..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9 Empty كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 ـ 9

    مُساهمة من طرف Admin 15/11/2021, 14:08

    الشيخ الأكبر محيي الدين محمد بن علي ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
    الجزء التاسع
    محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2

    “ 122 “

    الشرور ، ويوحي إلى أوليائه بالباطل ، دأبا له مذ كان على عهد أبينا آدم صلى اللّه عليه وسلم ، وعادة منه منذ أهانه اللّه عز وجل في سالف الدهر ، لا ينجى منه إلا بعض الناجذين على الحق ، وغض الطرف عن الباطل ، ووطء هامة عدو اللّه ، وعدو الدين ، بالأشد فالأشد ، والأجدّ بالأجدّ ، وإسلام النفس للّه عز وجل فيما رضاه ، وجنب سخطه .

    ولا بد الآن من قول ينفع إذا ضرّ السكوت ، وخيف غبّه . ولقد أرشدك من أفاد ضالتك ، وصافاك من أحيا مودته لك بعتابك ، وأراد الخير بك من آثر البقاء معك . ما هذا الذي تسوّل لك نفسك ، ويدوي به قلبك ، ويلتوي به عليك رأيك ، ويتخاوص دونه طرفك ، ويسري فيه ظعنك ، ويترادّ معه نفسك ، وتكثر معه صعداؤك ، ولا يفيض له لسانك ، أعجمة بعد إفصاح ؟ أتلبيس بعد إيضاح ؟ أدين غير دين اللّه عز وجهه ؟

    أخلق غير خلق اللّه ؟ أهدي غير هدي النبي صلى اللّه عليه وسلم ؟ أمثلي يمشي له الضرّاء ويدبّ إليه الحمراء ؟ أم مثلك ينقبض عليه الفضاء ؟ أو يكسف في عينه القمر ؟ ما هذه القعقعة بالشنان ؟ وما هذه الوعوعة باللسان ؟

    إنك جدّ عارف باستجابتنا للّه عز وجل ولرسوله عليه السلام ، وخروجنا عن أوطاننا وأموالنا وأولادنا وأحبّتنا هجرة إلى اللّه تعالى عز ذكره ولنصرة نبيه صلى اللّه عليه وسلم في زمان أنت فيه في كنّ الصبي ، وخدر الغرارة ، غافل عما يشيب ويريب ، لا تعي ما يراد ويشاد ، ولا تحصّل ما يساق ويقاد ، سوى ما أنت جار عليه إلى غايتك التي إليها بعدي بك ، وعندها حط رحلك ، غير مجهول القدر ، ولا مجحود الفضل .

    ونحن في أثناء ذلك نعاني أحوالا تزيل الرواسي ، ونقاسي أهوالا تشيّب النواصي ، خائضين غمارها ، راكبين تيارها ، نتجرع صابها ، ونشرح عيابها ، ونتبلّغ عبابها ، ونحكم أساسها ، ونهزم أمراسها ، والعيون تحدّج بالجسد ، والأنوف تعطس بالكبر ، والصدور تستعر بالغيظ ، والأعناق تتطاول بالفخر ، والشفار تشحذ بالمكر ، والأرض تميد بالخوف ، ولا ننتظر عند السماء صباحا ، ولا عند الصباح مساء ، ولا ندفع في نحر أمر لنا إلا بعد أن نحسوا الموت دونه ، ولا نتبلغ إلى شيء إلا بعد جرع الغصص معه ، ولا نقود بناد إلا بعد اليأس من الحياة عنده ، فأدين في كل ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، بالأب ، والأم ، والخال ، والعم ، والنشب ، والسيد ، واللبد ، والهلة ، والبلة ، بطيب نفس ، وقرور عين ، ورحب أعطان ، وثبات عزائم ، وصحة عقول ، وطلاقة أوجه ، وذلاقة ألسن ، هذا إلى خفيات أسرار ، ومكنونات أخبار ، كنت عنها غافلا ، ولولا سنك لم تكن عنها ناكلا ، كيف وفؤادك مشهوم ، وعودك معجوم ، وغيبك مخبور ، والقول فيك كثير ؟
    والآن قد بلّغ اللّه بك ، وأرض الخير لك ، وجعل مرادك بين يديك . وعن علم أقول


    “ 123 “

    ما تسمع : فارتقب زمانك ، وقلّص إليه أردانك ، ودع التجسس والتعسس لمن لا يطلع إليك إذا أخطى ، ولا يتزحزح عنك إذا أعطى ، فالأمر غضّ والنفوس فيها مضّ ، وإنك أديم هذه الأمة ، فلا تحكم لجاجا ، وسيفها الغضب فلا تنبو اعوجاجا ، وماؤها العذب فلا تحيل أجاجا ، واللّه لقد سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن هذا الأمر فقال لي : « يا أبا بكر ، هو لمن يرغب عنه لا لمن يرغب فيه ويجاحش عليه ، ولمن يتضاءل له لا لمن تنفخ إليه ، ولمن يقال : هو لك لا لمن يقول : هو لي » . واللّه لقد شاورني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الصهر ، فذكر فتيانا من قريش ، فقلت : أين أنت من علي ؟ فقال : « إني لا أكره لفاطمة ميعة شبابه وحداثة سنه » .
    فقلت له : متى كنفته يدك ورعته عينك حفت بهما البركة وسبغت عليهما النعمة ، مع كلام كثير خطبت به عنك ورغّبته فيك ، وما كنت عرفت منك في ذلك حوجا ولا لوجا .
    فقلت ما قلت وأنا أرى مكان غيرك وأجد رائحة سواك .
    وكنت لك إذ ذاك خيرا منك الآن لي . ولئن كان عرض بك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقد كنّى عن غيرك ، وإن كان قال فيك فما سكت عن سواك ، وإن يختلج في نفسك شيء فهلمّ فالحكم مرضي والصواب مسموع والحق مطاع .

    ولقد نقل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى ما عند اللّه عز وجل وهو عن هذه العصابة راض ، وعليها حدب ، يسرّه ما يسرّها ، ويكيده ما كادها ، ويرضيه ما أرضاها ، ويسخطه ما أسخطها . ألم تعلم أنه لم يدع أحدا من أصحابه وخلطائه وأقاربه وشجرائه إلا أبانه بفضيلة ، وخصّه بمكرمة ، وأفرده بجلاله ؟ لو أصفقت الأمة عليه لكان عنده إيالتها وكفالتها وكرافتها وغزارتها .

    أتظنّ أنه صلى اللّه عليه وسلم ترك الأمة نشرا سدى ، بردا عدى ، مباهل طلاحي ، مفتونة بالباطل ، مغبونة عن الحق ، لا زائد ، ولا حائط ، ولا ساقي ، ولا راقي ، ولا هادي ، ولا حادي . كلا واللّه ما اشتاق إلى ربه تعالى ولا سأله المصير إلى رضوانه ، حتى ضرب الصّوى ، وأوضح الهدى ، وأمّن المهالك والمطارح ، وسهّل المبارك والمهايع ، إلا بعد أن شدخ يافوخ الشرك بإذن اللّه عز وجل ، وشرم وجه النفاق لوجه اللّه تعالى جدّه ، وجدع أنف الفتنة في ذات اللّه تبارك اسمه ، وتفل في وجه الشيطان بعون اللّه جلّ ذكره ، وصدع بملء فيه ، وبده أمر اللّه عز وجل .

    وبعد ، فهؤلاء المهاجرين والأنصار عندك ومعك في دار واحدة ، وبقعة جامعة ، إن استقلوني لك وأشاروا عندي بك ، فأنا واضع يدي في يدك ، وصائر إلى رأيهم فيك . وإن تكن الأخرى فادخل فيما دخل فيه المسلمون ، وكن العون على مصالحهم ، والفاتح لمغالقهم ، والمرشد لضآلهم ، والرادع لغاويهم . فقد أمر اللّه عز وجل بالتعاون على البر ،


    “ 124 “

    وأهاب إلى التناصر على الحق ، ودعنا نقضي هذه الحياة الدنيا بصدور بريئة من الغلّ ، ونلقى اللّه عز وجل بقلوب سليمة من الضغن .
    وبعد ، فالناس ثمامة ، فارفق بهم ، واحن عليهم ، ولن لهم ، ولا تشق نفسك بنا خاصة فيهم ، واترك ناجم الحقد حصيدا ، وطائر الشر واقعا ، وباب الفتنة غلقا . فلا قال ولا قيل ، ولا لوم ولا تبيع ، واللّه عز وجل على ما نقول وكيل ، وما نحن عليه يصير .

    قال أبو عبيدة : فلما تهيأت للنهوض ، قال لي عمر : كن لدا الباب هنية ، فلي معك درّ من القول ، فوقفت ولا أدري ما كان بعدي إلا أنه لحقني ووجهه يندي تهللا وقال : قل لعليّ : الرقاد محلمة ، واللجاج ملحمة ، والهوى مفحمة . وما منا أحد إلا وله مقام معلوم ، وحق مشاع أو مقسوم ، ونبأ ظاهر أو مكتوم . وإن أكيس الكيس من منح الشارد تألفا ، وقارب البعيد تلطفا ، ووزن كل امرئ بميزانه ، ولم يخلط خبره بعيانه ، ولم يجعل فتره مكان شبره . ولا خير في معرفة مشوبة بنكرة ، ولا في علم معتل في جهل ، ولسنا كجلدة رقع البعير بين العجان وبين الذنب . وكل صال فبناره ، وكل سيل فإلى قراره ، وما كان سكوت هذه العصابة إلى هذه الغاية لعيّ وشي ، وكلامها اليوم لفتق أو رتق . قد جدع اللّه بمحمد صلى اللّه عليه وسلم آنف كل ذي كبر ، وقصف ظهر كل جبار ، وقطع لسان كل كذوب . فما ذا بعد الحق إلا الضلال ؟ ما هذه الخنزوانة التي في فراش رأسك ؟ وما هذا الشجا المعترض في مدارج أنفاسك ؟ وما هذه الوحرة التي أكلت شرا سيفك ؟ والقذاة التي أغشت ناظرك ؟

    وما هذا الدخس والداس اللذان يدلّان على ضيق الباع وخور الطباع ؟ وما هذا الذي ليست بسببه جلدة النمر ، واشتملت عليه بالشحناء والنكر ؟ لشدّ ما استسعيت إليها . وسريت سرى ابن انقد إليها . إن العوان لا تعلم الخمرة ، وإن الحصان لا تكلم خبره ، وما أحوج الفرعاء إلى قال ، وما أفقر الصلعاء إلى حال .
    لقد خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، والأمر محبّس ليس لأحد فيه ملمس ، ولا مأيس ، ولم يسيّر فيك قولا ، ولم يستنزل فيك قرانا ، ولم يحزم في شأنك حكما ، ولسنا في كسروية كسرى ، ولا في قيصرية قيصر تانك ، لا أخدان فارس ، وأبناء الأصفر ، قوما جعلهم اللّه جرزا لسيوفنا ، وحرزا لرماحنا ، ومرمى لطعاننا ، وتبعا لسلطاننا ، بل نحن في نور نبوّة ، وضياء رسالة ، وثمرة حكمة ، وإثرة رحمة ، وعنوان نعمة ، وظل عصمة ، بين أمة مهدية بالحق والصدق ، مأمونة على الفتق والرتق . لها من اللّه عز وجل قلب أبيّ ، وساعد قوي ، ويد ناصرة ، وعين باصرة . أتظن أن أبا بكر الصديق وثب على هذا الأمر مفتاتا على هذه الأمة ، خادعا لها ، متسلّطا عليها ؟ أتراه امتلخ أحلامها ، وزاغ أبصارها ، وحلّ عقدها ،

    “ 125 “

    وأحال عقولها ، واستلّ من صدورها حميتها ، وانتزع من أكبادها عصبيتها ، وانتكث رشاها ، وانتضب ماءها ، وأضلها عن هداها ، وساقها إلى رداها ، وجعل نهارها ليلا ، ووزنها كيلا ، ويقظتها رقادا ، وصلاحها فسادا ، إن كان هكذا إن سحره لمبين ، وإن كيده لمتين . كلا واللّه بأي خيل ورجل ، وبأي سنان ونصل ، وبأي قوة ومنة ، وبأي ذخر وعدة ، وبأي أيد وشدة ، وبأي عشيرة وأسرة ، وبأي تدرّع وبسطة ، لقد أصبح عندك بما وسمته منيع العقبة ، رفيع العتبة . لا واللّه ولكن سلا عنها فولهت إليه وتطامن لها فلصقت به ، ومال عنها فمالت إليه ، واشتمل دونها فاشتملت عليه . حبوة حباه اللّه بها ، وعاقبة بلّغه اللّه إياها ، ونعمة سربله اللّه جمالها ، ويد أوجب عليه شكرها ، وأمة نظر اللّه به لها . ولطالما حلقت فوقه في أيام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو لا يلتفت لفتها ، ولا يرتصد وقتها . واللّه أعلم بخلقه ، وأرأف بعباده ، يختار ما كان لهم الخيرة ، وإنك بحيث لا يجهل موضعك من بيت النبوة ، ومعدن الرسالة ، وكهف الحكمة ، ولا يجحد حقك فيما آتاك ربك ، ولكن لك من يزاحمك بمنكب أضخم من منكبك ، وقرب أمسّ من قربك ، وسنّ أعلى من سنك ، وشيبة أروع من شيبتك ، وسادة لها عرف من الجاهلية ، وفرع من الإسلام والشريعة ، ومواقف ليس لك فيها من جمل ولا ناقة ، ولا تذكر منها في مقدمة ولا ساقة ، ولا تضرب فيها بذراع ولا إصبع ، ولا خرج منها ببازل ولا هبع . فإن عذرت نفسك فيما تهدر به شقشقتك من صاغيتك ، فاعذرنا فيما تسمع منا في لين وسكون ، مما لا تبعده منه ولا تناضله عليه . ولئن خزيت بهذا نفسك ، لينتخشنّ عليك ما ينسيك الأولى ، ويلهيك عن الأخرى . ولو علم من ضنا به بما في أنفسنا له وعليه ، لما سكن ، ولا اتخذت أنت وليجة إلى بعض الأرب .

    فأما أبو بكر الصدّيق فلم يزل حبه سويداء قلب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وعلاقة همه ، وعيبة سرّه ، ومثوى حربه ، ومفزع رأيه ومشورته ، وراحة كفه ، ومرمق طرفه ، وذلك كله بمحضر الصادر والوارد من المهاجرين والأنصار ، شهرته مغنية عن الدلالة عليه .
    ولعمري إنك أقرب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرابة ، لكنه أقرب قربة ، والقرابة لحم ودم ، والقربة روح ونفس . وهذا فرق قد عرّفه المؤمنون ، وكذلك صاروا أجمعين .
    أجمعين هاهنا ليست التي يراد بها التوكيد ، إنما هي المستعملة في قول العرب : جاء القوم بأجمعهم . وكان الأصمعي يقول : إنما هو بأجمعهم بضم الميم لأن المفتوحة الميم لا تضاف ولا تكون إلا مؤكّدة . وخالفه ابن الأعرابي في ذلك وأجاز فتح الميم وقال :
    ليست هذه تلك ، كما أن كلا ، المستعملة في قولنا : كل القوم ذاهب ، ليست المستعملة في قولنا : مررت بالقوم كلهم .


    “ 126 “

    ومهما شككت فيه فلا تشك ، إن يد اللّه مع الجماعة ، ورضوانه لأهل الطاعة ، فادخل فيما هو خير لك اليوم ، وأنفع لك غدا ، وألفظ من فيك ما تعلّق بلهاتك ، وانفث سخيمة صدرك عن ثقاتك . فإن لم يكن في الأمد طول ، وفي الأجل فسحة ، فستأكله مريا أو غير مريء ، وستشربه هنيا أو غير هنيء ، حين لا رادّ لقولك إلا من كان منك ، ولا تابع لك إلا من كان طامعا فيك ، يمض أهابك ، ويفري قادمتك ، ويزري على هديك ، هناك تقرع السن من ندم ، وتجرع الماء ممزوجا بدم . وحينئذ تأسّ على ما مض من عمرك ، ودارج قومك ، فتودّ أن لو سقيت بالكأس التي أبيتها ، ورددت للحال التي استبريتها ، وللّه تعالى فينا وفيك أمر هو بالغه ، وغيب هو شاهده ، وعاقبة هو المرجو لضرّائها وسرّائها ، وهو الولي الحميد ، الغفور الودود .
    قال أبو عبيدة رضي اللّه عنه : فمشيت مزملا أتوجّأ كأنما أخطو على أمّ رأسي ، فرقا من الفرقة ، وشفقا على الأمة ، حتى وصلت إلى عليّ في خلاء فأبثثته بثي كله ، وبرئت إليه منه . ورفقت له . فلما سمعها ووعاها وسرعت في أوصاله حمّياها ، قال : حلت مغلوطه ، وولت مخروطه ، حل لا حليت النفس ، أدنى لها من قول أما :
    إحدى لياليك فهيسي هيسي * لا تنعمي الليلة بالتعريس
    نعم يا أبا عبيدة ، أكل هذا في أنفس القوم يحثون عليه ويطبّعون به ؟
    قال أبو عبيدة : فقلت : لا جواب لك عندي ، إنما أنا قاض حق الدين ، وراتق فتق الإسلام للمسلمين . وساد ثلمة الأمة ، يعلم اللّه ذلك من خلجان قلبي ، وقرارة نفسي .

    قال علي رضي اللّه عنه : واللّه ما كان قعودي في كسر هذا البيت قصدا للخلافة ، ولا إنكارا للمعروف ، ولا رزاية على مسلم ، بل لما وقدني به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بفراقه ، وأودعني من الحزن بفقده ، وذلك أني لم أشهد بعده مشهدا إلا جدد لي حزنا ، وذكرني شجوا ، وإن الشوق إلى اللحاق به كاف عن الطمع في غيره ، فقد عكفت على عهد اللّه أنظر فيه ، وأجمع ما تفرّج منه ، رجاء ثواب معدّ لمن أخلص عمله ، وسلّم لعلمه ومشيئة ربه ، على أني ما علمت أن التظاهر عليّ واقع ، ولا عن الحق الذي سبق إليّ دافع ، وإذا قد أفعم الوادي بي ، وحشد النادي من أجلي ، فلا مرحبا بما ساء أحدا من المسلمين . وفي النفس كلام : لولا سابق قول وسالف عهد لشفيت غيظي بخنصري وبنصري ، وخضت لجّته بأخمصي ومفرقي ، لكني ملجم إلى أن ألقى ربي عز وجل ، وعنده أحتسب ما نزل بي ، وأنا عادل إلى جماعتكم ، ومبايع لصاحبكم ، وصابر على ما ساءني وسرّكم ، ليقضي اللّه أمرا كان مفعولا ، وكان اللّه على كل شيء شهيدا .


    “ 127 “


    قال أبو عبيدة : فعدت إلى أبي بكر وعمر رضي اللّه عنهما ، فنصصت القول على غرّه ، ولم أختزل شيئا من حلوه ومرّه ، وذكرت غدوه إلى المسجد .
    فلما كان صباح يومئذ وافى عليّ فخرق إلى أبي بكر فبايعه ، وقال خيرا ، ووصف جميلا ، وجلس زمينا ، واستأذن للقيام ونهض ، فشيّعه عمر تكرمة له ، واستئثارا لما عنده .
    فقال له عليّ : ما قعدت عن صاحبكم كارها له ، ولا أتيته فرقا منه ، وما أقول ما أقول تعلّة ، وإني لأعرف مسمى طرفي ، ومخطى قدمي ، ومنزع قوسي ، وموقع سهمي ، ولكني قد أزمت على فأسي ثقة باللّه في الإبالة في الدنيا والآخرة .
    فقال له عمر : كفكف عزبك ، واستوقف سربك ، ودع العصا بلحائها ، والدّلا برشائها ، فإنّا من خلفها وورائها ، إن قدحنا أورينا ، وإن منحنا أروينا ، وإن جرحنا أدمينا ، وإن نصحنا أربينا ، ولقد سمعت أماثيلك التي لغوت بها عن صدر آكل بالجوى ، ولو شئت لقلت على مقالتك ما إذا سمعته ندمت على ما قلته ، زعمت أنك قعدت في كسر بيتك لما وقدك به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بفراقه .
    أفراق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقدك وحدك ، ولم يقد سواك ؟ بل مصابه أعظم وأعز من ذلك ، فإن من حق مصابه أن لا يصدع شمل الجماعة بكلمة لا عصام لها ، ولا يزرى على أخيارها بما لا يؤمن كيد الشيطان في عقباها . هذه العرب حولنا ، واللّه لو تداعت علينا في مصبح يوم لم نلتق في ممسى .
    وزعمت أن الشوق إلى اللحاق به كاف عن الطمع في غيره ، فمن الشوق إليه نصرة دينه ، ومؤازرة أولياء اللّه تعالى جده ، ومعاونتهم فيه .
    وزعمت أنك عكفت على عهد اللّه عز وجل تجمع ما تبدّد منه ، فمن العكوف على عهده النصيحة لعباده ، والرقّة على خلقه ، وبذل ما يصلحون به ، ويرشدون إليه .
    وزعمت أنك لم تعلم أن التظاهر عليك واقع ، ولك عن الحق الذي سبق إليك دافع .

    فأي تظاهر وقع عليك ؟ وأي حق لك ليط دونك ؟ قد علمت ما قالت الأنصار لك بالأمس سرّا وجهرا ، وما تقلبت عليه بطنا وظهرا . فهل ذكرتك أو أشارت بك أو وجدنا رضاها عندك ؟ هؤلاء المهاجرون من الذي قال بلسانه تصلح لهذا الأمر ، أو أومأ بعينه ، أو همهم في نفسه ؟ أتظن أن الناس قد ضلوا من أجلك وعادوا كفارا زهدا فيك ؟ وباعوا اللّه عز وجل ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تحاملا عليك ؟ لا واللّه ولكنك اعتزلت تنتظر الوحي ، وتتوكف مناجاة الملك لك . ذلك أمر طواه اللّه عز وجل بعد محمد صلى اللّه عليه وسلم . أكان الأمر معقودا بأنشوطة أو



    “ 128 “



    مشدودا بأطراف ليطة ؟ كلا واللّه ، إن الغيابة لملحقة ، وإن الشجرة لمورقة ، ولا عجماء بعد حمد اللّه إلا وقد فصحت ، ولا عجفاء إلا وقد سمنت ، ولا بلهاء إلا وقد فطنت ، ولا شوكاء إلا وقد نفحت .

    ومن أعجب شأنك قولك : لولا سابق قول وسالف عهد لشفيت غيظي . وهل ترك الدين لأحد من أهله أن يشفي غيظه بيده ولسانه ؟ تلك جاهلية قد استأصل اللّه شافتها ، ودفع عن الناس آفتها ، وأقلع جرثومتها ، وهوّر ليلها ، وغوّر سيلها ، وأبدل منها الروح والريحان ، والهدى والبرهان .

    وزعمت أنك ملجم . فلعمري إن من اتقى اللّه اللّه عز وجل وآثر رضاه وطلب ما عنده ، أمسك لسانه وأطبق فاه وجعل سعيه لما واراه .

    قال عليّ رضي اللّه عنه : واللّه ما بذلت وأنا أريد فلتة ، ولا أقررت بما أقررت وأنا أريد حولا منه ، وإن أحسر الناس صفقة عند اللّه عز وجل من آثر النفاق ، واحتضن الشقاق .

    وباللّه سلوة من كل كارث ، وعليه التوكل في كل الحوادث .

    ارجع يا أبا حفص ناقع القلب ، فسيح البال ، مبرود الغليل ، فصيح اللسان ، فليس وراء ما سمعته وقلته إلا ما يشدّ الأزر ، ويحط الوزر ، ويضع الإصر ، ويجمع الألفة ، ويرفع الكلفة ، ويوقع الزلفة بمعونة اللّه عز وجل وحسن توفيقه .

    قال أبو عبيدة : وانصرف عمر ، وهذا أصعب ما مرّ بناصيتي بعد فراق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .

    قال أبو حيّان : وروى لنا هذا كله أبو حامد ، ثم أخرج لنا أصله ، فقابلنا به ، فما كان غادر منه إلا ما لا بال له .

    فأما ما رواه لنا أبو منصور الكاتب ، فإنه خالف في أحرف في حواشي الكتاب ، كل حرف بإزاء نظيره الذي هو مبدل منه . وقد كان أبو منصور بلغة العرب أبصر ، وفي غرائبها أنقد .

    وإنما قدمت رواية أبي حامد لأنه بشأن الشريعة أعلم ، ولأعاجيبها أحفظ ، وفيما أشكل فيها أفقه . وكان إسناد الحديث من جهته .

    وقال لنا أبو منصور الكاتب في حديثه : ولما حضر علي أبا بكر رضي اللّه عنهما ، فقال له أبو بكر : إن عصابة أنت فيها لمعصومة ، وإن أمة أنت فيها لمرحومة . ولقد أصبحت عزيزا علينا ، كريما لدينا ، نخاف اللّه إذا سخطت ، ونرجوه إذا رضيت . ولولا أني شدهت لما أجبت إليه . ولقد حط اللّه عن ظهرك ما أثقل به كاهلي ، وما أسعد من نظر اللّه




    “ 129 “



    إليه بالكفاية . وإنّا إليك محتاجون وبفضلك عالمون ، وإلى اللّه عز وجل في جميع الأمور راغبون .

    شرح ما وقع في هذه الرسالة من فنّ الغريب

    المغن : الذي يتصرّف في كل فنّ . والمخلط : الذي يخلط بعض الأمور ببعض .

    والمزيل : الذي يفصل بعضها عن بعض . والمعن : الذي يتصرّف في المعاني . والجوى :

    الهوى . والجواء : الناحية من الأرض . والمنتفس : الاستراحة والاتساع .

    والسقيفة التي ذكرها هي سقيفة بني ساعدة التي اجتمع فيها المهاجرون والأنصار عند موت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .

    والفن : النوع ويجمع على فنون .

    والمتن : في الحديث نصه على وجهه ، وهو من كل شيء ظهره .

    والحقاق : جمع حقة وهي وعاء يحبس فيه الطيب والجوهر .

    والأعلاق والغوص : الدخول في الشيء الغامض .

    قوله : نسيج وحده : أي فريد ما له نظير ، وأصله في الثوب الرفيع الذي لا مثال له ، يصنع له منسج وحده لا ينسج عليه غيره . واستعير ذلك للرجل الذي لا نظير له في فنه .

    سرد الحديث : تتابع ألفاظه وكلماته كما هي ، لا يقدم المتأخر ولا يؤخر المتقدم .

    ويقال : سرد الحديث ، نصّه ووصل إسناده .

    والهنة : اللطيف من كل شيء .

    قوله : ورحض عرها : أزال مكروهها ، وأصله من العر ، وهو داء يأخذ الإبل .

    قال الشاعر :

    كذا العرّ يكوي غيره وهو راتع

    والتلكؤ : التأخر . وأزاح ضوأها : أذهب ضررها . والشماس : النفار . والتهمهم والهمهمة : كلام لا يصرّح به . والنفاس : المنافسة والجدل . يرمل : يصلح . والسرجين والسرقين : لغتان للزبل . تنفرج : تفترق .

    وذات البين : الحال المتصلة به ، من قوله تعالى : لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ . والظهير :

    المعيّن الذي يشد به ظهره .




    “ 130 “



    مثاءة والثأي : الإفساد ، وأصله في الخرز وهو أن يثقب الخرزة فتصير الاثنان واحدة .

    يقال : أثأت الخرز فهو مثأى .

    والمغبوط : الذي يتنافس فيه .

    والقبس : عود في طرفه النار ، فضرب مثلا لمن يستعان برأيه .

    وقوله : خوار العنان : يقال : فرس خوار العنان إذا كان صاحبه يصرفه كيف ما أراد ، فضرب مثلا .

    الدوح : الشجر العظيم . والردء : العون . وقوله : يندمل يقول : يعبق .

    والمسبار : فتيل يدخل في الجرح . يقال : سبرت الجرح إذا اختبرته بالمسبار ، وهو المرود الذي يدخل في الجرح ليرى كم عمقه .

    وقوله : غير آل : أي مقصر .

    والجهد : بضم الجيم ، الطاقة ، وبفتح الجيم : الغاية ، وقد سوّي بينهما .

    والقالي : المبغض المكاره . والجد : التشمير والاجتهاد . وقوله مغرقة : يغرق فيه .

    وقوله مفرقة : يفرق من الفزع ، يقول : يفزع من السير فيه .

    والجو : الهواء . وأكلف : أغبر . وأغلف : شديد الظلمة . وجلوا : ظاهرة النجوم .

    وصلعاء : لا نبات فيها .

    والصعود : المرتفع ، وبضم الصاد : المصدر ، وكذلك الهبوط بالفتح : المكان المنحدر ، وبالضم : المصدر .

    والثقوب : الناقة الغزيرة اللبن ، قال : والصواب ثقوب العداوة ، والثقوب : الحطب وما يهيج به النار .

    والقعة : التأخر والقعود عن الأمر ، وهو مأخوذ من قولهم : وقع الرجل وهو وقع الرجل إذا اشتكى لحم قدمه ولم يقدر على المشي .

    وقوله شجار الفتنة : الشجار خشب الهودج ، ضربه مثلا .

    وقوله يدلى بالغرور : الإدلاء : الإدخال في الأمر ، وأصله إدخال الدلو في البئر .

    والشنوف : المبغض . والعنوف : الشديد . والثالب : الطاعن . والضغن : العداوة . وقوله رائد البوار : قائد الهلاك . وقوله يوحي : يشير . والناجد : آخر الأضراس . وقوله من أفاد ضالتك : أي ردّها .




    “ 131 “



    والحوص : بالحاء غير المعجمة ضيق في العين ، وبالخاء المعجمة : غور فيها .

    والطعن : النهوض . وقوله : ما يغيض : أي ما يبين ولا يفهم .

    والصعداء : النّفس العالي في الغضب والهمّ .

    والحمر : ما التف من الشجر ، وكذلك الضراء . يقال : يمشي فلان لفلان الضراء إذا كان يخفي له العداوة حتى يجد فرصة .

    قال الشاعر :

    يمشي الضراء وينفي : وأصله أن يستتر الصياد عن الصيد حتى يرميه .

    الهدى : الطريق المستقيم . ينقض : يضيق وينغلق . والفضاء : المتسع من الأرض .

    والشنان : جمع شن وهي القربة اليابسة . والقعقعة : صوتها إذا حرّكت ، فإذا حرّكت للبعير الشارد سكن ، فضرب مثلا بمن يهدّد بما لا حقيقة له . والوعوعة : صوت الذئب .

    والشنان : العداوة .

    وقوله يري : أي يوقد النار . والتشبب نحو منه ، وأصله من شبب النار إذا أوقدها .

    وقوله ونحن في أثناء ذلك : الأثناء الاعطاف والجوب ، واحدها ثنى . والرواسي :

    الجبال الناتئة . والنواصي : الذوائب . والغمار : الماء الكثير ، وهو جمع غمرة يغمر من يدخل فيه . الأمراس : الحبال التي يستقي بها الماء .

    الصاب : الصبر . وقوله نشحذ : نسنّ . والعباب : الموج . والياب : جمع عيبة .

    وقوله تحدج : أي تنظر . وقوله تميد : أي تحيد . والنشب : الضياع . والسبد :

    الشعر . والوبر : يعني الإبل . واللبد : الصوف ، يعني الغنم بقوله : ما له لا سبد ولا لبد .

    والهلة : الفرح وما يستر به الرجل . والبلة : أصله الرطوبة والبلل ، ثم يستعمل بمعنى الضلة . والرحب : السعة . والذلاقة : الفصاحة . والمكنونات : المستترات . والأعطان :

    مبارك الإبل عند الماء . والمخبور : المجرّب . وأرهص : معناه قدم واصل .

    وقوله قلص : يقول شمر . والأردان : الأكمام . وقوله يضلع : يعرج .

    وقوله أعطى هنا : تناول . والمضّ والمضض والمضاضة : الحرقة . واللجاج في الأمر : التلوّن . والأجاج : ضد العذب .

    وقوله ولا يحلم ، يقال : حلم الأديم إذا وقع فيه السوس . والعضب : القاطع ، ويقال : نبأ السيف ينبو إذا ضرب به فلم يقطع .




    “ 132 “



    وقوله يجاحش : يدافع . يتضاءل : يتصاغر .

    وقوله يتنفج : أي يتفرشخ . والجوجاء : الحاجة . واللوجاء : اتّباع وتداخل في الأمر . والتعريض : ضد التصريح ، والكناية كذلك .

    وقوله يختلج : أي يضطرب . والعصابة : الجماعة .

    وقوله حدب : مشفق . والشجراء : جمع شجير وهو الصديق .

    وقوله أصفقت : اجتمعت . والإبالة : السياسة . والكفالة : التكفل بالأمور .

    وقوله نشرا : النشر أن تنشر الغنم في المرعى فتعدو عليها الذئاب . والسدى : الشيء المهمل المتفرّق . والعدا : الأعداء . والعدى : الغرباء . والعباهل من الإبل : التي لا حافظ لها . والطلاحي : التي تكلّ فلا تقدر على النهوض . والمباهل : الإبل التي لا تمنع أخلافها فيحلبها كل من أراد .

    وقوله بملء فيه : يعني بكلامه ودفاعه . صدع : أظهر . الذائد : الدافع . والحائط :

    الذي يحوط أي يحفظ وكذلك الواقي . والهادي : الذي يمشي الأمر الأسدّ . والحادي :

    الذي يمشي وراء الإبل .

    اليافوخ : أصل الدماغ . الصّوى : علامة تجعل في الطريق يهتدى بها . أوضح : بيّن .

    شدخ : كسر . شرم : شق أنفه . الرادع : القامع . الغاوي : الضالّ والمفسد . والضغن :

    العداوة . والغلّ : البغض .

    النمامة : شجر ضعيف . هنيئة : أي ساعة . والرقاد محلمة : أي ظرف المحلمة يحلم فيه أشياء لا حقيقة لها . والملحمة : موضع القتال . والمفحمة : دخول الإنسان فيما لا ينبغي . والتآلف : التعطف والتسكين . والفتر : ما بين السبّابة والإبهام .

    وقوله مشوبة : أي ممزوجة . وقوله معتمل : أي منطبع . والرفع : أصل الفخذ .

    والصّالي : المتسخن بالنار . والقرار : المكان الذي يستقر به الماء .

    وقوله العيّ وشيّ : الشئ اتّباع لعي ، كقولهم : حسن بسن ، وشيطان ليطان ، وجائع نائع . يقال : عيّ شيّ وشويّ .

    الرتق : ضد الفتق . الفرق : الفزع . الرهق : فساد الشيء .

    وقوله قصف : أي قصم . الختروانة : التكبّر . الفراش : عظام الخيل .

    الشجي : ما يغصّ به من عود وعظم ونحوه . والوجرة : الحقد .




    “ 133 “



    الشراسف : أطراف الضلوع . والدخس : ورم يصيب الدابة في حافرها شبيه الانتفاخ من العصب . والداس : البحث عن الأخبار بالتجسس . والخور : الضعف .

    وقوله : لبست بسببه جلدة النمر ، يقال : لبس فلان لفلان جلد النمر إذا تنكر له وتهيأ لجرحه .

    الشحناء : العداوة . والسّرى : سير الليل . اتقد بالدال غير المعجمة : وهو القنقد .

    الخمرة : شدّ الخمار على الرأس . والحصان : المرأة العفيفة .

    والخبرة : الاختبار . والعون : التي كان لها زوج . والفرعاء : الكثيرة الشعر .

    والحالي : العنق المزيّن بالحلي . محبس : مقيد . معبد : مذلل .

    وقوله ملمس : أي ما يلمس . وقوله : مأيس : أي تأثير . والمزع : القطع . والأثرة :

    ما يؤثر به الرجل دون غيره أي يخصّ .

    وقوله : مأمنة على الرتق والفتق ، المعنى الإصلاح والإفساد .

    وقوله : مفتاتا ، يعني بغير اختيارهم . والحمية : الأنفة .

    وقوله : انتكث رشاها ، يقول : نقض حبلها .

    وقوله : انتضب ماءها ، يقال : نضب الماء إذا جفّ وأنضبته أنا وانتضبته .

    المتين : القوي . الأيد : القوة . والأسرة : الطبقة .

    وقوله : بأي تدرّع من الدّرع . وقوله ولهت : حنّت . وتطامن : انخفض . والحبوة :

    العطية . وقوله : سربله ، أي ألبسه سربالها .

    وقوله : لا يلتفت لفتها ، أي جهتها . والكهف : الجبل .

    وقوله : وقربي أمسّ ، أي ألصق . والعرق : الأصل . والبازل : الجمل المسنّ .

    والهبع : الصغير من أولاد الإبل وهو الذي يولد في آخر زمن النتاج ، فإن ولد في أوله فهو ربع .

    وقوله : تهدر به شقشقتك ، يقال : هدر البعير إذا صاح ، والشقشقة : ما يخرج من حلقه عند هديره . والصاغية : القرابة . المناضلة : المراماة بالسهام .

    وقوله : خزيت ، أي خضعت . وقال بعضهم : وخزيت هنا لا معنى له ، والصواب أنفت . لينتحشنّ : ليقومنّ ويتحركنّ .




    “ 134 “



    وقوله والفظ : أي اطرح . وقوله وانفث : المعنى ابعد . والسخيمة : العداوة .

    والنفاث : ما ينفث به . وقوله : مريئا : أي طيبا .

    وقوله يمضّ أهابك : أي يشق جلدك . ويفري قادمتك : أي يقطع ، والقادمة : ريش مقدّم الجناح تجمع على قوادم .

    وقوله استبرأتها : أي تحلّيت منها . التزمّل : الالتفاف .

    وقوله أتوجّى : أتعارج . وقوله حلّت مغلوّطة : أي نزلت ، والمغلوّطة : الناقة توسم في عنقها بالنار ، واسم تلك السمة الغلاطة .

    وقوله مخروّطة : أي رقيقة المؤخر ، وهو مكروه في الإبل . ويقال للناقة إذا زجرت :

    حل حل ، يقال : حلحلت بالإبل إذا قلت لها حل حل ، فإذا لم تزدجر قلت لها لا حليت أي لا ظفرت بما أردت .

    ومثله قوله : فهيسي هيسي ، فإنه يضرب مثلا لمن وقع في داهية وأمر عظيم يحتاج فيه إلى الانزعاج وترك الإخلاد إلى الراحة . والهيس : السير الشديد . وأصل هذا المثل أن طمسا وقعت بجديس وأبادتها ، من قصة طويلة جرت بينهما ، فقال في ذلك بعض الرجال :

    ما ذكره في الرسالة .

    وقوله لعا : كلمة تقال للعاثر إذا عثر ، ومعناه : انتعش وقم .

    وقوله على غرة : أي على طبعه الأول ، ويضرب مثلا للأمر الذي لا يغيّر عما كان عليه . والزميت : الساكن .

    وقوله مخطى قدمي : أي حيث يخطو قدمي . ومنزع قوسي : أي حيث أرمي .

    وقوله : أزمت على فاسي ، فاس اللجام : ما يدخل منه في فم الفرس ، يقال : أزم الفرس على فارس اللجام إذا عضّ عليه .

    الإبالة : الحالة وانقلاب الأمور وهي الإدالة . والغرب : الحد هنا . واللحا :

    القشر . والرشا : الحبل . أورى الزند : إذا ظهر منه النار . والماتح : الذي يخرج الماء من البئر .

    وقوله إن نصحنا : أصله من نصح إذا خاط . وأربينا : أصلحنا .

    أكل مقصور : أي مقروح . والجوى : داء يعترض في الجوف . العصام : حبل القربة فضربه مثلا . المؤازرة : المعاونة .




    “ 135 “



    وقوله تداعت : أي دعا بعضها بعضا . العهد هنا : القرآن . وقوله ليط : أي ستر .

    الإيماء : الإشارة . الهمهمة : كلام لا يصرّح به . الأنشوطة : العقدة التي يجذب بطرفها فتنحلّ . واللّيط : قشر القصب . الغيابة : ما أظلّ الإنسان فوق رأسه كالسحابة أو الغبرة .

    وقوله محلقة : أي مستديرة . وقوله استأصل : أي انتزعها من أصلها . والشافة :

    قرحة تخرج في القدم فتكوى ، فضرب مثلا .

    جرثومة : كل شيء أصله ، والجرثومة ما يجتمع في أصل الشجرة .

    وقوله وهور ليلها : أصله من هور الرجل البنيان إذا هدمه فيريد أذهب ليلها . والنكث :

    النقض . وقوله خولا : أي تخوّلا .

    وقوله احتضن : أي تأبّط ، والحضن : الإبط . والشقاق : الخلاف . وهو نافع القلب :

    أي يرتوي .

    وقوله مبرود الغليل : الغليل : حرقة العطش . الفسيح : الواسع . واللبان : الصدر .

    والأزر : القوة . والوزر : الثقل ، وأراد به هنا الإثم . والاصر : الثقل . وقوله شدهت : أي تحيرت . والكاهل : أعلى الكتفين .

    أبو بكر الصدّيق رضي اللّه عنه

    قاتل أهل الردة حتى رجعوا إلى الإسلام ، وقتل مسيلمة الكذاب والأسود بن كعب العبسي ، وأسر طليحة الكذاب ، وفتح اليمامة .

    وأما عمر بن الخطاب رضوان اللّه عليه

    فهو الذي فتح الفتوح ، ودوّن الدواوين ، وأقطع الأجناد ، ورتب الناس في العطاء على منازلهم ، وقرّبهم من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وجمع الناس لصلاة التراويح في شهر رمضان ، وتلاوة القرآن في جميع المساجد . وجعل الخلافة من بعده في ستة :

    عثمان ، وعلي ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، على أن يختاروا من الستة .

    وأوصى عبد الرحمن بن عوف أن يعطي لمن بقي من أهل بدر لكل رجل منهم مائة دينار . وأخذ عثمان بن عفان معهم ، وهو خليفة ، مائة دينار .

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 16:50