كتاب: المعارف الهاشمية شرح اليواقيت العرشية الامام محمد ابو الفتوح العربى - 5 - بقلم الدكتور السيد الشريف / حمزة ابو عدنان

المعارف الهاشمية شرح اليواقيت العرشية - 5 -
فى شرح يواقيت مولانا الامام محمد ابو الفتوح العربى رضى الله عنه
بقلم الدكتور السيد الشريف / حمزة ابو عدنان حفظه الله
.............................................................
حرف الباء
قال مولانا الامام محمد ابو الفتوح العربى رضى الله عنه :
اللهم صل على سيدنا محمد المزمل المدثر الحبيب الذى نودى فى حضرة يا ايها من الحق متولها نداء قريب من قريب .
الشرح
وهذه صلاة قرانية تبين تنرنم الذات الالهية فى جمال الحضرة المحمدية - من اجواء ايات قرانية - فالله تعالى نادى حبيبه بالمزمل وبالمدثر وبالحبيب .
1 - المزمل :
لما ايقظه الله لمناجاته يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا وشرف المؤمن قيام الليل فكان قيام الليل على الحبيب الزاما لان - قم - امر والامر عند الاصوليين للوجوب فقيام الليل على الحبيب واجب وعلى غيره سنة - وكان الله يقول له سوف نشرفك رغما عنك - او الشرف فى غيرك مظنون وفى حضرتك مكنون - او الشرف فى غيرك اقوال وفى حضرتك افعال - او الشرف فى غيرك افتخار وفى حضرتك انت له مختار - او الشرف فى غيرك هو له محتاج اما انت فشرفت الشرف يا مزمل .
2 - المدثر :
لما وقع له التجلى قال دثرونى دثرونى - اقامه الله فى حال الترقى مع انه كامل - لكن هذا الحال ترقية للامة ان يكون العبد فى بداية سيره متزلزلا يحتاج الى ان يدثر بدثار النبى صلى الله عليه وسلم وكما قالوا خاطب المقربين بحال المحجوبين فافهم
وقد اراد بعض المحبين - اكرمهم الله- ان يتهربوا من معنى المزمل والمدثر وكانها لا تليق بحضرته - فقالوا - هى المزمل بكسر الميم اى هو من زمل غيره - ومدثر بكسر الثاء اى هو من دثر غيره - فوقعوا فى تحريف الكلم عن مواضعه وان كان غرضهم الحب والشوق لكن مهما كان السبب فلا يصح تحريف الكتاب - اتكون انت اعلم او اشفق على النبى ممن انزل الكتاب ؟ لا ورب الارباب ، ولكن الوجه الصحيح هو ما ذكرناه حيث انه قران كريم فسرته السنه المزمل والمدثر - فكان مزملا اى نائما مغطى ببرده الاعظم الاخضر فناداه ربه بالوحى يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا - ولما تجلى عليه فى الغار بالوحى قال دثرونى دثرونى - وهذا لا يعتبر نقص فى سيد البشر - بل هو كامل لكن الله يقيمه فى مقامات بعد مقامات وانوار بعد انوار كما حدث فى ليلة الاسراء .
قام فى طور الانبياء فخاطبهم وصلى بهم اماما
ثم قام فى طور الملائكة الى ان وصل الى مكان ينتهى عنده حد الملائكة
ثم قام فى طور التاهيل لله جل وعلا ان يشهد ربه بعين راسه

3- الحبيب :
ثم قال الامام - الحبيب -
وهى اعلى مقام فى عطاءات النبوة بدليل انه فى الاسراء لما حصل الخطاب بين الحق جل وعلا وحبيبه صلى الله عليه وسلم - قال النبى يارب انك اخترت ابراهيم خليلا ؟
فقال له ربه جل وعلا - ان كنت قد اخترته خليلا فقد اخترتك حبيبا - الله - والمحبة اعلى من الخلة فان الخلة تاتى بمراحل بعد امتحانات كما حصل مع الخليل ابراهيم عليه السلام ، اما المحبة فتوهب كاملة شاملة مقاما لا نقص فيه
من هنا قال الحبيب كنت نبيا وادم بين الماء والطين - كنت نبيا- لم يقل كنت مخلوقا او موجودا بل نبيا بكل ما تحويه كلمة النبوة فهو كامل مكمل ، وقد بشر الله بالانبياء وذكر ميلادهم وتدرجهم الا نبينا الاعظم فقد ناده ونادانا به - لقد جاءكم- اى قدم اليكم من الغيب جاءكم وكشف حجابكم وهو حمائكم .

ثم قال رضى الله عنه :
الذى نودى فى حضرة يا ايها من الحق متولها .
والمعنى ان الله اقام حبيبه فى مقام - سماه الامام - حضرة يا ايها - اى حضرة التعظيم من الله - فكل نبى ناداه باسمه مجردا --يا موسى يا عيسى يا ابراهيم يا نوح الا الحبيب الاعظم
يا ايها الرسول ، يا ايها النبى يا ايها المزمل ، يا ايها المدثر
وهذا ما سماه مولانا الحاج احمد ابو الحسن مقام المطلوبية ، لان هناك الطالب وهناك المطلوب
الطالب يعمل لرضا سيده والمطلوب يعمل سيده لرضاه
موسى طالب - قال رب اشرح لى صدرى .
والحبيب مطلوب - قال له الم نشرح لك صدرك.
موسى يقول لربه - وعجلت اليك ربى لترضى.
والله يقول لحبيبه - ولسوف يعطيك ربك فنرضى.
موسى يقول - رب ارنى انظر اليك قال لن ترانى .
والحبيب - دس يا محمد على البساط بنعلك وشاهد جمالنا يا حبيبنا.