"إحياء ما بين الطلوعين والغروبين"
"أيُّ سادة": قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم: «مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي، فَعَمِلَ بِهَا النَّاسُ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، لَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا»، رواه ابن ماجة؛ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بُنَيَّ، إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لِأَحَدٍ فَافْعَلْ» ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا بُنَيَّ وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الجَنَّةِ»، رواه الترمذي. فمن فضائل الأعمال العظيمة، والتقرب إلى الله تعالى، "إحياء ما بين الطلوعين والغروبين"، أمّا الطلوعان: فطلوع الفجر الصادق، وطلوع الشمس؛ والغروبان: غروب الشمس، وغروب الشفق الأحمر ـ وهما وقتان مبالغ بهما عند السلف والخلف، وأصبح العمل بإحياء الوقتين في المساجد نادرا، والغفلة عنه كثيرة، والأجر في ذلك عظيم، كما قال أكمل الرسل ـ صلّى الله عليه وسلّم: «لئن اقعد بين الطلوعين والغروبين وأذْكُر الله أحبَّ إليَّ مِنْ أنْ أقَاتِلَ حَتى أُقْتَلَ في سَبيلِ اللهِ». وفي روايةٍ أخرى: «لئن اذكر الله تعالى مع قومٍ بعد صلاةِ الفجرِ إلى طلوع الشمس أحبَّ إليَّ من الدنيا وما فيها، ولئن اذكر الله تعالى مع قومٍ بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحبَّ إليَّ من الدنيا وما فيها». رواه البيهقي. وقال عليه الصّلاة والسّلام: «مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَماعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتى تَطلُعُ الشَّمسُ ثُمَّ صلَّى رَكْعَتينَ كَانت لَهُ كأجرِ حجَّةٍ وعُمرةٍ»، وقال ـ صلّى الله عليه وسلّم: «تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ». رواه الترمذي، وحسَّنهُ؛ وفي روايةٍ: «من صلى صلاة الغداة في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام فصلى ركعتين انقلب بأجر حجة وعمرة»، أخرجه الطبراني، وفي أخرى: «مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ في جَمَاعَةٍ، ثُمَّ ثَبَتَ في الْمَسْجِدِ يُسَبِّحُ اللَّهَ سُبْحَةَ الضُّحَى، كان له كَأَجْرِ حَاجٍّ وَمُعْتَمِرٍ تَامًّا لَهُ حَجَّتُهُ وَعُمْرَتُهُ»، أخرجه الطبراني. {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، وقال تعالى: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}. اللّهمَّ؛ وفقنا جميعًا لإحياء السنن، وأمتنا على كمال الدين والحبّ، وارحمنا بأمة الإسلام، وارحم أمة الإسلام بنا، آمينَ آمين. والحمد لله ربّ العالمين.
حضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني
10/11/2024, 21:08 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الرابعة: قوانين الميراث تفضل الرجال على النساء ـ د.نضير خان
10/11/2024, 21:05 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثالثة: شهادة المرأة لا تساوي سوى نصف رجل ـ د.نضير خان
10/11/2024, 21:02 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الثانية: المرأة لا تستطيع الطلاق ـ د.نضير خان
10/11/2024, 20:59 من طرف Admin
» كتاب: دراسة خمسة خرافات سائدة ـ الخرافة الأولى: الإسلام يوجه الرجال لضرب زوجاتهم ـ د.نضير خان
10/11/2024, 20:54 من طرف Admin
» كتاب: المرأة في المنظور الإسلامي ـ إعداد لجنة من الباحثين
10/11/2024, 20:05 من طرف Admin
» كتاب: (درة العشاق) محمد صلى الله عليه وسلم ـ الشّاعر غازي الجَمـل
9/11/2024, 17:10 من طرف Admin
» كتاب: الحب في الله ـ محمد غازي الجمل
9/11/2024, 17:04 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الأول ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:59 من طرف Admin
» كتاب "قطائف اللطائف من جواهر المعارف" - الجزء الثاني ـ إعداد: غازي الجمل
9/11/2024, 16:57 من طرف Admin
» كتاب : الفتن ـ نعيم بن حماد المروزي
7/11/2024, 09:30 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (1) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:12 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (2) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:10 من طرف Admin
» مقال: مقدمات مهمة في التزكية وسبيلها (3) الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
19/10/2024, 11:06 من طرف Admin
» كتاب: تحفة المشتاق: أربعون حديثا في التزكية والأخلاق ـ محب الدين علي بن محمود بن تقي المصري
19/10/2024, 11:00 من طرف Admin