كتاب منطق الطير للعارف بالله فريد الدين أبو حامد محمد بن أبي بكر إبراهيم بن أبي يعقوب إسحاق العطار النيسابوري
المقالة العاشرة عذر مالك الحزين الأبيات من 950 – 971
ثم أقبل مالك الحزين أمام الجمع على عجل ، وقال : يا طيري ويا من بهم أهتم ، إن أفضل مكان لي على ضفاف البحر حتى لا يسمع أحد نواحي ونحيبي ،
إنني لا أسبب أذى لأحد قط كما لا يتأذى أحد في الدنيا مني قط ، إنما أجلس على شاطيء البحر مهموماً أجلس دائماً حزيناً مغموماً .
إن قلبي ينفطر شوقاً إلى الماء ، وماذا أفعل إذا ما احتوتني الحسرة ؟ وما لم أكن ويا للعجب من أهل البحر فإنني أموت صادي الشفتين على شاطيء البحر ، ومهما أرغى البحر وأزبد فإنني لا أستطيع ارتشاف قطرة منه ،
أما إذا تناقصت مياه البحر قطرة فيا لحرقة قلبي غيرة ، فكفى أمثالي عشق البحر حيث وصل هذا العشق في قلبي مرحلة الاكتفاء ،
وليس لي في الدنيا إلا تحمل هموم البحر ، لذا لا أستطيع تحمل مشقة السيمرغ ولو للحظة ،
فمن يكون أساسه قطرة ماء أنى له إدراك الوصل مع السيمرغ ؟
قال الهدهد : أيها الجاهل بخبايا البحر ، إنه غاص بالتماسيح وذوات الروح ما ؤه مر أحياناً ومالح أحياناً يسوده الهدوء أحياناً ويعتريه الاضطراب أحياناً ،
والشيء المضطرب غير المستقر تارة إلى الأمام يندفع وتارة إلى الوراء ينحسر ، ما أكثر السفن التي تحطمت فيه بالعظماء وما أكثر من سقطوا في دوامته وماتوا ،
وكل من يسلك فيه طريقاً كما يفعل الغواص يحبس أنفاسه فلا يصرح بشيء من همومه لأنه لو تحدث شخص في قاع البحر مات وسقط كالعشب في قاعه ،
ولا يمكن عقد الأمل مع مثل هذا الشخص العديم الوفاء ..
إن لم تتجنب البحر فنهايتك الغرق في خضمه ، وهو في اضطراب شوقاً للحبيب لذا تتلاطم أمواجه أحياناً ويهدر أحياناً ،
فإذا كان لا يدرك بغية قلبه فلن تجد بغية قلبك كذلك لديه ، وما البحر إلا نبع من محيط عالمه فلم تقنع أنت بالتخلي عن وجهه ؟
المقالة العاشرة حكاية 1
الأبيات من 972 – 978
غاص رجل ذو بصيرة في بحر فقال : لم تبدو أزرق اللون أيها البحر ؟
ولم ترتدي لباس الحداد ؟
ولم تفور وتغلي ولست بالنار شبيهاً ؟
أجاب البحر على طيب القلب قائلاً : إنني مضطرب لفراق الحبيب ، كما أنني ضعيف الشأن ولست نداً له لذا نسجت لباس المأتم الأزرق حزناً عليه ، وجلست صادي الشفتين مشتت الفكر ،
فقد جعلتني نار عشقه مضطرباً ، فإن أحظ بقطرة من ماء كوثره أعش إلى الأبد على أعتابه ، وإلا فأمثالي من العطشى كثيرون وهم في طريقه طوال الليل والنهار يموتون ..
المقالة العاشرة عذر مالك الحزين الأبيات من 950 – 971
ثم أقبل مالك الحزين أمام الجمع على عجل ، وقال : يا طيري ويا من بهم أهتم ، إن أفضل مكان لي على ضفاف البحر حتى لا يسمع أحد نواحي ونحيبي ،
إنني لا أسبب أذى لأحد قط كما لا يتأذى أحد في الدنيا مني قط ، إنما أجلس على شاطيء البحر مهموماً أجلس دائماً حزيناً مغموماً .
إن قلبي ينفطر شوقاً إلى الماء ، وماذا أفعل إذا ما احتوتني الحسرة ؟ وما لم أكن ويا للعجب من أهل البحر فإنني أموت صادي الشفتين على شاطيء البحر ، ومهما أرغى البحر وأزبد فإنني لا أستطيع ارتشاف قطرة منه ،
أما إذا تناقصت مياه البحر قطرة فيا لحرقة قلبي غيرة ، فكفى أمثالي عشق البحر حيث وصل هذا العشق في قلبي مرحلة الاكتفاء ،
وليس لي في الدنيا إلا تحمل هموم البحر ، لذا لا أستطيع تحمل مشقة السيمرغ ولو للحظة ،
فمن يكون أساسه قطرة ماء أنى له إدراك الوصل مع السيمرغ ؟
قال الهدهد : أيها الجاهل بخبايا البحر ، إنه غاص بالتماسيح وذوات الروح ما ؤه مر أحياناً ومالح أحياناً يسوده الهدوء أحياناً ويعتريه الاضطراب أحياناً ،
والشيء المضطرب غير المستقر تارة إلى الأمام يندفع وتارة إلى الوراء ينحسر ، ما أكثر السفن التي تحطمت فيه بالعظماء وما أكثر من سقطوا في دوامته وماتوا ،
وكل من يسلك فيه طريقاً كما يفعل الغواص يحبس أنفاسه فلا يصرح بشيء من همومه لأنه لو تحدث شخص في قاع البحر مات وسقط كالعشب في قاعه ،
ولا يمكن عقد الأمل مع مثل هذا الشخص العديم الوفاء ..
إن لم تتجنب البحر فنهايتك الغرق في خضمه ، وهو في اضطراب شوقاً للحبيب لذا تتلاطم أمواجه أحياناً ويهدر أحياناً ،
فإذا كان لا يدرك بغية قلبه فلن تجد بغية قلبك كذلك لديه ، وما البحر إلا نبع من محيط عالمه فلم تقنع أنت بالتخلي عن وجهه ؟
المقالة العاشرة حكاية 1
الأبيات من 972 – 978
غاص رجل ذو بصيرة في بحر فقال : لم تبدو أزرق اللون أيها البحر ؟
ولم ترتدي لباس الحداد ؟
ولم تفور وتغلي ولست بالنار شبيهاً ؟
أجاب البحر على طيب القلب قائلاً : إنني مضطرب لفراق الحبيب ، كما أنني ضعيف الشأن ولست نداً له لذا نسجت لباس المأتم الأزرق حزناً عليه ، وجلست صادي الشفتين مشتت الفكر ،
فقد جعلتني نار عشقه مضطرباً ، فإن أحظ بقطرة من ماء كوثره أعش إلى الأبد على أعتابه ، وإلا فأمثالي من العطشى كثيرون وهم في طريقه طوال الليل والنهار يموتون ..
25/11/2024, 17:11 من طرف Admin
» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
25/11/2024, 17:02 من طرف Admin
» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
25/11/2024, 16:27 من طرف Admin
» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
25/11/2024, 15:41 من طرف Admin
» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
25/11/2024, 15:03 من طرف Admin
» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
25/11/2024, 14:58 من طرف Admin
» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
20/11/2024, 22:49 من طرف Admin
» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
18/11/2024, 23:30 من طرف Admin
» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
18/11/2024, 23:25 من طرف Admin
» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
18/11/2024, 23:20 من طرف Admin
» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:08 من طرف Admin
» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 23:03 من طرف Admin
» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
18/11/2024, 23:01 من طرف Admin
» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:57 من طرف Admin
» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
18/11/2024, 22:55 من طرف Admin