المجلس الحادي والعشرون
وقال رضي الله عنه يوم الثلاثاء عشية بالمدرسة خامس عشر ذي القعدة سنة خمس وأربعين وخمسمائة :
الدنيا حجاب عن الآخرة ، والآخرة حجاب عن رب الدنيا والآخرة ، كل مخلوق حجاب عن الخالق عز وجل .
مهما وقفت معه فهو حجاب ، لا تلتفت الى الخلق ولا إلى الدنيا ولا إلى ما سوى الحق عز وجل حتى تأتي إلى باب الحق عز وجل بأقدام سرك وصحة زهدك.
فيما سواه عريانا عن الكل متحيرا فيه مستغيثا اليه ، مستعينا به ،ناظرا إلى سابقته وعلمه .
فإذا تحقق وصول قلبك وسرك ودخلا عليه وقربك وأدناك وحياك وولاك على القلوب وأمرك عليها ، وجعلك طبيبا لها فحينئذ التفت إلى الخلق والدنيا فيكون التفاتك إليهم نعمة في حقهم وأخذك للدنيا من أيديهم وردها إلى فقرائهم واستيفاؤك لقسمك منها عبادة وطاعة وسلامة .
من أخذ الدنيا على هذه الصفة لا تضره بل يسلم منها ويصفو له أقسامه من نتن كدرها.
الولاية لها علامة في وجوه الأولياء يعرفها أهل الفراسة الإشارات تنطق بالولاية لا اللسان.
من أراد الفلاح فليبذل نفسه وما له للحق عز وجل ويخرج بقلبه من الخلق والدنيا كخروج الشعرة من العجين واللبن . وهكذا من الأخرى وهكذا من جميع ما سوى الحق عز وجل .
فحينئذ يعطي كل ذي حق حقه بين يديه تأكل أقسامك من الدنيا والأخرة وأنت على بابه وهما قائمتان خادمتان .
لا تاكل قسمك من الدنيا وهي قاعدة وأنت قائم ، بل كلها على باب الملك وأنت قاعد وهى قائمة والطبق على رأسها تخدم من هو واقف على باب الحق عز وجل .
وتذل من هو واقف على بابها ، كل منها على قدم الفني والعز بالحق عز وجل ، القوم رضوا من الله عن وجل بالإفلاس في الدنيا ورضوا منه بالأخرة أن يقربهم إليه.
ما يطلبون من الله عز وجل سوى الله , علموا أن الدنيا مقسومة فتركوا الطلب لها ، وعلموا أن درجات الأخرة ونعيم الجنة مقسومة أيضا فتركوا طلب ذلك والعمل له ، لا يريدون سوى وجه الحق عز وجل .
إذا دخلوا الجنة لا يفتحون عيونهم حتى يروا نور وجه الحق عز وجل ، أحبب التجريد والتفريد .
من لم يكن قلبه مجردا عن الخلق والأسباب لا يقدر يسلك جادة النبيين والصديقين والصالحين حتى يقنع باليسير من الدنيا ويسلم الكثير إلى يد القدر ، لا تتعرض بطلب الكثير فإنك تهلك , إذا جاءك´ الكثيرمن الحق عز وجل من غير اختيارك كنت محفوظا فيه .
عن الحسن البصري رضى الله تعالى عنه أنه كان يقول :
عظ الناس بعلمك وكلامك يا واعظا عظ الناس بصفاء سرك وتقوي قلبك ولا تعظهم بتحسين علانيتك مع قبح سريرتك .
الحق عز وجل كتب في قلوب المؤمنين الإيمان قبل أن يخلقهم ، هذا سابقة ولا يجوز الوقوف مع السابقة والاتكال عليها ، بل يجتهد ويتعرض ويبذل المجهود يجتهد في تحصيل الإيمان والايقان ويتعرض لنفحات الحق عز وجل ويلازم الوقوف على بابه.
فقلوبنا تجتهد في اكتساب الايمان فلعل الحق عز وجل يهبه لنا من غير كسب ولا تعب .
أما تستحون يصف الحق عز وجل نفسه بصفات يرضاها له تتأولونها وتردونها عليه ؟
ما يسعكم ما وسع من تقدمكم من الصحابة والتابعين .
ربنا عز وجل على العرش كما قال من غيرتشببه ولا تعطيل ولا تجسيم .
اللهم ارزقنا ووفقنا وجنبنا الابتداع
وقال رضي الله عنه يوم الثلاثاء عشية بالمدرسة خامس عشر ذي القعدة سنة خمس وأربعين وخمسمائة :
الدنيا حجاب عن الآخرة ، والآخرة حجاب عن رب الدنيا والآخرة ، كل مخلوق حجاب عن الخالق عز وجل .
مهما وقفت معه فهو حجاب ، لا تلتفت الى الخلق ولا إلى الدنيا ولا إلى ما سوى الحق عز وجل حتى تأتي إلى باب الحق عز وجل بأقدام سرك وصحة زهدك.
فيما سواه عريانا عن الكل متحيرا فيه مستغيثا اليه ، مستعينا به ،ناظرا إلى سابقته وعلمه .
فإذا تحقق وصول قلبك وسرك ودخلا عليه وقربك وأدناك وحياك وولاك على القلوب وأمرك عليها ، وجعلك طبيبا لها فحينئذ التفت إلى الخلق والدنيا فيكون التفاتك إليهم نعمة في حقهم وأخذك للدنيا من أيديهم وردها إلى فقرائهم واستيفاؤك لقسمك منها عبادة وطاعة وسلامة .
من أخذ الدنيا على هذه الصفة لا تضره بل يسلم منها ويصفو له أقسامه من نتن كدرها.
الولاية لها علامة في وجوه الأولياء يعرفها أهل الفراسة الإشارات تنطق بالولاية لا اللسان.
من أراد الفلاح فليبذل نفسه وما له للحق عز وجل ويخرج بقلبه من الخلق والدنيا كخروج الشعرة من العجين واللبن . وهكذا من الأخرى وهكذا من جميع ما سوى الحق عز وجل .
فحينئذ يعطي كل ذي حق حقه بين يديه تأكل أقسامك من الدنيا والأخرة وأنت على بابه وهما قائمتان خادمتان .
لا تاكل قسمك من الدنيا وهي قاعدة وأنت قائم ، بل كلها على باب الملك وأنت قاعد وهى قائمة والطبق على رأسها تخدم من هو واقف على باب الحق عز وجل .
وتذل من هو واقف على بابها ، كل منها على قدم الفني والعز بالحق عز وجل ، القوم رضوا من الله عن وجل بالإفلاس في الدنيا ورضوا منه بالأخرة أن يقربهم إليه.
ما يطلبون من الله عز وجل سوى الله , علموا أن الدنيا مقسومة فتركوا الطلب لها ، وعلموا أن درجات الأخرة ونعيم الجنة مقسومة أيضا فتركوا طلب ذلك والعمل له ، لا يريدون سوى وجه الحق عز وجل .
إذا دخلوا الجنة لا يفتحون عيونهم حتى يروا نور وجه الحق عز وجل ، أحبب التجريد والتفريد .
من لم يكن قلبه مجردا عن الخلق والأسباب لا يقدر يسلك جادة النبيين والصديقين والصالحين حتى يقنع باليسير من الدنيا ويسلم الكثير إلى يد القدر ، لا تتعرض بطلب الكثير فإنك تهلك , إذا جاءك´ الكثيرمن الحق عز وجل من غير اختيارك كنت محفوظا فيه .
عن الحسن البصري رضى الله تعالى عنه أنه كان يقول :
عظ الناس بعلمك وكلامك يا واعظا عظ الناس بصفاء سرك وتقوي قلبك ولا تعظهم بتحسين علانيتك مع قبح سريرتك .
الحق عز وجل كتب في قلوب المؤمنين الإيمان قبل أن يخلقهم ، هذا سابقة ولا يجوز الوقوف مع السابقة والاتكال عليها ، بل يجتهد ويتعرض ويبذل المجهود يجتهد في تحصيل الإيمان والايقان ويتعرض لنفحات الحق عز وجل ويلازم الوقوف على بابه.
فقلوبنا تجتهد في اكتساب الايمان فلعل الحق عز وجل يهبه لنا من غير كسب ولا تعب .
أما تستحون يصف الحق عز وجل نفسه بصفات يرضاها له تتأولونها وتردونها عليه ؟
ما يسعكم ما وسع من تقدمكم من الصحابة والتابعين .
ربنا عز وجل على العرش كما قال من غيرتشببه ولا تعطيل ولا تجسيم .
اللهم ارزقنا ووفقنا وجنبنا الابتداع
أمس في 20:03 من طرف Admin
» كتاب: مطالع اليقين في مدح الإمام المبين للشيخ عبد الله البيضاوي
أمس في 20:02 من طرف Admin
» كتاب: الفتوحات القدسية في شرح قصيدة في حال السلوك عند الصوفية ـ الشيخ أبي بكر التباني
أمس في 19:42 من طرف Admin
» كتاب: الكلمات التي تتداولها الصوفية للشيخ الأكبر مع تعليق على بعض ألفاظه من تأويل شطح الكمل للشعراني
أمس في 19:39 من طرف Admin
» كتاب: قاموس العاشقين في أخبار السيد حسين برهان الدين ـ الشيخ عبد المنعم العاني
أمس في 19:37 من طرف Admin
» كتاب: نُسخة الأكوان في معرفة الإنسان ويليه رسائل أخرى ـ الشّيخ محيي الدين بن عربي
أمس في 19:34 من طرف Admin
» كتاب: كشف الواردات لطالب الكمالات للشيخ عبد الله السيماوي
أمس في 19:31 من طرف Admin
» كتاب: رسالة الساير الحائر الواجد إلى الساتر الواحد الماجد ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:28 من طرف Admin
» كتاب: رسالة إلى الهائم الخائف من لومة اللائم ( مجموع رسائل الشيخ نجم الدين الكبري )
أمس في 19:26 من طرف Admin
» كتاب: التعرف إلى حقيقة التصوف للشيخين الجليلين أحمد العلاوي عبد الواحد ابن عاشر
أمس في 19:24 من طرف Admin
» كتاب: مجالس التذكير في تهذيب الروح و تربية الضمير للشيخ عدّة بن تونس
أمس في 19:21 من طرف Admin
» كتاب غنية المريد في شرح مسائل التوحيد للشيخ عبد الرحمن باش تارزي القسنطيني الجزائري
أمس في 19:19 من طرف Admin
» كتاب: القوانين للشيخ أبي المواهب جمال الدين الشاذلي ابن زغدان التونسي المصري
أمس في 19:17 من طرف Admin
» كتاب: مراتب الوجود المتعددة ـ الشيخ عبد الواحد يحيى
أمس في 19:14 من طرف Admin
» كتاب: جامع الأصول في الأولياء و دليل السالكين إلى الله تعالى ـ للسيد أحمد النّقشبندي الخالدي
أمس في 19:12 من طرف Admin