من أقوال الربانيين 101 ـ الشيخ عباس السيد فاضل الحسني

"نظرٌ باعتبار"

"أيُّ سادة": "ما أجمل النظر باعتبار"، إن للنظر بالبصر، قدرًا محدودا، والسماء فوق مقدار البصر، والبعد عن البصر رهيب، فكيف نراها! "أيُّ إخوتي": رأيناها بقدرة الخلاق ـ جلَّ وعلا ـ القائل: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا} فهي رؤيةٌ بالقُدرة، وبناءٌ بالقُدرة، ثم ولا جسور فيها، ولا سواري ولا شقوق {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} ثمَّ زينها فأضاء تلك المجرات والأفلاك (النجوم) وهي تراب وأحجار وصخور. {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِين}.

والأرض فرشها للأنام، وهي بيضوية أو كرويه بعكس الأفلاك، لتقام فيها خلافة الله في أرضه، وكُرّم هذا الإنسان فيها على المخلوقات؛ لهذه الخلافة؛ إنها لإعجاز عظيم، كما قال ـ جلَّ مجده: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} وجعل الجبال فيها رواسي، لحفظها أن تميد بمخلوقاته، وليكون جمال الخلق فيها، وبدائع الأنس فيها - هونًا وعملًا، عبادة وأنسا {أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}. اللَّهمَّ؛ جئناك مفتقرين محبين بك إليك، فيا الله، الله، آمينَ آمين . والحمد لله رب العالمين.

حضرة الشيخ عباس السيد فاضل الحسني