحديث بصور مختلفة ، لكنها تحمل المعنى ذاته . وللحديث تفسير

    “ 619 “
    صوفيّ في كتاب اللمع للسراج ( ص 132 ، 294 ) .


    ( 3741 ) يجب أن تتقبل الروح مثل هذا القول من الرسول ، بدون تأويل ، وتكون متذوقة له كما يتذّوق الحلق الشهد واللبن .


    ( 3742 ) فالتأويل الذي يصرف هذا القول عن معناه يكون رفضاً لهذا الكشف الإلهي الذي نقله الرسول إلينا . وتأويل القول على هذا النحو ينطوي - بصورة عامة - على اعتقاد بخطئه .


    ( 3743 ) الذي يرى الخطأ في كشف إلهي ، أو خبر صادق مأثور عن الرسول فإنما فعل ذلك لأنه ضعيف العقل ، ولا مقدرة له على استيعاب مثل هذه المعاني الروحية . فلقد فاضت هذه من العقل الكليّ ، والعقل الكليّ هو لبّ الحكمة ، وأما العقل الجزئي الذي يعتد به الإنسان فليس سوى قشور .


    ( 3744 ) “ إذا لم تتذوق مثل هذه الأخبار الصالح فابحث في نفسك عن الخطأ ، ولا تحسبه في هذه الأخبار فتعمل على تأويلها . والأولى بك أن تُلقي النوم على عقلك إزاء ما لا تفهم منها ، لا أن تتناولها بالنقد والتجريح “ . وقوله : “ وسبّ نفسك ولا تسبّ بستان الورد “ يحمل ذات المغزى الذي يشير إليه قول المتنبي :ومن يك ذا فم مرّ مريض * يجد مرّا به الماء الزلالا


    ( 3747 ) إن صفح عليّ قد قتل الغرور والاعتداد في نفس خصمه .
    والحقّ يقتل رغبات الحسّ ويخلص الإنسان من طغيانها ، وبهذا يبثّ في روحه الحياة الخالدة .


    [ شرح من بيت 3750 إلى 3900 ]
    ( 3750 ) قوله : “ يا باز العرش ، يا صاحب الصيد الوفير “ معناه : “ أيها الباز الذي حلّق في سماوات العالم الروحي ، وظفر منها بالصيد الوفير “ .
    والصيد الوفير كناية عما ظفر به في سياحاته الروحية .


    ( 3752 - 3754 ) يشير الشاعر في هذه الأبيات إلى مختلف درجات الكشف الروحي . فأهل العرفان يكون لهم من الشهود والعيان ما تؤهلهم له

    “ 620 “
    قواهم الروحية ونفاذ بصيرتهم المتجهة إلى عالم الغيب .


    ( 3754 ) يخاطب الكافر عليّاً بقوله : “ هؤلاء العارفون - على اختلاف درجاتهم - متجهون إليك ، وقد تعلقت أبصارهم وآذانهم بصنيعك ، لما تجلى فيه من جمال الكشف الروحي . فهذا الصفح قد أظهر أمامهم مثلًا رائعاً من الحلم وضبط النفس . وهم - في الوقت ذاته - منصرفون عنّي ، لم تلفت أنظارهم شناعة عملي ، لأن مبعثه الحقد والبغضاء والميل مع الهوى ، وهؤلاء لا صلة لقلوبهم بهذه الأحاسيس “ .


    ( 3760 - 3762 ) المرشد يشرق نور هدايته - الذي يتجلى في سلوكه وأفعاله - فيهدي السالكين . ولكنه إذا تكلم كان أكثر هداية لهم ، وكانت أقواله تزيد أفعاله وضوحاً ، فيسهل على مريديه الاقتداء به . وقد قدم ابن العربي لحديثه عن الأولياء المرشدين بقوله :ومن عجب أني أحنّ إليهمو * وأسأل عنهم من أرى وهمو معي
    وترصدهم عيني وهم في سوادها * ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي( الفتوحات المكيّة ، ج 1 ، ص 178 ) .


    ( 3763 ) في هذا البيت إشارة إلى الحديث الذي ينسب إلى الرسول أنه قال : “ أنا مدينة العلم وعليّ بابها “ .


    ( 3764 ) قوله : “ حتى يتحقق بك وصول القشور إلى اللباب “ ، معناه “ حتى تكون هادياً لمن أسارى عالم الحس الظاهر إلى عالم الروح ، وهو الهدف الأسمى لوجود الإنسان في هذا العالم .


    ( 3767 ) ليس للقلب سبيل إلى الانطلاق من عالم الحس إلى عالم المعنى ما لم يفتح له الباب مرشده وراعيه .


    ( 3768 ) لو انفتح أمام القلب باب يشاهد منه العالم الروحي ، لبهره جمال ما يشهد ، وكان هذا الجمال مثيراً لخياله ، باعثاً له على الانطلاق محلقّاً بأجنحة شداد في عوالم من التأمل الروحي العميق .


    ( 3769 - 3770 ) المرشد الروحي بما يكون عليه من التواضع والزهد

    “ 621 “
    والتقشف يبدو للسالك مظهراً لا خير وراء . والسالك قد يقصده فيجد عنده كنوز المعرفة على غير توقع منه ، كما قد يجد بعض الناس كنزاً في الأرض الخراب . وإذ ذاك ينجذب السالك إلى كل مرشد روحي ، كما يندفع مكتشف الكنز نحو كل أرض خراب . ولو لم يجد السالك ما يسعده من جواهر الحكمة عند أحد المرشدين الروحيين ، لما قاده ذلك إلى أن يطلب صحبة رجال التصوف ، وينشد الارتباط بهم .


    ( 3771 - 3772 ) الإنسان المعتدّ بنفسه ، المبتعد عن رجال الحقيقة ، يعيش أسير ظنونه ، ولا سبيل له إلى إدراك اليقين . فالمعتدّ بنفسه لا يستطيع أن يفيد معرفة من غيره ، كمن شمخ بأنفه فلم يعد يبصر شيئاً سواها .

    ( 3775 ) كان من المعروف أن الشمس هي التي تبث الروح الحيواني في الأحياء.

    ( 3784 ) قوله “ الباز الذي يصيد العنقاء “ معناه “ يا من أنت قادر على الظفر بأعمق حقائق العرفان التي تستعصي على الآخرين “ .

    ( 3794 ) الرياح العاصفة “ هنا رمز للأهواء والشهوات التي تذهب بثبات الرجال وتعصف بهم .

    ( 3797 ) الشطر الثاني من البيت يمكن أن يقرأ على النحو التالي :
    “ ورشوم چون كاه بادم ياد اوست “ .
    ومعناه : “ ولو صرت كالقشة فلا ريح تحركني إلا ذكره “ . والقراءتان - في نظرنا - مقبولتان .

    ( 3806 ) قوله “ فما هو إلا عيان ومشاهدة “ يعنى أن اليقين يحل بالقلب النقي فيكون صاحبه صادراً في عمله عن يقين تكشّف له ، وليس دافعه حينذاك التقليد ، ولا الظن والخيال .

    ( 3810 ) يتحدّث الشاعر هنا حديثاً مباشراً فيقول إنه لا يجوز أن تُكشف الأسرار الروحية لعامة الخلق إلا بمقدار ، فعقولهم لا تتسع لها ،

    “ 622 “
    كما أن مجرى النهر لا يتسع لماء البحر .


    ( 3818 ) إن الذي يتبع الشهوات لا يستطيع الخلاص من سيطرتها عليه . فكأنما هو قد ألقى بنفسه في بئر عميقة القرار . والشاعر يؤكد هنا إيمانه بمسئولية الإنسان عن أفعاله فليس ارتكاب الذنوب جبراً إليهاً ، بل هو خطيئة إنسانية .

    ( 3819 ) البئر التي لا رسن يوازي عمقها “ كناية عن الخطايا والشهوات التي يصعب الخلاص منها على من أصبح أسيراً لها .

    ( 3821 ) إن الأكباد التي لا تتأثر ، بمثل هذا النداء الروحي ، وبهذا التحذير من الحسّ وشهواته ، لم يكن فعلها هذا ناشئاً عن صلابتها وقدرتها على الصمود أمام روعة هذا النداء ، وإنما كان بسبب غفلتها وحيرتها وانصرافها عن سبيل الحق . فهي لا تسمعه ، ولهذا لا تتأثر به .

    ( 3822 ) قوله : “ فلتدْمَ في وقت لا يكون فيه دمك مردوداً “ .
    معناه : “ فلتبادر إلى الإصغاء لنداء الحق والعمل به قبل أن يأتي وقت لا ينفعك فيه الندم ، ولا يفيدك إدراك الحقيقة بعد فوات الأوان “ .

    ( 3824 ) إن الرسول قد أرسل شاهداً على الخلق . وإنه لأعظم الناس أهلية لهذه الشهادة ، لأنه قد تحرر من استعباد المادة تحرراً كاملًا . وعبد المادة والشهوة - كما ذكر الشاعر - أمعن في العبودية من العبد الرقيق . ( انظر 3815 ، 3816 ) .

    ( 3825 ) عاد الشاعر هنا إلى إجراء الحديث على لسان عليّ .

    ( 3826 ) في البيت إشارة إلى حديث قدسي نصّه : “ إن رحمتي غلبت على غضبي “ .

    ( 3830 ) إن المعصية التي ارتكبها خصم عليّ كانت سبباً في اهتداء هذا الخصم . ذلك لأنها كشفت حلم عليّ وتجرده من الغرض أمام هذا الخصم ،

    “ 623 “

    فتجلى له اليقين ، وحمله الإيمان إلى أعلى سماواته .

    ( 3832 ) كان عمر بن الخطاب قاصداً قتل الرسول ، فلقيه على الطريق من نهاه عن ذلك ، ونبهه إلى الالتفات إلى أهل بيته حيث أن أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد بن عمرو قد أسلما . فذهب قاصداً أخته وزوجها ليؤاخذهما على اتباع دين محمد . وكانت معهما صحيفة من سورة طه ، قرأها عمر فاهتدى إلى الإسلام ، وذهب إلى الرسول ثم أعلن إسلامه .
    ( انظر القصة برواياتها المختلفة في سيرة ابن هشام ، ج 1 ، ص 366 - 375 ، طبعة الحلبي . القاهرة ، 1936 ) .

    ( 3836 ) إن انبثاق الطاعات من المعاصي على هذا النحو الذي وصفه الشاعر يدل على أن باب الأمل مفتوح على مصراعيه أمام الناس . إن اللَّه قد ضرب عنق اليأس ، وأراد لعباده أن يتحرروا منه .

    ( 3837 ) يشير الشاعر هنا إلى قوله تعالى :” إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً ، فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ ، وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً “. ( 25 : 70 ) .
    والتوبة هنا هي البداية الجديدة لحياة من الإيمان وصالح الأعمال تجبّ ما قلبها من حياة العصيان . وفي القرآن آيات كثيرة ذكرت التوبة وبينت أنها وسيلة لغفران الذنوب . ومن هذه الآيات قوله تعالى :” إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً “. ( 19 : 60 ) .


    وقوله :” وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ ثُمَّ تابُوا مِنْ بَعْدِها وَآمَنُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ “. ( 7 : 153 ) . وللتوبة الحق شروط لا مجال لذكرها هنا .
    أما قول الشاعر “ على الرغم من الوشاة “ فمعناه أن اللَّه يقبل التوبة ممن يصح عزمه على الصلاح وترك العصيان ، وذلك على الرغم من قول المتشائمين ، الذين يذهبون إلى استحالة قبول التوبة من العاصي ، ويغلقون بذلك باب الأمل المفتوح أمام الناس .


    ( 3841 - 3843 ) يقدم الشاعر في هذه الأبيات تصويراً لمحاولة الشيطان إغراء الناس وإيقاعهم في الخايا ، وتربية الإثم في نفوسهم .

    “ 624 “

    ( 3844 ) عاد الشاعر هنا إلى إجراء الحديث على لسان عليّ . وقد ذكر في الأبيات التالية قصة عن علي خلاصتها أن الرسول كان قد أخبر خادم علي أن هلاك سيده يكون على يديه ، وأن علياً برغم علمه بذلك لم يقرب خادمه بسوء . وفي القصة عناصر لا يُعرف لها أصل ، وفيها عناصر يمكن أن تُرد إلى أصولها .
    فأما وصف عبد الرحمن بن ملجم بأنه كان خادم علي ، فهذا ما لم أعثر عليه في أي من المصادر التاريخية التي رجعت إليها . لكن هناك ما يشير في المصادر إلى أن علياً كان يعرف قاتله ، وكذلك أن الرسول تنبأ سلفاً بمقتل علي . ومما ذُكر من ذلك “ أن علياً كان يخطب مرة ويذكر أصحابه ، وابن ملجم تلقاء المنبر فسُمع وهو يقول : واللَّه لأريحنهم منك . فلما انصرف علي إلي بيته أُتي به ملبباً ، فأشرف عليهم فقال : ما تريدون ؟ فخبروه بما سمعوا . فقال : ما قتلني بعد ، فخوا عنه “ . ( الكامل للمبرد ، ج 3 ، ص 198 ، مطبعة نهضة مصر ، القاهرة ) .
    وخوطب علي في شأن ان ملجم فقيل له : “ كأنك قد عرفته ، وعرفت ما يريد بك ، أفلا تقتله ؟ فقال : كيف أقتل قاتلي ؟ “ ( المصدر السابق ) .
    وفيما رواه ابن طباطبا ما يشبه ما ورد في كتاب الكامل . ولكنه يضيف إليه قوله : “ وهذا يدل على أن رسول اللَّه أعمله بذلك في جملة ما أعمله به “ .
    (تاريخ الدول الاسلامية المعروف بالفخري ، ص 99 ، بيروت ، 1960 ) .


    ( 3853 - 3854 ) القاتل ليس إلا أداة من الأدوات التي يستخدمها الحق في إماتة الناس . فهو وحده الذي يجيي ويميت . ولكن إذا كان هذا القتل من فعل اللَّه ، فلماذا يكون القصاص ؟ ويجيب الشاعر على ذلك بأن هذا القصاص من الأسرار الإلهية ، ولكنه مع ذلك لا يخرج من كونه صورة من الصور التي يتجلى فيها التضاد الظاهري فيما ينبثق عن الصفات الإلهية التي استوعبت الكون بكل مظاهره .


    ( 3855 ) إن ما قد يظهر في الكون من قهر إلهي ، يعقبه لطف يمحو آثار هذا القمر ، ويشيع في مكانه الرحمة والرضى .

    “ 625 “

    ( 3860 ) كل شريعة أنزلها اللَّه كانت أكمل مما سبقها . ولهذا فإن الخالق ما حطم شيئاً إلا صنع ما هو خير منه .

    ( 3861 ) مظهر القهر قد يستر وراءه خيراً ولطفاً ، كاليل يحجب نور النهار بظلامه ، ويلف الخلق جميعاً بسكونه ، ومع ذلك ، ففي هذا الظلام والسكون ما يمكنّ العقول من التأمل والتفكر فتشرق عليها أنوار المعرفة .

    ( 3863 ) قوله “ أليس ماء الحياة داخل الظلمات ؟ “ يعني أن الشدة قد تنطوي على الخير ، كما يحيط الظلام بماء الحياة . ( انظر البيت 574 والتعليق عليه ) .

    ( 3865 ) إن الشر في هذه الدنيا بظهر الخير ، والآلام تظهر المسرات .
    وكل ضد يظهر ضد في الوجود . وليس للنور الدائم مقر إلا سويداء القلب .

    ( 3774 ) إن موت الإنسان بداية لحياة جديدة أعظم من حياته على الأرض .
    وقد يكون قطع الخلق هنا رمزاً لإماتة الشهوات الحسية ، مما يجعل الروح قادرة على الانطلاق من إسار الجسد إلى عالمها الرحب .

    ( 3875 ) “ الحلق الثالث “ هنا رمز لقدرة على التذوق من نوع آخر ، وتلك هي الذوق الصوفي . والصوفية بهذا الذوق ، “ يحتسون النور ، وينهلون شراب الحق “ كما يقولون .

    ( 3876 ) إن من قُتلت فيه شهوات الحس ونزواته ، يولد له ذوق روحي ، فيكون فناء الحس سبيله لتحقيق البقاء ، ويكون نفي الذات طريقه إلى الخلود .

    ( 3877 ) قوله : “ إلى متى تكون بالخبر حياة روحك ؟ “ معناه “ إلى متى تعتبر طعام الحس سر حياتك، وتحسب أن هذه الحياة ارتكزت على متاع الدنيا وملاذها؟“.


    ( 3878 ) إنك أرقت ماء وجهك للحصول على المتع الحسية ،


    “ 626 “

    واعتبرت ذلك هدفاً لك في الحياة ، ولهذا فإنك لم تثمر ، فكأنك شجرة صفصاف .

    ( 3879 ) “ فإن كنت غير قادر على التحرر من سلطان الحس فاتخذ شيخاً مرشداً ، فإن هذا المرشد قادر على أن يرتفع بنفسك من طبيعتها الحيوانية إلى طبيعة أسمى من تلك ، وأثره عليك يكون كأثر الإكسير على النحاس .

    ( 3880 ) فإن كنت تريد غسل قلبك ، وتنظيفه مما علق به من شوائب المادة ، فلا تحوّل وجهك عن هؤلاء الخبراء بتنظيف القلوب وتطهيرها .

    ( 3881 ) مع أن الخبر لذيذ يزيل آلام الجوع ( والخبز هنا رمز لمتع الحس التي ترضي النفس الحيوانية ) ، فإن خير الإنسان يكون في تعلقه بخالقه ، وإعراضه عن شهوات الحس ، مهما شق عليه هذا الإعراض .

    ( 3882 ) كل ما يصدر عن اللَّه فهو خير . وقد يظهر للناس بعض ذلك مؤلماً ، ولكن صدوره عن الخالق يستلزم أن يكون منطوياً على الخير .


    ( 3884 ) لعل الشاعر يشير هنا إلى تحريم قتل النفس ، إلا بالحق . والحق هو ما تنص عليه الشريعة الإلهية ، فالإنسان الذي يقتل ، لا يستطيع أن يحي ، لكن اللَّه يحطم حياة الجسد ، ويهب حياة أكمل منها هي حياة الروح . وإذا أخرج إنساناً من هذه الدنيا ، فهو قادر على أن يخلق من بعده كثيراً من البشر . ويؤيد هذا التفسير ما قاله الشاعر في البيتين رقم 3888 ، 3889 .


    ( 3888 - 3889 ) لو لم يأمر اللَّه بالقصاص من القائل ، لما كان لإنسان أي حق في أن يقتل إنساناً آخر ، ذلك لأن الإحياء والإماتة هما من حق اللَّه وحده .


    [ شرح من بيت 3900 إلى 4003 ]
    ( 3900 ) في البيت اقتباس من قوله تعالى :” رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ “. ( آل عمران ، 3 : 8 ) .

    “ 627 “

    ( 3904 ) الإنسان عدو لفنسه ، وكثيراً ما يجلب عليها الأضرار والمتاعب ولا سبيل إلى إنقاذ الروح مما يوقعه بها صاحبها ، إلا بلطف إلهي . وهذا اللطف هبة من اللَّه يؤتيها من يشاء من خلقه .

    ( 3905 ) لو أنه أنقذ روحه من شهوات الحس ، فليس معنى ذلك أنه وصل بها إلى غايتها من الكمال . فالروح تخلص من إسار المادة ، لكي ترقى درجات الكمال حتى تبلغ في هذا السبيل أقصى الغايات . فإذا اقتصر الجهد على محاربة الأهواء والشهوات ، وبقيت الروح راكدة في ظل إحساسها الذاتي ، لا تستشعر الحنين إلى خالقها وموجدها ، كانت هذه الروح مسخرة للخوف ، مدبرة حيث كان ينبغي لها الإقبال . فانطواء الروح على إحساسها الذاتي يحول بينها وبين السعي إلى خالقها .

    ( 3916 ) قوله “ وقطع حلق الناي ثم عاد فدلله “ ، معناه أنه جعل الغاب يُقطع من منبته ويثقب ليصبح آلة للعزف ، فلما صادر كذلك كرّمه بأن جعله قريناً المجلس السماع ، حيث يشغل الصوفية بذكر اللَّه .

    ( 3923 ) الشطر الأول من البيت قراءة محرّفة للشطر الأول من بيت مشهور للشاعر الجاهلي لبيد بن ربيعة يقول فيه :ألا كل شيء ما خلا اللَّه باطل * وكل نعيم لا محالة زائل( 3924 ) يقول صاحب الفخري ( ص 99 ) : “ وكان علي - عليه السلام - دائماً يحسن إلى ابن ملجم “ .
    ( 3925 ) انظر حاشية البيت 3844 .


    ( 3930 ) قوله : “ أستشعر عشق المنيّة وهواها “ ، معناه : “ أشتاق إلى خلاص الروح من الجسد حتى تصعد إلى خالقها “ .


    ( 3934 - 3935 ) في هذين البيتين اقتباس من قول الحلاج :اقتلوني يا ثقاتي * إن في قتلي حياتي
    وحياتي في مماتي * ومماتي في حياتي


    ( 3936 ) “ لو لم يكن في المقام بهذه الحياة الدنيا فرقتي عن عالم الروح ، لما



    “ 628 “


    كان يُقال” إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ “. ( البقرة ، 2 : 156 ) والمؤمنون يرددون هذه العبارة القرآنية حينما تصيبهم مصيبة، أو يمر بهم ما يذكرهم بالموت ولقاء اللَّه.

    ( 3944 ) ينسب إلى علي أنه قال :السيف والخنجر وريحاننا * أُف على النرجس والآس
    ( 3945 ) عُرف علي بالزهد والتقوى . والشاعر يصوره هنا منصرفاً عن جاء الدنيا ، وقد غلبت حياة الروح عنده على متع الجسد .


    ( 3949 ) شبيه بمعنى هذا البيت قول البوصيري :وراودته الجبال الشمّ من ذهب * عن نفسه فأراها أيما شم
    ( 3954 ) “ إن متاع الدنيا لا يستطيع أن يصرفنا عن طريق الروح التي أخذنا أنفسنا بالسعي إليها، كما أن جمال الخلق لا يحوّل قلوبنا عن محبة الخالق المبدع “ .

    ( 3958 ) إن الغرض يلوّن الحقيقة بطابعه في بصيرة الانسان ، كما يحدث حين ينظر المرء إلى نور الشمس من خلال زجاجة ملوّنة .

    ( 3959 ) “ الزجاجات الملونة “ هنا رمز للأهواء المختلفة التي تصبغ الحقيقة بألوانها . وكسر هذه الزجاجات كناية عن التخلص من تلك الأهواء حتى لا تكون مدعاة لخطأ البصيرة . فالإنسان الذي يتخلص من الغرض والهوى يصدق حكمه على الناس وعلى أفعالهم . وقوله : “ حتى تتبيّن فلا الغبار والرجل “ معناه : “ حتى تتكشف لك حقيقة الرجل الصالح ، فلا تقيس أحواله ، بأحوالك وتحكم عليه من خلال ما غشي بصيرتك من ضباب الشهوات والأهواء “ .


    ( 3961 ) مثل الذي يستهزيء برجل اللَّه كمثل إبليس الذي نظر إلى ظاهر آدم ، ولم ينظر إلى حقيقة . فهيكل آدم الذي صُنع من الطين خدع إبليس عن حقيقة آدم فاستهان به ، وحسب نفسه خيراً منه .


    ( 3965 ) الأسد ملك الحيوانات وأقواها يمثل الحس المادي في أقوى صوره ، هذا الحس “ الذي ينشد الصيد والغذاء “ وهما يرمزان هنا إلى

    “ 629 “

    الحرص واللذة ، أما “ أسد الحقّ “ وهو الرجل الكامل الذي انطلق بروحه نحو خالقه ، فلم يعد للجسد ، بكل لذّاته الحسيّة ، سلطان عليه . وسبيله الذي ينشده هو التحرر الكامل من طغيان الجسد .


    ( 3973 ) “ السراج “ وصف للرسول جاء في قوله تعالى :” يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً . وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً “.
    ( 33 : 45 - 46 ) .


    ( 3979 ) قوله : “ وكسر زجاجة الحبيب لا يكون إلا بحجر الحبيب “ ، معناه أنه لا حق لإنسان في أن يميت إنساناً آخر . فاللَّه وحده هو الذي يميت ، سواه أكان ذلك بفعل مباشر ، أو بأمر واجب الاتباع ، مما نصتّ عليه الشريعة .

    ( 3984 ) “ السراج الذي يبحث عن العين “ هو الذي يهدي القلوب التي تنشد الهداية . والعبارة كلها كناية عن الرسول . ويؤكد هذا المعنى وصف الشاعر لهذا السراج في الشطر الثاني من البيت بأنه هو الذي أمدّ سراج عليّ بالنور .
    فهدْيُ عليّ مقتبسُ من هدي الرسول .

    ( 3985 ) هديُ الرسول بحر من النور ، وقد كان سبباً في ظهور كل هذه الأفعال النبيلة على يد أتباعه . ومنها سلوك عليّ إزاء ذلك الكافر .

    ( 3990 ) ذكر بعض الشراح أن الشاعر يشير بهذا البيت إلى حادث معيّن ، أوقف نظم المثنوي عند نهاية الكتاب الأول . والمعروف أن هذا الحادث - على ما يُذكر في سيرة الشاعر - كان وفاة زوجة حسام الدين ، تلميذه المحبوب ، الذي كان يكتب ما يمليه الشاعر من أبيات المثنوي .
    ولكني اعقتد أن الشاعر يتناول في هذا البيت أثر المادة على الروح بوجه

    “ 630 “

    عام . فالتمتع الحسيّ ، يوقف جيشان الفكر وانطلاقه .


    ( 4001 - 4003 ) يبدو في هذه الأبيات طابع من الحزن ، ولعل الشاعر هنا يشير إلى مأساة تلميذه حسام الدين بفقد زوجته . فهذه المأساة قد عكّرت صفاء التلميذ ، وجعلته غير قادر على المضي مع أُستاذه في العمل .
    وهنا رأى الشاعر أن نبع الشعر قد اعتكر ، وأنه لا بدّ من الوقوف عند هذا الحد إلى أن يعود الصفاء من جديد .


    (تمت شروح الكتاب الأول من المثنوي )



      الوقت/التاريخ الآن هو 23/9/2024, 15:26