..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

» كتاب: إرشاد العباد إلى سبل الرشاد ـ للملبباري
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 22:41 من طرف Admin

» ـ كتاب آداب الحسن البصري ـ أبن الجوزي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 22:34 من طرف Admin

» كتاب الله والنفس البشرية ـ لمحمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 22:23 من طرف Admin

» كتاب: معرفة النفس طر يق لمعرفة الرب ـ أستاذ البصيرة عبدالوهاب حسن
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 22:21 من طرف Admin

» كتاب الطريق الي الله ـ الشيخ علي جمعة
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 21:50 من طرف Admin

» كتاب: كتاب النفس والجسد والروح ـ ابراهيم البلتاجي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty18/11/2024, 21:38 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68539
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18 Empty كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 18

    مُساهمة من طرف Admin 15/11/2021, 14:30

    الشيخ الأكبر محيي الدين محمد بن علي ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
    الجزء 18
    محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1

    “ 262 “

    حتى وقفت بها برملة حاجر * فرأيت نوقا بالأهيل خوالفا
    يقتادها قمر عليه مهابة * فطويت من حذر عليه شراسفا
    قمر تعرّض للطواف فلم أكن * بسواه عند طوافه بي طائفا
    يمحو بفاضل برده آثاره * فتحار لو كنت الدليل القائفا



    ولنا من هذا الباب :

    ثلاث بدور ما يزن بريبة * خرجن إلى التنعيم معتجرات
    حسرن عن أمثال الشموس إضاءة * ولبّين بالإهلال معتمرات
    وأقبلن يمشين الرويد كمثل ما * نمشي القطا في الحف الحبرات


    ولنا من هذا الباب أيضا :

    قف بالمنازل واندب لا للألا * وسل الربوع الدارسات سؤالا
    أين الأحبة أين سارت عيسهم * هاتيك تقطع في البياب الآلا
    مثل الحدائق في السراب تراهم * للأل تعظم في العيون الآلا
    ساروا يريدون العذيب ليشربوا * ماء به مثل الحياة زلالا
    فقفوت أسأل عنهم ريح الصّبا * هل خيموا واستظلوا الظلالا
    قالت تركت على زرود قبابهم * والعيس تشكو من سراه كلالا
    قد أسدلوا فوق القباب مصاونا * يسترن من حرّ الهجير جمالا
    فانهض إليهم طالبا آثارهم * وارقل بعيسك نحوهم أرقالا
    فإذا وقفت على معالم حاجر * وقطعت أغوارا بها وجبالا
    قربت منازلهم ولاحت نارهم * نارا قد أشعلت الحشا إشعالا
    فأنخ بها لا يرهبنك أسدها * فالاشتياق يريكها أشبالا


    ومن وقائع بعض الفقراء إلى اللّه تعالى ، ما حدثنا به عبد اللّه ابن الأستاذ المروزي قال : رأى بعض الفقراء في واقعته الشيخ أبا مدين ، ومعه ثلاثة من الصوفية ، فيهم أبو حامد ، وهم جلوس ، فقدم لهم صحفة فيها ثريد ، فأكلوا ثم حمدوا وأثنوا . ثم قال أبو حامد : يا أبا مدين ، نحب غذا الروح ، فقال لهم : سرّي مسرور بأسرار ، تستمد من البحار الإلهية الأبدية الأزلية التي لا ينبغي كشفها ، ولا يجوز بثها لغير أهلها ، إذ العبارة والإشارة تعجز عن دركها ، وأبت الغيرة إلا سترها ، هي البحار المحيطة بالوجود ، لا يلجها إلا من وطنه مفقود ، وفي عالم الحقيقة بسرّه موجود ، يتقلب بالحياة الأبدية ، وينطق بالعلوم الأزلية ، فهو بجسمه ظاهر ، وبسرّ حقيقته ظافر ، يطير في عالم الملكوت ، ويسرح في عالم



    “ 263 “


    الجبروت ، تخلق بالأسماء والصفات ، وفني عنها بمشاهدة الذات ، هناك قراري ، ووطني ، وقرة عيني ، وسكني ، وبه دام فرحي ، وهو علانيتي وسرّي ، والممدّ لوجودي ، ومالكي ، ومعبودي ، أظهر في وجودي قدرته ، ورتب في بدائع صنعه حكمته ، فهو الباطن الظاهر ، الملك القاهر ، فمن رقت همته عن ملاحظة نفسه لم يلتفت إلى غده وأمسه ، وإنما هو ابن وقته ، بالحق سبحانه يجري عمله أفعاله ، وهو راض به مسرورا ، إذ لم يكن شيئا مذكورا ، فمن نزّه أقواله وأفعاله ، فقد صفى همته وأحواله ، فمن كان نطقه به يصول ، ومن كان هو دليله فقد نال الوصول ، ومن حقق نظره به يسمع وبه يقول ،

    ويسمع عنه ويسأل به منه ، إذ الوجود كله فاني والباقي فيه المعاني ، به كل شيء يعرف ، ولولاه لم يفهم ولم يوصف ، فهو المظهر سبحانه للأكوان ، وسرّ السرائر ، ومظهر الإعلان ، فرحمته لخلقه عامة ، ونعمته لهم شاملة تامة ، فهم فيها يغدون ويروحون ، وبأسباغها عليهم ظاهرة وباطنة يتنعّمون ، فكل شيء بجملتها يشهد له بالوحدانية ، ويقرّ له بالحدوث والعبودية ، هو سبحانه منطقها بكرمه ومجده ، وإن من شيء إلا يسبح بحمده .


    وأنشدنا من كتاب ابن زنجويه :

    أيا عجبا كيف يعصى الإل * ه أم كيف يجحده الجاحد
    وللّه في كل تحريكة * وتسكينة عالم شاهد
    وفي كل شيء له آية * تدل على أنه واحد


    ذكر ما قيل على لسان الحرمين وحكم الجدي بينهما

    حدثنا محمد بن إسماعيل ، نبأ الحسن بن علي ، نبأ الحسن بن مخلف بن هبة اللّه قاسم الشامي ، نبأ الحسن بن أحمد بن فراس ، نبأ أبي عن أبيه إبراهيم بن فراس ، عن أبي محمد إسحاق بن نافع الخزاعي ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن المالكي ، عن محمد بن العباس المكي ،
    قال : أخبرني بعض مشايخي المكيين :
    أن داود بن عيسى بن موسى لما ولي مكة والمدينة وأقام بمكة ، وولي ابنه سليمان المدينة أقام بمكة عشرين شهرا ، فكتب إليه أهل المدينة ، وقال الزبير بن أبي بكر : كتب إليه يحيى بن مسكين بن أيوب بن محراق يسأله التحوّل إليهم ، ويعلمونه أن مقامه بالمدينة أفضل من مقامه بمكة . وأهدوا إليه في ذلك شعرا :


    قال شاعرهم يقول فيه :

    أداود قد فزت بالمكرمات * وبالعدل في بلد المصطفى


    “ 264 “



    وصرت ثمالا لأهل الحجاز * وسرت بسيرة أهل التقى
    وأنت المهذّب من هاشم * وفي منصب العزّ والمرتجى
    وأنت الرضا للذي نابهم * وفي كل حال ونجل الرضا
    وبالفيء أغنيت أهل الخصاص * فعدلك فينا هو المنتهى
    ومكة ليست بدار المقام * فهاجر بهجرة من قد مضى
    مقامك عشرون شهرا بها * كثير لهم عند أهل الحجا
    فضم بلاد الرسول التي * بها اللّه خصّ نبيّ الهدى
    ولا ينفينّك عن قربه * مشير مشورته بالهوى
    فقبر النبيّ وآثاره * أحقّ بقربك من ذي طوى


    قال : فما ورد الكتاب والأبيات على داود بن عيسى ، أرسل إلى رجال من أهل مكة فقرأ عليهم الكتاب ، فأجابه رجل منهم يقال له عيسى بن عبد العزيز السلعوسي بقصيدة يردّ عليه ، ويذكر فيها فضل مكة ، وما خصّها اللّه تعالى به من الكرامة والفضيلة ، ويذكر المشاعر والمناقب ، فقال :

    أداود أنت الإمام الرضى * وأنت ابن عم نبي الهدى
    وأنت المهذب من كل عيب * وكبر ومن قبله في الصبا
    وأنت المؤمّل من هاشم * وأنت ابن قوم كرام تقى
    وأنت غياث لأهل الخصاص * تسدّ خصاصتهم بالغنى
    أتاك كتاب حسود جحود * أساء في مقالته واعتدى
    يخيّر يثرب في شعره * على حرم اللّه حيث ابتنا
    فإن كان يصدق فيما يقول * فلا يسجدن إلى هاهنا
    وأي بلاد تفوق أمها * ومكة مكة أم القرى
    وربي دحى الأرض من تحتها * ويثرب لا شك فيما دحا
    وبيت المهيمن فينا مقيم * نصلي إليه برغم العدا
    ومسجدنا بيّن فضله * على غيره ليس في ذا مرا
    صلاة المصلي تعدّ له * مئين ألوفا صلاة وفا
    كذاك أتى في حديث النبي * وما قال حقّ به يقتدى
    وأعمالكم كل يوم وفود * إلينا شوارع مثل القطا
    فيرفع منها إلهي الذي * يشاء ويترك ما لا يشا
    ونحن تحجّ إلينا العباد * فيرمون شعثا بوتر الحصى


    “ 265 “


    ويأتون من كل فجّ عميق * على أنيق ضمّر كالقنا
    ليقضوا مناسكهم عندنا * فمنهم سعاة ومنهم معا
    فكم من ملبّ بصوت حزين * يرى صوته في الهوى قد علا
    وآخر يذكر رب العباد * ويثني عليه بحسن الثنا
    فكلهم أشعث أغبر * يؤمّ المعرّف أقصى المدى
    فظلوا به يومهم كله * وقوفا يضجّون عند المسا
    حفاة عراة فيا ما لهم * عجيب ينادون رب السما
    رجاء وخوفا لما قدّموا * وكلّا يسائل دفع البلاد
    يقولون يا ربنا اغفر لنا * بعفوك والصفح عمن أسا
    فلما دنا الليل من يومهم * وولى النهار أجدّوا البكا
    وسار الحجيج إليهم دجى * فحلوا بجمع بعيد العشا
    فباتوا جميعا فلما بدا * عمود الصباح وولى الدجا
    دعوا ساعة ثم شدّوا الشسوع * على قلص ثم أمّوا منا
    فمن بين من قد قضى نسكه * وآخر يبدأ بسفك الدما
    وآخر يهوي إلى مكة * ليسعى ويدعوه فيمن دعا
    وآخر يرمل حول الطواف * وآخر ماض يؤمّ الصفا
    فأبوا بأفضل مما رجوا * وما طلبوا من جزيل العطا
    وحجّ الملائكة المكرمون * إلى أرضنا قبل فيما مضى
    وآدم قد حجّ من بعدهم * ومن بعدهم أحمد المصطفى
    وحج إلينا خليل الإله * وهجر بالرمي فيمن رمى
    فهذا لعمري لنا رفعة * حيانا بهذا شديد القوى
    ومنا النبي نبي الهدى * وفينا تنبّا ومنا ابتدى
    ومنا أبو بكر ابن الكرام * ومنا أبو حفص المرتجى
    وعثمان منا فمن مثله * إذا عدّد الناس أهل التقى
    ومنا علي ومنا الزبير * وطلحة منا وفينا انتشا
    ومنا ابن عباس ذي المكرمات * نسيب النبي وحلف الندا
    ومنا قريش وآباؤها * ونحن إلى فخرنا المنتهى
    ومنا الذين بهم تفخرون * فلا تفخرون علينا بنا
    ففخر أولاء لنا رفعة * وفينا من الفخر ما قد كفى


    “ 266 “


    وزمزم والحجر فينا فهل * لكم مكرمات كما قد لنا
    وزمزم طعم وشرب لمن * أراد الطعام وفيه الشفا
    وزمزم ينفي هموم الصدور * وزمزم من كل سقم دوا
    ومن جاء زمزم من جائع * إذا ما تضلع منه اكتفى
    وليست كزمزم في أرضكم * كما ليس نحن وأنتم سوا
    وفينا سقاية عم الرسول * ومنها النبي امتلا وارتوى
    وفينا المقام فأكرم به * وفينا المحصّب والمنحنا
    وفينا الحجون ففاخر به * وفينا كداء وفينا كدا
    وفينا الأباطح والمروتين * فبخ فبخ فمن مثلنا
    وفينا المشاعر منشا النبي * وأجياد والركن والمتّكا
    وثور فهل عندكم مثل ثور * وفينا ثبير وفينا حرا
    وفينا اجتبى نبي الإله * ومعه أبو بكر المرتضى
    فكم بين أحد دجا تفاخر * وبين القبيس فيما ترى
    وبلدتنا حرم لم تزل * محرّمة الصيد فيما خلا
    ويثرب كانت حلالا فلا * تكذّبن كم بين هذا وذا
    فحرمها بعد ذاك النبي * فمن أجل ذلك جاز كذا
    فلو قتل الوحش في يثرب * لما فدى الوحش حتى اللقا
    ولو قتلت عندنا نملة * أخذتم بها أو تؤدّوا الفدا
    ولولا زيارة قبر النبي * لكنتم كسائر من قد بدا
    وليس النبي بها ثاويا * ولكنه في جنان العلا
    فإن قلت قولا خلاف الذي * أقول فقد قلت قول الخطا
    فلا تفحشن علينا المقال * ولا تنطقنّ بقول الخنا
    ولا تفخرن بما لا يكون * ولا ما يشينك عند الملا
    ولا تهج بالشعر أرض الحرام * وكف لسانك عن ذي طوى
    وإلا لجاءك ما لا تريد * من الشتم في أرضكم والأذى
    وقد يمكن القول في أرضكم * بسبّ عقيق ووادي قبا


    فأجابهما رجل من بني عجل ناسك كان مقيما بجدة مرابطا هناك فحكم بينهما فقال :
    إني قضيت على اللذين تماريا * في فضل مكة والمدينة فاسألوا
    فلسوف أخبركم بحق فافهموا * فالحكم حينا قد يجوز ويعدل



    “ 267 “


    فأنا الفتى العجليّ جدة مسكني * وخزانة الحرم التي لا تجهل
    وبها الجهاد مع الرّباط وإنها * لبها الوقيعة لا محالة تنزل
    من آل حام في أواخر دهرها * وشهيدها بشهيد بدر يعدل
    شهداؤنا قد فضّلوا بسعادة * وبها السرور لمن يموت ويقتل
    يا أيها المدني أرضك فضلها * فوق البلاد وفضل مكة أفضل
    أرض بها البيت المحرّم قبلة * للعالمين له المساجد تعدل
    حرم حرام أرضها وصيودها * والصيد في كل البلاد محلل
    وبها المشاعر والمناسك كلها * وإلى فضيلتها البريّة ترحل
    وبها المقام وحوض زمزم مترعا * والحجر والركن الذي لا يجهل
    والمسجد العالي الممجّد والصفا * والمشعران ومن يطوف ويرمل
    هل في البلاد محلة معروفة * مثل المعرّف إذ يحل محلل
    أو مثل جمع في المواطن كلها * أو مثل خيف منى بأرض منزل
    تلكم مواضع لا يرى محرابها * إلا الدعاء ومحرم ومحلل
    شرفا لمن وافى المعرّف ضيعة * شرفا له ولأرضه إذ ينزل
    وبمكة الحسنات يضعف أجرها * وبها المسئ عن الخطيئة يسأل
    يجزي المسئ على الخطيئة مثلها * وتضاعف الحسنات منه وتقبل
    ما ينبغي لك أن تفاخر يا فتى * أرضا بها ولد النبي المرسل
    بالشعب دون الروم مسقط رأسه * وبها نشأ صلّى عليه المرسل
    وبها أقام وجاءه وحي السما * وسرى به الملك الرفيع المنزل
    ونبوّة الرحمن فيها أنزلت * والدين فيها قبل دينك أول
    هل بالمدينة هاشمي ساكن * أو من قريش ناشئ أو مكهل
    إلا ومكة أرضه وقراره * لكنهم عنها نبوا فتحولوا
    فكذاك هاجر نحوكم لما أتى * أن المدينة هجرة فتحملوا
    فأجرتم وقريتم ونصرتم * خير البرية حقكم أن تفعلوا
    فضل المدينة بيّن ولأهلها * فضل قديم نوره يتهلل
    من لم يقل إن الفضيلة فيكم * قلنا كذبت وقول ذلك أرذل
    لا خير فيمن ليس يعرف فضلكم * من كان يجهله فلسنا نجهل
    في أرضكم قبر النبي وبيته * والمنبر العالي الرفيع الأطول
    وبها قبور السابقين بفضلهم * عمر وصاحبه الرفيق الأفضل


    “ 268 “


    والعترة الميمونة اللاتي بها * سبقت فضيلة كل من يتفضّل
    آل النبي بنو عليّ إنهم * أمسوا ضياء للبرية يشمل
    يا من تبضّ إلى المدينة عينه * فيك الصغار وصغر خدك أسفل
    إنا لنهواها ونهوى أهلها * وودادها حق على من يعقل
    قل للمديني الذي يزدار دا * ود الأمير ويستحث ويعجل
    قد جاءكم داود بعد كتابكم * قد كان حبلك في أميرك يفتل
    فاطلب أميرك واستزره ولا تقع * في بلدة عظمت فوعظك أفضل
    ساق الإله لبطن مكة ديمة * تروي بها وعلى المدينة تسبل


    قلت : اذكر الجبل الأمين الذي هو أبو قبيس وكان أولا اسمه الأمين ، فإنه أودع اللّه فيه الحجر الأسود إلى زمن إبراهيم عليه السلام . فلما بنى البيت ناداه الجبل : لك عندي وديعة مخبوءة من زمن الطوفان فأعطاه الحجر الأسود ، وإنما حدث له اسم أبي قبيس برجل بنى فيه دارا يسمى أبو قبيس ، فسمى به الجبل ، وكان اسمه الأمين ، فغلبت عليه اسم أبي قبيس . واذكر سواد الحجر وصلابته وعظيمه وتقبيله ، وفضل ما جاء فيه من كونه يمين اللّه ، والسجود عليه ، وغير ذلك . وعددها أحد عشر بيتا ، وهي :

    وبالجبل الأيمن يمين ربي * قد أودعه به الروح الأمين
    إلى أن جاء إبراهيم يبني * مكان البيت ناداه الأمين
    لديّ وديعة خبئت زمانا * مطهّرة يقال لها اليمين
    فخذها يا خليل اللّه تربح * فهذا السوق والثمن الثمين
    وكبّر واستلم واسجد وقبّل * ليشرف عند سجدتك الجبين
    وقل هذا اليمين يمين ربي * وإني الواله الدنف الحزين
    ينادي من طباق القرب عبدي * أتاك المجد والعزّ المكين
    ولبّتك المشاعر والمساعي * وقال بفضلك البلد الأمين
    ألا أيها الحجر المعلّى * تغيّر وجهك الغض المصون
    سوادك من سويدا كل قلب * ويبسك من قساوتها يكون
    يهون عليّ فيك سواد عيني * إذا بخلت بأسودها العيون

    ولنا أيضا في الحجر ومبايعته بالتقبيل ، ونبّهت فيها على رتبة المعرفة والمعارف :
    يمين المؤمن الركن اليماني * أبايعه لأحظى بالأماني
    يمين ما لها حجب تعالت * عن الحجّاب والحجب المباني



    “ 269 “


    آمنت بلثمها من كل سوء * يصيّرني إلى دار الهوان
    فانعم بالكثيب وساكنيه * على مرأى من الحور الحسان
    تنادي من أريكتها تأمّل * جمالا ما له في الحسن ثاني
    فليس الزهد في الأكوان شيئا * لأن الكون من سر العيان
    فلا أنوي ولا أرعيه سمعي * فاحجب بالمغان عن المعاني


    ولنا في الفرق بين داخل الكعبة وخارجها وما يتعلق من المعرفة بذلك :
    ما داخل البيت مثل خارجه * يعمّه داخلا برحمته
    وما خارج البيت إن نوى جهة * منه له ما نوى بهمّته
    ما يبتدي من سرّه علم * إلا لمن يعترف بنعمته
    فاز بما في الغيوب من عجب * من فاز من بيته بحرمته

    وجد بالمدينة ورقة طمست كتابتها إلا أربعة أبيات وهي :
    دع الأتراك والعربا * وكن في حرب من غلبا
    فقد قال الذين مضوا * إلى رجب ترى العجبا
    بمكة أصبحت فتن * تجرّ الويل والخربا
    وإن تعطب فوا أسفا * وإن تسلم فوا عجبا
    وأنشدني محمد بن أبي بكر لأبي النصير الأسديّ في الوطن :
    أحبّ بلاد اللّه ما بين ضارج * إلى قفوات إذ تسحّ سحابها
    بلاد بها نيطت عليّ تمائمي * وأول أرض مسّ جلدي ترابها


    ومن ذلك قول حبيب بن أوس :
    كم منزل في الأرض يألفه الفتى * وحنينه أبدا لأول منزل
    نقّل فؤادك حيث شئت مع الهوى * ما الحب إلا الحبيب الأول


    شرح :
    أول منزل حضرة الميثاق الأول حيث كان الصفا الذي لم يشبه كدر ، فلما انتقلوا في الأطوار الوجودية ، تحنّ نفوس العارفين إلى أوّليتها العليا ، ومكانتها الزلفى ، وسدرتها المنتهى .
    ومن سماعهم على قول إبراهيم بن صول :
    باتت تشوّقني برجع حنينها * وأزيدها شوقا برجع حنيني


    “ 270 “


    نضوين مفتريين بين مهامه * طويا الضلوع على هوى مكنون
    لو سويلت عنا القلوص لأخبرت * عن مستقرّ صبابة المحزون

    تفسيره :
    حنين النفس للروح ، وحنينه لها نضوين من عالم اللطف ، مفتريين وجودهم في عالم الأبدان ، بين مهامه مقامات التبرّي ، طوايا الضلوع على لطف الهمم على الحب الخفي لو سويلت الخواطر على محل رقة العشق ، لأخبرت بما هما عليه من الجوى والتلهف .


    نصيحة عليم ومقالة حكيم
    روينا من حديث الدينوري عن يوسف بن عبد اللّه ، عن عثمان بن السمرقندي ، عن عوف ، عن الحسن ، أنه قال : من استتر عن طلب العلم بالحياء لبس الجهل سربالا ، فقطّعوا سرابيل الحياء ، فإنه من رقّ وجهه رقّ علمه . ومن حديثه أيضا ، عن محمد بن يونس ، عن محمد بن الحارث ، عن المدائني ، قال : قال بعض الحكماء : لا تقل فيما لا تعلم ، تجهل فيما تعلم .


    قال الدينوري : أنشدنا محمد بن صالح :
    اصبر لكل مصيبة وتجلّد * واعلم بأن المرء غير مخلد
    واصبر كما صبر الكرام فإنها * ثوب تنوب اليوم تنكشف في غد
    وإذا ذكرت مصيبة تشجى بها * فاذكر مصابك بالنبي محمد


    ومن باب حنين الإبل وسيرها قول الأديب مهيار الديلمي :
    تمدّ بالآذان والمناخر * لحاجر كيف لها بحاجر
    تقدّها عنه أحاديث الصبا * ولا نبات في السحاب الباكر
    أرض بها السابغ من ربيعها * أو شوقها المكنون في الضمائر
    وحيث دنّت ورنت بغامها * وبركت تفحص بالكراكر
    فهل لها فهل لمن تحمله * من عاشق يحمله أو زاجر
    فإنها من حبها نجدا ترى * في عشب الفور شعار الغادر
    يا ليت شعري والمنا تعلمه * هل بمنى لعهدنا من ذاكر
    في الصوف والعرياء لي عندكم * قلب يصاح ما له من ناصر
    أما قرى الباري الكريم * أو فردّوه إلى أربابه بالحاضر




    “ 271 “


    ومن هذا الباب :
    يغرّها عن وردها بحاجر * شوق يعوق الماء في الخناجر
    وردّها على الطوى سوابغا * ذلّ الغريب وحنين الذاكر
    مغرورة الأعين من أحبابها * يخالب الإيماض غير ماطر


    ومن هذا الباب :
    أولى لها أن ترعوي نفارها * وأن يقرّ بالحمى قرارها
    ترعى وتروي ناضيا وناصعا * وللرعاة بعدها أسارها
    حتى تروح ضخمة جنوبها * وإنما يحضّها أوبارها
    وكيف لا وماء سلع ماؤها * معلوة والعلمان دارها


    ومن هذا الباب :
    دعوها ترد بعد خمس شروعا * وأرخوا أزمتها والنسوعا
    وقولوا دعاء لها لا عقرت * ولا امتد دهرك إلا ربيعا
    حملن نشاوى بكأس الغرام * وكل غدا لأخيه رضيعا
    فأحيوا فؤادي ولكنهم * على صيحة البين ماتوا جميعا
    حموا راحة البين أجفانهم * ولفّوا على الزفرات الضلوعا
    أسكان رامة هل من قرى * فقد دفع الليل ضيفا قنوعا
    كفاه من الزاد أن تمهدوا * له نظرا وحديثا وسيعا


    ومن هذا الباب :
    حبّ إليها بالغضا مرتبعا * وبالنخيل موردا ومشرعا
    وبائيلات النقا ظلائلا * تفرشها كراكرا وأضلعا
    متى لها لو جعل الدهر لها * أن تأمن المطرد والمزعزعا
    عزّت فما زال بها جور النوى * والبيد حتى أذعنت أن تخضعا
    اللّه يا ساقيها فإنها * جرعة خيف أن تجوز الأجرعا
    أسل بها الوادي رفيقا إنما * يسيل منها أنفسا وأدمعا

    ومن هذا الباب :
    دعت من تبالة جعدا لفيفا * وسبطا يرف عليها رفيفا
    وحنّت لأيامها بالبطاح * فمدّت وراء ضليف ضليفا
    وساق لها فارس الانتجاع * من حيث حنّت نميرا وديفا


    “ 272 “

    تراود أيديها في الرّوبد * ويأبى لها الشوق إلا الوجيفا
    فهل في الخيام على المأزمين * فلبّ يكون عليها عطوفا
    وهل بان سلع على العهد منه * يحلو ثمارا ويدنو قطوفا

    ومن هذا الباب :
    ردّ لها خلف الغمام فسقا * ومدمن ظلّ عليها ما وقا
    فغنّ بالجرعاء يا سائقها * فإن ونت شيئا فردها الأبرقا
    واعن عن السياط في أرجوزة * بحاجر ترى السهام الممرقا
    وكلما تزجرها حداتها * رعى الحمى ربّ الغمام وسقى
    حواملا منها هموما ثقلت * وأنفسا لم تبق إلا رمقا
    تحملنا وان وناء أو ضنا * وإن هيين أذرعا وأسوقا
    دام عليها الليل حتى أصبحت * تحسب نحو ذات عرق مسعقا
    وداميات لا يؤدين دما * ولا يبالين أسال أم رقا
    وقفن صفا فرأين شوكا * من القلوب فرمين طلقا
    عرّج على الوادي فقل عن كبدي * للبان ما شئت الجوى والحرقا
    واحجر على عينيك حفظا أن ترى * غصنين منه دنيا فاعتنقا
    فطالما استظللته مصطحبا * سلافة العيش به مغتبقا

    ولنا من هذا الباب فيما يستحسن من صفات النساء :
    هي الغادة الخود اليحيدات والرداح * خدلجة ممكورة ثغرها أقاح
    وهركولة رعبوبة ثم بضّة * وهيفاء أملود يمايسه الرياح
    برهرهة ممسودة ثم طفلة * وعطيولة تزهو إذا ذكر الملاح
    هي الرود والعطبول بهنانة ترى * لها خفرا فهي النوار من السّفاح
    وغانية غيظاء غيدا خريدة * كعوب من الأعراب خمصانة الوشاح
    مهفهفة شنباء معسولة اللمى * مقبّلها عذب فقبّل ولا جناح


    شرحه :
    الغادة والأملود والرؤد والطّفلة بفتح الطاء كلها الناعمة . والخود : الحسنة الخلق .
    واليحيدات : التامّة القصب . والرداح : الثقيلة العجز والساقين . والأملودة : المطوية الخلق . والأقاح : نبات أبيض مشبّه بالأسنان لبياضه . والهركولة : العظيمة الوركين.
    والرعبوبة : البيضاء الناعمة والبضّة الرقيقة الجلد . والهيفاء : الضامرة البطن . ويمايسه :



    “ 273 “


    أي يمايله ، مال الغصن إذا أماله الريح فمال . والبرهرهة : الناعمة . والممسودة : الممشوقة وهي الطرية اللحم . والعطبولة : الطويلة العنق . والبهنانة : الطيبة الريح ، وترى لها خفرا أي حياء . والخفرة : الحيية . والنوار : النفور من الريبة ، ومنه النور سمي نورا لأنه ينفر الظلمة . والسّفاح : الزنا ، يقول : إنها تنفر من مواضع الريب والغانية ذات الزوج تمدح به المرأة ، لأنها تستغني بجمالها وحسنها . والغيظاء : الطويلة . والغيد : التي في عنقها ميل عند الالتفات ، وهو مما يستحسن يصفها بلين العنق . والخريدة : مثل الخفرة وهي الحيية .

    والكعوب والناهد : التي صار نهدها كالكعب . والعروب : ذات الحسن ، فقوله : من الأعراب : من الحسان . والخمصانة : الضامرة ، وهي عكس المفاضة إلي هي المسترخية البطن ،


    قال امرؤ القيس :
    مهفهفة بيضاء غير مفاضة * ترائبها مصقولة كالسجنجل
    الترائب : عظام الصدر . والسجنجل : المرآة . وخمصانة الوشاح : يعني لطيفة الخصر . والمهفهفة : هي ضامرة البطن . والشنباء : التي لأسنانها بريق من صفائها .
    والشنب : بريق الأسنان . والظّلم : الذي يرى كالماء يجري في صفاء الأسنان . ومعسولة اللمى وعذب المقبّل باب واحد ، يريد أن ريقها كالعسل .

    ومما نظمناه فيما يستقبح من صفاتهن قولنا في ذلك :
    هي العفضاج بهصلة شريم * وبحترة ومومسة تئوم
    ورضعاء هي الرشحاء أيضا * وكرواء ودفلس لا تقوم
    وضهباء ولخناء عجوز * فمنظرها ومخبرها ذميم


    قوله : هي العفضاج : المسترخية البطن . والبهصلة : القصيرة ، وكذلك البحترة .
    والشريم : هي التي يتوصل إليها من يريدها . والمومسة : الفاجرة . والرضعاء والرشحاء :
    الزلاء . والكروي : الدقيقة الساقين . والدّفلس : الحمقاء . والضهياء : التي لا تحيض .
    واللخناء : المنتنة الريح .
    ومما نظمنا فيما يستحسن من صفات الرجال قولنا في ذلك :
    جواد خضمّ أريحي حلاحل * هضوم وصنديد همام سميدع
    أريب سريّ لوذعيّ ومدرة * منجد حجحاج زكي ومصقع
    نهيك كمي رمى صمة نهمة * غشمشم شهم باسل لا يروّع
    إذا ذكر الأبطال في حومة الوغا * هو الفحل إلّا أنه لا يزعزع

    شرحه :



    “ 274 “

    جواد : أي سخي . والخضم : الكثير العطية . والهضوم : الكثير الإنفاق . والأريحي :
    الذي يرتاح للعطاء . والحلاحل : السيد الوقور . والصنديد : الرئيس العظيم ، وكذلك الهمام والسّميدع والحجحاج والسري . والأريب : العاقل . واللوذعيّ : الذكي القلب .
    والمدرة : رأس القوم ولسانهم . والمنجد : الذي جرّب الأمور ، وكذلك المحنّك والمصقع . البليغ : الفصيح . والنهيك : الشجاع ، وكذلك البطل والكمي والدمي والصمة والنهمة والباسل . والغشمشم : الذي لا يرده شيء عما يريده . والشهم : الحديد القلب .
    ومما نظمناه فيما يذمّ من صفات الرجال قولنا :
    هذان نحيب خبّأ الخربرم * وعتريف مجمع مائق ثم أميل
    عيام وزميل وكلف ولعمط * وهلباجة غمر وقدم وزمل
    وفي خلقه لو تبتليه شراسة * ورعديد ما فوق وخب وأعزل

    شرحه :
    الهذان : الضعيف ، وكذا الزمل والزميل والنحيب . والرعديد : الجبان . والخبا :
    مقصور الخبوب . والكلف والأميل : الذي لا يثبت على الخيل . والحز : البخيل . والبرم :
    اللئيم . والعتريف : الخبيث . والمجمع والعدم : البعيد الفهم . والمائق : المدله العقل ، وقد يكون من العشق . والعبام : الثقيل الجاهل . واللعمط : الحريص . والشراسة : سوء الخلق ، والرجل شرس . والمأفون : الضعيف العقل والرأي . والخب : المخادع .
    والأعزل : الذي لا سلاح معه .



    ولنا في اللطائف الروحانية والإشارات العلوية :
    حملن على اليعملات الخدورا * وأودعن فيها الدما والبدورا
    وأوعدن قلبي أن يرجعوا * وهل تعد الخود إلا غرورا
    وحيث بعنا بها للوداع * فأذرت دموعا تهيج السعيرا
    فلما تولت وقد يممت * تريد الخورنق ثم السريرا
    دعوت ثبورا على أثرهم * فردّت وقالت أتدعو ثبورا
    فلا تدعون بها واحدا * ولكنما أدعو ثبورا كثيرا
    ألا يا حمام الأراك قليلا * فما زادك البين إلا هديرا
    ونوحك يا أيّ هذا الحمام * يثير المشوق يهيج الغيورا
    يذيب الفؤاد يذود الرقاد * يضاعف أشواقنا والزفيرا
    يحوم الحمام لنوح الحمام * فنسأل منه البقاء يسيرا


    “ 275 “

    عسى نفحة من صبا حاجر * تسوق إلينا سحابا مطيرا
    نروي بها أنفسا قد ظمئن * فما ازداد سحبك إلا نفورا
    فيا راعي النجم كن لي نديما * ويا ساهر البرق كن لي سميرا
    ويا راقد الليل هنيّته * فقبل الممات عمرت القبورا
    فلو كنت تهوى الفتاة العروب * لنلت النعيم بها والسرورا
    تعاطى الحسان خمور الخمار * تناجي الشموس تناغي البدورا



    وصية نافعة نبوية
    حدثنا عبد الواحد بن إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عمر بن عبد المجيد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي نصر بن علي ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي الحسن الحافظ ، عن ابن درستويه ، عن علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبيد القاسم بن سلام ، عن عبد اللّه بن المبارك ، عن محمد بن أبي عدي ، عن عبد اللّه بن مرّة ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « توبوا إلى اللّه قبل أن تموتوا ، وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا ، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم تسعدوا ، وأكثروا الصدقة ترزقوا ، وأمروا بالمعروف تخصبوا ، وانهوا عن المنكر تنصروا . أيها الناس ، أكيسكم أكثركم للموت ذكرا ، وأحزمكم أحسنكم له استعدادا . الأوان من علامات العقل ، التجافي عن داعي الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والتزود لسكنى القبور ، والتأهب ليوم النشور » .


    ومن باب الشكوى :
    ومن عجب أني أحنّ إليهم * وأسأل شوقا عنهم وهم معي
    ومسكنهم عيني وهم في سوادها * وتشتاقهم نفسي وهم بين أضلعي

    ولنا نظم ما يسمى به الرجل زوجته :
    إذا قمت أدعو في اللبانة زوجتي * أنادي بأسماء لها في صحيفتي
    خليلي عرسي جنتي وضعينتي * رياضي وبيتي ظلتي وقعيدتي



    ومما يكتب على القبر :
    كنا على ظهرها والدهر في مهل * والعيش يجمعنا والدار والوطن
    ففرّق الدهر بالتصريف الفتنا * فصار يجمعنا في بطنها الكفن


    ومن ذلك أقول :
    أقول وقد فاضت دموعي جمّة * أرى الأرض تبقى والإخلاء تذهب



    “ 276 “



    أخلاي لو غير الحمام أصابكم * عتبت ولكن ما على الموت معتب

    ومن ذلك :
    عشت دهرا في نعيم * وسرور واغتباط
    ثم صار القبر بيتي * وثرى الأرض بساطي

    ومن ذلك :
    أيها الواقف بالقب * ر عشاء وسحر
    إن في القبر عظاما * باليات وعبر
    حدثنا محمد بن إسماعيل ، عن الجمال بن علي ، عن ابن دينار ، عن إسماعيل بن محمد ، عن عبد العزيز بن أحمد ، عن عبد اللّه بن محمد ، عن أبي سعيد الثقفي ، عن ذي النون ، قال : بينما أنا أطوف بالبيت ، وقد نامت العيون ، وإذا بشخص قد حاذى باب الكعبة وهو يقول : رب عبدك المسكين الطريد الشريد ، أسألك بالعصبة التي مننت عليهم ، ومننت عليّ برؤيتهم ، ألا أعطيتني ما أعطيتهم ، وسقيتني ما أسقيتهم بكأس حبك ، وكشفت عن قلوبهم أغطية الجهالة والحجب ، فاكشف عن قلبي أغطية الجهالة والحجب ، حتى تطير روحي بأجنحة الشوق إليك ، وأناجيك في رياض بهائك . ثم بكى حتى سمعت لدموعه وقعا على الحصى .
    ثم ضحك قهقهة ومضى فتبعته ، وأنا أقول : إما مجنون ، وإما عارف .


    فخرج من المسجد وأخذ نحو خرابات مكة ، فالتفت فرآني ، فقال : ارجع يا ذا النون ، ألك شغل ؟ قلت : من أنت ؟ ومن القوم الذين سألت بحرمتهم ؟
    قال : قوم ساروا إلى اللّه سير من نصب المحبوب بين يديه ، وتجرّدوا تجرّد من أخذته الربانية بحقوبه ، وأججت النار من أجله ، وقامت عليه قيامة الشقاء ، وهو مطلوب .


    وحدثنا أبو محمد بن يحيى ، عن ابن منصور ، عن شجاع بن فارس ، عن هناد ، عن محمد بن علي ، عن أحمد بن محمد ، عن صالح بن محمد ، عن حمزة البرقي ، عن علي بن يعقوب ، عن محمد بن حسين ، عن ابن الشمطي ، قال : حججت في سنة جديدة ، فبينما أنا أطوف بالكعبة ، إذ بصرت بجارية من أحسن الناس وجها ، وهي تتعلق بأستار الكعبة وتقول : إلهي وسيدي أنا أمتك الغريبة ، وسائلتك الفقيرة ، حيث لا يخفى عليك مكاني ، ولا يستتر عليك سوء حالي ، قد هتكت الحاجة حجابي ، وكشفت الفاقة نقابي ، وكشفت لها وجها عند الذل ، وذليلا عند المسألة طال ، وعزّتك ما حجبه ماء الغنى ، وصانه ستر الحياة ، قد جمدت عني أكف المرزوقين ، وضاقت بي صدور المخلوقين ، فمن حرمني لم ألمه ، ومن وصلني وكلته إلى مكافأتك . فدنوت منها ، وقلت لها : من أنت ،

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 17:23