كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي الفصل (5) أقسام تأليف الألف بين الحروف

كتاب شرح الكهف والرقيم في شرح بسم الله الرحمن الرحيم للعارف بالله عبد الكريم الجيلي
الفصل الخامس أقسام تأليف الألف بين الحروف
الألف - لمّا كانت الألفة مشتقّة منه - ألّف بين الحروف ، فألّف بين بعض بذاته ، كالألف بين الباءات ، فإنّها كلّها ألفات مسبوطة فكلّ منها عين الآخر .

وألّف بين بعض بصورة لفظه كقولك :
الحاء والخاء ظهر في آخرهما ، فهذه عين هذه كتابة وصورة ، وما بقي الفرق إلّا في التّلفظ ، بل ألّف بين الجميع بصورته وذاته ، لما سبق أنّ كلّ حرف ألف .

وأنّ الألف موجود في هجاء كلّ حرف ، كذلك الحقّ سبحانه وتعالى يقول :
" لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ " ،ما كان يمكنك يا محمّد.
ويجوز أن يكون الخطاب لكلّ مستمع أن تؤلّف بإنفاق ما في الأرض جميعا بين قلوبهم ، ولكنّ الحقّ سبحانه وتعالى بكماله وقوّته ألّف بين أجسامهم وذواتهم وصفاتهم .
ألّف بين طائفة بذاته ، وألّف بين طائفة بصفاته ، وألّف بين طائفة بأفعاله وهيئاته ، بل ألّف بين الجميع بذاته وجميع صفاته .
شعر :
هذا الوجود وإن تعدّد ظاهرا …… وحياتكم ما فيه إلّا أنتم
.