..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4)

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4) Empty كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (4)

    مُساهمة من طرف Admin 18/10/2020, 20:13


    10- أبو ذر الغفاري:

    قال الإمام أبو نعيم ؒ: أَبُو ذَرٍّ الْغفَاريُّ: « وَمنْهُمُ الْعَابدُ الزَّهيدُ، الْقَانتُ الْوَحيدُ، رَابعُ الْإسْلَام، وَرَافضُ الْأَزْلَام، قَبْلَ نُزُول الشَّرْع وَالْأَحْكَام، تَعَبَّدَ قَبْلَ الدَّعْوَة بالشُّهُور وَالْأَعْوَام، وَأَوَّلُ مَنْ حَيَّا الرَّسُولَ بتَحيَّة الْإسْلَام، لَمْ يَكُنْ تَأْخُذُهُ في الْحَقّ لَائمَةُ اللُّوَّام، وَلَا تُفْزعُهُ سَطْوَةُ الْوُلَاة وَالْحُكَّام، أَوَّلُ مَنْ تَكَلَّمَ في علْم الْبَقَاء وَالْفَنَاء، وَثَبَتَ عَلَى الْمَشَقَّة وَالْعَنَاء، وَحَفظَ الْعُهُوَدَ وَالْوَصَايَا، وَصَبَرَ عَلَى الْمحَن وَالرَّزَايَا، وَاعْتَزَلَ مُخَالَطَةَ الْبَرَايَا، إلَى أَنْ حَلَّ بسَاحَة الْمَنَايَا»([190]).

    قال الإمام الصفدي ؒ: «جُنْدُب بن جُنَادَة، وَيُقَال جُنْدُب بن السَّكن بن كَعْب بن سُفْيَان بن عبيد بن حرَام أَبُو ذَر الْغفَاريّ... وَهُوَ من أَعْلَام الصَّحَابَة، وزهّادهم الْمُهَاجرين، وَهُوَ أول من حيَّا النَّبي صلى الله عليه وسلم بتحيّة الْإسْلَام، وَأسلم قَديمًا، يُقَال كَانَ خَامسًا في الْإسْلَام، ثمَّ انْصَرف إلَى قومه... قدم الْمَدينَة بعد الخَنْدَق، ثمَّ سكن الرَّبذة إلَى أَن مَاتَ بهَا سنة اثْنَتَيْن وَثَلَاثينَ في خلَافَة عُثْمَان... »([191]).

    وقال الحافظ ابن حجر ؒ: «الزاهد المشهور الصادق اللهجة ... وكان من السابقين إلى الإسلام ...إن إسلامه كان بعد أربعة... وكان يوازي ابن مسعود في العلم...

    قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم...: «يرحم اللَّه أبا ذرّ، يعيش وحده، ويموت وحده، ويحشر وحده» ... وكانت وفاته بالربذة سنة إحدى وثلاثين، وقيل في التي بعدها»([192]).

    وقال الإمام ابن سعد ؒ: «عَنْ أَبي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَا أَبَا ذَرٍّ، كَيْفَ أَنْتَ إذَا كَانَتْ عَلَيْكَ أُمَرَاءُ يَسْتَأْثرُونَ بالْفَيء؟» قَالَ: قُلْتُ: إذًا، وَالَّذي بَعَثَكَ بالْحَقّ أَضْربُ بسَيْفي حَتَّى أَلْحَقَ به، فَقَالَ: «أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ منْ ذَلكَ، اصْبرْ حَتَّى تَلْقَاني»...

    عَنْ زَيْد بْن وَهْبٍ قَالَ: مَرَرْتُ بالرَّبَذَة، فَإذَا أَنَا بأَبي ذَرٍّ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَنْزَلَكَ مَنْزلَكَ هَذَا؟، قَالَ: كُنْتُ بالشَّام، فَاخْتَلَفْتُ أَنَا وَمُعَاويَةُ في هَذه الْآيَة: ﴿وَالَّذينَ يَكْنزُونَ الذَّهَبَ وَالْفضَّةَ وَلَا يُنْفقُونَهَا في سَبيل اللَّه﴾ [التوبة: 34]، وَقَالَ مُعَاويَةُ: نَزَلَتْ في أَهْل الْكتَاب، قَالَ: فَقُلْتُ: نَزَلَتْ فينَا وَفيهمْ، قَالَ: فَكَانَ بَيْني وَبَيْنَهُ في ذَلكَ كَلَامٌ، فَكَتَبَ يَشْكُوني إلَى عُثْمَانَ، قَالَ: فَكَتَبَ إلَيَّ عُثْمَانُ أَنْ أَقْدم الْمَدينَةَ، فَقَدمْتُ الْمَدينَةَ، وَكَثُرَ النَّاسُ عَلَيَّ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْني قَبْلَ ذَلكَ قَالَ: فَذُكرَ ذَلكَ لعُثْمَانَ، فَقَالَ لي: إنْ شئْتَ تَنَحَّيْتَ، فَكُنْتَ قَريبًا، فَذَاكَ أَنْزَلَني هَذَا الْمَنْزلَ، وَلَوْ أُمّرَ عَلَيَّ حَبَشيٌّ لَسَمعْتُ وَلَأَطَعْتُ...

    عَنْ مُحَمَّد بْن سيرينَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ لأَبي ذَرٍّ: «إذَا بَلَغَ النَّبَأُ سلَعًا فَاخْرُجْ منْهَا»، وَنَحَا بيَده نَحْوَ الشَّام «وَلَا أَرَى أُمَرَاءَكَ يَدَعُونَكَ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّه أَفَلَا أُقَاتلُ مَنْ يَحُولُ بَيْني وَبَيْنَ أَمْركَ؟، قَالَ: «لَا»، قَالَ: فَمَا تَأْمُرُني؟، قَالَ: «اسْمَعْ وَأَطعْ، وَلَوْ لعَبْدٍ حَبَشيٍّ»...

    عَنْ شَيْخَيْن منْ بَني ثَعْلَبَةَ رَجُلٌ وَامْرَأَتُهُ قَالَا: نَزَلْنَا الرَّبَذَةَ، فَمَرَّ بنَا شَيْخٌ أَشْعَثُ أَبْيَضُ الرَّأْس وَاللّحْيَة، فَقَالُوا: هَذَا منْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَّاهُ أَنْ نَغْسلَ رَأْسَهُ، فَأَذنَ لَنَا، وَاسْتَأْنَسَ بنَا، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلكَ، إذْ أَتَاهُ نَفَرٌ منْ أَهْل الْعرَاق، حَسبْتُهُ قَالَ: منْ أَهْل الْكُوفَة، فَقَالُوا: يَا أَبَا ذَرٍّ، فَعَلَ بكَ هَذَا الرَّجُلُ وَفَعَلَ، فَهَلْ أَنْتَ نَاصبٌ لَنَا رَايَةً، فَلْنُكْملْ برجَالٍ مَا شئْتَ؟ فَقَالَ: يَا أَهْلَ الْإسْلَام، لَا تَعْرضُوا عَلَيَّ ذَاكُمْ، وَلَا تُذلُّوا السُّلْطَانَ، فَإنَّهُ مَنْ أَذَلَّ السُّلْطَانَ فَلَا تَوْبَةَ لَهُ، وَاللَّه لَوْ أَنَّ عُثْمَانَ صَلَبَني عَلَى أَطْوَل خَشَبَةٍ، أَوْ أَطْوَل جَبَلٍ لَسَمعْتُ وَأَطَعْتُ، وَصَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ، وَرَأَيْتُ أَنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لي، وَلَوْ سَيَّرَني مَا بَيْنَ الْأُفُق إلَى الْأُفُق، أَوْ قَالَ: مَا بَيْنَ الْمَشْرق وَالْمَغْرب، لَسَمعْتُ وَأَطَعْتُ، وَصَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ، وَرُئيتُ أَنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لي، وَلَوْ رَدَّني إلَى مَنْزلي لَسَمعْتُ وَأَطَعْتُ، وَصَبَرْتُ وَاحْتَسَبْتُ وَرُئيتُ أَنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لي...

    عَنْ عَبْد اللَّه بْن سيدَانَ السُّلَميّ قَالَ: تَنَاجَى أَبُو ذَرٍّ وَعُثْمَانُ حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، ثُمَّ انْصَرَفَ أَبُو ذَرٍّ مُتَبَسّمًا، فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: مَا لَكَ وَلأَمير الْمُؤْمنينَ؟، قَالَ: سَامعٌ مُطيعٌ، وَلَوْ أَمَرَني أَنْ آتيَ صَنْعَاءَ أَوْ عَدْنَ، ثُمَّ اسْتَطَعْتُ أَنْ أَفْعَلَ لَفَعَلْتُ، وَأَمَرَهُ عُثْمَانُ أَنْ يَخْرُجَ إلَى الرَّبَذَة...

    عَنْ أَبي ذَرٍّ قَالَ: أَوْصَاني خَليلي بسَبْعٍ: أَمَرَني بحُبّ الْمَسَاكين، وَالدُّنُوّ منْهُمْ، وَأَمَرَني أَنْ أَنْظُرَ إلَى مَنْ هُوَ دُوني، وَلَا أَنْظُرَ إلَى مَنْ هُوَ فَوْقي، وَأَمَرَني أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا، وَأَمَرَني أَنْ أَصلَ الرَّحمَ وَإنْ أَدْبَرَتْ، وَأَمَرَني أَنْ أَقُولَ الْحَقَّ، وَإنْ كَانَ مُرَّا، وَأَمَرَني أَنْ لَا أَخَافَ في اللَّه لَوْمَةَ لَائمٍ، وَأَمَرَني أَنْ أُكْثرَ مَنْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّه، فَإنَّهُنَّ منْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْش»([193]).

    11- الربيع بن زياد الحارثي:

    قال الحافظ ابن كثير ؒ: «الرَّبيعُ بْنُ زيَادٍ الْحَارثيُّ، اخْتُلفَ في صُحْبَته، ...وَكَانَ قَدْ ذُكر حجر بن عدي فأسف عَلَيْه، وَقَالَ: وَاللَّه لَوْ ثَارَت الْعَرَبُ لَهُ لَمَا قُتلَ صَبْرًا، وَلَكنْ أَقَرَّت الْعَرَبُ فَذَلَّتْ»([194]).

    وقال الحافظ ابن حجر ؒ: «وذكر ابن حبيب أنّ زياداً كتب إلى الربيع بن زياد أنّ أمير المؤمنين كتب إليّ أن آمرك أن تحرز البيضاء والصّفراء، وتقسم ما سوى ذلك، فكتب إليه: إني وجدت كتاب اللَّه قبل كتاب أمير المؤمنين، وبادر فقسّم الغنائم بين أهلها، وعزل الخمس، ثم دعا اللَّه أن يميته، فما جمع حتى مات»([195]).

    12- زياد بن جارية:

    رَوَى الْحَافظُ ابْنُ عَسَاكرَ أَنَّهُ دَخَلَ يَوْمَ الْجُمُعَة إلَى مَسْجد دمَشْقَ، وَقَدْ أُخّرَت الصَّلَاةُ [الحمعة إلى العصر]، فَقَالَ: وَاللَّه مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبيًّا بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم أَمَرَكُمْ بهَذه الصَّلَاة هَذَا الْوَقْتَ [المتأخر]، قَالَ: فَأُخذَ فَأُدْخلَ الْخَضْرَاءَ فَقُطعَ رَأْسُهُ، وَذَلكَ في زَمَن الْوَليد بْن عَبْد الْمَلك، وَكَانَ قتله في حُدُود التسعين للْهجْرَة ([196]).

    13- زيد بن صوحان:

    قال الإمام ابن قتيبة ؒ: «...كان من خيار الناس... شهد يوم جلولاء، فقطعت يده، وشهد مع عليّ يوم الجمل»([197]).

    قال الإمام ابن سعد ؒ: «قَامَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ إلَى عُثْمَانَ بْن عَفَّانَ فَقَالَ: يَا أَميرَ الْمُؤْمنينَ ملْتَ فَمَالَتْ أُمَّتُكَ، اعْتَدلْ تَعْتَدلْ أُمَّتُكَ ثَلَاثَ مرَارٍ، قَالَ: أَسَامعٌ مُطيعٌ أَنْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: الْحَقْ بالشَّام، قَالَ: فَخَرَجَ منْ فَوْره ذَلكَ فَطَلَّقَ امْرَأَتَهُ، ثُمَّ لَحقَ بحَيْثُ أَمَرَهُ. وَكَانُوا يَرَوْنَ الطَّاعَةَ عَلَيْهمْ حَقًّا...

    ارْتَثَّ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يَوْمَ الْجَمَل، قَالَ: فَدَخَلَ عَلَيْه نَاسٌ منْ أَصْحَابه، فَقَالُوا: أَبْشرْ أَبَا سَلْمَانَ بالْجَنَّة، فَقَالَ: «تَقُولُونَ قَادرينَ أَو النَّارُ، فَلَا تَدْرُونَ إنَّا غَزَوْنَا الْقَوْمَ في بلَادهمْ، وَقَتَلْنَا أَميرَهُمْ، فَلَيْتَنَا إذْ ظُلمْنَا صَبَرْنَا...

    قَالَ: تَقُولُونَ قَادرينَ أَتَيْنَاهُمْ في ديَارهمْ، وَقَتَلْنَا أَميرَهُمْ، وَعُثْمَانُ عَلَى الطَّريق، فَيَا لَيْتَنَا إذ ابْتُلينَا صَبَرْنَا، ثُمَّ قَالَ: شُدُّوا عَلَيَّ إزَاري، فَإنّي مُخَاصمٌ، وَأَفْضُوا بخَدّي إلَى الْأَرْض، وَأَسْرعُوا الانْكفَاتَ عَنّي»([198]).

    14- سعنة بن عريض:

    قال الحافظ ابن حجر ؒ: «قدم معاوية حاجّاً، فدخل المسجد، فرأى شيخاً له ضفيرتان، كان أحسن الشيوخ سمتاً، وأنظفهم ثوباً، فسأل فقيل له: إنه ابن عريض، فأرسل إليه، فجاء فقال: ما فعلت أرضك تيماء؟ قال: باقية، قال: بعنيها، قال: نعم، ولولا الحاجة ما بعتها... ودار بينهما كلام فيه ذكر عليّ، فغضّ ابن عريض من معاوية، فقال معاوية: ما أراه إلا قد خرف، فأقيموه، فقال: ما خرفت، ولكن أنشدك اللَّه يا معاوية، أما تذكر يا معاوية لما كنّا جلوساً عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فجاء عليّ، فاستقبله النّبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «قاتل اللَّه من يقاتلك، وعادى من يعاديك»، فقطع عليه معاوية حديثه، وأخذ معه في حديث آخر»([199]).

    15- أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:

    قال الإمام ابن قتيبة ؒ: «سعد بن مالك، منسوب إلى «الخدرة»، وهم من اليمن، وأخوه لأمه: قتادة بن النعمان... ومات «أبو سعيد» سنة أربع وسبعين»([200]).

    وقال الإمام الحافظ ابن كثير ؒ: «وَقَالَ أَبُو سَعيدٍ الخدري: غلبني الحسين على الخروج، وقلت لَهُ: اتَّق اللَّهَ في نَفْسكَ وَالْزَمْ بَيْتَكَ، وَلَا تَخْرُجْ عَلَى إمَامكَ»([201]).

    وقال الإمام الحافظ الذهبي ؒ لما حاول الحسين القيام على يزيد: «فَأَقَامَ حُسَيْنٌ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْه مُتَرَدّدُ العَزْم، فَجَاءهُ أَبُو سَعيْدٍ الخُدْريُّ، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْد الله، إنّيْ لَكَ نَاصحٌ وَمُشْفقٌ، وَقَدْ بَلَغَني أَنَّهُ كَاتَبَكَ قَوْمٌ منْ شيْعتكَ، فَلاَ تَخْرُجْ إلَيْهم، فَإنّي سَمعْتُ أَبَاكَ يَقُوْلُ بالكُوْفَة: وَالله لَقَدْ مَللْتُهُم وَمَلُّوني، وَأَبْغَضْتُهُم وَأَبْغَضُوني، وَمَا بَلَوْتُ منْهُم وَفَاءً، وَلاَ لَهُم ثَبَاتٌ وَلاَ عَزْمٌ وَلاَ صَبرٌ عَلَى السَّيْف»([202]).

    وقال الإمام خليفة بن خياط ؒ: «دخل أَبُو سعيد الْخُدْريّ يَوْم الْحرَّة غاراً، فَدخل عَلَيْه رجل ثمَّ خرج، فَقَالَ لرجل من أهل الشَّام: أدلك عَلَى رجل تقتله؟ فَلَمَّا انْتهى الشَّامي إلَى بَاب الْغَار، وَقَالَ لأبي سعيد، وَفي عَنق أَبي سعيد السَّيْف: اخْرُج إلَيّ، قَالَ: لَا، وَإن تدخل عَليّ أَقْتلك، فَدخل الشَّامي، فَوضع أَبُو سعيد السَّيْف، وَقَالَ: بوء بإثمي وإثمك، وَكن من أَصْحَاب النَّار، وَذَلكَ جَزَاء الظَّالمين، فَقَالَ أَبُو سعيد الْخُدْريّ: أَنْت؟ قَالَ: نعم، قَالَ: فَاسْتَغْفر لي، قَالَ: غفر الله لَك»([203]).

    وقال الإمام الصفدي ؒ: «هُوَ [أبو سعيد الخدري] الَّذي شهد لأبي مُوسَى الْأَشْعَريّ عنْد عمر في حَديث الاستيذان، وَهُوَ الَّذي أنكر عَلَى مَرْوَان بن الحكم في تَقْديمه خطْبَة الْعيد عَلَى الصَّلَاة»([204]).

    وقال الإمام الحافظ ابن حجر ؒ: «عن أبي سعيد- رفعه: «لا يمنعن أحدكم مخافة النّاس أنّ يتكلّم بالحقّ إذا رآه، أو علمه»، قال أبو سعيد: فحملني ذلك على أن ركبت إلى معاوية، فملأت أذنيه ثم رجعت»([205]).

    وقال الإمام الحافظ ابن كثير ؒ: «رَوَى عَبْدُ الرَّزَّاق: عَن الثَّوريّ، عَنْ قَيْس بْن مُسْلمٍ، عَنْ طَارق بْن شهَابٍ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَدَّمَ الْخُطْبَةَ عَلَى الصَّلَاة يَوْمَ الْعيد مَرْوَانُ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: خَالَفْتَ السُّنَّةَ، فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ: إنَّهُ قَدْ تُركَ مَا هُنَالكَ، فَقَالَ أَبُو سَعيدٍ: أمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْه، سَمعْتُ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ رَأَى منْكُمْ مُنْكَرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطيع فبلسانه، فإن لم يستطيع فَبقَلْبه، وَذَلكَ أَضْعَفُ الْإيمَان)»([206]).

    16- سعيد بن المسيب ؒ:

    قال الإمام ابن حبان ؒ: سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي القرشي، أبو محمد، ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر، من سادات التابعين فقهاً وديناً وورعاً وعلماً وعبادة وفضلاً، وأفقه أهل الحجاز، ولم يبايع للوليد وسليمان في عهد عبد الملك، فكتب هشام بن إسماعيل إلى عبد الملك، فضربه ثلاثين سوطاً، مات سنة خمس ومائة([207]).

    وقال الإمام ابن كثير ؒ: «لَمَّا انْتَهَت الْبَيْعَةُ إلَى الْمَدينَة، امْتَنَعَ سَعيدُ بْنُ الْمُسَيّب أَنْ يُبَايعَ في حَيَاة عَبْد الْمَلك لأَحَدٍ، فَأَمَرَ به هشَامَ بن إسماعيل نائب المدينة، فضربه ستّينَ سَوْطًا... ثُمَّ كَتَبَ هشَامُ بْنُ إسْمَاعيلَ الْمَخْزُوميُّ إلَى عَبْد الْمَلك يُعْلمُهُ بمُخَالَفَة سَعيدٍ في ذَلكَ، فَكَتَبَ إلَيْه يُعَنّفُهُ في ذَلكَ، وَيَأْمُرُهُ بإخْرَاجه، وَيَقُولُ لَهُ: إنَّ سَعيدًا كَانَ أَحَقَّ منْكَ بصلَة الرَّحم، ممَّا فَعَلْتَ به، وَإنَّا لنَعْلَمُ أَنَّ سَعيدًا لَيْسَ عنْدَهُ شقَاقٌ وَلَا خلَافٌ...

    وَيُحْكَى أَنَّ سَعيدَ بْنَ الْمُسَيّب أَنْكَرَ إدْخَالَ حُجْرَة عَائشَةَ في الْمَسْجد - كَأَنَّهُ خَشيَ أَنْ يُتَّخَذَ الْقَبْرُ مَسْجدًا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ...

    وَحَجَّ بالنَّاس في هَذه السَّنَة أَميرُ الْمُؤْمنينَ الْوَليدُ بْنُ عَبْد الْمَلك، فلمَّا قَرُبَ منَ الْمَدينَة أَمَرَ عُمَرُ بْنُ عبد العزيز أَشْرَافَ الْمَدينَة فَتَلَقَّوْهُ، فَرَحَّبَ بهمْ، وَأَحْسَنَ إلَيْهمْ، وَدَخَلَ الْمَدينَةَ النَّبَويَّةَ، فَأُخْليَ لَهُ الْمَسْجدُ النَّبَويُّ، فَلَمْ يَبْقَ به أَحَدٌ سوَى سَعيدُ بْنُ الْمُسَيّب، لَمْ يَتَجَاسَرْ أَحَدٌ أَنْ يُخْرجَهُ، وَإنَّمَا عَلَيْه ثيَابٌ لَا تُسَاوي خَمْسَةَ دَرَاهمَ، فَقَالُوا لَهُ: تَنَحَّ عَن الْمَسْجد أَيُّهَا الشَّيْخُ، فَإنَّ أَميرَ الْمُؤْمنينَ قَادمٌ، فَقَالَ: وَاللَّه لَا أَخْرُجُ منْهُ، فَدَخَلَ الْوَليدُ الْمَسْجدَ، فَجَعَلَ يَدُورُ فيه يصلي ههنا وههنا، وَيَدْعُو اللَّهَ U، قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْد الْعَزيز: وَجَعَلْتُ أَعْدلُ به عَنْ مَوْضع سَعيدٍ، خَشْيَةَ أَنْ يَرَاهُ، فَحَانَتْ منْهُ الْتفَاتَةٌ فقال: من هذا هو سَعيدُ بْنُ الْمُسَيّب؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا أَميرَ المؤمنين، ولو علم بأنك قادم لقام إليك وسلم عليك.

    فقال: قد علمت بغضه لنا، فقلت: يا أمير إنه وإنه، وشرعت أثني عليه، وشرع الْوَليدُ يُثْني عَلَيْه بالْعلْم وَالدّين، فَقُلْتُ: يَا أَميرَ الْمُؤْمنينَ، إنَّهُ ضَعيفُ الْبَصَر - وَإنَّمَا قُلْتُ ذَلكَ لأَعْتَذرَ لَهُ - فَقَالَ: نَحْنُ أَحَقُّ بالسَّعْي إلَيْه، فَجَاءَ فَوَقَفَ عَلَيْه، فَسَلَّمَ عَلَيْه، فَلَمْ يَقُمْ لَهُ سَعيدٌ، ثمَّ قَالَ الْوَليدُ: كَيْفَ الشَّيْخُ؟ فَقَالَ: بخَيْرٍ وَالْحَمْدُ للَّه، كَيْفَ أَميرُ الْمُؤْمنينَ؟ فَقَالَ الْوَليدُ: بخَيْرٍ وَالْحَمْدُ للَّه وَحْدَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ لعُمَرَ بْن عَبْد العزيز: هذا فقيه النَّاس.

    فَقَالَ: أَجَلْ يَا أَميرَ الْمُؤْمنينَ...

    وقال سعيد: لا تملؤا أعينكم من أعوان الظلمة إلا بالإنكار من قلوبكم، لكيلا تحبط أعمالكم الصالحة...

    لما جاءت بيعة الوليد إلى المدينة في أيَّام عبد الملك، ضربه نائبه على المدينة هشام بن إسماعيل، وأطافه المدينة، وعرضوه على السيف، فمضى ولم يبايع، فلما رجفوا به، رأته امرأة فقالت: ما هذا الخزي يا سعيد؟ فقال: من الخزي فررنا إلى ما ترين، أي لو أحببناهم وقعنا في خزي الدنيا والآخرة.

    وكان يجعل على ظهره إهاب الشاة، وكان له مال يتجر فيه ويقول: اللَّهم إنَّك تعلم أني لم أمسكه بخلاً، ولا حرصاً عليه، ولا محبة للدنيا، ونيل شهواتها، وإنما أريد أن أصون به وجهي عن بني مروان حتى ألقى الله، فيحكم فيَّ وفيهم، وأصل منه رحمي، وأؤدي منه الحقوق التي فيه، وأعود منه على الأرملة والفقير والمسكين واليتيم والجار»([208]).

    وقال الإمام أبو نعيم ؒ: «وَسَمعْتُ شَيْخَنَا يَزيدُ في حَديث سَعيدٍ بإسْنَادٍ لَا أَحْفَظُهُ أَنَّ سَعيدًا لَمَّا جُرّدَ ليُضْرَبَ، قَالَتْ لَهُ امْرَأَةٌ لَمَّا جُرّدَ ليُضْرَبَ: إنَّ هَذَا لَمَقَامُ الْخزْي، فَقَالَ لَهَا سَعيدٌ: «منْ مَقَام الْخزْي فَرَرْنَا».

    ولما َحَجَّ بالنَّاس أَميرُ الْمُؤْمنينَ الْوَليدُ بْنُ عَبْد الْمَلك، فلمَّا قَرُبَ منَ الْمَدينَة أَمَرَ عُمَرُ بْنُ عبد العزيز أَشْرَافَ الْمَدينَة فَتَلَقَّوْهُ، فَرَحَّبَ بهمْ، وَأَحْسَنَ إلَيْهمْ، وَدَخَلَ الْمَدينَةَ النَّبَويَّةَ، فَأُخْليَ لَهُ الْمَسْجدُ النَّبَويُّ، فَلَمْ يَبْقَ به أَحَدٌ سوَى سَعيدُ بْنُ الْمُسَيّب لَمْ يَتَجَاسَرْ أَحَدٌ أَنْ يُخْرجَهُ، وَإنَّمَا عَلَيْه ثيَابٌ لَا تُسَاوي خَمْسَةَ دَرَاهمَ، فَقَالُوا لَهُ: تَنَحَّ عَن الْمَسْجد أَيُّهَا الشَّيْخُ، فَإنَّ أَميرَ الْمُؤْمنينَ قَادمٌ، فَقَالَ: وَاللَّه لَا أَخْرُجُ منْهُ، فَدَخَلَ الْوَليدُ الْمَسْجدَ فَجَعَلَ يَدُورُ فيه يصلي ههنا وههنا، وَيَدْعُو اللَّهَ U، قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْد الْعَزيز: وَجَعَلْتُ أَعْدلُ به عَنْ مَوْضع سَعيدٍ خَشْيَةَ أَنْ يَرَاهُ، فَحَانَتْ منْهُ الْتفَاتَةٌ، فقال: من هذا هو سَعيدُ بْنُ الْمُسَيّب؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ يَا أَميرَ المؤمنين، ولو علم بأنك قادم لقام إليك، وسلم عليك.

    فقال: قد علمت بغضه لنا، فقلت: يا أمير، إنه وإنه، وشرعت أثني عليه، وشرع الْوَليدُ يُثْني عَلَيْه بالْعلْم وَالدّين، فَقُلْتُ: يَا أَميرَ الْمُؤْمنينَ إنَّهُ ضَعيفُ الْبَصَر - وَإنَّمَا قُلْتُ ذَلكَ لأَعْتَذرَ لَهُ - فَقَالَ: نَحْنُ أَحَقُّ بالسَّعْي إلَيْه، فَجَاءَ فَوَقَفَ عَلَيْه، فَسَلَّمَ عَلَيْه، فَلَمْ يَقُمْ لَهُ سَعيدٌ، ثمَّ قَالَ الْوَليدُ: كَيْفَ الشَّيْخُ؟ فَقَالَ: بخَيْرٍ وَالْحَمْدُ للَّه، كَيْفَ أَميرُ الْمُؤْمنينَ؟ فَقَالَ الْوَليدُ: بخَيْرٍ وَالْحَمْدُ للَّه وَحْدَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ لعُمَرَ بْن عَبْد العزيز: هذا فقيه النَّاس.

    فَقَالَ: أَجَلْ يَا أَميرَ الْمُؤْمنينَ.

    ودُعيَ سَعيدُ بْنُ الْمُسَيّب للْبَيْعَة للْوَليد، وَسُلَيْمَانَ بَعْدَ عَبْد الْمَلك بْن مَرْوَانَ قَالَ: فَقَالَ: «لَا أُبَايعُ اثْنَيْن مَا اخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ» قَالَ: فَقيلَ: ادْخُلْ منَ الْبَاب، وَاخْرُجْ منَ الْبَاب الْآخَر، قَالَ: «وَاللَّه لَا يَقْتَدي بي أَحَدٌ منَ النَّاس» قَالَ: فَجَلَدَهُ مائَةً، وَأَلْبَسَهُ الْمُسُوحَ...

    قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ عَبْدٍ الْقَارئُ لسَعيد بْن الْمُسَيّب حينَ قُدّمَت الْبَيْعَةُ للْوَليد، وَسُلَيْمَانَ بالْمَدينَة منْ بَعْد مَوْت أَبيهمَا: إنّي مُشيرٌ عَلَيْكَ بخصَالٍ ثَلَاثٍ، قَالَ: «وَمَا هيَ؟» قَالَ: تَعْتَزلُ مَقَامَكَ، فَإنَّكَ هُوَ وَحَيْثُ يَرَاكَ هشَامُ بْنُ إسْمَاعيلَ، قَالَ: «مَا كُنْتُ لأُغَيّرَ مَقَامًا قُمْتُهُ مُنْذُ أَرْبَعينَ سَنَةً»، قَالَ: تَخْرُجُ مُعْتَمرًا، قَالَ: «مَا كُنْتُ لأُنْفقَ مَالي وَأُجْهدَ بَدَني في شَيْءٍ لَيْسَ لي فيه نيَّةٌ»، وَقَالَ: فَمَا الثَّالثَةُ؟ قَالَ: تَبَايعُ قَالَ: أَرَأَيْتَ إنْ كَانَ اللهُ أَعْمَى قَلْبَكَ، كَمَا أَعْمَى بَصَرَكَ، قَالَ: فَمَا عَلَيَّ؟ قَالَ: وَكَانَ أَعْمَ، قَالَ رَجَاءٌ: فَدَعَاهُ هشَامٌ إلَى الْبَيْعَة فَأَبَى، فَكَتَبَ فيه إلَى عَبْد الْمَلك فَكَتَبَ إلَيْه عَبْدُ الْمَلك: مَا لَكَ وَلسَعيدٍ مَا كَانَ عَلَيْنَا منْهُ شَيْءٌ نَكْرَهُهُ، فَأَمَّا إذْ فَعَلْتَ فَاضْربْهُ ثَلَاثينَ سَوْطًا»([209]).

    17- سلمة بن خطل:

    قال الحافظ ابن حجر ؒ: «سلمة بن الخطل الكناني ثم العرجي، قال ابن عساكر: يقال له صحبة... خطب معاوية فقال: إنّ اللَّه ولّى عمر، فولّاني، فو اللَّه ما خنت ولا كذبت... فقام سلمة بن الخطل... فقال: واللَّه يا معاوية لقد أنصفت، وما كنت منصفاً. فقال:

    اجلس، لا جلست.

    ثم قال له معاوية: لقد رأيتك حيث أتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فسلمت فردّ عليك، وأهديت إليه فقبل منك وأسلمت، فكنت من صالحي قومك»([210]).

    18- طاووس بن كيسان:

    قال الإمام الذهبي ؒ: «طاوس بن كَيسان اليماني الجندي، أحَدُ الأعلام علماً وعملاً، أخذ عن عائشة وطائفة، توفي بمكة»([211]).

    قال الإمام ابن كثير ؒ: «طَاوُسُ بْنُ كَيْسَانَ الْيَمَانيُّ منْ أَكْبَر أَصْحَاب ابن عبَّاس ... فأما طاوس، فهو أبو عبد الرحمن طاوس بن كيسان اليماني، فهو أول طبقة أهل اليمن من التابعين، وهو من أبناء الفرس الذين أرسلهم كسرى إلى اليمن...

    ولما حج سليمان بن عبد الملك قال: انظروا إليّ فقيهاً أسأله عن بعض المناسك، قال: فخرج الحاجب يلتمس له، فمر طاوس فقالوا: هذا طاوس اليماني، فأخذه الحاجب فقال: أجب أمير المؤمنين، فقال: اعفني، فأبى، فأدخله عليه، قال طاوس: فلما وقفت بين يديه قلت: إن هذا المقام يسألني اللَّه عنه، فقال: يا أمير المؤمنين إن صخرة كانت على شفير جهنم، هوت فيها سبعين خريفاً حتى استقرت في قرارها، أتدري لمن أعدها اللَّه؟ قال: لا! ! ويلك لمن أعدها اللَّه؟ قال: لمن أشركه اللَّه في حكمه فجار.

    وفي رواية ذكرها الزهري أن سليمان رأى رجلاً يطوف بالبيت، له جمال وكمال، فقال: من هذا يا زهري؟ فقلت: هذا طاوس، وقد أدرك عدة من الصحابة، فأرسل إليه سليمان فأتاه، فقال: لو ما حدثتنا؟ فقال: حدَّثني أبو مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: (إن أهون الخلق على الله U من ولى من أمور المسلمين شيئاً فلم يعدل فيهم)...

    فتغير وجه سليمان، فأطرق طويلاً ثم رفع رأسه إليه فقال: لو ما حدثتنا؟ فقال: حدثني رَجُلٍ منْ أَصْحَاب النَّبيّ صلى الله عليه وسلم - قَالَ ابن شهاب: ظننت أنه أراد علياً - قَالَ: دَعَاني رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إلَى طعام في مجلس من مجالس قريش، ثم قال: (إن لكم على قريش حقاً، ولهم على الناس حق، ما إذا استرحموا رحموا، وإذا حكموا عدلوا، وإذا ائتمنوا أدوا، فمن لم يفعل فَعَلَيْه لَعْنَةُ اللَّه وَالْمَلَائكَة والنَّاس أَجْمَعينَ، لَا يَقْبَلُ اللَّه منه صرفاً ولا عدلاً)...

    قال: فتغير وجه سليمان وأطرق طويلاً ثم رفع رأسه إليه وقال: لو ما حدثتنا؟ فقال: حدثني ابن عباس أن آخر آية نزلت من كتاب اللَّه: ﴿وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فيه إلَى اللَّه ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يظلمون﴾ [البقرة: 281] »([212]).

    19- عائذ بن عمرو:

    قال الإمام ابن حبان ؒ: «عائذ بن عمرو المزني الذي يقال له الأشج العبدي، من أصحاب الشجرة، مات بالبصرة في إمارة يزيد بن معاوية، وصلى عليه أبوبرزة»([213]).

    قال الإمام الصفدي ؒ: «كَانَ ممَّن بَايع بيعَة الرضْوَان تَحت الشَّجَرَة، وَكَانَ من صالحي الصَّحَابَة، سكن الْبَصْرَة، وَبنى بهَا دَاراً... وَتُوفّي في حُدُود السّبْعين للْهجْرَة»([214]).

    وقال الحافظ ابن حجر ؒ: «كان ممّن بايع تحت الشجرة ثبت ذلك في البخاري... وسكن البصرة، ومات في إمارة ابن زياد، فروى مسلم من طريق الحسن أنّ عائذ بن عمرو- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- دخل على عبد اللَّه بن زياد، فقال: أي شيء سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: (إنّ شرّ الرّعاء الحطمة ... ) الحديث.

    ... كان عائذ بن عمرو لا يخرج من داره ماء إلى الطريق لا ناسماً، ولا غيره، فسئل، فقال: لأن أصب طستي في حجرتي أحبّ إليّ من أن أصبه في طريق المسلمين»([215]).

    وقال الإمام ابن سعد ؒ: «عَنْ ثَابتٍ: أَنَّ عَائذَ بْنَ عَمْرٍو أَوْصَى أَنْ يُصَلّيَ عَلَيْه أَبُو بَرْزَةَ، فَرَكبَ عُبَيْدُ اللَّه بْنُ زيَادٍ؛ ليُصَلّيَ عَلَيْه، فَلَمَّا بَلَغَ دَارَ مُسْلمٍ قيلَ لَهُ: إنَّهُ أَوْصَى أَنْ يُصَلّيَ عَلَيْه أَبُو بَرْزَةَ. فَنَكَّبَ دَابَّتَهُ رَاجعًا»([216]).

    20- عبادة بن الصامت رضي الله عنه:

      الوقت/التاريخ الآن هو 22/11/2024, 07:51