..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

..الإحسان حياة.

مرحبا بك أيّها الزّائر الكريم.

..الإحسان حياة.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
..الإحسان حياة.

..الإحسان معاملة ربّانيّة بأخلاق محمّديّة، عنوانها:النّور والرّحمة والهدى

المواضيع الأخيرة

» كتاب أخبار وحكايات لأبي الحسن محمد بن الفيض الغساني
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty25/11/2024, 17:11 من طرف Admin

» كتاب التواضع والخمول تصنيف ابن أبي الدنيا
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty25/11/2024, 17:02 من طرف Admin

» كتاب: في رياض السيرة النبوية العهد المكي – د.أحمد عمر هاشم ـ ج1
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty25/11/2024, 16:27 من طرف Admin

» كتاب في رياض السيرة النبوية (العهد المدني) لأحمد عمر هاشم ـ ج2
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty25/11/2024, 15:41 من طرف Admin

» كتاب: القصص في الحديث النبوي ـ لمحمد الزير موقع مكتبة
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty25/11/2024, 15:03 من طرف Admin

» كتاب: الكلام على قوله تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ـ ابن رجب الحنبلي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty25/11/2024, 14:58 من طرف Admin

» كتاب: نهاية العالم في الكتاب المقدس - دراسة مقارنة مع القرآن الكريم ـ نور فائزة بنت عثمان
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty20/11/2024, 22:49 من طرف Admin

» كتاب مواعظ الإمام زين العابدين ـ صالح أحمد الشامي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty18/11/2024, 23:30 من طرف Admin

» كتاب إتحاف النفوس بنفحات القدوس ـ عبد القدوس بن أسامة السامرائي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty18/11/2024, 23:25 من طرف Admin

» كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي والسلام ـ محمد بن عبد الرحمن بن علي النميري
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty18/11/2024, 23:20 من طرف Admin

» كتاب الغيب ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty18/11/2024, 23:08 من طرف Admin

» كتاب الشيطان والإنسان ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty18/11/2024, 23:03 من طرف Admin

» كتاب الشعراوي هنا رأيت سيدنا إبراهيم ـ سعيد أبو العنين
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty18/11/2024, 23:01 من طرف Admin

» كتاب الخير والشر ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty18/11/2024, 22:57 من طرف Admin

» كتاب التربية في مدرسة النبوة ـ محمد متولي الشعراوي
كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty18/11/2024, 22:55 من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر

دخول

لقد نسيت كلمة السر


    كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 68544
    تاريخ التسجيل : 25/04/2018

    كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2 Empty كتاب: الوعاء المختوم شرح عنقاء مغرب لابن أبي الفضل الشافعي ـ ج2

    مُساهمة من طرف Admin 14/5/2023, 18:30

    الآيـات الدالات في آخـر الزمـان وتكرار دوران الفـلك وتكـرر الأيام والشهور وهو مدلول الكـرور أي يتكرر الزمان أي يتـقارب زمـانه يقوم وكـذلك العارف بتكرار العبادة مـع تكـرار الأوقات يقوم عـيسـى الإلهـام لقتـل دجال النفـس والشيطـان والدليل على ظـهور ذلك الخـتم لما ثـبت من الأحـاديث الصحيحـة عن حـذيفة بن أسيد الغفـاري رضي الله عنه قال: اطلع علينا رسـول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر، فقال: ما تذكرون، قالوا: نذكر الساعـة ، قال: إنهـا لن تقوم حـتى تروا قبلها عـشر آيات؛ فذكر الدجال والدخـان والدابة وطـلوع الشمس من مغربـها ونزول عيسـى ويأجـوج ومأجـوج وثلاثة خـسوف: خسف بالمشـرق وخسف بالمـغرب وخـسف بجـزيرة العرب وآخر ذلك نار تخـرج من اليمـن تطـرد الناس إلى المحـشر وأول ذلك طـلوع الشمس من مغربـها وقد يـراد بـهذه الأحـرف تاريخ ظـهور المـهـدي وعـيسـى والدجال وذلك من قوله وعـند فنا خـا الزمـان وهــي أول الحـساب مع قلب الهـمزة يـاء إلـى قـوله مـدلول

    يظـهر من الحـساب ألفا وأربعـماية وخمسين

    وفي الخـمسين إلى السـبعين يظــهر والله تعـالى أعـلم

    مـعدود مـع السـبعة الأقطـاب الذين هـم كل واحـد على قلب نبـي وهـم الأعـلام للهـدى الذين يستـفاد مـنهم عـلم التـوحيد والهـداية والحـال أن الناس عـما يراد بـهم مـن أمـور السـاعة والهـداية غــفل عن عــلامات
    حـوادث خـتم الأوليـاء
    وأيضـا غافـلون عن أمـور الساعة
    وأيضـا غافـلون عن أمـر الخـتم الباطـني الإلهـامي
    ولأن الخـتم عـليم بتـدبير الأمـور الدنيـوية والدينيـة لأنه اطـلع عـلى الأمـور الديـنية فـي زمـان النبـوة والأنبيـاء كـلهم في شـرع واحـد وديـن واحـد ولاكـن حصل التبـديل من بعدهم بالفـترة وهذا الخـتم حكـيم في وضـع الشـيء في محـله ومنصـور بما سـبق له ومـؤيد بالتـأييد الإلهـي وكـل من عـاداه مخـذول وفي الروضـة الخـضرآ يعني دمشق وذلك لما روي أنه يبعث المسـيح عيسـى بن مـريم فينزل عند المـنارة البيـضا شـرقي دمشق وذكـر القرطـبي أنه ينزل في السحـر فـيقول أيـها الناس ما مـنعكم أن تخـرجوا إلى الكـذاب الخـبيث فيقـولون هـذا رجل جـني فينطـلقون فإذا هـم بعيسـى ابن مـريم

    وخـرج مسـلم وابن ماجـة عن أبي هـريرة قال: قال رســول الله صلى الله عليه وسلم لينزلن ابن مـريم حـكما عـدلا وأن يكـسر الصـليب ويقـتل الخنزير،

    وكذلك خـتم وجـودك يكـسر صليب نفـسك ويقـتل خنزير شـيطانك

    وأشـار إلى هـذا المعـنى ابن الفـارض:

    وَجُذَّ بسَيْف العَـزْمِ سَـوْفَ فإن تَجُـدْ ... تَجِـدْ نَفَسًا فَالنَّفْـسُ إِن جُدْتَ جدَّتِي

    أي اقـطع بسيف العـزيمة أصـنام وجودك وهي سوف ولعـل وعـسى فإن تجـد نفسا فالنفـس إن جدت بـها وقطـعتها عن مـألوفاتـها جـذت أي انقطـعت لأن العـالم إذا لم تعـلو همـته كـان كـمن لم يكـن له عـزم في قطعـها فـتميل نفـسه إلى خـضراوات الشـهوات وعـند التفاتـها إلى تـلك الخـضراوات يكون سـموا أي علو هـمته وهـمة عـداته لأن عيسـى والمـهدي تسموا همتهما في قتـل الدجال وتشـتد عـداوتهما له وكـذلك العـارف تسـموا هـمته وتشـتد عـداوته عند مـيل النفـس إلى الخـضراوات الدنيـوية والشـهوات الشيطانية وصـاحبـها أي الروضة الخـضراء يعـني دمـشق وكـذلك الروضـة الأحدية فإن الله تـعالى بالمـؤمنين في ذلك الوقـت رحـيم بـما يحـصل لهم من الخـوف من الدجال ورحـيم بمن حصل له فـترة في أمر الدجال وكذلك العـارف إذا حـصل له فـترة من نفـسه وشيطانه ورجـع فالله رحـيم به ويخـتص ذلك الخـتم في ذلك الوقت بالتدبـير في أمـر الناس لأنه أولى من الولاية التي تكـون عليهم وكـذلك العـارف أولى بتدبـير المـريدين من آبايهم كـما قال بعـضهم:

    انظـر أسـتاذي على والدي وإن ... نالني من والدي العـز والشـرف

    فذلك يربي القلب والقلب جوهر ... وهذا يربي الجسم والجسم كالصدف
    فخـص الله هـذا الخـتم الذي هو عيسـى بتدبـير الناس دون غـيره من الولاة ظـاهرا وباطـنا فإن الأعـمال الباطـنة إنما هـي أخـلاق وخواطـر تنشأ مـنها صـفات لها معاني إذا فـاح زهـر لأن الزهـر تظـهر له رايحة طـيبة من أثـر قـدرة الله تـعالى وكـذلك الأعـمال الباطـنة والواردات كالزهـر تـنشـأ عـنها ثمــار وذلك بتربيــة الله تـعالى أويـهب نسـيم أي تــهب عليـها الرياح تلقحـها والأمطـار تسقيها والشــمس تنضجـها والتمـر يحليـها وكـذلك العـارف إذا جــاهد نفسـه وكـانت له قابلية أمطـرت عليه من سـما المـعرفة فأنبـتت ثمـار المـعرفـة وتـرددت عـليها ريــح الســلامة وشمس التوحـيد وقـمر الإيمـان تـراه عـند ذلك إذا ناواه مناوٍ أي عـارضه معـارض في الأمـر إنما يكـون في تـلك الأمـور جـاهل لا يعـرف ما أراد بتلك الأحـكام وكذلك العـارف إنما يعارضـه من يكـون كـثير الدعـاوى فدعاويه حجـبته عن الانقياد وقطـعته أو يكـيد من أراد المسلك فيكـون عـتل زنيـم والزنيم والمزنم المستـلحق في قوم ليـس مـنهم لا يحـتاج إليه فكأنه فـيهم زنمـة

    قال تـعالى " عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ " قال عـكرمة هو اللئيم الذي لا يعـرف أبـوه إلا بلؤمـه كما تعـرف الشـاة بزنمتـها وكـيدها وكل ذلك من صفات الشيطان لأنه أول من كـاد إبليس لآدم ثم اسـتمرت العـداوة لذريتـه قال تـعالى " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَـدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا " فالشيطـان ينصـب العـداوة للعارفـين ويأتي لكل صـنف من بـاب الأقرب فيأتـي العـارف بما يكـون من جـنسه ويلقي في قلبـه الحـسد والكـيد فظاهـره أي هـذا العـارف إذا لاحـظ المنكر الإعـراض عنه لأن الشيطان لبـس عليه وأوقعـه في الحـسد والإنكار والعـارف إذا عـرف هذا المـنكر فإن قلبـه غـيور على الأسـرار والحـكم وعلى الأمـر ؟؟؟؟؟ غـيور وزعـيم والزعـيم الكفيل وفي الحديث " الزعـيم غـارم"

    والزعامة السـيادة وزعـيم القـوم سـيدهم وكـافلهم من أن يظـهر عليه المنكر المكيد الزنيم فإن الخـتم لا يولـي المسـلمين من كـان يحـاربه ويعـاديه فـإن ذلك محـال منه وكذلك العـارف فإن أفشى سـر الربوبيـة لمن ينكـر عنده كفر فـهو لا يغـفل عن ملاحـظة المؤمنين طرفة عـين وكذا العـارف لا يغـفل عن المراقبـات لملاحـظة التجــلي طـرفة عين إذا ما مضـى الموصـول بمـعـنى الذي بـقي من يوصـله إلى الذي قدر الله تـعالى لظــهوره نـصـف سـاعـة وقد ظـهرت بـوادر العـلامات إلى سـاعة أخـرى من سـاعة يومـه صـريم والانصـرام الانقطـاع والتصـارم التقاطـع والتصـام التقطــع وصـريم بمعـنى مصـروم أي مقطـوع قال تـعالى في قضـية الذين كـان لهـم البسـتان من بني إسرائيل وكـانوا يكـرهون إطـعـام المساكـين فأرادوا أن يقـطـعوا الثـمر بالليـل عند الفجـر فأرسـل الله عـليها نارا فأحـرقتـها فأصبحـت كالصـريم مقطـوعة لا شـيء فيها وكان سـبب ذلك ظـلم الفقراء

    وكذلك قبل ظـهور المـهدي يظـهر الظـلم والجـور والجدب فيهـتز عـند ظـهوره بالميل غصن العدل بعد سـكونه أي ويظـهر الخـصب بظـهور خـتم الأولياء

    وتفـنى الصـفات المذمومة المـوحية لغـضب الله تـعالى ويزول الفجور والظـلم والجدب ويحـيا نبـات الأرض بالأمـر وترسـل الأرض النبـات ويخـضر وهـو هـشيم والهـشيم من النبـات اليابـس المتـكسر

    وكذلك السـالك العـارف إذا توجـه إلى الله تـعالى بالجـاذب الإلهـي من سـاعة غـفلتـه إلى سـاعة أخـرى ولم يجـهد نفـسه في اللـه تـعالـى وحـل قاطـعـا فـاتـه المقصـود وذلك أن اللـه تـعالى جـعل لقـدرة العـبد مـدخلا في قـدرته أزلا وقـرنها بالكـسب والاخـتيار فـعند توجـه العـبد إلى تـلك الطـاعـة وفـعلها يخـلق اللــه تـعالـى له قـدرة فـعـلها وينسـب الفـعـل إلى العــبد أدب لا اعتـقادا ومذهـبا ولئـلا يكـون للعـبد على الله حجـة فإن الله تـعالى لم يرد مـن العـبد إلا الطـاعة وإن قـدر المعـصية عـليه وعـند اكـتسابـها يخــلقها اللـــه تـعالى وتنسـب إلى العـبد لئـلا يكـون ذلك تعـبثا في الربـوبية ويكـون من العـبد إيجـادا بغـير خـلق اللـه تـعالى فـيفضـي إلـى الشـرك وحـاصـل هـذا أن الحـق خـالق والعـبد كاسب وإن نظـرت إلى سابقية الأمـر وجـدته في مـعنى قـوله تـعالى " وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ "

    وإن نظـرت بعـين الشريـعة يحـصل المـقت وإن نظـرت بعـين الحـقيقة حـصلت المـعـذرة لأن المحـقق لا يشـهد في الحـقيقة فاعـلا إلا اللــه تـعالى
    والحـاصل أن اللـه تـعالى يظـهر هـذا الخـتم بـما سـبق في عـلمه ويظـهر بظـهوره عـدل الله الذي أراده لعــباده وقـرنه بزمـانه شـرقـا ومـغـربا بطـريق العـموم

    ويعــم المـعنى البـاطن بالتربـية ومـعرفة توليـة الصـفات المحـمودة على الجـوارح الظـاهرة والباطـنة وشـخص إمـام المـؤمنين في ذلك الوقـت اسـتولى علـى الخـتم وكذلك إمـام الجـوارح التي هـي النفـس فإنها قبل معـرفته بالصـفات المحـمودة تلبـس عليه الباطـل في صـورة الحـق ويميـل إمـام الجـوارح الذي هـو القلـب إلى ذلك فـلما اسـتولى الإلــهام عـلى القلـب مـع التربـية ظـهرت قبـايح النفـس فاشـتغل ينهـاهـا عـما كـانت عـليه وانعـكست صـفاتـها المـذمومة وصـار كل فـعل من أفـعالـها رمـيم ومنه قولـهم رم العـظم يرم بالكـسر رمـة أي بلي فـهو رمـيم وإنما قال تـعالى " مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ " لأن فـعيلا وفـعولا قـد يستـوي فـيهما المذكـر والمـؤنث والجـمع مثل رسـول وعـدو وصـديق والرمـيم البـلي الآيل إلـى الـزوال

    وثـم صـلاة الحــق تتـرا أي تتـوالى بـقوله وتـنزيله وأمـره عـلى الذي كـشف عن حـقايق الأمـور ظـاهرا وباطـنا وأنا بـه لم أزل أطـلبه فـي حـالتي ظـاهري وباطـني أهـيم عليه وجـدا واشـتياقا إليه صلى الله عليه وسلم أمـا بـعـد حـمد اللــه الذي تـقدم في أول إنشـايه فـي صـدر الكـتاب
    والصلوة التي خـتم بـها الحـمد في الخـط وتـمم وهـي الصلوة والثـناء الذين وقعـا بعد الجـملة اللفظـية وكأنه تلفـظ بالسـلام فلم يحـتج إلى وضـعه خطا ثم شـرع يخـاطب العـارف الفـطن قال:
    تدبـر أيها الحـبر اللبـيب العـاقل البارع لتنـظر أمـورا قالـها العـارف بـها الفـطن فـيما قاله المصـيب أي فـيما أشـرت إليه فإذ لـم أقله إلا عن كـشف دقيـق وحـقق نظـرك إن كنت راغـبا في مـرآي الذي أرومـه لك وأجـود عليك به من معان غـريبة وجواهـر نفـيسة حـواها شـمول لفـظه العـذب أي الحـلو والمـنهل العـذب كـل الناس تـورده العجـيب الذي ليس له مثل في العـذوبة وكيف لا تكـون عجـيبة وهـي أمـور إلهـية والعـبد من مـاء وطـين وقد جـعل مـعدن الأسـرار وأي عـجب أعـجب من هذا جـعل القلـب والفكر والسـر يردوا هذا المنهـل وهو لا يوجـد في ؟؟؟؟؟ ولا تنظـره في الأكوان ولا في البلدان أي لا تطلبـه في ظـرف ولا حـين ولا جـوهر تشقى فقد نبـهك عـليه وعلى مـعرفته في كـلامه قال تـعالى " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ " فـلا تتـعب روحـك وجـسمك وقد نبـهك وأسمعك النداء القريب وهـو أقـرب إليـك من حـبل الوريد فإن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ما قلته لك فـزت بالارب وحـصل المقصـود من الطـلب ؟؟؟ ما كـنت ومـا زايـدة تـقديره أيه الطـالب الراغـب إذا كـنت نسخـتها أي نسخـة الأكـوان فـلا تطـلب مـا ترومه في غـيرك وإلى هـذا أشـار بقوله فما لي أروم وأطـلب مـرادي من البـعد والحـال أن المعـنى الذي أطـلبه قريب أي أقـرب إلي من حـبل الوريد ثـم رجـع يخـاطب الطـالب بـعدما أشـار إليـه ودلـه على مظـنات المـعرفة باللـه تـعالى فـقال له فـتبين لك الغـرض الذي تطـلبه من هذا الكـتاب هذا من أسمآ الإشـارة إلى الكـتاب المسـمى " عـنقا مـغرب" المـشتمل على ما تطلبـه من مـعرفة اللـه تـعالى وكـيف التـوصل إليـها

    وكنا ألفـنا كـتابـا حـصل من الفـيض الإلهـي روحـانيا بالإلهـام الوارد من حـضرة القـدس وقـد أنشـأته إنشـاء ربـانيـا ليـس هـو مـن مـرادات النفـس سـميناه بالتدبــيرات الإلهيـة الذي لا يسـتطيع أحـد من البـشـر على التصـرف بـشيء منها ولا التدبـير في شـيء منـها ولا من اصطـلاح هذه المملكـة العـظيمة الإنسـانية إلا وليـها الأعـظم قال اللـه تـعالى " اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَـنُوا " وتـبرأ من ولايـة الكـفار قـال تـعالى " وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ " وكـذلك العـارف من حـيث المضـاهـات بما ذكـر من أمر الفريقين أمـا الصـفات المحـمودة كالذين آمـنوا والصـفات المذمـومة كالذين كـفروا فـقال وكـنا قد تكـلمنا فـيه على حـقيقة مضـاهاته بالعـالم وعلى أن الإنسـان عـالم صـغير فإنه مسـلوخ عن العـالم الكـبير مـقابل له بـكل مـا ظـهر في الكـون الأكـبر من وحـي وإرسـال وإنذار وملاحم وكـفر وإيـمان وحـيوان ونبـات ومـعدن وعـرش ومـلايكة وأرض وبحـار وأنهـار وجـنة ونـار وكـل مـا في العـوالم جميعها فهـو مندرج في حجم هـذا العـين الأصغر الذي هو الإنسان فانظـر إلى صـغر حجـمه وإلى عظيم قدره سخـر له جـميع مـا في العـوالم العاجـلة والآجـلة ومـا ذاك إلا لمضـاهـاته بـه فصـير كـل صـفة مسخـرا لـها ما يقـابلـها من تلك الحـقايق المـوجـودة في العـالم لأن الله تـعالى غـني عـنها وإنمـا خلـقها لاحـتياجك إليـها
    ولم أتكـلم في تـلك الأوراق المسـماة بالتـدبيرات الإلهـية عـلى مضـاهـات الإنسـان بالعــالم على الإطـلاق من كل وجـه ولكـن حـرف اسـتثناء أي على بعـض ما يقابله من حيث الخـلافة به أي بهـذا الإنسـان الكـامل فإن مطـلق الإنسان لا يقابله من جـهة الخـلافة بل يقابل العـالم من حـيث التشبيـه والكـامل أعـم من حـيث المـقابلة للخـلافة قال تـعالى " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَـلِيفَةً " لمصـالح العـباد والتـدبير فـي أمــور الخـلق قـال اللـه تـعالى " يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ " فالإنسـان الكامل متصـرفا في باقي جـنسه من حيث الظـاهر بالحـدود والأحكـام وأما أن يكون متصـرفا في باقي جـنسه من حيث البـاطن بالتربـية ومعرفة أخـلاقه لأن الإنسان الكـامل ذو نسـبتين وحكـاها الشـيخ في كتابه المـسمى بإنشـاء الدواير
    قال قدس الله سـره لـما تكـلمنا على أقسـام المعـدومات ثـم بيـنا مـراتبـها أردنا نتكـلم عـلى المـوجـودات وإضـافـتها وهـي عـلى أقسـام مـنهـا وجـود مطـلق لا تعـقل مـاهيته ولا تجـوز عـليه المـاهية كما لا يجـوز عـليه الكـيفية ولا يـعلم له صـفة نفسـية من بـاب الإثبـات وهو اللــه تـعالـى وغـاية المـعرفة الحـاصلة بأيدينا اليـوم من صـفات السلب مثل ليس كـمثله شيء سـبحان ربـك رب العـزة عما يصفون فعلى ما قدمـنا من العـلم لا يتعلق بمـوجود فـهنا متـعلق العـلم بقي ما لا يجـوز عـليه سـبحانه وتـعالى وبقي ما لا يجـوز ثـابت عـندنا مـوجود فينا منسـوب إلينا هـذا قسـم ومنـها موجود مجـرد عن المادة وهو العـقول المفارقة الروحـانية القابـلة للتشـكل والتصـوير ذوات الرقـايق النـورية والمـعبر عـنها بالمـليكة وهي لا تتحـيز ولا تختـص بمكـان دون مكـان كذاتها ليـس لهـا شكـل تختـص به ولا صورة وإن كانت الصـورة التي يظـهر فيهـا متحـيزة وهي سـر شـريف وهـذه النسـبة هـي القوى الروحـانية النارية المـعبر عـنها بالجـن غـير أنـها تحـت قـهر الطـبيعة وإن الحـرارة من صـفة ذواتـها والمليـكة ليـس كذلك ومنـها موجـود يقبل التحــيز والمكــان وهـي الأجـرام والأجـسام والجـواهر الأفـراد عــند الأشـعريين ومنـها مـوجود لا يقبل التحـيز بذاتـه لكـن بالتبعـية ولا يقـوم بنفسـه لكن يحـل في غـيره وهي الأعـراض كالسـواد والبـياض وأشـباه ذلك
    ومنها موجـودات النسـب وهـي ما يحـدث بين هـذه الذوات التي ذكـرناها أبين الأعـراض كـالأين والكـيف والزمـان والعـدد والمقـدار والإضـافـة والوضـع وأن ينفعـل أو يفـعل وكـل واحـد من هـذه المـوجودات ينقـسم فـي نفسـه إلى أشـياء كـثيرة ولا يحـتاج هـنا إلى ذكـرها فالأيـن كالمكـان مـثل الفـوق والتحـت وأشـباه ذلك والكـيف كالصحـة والسـقم وسـاير الأحـوال والزمـان كالأمـس واليـوم والغـد والنهـار والليل وما جـاز أن يسـأل عـنه بشـيء والكـم كالمـقادير والأوزان وكـتربيـع المسـاحـات وأوزان الشـعـر والكـلام وغـير ذلك مما يدخـل تحـت كـم والإضـافـات كالأب والابن والمــلك والوضـع واللـغـات والأحكـــام وأن يـفـعـل كالذبـح وأن ينفـعل كالموت عند الذبـح وهذا حصر الموجـودات والموجـودات كـلها عـشرة جـواهر والأعـراض وهذه الثمـانية المذكـورة في الإنسـان وحـده من بـين سـاير ما ذكـرناه من الموجـودات هذه الموجـودات كـلـها وهي في العـالم مـتفرقة فإذا نفـخ في الإنسـان روح القـدس التحـق بالموجـود المطـلق التحـاقا مـعنويا مـقدسـا وهـو حـظه من الالوهـية ولهـذا تـقرر عـندنا أن الإنسـان نسخـتان نسـخة ظـاهرة ونسـخة باطـنة فالإنسان هو الكـلي على الإطـلاق والحـقيقة إذ هـو القابـل لجـميع المخـلوقات قديمـا وحـديثا وما سـواه من الموجـودات لا يقبـل ذلك فإن كـل جـزء من العـالم لا يقـبل الالوهـية والإله لا يقبـل العـبودية بـل العـالم كـله عـبد والحـق وحـده سبـحانه وتعالى إله واحـد صـمد لا يجـوز عـليه الاتصـاف بما يناقض الأوصـاف الحـادثة العـبادية والإنسـان ذو نســبتين كـامـلتين نســبة يدخـل بـها إلى الحـضرة الكـينانية فـيقال فـيه عـبد من حيث أنه مكـلف ولم يكـن ثـم كـان كالعـالم ويقال فـيدرب من حـيث أنه خـليفة ومن حيث الصـورة ومن حـيث أحـسن تـقويم فكـأنه بـرزخ بين العـالم والحق وجـامع لخـلق وحـق وهو الحـد الفاصـل بين الحـضرة الإلهـية والكـينونية والخـط الفاصل بين الظـل والشـمس وهذه حـقيقة فله الكمال المطـلق في القـدم وليس له في الحـدوث مدخـل تـعالى عن ذلك
    والعـالم له الكـمال المطـلق في الحدوث
    وليس له مدخـل في القـدم لا عن ذلك فصـار الإنسان جـامعا ؟؟؟
    الحـمد عـلى ذلك ما أشـرفها من حـقيقة وما أظـهره من موجـود وما أحسـنها وما أونسـها أيضا في الوجـود وقد كـان منـها محـمد صـلى الله عـليه وسـلم وأبـو جـهل وموسـى عـليـه الصـلاة والسـلام وفرعـون فتحـقق أحـسن تقـويم واجـعله مـركز الطـايفين والمـقربين وتحـقق أسـفل سـافلين واجـعله مـركز الكـافرين الجـاحدين فستبحان من ليتس كمـثله شيء وهـو السـميع العـليم وهـذه دوايـر مـا قـررناه عـلى التنزيـه والتشـبيه
    [هناك صورة
    بعدها كلام قال صاحب الوعاء المختوم تعليقا عليها:]
    (صــــــــــــورة)
    الدايـرة البيـضا التي بـين الخـطين الأسـودين المحـيطة هي مثال الحـضرة الإلهية على التنزيه ولما كانت محـيطة بكل شـيء كما قال تـعالى والله بكل شـيء محـيط

    وقال تعالى { أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً } والدايرة البيضا التى فى جوفها الملاصقة
    بها التى يشقها الخط المسار إليه الأصغر هى دايرة الانسان فمن الخط
    المستدير الملاصق إلى جهة الحضرة الإلهية مضاهاة الحضرة الإلهية
    ومن الخط الأصغر إلى الدايرة الصغيرة مضاهاة الانسان عالم الكون
    والفصل الذى وقع فيها على التربيع هو لتعداد العوالم على الجملية
    والدايرة الصغيرة المحيطة بالمركز هى دايرة العالم الذى الانسان
    خليفة عليه وتحت تسخيره والخطوط الأربعة الخارجة من المركز إلى
    محيطها الفصول التى بين العوالم فتحقق ذلك المثال بعينك على
    السر الذى نصبناه إليك والله تعالى الموفق إلى سبيل الرشاد لا رب
    سواه وهذا نهاية ما قاله الشيخ وقد التزم رضى الله عنه أن يشير
    إلى المضاهاة لكل ما يقال له شئ قال وقد بينت لمن يريد هذه
    المعانى ما هو الكتاب منه أي من هذه النبذة الانسانية وأبين
    الوزير أين محله من هذه النشاة والقاضى العادل أي الذى يكون
    من الزام هذه المدينة والامناء الموكلون بحفظ هذه المدينة الانسانية
    والعاملون على جمع الصدقات من أربابها ودفعها إلى مستحقها
    والسفراء الذين يأتون بأنواع البضايع وهى من جميع أنواع العبادات
    واذكر السبب الذى حصل حتى جعل الحرب والملاحم ظاهراً وباطناً
    الظاهر حرب الدجال والمهدى وعيسى واجعله كالقالب لتحصيل
    الملاحم الباطنة بين العقل والهواء وبين الميل مع مرادات
    النفس ورتبت فيه أي فى هذا الديوان كل ما فى الانسان من كل ما له
    مقابلة الاعداء من كل صفة محمودة تقابلها صفة مذمومة و
    أبين متى يكون اللقاء بين هذه المقابلات بالملاحم الظاهرة
    والباطنة ومتى نصرته أي هذا الانسان الكامل نصراً موزراً يعنى
    قويا فى مجاهدة الأعداء وقد كونته حال كونه اميرا على ساير الجوارح
    ظاهرا وباطنا مدبراً لها لأن المتولى عليها بالأمر والنهى وانشاء
    الملك إنما يكون بتولية الأعضاء الظاهرة والباطنة وأقمت ببعض
    عالمه أي عالم الانسان ؟؟؟ كالقلب وبعضهم الهلك كالنفس
    وهذا هو المقصود بالمعنى فى جميع هذا الفن فقد كمل للسالك فى هذا
    المسلك الغرض من هذا العالم ونتيجة نصرة جند الله فى الطاعة
    وخذل الشيطان وجنده فى المعصية { أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
    وأمن الخايف من غلبة العدو والفتنة وأمن من كان فى قلبه غل أو
    حسد أو حقد أو المرض من نفاق أو سبب يفضى إلى الهلاك
    وكنت نويته أي قصدت أن أجعل فيه أي فى هذا الكتاب من
    الإشارات والعبارات ما أوضحه فى هذا المعنى تارة وما اخفيه

    أخرى وأين يكون محل هذه الإشارات من هذه النسخة الشريفة
    الانسانية المخصوصة بالواردات الرحمانية والنشأة الروحية
    لأن الروح الأمين جبريل لم يختص بجنس من الحيوان إلا بهذا
    الهيكل الانسانى وكذا الإلهام ولأن الختم للولاية عيسى وكان
    الواسطة عند القايه إلى مريم جبريل عليه السلام قال تعالى { إِنَّمَا
    الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ
    مِّنْهُ } لأنه الأمين وإلهام مخصوص بالكامل من جنس الآدمى وبالعرض
    والمضاهاة مقام الامام المهدى فإنه المقصود ومن يكون فى مقام
    الولاية الأقطاب سبعة وعيسى ختامهم وعيسى والمهدى كل
    منهما المنسوب بالنسب إلى بيت النبى أي بيت مقام النبوة
    لما روى أن الله تعالى أول ما خلق نور محمد صلى الله عليه وسلم
    وجعله فى قنديل من ياقوت معلق بالعرش وتجلى عليه فعرق
    من الهيبة فأول قطرة قطرت منه خلق منها آدم عليه السلام

    فقطر منه ماية ألف وأربعة وعشرون قطرة فخلق من كل
    قطرة روح نبى فعيسى من هذا البيت المقامى والمهدى عليه
    السلام من البيت المقامى الطينى أي من الطينة التى خلق منها صلى
    الله عليه وسلم ولما كان عيسى من آل بيته العالى والمهدى من بيته

    والطين نسبا إليه من جهة الملة والتشريع ونسبا إلى آدم من
    حيث النصب ولأن هذه النسبة المحمدية مبدؤ النبوة أزلا
    فكان أول من بدء أي من النور النبوى لأنه خلق من نوره فكانت
    النشأة المحمدية أولا وآخرا فلما كان الأمر كذلك أراد الله وأن
    يكون أيضا منها هذه النشأة التى هى ختم الأولياء لأنه صلى
    الله عليه وسلم ختم الأنبياء وجعل من بيته المقامى والطين ختم
    الأولياء وطبايع الأصفياء والطبع السجية التى جبل عليها
    الانسان وهو فى الأصل مصدر أي ارتسم فى طبعه الصفا بالقوة
    والفعل إذ الحاجة داعية إلى معرفة هاذين المقامين
    مقام الولاية والنبوة مقام عيسى والمهدى فهو أمر ضرورى
    لأجل المقابلة بمهدى العقل وعيسى الإلهام الذين هم فى الانسان
    وهاذين المقامين فى الانسان أقوى طلب وآخر لأن عيسى الظاهر
    والمهدى بالعرض وفى الانسان بالذات من كل تأله مضاهاة
    من كون من أكوان الحدثان أي من الأكوان الحادثة فإن كل
    كون من الأكوان انفرد بصفات دون الآخر ولم ينحصر جميع
    المضاهات فى كون واحد كالانسان فإنه سبق بالمضاهات جميع الأكوان
    بجميع صفاتها لانحصارها فى صغر حجمه لكننى لم أذكر جميع مضاهاته
    باستيفاء ما التزمته وذلك أنى خفت من ؟؟؟ العدو الشيطان
    فإنه مترصد العداوة قال الله تعالى { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ
    عَدُوّاً } أي مترصد العداوة فاتخذوه وترصدوا الخوف والحذر من
    فتنته وما بينت هذه الأشياء إلا خوفا فى حضرة السلطان
    الأعظم لأنه جعل على الباب أقواما وبأيديهم سيوف التشريع
    يمنعون من يريد الهجوم على حضرة السلطان بغير الإذن بالدخول
    أن يضربوا عنقه وأذن لأقوام أن يدخلوا من غير ذلك الباب وأخذ
    عليهم العهد بكتمان ذلك ومن أفشاه أمر الملك البواب بقتله
    فخشيت أن يطلع العدو فيقول ما لم أقل وينم على وينوى ما
    لم أنوه أي أقصده فضلا أن أتلفظ به من الأسرار الواردة المأمور
    بكتمانها وأحصل من أجله ومن افشايه فى النقص وفى بيت التسوية
    يعنى البيت السوى الذى تموت فيه النفس عند انكشافها من جميع
    الجهات عند من لم يطلع على هذه المعانى فعملت مثل لاعب
    الشطرنج فسترت كما يستر اللاعب الشاه للنفس فى حالة
    الكشف بالفرزان لما فيه من التورية بفرزان الشطرنج ومن
    تحقق هذه المعانى وبفرزها وما يراد بها وهو ملازمة الأحكام
    الشرعية صيانة من الفتنة لهذا الجثمان وأيضاً سبق لمن قبلى هذه

    الصناعة وذلك لما ورد عن أبى هريرة رضى الله عنه قال ورثت من رسول
    الله صلى الله عليه وسلم وعاءين فأما أحدهما فقد بثثته وأمَّا
    الآخر فلو بثثته لقطع منى هذا الحلقوم أو هذا البلعوم ثم
    رأيت كيف أشار إلى ما أودع الحق لنبيه من السر الإلهى وكيف
    أوحاه إلى أبى هريرة وكيف أشار إلى كتمه وفيه إشارة إلى تشريفه
    وما أفاضه من هذه الأسرار لديه لان أتانا الحقيقة والطريقة
    والشريعة والدليل عليه قضية جبريل فى بدء الوحى لما خنقه
    ثلاثا أو هزه فإن المحدثين يقولون ذلك اقتدى بسنته والعارفون
    يقولون إنما خنقه ثلاثا لحكمة فى الأولى أفاض عليه علم الحقيقة
    وفى الثانية علم الطريقة وفى الثالثة علم الشريعة فلم يعبر عن
    الطريقة والحقيقة لأن الحقيقة والطريقة معانى تنشأ عنها
    حقايق الألوهية ممنوع من افشائها وإنما هو مأمور بالتشريع فلهذا
    كان يقول فى الأولى والثانية لست بقارئ وفى الثالثة قال له { اقْرَأْ
    بِاسْمِ رَبِّكَ } الآية فقرأ ورجع بها إلى خديجة بنت خويلد
    ثم أن الشيخ رضى الله عنه سلم الأمر إلى الله تعالى بقوله توكلت فى
    إبرازه عليه لأنه خير من يلجأ ويعتمد عليه فجعلت هذا الكتاب
    المسمى بعنقا مغرب بيانا لمعرفة هذين المقامين مقام الإمام .......

      الوقت/التاريخ الآن هو 27/11/2024, 03:47