..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19 Empty كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 19

    مُساهمة من طرف Admin 15/11/2021, 14:29

    الشيخ الأكبر محيي الدين محمد بن علي ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
    الجزء 19
    محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1

    “ 277 “


    وممن أنت ؟ فقالت : إليك عني ، من قلّ ماله وذهبت رجاله كيف يكون حاله ؟ ثم أنشدت :
    بعض بنات الرجال أبرزها الد * هر كما ترى وأحوجها
    أبرزها من جليل نعمتها * وابتزّها ملكها وأخرجها
    وطالما كانت العيون إذا * ما بدت تستشفّ هودجها
    إن كان قد ساءها وأحزنها * فطالما سرّها وأبهجها
    الحمد للّه ربّ معسرة * قد ضمن اللّه أن يفرّجها


    قال : فسألت عنها ، فأخبرت أنها من ولد الحسين بن علي رضوان اللّه عليهما .
    وأنشدنا أبو الربيع بن خليل لأبي الفرج بن الجوزيّ الإمام الحافظ :
    يا رفيقيّ قفا وانتظرا * إن عيني لدموعي لا ترى
    هل خبت نارهم أو وقدت * أو جرى واديهم أو أقفرا
    إن قلبي فاته شرب الحمى * فهو لا ينفعه أن يمطرا
    آه من طيب ليال سلفت * كان كل الدهر فيها سحرا
    أترى يرجع لي دهر مضى * أترى ينفعني قولي ترى



    وأنشدنا له أيضا :

    هل عند ربع عفا خبر من الخبر * من أين يعلم قفر دارس الأثر
    دع ماء عينيك وأحلل من مرادمه * فإنما خلقت للدمع والسهر
    خلفت قلبي في الأظعان إذ نزلت * بالمأذمين زمان النفر بالنفر
    ورحت تطلب في أرض العراق ضحى * ما ضاع عند منى وأعجب لذا الحور

    لما طرقت النقا كان الفؤاد معي * فضلّ عني بين الضال والسمر
    يا أرجل العيس يهنيك الرمال فما * أعدو بوجدي غدا إلا على الأثر
    عجبت من أرق في الحي أزعجني * فجاد جفني قبل الغيم بالمطر
    قصائدي بدء آيات وقد نزلت * ريف العراق فنالت رقّة الحضر
    طبع الرضي وعلم المرتضى جمعا * في لفظ شعري وفحواه إلى عمر


    وأنشدنا له أيضا :

    إلى كم أسائل هذي المغاني * لقد نطقت لو فهمت المعاني
    فما لك شغل بما أنت فيه * من الوجد عن ذكر ماضي الزمان
    وكيف ووجدي لذكراك كأن * أعاني لتذكاره ما أعاني
    قفوا بي أحيي كثيب النقا * فإن الكثيب لمن تعلمان


    “ 278 “


    بكيت لمرّ زمان مضى * فعين السماك أو المر زمان
    أنيسي لرامة عهد الحمى * دعاني فوجدي به قد دعاني



    وأنشدنا له أيضا :
    إذا جزت بالغور عرّج يمينا * فقد أنجد الشوق عنا يمينا
    وسلّم على بانة الواديين * فإن سمعت أوشكت أن تبينا
    ومل نحو غصن بأرض النقا * وما يشبه الأيك تلك الغصونا
    وصح في مغانيهم أين هم * وهيهات أموا طريقا شطونا
    وروّ ثرى أرضهم بالدموع * وخلّ الضلوع على ما طوينا
    أراك يشوقك وادي الأراك * أللدّار تبكي أم الساكنينا
    سقى اللّه مربعنا بالحمى * وإن كان أورث داء فينا
    وعاد له فوق داء المحب * رويدا رويدا بنا قد بلينا
    لمن تعذلين ألا تعذرين * فلو قد نفعت دفعت الأمينا
    إذا غلب الحب ضاع العتاب * تعبت بقيت وأيقنت وأتعبت لو تعلمينا



    حكى بعض السادة ، قال : خرجت حاجّا إلى بيت اللّه الحرام ، فإذا أنا بسعدون المجنون قد تعلق بأستار الكعبة ، يدعو ويتضرع ، ويقول : من أولى بالتقصير مني وقد خلقتني ضعيفا ؟ ومن أولى بالعفو منك وأنت مولاي ؟
    قال : فدنوت منه فإذا عليه حبة من صوف مرقعة بالأديم ، وإذا



    على كمه الأيمن مكتوب :
    عصيت مولاك يا سعيد * ما هكذا تفعل العبيد
    فراقب اللّه واخش منه * يا عبد سوء غدا الوعيد

    وعلى كمه الأيسر مكتوب :
    يا من يرى باطن اعتقادي * ومنتهى الأمر في فؤادي
    أصلح فساد الأمور مني * ولا تدع موضع الفساد
    فقلت : يا سعدون ، أنى لك هذه الحكمة والناس يزعمون أنك مجنون ؟
    فولّى وهو يقول :
    زعم الناس أنني مجنون * كيف أصحو ولي فؤاد مصون
    ألف الحزن والبكا في الدياجي * فهو باللّه مشفق محزون

    ثم غاب عني .
    حدثنا أحمد بن محمد كتابة ، حدثنا محمد بن علي ، ثنا علي بن محمد بن علي بن الطيب ، حدثنا ابن الهادي ، ثنا أحمد بن سلام ، ثنا أحمد بن منيع ، ثنا



    “ 279 “



    أبو معاوية ، عن سليمان بن إبراهيم ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « لا خير في العيش إلا لعالم ناطق ، أو مستمع واع . أيها الناس ، إنكم في زمان هدنة ، وإن السير بكم سريع ، وقد رأيتم الليل والنهار كيف يبليان كل جديد ، ويقرّبان كل بعيد ، ويؤتيان كل موعود » ، فقال له بعض أصحابه : يا نبي اللّه ، وما الهدنة ؟ قال : « دار بلاء وانقطاع ، فإذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم ، فعليكم بالقرآن ، فإنه شافع مشفع ، وشاهد مصدّق ، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، هو أوضح دليل إلى خير سبل ، من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن حكم به عدل » .
    ومن وقائع بعض الفقراء إلى اللّه تعالى ما حدثنا به عبد اللّه ابن الأستاذ ، قال : رأى في واقعته بعض أصحابنا الشيخ أبا مدين ، وبعض الصوفية ، فسأله عن همته ،

    فقال : همتي به متعلقة ، وحقيقتي بنور جلاله مشرقة ، حضرته موضع أنسي ، وملاحظة جماله عمرت حسي ، فالمحسوسات متحركة بأمر الأمراء ، والأمر صادر عن حكم القادر ، فأحكامه سبحانه جارية على وفق سابقته في خلقه ، وعلى حكم ما قدّره في الأزل ، لا يتغير ولا يتبدل ، فكل ناطق به نطق ، وكل سامع به سمع ، وكل بصير به أبصر ، وكل باطش به بطش ، فكل الحركات والسكنات له شاهده وما أمره فيها إلا واحده ، فاختراعه للوجود من العدم تذكرة وبيان ، ورحمة منه وفضل وامتنان ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟

    ثم قال : اسمع ، ليس الإنسان إلا أن يصفي قلبه ، ويعلّق خاطره ويحضر لبّه ، فيعثر على قول سيد البشر صلى اللّه عليه وسلم . من عرف نفسه عرف ربه .
    فهذا أقصى درجات السر والعلن ، وإليه الإشارات من جانب الطور الأيمن . فإذا صحّت هذه المعرفة وصلت إلى المعروف ، وإذا نظرت إلى غير هذا كنت المحير المتلوف ، فهذه فروع تعرب لك عن أصولها ، وجمل تنزل بك على فصولها ، وتقرع سمعك بأطنابها .

    وأتوا البيوت من أبوابها فإتيان البيوت من أبوابها واجب والخلق حول البيت محجوب وغائب .
    فمن شأنه سبحانه ظهور الأسباب ، وكل ما سواه جلّت قدرته حجاب . فكل من كشف له هذا الغطاء فقد أجزل له في العطاء .
    ثم قال أبو مدين رضي اللّه عنه : يا من هو سري ، ويا من هو جهري ، ويا من به نفعي ، ويا من به ضرّي . ويا من به أقيم ، ويا من به أسري ، فامنن عليّ بقرب تلمّ به فقري .
    دعاء بعض من تحجب عن الأبصار

    حدثنا يونس بن يحيى ، ثنا محمد بن ناصر ، انا ابن المبارك بن عبد الجبار ، انا محمد بن علي بن الفتح ، انا ابن أخي تميم ، ثنا ابن صفوان ، ثنا أبو بكر القرشي ، ثنا


    “ 280 “


    إسماعيل بن إبراهيم ، حدثني صالح المري ، عن عبد العزيز بن أبي داود ، أنه كان خلف مقام إبراهيم عليه السلام جالسا تجاه الكعبة ، فسمع داعيا يدعو بأربع كلمات ، فحفظها إعجابا بها والتفت أن يرى أحدا فلم ير أحدا ، وهي : اللهم فرّغني لما خلقتني له ، ولا تشغلني بما خلقته لي ، ولا تحرمني وأنا أسألك ، ولا تعذبني وأنا أستغفرك .

    خبر الذئب الذي شهد برسالة سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم

    روينا من حديث أحمد بن عبد اللّه ، عن محمد بن إبراهيم ، ثنا أبو عروبة الحرّاني عن يزيد بن محمد ، عن أبيه ، عن معقل بن عبيد اللّه ، عن ابن أبي حسين ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه ، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : بينما أعرابي في بعض نواحي المدينة في غنم له ، إذ عدا ذئب عليه ، فأخذ شاة من غنمه ، فأدركه الأعرابي ، فاستنقذها منه وهججه ، فعدا الذئب يمشي ، ثم أقعى مستثفرا بذنبه ،
    فقال :  أخذت مني رزقا رزقنيه اللّه ، قال : واعجبا من ذئب مقع مستثفر بذنبه يخاطبني ، فقال :
    واللّه إنك لتنظر أعجب من ذلك ، قال : وما أعجب من ذلك ؟
    فقال : رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في النخلات بين الحرّتين ، يحدث الناس عن نبأ ما سبق وما يكون بعد ذلك . فنعق الأعرابي بغنمه حتى ألجأها إلى بعض المدينة ، ثم مشى إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم حتى ضرب عليه الباب ، فلما صلى النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : ابن الأعرابي صاحب الغنم ، فقام الأعرابي ، فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : « حدّث الناس بما سمعت وما رأيت » ، فحدّث الأعرابي الناس بما رأى من الذئب وسمع ، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم : « صدق الأعرابي ، آيات تكون قبل الساعة ، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى يخرج أحدكم من أهله فتخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده » .


    دحى اللّه الأرض من تحت الكعبة
    روينا من حديث أبي الوليد محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي ، عن جده ، حدثنا سعيد بن سالم ، عن طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، أنه قال : لما كان العرش على الماء ، قبل أن يخلق اللّه السماوات والأرض ، بعث اللّه ريحا هفافة فصفقت الماء فأبرزت فأبدت عن خسفة في موضع البيت كأنها قبة ، فدحا الأرض من تحتها فمادت ، ثم مادت ، فأوتدها اللّه بالجبال ، فكان أول جبل وضع فيها أبو قبيس ، فلذلك سميت مكة أم القرى .



    “ 281 “



    حسن عفو واعتراف
    روينا من حديث يوسف بن عبد اللّه ، عن عثمان بن الهيثم ، عن عوف ، قال : شم رجل الحسن وأربى عليه ، فقال : أما أنت فأبقيت شيئا ، وما يعلم اللّه أكثر .

    وأنشد لبعض الشعراء :
    لن يدرك المجد أقوام ذوو كرم * حتى يذلوا وأن عزوا لأقوام
    ويشتموا فترى الألوان مشرقة * لأصفح ذلّ ولكن صفح أحلام


    في تقلب الأحوال وما تأتي به الأيام والليالي :
    فيوم علينا ويوم لنا * ويوم نساء ويوم نسر

    روينا من حديث أبي الدنيا ، عن أبي زيد النمري ، عن أبي عبد اللّه ، أنشد لبعض الشعراء :
    وليس الرزق في طلب حثيث * ولكن ألق دلوك في الدلاء
    تجيء بملئها طورا وطورا * تجيء بحماة وقليل ماء



    حكمة لقمانية في النجاة
    روينا من حديث إبراهيم الحربي ، عن أبي حذيفة ، عن سفيان ، قال : سئل لقمان الحكمة : أي علم أوثق في نفسك ؟ قال : تركي ما لا يعنيني . وقد ورد بذلك الشرع ، من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .



    همة عليّة ويد علوية
    روينا من حديث أحمد بن محمد الواسطي ، عن أبي حسق ، عن خلف بن تميم ، قال التقى إبراهيم بن أدهم : وشقيق بمكة ، فقال إبراهيم : لشقيق ، ما بدء أمرك الذي بلغك هذا ؟ قال : مررت ببعض الفلوات فرأيت طيرا مكسور الجناحين في فلاة من الأرض ، فقلت : أنظر من أين يرزق هذا ؟
    فقعدت بحذائه ، فإذا أنا بطير قد أقبل في منقاره جرادة ، فوضعها في منقار الطير المكسور الجناحين . فقلت لنفسي : يا نفس ، إن الذي قيّض هذا الطير الصحيح لهذا الطير المكسور الجناحين في فلاة من الأرض هو قادر أن يرزقني حيث كنت ، فتركت التكسّب واشتغلت بالعبادة . فقال إبراهيم : يا شقيق ، ولم لا تكون أنت الطير الصحيح الذي أطعم العليل حتى تكون أفضل منه ؟
    أما سمعت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم : « اليد


    “ 282 “


    العليا خير من اليد السفلى . ومن علامة المؤمن أن يطلب أعلى الدرجتين في أموره كلها حتى يبلغ منازل الأبرار » . قال : فأخذ بيد إبراهيم فقبّلها ، وقال : أنت أستاذنا يا أبا إسحاق .

    أمثال منظومة ومنشورة كاللآلئ
    كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتمثل بهذا البيت ويكسره عن وزنه ، فيقول : « كفى الإسلام والشيب للمرء ناهيا » .
    روينا من حديث النضر بن عبد اللّه ، عن سليمان بن حرب ، عن حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن الحسن ، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وذكره ، والشعر لعبيد بن الخشخاش ، وكان يتمثل به أبو حصين :
    هريرة ودّع إن تجهزت غاديا * كفى الشيب والإسلام بالمرء ناهيا

    وروينا ذلك من حديث الحارث ، عن أحمد بن عبد اللّه بن يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي حصين . وكان بكار بن مالك يقول في هذه الآية : وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ أنه الشيب ، ثم ينشد :
    رأيت الشيب من نذر المنايا * لصاحبه وحسبك من نذير
    وروينا ذلك من حديث إسماعيل بن إسحاق ، عن محمد بن أبي بكر المقدسيّ ، عن حصين بن نمير ، عن بكار بن مالك .

    مثل
    ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد . هذا البيت لطرفة بن العبد ، وصدره :
    ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا . . . . . . . . . . . . . .

    مثل
    وعند جهينة الخبر اليقين . وهو رجل من جهينة ما يسلم من جيش السفيانيّ الذي يخسف به بين مكة والمدينة إلا هذا الجهيني .

    مثل
    حسن في كل عين من تودّ . ويقال : القرينا في عين أمها حسنة .




    “ 283 “


    مثل
    يقال : أطمع من أشعب . ويقال : أحذر من غراب . ويقال : أشغل من ذات النحيين .
    ويقال : الصيف ضيّعت اللبن .
    ويقال : أقبح من عاشق مفلس . ويقال : أقبح من كل قبيح صوفي شحيح . ويقال :
    أوفى من السموأل ، وأخطب من قسّ ، وأفصح من سحبان ، وأعيا من بأقل . وأبخل من مادر . وأشأم من قاذر ، يعني عاقر ناقة صالح .
    ويقال : أكرم من حاتم ومن معن بن زائدة . وأزكى من اياس . وأحكم من الأحنف .
    وأجود من الريح والغمام .
    ويقال : لو صحّ منك الهوى أرشدت للحيل . ويقال : ولا خير في حب يدبّر بالعقل .
    ويقال : الحب للنفوس من العقول . ويقال : كل البقل ولا تسأل عن المبقلة .
    نظمه أبو بكر النويميّ وأنشدني إياه بمكة :
    كل البقل من حيث تؤتى به * ولا تسألنّ عن المبقلة

    وأنشدني أيضا لنفسه :
    إن الفقير هو الفقيه وإنه * الراء ردّت فالتقى طرفاها

    وقيل :
    ألا كل شيء ما خلا اللّه باطل * وكل نعيم لا محالة زائل

    وقيل :
    أرى الطريق قريبا حين أسلكه * إلى الحبيب بعيدا حين أنصرف

    وقيل :
    إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضى * فأين حلاوة الرسائل والكتب

    وقال آخر :
    كأنما الطير منهم فوق رؤوسهم * لا خوف ظلم ولكن خوف إجلال

    ويقال : كلا طرفي قصد الأمور ذميم . نظمته فقلت :
    جرى مثل دلّ السماع مع الحجا * عليه على مرّ الزمان قديم
    توسط إذا ما شئت أمرا فإنه * كلا طرفي قصد الأمور ذميم
    أردت بالسماع خير الأمور أوسطها ، وما ورد في القرآن من ذلك .



    “ 284 “



    حكمة أديب ونصيحة لبيب
    إياك وصحبة الملوك ، فإنك إن لازمتهم ملوك وإن تركتهم أذلّوك ، يستعظمون في الثواب رد الجواب ويستصغرون في العقاب ضرب الرقاب .
    قال الحكيم : مثل السلطان مثل النار ، لا ينتفع به إلا على بعد .



    خبر البيت المعمور
    اختلف الناس فيه ، فقيل : هو في السماء السادسة ، وقيل : في السماء السابعة . وقال ابن عباس : البيوت أربعة عشر بيتا ، لو سقط الأعلى منها لسقط على الذي تحته ، وكذلك كل بيت منها في السبع سماوات والسبع أرضين . وإن اللّه خلق لها خلقا يطوفون بها على صورنا ، حتى إن فيهم ابن عباس مثلي ، وهذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون فيه أبدا . روينا ذلك في الحديث الصحيح .


    وذكر شيخنا أبو زيد السهيلي الضرير المالقيّ ، في الروض الآنف له ، في شأن هؤلاء السبعين ألف ملك الذين يدخلون البيت المعمور ، في حديث رويناه عنه ، يبلغ به النبي صلى اللّه عليه وسلم : « إن جبريل عليه السلام ينغمس كل يوم في نهر الحياة غمسة ، ثم ينتفض فيقطر من انتفاضه من ذلك الماء سبعون ألف قطرة ، يخلق اللّه من كل قطرة ملكا ، فهم الذين يدخلون البيت المعمور كل يوم » .

    روينا من حديث أبي الوليد ، قال : حدثنا علي بن هارون العجليّ ، عن أبيه ، ثنا قاسم بن عبد الرحمن الأنصاري ، حدثني محمد بن علي بن الحسين ، قال : كنت مع والدي علي بن الحسين عليهم السلام ، فبينما هو يطوف بالبيت وأنا وراءه ، إذ جاءه رجل شرجم من الرجال يقال له طويل ، فوضع يده على ظهر أبي ، فالتفت أبي إليه ، فقال الرجل : السلام عليك يا ابن بنت رسول اللّه ، أريد أن أسألك ، فسكت أبي ، فردّ عليه السلام ، فقال : يا ابن بنت رسول اللّه أريد أن أسألك ، فسكت أبي ، وأنا والرجل خلفه حتى فرغ من أسبوعه ، فدخل الحجر ، فقام تحت الميزاب ، فقمت أنا والرجل خلفه ، فصلى ركعتي أسبوعه ، ثم استوى قاعدا . فالتفت إليّ ، فقمت فجلست إلى جنبه . فقال : يا محمد ، أين هذا السائل ؟ فأومأت إلى الرجل ، فجاء فجلس بين يديّ أبي ،

    فقال له أبي :
    عمّ تسأل ؟ قال : أسألك عن بدء هذا الطواف بهذا البيت ، لم كان ؟ وأنّى كان ؟ وحيث كان ؟
    وكيف كان ؟ فقال له أبي : نعم ، من أين أنت ؟ قال : من أهل الشام . قال : أين مسكنك ؟



    “ 285 “

    قال : في بيت المقدس . فقال : هل قرأت الكتابين ؟ يعني التوراة والإنجيل ، قال الرجل :
    نعم . قال أبي : يا أخا أهل الشام احفظ ، ولا ترو عني إلا حقا . أما بدء هذا الطواف بهذا البيت ، فإن اللّه تعالى قال للملائكة : إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ، فقالت : أي رب خليفة من غيرنا ممن يفسد فيها ، ويسفك الدماء ، ويتحاسدون ، ويتباغضون ، ويتباغون .


    أي رب اجعل ذلك الخليفة منا ، فنحن لا نفسد فيها ، ولا نسفك الدماء ولا نتباغض ، ولا نتحاسد ، ولا نتباغى ، ونحن نسبّح بحمدك ، ونقدّس لك ، ونطيعك ولا نعصيك . قال اللّه تعالى : إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ . فظنت الملائكة أنما قالوا ردّا على ربهم ، وأنه قد غضب من قولهم ، فلاذوا بالعرش ورفعوا رؤوسهم وأشاروا بالأصابع يتضرّعون ويبكون إشفاقا لغضبه . فطافوا بالعرش ثلاث ساعات ، فنظر اللّه إليهم فنزلت عليهم الرحمة ، فوضع اللّه سبحانه وتعالى تحت العرش بيتا على أربع أساطين من زبرجد ، وغشاهن بياقوتة حمراء ، وسمّى البيت الضراح . ثم قال اللّه عز وجل للملائكة : طوفوا بهذا البيت ودعوا العرش .
    قال : فطافت الملائكة بالبيت وتركوا العرش وصار أهون عليهم ، وهو البيت المعمور الذي ذكر اللّه عز وجل يدخله كل يوم وليلة سبعون ألف ملك لا يعودون فيه أبدا .

    ثم إن اللّه تعالى بعث ملائكته فقال : ابنوا لي بيتا في الأرض بمثاله وقدره . فأمر اللّه من في الأرض من خلقه أن يطوفوا بهذا البيت كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور . فقال الرجل : صدقت يا ابن بنت رسول اللّه ، هكذا كان ، فهذا البيت الذي هو خامس خمسة عشر بيتا ، أعني الكعبة ، سبعة فوقه وسبعة تحته ، وما نزل ملك قط من السماء إلى الأرض لأمر إلا استأذن ربه في الطواف ببيته ، فهبط مهلّلا .


    إفصاح معجز بوعظ معجز
    روينا من حديث إبراهيم الحربي ، حدثنا داود بن رشيد ، قال : دخل ابن السماك على هارون الرشيد فقال : عظني وأوجز ، قال : ما أعجب يا أمير المؤمنين ما نحن فيه ، كيف غلب علينا حب الدنيا ؟ وأعجب ما نصير إليه ، غفلتنا عجيب ، لصغير حقير ، إلى فناء يسير غلب على كثير طويل ، دائم غير زائل .


    دعاء عبد مبتهل لربه عز وجل
    روينا من حديث عبد اللّه بن مسلم ، قال : حدثنا الرياشي ، قال : حدثنا الأصمعي ، قال : رأيت أعرابيا عند الملتزم يقول : اللهم لك عليّ حقوق فتصدّق بها عليّ ، وللناس


    “ 286 “

    عليّ تبعات فتحمّلها عني . وقد أوجبت لكل ضيف قرى ، وأنا ضيفك ، فاجعل قرائي الليلة الجنة .



    نطق بكلمة صدق
    روينا من حديث إبراهيم بن حبيب الحمامي ، عن عتبة بن الوليد ، قال : كانت امرأة من التابعين تقول : سبحانك ما أضيق الطريق على من لم تكن دليله ، وما أوحش الطريق على من لم تكن أنيسه .


    بكاء مفرط غير مفرط
    روينا من حديث العباس بن الفضل ، حدثنا داود بن رشيد قال : قال بشر بن الحارث : مررت على رجل من العبّاد بالبصرة وهو يبكي ، فقلت : ما يبكيك ؟ قال : أبكي على ما فرط من عمري ، وعلى يوم مضى من أجلي لم يحسن فيه عملي .


    موعظة اضطرار عند شد الأستار
    روينا من حديث أحمد بن عبدان ، قال : حدثنا محمد بن منصور البغدادي قال :
    دخلت على عبد اللّه بن طاهر وهو في سكرات الموت ، فقلت : السلام عليك أيها الأمير ، فقال : لا تسمّني أميرا ، وسمّني أسيرا ، ثم أنشأ يقول :

    بادر فقد أسمعك الصوت * إن لم تبادر فهو الفوت

    من لم تزل نعمته قبله * أزال عنه النعمة الموت



    لكل مقام مقال

    أخبرني أحمد بن مسعود بن شداد المقري بالموصل ، قال : كان لي صاحب يقال له علي الدهان ، يمر بي كل ليلة بعد هزيع من الليل ، وأنا بهذه المنظرة . وكان على شاطئ الدجلة ، فينادي : يا زكي ، فأقول : لبيك . فيقول : ما أحسن ما قال :
    باللّه يا ركب الحجاز تحمّلوا * مني تحية مغرم مشتاق
    وقفوا على شاطئ الفرات وخبّروا * أني قتيل محاجر الأحداق

    قال ابن مسعود : فلم يلبث أن مات فرأيته في المنام ، فقلت له : يا علي ، ما أحسن


    “ 287 “


    ما كنت تأتيني في حياتك كل ليلة فتنشدني . وأنشدته البيتين ، فتبسّم وقال : يا زكي ، لو سمعتني كيف أنشدهما اليوم ؟ فقلت : وكيف تنشدهما رحمك اللّه ؟ فقال :
    باللّه يا ركب الحجاز تحمّلوا * مني تحية مغرم مشتاق
    وقفوا على شاطئ الفرات وخبّروا * أني رهين جنادل وطباق



    حالة تلحق الرجال والنساء حالة سواء
    روينا من حديث أحمد بن محمد المزنيّ ، عن محمد بن كثير ، عن سفيان بن طلحة ، عن الشعبيّ ، في رجل أوصى لأرامل بني فلان ، قال : الرجال والنساء فيه سواء .

    ثم قال سفيان الثوري :
    تلك الأرامل قد قضيت حاجتها * فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر


    خليفة عدل قضاء واجب حق وفضل
    رحّب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بابنة نبيّ كان قبله يقال له خالد بن سنان ، قال لها حين علم بها : « مرحبا بابنة نبيّ أضاعه قومه » ، ثم قصّ خبره . وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : « إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه ، ولا كريم أكرم من آل محمد . كلهم كبير وليس فيهم صغير » .

    روينا من حديث عمران ، حدثنا عيسى ، ثنا ضمرة ، قال : قال عمر بن عبد العزيز لبعض ولد الحسين بن علي بن أبي طالب : لا تقف على بابي ساعة واحدة إلا ساعة تعلم أني فيها جالس ، فيؤذن لك عليّ وقت تأتي ، فافعل ، فإني أستحي من اللّه أن تقف على بابي فلا يؤذن لك . وأنشد لبعضهم :
    قالوا يزورك أحمد وتزوره * قلت الفضائل لا تفارق منزله
    إن زارني فبفضله أو زرته * فلفضله فالفضل في الحالين له
    نظم هذا الشاعر قول القائل : إن زرتنا فبفضلك ، أو زرناك فلفضلك . فلك الفضل زائرا ومزورا .


    ما ذكر من بعض صفات عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه
    روينا من حديث محمد بن الحسين السكّريّ ، قال : قال العتبي عن أبيه : قال معاوية لصعصعة بن صوحان : صف لي عمر بن الخطاب . قال : كان عالما برعيته ، عادلا في




    “ 288 “



    نفسه ، قليل الكبر ، قبولا للعذر ، سهل الحجاب ، مفتوح الباب ، متحري الصواب ، بعيدا من الإساءة ، رفيقا بالضعيف ، غير صخّاب ، كثير الصمت ، بعيدا من العبث . قال أحمد بن ملعاب : قال علي بن عبد اللّه : قال سفيان بن عيينة : كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص وهو على مصر : كن لرعيتك كما يحب لك أميرك .

    وحدثنا أبو بكر بن خلف اللخمي أستاذنا ، قال : لما مرض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عاده أبو بكر الصدّيق رضي اللّه عنه ، فشفي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومرض أبو بكر ، فعاده رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فشفي حين عاده كما مرض حين عاده ،
    فقال الصدّيق رضي اللّه عنه في ذلك :
    مرض الحبيب فعدته * فمرضت من حذري عليه
    شفى الحبيب فعادني * فشفيت من نظري إليه
    وأنشدني أبو بكر بن محمد بن عيسى الأديب ، الكاتب لجدّه ذي الوزارتين أبي الوليد مروان بن أبي العلاء بن زهير الحكيم رحمه اللّه .

    وكان قد استدعي إلى مراكش ، وخلف ابنا له صغيرا كان يحبه لم يكن له غيره ، فقال في الحال :
    ولي واحد مثل فرخ القطا * صغيرا تخلّف قلبي لديه
    نأت عنه داري فواحشتي * لذاك الشخيص وذاك الوجيه
    تذكّرني وتذكّرته * فيبكي عليّ وأبكي عليه
    وقد تعب الشوق ما بيننا * فمنه إليّ ومني إليه


    تأسيس في حق الجليس
    روينا من حديث محمد بن الفرج الحجاج ، عن أبي جريج ، عن مجاهد ، قال :
    جلست إلى ابن عمر وهو يصلي فخفف .
    ثم سلّم وانفتل ، ثم قال : إن حقا أو سنّة إذا جلس الرجل للرجل وهو يصلي التطوع أن يخفف وينفتل إليه .



    مفرد
    لا يدرك الناس ما قدمت من حسن * ولا يفوتك فيما قدّموا شرف
    هذا البيت ذكره ابن قتيبة لكعب بن الأشرف ، في قتيبة بن مسلم .


    “ 289 “


    خبر الطائر الطائف
    ذكر الأزرقي في كتاب مكة ، قال : جاء طائر أشف من الكعبة شيئا ، لونه لون الحبرة بريشة حمراء وريشة سوداء ، دقيق الساقين طويلهما ، له عنق طويل ، دقيق المنقار طويله ، كأنه من طير البحر ، يوم السبت لسبع وعشرين من ذي القعدة سنة ستّ وعشرين ومائتين ، حين طلعت الشمس ، والناس إذ ذاك في الطواف كثير من الحاج وغيرهم ، من ناحية أجياد الصغير ، حتى وقع في المسجد الحرام قريبا من مصباح زمزم ، مقابل الركن والحجر الأسود ، ساعة طويلة . ثم طار على صدر الكعبة في نحو من وسطها ، ما بين الركن اليماني والركن الأسود ، وهي إلى الركن الأسود أقرب . ثم وقع على منكب رجل في الطواف عند الركن الأسود من الحاج . ثم من أهل خراسان محرم يلبي وهو على منكبه الأيمن ، فطاف الرجل أسابيع والناس يدنون منه وينظرون إليه ، وهو ساكن غير مستوحش منهم . والرجل الذي عليه الطير يمشي في الطواف في وسط الناس ، وهم ينظرون إليه ويتعجبون . وعينا الرجل تدمعان على خده ولحيته . قال أبو الوليد الأزرقي : فأخبرني محمد بن أبي عبد اللّه بن ربيعة قال : رأيته على منكبه الأيمن والناس ينظرون إليه ويدنون منه ولا ينفر منهم ولا يطير . فطفت أسابيع ثلاثة . كل ذلك أخرج من الطواف فأركع خلف المقام ثم أعود ، وهو على منكب الرجل . ثم جاء إنسان من أهل الطواف فوضع يده عليه ، فلم يطر .

    وطاف به بعد ذلك ، ثم طار هو من قبل نفسه حتى وقع على يمين المقام ساعة طويلة ، وهو يمد عنقه ، ويقبضها إلى جناحه ، والناس مستلفون له ينظرون إليه عند المقام ، إذ أقبل فتى من الحجبة ، فضربه بيده وأخذه ليريه رجلا منهم ، كان يركع خلف المقام ، فصاح الطير في يده أشد الصياح وأوحشه ، لا يشبه صوته بأصوات الطير . ففزع منه ، فأرسله من يده ، فطار حتى وقع قريبا من دار الندوة خارجا من الظلال في الأرض ، قريبا من الأسطوانة الحمراء ، فاجتمع الناس ينظرون إليه وهو مستأنس في ذلك كله ، غير مستوحش من الناس ، ثم طار هو من قبل نفسه فخرج من باب المسجد الذي بين دار الندوة ودار العجلة نحو قعيقعان .


    خبر الطائر المغيث
    حدثنا عبد الكريم بن حاتم بن وحشي بمكة سنة ستمائة ، قال : خرج من عندنا رجل من المجاورين يريد مصر ، فركب بحر عيداب ، فطاب الريح بالليل ، فقام كل من في المركب إلا الذي يدير ، فأراد الرجل الحاجة ، فقعد في مقدم المركب يقضي حاجته ، فزلق قدمه ، فأخذه البحر وغطته الأمواج ، والرئيس ينظر إليه ، والمركب قد سار عنه بمسافة


    “ 290 “

    غيّبته عن أعين الناس ، والرئيس لا يتكلم مخافة أن يشوّش على الناس ، ولا ينفعه ذلك ، فلم ينشب أن رأى طائرا قد قبض عليه ، فأخرجه من الماء ، وطار به حتى ألقاه في المركب ، وقعد الطائر على جامور الصاري ساعة ، ثم إن الطائر مدّ منقاره من موضعه حتى ألصقه بأذن الرجل ثم قبضه وطار . فلما كان من الغد حسن الرئيس ظنه بذلك الرجل ، وبادر إلى إكرامه ، ففطن له الرجل فقال له : يا أخي ، لست واللّه ممن تظن ، وإنما كان مما رأيت من أمر اللّه علمي وعلمك فيه سواء ، ما شعرت بنفسي إلا وقد أخذتني الأمواج ، وأيقنت بالتلف ، فسلّمت الأمر للّه ، وقلت : ذلك تقدير العزيز العليم .

    فإذا بذلك الطائر قد فعل ما رأيت . فقال له الرئيس : فرأيته مدّ منقاره إليك ، فهل كلّمك ؟ قال الرجل : نعم ، وذلك أني فكرت في نفسي ما هو هذا الطائر ؟ فألصق منقاره بأذني وقال لي : يا هذا ، أنا تقدير العزيز العليم .



    حكمة
    روينا من حديث ابن إسماعيل ، عن أبي حذيفة ، عن الثوري ، قال : بلغني عن ابن مسعود أنه قال : الدنيا كلها غموم ، فما كان فيها من سرور فهو ريح .
    ومن حديث إسماعيل أيضا ، عن نعيم ، عن ابن المبارك ، عن وهب ، قال : من أراد الدنيا فليتهيأ للذلّ .



    موعظة بهلول المجنون

    حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا عبد الرحمن الدّعليّ بن علي بن محمد ، حدثنا محمد بن أبي منصور ، ثنا أبو الغنائم القرشي ، انا محمد بن علي بن عبد الرحمن ، ثنا زيد بن حاجب ، أخبرنا محمد بن هارون ، ثنا علي بن الحسين بن أحمد ، حدثنا علي بن إبراهيم الكرخي الحافظ ، ثنا محمد بن الحسن الحلواني ، ثنا أحمد بن عبد اللّه القزويني ، عن الفضل بن الربيع قال : حججت مع هارون الرشيد ، فمررنا بالكوفة ، فإذا بهلول المجنون يهذي ، فقلت له : اسكت فقد أقبل أمير المؤمنين ، فسكت حتى حاذاه الهودج ، فقال : يا أمير المؤمنين ، حدثني أيمن بن بابل ، حدثنا قدامة بن عبد اللّه العامريّ ، قال :
    رأيت النبي صلى اللّه عليه وسلم بمنى على جمل ، وتحته رحل رثّ ، فلم يكن بمطرد ، ولا ضرب ، ولا إليك . قلت : يا أمير المؤمنين ، إنه بهلول المجنون .
    قال : قد عرفته . قال البهلول : يا أمير المؤمنين أسمعك شعرا ؟ قال : قل :

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 16:51