..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب أخبار وحكايات لأبي الحسن محمد بن الفيض الغساني
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty25/11/2024, 17:11 من طرف Admin

» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty25/11/2024, 17:02 من طرف Admin

» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty25/11/2024, 16:27 من طرف Admin

» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty25/11/2024, 15:41 من طرف Admin

» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty25/11/2024, 15:03 من طرف Admin

» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty25/11/2024, 14:58 من طرف Admin

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68544
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6 Empty كتاب: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 ـ 6

    مُساهمة من طرف Admin 15/11/2021, 15:01

    الشيخ الأكبر محيي الدين محمد بن علي ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
    الجزء السادس
    محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1
    “ 89 “

    ذكر ما أرّخ به الناس من آدم إلى الهجرة النبوية
    فأول تاريخ كان بهبوط آدم عليه السلام ، ثم ببعث نوح ، ثم بالطوفان ، ثم بنار إبراهيم عليه السلام ، وقد أرّخ بموت آدم وببعث إدريس عليهما السلام .
    ثم إن بني إسحاق بن إبراهيم عليه السلام أرّخوا بنار إبراهيم إلى يوسف ، ومن يوسف أرّخوا إلى بعث موسى عليهما السلام .
    وأرّخوا من موسى إلى ملك داود وسليمان عليهما السلام ، ثم أرّخوا بما كان من الكوائن .
    وكان منهم من أرّخ بوفاة يعقوب ، ثم بخروج موسى من مصر ببني إسرائيل ، ثم بخراب بيت المقدس .
    وأما بنو إسماعيل ، فقد أرّخوا ببناء الكعبة ، ثم أرّخوا بكل يوم أخرجوا من تهامة ، ثم أرّخوا بعام الفيل ، وبيوم الفجار .
    وقد كانت بنو معدّ بن عدنان تؤرّخ بغلبة جرّهم العماليق ، وإخراجهم إياهم من الحرم ، ثم أرّخوا بأيام الحروب ، كحرب أبناء وائل ، وهي حرب البسوس ، وكحرب داحس .
    وكانت حمير وكهلان تؤرّخ بملوكها السابقة ، وأرّخوا بنار ضرار ، خربت بعض اليمن ، وأرّخوا بسيل العرم .
    وأرّخوا بظهور الحبشة على اليمن . وقد أرّخت الأمم الماضية ، قبل إبراهيم ، بهلاك عاد بالريح .
    وأما الروم واليونان فتؤرّخ بظهور الإسكندر ، وأرّخت القبط بملك بخت‌نصّر ، ثم أرّخت بملك زقلط يانوس القبطي ، وقالوا : إنه تاريخهم إلى الآن .



    “ 90 “

    وأرّخت المجوس بآدم ، ثم أرّخوا بقتل دارا ، وظهور الإسكندر ، ثم بظهور أزدشير ، ثم بملك يزدجرد .
    وما زال التاريخ في العرب ، من عام الفيل إلى خلافة عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه .
    فتقرر الأمر على أن يؤرّخ بهجرة النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينة ، وجعلوا التاريخ في المحرم أول عام الهجرة .



    “ 91 “

    ذكر اختلاف الأمم فيما مضى من الزمان من آدم إلى هجرة نبينا عليه الصلاة والسلامتاريخ العرب في ذلك
    روينا من حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما ، أن ما بين مدة آدم إلى نبينا خمسة آلاف سنة ، وخمسمائة وخمس وسبعون سنة ، ثم فصّل على ما رواه الكلبي ، عن أبي صالح ، عنه ، من آدم إلى نوح ألف ومائتا سنة ، ومن نوح إلى إبراهيم ألف ومائة سنة ، ومن إبراهيم إلى موسى خمسمائة وخمس وسبعون سنة ، ومن موسى إلى داود ألف ومائة وتسع وسبعون سنة ، ومن داود إلى عيسى ألف وثلاثمائة وخمس وستون سنة ، ومن عيسى إلى محمد ستمائة سنة ، وقد روي عنه غير ذلك .
    وفي قول الواقدي : من هبوط آدم إلى مولد نبينا عليه السلام أربعة آلاف وستمائة سنة . وفي قول محمد بن إسحاق خمسة آلاف سنة وأربعمائة سنة وست وعشرون سنة ،
    قال : كان بين آدم ونوح ألف ومائتا سنة ، ومن نوح إلى إبراهيم ألف ومائة واثنان وأربعون سنة ، ومن إبراهيم إلى موسى خمسمائة وخمس وسبعون سنة ، ومن موسى إلى داود خمسمائة وتسع وستون سنة ، ومن داود إلى عيسى ألف وثلاثمائة وخمس وستون سنة ، ومن عيسى إلى محمد صلوات اللّه عليهم أجمعين ستمائة سنة .
    وفي قول وهب بن منبّه : خمسة آلاف وستمائة سنة .
    تاريخ مجوس الفرس في ذلك : أربعة آلاف ومائة واثنان وثمانون سنة وعشرة أشهر وتسعة عشر يوما .

    تاريخ أصحاب الريحان في ذلك : والتاريخ عندهم الذي يصح في دعواهم بالبرهان : من الطوفان ، فإنهم غير مؤمنين بما وردت به الأنبياء عليهم السلام ، من حديث آدم ،
    فقالوا : إن من أول الطوفان إلى أول يوم الهجرة ثلاثة آلاف سنة وسبعمائة وخمس وعشرون سنة فارسية وثلاثمائة وتسعة وأربعون يوما .



    “ 92 “

    تاريخ اليهود في ذلك : أربعة آلاف سنة وستمائة واثنان وأربعون سنة . تاريخ اليونان من النصارى في ذلك : خمسة آلاف سنة وسبعمائة واثنان وسبعون سنة وأشهر .
    ذكر المؤرخون : أن عمر آدم ألف سنة ، وقيل : ألف إلا سبعين عاما ، وقيل :
    ثمانمائة سنة .
    وعمر ولده شيث ، وتفسيره : هبة اللّه ، وهو ابن آدم ، سبعمائة سنة واثنا عشر سنة ، وعاش أنوش بن شيث بن آدم سبعمائة سنة وخمسا وستين سنة . وعاش فينان بن أنوش سبعمائة وعشرين سنة ، وعاش مهلاييل بن فينان بن أنوش بن شيث بن آدم ثمانمائة سنة وخمسا وتسعين سنة ، وعاش برد بن مهلاييل تسعة واثنين وستين سنة ، وفي زمنه عملت الأصنام . وولد كل هؤلاء في حياة آدم . وعاش إدريس بن برد ، إلى أن رفع إلى السماء ، ثلاثمائة وخمسين سنة في حياة أبيه برد ، وعاش أبوه بعد رفعه أربعمائة وخمسا وثلاثين سنة ،
    وقيل : رفع وهو ابن أربعمائة وخمسا وستين سنة . وعاش متوشلخ بن إدريس تسعمائة واثنتين وثمانين سنة ، وولد متوشلخ وابنه لامك في حياة آدم أيضا ، وولد للامك نوح ، وعمر لامك إذ ذاك مائة وسبع وثمانون سنة ، وكان مولد نوح بعد وفاة آدم بثمانمائة سنة وستة وعشرين سنة ، وذلك في سنة ست وخمسين سنة لهبوط آدم وبعث نوح ، وله أربعمائة وثمانون سنة ، وركب الفلك وله ستمائة سنة ، وأقام بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة ، وقيل : بعث وله خمسون سنة ، ومات وله ألف سنة ، وقيل غير ذلك ، قيل : واستقلت السفينة لعشر خلت من رجب ، وبقيت على الماء مائة وخمسين سنة ، ثم استقرت على الجودي في جبل بالجزيرة شهرا ، وخرج إلى الأرض في المحرم في اليوم العاشر منه ، وابتنى قرية بالجزيرة تسمى سوق ثمانين ، فإنهم كانوا في السفينة ثمانين رجلا .

    وعاش سام بعد نوح ستمائة سنة ، وكان سام أوسط ولد نوح ، وكان يافث أسنّ منه ، وقدموا ساما بالذكر لأنه أبو الأنبياء عليهم السلام ، وكان له من الولد : آدم ، وأرسيمون ، وأرفخشذ ، وعويلم ، ولاود ، وكان يسكن هو وولده الحرم وما حوله إلى اليمن وإلى غسان العرب .
    والأنبياء كلهم ، عربيّهم وعجميّهم ، من ولده . واليمن كلها وعاد وثمود من ولده .
    وأما حام بن نوح ، فزعم وهب أنه كان أبيض حسن الصورة ، فغيّر اللّه لونه وألوان ذريته لدعوة أبيه عليه ،
    قيل : نام نوح فانكشفت عورته فلم يسترها حام ، فسترها سام ويافث ، فدعا لهما ، فالسودان كلهم على اختلاف أجناسهم من أولاد حام ، وكان له من غربي النيل إلى ما وراءه من بحر الديور .



    “ 93 “

    وأما يافث بن نوح وولده ، فكانت منازلهم أرض الروم ، والروم من ولده ، والترك والخزر ، ويأجوج ومأجوج .نسب هود عليه السلام
    يقال : إنه عاير بن شالخ بن أرفخشذ بن سام ، وأنه ولد بعد ما مضى من عمر نوح ستمائة وسبع وستون سنة . وقال بعضهم : هو هود بن عبيد اللّه بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن أرم بن سام ، بعثه اللّه عز وجل إلى حي من ولد أرم بن سام ، وهم عاد بن عوص بن أرم ، وهم عاد الأولى ، فكذبوه ، فأهلكهم اللّه . وقصتهم مذكورة في هذا الكتاب .

    ولما أهلكهم ، بعث عليهم طيرا أسود ، فنقلهم إلى البحر ، فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم ، وكانت مساكنهم الشحر ، بين عمان وحضرموت . ويقال : كان هود أشبه ولد آدم بآدم ، وكذا قيل في يوسف . ومات هود بمكة بعد هلاك قومه ، وله مائة وخمسون سنة ، وقيل غير ذلك .

    قال علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه : قبر هود بحضرموت .نسب صالح عليه السلام
    هو صالح بن عبيد بن أسف بن ماسح بن عبيد بن حاذر بن ثمود بن جابر بن أرم بن سام ، بعثه اللّه إلى حيّه ، وهم ثمود ، وكانت مساكنهم الحجر ، من وادي القرى والشام ، وقصته ستجيء إن شاء اللّه تعالى .

    زعم وهب أن اللّه بعثه حين راهق الحلم ، وكان يمشي حافيا لا يتخذ نعلا ، وكانت آيته ناقة أخرجها اللّه من هضبة من الأرض ، يتبعها فصيل لها فيحلبون منها ربّهم ، وتشرب في ذلك اليوم جميع مياههم ، ويشربون هم اليوم الثاني الماء ، ولا تأتيهم ، فلما طال ذلك عليهم ملّوها ، فاجتمعوا تسعة من شرار قومه على عقرها ، وخرجوا إليها ، فعقرها رجل يعرف بقدار ، أحمر ، أزرق ، فوعدهم للّه بالعذاب بعد ثلاث ، فأصابهم في اليوم الأول ، وكان يوم الخميس ، صفرة ، فأصبحوا مصفرّين ، وأصبحوا في اليوم الثاني وجوههم محمرّة ، وأصبحوا في اليوم الثالث وجوههم مسودّة ، وصبحهم العذاب يوم الأحد ، فأتتهم صيحة من السماء ، فماتوا كلهم ، ولحق صالح ومن آمن معه من قومه بمكة ، ومات وله ثمان وخمسون سنة . وروي أن قبورهم بين دار الندوة والحجر . وذكر ريئمة أن صالحا



    “ 94 “

    عاش ثلاثمائة سنة إلا عشرين سنة . وزعم أهل التوراة إن صدقوا أنه لا ذكر لعاد وثمود في كتابهم .نسب إبراهيم عليه السلام
    وقصته ستجيء ، ونسبه مذكور في سرد نسب النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وهن إبراهيم بن تارخ ، وهو آزر بن ناحور بن ساروغ بن رغو بن قالع بن عابر ، وهو هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام ، ولد ببابل ، وقيل : بحرّان ، ونقله أبوه إلى بابل ، وولد في زمن نمرود بن كوش ، وقيل : نمرود بن كنعان بن كوش . وكان النمرود ملك المشارق والمغارب .

    ولما بلغ إبراهيم عليه السلام ثلاثين سنة ، ألقاه نمرود في النار ، وكان قد حبسه قبل أن يلقيه في النار ثلاث عشرة سنة ، وقيل : ألقي في النار وله ست عشرة سنة ، ولما بلغ عمره سبعين سنة خرج إبراهيم ومعه ابن أخيه لوط بن هاران ، وابنة عمه سارة زوجته ، إلى حرّان . وقيل : إن أباه كان معه ، فأقاموا بها خمسين سنة .
    ومات بها آزر ، بعد أن خرج ابنه منها بسنتين . ثم سار إبراهيم ولوط وسارة من حران إلى الشام ، فوجدوا في الشام جوعا عظيما ، فساروا إلى مصر ، وفرعونها إذ ذاك سنان بن علوان ، وأقاموا بها ثلاثة أشهر ، ورجعوا إلى الشام ، وقد أهدى سنان فرعون مصر إلى سارة هاجر ، فنزلوا المسبع من أرض فلسطين ، وفارقه لوط وسكن في سدوم .
    ثم تحول إبراهيم ونزل بين الرملة وإيلياء ، فلما بلغ إبراهيم خمسا وثمانين سنة وهبت له سارة جاريتها هاجر ، فولدت هاجر إسماعيل ، وله ست وثمانون سنة ، واختتن وله تسع وتسعون سنة ، ثم اختتن ابنه إسماعيل ، ثم ولدت سارة إسحاق وله مائة سنة ، وأنزل اللّه عليه عشر صحائف . وولد لإسحاق يعقوب والعيص بعد ما مضى مائة وستون سنة لإبراهيم . ومات إبراهيم وله مائة وخمس وسبعون سنة .

    وماتت سارة ولها مائة وتسع وعشرون سنة ، وكان موتها قبل وفاة إبراهيم بعد مضي سبع وثلاثين سنة من عمر ابنها . ودفنا في مزرعة حبرون من أرض الشام .
    وزعم محمد بن جرير الطبري أن من هبوط آدم إلى أن ولد إبراهيم ثلاثة آلاف وثلاثمائة وسبعا وثلاثين سنة ، فيكون إلى موته ثلاثة آلاف وخمسمائة واثنا عشر سنة .نسب لوط عليه السلام
    هو لوط بن هاران بن آزر ، أرسل إلى أهل سدوم ، وقصته مع قومه ستجيء . وإن جبريل اقتلع أرضهم من سبع أرضين ، فحملها حتى بلغ بها إلى سماء الدنيا ، حتى سمع



    “ 95 “

    أهل السماء نباح كلابهم ، وأصوات ديكتهم ، ثم قلبها ، وهو قوله تعالى :وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى. وأرسل على الشرار منهم حجارة من سجّيل ، وكان ذلك بعد مضي تسع وتسعين من عمر إبراهيم . وكانت فيما روي خمس قرى : ضيعة ، وضعوة ، ودوما ، وعمره ، وسدوم ، وهي العظمى .
    وذكر أن جميع ما عمرت سدوم إحدى وخمسون سنة .


    نسب إسماعيل عليه السلام
    هو إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام ، وقد ذكرنا أولاده ، وحديثه بمكة . لما حضرته الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاق ، وزوّج ابنته من العيص بن إسحاق ، وكان عمره مائة وسبعة وثلاثون سنة ، ودفن في الحجر إلى قبر أمه هاجر .
    وماتت هاجر في حياة أبيه .نسب إسحاق عليه السلام
    فأصحّ الروايات أنه الذبيح ، ولما عرضه أبوه للذبح كان ابن سبع سنين ، وكان مذبحه في بيت إيلياء . ولما علمت سارة بما أراد إبراهيم بإسحاق من الذبح ، أخذها البطن من الجزع يومين ، وماتت في الثالث . وقيل : كان ابن ست وعشرين سنة .
    ولما بلغ عمر إسحاق ستين سنة ولد له العيص ويعقوب ، وكانا توأمين ، فولد للعيص الروم ، وكل بني الأصفر من ولده . وقيل : إنما سمّوا بني الأصفر لأن العيص كان أصفر اللون .

    وولد ليعقوب الأسباط . وعاش إسحاق مائة وثمانين سنة ، وكان ضريرا ، وكانت وفاته في السنة التي استوزر يوسف فيها بمصر ، ودفن عند قبر أبيه إبراهيم .وأما يعقوب عليه السلام
    فهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، عاش مائة وسبع وأربعين سنة .
    توفي بمصر ، وحمله ابنه يوسف ودفنه عند قبر أبيه ، ثم عاد وكانت النبوّة والملك متصلين بالشام ونواحيها لولد إسرائيل الذي هو يعقوب بن إسحاق ، إلى أن زال عنهم ذلك بالفرس والروم ، بعد يحيى بن زكريا ، وبعد عيسى عليه السلام . وكان ليعقوب اثنا عشر ولدا ذكورا ، وهم الأسباط .
    وذكر بعض أهل التاريخ أن الأنبياء كلهم من ولد يعقوب ، إلا أحد عشر نبيا ، وهم :
    نوح ، وهود ، وصالح ، ولوط ، وأيوب ، وشعيب ، وإبراهيم ، وإسماعيل ، وإسحاق ، وعيسى ، ومحمد صلى اللّه عليه وسلم وعليهم أجمعين .



    “ 96 “

    وأما يوسف عليه السلام
    فهو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ، وستجيء قصته
    قيل : كان سنّه في الوقت الذي رأى فيه الشمس والقمر والأحد عشر كوكبا سبع عشرة سنة .
    واسم العزيز الذي استوزره الريان بن الوليد ، وذكر أنه آمن واتّبع يوسف ، ومات في حياة يوسف ، وولّي بعده قابوس بن مصعب ، وكان كافرا .
    ومات يوسف وله مائة وعشر سنين . وباعه إخوته وله سبع عشرة سنة . وأقام في الرق ثلاث عشرة سنة . واستوزر وله ثلاثون سنة ، وأقام وزيرا وله تسع سنين .
    واجتمع بأبيه ، فكانت مدة الفراق : اثنتين وعشرين سنة . وأقام مع أبيه سبع عشرة سنة .
    وقال سلمان الفارسي : مدة فراقه من أبيه أربعون سنة . وقال الحسن : ثمانون سنة .
    وقال ابن إسحاق : ثماني عشرة سنة . وكان يعقوب وأهل بيته يوم دخولهم مصر سبعين نفسا . وبين دخول يعقوب وأهله مصر وبين خروج موسى ببني إسرائيل منها أربعمائة وست وثلاثون سنة .
    وكان عدد من خرج مع موسى من بني إسرائيل من مصر ستمائة ألف مقاتل . وحمل موسى تابوت يوسف معه حين خرج . وإنه دفن عند آبائه .وأما أيوب عليه السلام
    فهو أيوب بن مصوع بن راح بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ، قاله وهب بن منبّه . وقيل : هو أيوب بن عوص بن رعويل بن عيص بن إبراهيم الخليل .

    وقال أهل التوراة : إنه من ولد عوص بن ناحور ، أخي إبراهيم الخليل ، فعلى هذا القول ليس هو من الروم . وقيل : إنه من ولد العيص ، لكونه روميا . واختلف في زوجته التي ضربها بالضغث ، فقيل : هي إلياء بنت يعقوب بن إسحاق عليهما السلام .
    وقيل : هي رحمة بنت أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق ، وكانت أم أيوب بنت لوط .
    وزعم الحسن البصري أنه ابتلي وله ثمانون سنة من عمره . قال وهب : وابتلي ثلاث سنين . وقيل : عاش مائتي سنة وعشر سنين . وقيل : نبّئ في عهد يعقوب .
    وذكر الطبري أن اللّه بعث بعده ابنه ذا الكفل ، واسمه بشر بن أيوب ، وله خمس وسبعون سنة . ثم بعث اللّه بعد ذي الكفل شعيبا ، عليهم السلام .



    “ 97 “

    نسب شعيب عليه السلام
    قيل : اسمه ترون بن صفوان بن الغابر ثابت بن مدين بن إبراهيم .
    روينا عن ابن إسحاق أنه شعيب بن ميكائيل من ولد مدين ، وقيل : لم يكن من ولد إبراهيم ، وإنما هو من ولد بعض من آمن بإبراهيم ، وهاجر معه
    قالوا : وأم أبيه هي بنت لوط ، وقصته ستجيء . وبعثه اللّه إلى أمتين : مدين ، وأصحاب الأيكة . وهو خطيب الأنبياء ، قيل : وكان أعمى ، ومات بمكة ، وما بلغني كم عاش.


    وأما الخضر عليه السلام
    فقيل : إن اسمه الخضر ، هذا قول الطبري . وقيل : اسمه بلياء بن لمكان بن قالع بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام ، وكان أبوه لمكان اختلف في نبوّته ، وقصته مذكورة في هذا الكتاب .
    قال ابن إسحاق : وكان الخضر نبيا ، بعثه اللّه إلى بني إسرائيل بعد شعيب .
    قال وهب : اسم الخضر أورياء بن حلقيا ، وكان من سبط هارون ، وهو الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها . وقال عبد اللّه بن شوذب : الخضر من فارس ، والياس من بني إسرائيل .

    وقال بعض أهل الكتاب من اليهود : إن موسى الذي لقي الخضر هو موسى بن ميشا بن يوسف ، وكان نبيا قبل موسى بن عمران .
    والصحيح : أن موسى بن عمران هو صاحب الخضر . وقيل : إن هذا الخضر كان على مقدمة عسكر ذي القرنين الأكبر ، الذي كان في أيام إبراهيم الخليل ، وبلغ معه نهر الحياة ، فشرب من مائه ، وهو لا يعلم به ، فخلّد ، وهو حيّ إلى الآن ،
    وهذا قول الطبري ، حكاه عنه صاحب كتاب أخبار الزمان .نسب موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام
    وهما أخوان لأب وأم ، وأبوهم عمران بن يصهر بن فاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام .
    واسم أمهما : لوخا بنت هاند بن لاوي بن يعقوب . وقيل : يوحانذ . وقال ابن إسحاق : يخبيب . وقصته ستجيء .
    وكان قابوس بن مصعب ، صاحب يوسف الثاني ، قد مات ، وأقام مكانه أخوه :
    الوليد بن مصعب ، وهو فرعون موسى .



    “ 98 “

    ولما بلغ فرعون بولادة مولود يكون هلاك فرعون على يده ، صار يقتل الولدان سنة ، ويحييهم سنة ، فولد هارون في السنة التي لا قتل فيها ، ثم ولد موسى بعده بثلاث سنين ، في السنة التي يقتل فيها ، فجعلته أمه في التابوت كما ذكر .
    ولما وجد التابوت في الماء عند الشجر ، سماه فرعون : موسى مركب من ماء وشجر ، فإن الماء بلغتهم : المو ، والسا : الشجر . فسمّي بصفة المكان الذي وجد فيه .
    ذكر ذلك شيخنا أبو زيد السهيلي في المعارف والأعلام .
    وقتل القبطي وسنّه إحدى وأربعون سنة ، وأقام بمدين تسعا وثلاثين سنة ، ثم رجع إلى مصر بزوجته صفورا بنت شعيب ، ثم بعثه اللّه إلى فرعون ، فأقام يدعوه أحد عشر شهرا ، ثم سار ببني إسرائيل ، وأتبعه فرعون ، فأغرقه اللّه .
    وأقاموا في التيه أربعين سنة ، وخسف اللّه بقارون في التيه ، ومات هارون في التيه وله مائة وسبعة عشر سنة ، ومات موسى في التيه وله مائة وعشرون سنة ، بعد أن استخلف يوشع بن نون . قال ابن إسحاق : إنها حوّلت النبوة إلى يوشع بن نون في حياة موسى عليه السلام .نسب يوشع بن نون عليه السلام
    وهو فتى موسى ، هو يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ، بعثه للّه نبيا بعد موسى إلى أريحا لحرب من فيها من الجبابرة ، فقاتلهم حتى أمسى ، فدعا اللّه أن يمسك عليه الشمس عن الغروب حتى يظفر عليهم .

    فقيل : رجعت الشمس قدر نصف ساعة .
    وقيل : رجعت اثني عشر برجا ، ولم يبق أحد ممن أبى أن يدخل المدينة من الجبارين مع موسى إلا مات ، ولم يشهد الفتح . قاله السدي .
    وقال ابن عباس : كل من دخل التيه ممن جاوز العشرين مات ، ولم يدخل المدينة غير يوشع ، وقيل : إنه فتحها في حياة موسى ، وعاش يوشع مائة وعشر سنين ، وأقام يدبّر أمر بني إسرائيل ثمانية وعشرين سنة ، ثم استخلف يوشع رجلا صالحا اسمه غالب بن يوقنا .نسب حزقيل عليه السلام
    ذكر الطبري : أنه لا خلاف بين أهل العلم بأخبار الماضين . إن القائم بأمور بني إسرائيل بعد يوشع كان غالب بن يوقنا ، ثم حزقيل بن يوقنا ، ويقال : ابن العجوز ، لأن أمه



    “ 99 “

    ولدته وهي عجوز عقيم ، وهو النبي الذي أصاب قومه الطاعون ، فخرجوا من ديارهم ، وهم ألوف ، حذر الموت ، فقال لهم اللّه : موتوا ، ثم أحياهم ، وقصتهم ستجيء .نسب الياس عليه السلام
    قيل : هو إدريس عليه السلام ، وقصته ستجيء . ذكر المحب الطبري ،
    قال : لما مات حزقيل ، كثرت الأحاديث في بني إسرائيل ، وتركوا عهد اللّه ، وعبدوا الأوثان ، فبعث اللّه إليهم الياس ، وهو الياس بن العيزار بن هارون بن عمران بن يصهر بن فاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل ، هكذا ذكر نسبه الطبري .
    وذكر غيره : أنه بعث إلى أهل بعلبك .
    وبعل : اسم صنم كانوا يعبدونه ، فتمادوا في طغيانهم يعمهون ، فدعا عليهم الياس ، فأمسك اللّه الغيث عنهم ثلاث سنين ، حتى هلكت مواشيهم ودوابهم ، فسألوه أن يدعو لهم ، فدعا لهم ، فجاءهم الخير ، فلم يتوبوا ، فدعا الياس أن يقبض اللّه روحه ، فكساه اللّه الريش ، فجعل يطير مع الملائكة ، وكان أنسيا ملكيا سماويا أرضيا ، ويجتمع في كل موسم بالخضر . وقد روي أنه اجتمع برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأكل معه من طعامه ، ويذكر أن الأبدال يجتمعون به .وأما اليسع عليه السلام
    فهو اليسع بن يخطوب ، كان تلميذ الياس ، فدعا له فنبئ بعده ، وهو يعرف بابن العجوز ، ثم هلك ، ولم يزل الأمر في إدبار لكثرة التخليط ، وسلّط اللّه عليهم ملكا أخذ منهم التابوت . وقصتهم ستجيء . فأقاموا في ذلك من أول وفاة يوشع أربعمائة وستين سنة ، إلى أن عادت النبوة والملك إليهم بشمويل .


    وأما شمويل عليه السلام
    فقد زرته على أميال من بيت المقدس ، وهو شمويل بن يالا ، ويقال : ابن هلقيا ، وهو بالعربية اسم إسماعيل .
    فكان بنو إسرائيل ، لما طال عليهم البلاء ، وملكتهم العمالقة ، وضربت عليهم الجزية ، وكان ملكهم طالوت ، وكانوا يسألون اللّه تعالى أن يبعث لهم نبيا يقاتلون معه ، ولم يكن بقي من سبط النبوة إلا امرأة حبلى ، اسمها حنا ، وكانت تدعو أن يرزقها اللّه



    “ 100 “

    النبوة ، على ما قيل ، وكانت عاقرا ، فسألت اللّه تعالى أن يرزقها ولدا ، فولدت شمويل ، فسمته سمعون ، وهو فعلون ، من سمع اللّه دعائي ، والسين في لغتهم شين ، وهو من ولد فاهث بن لاوي بن لاوي بن يعقوب ، فلما بلغ عشرين سنة ولّاه داود النبي عليه السلام .
    فلما أكمل شمويل أربعين سنة ، بعثه اللّه نبيا ، وبعث لهم طالوت ملكا ، ولم يكن من سبط الملك ، فأبوه ، وكانت آيته أن أتاهم التابوت الذي انتزع منهم ، تحمله الملائكة نهارا ، حتى وضع بين أيديهم عند طالوت . هذا مرويّ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما . فآمنوا حينئذ بنبوة شمويل ، وبملك طالوت .
    وكان في التابوت ، على ما زعم السديّ ، طست من ذهب ، كان يغسل فيه قلوب الأنبياء ، ورضراض الألواح ، وعصا موسى عليه السلام .
    وخرج طالوت لقتال جالوت ، كما ذكرناه في هذا الكتاب . ولما قتل داود جالوت ، زوّجه طالوت ابنته ، ثم بعد ذلك حبسه ، وأراد أن يقتله ، فهرب منه داود ، فندم طالوت على ما همّ به من قتل داود ، وتاب إلى اللّه تعالى .
    وقال طالوت : من توبتي أن أنخلع من ملكي ، وأقاتل في سبيل اللّه ، أنا وبنيّ حتى أموت . فخرج عن ملكه ، وأخرج معه بنيه ، وهم ثلاثة عشر ، فقاتلوا في سبيل اللّه حتى قتلوا كلهم . وورّث اللّه داود ملك طالوت ونبوة شمويل ، وهو قوله تعالى :وَآتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ، يعني ملك طالوت ،وَالْحِكْمَةَ: نبوة شمويل .
    وتاريخ مدة ملك طالوت ، فيما حكى ابن جرير الطبري ، على زعم أهل التوراة :
    أربعون سنة .
    وأما شمويل ، فعاش اثنين وخمسين سنة ، دبّر أمر بني إسرائيل منها إحدى عشرة سنة .وأما داود عليه السلام
    فهو داود بن بائس بن عويال من ولد يهوذا ، وقصته ستجيء . أطاعه بنو إسرائيل ، وفتح لهم الفتوحات الكثيرة . كان يقيم الزبور على اثنين وسبعين صوتا ، وكان له تسع وتسعون زوجة . ولما بلغ ثمانين سنة ، ابتلي بقصة أوريا ، وتزوج زوجته .
    فولدت له سليمان ، وعاش داود مائة سنة ، وقيل : شرع في بناء بيت المقدس ، فمات قبل أن يتمه .
    وكانت مدة ملكه أربعين سنة ، وتبع جنازته أربعون ألف راهب .



    “ 101 “

    وأما سليمان بن داود عليهما السلام
    ولّي ملك أبيه وله اثنتا عشرة سنة . وسخّر له الجن والإنس والريح . وقصته ستجيء .
    ولما مضى من ملكه أربع سنين ، بدأ ببناء بيت المقدس ، وفرغ منه في سبع سنين .
    ولما مضى من ملكه خمس وعشرون سنة ، جاءته ملكة سبأ ، وهي بلقيس . واختلف في تزويجه إياها ، وقد ذكرناه .
    وروينا من حديث ابن عباس ، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : “ بينما سليمان يصلي ذات يوم ، رأى شجرة ، فقال : ما اسمك ؟ قالت : الخروب .
    فقال : لأي شيء أنت ؟ قالت : لخراب هذا البيت . فقال سليمان : اللهم عمّ على الجنّ موتي ، حتى تعلم الجن أنهم لا يعلمون الغيب . ونحت من الخروب عصا ، وتوكأ عليها حولا ، وهو ميت حتى أكلتها الأرضة ، فسقط عن كرسيه ، فعلمت الجن عند ذلك بموته “ .
    وعاش سليمان اثنين وخمسين سنة ، وملك بعده ابنه راحيم سبع عشرة سنة . وملك بعد ابنه أبناء بني إسرائيل ثلاث سنين .
    ولم يزل الملك في ولده إلى صاحبه شعياء .ثم بعث اللّه شعياء عليه السلام
    قال ابن إسحاق : اسم صاحبه صديقة . وقال غيره : صديقا ، وهو الذي بشّر بعيسى ومحمد عليهما السلام . وقصد ملك بابل قتال صديقة ، فكفاه اللّه . وأوحى اللّه إلى شعياء أني قد أخّرت أجل صديقة خمس عشرة سنة .
    قال ابن إسحاق : وذكروا أن بني إسرائيل قتلوا شعياء بعد موت صديقة ، وسلط اللّه عليهم عدوهم فأفناهم . وأقام الملك في داود وبنيه أربعمائة وثلاثا وخمسين سنة ، وكان آخرهم صديقا ، وكان في زمنه أرمياء . وأقام الشام خرابا ما فيه غير السمرة سبعين سنة ، والملك لأهل بابل .

    وبعث اللّه أرمياء عليه السلام
    فأخبرهم بغضب اللّه عليهم ، فضربوه وقيّدوه ، فبعث اللّه عليهم بخت نصّر ، فقتل منهم ، وصلب ، وحرق ، والقصة ستجيء . وخرّب بيت المقدس ، وخرج أرمياء إلى مصر ، فأقام بها ، فأمره اللّه بالعود ، فسار حتى أشرف على خراب بيت المقدس ، فقال :



    “ 102 “

    أنّى يحيي هذه اللّه بعد موتها ؟ فأماته اللّه مائة عام ، ثم أحياه بعد أن عمرت بيت المقدس .
    قيل : أقامت خرابا سبعين سنة .
    وزعم ابن إسحاق أن أرمياء هو الخضر . وقال قتادة : هو الذي مرّ على قرية عزير .وأما دانيال وعزير
    فكانا من جملة من سباهم بخت نصّر ، فسار بهما إلى بابل ، وأقاما في يده ، ثم رأى رؤيا هالته ، فعبّرها له دانيال ، فأكرمه .
    وجاء دانيال وعزير ومن كان تحت يد بخت نصّر بعد موته إلى بيت المقدس .
    وذكر أن أبا موسى الأشعري وجد قبر دانيال بالسويس ، فأخرجه وكفّنه وقبره ، وهو الذي كان يستمطر به أهل فارس في زمن كسرى .
    وأما العزير
    فلما عاد إلى بيت المقدس ، أقام لبني إسرائيل التوراة ، بعد ما احترقت ، وكان من علمائهم ، ولم يكن نبيا .
    وقال العتبي : وأخبرني أيضا بذلك أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحنبلي بمكة ، وأنا أسمع عليه كتاب السنن لأبي داود ، فمر ذكره ، فقال : كان عزير قد أكثر المناجاة في القدر ، فمحا اللّه اسمه من الأنبياء ، فلا يذكر فيهم .
    وزعم أهل التوراة أن عزرة وهو العزير دبّر أمر بني إسرائيل ، ومكث معه أربعين سنة . وذكر أهل التاريخ أنه من ولادة داود إلى موت العزير خمسمائة وأربع وستون سنة .
    وفي آخر أيام العزير زال ملك الفرس من الشام ، وصارت لليونانيين والروم .وأما يونس عليه السلام
    وهو يونس بن متى ، بعث إلى أهل نينوى ، وقصته ستجيء .
    واختلف في زمان مبعثه ، فقيل : بعث بعد سليمان ، وقيل : بعد الياس ، وقيل : بعد شعيب .وأما زكريا عليه السلام
    فهو زكريا بن برخيا من ولد سليمان بن داود ، وقيل : زكريا بن آذن ، وكان زكريا



    “ 103 “

    وعمران أبو مريم متزوجين بأختين : الواحدة عند زكريا والأخرى عند عمران ، وهي أم مريم ، ولهذا كفل زكريا مريم ، فإن أباها كان قد مات ، وقيل : إنه ضعف عن كفالتها لأزمة أصابتهم ، فكفلها جريج النجار .
    فلما بلغ زكريا الكبر ، رزقه للّه يحيى من زوجته تلك ، فيحيى ابن خالة مريم . وولد عيسى بعد ولادة يحيى بثلاث سنين .
    وقيل : ستة أشهر ، فاتهم بنو إسرائيل زكريا بمريم ، فهرب منهم ، والقصة ستجيء .

    وأما يحيى بن زكريا عليهما السلام
    فولد في ملك سابور ، وذلك بعد قيام الإسكندر بثلاثمائة وثلاث سنين ، ويحيى وضع عيسى في نهر الأردن .
    وذكر أن ملكا من ملوك بني إسرائيل شاور يحيى في تزويج امرأة ، فقال : إنها بغيّ ، فاحتالت المرأة عليه حتى قتله الملك ، وبقي دمه يغلي إلى أن رفع عيسى . غزاهم ملك بابل ، وكان يقال له خروش ، وظهر عليهم ، ورأى دم يحيى يغلي ، فقتل عليه خلقا من الناس ، وخرّب بيت المقدس .

    وأما عيسى ابن مريم عليه السلام
    فولد بعد قيام الإسكندر بثلاثمائة وثلاث سنين ، وقيل : بثلاثمائة وتسعة عشر سنة .
    ذكر الحسن أن مريم حملت بعيسى ساعات ، ووضعته من يومها . وقيل : حملت به على العادة ، ومولده ببيت لحم ، وهربت به إلى مصر ، فأقامت بها اثني عشرة سنة ، ثم رجعت به إلى الشام ، وجاءه الوحي وهو ابن ثلاثين سنة ، وكانت نبوّته ثلاث سنين .
    وقيل : تكلم في المهد ثلاث مرات ، ثم لم يتكلم حتى بلغ حد الكلام المعتاد . وهذا قول أبي هريرة ، وقصته ستجيء . وكان رفعه من بيت المقدس ليلة القدر .
    قال وهب : توفاه اللّه ثلاث ساعات من النهار حتى رفعه ، وعاشت أمه بعده ست سنين .
    وكان بيت المقدس حين رفع عيسى للروم . ولما بلغ ملك الروم ما فعل بالمسيح ، وجّه ، فأنزل المصلوب المشبّه بعيسى ، وأخذ خشبته فأكرمها ، وقتل من بني إسرائيل خلقا كثيرا ، وأجلاهم عن فلسطين ، ومن هناك أصل النصرانية في الروم ، واسم هذا الملك قسطنطين ، وهو الذي بنى قسطنطينية .



    “ 104 “

    وأما الثلاثة أصحاب القرية
    وحكايتهم مذكورة ، واختلف الناس فيهم ، فقال وهب : كانوا ثلاثة أنبياء : صادق ، وصدوق ، وسلوم . وبعثوا إلى أهل أنطاكية ، وملكهم طيخشر . وقال قتادة : كانوا من الحواريين ، بعثهم عيسى بأمر اللّه إلى أنطاكية .
    وأما الذي جاء من أقصى المدينة فآمن بهم ، واسمه حبيب ، فكان نجارا بأنطاكية ، فلما آمن وطئوه بأرجلهم حتى مات ، فأحياه اللّه وأدخله الجنة ، وأهلك قريته بصيحة من السماء فخمدوا .
    وأما ذو الكفل عليه السلام
    فإنما سمي ذا الكفل ، قيل : لأنه بعث إلى ملك من بني إسرائيل ، يقال له : كنعان ، فدعاه إلى الإيمان ، وكفل له بالجنة ، فآمن به ، فسمي ذا الكفل ، قاله العتبي . قال مجاهد :
    تكفل لليسع بأمته ، فوفى له ، ولم يكن نبيا . وقيل : تكفل بعمل رجل صالح . وكان يصلي كل يوم مائة صلاة . وقيل : تكفل بتملك أحد ملوك بني إسرائيل .
    وقال الطبري : ذو الكفل هو بشر بن أيوب ، بعثه اللّه بعد أبيه أيوب .

    وأما لقمان الحكيم
    فكان عبدا حبشيا لرجل من بني إسرائيل ، فأعتقه ، وكان في زمن داود عليه السلام ، وكان اسم أبيه : باران ، واختلف في نبوّته ، وكان خياطا . وقيل : كان في زمن عاد ، وكان من جملة وفد عاد الذين أنفذهم إلى مكة ، يستسقون له ، فدعا اللّه أن يطيل عمره ، وكان له حينئذ مائتا سنة ، وقيل : عاش ألفا وثلاثمائة سنة .

    وأما خالد بن سنان العبسي عليه السلام
    قيل : هو من ولد إسماعيل ، أدركت ابنته النبي صلى اللّه عليه وسلم . قال ابن عباس رضي اللّه عنهما :
    ظهرت نار بالبادية بين مكة والمدينة في الفترة ، فسمّتها العرب : بدا ، وكادت طائفة منهم أن تعبدها مضاهاة للمجوس ، فقام خالد هذا ، فأخذ عصاه ، واقتحم النار يضربها بعصاه حتى أطفأها اللّه تعالى . ثم قال : إني ميت ، فإذا متّ ، وحال الحول ، فأرصدوا قبري ، فإذا رأيتم حمارا عند قبري ، فارموه واقتلوه ، وانبشوا قبري ، فإني أحدثكم بكل ما هو كائن .



    “ 105 “

    فمات ، فلما حال الحول ، رأوا الحمار فقتلوه ، وأرادوا نبشه ، فمنعهم أولاده ، وقالوا : لا نسمّى بني المنبوش .
    وقص النبي صلى اللّه عليه وسلم قصته على أصحابه ، حين جاءته ابنته ، فانتسبت له ، فقال لها :
    « مرحبا بابنة نبي أضاعه قومه » . ثم قال عليه الصلاة والسلام : « لو نبشوه لأخبرهم بشأني ، وشأن هذه الأمة ، وما يكون منها » .

    تاريخ نزول الكتب من عند اللّه عز وجل
    روي أن صحف إبراهيم نزلت في أول ليلة من شهر رمضان ، وأنزلت التوراة لست ليال خلت من شهر رمضان بعد صحف إبراهيم بسبعمائة سنة ، وأنزل الزبور لاثني عشر ليلة خلت من شهر رمضان بعد التوراة بخمسمائة عام ، وأنزل الإنجيل لثماني عشرة ليلة خلت من شهر رمضان بعد الزبور بستمائة سنة وعشرين عاما ، وأنزل القرآن لسبع وعشرين ليلة من شهر رمضان بعد الإنجيل بستمائة وعشرين عاما .

    تاريخ قتل المختار
    قتله مصعب بن الزبير سنة سبع وستين . وأقام ابن الزبير الحج للناس من سنة أربع وستين إلى سنة اثنتين وسبعين .
    وقتل ابن الزبير وصلب يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين .
    وقيل : من جمادى الأخيرة سنة اثنتين وسبعين ، وماتت أمه بعده بخمسة أيام ولها مائة سنة .
    وكان ملك ابن الزبير بالحجاز والعراق ، منذ مات معاوية بن يزيد ، إلى أن قتل ، تسع سنين .
    وكان إسلام الحكم ، طريد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، يوم فتح مكة ، ومات في خلافة عثمان .
    وولّي الحجاج العراق سنة خمس وسبعين . ونقشت الدنانير والدراهم بالعربية سنة ست وسبعين .

    وقيل : سنة خمس وسبعين ، نقشها عبد الملك بن مروان ، وكان نقشها قبل ذلك بالرومية .

      الوقت/التاريخ الآن هو 27/11/2024, 06:14