..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب)

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب) Empty كتاب: فتن ومحن العصر الأول ـ حسن حسن فرحات ـ ج3 (1ب)

    مُساهمة من طرف Admin 18/10/2020, 20:24


    3- أبو أيوب الأنصاري:

    خَالد بن زيد بن كُلَيْب أَبُو أيُّوب الأنصاريّ النَّجَّاري، مضيف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا قدم الْمَدينَة نزل عَلَيْه في دَاره، وَشهد الْعقبَة الثَّانيَة، وبدراً، وأُحُداً، وَالْخَنْدَق، والمشاهد كلهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَلم يزل مُجَاهدًا حَتَّى مَاتَ في غزَاة قسطنطينية سنة خمس وَخمسين للْهجْرَة، شَهدَ أَبُو أَيُّوبَ بَدْرًا، ثُمَّ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْ غَزَاةٍ للْمُسْلمينَ إلَّا هُوَ في أُخْرَى، ولما استعمل على الجيش شابّ، فقعد، فتلهّف بعد ذلك، فقال: ما ضرّني من استعمل عليّ، فمرض وكَانَ أَمير الْجَيْش يزيد بن مُعَاويَة من قبل أَبيه، فَلَمَّا مرض أَبُو أَيُّوب دخل يزيد يعودهُ، وَسَأَلَهُ حَاجَة، فَأَوْصَاهُ إذا مَاتَ أَن يتَقَدَّم به إلَى أَرض الْعَدو مَا اسْتَطَاعَ من غير مشقَّةٍ على أحدٍ من الْمُسلمين، ثمَّ يُوطأ قَبره حَتَّى لَا يعرف، فَأخْبر يزيد النَّاس بذلك، فاستسلم النَّاس، وَانْطَلَقُوا بجنازته إلَى جَانب حَائط القسطنطينيَّة، فَدفن، ثمَّ صلى عَلَيْه يزيد، وَكَانَ الرّوم يتعاهدونه، ويرمُّونه، ويستسقون إذا قحطوا، وآخى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَينه وَبَين مُصعب بن عُمَيْر، وَحضر مَعَ عَليّ حَرْب الْخَوَارج بالنَّهروان، وحرس النَّبي صلى الله عليه وسلم ليلة بنى بصفية، فَقَالَ لَهُ النَّبي صلى الله عليه وسلم: (رَحمك الله يَا أَبَا أَيُّوب)، مرَّتَيْن، وَنزع من لحية النَّبي صلى الله عليه وسلم أَذَى، فَقَالَ: (لَا يصيبك السوء يَا أَبَا أَيُّوب)، وَكَانَ من أحب الصَّحَابَة إلَيْه، وَهُوَ الَّذي كذَّب مَا قيل في عَائشَة ل، فَنزلت: ﴿لَوْلَا إذْ سمعتموه...﴾ الْآيَة، أَي فَعلْتُمْ كَمَا فعل أَبُو أَيُّوب، وروى لَهُ الْجَمَاعَة، وكان أبو أيوب الأنصاري مع علي بن أبي طالب في حروبه كلها، ثم مات بالقسطنطينية من بلاد الروم في زمن معاوية، وكانت غزاته تلك تحت راية يزيد، هو كان أميرهم يومئذ ([89]).

    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ : آخَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَبي أَيُّوبَ، وَبَيْنَ مُصْعَب بْن عُمَيْرٍ، وَشَهدَ أَبُو أَيُّوبَ بَدْرًا، وأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، وَتُوُفّيَ عَامَ غَزَا يَزيدُ بْنُ مُعَاويَةَ الْقُسْطَنْطينيَّةَ في خلاَفَة أَبيه مُعَاويَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْن وَخَمْسينَ، وَقَبْرُهُ بأَصْل حصْن الْقُسْطَنْطينيَّة بأَرْض الرُّوم فيمَا ذُكرَ يَتَعَاهَدُونَ قَبْرَهُ، وَيَزُورُونَهُ وَيَسْتَسْقُونَ به إذَا قَحَطُوا([90]).

    وذكر الحافظ ابن حجر ؒ في الإصابة عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: غزونا مع عبد الرحمن بن خالد ابن الوليد، فأتي بأربعة أعلاج من العدو، فأمر بهم فقتلوا صبراً بالنبل، فبلغ ذلك أبا أيوب، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ينهى عن قتل الصبر، ولو كانت دجاجة ما صبرتها، فبلغ ذلك عبد الرحمن فأعتق أربع رقاب([91]).

    عن ابن سيرين قال كان أبو أيوب الأنصاري يغزو مع يزيد بن معاوية، فمرض وهو معه، فدخل عليه يزيد يعوده، فقال له: حاجتك؟ قال: إذا أنا مت، فسر بي في أرض العدو ما استطعت، ثم ادفني، قال: فلما مات، سار به حتى أوغل في أرض الروم يوماً، أو بعض يوم، ثم نزل فدفنه([92]).

    وعَن الْهَيْثَم بن عَديٍّ، قَالَ : هَلَكَ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَاريُّ سَنَةَ خَمْسينَ بأَرْض الرُّوم وَهُوَ غَازٍ مَعَ يَزيدَ([93]).

    4- الحارث بن حاطب بن الحارث:

    الحارث بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهبٍ بن حُذافة بن جُمَع القُرشي، وأمُّهُ فاطمةُ بنتُ المُجلَّل ولدتهُ بأرض الحبشة هو وأخاه محمداً، وبقي إلى أن اسْتخلفه ابنُ الزُبير على مكة سنة ست وستين([94])، وهو من الذين ضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم في غزوة بدر مع أنهم لم يحضروها، ورده من الروحاء إلى بني عمرو بن عوف لشي بلغه عنهم([95]).

    «قال مصعب الزبيري: استعمله مروان على المساعي، أي بالمدينة، وعمل لابنه عبد الملك على مكة»([96]).

    ‏5- الحسن بن علي بن أبي طالب

    كان رضي الله عنه «سيداً حليماً ورعاً فاضلاً عفيفاً، دعاه ورعه إلى أن ترك الملك في الدنيا رغبة فيما عند اللَّه، قال: واللَّه ما أحببت ‏منذ علمت ما يضرني وينفعني أن ألي أمري أمة محمد صلى الله عليه وسلم على أن يهراق في ذلك محجمة دم»([97]).

    قال عبد اللَّه بن جعفر: «قال الحسن: إني رأيت رأياً أحبّ أن تتابعني عليه.

    قلت: ما هو؟

    قال: رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها، وأخلي الأمر لمعاوية، فقد طالت الفتنة، وسفكت الدماء، وقطعت السبل.

    قال: فقلت له: جزاك اللَّه خيراً عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم»([98]).

    وقال الحافظ ابن حجر ؒ: «فدعا عمرو بن سلمة الأرحبي، وأرسله إلى معاوية يشترط عليه: وبعث معاوية عبد الرحمن بن سمرة وعبد اللَّه بن عامر فأعطيا الحسن ما أراد»، فجاء له معاوية من منبج إلى مسكن، فدخلا الكوفة جميعاً، فنزل الحسن القصر، ونزل معاوية النّخيلة، وأجرى عليه معاوية في كل سنة ألف ألف درهم، وعاش الحسن بعد ذلك عشر سنين.

    قال ابن سعد: وأخبرنا عبد اللَّه بن بكر السهمي، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن عمرو بن دينار، قال:

    وكان معاوية يعلم أن الحسن أكره الناس للفتنة، فراسله وأصلح الّذي بينهما، وأعطاه عهداً إن حدث به حدث والحسن حيّ ليجعلنّ هذا الأمر إليه.

    قال: فقال عبد اللَّه بن جعفر:

    قال الحسن: إني رأيت رأياً أحبّ أن تتابعني عليه. قلت: ما هو؟ قال:

    رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها، وأخلي الأمر لمعاوية، فقد طالت الفتنة، وسفكت الدماء، وقطعت السبل، قال: فقلت له: جزاك اللَّه خيراً عن أمة محمد، فبعث إلى حسين فذكر له ذلك، فقال: أعيذك باللَّه فلم يزل به حتى رضي.

    وقال يعقوب بن سفيان: حدّثنا سعيد بن منصور، حدثنا عون بن موسى، سمعت هلال بن خباب: جمع الحسن رؤوس أهل العراق في هذا القصر - قصر المدائن- فقال:

    إنكم قد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وتحاربوا من حاربت، وإني قد بايعت معاوية، فاسمعوا له وأطيعوا([99]).

    و«عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ قَالَ: دَخْلَ رَجُلٌ على الحسن بن علي، وهو بالمدينة وَفي يَده صَحيفَةٌ، فَقَالَ: مَا هَذه؟ فَقَالَ: ابن معاوية يعدنيها وَيَتَوَعَّدُ، قَالَ: قَدْ كُنْتَ عَلَى النّصْف منْهُ، قال: أجل ولكن خشيت أن يجئ يَوْمَ الْقيَامَة سَبْعُونَ أَلْفًا، أَوْ ثَمَانُونَ أَلْفًا، أو أكثر أو أقل، تَنْضَحُ أَوْدَاجُهُمْ دَمًا، كُلُّهُمْ يَسْتَعْدي اللَّهَ فيمَ هُريقَ دَمُهُ»([100]).

    6- رجاء بن حيوة

    هو من التابعين الذين كان لهم أثر في الحياة العامة، وقام بأعمال جليلة أيام الأمويين، وهو «تَابعيٌّ جَليلٌ، كَبيرُ الْقَدْر، ثقَةٌ فَاضلٌ عَادلٌ، وَزيرُ صدْقٍ لخُلَفَاء بَني أُمَيَّةَ، وَكَانَ مَكْحُولٌ إذَا سُئلَ يَقُولُ: سَلُوا شَيْخَنَا وَسَيّدَنَا رَجَاءَ بْنَ حَيْوَةَ»([101]).

    وقال أبو نعيم: «عَن الْعَلَاء بْن رُؤْبَةَ

    قَالَ: كَانَتْ لي حَاجَةٌ إلَى رَجَاء بْن حَيْوَةَ فَسَأَلْتُ عَنْهُ فَقَالُوا: هُوَ عنْدَ سُلَيْمَانَ بْن عَبْد الْمَلك.

    قَالَ: فَلَقيتُهُ فَقَالَ: «وَلَّى أَميرُ الْمُؤْمنينَ الْيَوْمَ ابْنَ مَوْهَبٍ الْقَضَاءَ، وَلَوْ خُيّرْتُ بَيْنَ أَنْ أَليَ وَبَيْنَ أَنْ أُحْمَلَ إلَى حُفْرَتي لَاخْتَرْتُ أَنْ أُحْمَلَ إلَى حُفْرَتي».

    قُلْتُ: إنَّ النَّاسَ يقُولُونَ: إنَّكَ أَنْتَ الَّذي أَشَرْتَ به؟ قَالَ: «صَدَقُوا، إنّي نَظَرْتُ للْعَامَّة، وَلَمْ أَنْظُرْ لَهُ»([102]).

    وروى أيضاً: «عَن ابْن عَوْنٍ قَالَ: «مَا أَدْرَكْتُ منَ النَّاس أَحَدًا أَعْظَمَ رَجَاءً لأَهْل الْإسْلَام منَ الْقَاسم بْن مُحَمَّدٍ، وَمُحَمَّد بْن سيرينَ، وَرَجَاء بْن حَيْوَةَ»([103]).

    7- سعيد بن العاص:

    من صغار الصحابة، وهو فصيح، ولفصاحته كان عضواً في لجنة جمع المصاحف وكتابتها في عهد عثمان رضي الله عنه، ولم يشهد الفتنة بين أصحابها، بل اعتزلها، فليس له ذكر في الجمل، ولا صفين، ووفد على معاوية بعد استقرار الأمر لمعاوية رضي الله عنه.

    قال الإمام ابن كثير ؒ: «وَكَانَ عُمْرُ سَعيدٍ يَوْمَ مَاتَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم تسْعَ سنينَ، وَكَانَ منْ سَادَات الْمُسْلمينَ... وَاسْتَنَابَهُ عُثْمَانُ عَلَى الْكُوفَة بَعْدَ عَزْله الْوَليدَ بْنَ عُقْبَةَ، فَافْتَتَحَ طَبَرسْتَانَ وَجُرْجَانَ، ...فَلَمَّا اسْتَقَرَّ الْأَمْرُ لمُعَاويَةَ وَفَدَ إلَيْه فَعَتَبَ عَلَيْه، فَاعْتَذَرَ إلَيْه، فَعَذَرَهُ في كَلَامٍ طَويلٍ جدًّا، وَوَلَّاهُ الْمَدينَةَ مَرَّتَيْن ... وَكَانَ سَعيدٌ هَذَا لَا يسبُّ عَليًّا ...وَقَدْ كَانَ حَسَنَ السّيرَة، جَيّدَ السَّريرَة، وَكَانَ كَثيرًا مَا يَجْمَعُ أَصْحَابَهُ في كُلّ جُمُعَةٍ فَيُطْعمُهُمْ وَيَكْسُوهُمُ الْحُلَلَ...ثُمَّ رَجَعَ إلَى الْمَدينَة فَأَقَامَ بهَا إلَى أَنْ مَاتَ، وَكَانَ كَريمًا جَوَادًا مُمَدَّحًا... وفي طَريق الزُّبَيْر بْن بَكَّارٍ: حَدَّثَني رَجُلٌ عَنْ عَبْد الْعَزيز بْن أَبَانٍ حَدَّثَني خَالدُ بْنُ سَعيدٍ عَنْ أَبيه عَن ابْن عُمَرَ قَالَ: جَاءَت امْرَأَةٌ إلَى رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم ببرد.

    فقالت: إني نذرت أَنْ أُعْطيَ هَذَا الثَّوْبَ أَكْرَمَ الْعَرَب.

    فَقَالَ: «أعطه هَذَا الْغُلَامَ»- يَعْني سَعيدَ بْنَ الْعَاص - وَهُوَ وَاقفٌ، فَلذَلكَ سُمّيَت الثّيَابَ السَّعيديَّة... وَذَكَرَ أَنَّ عُثْمَانَ عَزَلَ عَن الْكُوفَة المغيرة وولاها سعد بن أبي وقاص، ثم عزله وولاها الوليد بن عتبة، ثُمَّ عَزَلَهُ وَوَلَّى سَعيدَ بْنَ الْعَاص، فَأَقَامَ بهَا حينًا، وَلَمْ تُحْمَدْ سيرَتُهُ فيهمْ، وَلَمْ يُحبُّوهُ، ثُمَّ رَكبَ مَالكُ بْنُ الْحَارث - وَهُوَ الْأَشْتَرُ النَّخَعيُّ - في جَمَاعَةٍ إلَى عُثْمَانَ وَسَأَلُوهُ أَنْ يَعْزلَ عَنْهُمْ سَعيدًا فَلَمْ يَعْزلْهُ، وَكَانَ عنْدَهُ بالْمَدينَة فَبَعْثَهُ إلَيْهمْ، وَسَبَقَ الْأَشْتَرُ إلَى الْكُوفَة فَخَطَبَ النَّاسَ وَحَثَّهُمْ عَلَى مَنْعه منَ الدخول إليهم، وركب الأشتر في جيش يمنعوه منَ الدُّخُول، قيلَ تَلَقَّوْهُ إلَى الْعُذَيْب، - وَقَدْ نزل سعيد بالرعثة - فَمَنَعُوهُ منَ الدُّخُول إلَيْهمْ، وَلَمْ يَزَالُوا به حَتَّى رَدُّوهُ إلَى عُثْمَانَ، وَوَلَّى الْأَشْتَرُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَريَّ عَلَى الصَّلَاة وَالثَّغْر وَحُذَيْفَةَ بْنَ اليمان على الفيء، فَأَجَازَ ذَلكَ أَهْلُ الْكُوفَة وَبَعَثُوا إلَى عُثْمَانَ في ذَلكَ فَأَمْضَاهُ، وَسَرَّهُ ذَلكَ فيمَا أَظْهَرَهُ، ولكن هذا كان أَوَّلَ وَهَنٍ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ.

    وَأَقَامَ سَعيدُ بْنُ الْعَاص بالْمَدينَة حَتَّى كَانَ زَمَنُ حَصْر عُثْمَانَ فَكَانَ عنْدَهُ بالدَّار، ثُمَّ لَمَّا رَكبَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ مَعَ عَائشَةَ منْ مَكَّةَ يُريدُونَ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رَكبَ مَعَهُمْ، ثُمَّ انْفَرَدَ عَنْهُمْ هُوَ وَالْمُغيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَغَيْرُهُمَا، فَأَقَامَ بالطَّائف حَتَّى انْقَضَتْ تلْكَ الْحُرُوبُ كُلُّهَا، ثُمَّ وَلَّاهُ مُعَاويَةُ إمْرَةَ الْمَدينَة سَنَةَ تسْعٍ وَأَرْبَعينَ» ([104]).

    8- عبد الرحمن بن خالد بن الوليد:

    يروى أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وله رؤية، وشهد الفتوح، وشهد صفين، وكان ممن جعلوه أميراً لغزو القسطنطينية روى الحاكم عَنْ أَسْلَمَ أَبي عمْرَانَ، قَالَ: غَزَوْنَا منَ الْمَدينَة نُريدُ الْقُسْطَنْطينيَّةَ وَعَلَى الْجَمَاعَة عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ خَالد بْن الْوَليد وَالرُّومُ مُلْصقُو ظُهُورهمْ بحَائط الْمَدينَة، فَحَمَلَ رَجُلٌ عَلَى الْعَدُوّ، فَقَالَ النَّاسُ: مَهْ مَهْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ يُلْقي بيَدَيْه إلَى التَّهْلُكَةَ، فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: «إنَّمَا نَزَلَتْ هَذه الْآيَةُ فينَا مَعْشَرَ الْأَنْصَار، لَمَّا نَصَرَ اللَّهُ نَبيَّهُ، وَأَظْهَرَ الْإسْلَامَ، قُلْنَا لَهُمْ: نُقيمُ في أَمْوَالنَا، وَنُصْلحُهَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ U: ﴿وَأَنْفقُوا في سَبيل اللَّه، وَلَا تُلقُوا بأَيْديكُمْ إلَى التَّهْلُكَة﴾ [البقرة: 195]، فَالْإلْقَاءُ بأَيْدينَا إلَى التَّهْلُكَة أَنْ نُقيمَ في أَمْوَالنَا وَنُصْلحَهَا، وَنَدَعَ الْجهَادَ»، قَالَ أَبُو عمْرَانَ: فَلَمْ يَزَلْ أَبُو أَيُّوبَ يُجَاهدُ في سَبيل اللَّه حَتَّى دُفنَ بالْقُسْطَنْطينيَّة»([105]).

    وذكره الحافظ ابن حجر في كتابه عن الصحابة فقال: «قال ابن منده: له رؤية، قال ابن السكن: يقال له صحبة...وزعم سيف أنه شهد فتوح الشام مع أبيه ... وأنه كان يؤمر على غزو الروم أيام معاوية، وشهد معه صفين، وكان أخوه المهاجر بن خالد مع علي في حروبه، ... وكان عبد الرحمن عظيم القدر عند أهل الشام»([106]).

    وقال الإمام ابن كثير ؒ: «عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ خَالد بْن الْوَليد الْقُرَشيُّ الْمَخْزُوميُّ، وَكَانَ منَ الشُّجْعَان الْمَعْرُوفينَ وَالْأَبْطَال الْمَشْهُورينَ كَأَبيه، وَكَانَ قَدْ عَظُمَ ببلَاد الشَّام... قال ابْنُ مَنْدَهْ وَأَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانيُّ: أَدْرَكَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم.

    ... وَقَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كَانَ عَظيمَ الْقَدْر في أَهْل الشَّام، شَهدَ صفّينَ مَعَ مُعَاويَةَ، وَقَالَ ابْنُ سُمَيْعٍ: كَانَ يَلي الصَّوَائفَ زَمَنَ مُعَاويَةَ، وَقَدْ حَفظَ عَنْ مُعَاويَةَ»([107]).

    9- عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب:

    قال الإمام النووي ؒ: «أبو سعيد عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي أسلم يوم الفتح، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، كان اسمه عبد الكعبة، وقيل: عبد كلال، فسماه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، سكن البصرة، وغزا خراسان في زمن عثمان، وفتح سجستان، وكابل، وفتح سجستان سنة ثلاث وثلاثين. ... قيل: توفي بمرو، وأنه أول من دفن بمرو من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والصحيح الأول، وكان متواضعًا، فإذا وقع المطر لبس برنسًا، وأخذ المسحاة، وكنس الطريق» ([108]).

    وقال الحافظ ابن حجر ؒ: «قال البخاري: له صحبة، وكان إسلامه يوم الفتح، وشهد غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم شهد فتوح العراق، وهو الذي افتتح سجستان وغيرها في خلافة عثمان، ثم نزل البصرة، ...استعمله عبد الله بن عامر على سجستان، وغزا خراسان ففتح بها فتوحاً، ثم رجع إلى البصرة، فمات بها سنة خمسين، ... وقيل مات بمرو والأول أصح، وقال خليفة في سنة اثنتين وأربعين، وجه عبد اللَّه بن عامر يعني من البصرة لما استعمل معاوية عليها عبد الرحمن بن سمرة إلى سجستان، فخرج معه إليها في تلك الغزاة المهلب بن أبي صفرة والحسن بن أبي الحسن وقطري يعني الذي صار بعد ذلك رأس الخوارج... ثم عزله معاوية سنة ست وأربعين»([109]).

    وقال الإمام ابن كثير ؒ: «كان أَحَدَ السَّفيرَيْن بَيْنَ مُعَاويَةَ وَالْحَسَن ب»([110]).

    10- عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:

    أبوه من أكابر بني هاشم، وكان أكبر من أخيه علي، وأسلم مبكراً، وهاجر إلى الحبشة، وكان خطيب المهاجرين فيها أمام النجاشي، وعاد إلى المدينة بعد فتح خيبر، ومعه أولاده، ومنهم عبد اللَّه.

    قال ابن سعد ؒ: «عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ويكنى أبا جعفر، وأمه أسماء بنت عميس بن معد بن تيم ...فولد عبد اللَّه بن جعفر؛ جعفر الأكبر، وبه كان يكنى... ولما هاجر جعفر بن أبي طالب إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية حمل معه امرأته أسماء بنت عميس الخثعمية، فولدت له هناك عبد اللَّه، وعوناً، ومحمداً، ثم ولد للنجاشي بعد ما ولدت أسماء ابنها عبد اللَّه بأيام... فأرسل [النجاشي] إلى جعفر، ما سميت ابنك؟ قال: عبد الله»([111]).

    قال ابن عبد البر ؒ: «عبد الله بن جعفر بن أبي طالب القرشي الهاشمي، يكنى أَبَا جَعْفَر، ولدته أمه أَسْمَاء بنْت عميس بأرض الحبشة، وَهُوَ أول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة... وَكَانَ عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر كريماً، جواداً ظريفاً، خليقاً عفيفاً سخياً يسمى بحر الجود، ...روي أن عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر كَانَ إذا قدم على مُعَاويَة أنزله داره، وأظهر لَهُ من بره وإكرامه مَا يستحقه، ... ويقولون: إن أجواد العرب في الإسلام عشر، فأجواد أهل الحجاز عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر، وعبيد الله بْن عَبَّاس بْن عبد المطلب، وسعيد بْن الْعَاص»([112]).

    وقال الإمام النووي ؒ: «أبو جعفر القريشي الهاشمي الصحابي ابن الصحابي، وابن الصحابية، والجواد ابن الجواد، وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية»([113]).

    وقال الإمام ابن كثير ؒ: «وَكَانَ ابْنُ جَعْفَرٍ صَديقًا لمُعَاويَةَ، وَكَانَ يَفدُ عَلَيْه كُلَّ سَنَةٍ فَيُعْطيه أَلْفَ أَلْف درْهَمٍ، وَيَقْضي لَهُ مائَةَ حَاجَةٍ.

    وَلَمَّا حَضَرَتْ مُعَاويَةَ الْوَفَاةُ أَوْصَى ابنه يزيد، فَلَمَّا قَدمَ ابْنُ جَعْفَرٍ عَلَى يَزيدَ قَالَ لَهُ: كَمْ كَانَ أَميرُ الْمُؤْمنينَ يُعْطيكَ كُلَّ سَنَةٍ؟ قَالَ أَلْفَ أَلْفٍ.

    فَقَالَ لَهُ: قَدْ أَضَعَفْنَاهَا لَكَ، وَكَانَ يُعْطيه أَلْفَيْ أَلْفٍ كُلَّ سنة، فقال له عبد الملك بْنُ جَعْفَرٍ: بأَبي أَنْتَ وَأُمّي مَا قُلْتُهَا لأَحَدٍ قَبْلَكَ، وَلَا أَقُولُهَا لأَحَدٍ بَعْدَكَ، فَقَالَ يَزيدُ: وَلَا أَعْطَاكَهَا أَحَدٌ قَبْلي وَلَا يُعْطيكَهَا أَحَدٌ بَعْدي»([114]).

    11- عبد اللَّه بن عامر:

    أما «عبد الله بن عامر» فإن أباه أتى به النبيصلى الله عليه وسلم فحنّكه، فتثاءب، فتفل في فمه، فازدرد ريقه. فقال النبيّصلى الله عليه وسلم: إني لأرجو أن يكون متّقياً، وكان يكنى: أبا عبد الرحمن، وهو افتتح عامّة «فارس»، و«خراسان ... وكان يقول: لو تركت لخرجت المرأة في حداجتها على دابّتها، ترد كل يوم على ماء وسوق، حتى توافي مكة، ومات بمكة، فدفن بعرفات»([115]).

    وقال الحافظ ابن حجر ؒ: «ابن خال عثمان بن عفان... ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأتي به إليه وهو صغير، فقال: «هذا شبيهنا»، وجعل يتفل عليه، ويعوذه، فجعل يبتلع ريق النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنّه لمستقي» ... وأثبت ابن حبّان له الرؤية، وهو كذلك... وكان عبد اللَّه جواداً شجاعاً ميموناً، ولاه عثمان البصرة بعد أبي موسى الأشعري سنة تسع وعشرين، ... وفي إمارته قتل يزدجرد آخر ملوك فارس، وأحرم ابن عامر من نيسابور شكراً للَّه تعالى »([116]).

    وقال الحافظ ابن كثير ؒ: «وُلدَ في حَيَاة رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وَتَفَلَ في فيه، ... وَكَانَ كَريمًا مُمَدَّحًا مَيْمُونَ النَّقيبَة، اسْتَنَابَهُ عُثْمَانُ عَلَى الْبَصْرَة بَعْدَ أَبي مُوسَى، ... وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ لَبسَ الْخَزَّ بالْبَصْرَة، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ» ([117]).

    وقال ابن سعد ؒ: «وَلَمْ يَزَلْ عَبْدُ اللَّه بْنُ عَامرٍ مَعَ مُعَاويَةَ بالشَّام، وَلَمْ يُسْمَعْ لَهُ بذكْرٍ في صفّينَ، ... فَوَلَّاهُ الْبَصْرَةَ ثَلَاثَ سنينَ، وَمَاتَ ابْنُ عَامرٍ قَبْلَ مُعَاويَةَ بسَنَةٍ، فَقَالَ مُعَاويَةُ: يَرْحَمُ اللَّهُ أَبَا عَبْد الرَّحْمَن، بمَنْ نُفَاخرُ وَبمَنْ نُبَاهي»([118]).

    12- عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب:

    ولد في السنين الأولى للبعثة النبوية، وأسلم مع أبيه، وهاجر معه، قال الحافظ ابن حجر ؒ: «ولد سنة ثلاث من المبعث النبوي ...أسلم مع أبيه وهاجر ... استصغره [النبي صلى الله عليه وسلم] في بدر، ثم بأحد فكذلك، ثم بالخندق فأجازه... قال عبد اللَّه بن مسعود: إنّ أملك شباب قريش لنفسه في الدنيا عبد اللَّه بن عمر... عن جابر [بسند صحيح]: ما منّا من أحد أدرك الدنيا إلا مالت به، ومال بها غير عبد اللَّه بن عمر... عن السدي بسند حسن: رأيت نفرًا من الصحابة كانوا يرون أنه ليس أحد فيهم على الحالة التي فارق عليها النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا ابن عمر... كان عمر في زمان له فيه نظراء، وكان ابن عمر في زمان ليس له فيه نظير، ومن وجه صحيح: كان ابن عمر حين مات خير من بقي... وكان ابن عمر من أئمة الدين...وعن مالك: كان إمام الناس عندنا بعد عمر زيد بن ثابت، وكان إمام الناس عندنا بعد زيد- ابن عمر ...وعن مالك أنّ ابن عمر بلغ سبعاً وثمانين ... مات سنة اثنتين أو ثلاث وسبعين»([119]).

    وقال ابن سعد ؒ: «عَنْ أَبي حُصَيْنٍ أَنَّ مُعَاويَةَ قَالَ: وَمَنْ أَحَقُّ بهَذَا الْأَمْر منَّا؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّه بْنُ عُمَرَ: فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: أَحَقُّ منْكَ مَنْ ضَرْبَكَ وَأَبَاكَ عَلَيْه، ثُمَّ ذَكَرْتُ مَا في الْجنَّان، فَخَشيتُ أَنْ يَكُونَ في ذَاكَ فَسَادٌ... وعَن الزُّهْريّ قَالَ: لَمَّا اجْتُمعَ عَلَى مُعَاويَةَ قَامَ، فَقَالَ: وَمَنْ كَانَ أَحَقَّ بهَذَا الْأَمْر منّي؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَتَهَيَّأَتْ أَنْ أَقُومَ فَأَقُولَ: أَحَقُّ به مَنْ ضَرْبَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الْكُفْر، فَخَشيتُ أَنْ يَظُنَّ بي غَيْرَ الَّذي بي... وعَنْ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدر قَالَ: لَمَّا بُويعَ يَزيدُ بْنُ مُعَاويَةَ، فَبَلَغَ ذَاكَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَالَ: إنْ كَانَ خَيْرًا رَضينَا، وَإنْ كَانَ بَلَاءً صَبَرْنَا»([120]).

    وقال أبو نعيم ؒ: «قيلَ لابْن عُمَرَ رضي الله عنه زَمَنَ ابْن الزُّبَيْر وَالْخَوَارج وَالْخَشَبيَّة: أَتُصَلّي مَعَ هَؤُلَاء وَمَعَ هَؤُلَاء، وَبَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا؟ قَالَ: مَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاة أَجَبْتُهُ، وَمَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاح أَجَبْتُهُ، وَمَنْ قَالَ: حَيَّ عَلَى قَتْل أَخيكَ الْمُسْلم وَأَخْذ مَاله قُلْتُ: لَا»([121]).

    وروى ابن سعد ؒ: «كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: لَا أُقَاتلُ في الْفتْنَة، وَأُصَلّي وَرَاءَ مَنْ غَلَب... وعَنْ نَافعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلّي مَعَ الْحَجَّاج بمَكَّةَ، فَلَمَّا أَخَّرَ الصَّلَاةَ تَرَكَ أَنْ يَشْهَدَهَا مَعَهُ وَخَرَجَ منْهَا، وعن مَالكُ بْنُ أَنَسٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّه بْنَ عُمَرَ، قَالَ: لَو اجْتَمَعَتْ عَلَيَّ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ إلَّا رَجُلَيْن مَا قَاتَلْتُهُمَا...

    وعن مَالكُ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: بَلَغَني أَنَّ عَبْدَ اللَّه بْنَ عُمَرَ، قَالَ لرَجُلٍ: إنَّا قَاتَلْنَا حَتَّى كَانَ الدّينُ للَّه، وَلَمْ تَكُنْ فتْنَةٌ، وَإنَّكُمْ قَاتَلْتُمْ حَتَّى كَانَ الدّينُ لغَيْر اللَّه، وَحَتَّى كَانَتْ فتْنَةٌ...

    سَمعْتُ الْحَسَنَ، يُحَدّثُ قَالَ: لَمَّا قُتلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَالُوا لعَبْد اللَّه بْن عُمَرَ: إنَّكَ سَيّدُ النَّاس وَابْنُ سَيّدٍ، فَاخْرُجْ نُبَايعْ لَكَ النَّاسَ، قَالَ: إنّي وَاللَّه لَئن اسْتَطَعْتُ لَا يُهَرَاقُ في سَبَبي محْجَمَةٌ منْ دَمٍ، فَقَالُوا: لَتَخْرُجَنَّ أَوْ لَنَقْتُلَنَّكَ عَلَى فرَاشكَ، فَقَالَ لَهُمْ مثْلَ قَوْله الْأَوَّل، قَالَ الْحَسَنُ: فَأَطْمَعُوهُ وَخَوَّفُوهُ، فَمَا اسْتَقْبَلُوا منْهُ شَيْئًا حَتَّى لَحقَ باللَّه.. وكَتَبَ ابْنُ عُمَرَ إلَى عَبْد الْمَلك بْن مَرْوَانَ فَبَدَأَ باسْمه، فَكَتَبَ إلَيْه: أَمَّا بَعْدُ فَـ ﴿اللَّهُ لَا إلَهَ إلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلَى يَوْم الْقيَامَة لَا رَيْبَ فيه﴾ [النساء: 87] إلَى آخر الْآيَة، وَقَدْ بَلَغَني أَنَّ الْمُسْلمينَ اجْتَمَعُوا عَلَى الْبَيْعَة لَكَ، وَقَدْ دَخَلْتُ فيمَا دَخَلَ فيه الْمُسْلمُونَ وَالسَّلَامُ»([122]).

    وقال الحافظ ابن كثير ؒ: «وَبَعَثَ إلَيْه مُعَاويَةُ بمائَة أَلْفٍ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يُبَايعَ ليَزيدَ، فَمَا حَالَ عَلَيْه الحول وعنده منها شيء، وَكَانَ يَقُولُ: إنّي لَا أَسْأَلُ أَحَدًا شَيْئًا، وما رَزَقَني اللَّهُ فَلَا أَرُدُّهُ.

    وَكَانَ في مُدَّة الْفتْنَة لَا يَأْتي أَميرٌ إلَّا صَلَّى خَلْفَهُ، وَأَدَّى إلَيْه زَكَاةَ مَاله»([123]).

    وروى ابن سعد ؒ: «حَدَّثَنَا خَالدُ بْنُ سُمَيْرٍ قَالَ: خَطَبَ الْحَجَّاجُ الْفَاسقُ عَلَى الْمنْبَر، فَقَالَ: إنَّ ابْنَ الزُّبَيْر حَرَّفَ كتَابَ اللَّه، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ، كَذَبْتَ، كَذَبْتَ، مَا يَسْتَطيعُ ذَلكَ، وَلَا أَنْتَ مَعَهُ، فَقَالَ لَهُ الْحَجَّاجُ: اسْكُتْ فَإنَّكَ شَيْخٌ قَدْ خَرفْتَ، وَذَهَبَ عَقْلُكَ، يُوشكُ شَيْخٌ أَنْ يُؤْخَذَ فَتُضْرَبَ عُنُقُهُ فَيُجَرَّ قَد انْتَفَخَتْ خُصْيَتَاهُ يَطُوفُ به صبْيَانُ أَهْل الْبَقيع...

    عَنْ سَعيد بْن جُبَيْرٍ قَالَ: لَمَّا أَصَابَ ابْنَ عُمَرَ الْخَبْلُ الَّذي أَصَابَهُ بمَكَّةَ، فَرُميَ حَتَّى أَصَابَ الْأَرْضَ، فَخَافَ أَنْ يَمْنَعَهُ الْأَلَمُ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أُمّ الدَّهْمَاء اقْض بيَ الْمَنَاسكَ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ بَلَغَ الْحَجَّاجَ، فَأَتَاهُ يَعُودُهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ: لَوْ أَعْلَمُ مَنْ أَصَابَكَ لَفَعَلْتُ وَفَعَلْتُ، فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْه، قَالَ: أَنْتَ أَصَبْتَني، حَمَلْتَ السّلَاحَ في يَوْمٍ لَا يُحْمَلُ فيه السّلَاحُ، فَلَمَّا خَرَجَ الْحَجَّاجُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا آسَى منَ الدُّنْيَا إلَّا عَلَى ثَلَاثٍ: ظمَإ الْهَوَاجر، وَمُكَابَدَة اللَّيْل، وَأَلَّا أَكُونَ قَاتَلْتُ هَذه الْفئَةَ الْبَاغيَةَ الَّتي حَلَّتْ بنَا»([124]).

    12- فضالة بن عبيد الأنصاري:

    قال ابن عبد البر ؒ: «الأوسي، يكنى أَبَا مُحَمَّد. أول مشاهده أحد، ثُمَّ شهد المشاهد كلها، ثُمَّ انتقل إلَى الشام، وسكن دمشق وبنى بها دارًا، وَكَانَ فيها قاضياً لمعاوية، ومات بها، وقبره بها مَعْرُوف إلَى اليوم.

    وكان مُعَاويَة استقضاه في حين خروجه إلَى صفين، وذلك أن أَبَا الدرداء لما حضرته الوفاة قَالَ لَهُ مُعَاويَة: من ترى لهذا الأمر؟ فقال: فضالة ابن عُبَيْد، فلما مات أرسل إلَى فَضَالَة بْن عبيد فولّاه القضاء»([125]).

    «أسلم قديماً، ولم يشهد بدراً، وشهد أحداً فما بعدها، وشهد فتح مصر والشام قبلها، ثم سكن الشام، وولي الغزو، وولاه معاوية قضاء دمشق بعد أبي الدرداء، قاله خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، قال: وكان ذلك بمشورة من أبي الدرداء.

    كان ممن بايع تحت الشجرة... وقال ابن حبّان: مات في خلافة معاوية، وكان معاوية ممن حمل سريره، وكان معاوية استخلفه على دمشق في سفرة سافرها.

    وأرّخ المدائني وفاته سنة ثلاث وخمسين، وكذا قال ابن السكن، وقال: مات بدمشق، لأنّ معاوية كان جعله قاضياً عليها، وبنى له بها داراً»([126]).

    وقال خليفة بن خياط ؒ: « عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاص قَالَ ملك الأَرْض المقدسة مُعَاويَة وَابْنه، وَأقَام الْحَج سنة إحْدَى وَخمسين مُعَاويَة بْن أَبي سُفْيَان وفيهَا شَتَّى فضَالة بْن عبيد الْأنْصَاريّ بأَرْض الرّوم في الْبَحْر»([127]).

    وروى آبو زرعة «أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاء كَانَ يَليَ الْقَضَاءَ بدمَشْقَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لَهُ مُعَاويَةُ: مَنْ تَرَى لهَذَا الْأَمْر؟ قَالَ: فُضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ. فَلَمَّا مَاتَ أَرْسَلَ مُعَاويَةُ إلَى فُضَالَةَ فَوَلَّاهُ الْقَضَاءَ، فَقَالَ لَهُ: أَمَّا إنّي لَمْ أُحبَّكَ بهَا، وَلَكنّي اسْتَتَرْتُ بكَ من النار، فاستتر...

    حَدَّثَنَا سَعيدُ بْنُ عَبْد الْعَزيز: أَنَّ مُعَاويَةَ بْنَ أَبي سُفْيَانَ اسْتَخْلَفَ فُضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ - حينَ خَرَجَ إلَى صفّينَ - عَلَى دمَشْقَ.

    حدثنا أبو زرعة قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعيدُ: أَنَّ فُضَالَةَ بْنَ عُبَيْدٍ تُوُفّيَ في خلَافَة مُعَاويَةَ.

    قَالَ: فَحَمَلَ مُعَاويَةُ سَريرَهُ، وَقَالَ لابْنه عَبْد اللَّه: أَعْقبْني أَيْ بُنَيَّ، فَإنَّكَ لَنْ تَحْملَ بَعْدَهُ مثله»([128]).

    وأكد الإمام البخاري ؒ بقوله: «مَاتَ فضَالة بن عبيد الْأنْصَاريّ من بني عَمْرو بن عَوْف قَاضي مُعَاويَة في خلَافَة مُعَاويَة بدمَشْق»([129]).

    13- محمد بن الحنفية:

    من التابعين، وأمه من بني حنيفة، تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد حروب الردة، هو محمد بن علي بن أبي طالب، يقال له محمد بن الحنفية، كنيته أبو القاسم، من أفاضل أهل البيت، وكانت الشيعة تسميه المهدي، كان مولده لثلاث سنين بقيت من خلافة عمر بن الخطاب، ومات برضوى سنة ثلاث وسبعين، ودفن بالبقيع([130]).

    قال الإمام الذهبي: «وُلدَ في صَدْر خلافَة عُمَرَ، وَرَأَى عُمَرَ... وَوَفَدَ عَلَى مُعَاويَةَ، وَعَلَى عَبْد الْمَلك.

    قَالَ أَبُو عَاصمٍ النَّبيلُ: صَرَعَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفيَّة مَرْوَانَ يَوْمَ الْجَمَل، وَجَلَسَ عَلَى صَدْره، فَلَمَّا وَفَدَ عَلَى ابْنه ذَكَّرَهُ بذَلكَ، فَقَالَ: عَفْوًا يَا أَميرَ الْمُؤْمنينَ، فَقَالَ: وَاللَّه مَا ذَكَرْتُ ذَلكَ وَأَنَا أُريدُ أَنْ أُكَافئَكَ به»([131]).

    وقال الإمام ابن كثير ؒ: «ولما اجتمع الناس على بيعة عبد الملك قال ابن عمر لابن الحنفية: ما بقي شيء فبايع، فكتب بيعته إلى عبد الملك، ووفد عليه بعد ذلك([132]).

    وقال الإمام النووي ؒ: «وهو من كبار التابعين، دخل على عمر بن الخطاب، وسمع عثمان، وأباه y.

    ... روينا عنه، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول اللَّه، إن ولد لي مولود بعدك أسميه باسمك، وأكنيه بكنيتك؟ قال: (نعم)...

    وقال إبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد الحافظ: لا نعلم أحدًا أسند عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ولا أصح مما أسند محمد ابن الحنفية. قال عمرو بن علي، وأبو نعيم في رواية عنه: مات محمد بن الحنفية سنة أربع عشرة ومائة، وقال البخاري: قال أبو نعيم: مات سنة ثمانين، وقال يحيى بن بكير: سنة إحدى وثمانين، وقال المدايني: سنة ثلاث وثمانين.

    وفي طبقات الفقهاء للشيخ أبي إسحاق، عن الهيثم بن عدي: سنة ثلاث أو اثنتين وسبعين، وفى تاريخ البخاري، عن أبي حمزة، بالحاء، قال: قضينا نسكنا حين قتل ابن الزبير، ثم رجعنا إلى المدينة مع محمد ابن الحنفية، فمكث ثلاثة أيام، ثم توفي، وهذا يوافق قول الهيثم، فإن ابن الزبير قتل سنة ثلاث وسبعين، وقيل: سنة اثنتين»([133]).

    وروى أبو نعيم ؒ «عَنْ سَعيد بْن الْحُسَيْن، قَالَ: قَالَ لي مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفيَّة ؒ: «مَنْ كَفَّ يَدَهُ، وَلسَانَهُ، وَجَلَسَ في بَيْته، فَإنَّ ذُنُوبَ بَني أُمَيَّةَ أَسْرَعُ عَلَيْهمْ منْ سُيوف الْمُسْلمينَ»([134]).

    فهو يضع جدلاً أن الذنوب أسرع لزوال صاحبها، ومعلوم أن ابن الحنفية كان يزور معاوية، وبني أمية، ورفض أن يشترك في قتالهم، أو الخروج عليهم، ولكن - كما قلنا – إن بني أمية لم يتهمهم أحد بكفر، أو نفاق، أو حرب على الإسلام، وإنما الذين ثاروا عليهم اتهموهم أنهم لم يتبعوا الشورى، وانحرفوا في بعض أحكام الإسلام، لا أنهم حاربوا الإسلام، إلا ما أشاع عنهم الروافض، والخوارج، وهؤلاء هم الذين أتوا بدين جديد، ودلسوا على الناس دينهم.

    14- محمد بن سيرين:

    من التابعين المشهورين، وكان تلميذاً لأنس بن مالك رضي الله عنه، وكان بزازاً، ويكنى: أبا بكر، وحُبس بدين كان عليه، وكان أصم، وولد له ثلاثون ولداً من امرأة واحدة، كان تزوجها عربية، ولم يبق منهم غير عبد اللَّه بن محمد، وولد لسنتين بقيتا من خلافة «عثمان»، قال ذلك «أنس بن سيرين»، قال: وولدت أنا لسنة بقيت من خلافته، وتوفي سنة عشر ومائة بعد الحسن البصري بمائة يوم، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وكان كاتباً لأنس بن مالك بفارس([135]).

    قال ابن سعد ؒ: «مُحَمَّدُ بْنُ سيرينَ، وَيُكْنَى أَبَا بَكْرٍ، مَوْلَى أَنَس بْن مَالكٍ، وَكَانَ ثقَةً، مَأْمُونًا، عَاليًا رَفيعًا، فَقيهًا إمَامًا، كَثيرَ الْعلْم، وَرعًا، وَكَانَ به صَمَمٌ»([136]).

    وقال الإمام النووي ؒ: «عن مورق العجلى، قال: ما رأيت رجلاً أفقه في ورعه، ولا أورع في فقهه من محمد بن سيرين.

    وعن عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار، قال: لما حبس ابن سيرين في السجن قال له السجان: إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك، وإذا أصبحت فتعال، فقال: لا والله، لا أعينك على خيانة السلطان»([137]).

    وقال أبو نعيم ؒ: «سَمعْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ يَصفُ الْحَسَنَ وَابْنَ سيرينَ فَقَالَ: «أَمَّا ابْنُ سيرينَ، فَإنَّهُ لَمْ يَعْرضْ لَهُ أَمْرَان في دينه إلَّا أَخَذَ بأَوْثَقهمَا»...

    ثنا مَرْحُومُ بْنُ عَبْد الْعَزيز، قَالَ: سَمعْتُ أَبي يَقُولُ: لَمَّا كَانَتْ فتْنَةُ يَزيدَ بْن الْمُهَلَّب، انْطَلَقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ إلَى ابْن سيرينَ، فَقُلْنَا: مَا تَرَى؟ فَقَالَ: «انْظُرُوا إلَى أَسْعَد النَّاس حينَ قُتلَ عُثْمَانُ، فَاقْتَدُوا به» قُلْنَا: هَذَا ابْنُ عُمَرَ كَفَّ يَدَهُ...

    ثنا سُهَيْلٌ أَخُو حَزْمٍ الْقُطَعيّ لَا أَعْلَمُ إلَّا أَنَّهُ هُوَ ذَكَرَهُ، قَالَ: سَمعَ ابْنُ سيرينَ رَجُلًا يَسُبُّ الْحَجَّاجَ فَأَقْبَلَ عَلَيْه فَقَالَ: «مَهْ أَيُّهَا الرَّجُلُ، فَإنَّكَ لَوْ قَدْ وَافَيْتَ الْآخرَةَ كَانَ أَصْغَرُ ذَنْبٍ عَملْتَهُ قَطُّ أَعْظَمَ عَلَيْكَ منْ أَعْظَم ذَنْبٍ عَمَلَهُ الْحَجَّاجُ، وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ تَعَالَى حَكَمٌ عَدْلٌ، إنْ أَخَذَ منَ الْحَجَّاج لمَنْ ظَلَمَهُ، فَسَوْفَ يَأْخُذُ للْحَجَّاج ممَّنْ ظَلَمَهُ، فَلَا تَشْغلَنَّ نَفْسَكَ بسَبّ أَحَدٍ»([138]).

    15- مسروق بن الأجدع:


      الوقت/التاريخ الآن هو 25/11/2024, 07:12